issue17182

10 أخبار NEWS Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت ASHARQ AL-AWSAT أميركا تستهدف الناقلات لقطع الإيرادات النفطية عن فنزويلا القارة تنظر بقلق كبير إلى «الاستدارة» الأميركية بعد الحشد العسكري... ترمب يُصعّد اقتصاديا ضد مادورو «وثيقة ترمب» تُسرّع توجّه أوروبا نحو «الاستقلالية الاستراتيجية» صـــــعّـــــدت إدارة الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي دونـــــالـــــد تـــرمـــب ضـــغـــوطـــهـــا عـــلـــى الــرئــيــس الفنزويلي نيكولاس مــادورو، عبر سلسلة عقوبات جـديـدة وتلويح بـمـصـادرة المزيد من ناقلات النفط. ورجـــحـــت تـــقـــاريـــر أمــيــركــيــة أن تـكـون مــصــادرة واشـنـطـن ناقلة النفط «سكيبر» قــبــل أيـــــام قــبــالــة ســـواحـــل فـــنـــزويـــا مـجـرد مقدمة لاحـتـجـاز مـزيـد مـن السفن المماثلة فــــي ســــيــــاق مـــرحـــلـــة جــــديــــدة فــــي الـــجـــهـــود لإطاحة مادورو الذي يعتمد اقتصاد بلاده في المائة على الإيرادات النفطية. 90 بنسبة وعـنـدمـا سُــئـلـت عــن هـــذه المـسـاعـي، أجـابـت الــنــاطــقــة بـــاســـم الــبــيــت الأبــــيــــض، كـــارولـــن ليفيت، أن الإدارة «تنفّذ سياسات العقوبات التي وضعها الرئيس وسياسات العقوبات الأمــيــركــيــة»، مـضـيـفـة: «لـــن نـقـف مكتوفين ونـشـاهـد سفنا خـاضـعـة للعقوبات تبحر محمّلة بالنفط فـي الـسـوق الــســوداء، الـذي سـتُــسـتـخـدم عــائــداتــه فـــي تـمـويـل الإرهــــاب المــرتــبــط بــتــجــارة المـــخـــدرات لأنـظـمـة مـارقـة وغـــيـــر شـــرعـــيـــة حـــــول الــــعــــالــــم». وأكـــــــدت أن وزارة الـعـدل طلبت وحصلت على الموافقة القضائية للمصادرة، «لأنها سفينة سرية خاضعة للعقوبات، معروفة بنقلها نفطا خـاضـعـا للعقوبات فــي الــســوق الـــســـوداء»، وهو يُمول «الحرس» الإيراني و«حزب الله» اللبناني. وتـــــزامـــــنـــــت هــــــــذه الــــتــــصــــريــــحــــات مــع إعـــــــان وزارة الــــخــــزانــــة الأمـــيـــركـــيـــة فـــرض عقوبات على ثلاثة من أبناء شقيقة زوجة مـــــادورو، سيليا فـلـوريـس، ورجـــل الأعـمـال الـــبـــنـــمـــي رامــــــــون كـــاريـــتـــيـــرو نــابــولــيــتــانــو الـــــــذي يـــســـهّـــل شـــحـــن المـــنـــتـــجـــات الــنــفــطــيــة للحكومة الـفـنـزويـلـيـة، علما بـــأن عقوبات ســابــقــة فُـــرضـــت عــلــى الأشـــخـــاص الأربـــعـــة، ثــــم رفـــعـــتـــهـــا إدارة الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق جـو بــايــدن عــن أبــنــاء الشقيقة فــي إطـــار صفقة لــتــبــادل الــســجــنــاء. وأُضــيــفــت ســـت نـاقـات نفط أخـــرى، والـشـركـات المسجلة باسمها، إلـــى قـائـمـة الـعـقـوبـات الأمـيـركـيـة. واتهمت وزارة الـــخـــزانـــة هــــذه الــســفــن بــــ«الانـــخـــراط فـــي مــمــارســات شـحـن خـــادعـــة وغــيــر آمـنـة، وتـواصـل توفير مـــوارد مالية تُــغـذي نظام مادورو الفاسد القائم على تجارة المخدرات والإرهاب». ركود حاد ويُعتقد أن المزيد من عمليات مصادرة نـــاقـــات الــنــفــط، أو حــتــى مــجــرد الـتـهـديـد بـهـا، ســيُــؤدي إلــى سلسلة متصاعدة من الأزمــــات، مما يُجبر فنزويلا على خفض أســــعــــار نــفــطــهــا بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر لمــشــتــريــهــا الـــقـــائـــل، ومــنــهــم الـــصـــن، وإنــــفــــاق المــزيــد مـن احتياطياتها المتضائلة مـن العملات الأجنبية لكبح جماح التضخم المتصاعد. ولــتــجــاوز الأنــظــمــة المــالــيــة وخــدمــات الـــشـــحـــن الـــغـــربـــيـــة، تــعــتــمــد الــــصــــن عـلـى نـاقـات «أسـطـول الـظـل»، وهـي عـــادة سفن قـديـمـة تـعـمـل بـتـراخـيـص وأعــــام مــــزوّرة. ومـــمـــا يـــؤكـــد خـــطـــورة الـــوضـــع أن الـنـاقـلـة التي صُودرت، الأربعاء، كانت تحمل نفطا 5 مـلـيـون دولار، أي مـــا يـــعـــادل 80 بـقـيـمـة في المائة مما تنفقه فنزويلا شهريا على الــســلــع المــــســــتــــوردة، مــمــا يُـــنـــذر بـاحـتـمـال حدوث نقص في الإمدادات. وأوضـــــــــــــــحـــــــــــــــت كـــــــــبـــــــــيـــــــــرة مـــــحـــــلـــــلـــــي الاســــــتــــــخــــــبــــــارات الــــبــــحــــريــــة لــــــــدى شـــركـــة «ويـــــــنـــــــدوارد»، مـــيـــشـــال ويـــــز بـــوكـــمـــان، أن ناقلة خاضعة للعقوبات 20 هناك أكثر من الأمـــيـــركـــيـــة، وهــــي تـعـمـل قــبــالــة الــســواحــل الفنزويلية وترفع أعلاما مزيفة. وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تُعد السفن الـتـي تعمل مـن دون أعـــام شرعية بلا جنسية، وبالتالي يمكن تفتيشها من قِبل أي سلطة وطنية. وأضافت بوكمان أن سفينة حول العالم تحمل أعلاما 400 نحو مزيفة. ونــــقــــلــــت صـــحـــيـــفـــة «وول ســـتـــريـــت جورنال» عن مدير الشؤون الجيوسياسية لـــدى شــركــة «رابـــيـــدان إنــرجــي غــــروب» في واشنطن، فرناندو فيريرا، قوله إن التحرك الأمـــيـــركـــي ضـــد قـــطـــاع الــنــفــط «قــــد يــزعــزع استقرار النظام»، مضيفا أن ترمب «يسعى إلــــى تــعــزيــز نـــفـــوذه لإجـــبـــار مــــــادورو على الرحيل». ونـقـلـت صحيفة «واشــنــطــن بـوسـت» عـــن مـسـتـشـار لـــم تـسـمـه لــشــركــات الـطـاقـة العاملة فـي قـطـاع النفط الفنزويلي قوله إنــه «يـتـم الآن تحذير كـل سفينة خاضعة للعقوبات تفكر فـي الـتـوجـه إلــى فنزويلا مــن أن الـحـكـومـة الأمـيـركـيـة قــد تفتشها». وأضاف: «قد يكون لهذا الأمر تأثير سلبي كبير على مالكي السفن ومشغليها؛ هل أرغـب في المخاطرة بالذهاب إلـى فنزويلا والـــتـــعـــرض لـلـتـفـتـيـش مـــن قِــبــل الـسـلـطـات الأميركية؟». ورأى الخبير الاقتصادي الفنزويلي لدى جامعة دنفر، فرانسيسكو رودريغيز، أن مادورو تجاوز أزمات أسوأ بكثير، لكن إذا استمرت الولايات المتحدة في مصادرة نـــاقـــات الــنــفــط ومــهــاجــمــة تـــجـــارة الـنـفـط الفنزويلية، «فـقـد يـكـون الأثـــر على البلاد كارثياً»، مضيفا أنـه «إذا ما فُقدت القدرة عـــلـــى بـــيـــع الـــنـــفـــط تـــمـــامـــا، وهـــــو مــــا يـمـكـن تحقيقه مـن خــال الـحـصـار الـبـحـري، فإن فنزويلا ستدخل في ركود اقتصادي حاد، .»2020 و 2016 أسوأ مما شهدته بين عامَي خيار اللجوء إلى كولومبيا وتحشد إدارة ترمب منذ خمسة أشهر قـــوات قـبـالـة ســواحــل فـنـزويـا فــي محاولة سبتمبر (أيلول) 2 للإطاحة بمادورو. ومنذ الماضي، شنّت القوات الأميركية غارات على قاربا تشتبه في أنها كانت تنقل 20 أكثر من مخدرات إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى شخصا على الأقل. 87 مقتل وفـــي مـحـاولـة مـنـه لتهدئة الـضـغـوط، شــدد مــــادورو فـي الأيـــام الأخــيــرة إجـــراءات أمـنـه الـشـخـصـي وعــــزّز عـاقـاتـه مــع حلفاء مـثـل روســـيـــا الــتــي أكـــد رئـيـسـهـا فـاديـمـيـر بـــوتـــن، خــــال اتـــصـــال هــاتــفــي، الـخـمـيـس، دعـمـه «سـيـاسـات حكومة مــــادورو الرامية إلى حماية المصالح الوطنية والسيادة في ظل تزايد الضغوط الخارجية». كــــمــــا تـــــحـــــدث مــــــــــــادورو مـــــع الـــرئـــيـــس الـبـرازيـلـي لـويـس إيـنـاسـيـو لـــولا دا سيلفا الذي أراد فهم وجهة نظر مـادورو في شأن التصعيد الأميركي، والتعبير عن رغبته في إحلال السلام بالمنطقة. أمـــــا كـــولـــومـــبـــيـــا فــــأكــــدت اســـتـــعـــدادهـــا لمـــنـــح الــــرئــــيــــس الـــفـــنـــزويـــلـــي حـــــق الـــلـــجـــوء إلــيــهــا، فـــي حـــال تـنـحّــى عـــن الـسـلـطـة تحت ضغط الــولايــات المـتـحـدة. وتـنـاولـت وزيــرة الخارجية الكولومبية، روزا فيافيثينسيو، الخميس، في مقابلة مع راديــو «كـاراكـول» فرضية تنحّي مادورو، وقالت إن «كان تركُه السلطة يستلزم انتقاله للعيش في بلد آخر أو طلب الحماية، فــإن كولومبيا لـن يكون لديها سبب لرفضه». ورأت فيافيثينسيو أن حكومة انتقالية فـي فـنـزويـا «ستكون حـــاً» لـوقـف التصعيد فــي المـنـطـقـة، لكنها شددت على أن «هذا القرار يجب أن تتخذه الــــولايــــات المـــتـــحـــدة وحـــكـــومـــة مـــــــادورو في إطار تفاوض». وسبق للرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو أن رأى، الأربعاء، أن الـــــوقـــــت قـــــد حــــــان مـــــن أجــــــل «عــــفــــو عـــام و(تـألـيـف) حكومة انتقالية فـي فـنـزويـا». وعـــلـــى غــــــرار عـــــدد مــــن الـــــــدول الأخــــــــرى، لـم 2024 تعترف كولومبيا بنتيجة انتخابات الرئاسية في فنزويلا التي فاز فيها مادورو بــولايــة ثـالـثـة، نتيجة مــا تصفه المـعـارضـة بالتزوير. لكن بوغوتا أبقت رغم ذلك على العلاقات الدبلوماسية مع جارتها. كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مــنــذ وصـــولـــه إلــــى قــصــر الإلـــيـــزيـــه ربـــيـــع عــام ، سـبـاقـا فـــي الـــدعـــوة إلـــى «الاسـتـقـالـيـة 2017 الاستراتيجية» لأوروبــا عن الولايات المتحدة الأمــــيــــركــــيــــة. وبـــاســـتـــثـــنـــاء بـــعـــض الأصــــــــوات الأوروبية الضعيفة التي «تفهمت» دعوته، فإن أكثرية الــدول الأوروبـيـة الأعـضـاء في الاتحاد الأوروبي عبّرت عن مواقف «فاترة»، إن لم تكن «متحفظة». وثـمـة سببان رئيسيان لـذلـك. الأول، أن أوروبــــا عــاشــت، مـنـذ انـتـهـاء الــحــرب العالمية، تــحــت المــظــلــة الأمــيــركــيــة - الأطــلــســيــة. وحـتـى الــــيــــوم، لــــم تــعــثــر عـــلـــى بـــديـــل عــنــهــا لـحـمـايـة نفسها في عالم يتسم بالخطورة. والآخـر، أن الاتــحــاد الأوروبـــــي، رغــم الـجـهـود الـــذي بذلها في السنوات الأخيرة لتعزيز قدراته الدفاعية وصناعاته العسكرية، ما زال يعاني الضعف عـسـكـريـا. وأبـــــرز دلــيــل عـلـى ذلـــك أن «تـحـالـف دولـــــة غـالـبـيـتـهـا 34 الـــراغـــبـــن» المــتــشــكــل مـــن أوروبـــــيـــــة، الــــــذي رأى الــــنــــور لـــدعـــم أوكـــرانـــيـــا عسكريا من خلال نشر قوات بعيدا عن خطوط القتال ولردع روسيا من معاودة الهجوم على أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف النار أو اتفاقية سلام مع موسكو، ما زال كيانا نظريا لأن الكثير مـن الـــدول «الـراغـبـة» تـربـط إرســال وحداتها العسكرية بوجود «ضمانة أميركية» لحماية القوة لأوروبية. ما بعد «الوثيقة الاستراتيجية» أحـــــدث نــشــر إدارة الـــرئـــيـــس الأمــيــركــي دونـــالـــد تــرمــب وثــيــقــة «اســتــراتــيــجــيــة الأمـــن القومي»، التي تحث الأوروبيين على التكفل بالدفاع عن أنفسهم - ما يعني عمليا سحب مـظـلـة الـحـمـايـة عــنــهــم-، انــقــابــا فــي الـوضـع وفي علاقة الأوروبيين بالطرف الأميركي. وســـــــارع وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة الـــفـــرنـــســـي، جـان نويل بــارو، إلـى تأكيد أن نشر الوثيقة الأميركية يُشكّل «لحظة التوضيح والحقيقة الــــتــــي تــــدعــــونــــا إلـــــــى الــــثــــبــــات عــــلــــى المــــســــار والــتــســريــع» فـــي الـــذهـــاب نـحـو الاسـتـقـالـيـة الاستراتيجية. وأضـــاف بـــارو أن الـتـطـورات الأخـــيـــرة «أتــثــبــت أن فــرنــســا عــلــى حــــق» في إلــى تحقيق 2017 دعـوتـهـا أوروبــــا منذ عــام الاستقلال الاستراتيجي. ووفــق الــقــراءة الفرنسية، فــإن «شعوب أوروبــــــــا تـــرفـــض أن تــصــبــح قـــارتـــهـــم تـابـعـة وهــــرمــــة. إنـــهـــا تـــريـــد أن تـــكـــون أوروبـــــــا قــوة ديـمـقـراطـيـة لا تسمح لأحـــد بـــأن يـقـرر نيابة عـنـهـا». وقـبـل بـــارو، قـالـت وزيـــرة الــدولــة في وزارة الدفاع الفرنسية أليس روفو، الثلاثاء، للنواب إنه يتعين على أوروبا أن تسرّع عملية إعـــــادة الـتـسـلـح؛ ردا عـلـى الــتــحــول الــواضــح فـي العقيدة العسكرية الأميركية الجديدة. وأضـــــافـــــت: «أوروبـــــــــا لا يــمــكــن أن تـتـصـرف بمفردها. ولـن تحظى أوروبـــا بـالاحـتـرام إلا إذا عرفت كيف تفرض هذا الاحترام». يحق للفرنسيين أن يقولوا إنهم سبقوا الآخـــريـــن عـلـى درب الـــدعـــوة إلـــى قــيــام دفـــاع أوروبــــي مستقل عـن الــولايــات المـتـحـدة. لكن ردة الفعل الأوروبية السابقة، خصوصا من دول بـحـر البلطيق وبـولـنـدا ومـــن الـدولـتـن المنضمتين حديثا إلى الحلف الأطلسي وهما السويد وفنلندا، دفعت باريس إلى القول إن القوة الأوروبـيـة «لن تكون بديلا عن الحلف الأطلسي، بل إلى جانبه». لــــكــــن الــــتــــطــــور الأخـــــيـــــر أزال الــتــحــفــظ الأوروبـــــي الـسـابـق، إلـــى درجـــة أن المستشار الألمـــانـــي فـريـدريـتـش مـيـرتـس ذهـــب إلـــى حد تـبـنـي الـــدعـــوة الـفـرنـسـيـة؛ كـــون أن الـحـاصـل مؤخرا في الولايات المتحدة «يؤكد تقييمي الـقـائـل إن علينا فــي أوروبـــــا، وبـالـتـالـي في ألمـــانـــيـــا أيـــضـــا، أن نــصــبــح أكـــثـــر اسـتـقـالـيـة بـكـثـيـر عـــن الــــولايــــات المـــتـــحـــدة فـيـمـا يتصل بسياسة الأمن». بـيـد أن كــايــا كـــــالاس، مــســؤولــة شـــؤون الــســيــاســة الــخــارجــيــة والــــدفــــاع فـــي الاتــحــاد الأوروبــــــي، الـتـزمـت «مـنـزلـة بــن المـنـزلـتـن»؛ إذ إنها، من جهة، رأت أن «الولايات المتحدة لا تــــزال حليفنا الأكـــبـــر». ومـــن جـهـة أخـــرى، دعـــت الأوروبـــيـــن إلـــى أن «يـكـونـوا أكـثـر ثقة بأنفسهم»، بمعنى أن يضعوا في الحسبان أنــهــم يـشـكـلـون قــــوة عــســكــريــة. وقـــالـــت: «إذا نــظــرتــم إلــــى أوروبـــــــا، مـــثـــاً، فــإنــهــا خفضت تقدير قوتها تجاه روسيا». وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ردا على توصيفات ترمب لأوروبـــا بـأن الـقـارة القديمة «ستبقى قوية ومتحدة». خوف من استياء ترمب ثــــمــــة نـــتـــيـــجـــتـــان مـــــتـــــازمـــــتـــــان يــمــكــن اســتــخــاصــهــمــا مــــن الــــجــــدل المـــســـتـــجـــد بـن ضفتي المحيط الأطلسي. الأولـــــــــى، أن الـــــــــردود الأوروبــــــيــــــة عـلـى الانتقادات العنيفة التي تضمنتها الوثيقة الاستراتيجية الأميركية وانـتـقـادات ترمب فـــي تـصـريـحـاتـه الأخـــيـــرة تُـــبـــن أن الـجـانـب الأوروبي أصيب بالصدمة، ليس فقط بسبب وصـــــف أوروبــــــــا بــــ«الـــضـــعـــيـــفـــة»، بــــل بـسـبـب الانتقادات الثقافية والمجتمعية التي وُجهت لـــ«أســلــوب الــحــيــاة الأوروبــــــي» ولـلـمـمـارسـة الديمقراطية على الطريقة الأوروبـيـة. وكأن ترمب يريد فرض «النموذج الأميركي» على الـــقـــارة الـقـديـمـة بـسـبـب قــــراءة آيـديـولـوجـيـة منطلقها اليمين الأميركي المتطرف. وسـبـق لنائب الـرئـيـس جـي دي فانس أن صـــدم الأوروبـــيـــن فــي خـطـابـه بمناسبة انــعــقــاد «مــؤتــمــر مـيـونـيـخ لـــأمـــن» بخطاب مشابه. ورغم هذه الصدمة، فإن الأوروبيين بقوا ضمن نطاق «الحد الأدنى» في الرد على ترمب، مخافة إغاظته ومـا يمكن أن يترتب عـــلـــى أمـــــر كـــهـــذا بـــخـــصـــوص ســيــاســتــه إزاء أوكـرانـيـا، والتخوف الأوروبـــي مـن اسـتـدارة أميركية كاملة باتجاه روسيا. والحقيقة، أن أوروبا، اليوم، في حاجة للولايات المتحدة حتى لا تفرض حـا على كـيـيـف يُــصـيـب أمـــن أوكــرانــيــا فــي الصميم، ويـــهـــدد مـسـتـقـبـل الأمــــن الأوروبـــــــي للعقود الـــقـــادمـــة. ويــنــطــلــق الأوروبـــــيـــــون مـــن مـبـدأ أن أوكــرانــيــا «تـشـكـل خــط الـــدفـــاع الأول عن أوروبــــا»، وبالتالي لا يتعين تركها فريسة لخطط ترمب. لذا؛ يجهد الأوروبيون، وفق مقدراتهم، للحلول محل واشنطن في توفير الـدعـم العسكري والمـالـي لأوكـرانـيـا. لكنهم، بالمقابل، يتخوفون من أن يفقد ترمب صبره وأن يشيح كلية بنظره عن أوكرانيا وأوروبا؛ ما سيترك المجال مفتوحا لروسيا. والقناعة الأوروبية تقول إن الرئيس بوتين لن يتردد، بعد أوكرانيا، في امتحان أوروبـا من خلال اسـتـهـداف دول أوروبـــيـــة أخــــرى، خصوصا تلك التي كانت إلى أمد غير بعيد جـزءا من الاتــحــاد السوفياتي كأستونيا وليتوانيا ولاتفيا. أمـــــا الــنــتــيــجــة الأخـــــــــرى، فـــمـــفـــادهـــا أن الاتحاد الأوروبــي فتح عينيه «أخيراً» على تـطـور جـــذري فـي الـعـاقـات الـدولـيـة أحدثه الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي، حــيــث إن الأخـــيـــر آخــذ بـــرســـم صـــــورة جـــديـــدة لـلـعـالـم لا تــضــع في الحسبان التحالفات التاريخية والمتأصلة كالتحالف الـغـربـي بـن جناحي الأطلسي. فـــــالـــــرؤيـــــة الـــتـــرمـــبـــيـــة لـــــم تــــعــــد تـــنـــظـــر إلــــى الاتــحــاد الأوروبــــي بصفته شريكا وحليفا استراتيجيا مـوثـوقـا وأسـاسـيـا، بـل أخـذت تُقيّمه وفق ميزان الربح والخسارة؛ بمعنى ما الذي يستطيع تقديمه للولايات المتحدة والمـنـافـع الـتـي تستطيع الأخــيــرة جبايتها مــنــه؛ الأمــــر الــــذي يـعـيـد المـــراقـــب إلـــى شـعـار ترمب الرئيسي الأول وهو «أميركا أولاً» أي «مصلحة أميركا أولاً». إنـــهـــا مــرحــلــة تـــحـــولات جـــذريـــة تـصـدم الأوروبــيــن الخائفين حتى الـيـوم مـن «قطع حبل الـسـرة» مـع واشنطن بسبب حاجتهم الحيوية إليها. كذلك، فإنهم قـصـروا، لا بل عجزوا، عن بناء اتحاد أوروبــي قـوي يكون مختلفا عـــن الـــســـوق الـــحـــرة الــتــي أقــامــوهــا، مـــلـــيـــون نـــســـمـــة. ســاعــة 450 والـــــتـــــي تـــضـــم الحقيقة حـلّــت واستفاقتهم على التغيرات الجذرية التي أحدثها ترمب جاءت مريرة. والـــســـؤال الـــذي يـفـرض نفسه هـــور هل ســيــتــوجــهــون حــقــيــقــة نـــحـــو «الاســتــقــالــيــة الاســتــراتــيــجــيــة» عـــن «الـــشـــريـــك» الأمــيــركــي، أم أنههم يـراهـنـون على تغيير فـي القيادة الأميركية قد يأتي مع الانتخابات النصفية أو مع الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث سيخرج ترمب من المشهد السياسي الداخلي والدولي على السواء ولن يبقى سوى إرثه؟ انتشار حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في بحر الكاريبي (رويترز) ديسمبر (د.ب.أ) 9 الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونهت بوكونو بولاية بنسلفانيا واشنطن: علي بردى باريس: ميشال أبو نجم فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات من أبناء شقيقة 3 على زوجة مادورو

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky