issue17182

11 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت «الضبعة»... «الحلم النووي» المصري يدخل مرحلة حاسمة بالتزامن مع الاحتفال بالعيد السنوي الـــخـــامـــس لـــلـــطـــاقـــة الــــنــــوويــــة، الــــــذي يـــوافـــق التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عـام، شـارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولــــى بمحطة الـضـبـعـة الــنــوويــة، وتوقيع أمـــر شــــراء الـــوقـــود الـــنـــووي، لـيـدخـل «الـحـلـم النووي» المصري مرحلة حاسمة. وعــــــد الــــرئــــيــــس الــــــروســــــي، فـــــي كـلـمـتـه حينها عـبـر تقنية «الـفـيـديـو كـونـفـرانـس»، الـتـعـاون القائم بـن مصر وروسـيـا فـي بناء المفاعل الـنـووي «نجاحا بـــارزاً»، مشيرا إلى أن «المـشـروع سيوفر الكهرباء الـازمـة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي». وقال السيسي في كلمته إنه «في ظل ما يشهده العالم من أزمـات متلاحقة في قطاع الـطـاقـة، وارتــفــاع أسـعـار الــوقــود الأحــفــوري، تـــتـــجـــلـــى بـــــوضـــــوح أهـــمـــيـــة وحـــكـــمـــة الــــقــــرار الاستراتيجي، الـذي اتخذته الـبـاد، بإحياء البرنامج الـنـووي السلمي، باعتباره خيارا وطنياً، يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمـــنـــة ونـظـيـفـة، دعــمــا لأهـــــداف رؤيــــة مصر .»2030 وتــــقــــدر الـــطـــاقـــة الـــكـــهـــربـــائـــيـــة المـــتـــوقـــع توليدها من محطة الضبعة النووية بنحو مـــيـــغـــاواط، عــبــر أربـــعـــة مـــفـــاعـــات من 4800 ، وهو 1200-VVER الجيل الـثـالـث مـن طـــراز في المائة من إنتاج الكهرباء في 10 ما يمثل مصر. وخـطــت مـصـر أولــــى خـطـواتـهـا الــجــادة 2015 نـــحـــو تــنــفــيــذ المـــــشـــــروع فــــي نـــوفـــمـــبـــر بـــتـــوقـــيـــع اتـــفـــاقـــيـــة مـــبـــدئـــيـــة بــــن الــرئــيــســن المصري والـروسـي لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء، تنفذها شركة «روساتوم» الحكومية الــروســيــة، لتتخذ مـصـر مــن يـوم التوقيع عيدا وطنيا للطاقة النووية. وبـــعـــد عــــامــــن، وتـــحـــديـــدا فــــي نـوفـمـبـر ، تـــم الـتـوقـيـع عـلـى الــعــقــود الرئيسية 2017 1200 لبناء الوحدات الأربع للمحطة، بطاقة ميغاواط لكل وحدة، لتنطلق بعدها الأعمال التحضيرية والإنـشـائـيـة لـلـمـشـروع بتكلفة 85 ، مليون دولار 28.75 إجمالية تقدر بنحو في المائة منها قـرض حكومي روسـي ميسّر فـي المـائـة سنويا يـبـدأ ســـداده عام 3 بـفـائـدة ، والباقي تمويل ذاتي مصري. 2029 «تشيرنوبل» جمد الحلم الــــرغــــبــــة فـــــي امـــــتـــــاك الــــطــــاقــــة الـــنـــوويـــة السلمية «حلم راود المصريين منذ منتصف القرن الماضي»، بحسب السيسي. حيث بدأت طموحات مصر النووية بعد فترة قصيرة من اكتشاف القدرة على توليد الطاقة السلمية من الانشطار النووي. ففي أعقاب مؤتمر جنيف الأول للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، )AEA( أنـــشـــأت مــصــر هـيـئـة الـــطـــاقـــة الــــذريــــة . وبعد ست سنوات افتتحت مركز 1955 عـام الـبـحـوث الــنــوويــة فــي أنــشــاص وشـغّــلـت أول 2 ) بـقـدرة WWR-S مفاعل بحثي (مــن طـــراز ميغاواط، بالتعاون مع «الاتحاد السوفياتي» آنـــــــذاك، لإجــــــراء الأبــــحــــاث والـــتـــدريـــب وإنـــتـــاج النظائر المشعة. أعلنت مصر عـن خطط 1964 وفــي عــام لبناء أول محطة لتوليد الـكـهـربـاء الـنـوويـة، واخــــــتــــــارت مـــبـــدئـــيـــا مــــوقــــع «ســـــيـــــدي كـــريـــر» فـــي الــســاحــل الــشــمــالــي أيـــضـــا، لــكــن الــظــروف الاقـتـصـاديـة والسياسية فـي المنطقة أرجــأت المشروع. ، عـــاد الـحـلـم الــنــووي 1973 وبــعــد حـــرب يراود المصريين وتم وضع خطة لبناء محطات آلاف مـيـغـاواط بحلول عام 10 نـوويـة بـقـدرة ، وخــصــصــت مـنـطـقـة «الـــضـــبـــعـــة» بعد 2000 مفاضلة بـن أمـاكـن عـدة على سـواحـل البحر الأحمر والبحر المتوسط. 1968 و 1983 وشــــــهــــــدت الــــفــــتــــرة بــــــن المـنـاقـصـة الـدولـيـة الـثـانـيـة لـلـمـشـروع وتلقت فــيــهــا مـــصـــر عــــروضــــا مــــن شــــركــــات أمــيــركــيــة وألمانية وسويدية. وكانت القاهرة على وشك توقيع العقد لكن «كارثة مفاعل تشيرنوبل» (أوكرانيا التي كانت آنــذاك جـزءا من الاتحاد جمّدت 1986 ) السوفياتي) في أبريل (نيسان الحلم. وبــــعــــد هـــــــدوء المـــــخـــــاوف مــــن المـــفـــاعـــات الـــــنـــــوويـــــة الــــســــلــــمــــيــــة، قـــــــــررت مــــصــــر إحــــيــــاء 2007 ، وفي عام 1999 برنامجها النووي عام تـــم تـشـكـيـل هـيـئـة المــحــطــات الــنــوويــة لتوليد ) كــهــيــئــة مــســتــقــلــة تــكــون NPPA( الـــكـــهـــربـــاء مسؤولة عـن تنفيذ وإدارة المـشـروع الـنـووي. وأعـــلـــن الــرئــيــس الأســـبـــق حـسـنـي مـــبـــارك عـام عن إعادة تفعيل دراسات موقع الضبعة. 2008 لكن مــرة أخـــرى تعطّل المـشـروع بفعل أحــداث ، قبل أن يعيد السيسي إحياءه بالتوقيع 2011 .2015 على اتفاق مبدئي مع روسيا عام عوائد اقتصادية تدخل مصر النادي النووي بطموحات اقـــتـــصـــاديـــة كـــبـــيـــرة، مــســتــهــدفــة تـــعـــزيـــز أمـــن الطاقة وتحقيق التنمية، ويقول السيسي إن المشروع «سيعزز مكانة بلاده كمركز إقليمي للطاقة، ويحدث نقلة نوعية في مسار توطين المعرفة والاستثمار في الكوادر البشرية». ويعد دخــول مصر إلـى مـيـدان التطوير الــصــنــاعــي والــتــكــنــولــوجــي لـلـطـاقـة الــنــوويــة من العوائد المهمة للمشروع، بحسب دراسة نشرها نائب رئيس وحدة دراسات الاقتصاد والطاقة بـ«المركز المصري للفكر والـدراسـات الاستراتيجية»، أحمد بيومي، العام الماضي، حـــيـــث مــــن المـــتـــوقـــع أن تــــكــــون نـــســـبـــة تـنـفـيـذ في المائة من المـشـروع بالتعاون مع 20 نحو الـشـركـات المحلية، ومــن المستهدف أن تصل في المائة 25 إلـى 20 نسبة المكون المحلي من ، تـزيـد 2028 عـنـد تـشـغـيـل المــفــاعــل الأول فـــي فـي المـائـة عند تشغيل المفاعل الرابع 35 إلـى ، كـمـا ستتولى شـركـة «روســـاتـــوم» 2031 فــي الحكومية الروسية تدريب ما يقرب من ألفي شـــخـــص مــــن مـــوظـــفـــي الــتــشــغــيــل والــصــيــانــة للعمل في المحطة. وفــــقــــا لــهــيــئــة الاســــتــــعــــامــــات المـــصـــريـــة الـرسـمـيـة، فـإنـه «مــن المـتـوقـع أن تبلغ القيمة المــــضــــافــــة لــــلــــمــــشــــروع فــــــي الــــنــــاتــــج المـــحـــلـــي مليارات 4 الإجمالي خلال فترة الإنشاء نحو دولار سنوياً». وتـوفـر المحطة مـصـدرا ثابتا للكهرباء يعمل على مـــدار الـسـاعـة، مـا يقلل الاعـــتـــمـــاد عــلــى الـــوقـــود الأحــــفــــوري ويـضـمـن استقرار الشبكة. ويـأتـي إنـشـاء محطة الضبعة النووية في إطار خطة مصرية لتنويع «سلة الطاقة»، بـحـسـب أســـتـــاذ هــنــدســة الـــبـــتـــرول والــطــاقــة، الــــدكــــتــــور جــــمــــال الـــقـــلـــيـــوبـــي، الـــــــذي يــوضــح لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» أن «مـــصـــر تــســعــى لأن تـكـون لديها مـصـادر مـتـعـددة مـن الـطـاقـة، لا تعتمد فقط على الشق الــحــراري واستخدام عاما كان 50 الوقود الأحفوري». وقال: «طوال في المائة 98 الوقود الأحفوري مصدرا لنحو من الطاقة في مصر، لكن الأمر تغيّر منذ عام مع زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة 2018 من الرياح والشمس والهيدروجين الأخضر»، مـشـيـرا إلـــى أن «مـحـطـة الـضـبـعـة مــع اكـتـمـال إلى 16 تشغيل مفاعلاتها قد تسهم في نحو في المائة من الكهرباء في مصر». 18 وتـسـتـهـدف مــصــر، وفــقــا للتصريحات الرسمية، الوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في المائة من 42 ضمن مزيج الطاقة إلى نحو .2030 إجمالي الطاقة بحلول عام لا تـقـتـصـر الـــعـــوائـــد الاقـــتـــصـــاديـــة على تــوفــيــر الــكــهــربــاء وتـــوفـــيـــر جــــزء مـــن فـــاتـــورة اســــتــــيــــراد مـــصـــر لــــلــــوقــــود الأحــــــفــــــوري الــتــي مـــلـــيـــار دولار الــــعــــام المـــاضـــي، 12 تــــجــــاوزت بحسب تصريحات لـوزيـر الـبـتـرول المصري السابق، طارق الملا. ويشير القليوبي إلى أن فاتورة استيراد الوقود لتشغيل محطات الكهرباء تبلغ نحو فــي المــائــة مــن القيمة الإجـمـالـيـة لـفـاتـورة 50 اســـتـــيـــراد الــــوقــــود. وقــــــال: «مــحــطــة الـضـبـعـة ستوفر جزءا كبيرا من فاتورة الاستيراد، كما أن عوائدها الاقتصادية تمتد إلى مناح أخرى تتعلق بتحلية مياه البحر وإنـتـاج النظائر المـشـعـة المـسـتـخـدمـة فــي عـــدد مــن الـصـنـاعـات الـطـبـيـة والــــزراعــــيــــة». وأضــــــاف: «لــــدى مصر خطة واضحة. خطة تـؤازر الدولة اقتصاديا وتتماشى مع أهــداف الــدول الصناعية، عبر تـحـسـن مـلـف الـصـنـاعـة واســـتـــخـــدام الـطـاقـة النووية في كثير من المناحي الاقتصادية». خيار استراتيجي يسهم مشروع الضبعة في توفير العملة آلاف فـرصـة عمل 6 الصعبة، كما يـوفـر نحو فـــي أثـــنـــاء الإنــــشــــاء، وآلاف فــــرص الــعــمــل في عاماً. كما 60 أثناء فترة التشغيل التي تمتد لـ تعد محطة الضبعة الـنـوويـة مـصـدرا نظيفا وخاليا تماما من انبعاثات الكربون، ويدعم ، بحسب هيئة 2035 استراتيجية مصر للطاقة الاستعلامات المصرية. دخـول مجال الطاقة النووية هو «خيار استراتيجي»، بحسب دراســـة نشرها رئيس وحـــــدة الـــعـــاقـــات الـــدولـــيـــة ورئـــيـــس بــرنــامــج دراســـــات الـطـاقـة بـــ«مــركــز الأهـــــرام لـلـدراسـات السياسية والاسـتـراتـيـجـيـة»، الـدكـتـور أحمد قنديل، مشيرا إلى أن «الضبعة ليست مجرد محطة كهرباء»، إذ إنها تحقق أهدافا عدة، من بينها؛ «بناء أمن طاقة مصري مستقل نسبيا عن تقلبات الأســواق العالمية للبترول والغاز الـطـبـيـعـي، وتــحــريــر جـــزء مـــن الـــغـــاز المـصـري للتصدير أو الاستخدام الصناعي، خاصة في البتروكيماويات والأسمدة، ودعم الصناعات الثقيلة والتوجه نحو الهيدروجين الأخضر، وتـوفـيـر مـصـدر مستقر للكهرباء عـلـى مـدى عقود». يسهم المــشــروع أيـضـا فـي تعزيز مكانة مــصــر الإقــلــيــمــيــة، بـحـسـب قــنــديــل الــــذي قـــال: «مصر اليوم لاعب رئيسي في الغاز الطبيعي في منطقة شـرق المتوسط، وقـوة صاعدة في الـــطـــاقـــة المـــتـــجـــددة، وتــعــمــل عــلــى مــشــروعــات لــلــربــط الــكــهــربــائــي مـــع ثــــاث قـــــــارات، وحــن تــكــتــمــل وحــــــــدات الـــضـــبـــعـــة، ســتــمــتــلــك مـصـر برنامجا نوويا سلميا واسع النطاق، يمنحها وزنا إضافيا في معادلات الطاقة الإقليمية». أمــــا الــقــلــيــوبــي فـيـشـيـر إلــــى أن مــشــروع الـــضـــبـــعـــة يُــــدخــــل مـــصـــر إلــــــى «نــــــــادي الــــــدول الــصــنــاعــيــة الـــكـــبـــرى الـــتـــي تــســتــخــدم الــطــاقــة النووية لأغراض سلمية». أبعاد سياسية وبــيــنــمــا سـتـسـهـم مــحــطـة الــضــبــعــة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة على المدى الطويل، فإن هناك دوافع أخرى لإقدام البلاد على هذه الخطوة، من بينها «تعزيز المكانة الـسـيـاسـيـة لـلـحـكـومـة فـــي الـــداخـــل وتـوسـيـع علاقاتها الأجنبية إلى ما يتجاوز واشنطن»، بحسب مقال نشره إيريك تراجر في «معهد .2016 واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» عام أشــار تـراجـر وقـت ذاك إلـى أن «المـشـروع يــســتــهــدف إعـــطـــاء أمــــل لـلـمـصـريـن وتــعــزيــز الـــدعـــم الـــداخـــلـــي لــلــحــكــومــة، بـــعـــدّه مـشـروعـا قـــومـــيـــا»، كـــمـــا أنـــــه يـــأتـــي فــــي إطــــــار مـسـاعـي القاهرة لـ«توسيع نطاق التواصل الخارجي لـيـتـجـاوز عـاقـتـهـا الـثـنـائـيـة بــواشــنــطــن، ما يُــظـهـر مـصـر بـــصـــورة المـنـفـتـحـة عـلـى الـعـالـم أجــــمــــع». وقــــــال تــــراجــــر إن المــــشــــروع «يـــوطـــد علاقات مصر وروسيا». وهو أمر أكده بالفعل الرئيسان المصري والـــــروســـــي أخــــيــــراً، حـــيـــث قـــــال الــســيــســي إن المشروع «يعد برهانا عمليا على أن شراكتنا لا تــقــتــصــر عـــلـــى الـــتـــصـــريـــحـــات الــســيــاســيــة الـبـراقـة، بـل تتجسد فـي مـشـروعـات واقعية، تــتــرجــم إلــــى تـنـمـيـة حـقـيـقـيـة، تـــعـــود بـالـنـفـع المــبــاشــر عــلــى شـعـبـيـنـا»، بـيـنـمـا أكــــد بـوتـن دعــــم بــــاده «طـــمـــوحـــات مــصــر الـتـنـمـويـة في إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجي الممتد بين البلدين». وقــال: «هـذه الشراكة مستمرة وتـتـجـلـى فــي ارتـــفـــاع حـجـم ومــعــدل الـتـجـارة بــن الـبـلـديـن، وتـكـثـيـف الــتــعــاون الـصـنـاعـي، فـــضـــا عــــن مـــضـــي روســــيــــا قـــدمـــا فــــي إنـــشـــاء منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس». ويشير تــراجــر، فـي هــذا الإطــــار، إلــى أن المشروع يعزز نفوذ موسكو في القاهرة، ما قد يثير قلق الولايات المتحدة نظرا لاهتمام واشـنـطـن بـالاسـتـقـرار الاقـتـصـادي فـي مصر وبآفاق سياستها الخارجية. وفـــــــــي هـــــــــذا الإطـــــــــــــــار، يـــــــــرى مـــســـتـــشـــار «مــــــركــــــز الأهــــــــــــــرام لــــــلــــــدراســــــات الـــســـيـــاســـيـــة والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، أن «مصر حريصة ومنفتحة على قوى وأقطاب أخــرى دون المـسـاس بالعلاقة الاستراتيجية مع واشنطن»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة لديها علاقات تجارية واقتصادية وسياسية مع روسيا والصين». وبـالـفـعـل أكـــد عـضـو «المـجـلـس المـصـري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية المـصـري الأســبــق، السفير رخــا أحـمـد حسن، أن «هــــــــذا المــــــشــــــروع يــــربــــط مـــصـــر وروســــيــــا بــعــاقــات فـــي قـــطـــاع مــهــم لـلـغـايـة ولــســنــوات طويلة مقبلة». وقـــال لــ«الـشـرق الأوســـط» إن «المشروع يحقق أهدافا اقتصادية وسياسية عـدة تـتـراوح ما بين توفير الكهرباء وتنمية الكوادر الوطنية إلى تعزيز المكانة الإقليمية والدولية». وهــنــا يـلـفـت الـشـوبـكـي إلـــى أن «حـــرص مصر على امـتـاك الـطـاقـة الـنـوويـة السلمية - إضـــافـــة إلـــى أهـمـيـتـهـا الاقــتــصــاديــة - نـابـع مـن رغبتها فـي تأكيد حضورها فـي الملفات الكبرى». وقال: «الدول التي تمتلك وتستخدم الطاقة النووية السلمية لديها مكانة وتأثير وحضور دولي». وتــؤكــد مـصـر حقها فــي امــتــاك الطاقة الـــنـــوويـــة بــمــوجــب «مـــعـــاهـــدة حــظــر انــتــشــار الأســلــحــة الــنــوويــة» الــتــي وقّــعــت عليها عـام . وتـــعـــوّل 1981 وصــــدّقــــت عـلـيـهـا عــــام 1968 الـقـاهـرة على القيمة الاستراتيجية لمشروع الـــضـــبـــعـــة، ووفــــــق الـــســـيـــســـي فـــــإن «المــــشــــروع سيضع مصر في موقع ريـادي، على خريطة الاستخدام السلمي للطاقة النووية». جانب من أعمال إنشاء محطة «الضبعة» النووية في يونيو الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية) تـــقـــف مـــصـــر عـــلـــى مـــقـــربـــة مــــن تــحــقــيــق «الـــحـــلـــم النووي»، الذي راودها منذ خمسينات القرن الماضي، عـــقـــب خــــطــــوات جــــــادة وثـــابـــتـــة لــتــنــفــيــذ «مــشــروعــهــا الاستراتيجي»، وإنـشـاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح 289 على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد نحو كيلومترا شمال غربي القاهرة، بتمويل وتكنولوجية روسيين. وبينما يأتي المشروع في سياق خطة مصر لتنويع مصادر الطاقة ورؤيتها الاستراتيجية لامتلاك الطاقة النووية السلمية، فإن مشروع «محطة الضبعة النووية» تتجاوز أبـعـاده حـدود الاقتصاد، لتمتد إلى السياسة والبيئة والمجتمع. المشروع قرار استراتيجي بأبعاد سياسية واقتصادية القاهرة: فتحية الدخاخني «مـــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــى ســــــــتــــــــعــــــــكــــــــس الاســــتــــطــــاعــــات عـــظـــمـــة أمـــيـــركـــا اليوم؟... متى سيُقال أخيرا إنني أنـــشـــأت، مــن دون تـضـخـم، ربما أفضل اقتصاد في تاريخ بلدنا؟ متى سيفهم الناس ما يحدث؟» الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على منصته «تروث سوشيال» «رغم الضغوط، نحن مصرّون على (تحقيق) هدفنا: التوصل إلى ســـام عــــادل ودائـــــم لأوكـــرانـــيـــا (...) عبارة دائما تعني أن أي اتفاق سلام يــجــب ألا يــنــطــوي عــلــى بــــذور نـــزاع مستقبلي ولا يزعزع البنية الأمنية الأوروبية برمتها». رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «الــــعــــقــــوبــــات الــــتــــي فُــــــرِضَــــــت الـــيـــوم (الجمعة) على قادة (قوات الدعم السريع) تــســتــهــدف بــشــكــل مــبــاشــر أولـــئـــك الــذيــن تــلــطــخــت أيـــديـــهـــم بــــالــــدمــــاء (...) الأدلـــــة الدامغة على هـذه الجرائم الشنيعة، من إعـــدامـــات جـمـاعـيـة وتـجـويـع واسـتـخـدام الاغتصاب بشكل ممنهج ومتعمد كسلاح حرب... لن تمر من دون عقاب». وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر «ســـيـــطـــر الــــلــــون الـــــرمـــــادي عـلـى كــل شـــيء والـتـهـم بـشـراهـة كــل شـيء وغطى كل سطح (...) كنت سأعطي كـل شـيء مقابل أن أتمكن مـن النظر عبر النافذة أو للاستمتاع بمشاهدة السيارات وهي تمر». الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في كتابه الجديد «مذكرات سجين» تقدر الطاقة الكهربائية المتوقع توليدها من محطة الضبعة بنحو ميغاواط، 4800 مفاعلات 4 عبر من الجيل الثالث رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد مراسم توقيع أمر شراء الوقود النووي في نوفمبر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky