أكد أن الرئيس الراحل «لم يكن يهتم كثيرا بالتنمية» تحذيرات من توظيف الهوية في شبكات التطرف أو الانتخابات المقبلة زعيم «ماك» الانفصالي أعلن إطلاقها من باريس الأحد المقبل الدبيبة يتهم نظام القذافي بإهدار أموال ليبيا على «الوحدة العربية» تزوير «الأوراق الوطنية»... تهديد مباشر للأمن القومي في ليبيا المعارضة الجزائرية تستنكر مشروع «دولة القبائل المستقلة» دافــــــــع رئــــيــــس «الــــــوحــــــدة الـــوطـــنـــيـــة» الليبية المـؤقـتـة، عبد الحميد الدبيبة عن حكومته، في مواجهة الأزمات التي تعاني منها قـطـاعـات واسـعـة مـن الـشـعـب، وربـط ذلك بـ«الأوضاع السياسية» التي تعيشها البلاد. واستعرض الدبيبة رؤيته لأسباب ما يعانيه بلده، وذلك خلال «منتدى طرابلس للاتصال الحكومي»، أمس الخميس، عبر حـــــوار أجــــــراه الإعــــامــــي المـــصـــري مـحـمـود سـعـد بـعـنـوان «الـرئـيـس يـجـيـب»، وتـطـرق إلـى التنمية في بلده واكتشاف النفط، لا سيما فـي «الـعـصـر المـلـكـي»؛ الـــذي قــال إنه «عمل على إنشاء بنية تحتية، من بينها بناء الطرق». كما تحدث الدبيبة عن عهد الرئيس الـراحـل معمر الـقـذافـي، دون أن يأتي على ذكر اسمه بشكل صريح، وأكد أنه «لم يكن يـهـتـم كــثــيــرا بـالـتـنـمـيـة بـاسـتـثـنـاء بعض الفترات؛ لكنها أدخلتنا في أزمــات أخرى سنة، تتعلق بالقومية العربية». 30 لمـدة وقـــــال بـــهـــذا الـــخـــصـــوص: «أمــضــيــنــا وقـتـا نوحّد العرب، ونصرف أموالنا على هدف الوحدة العربية؛ وهـو هـدف سـام حقيقة؛ غير أن الشعب الليبي كان في تلك الحقبة يحتاج إلى كثير من التعليم في ظل ارتفاع نسبة الأمية العالية جداً». وتحدث الدبيبة عن دخول ليبيا خلال عـهـد الـقـذافـي «فـــي مـشـاكـل مــع الــغــرب؛ ما تسبب في فرض الحصار عليها، وتدمير مـا بنيناه فـي فـتـرة السبعينات مـن بنية تحتية». مبرزا أن «الانتعاش الاقتصادي ، إلى أن أتت «ثورة 2007 بدأ في بداية عام فـــبـــرايـــر (شـــــبـــــاط)»، الـــتـــي تـسـبـبـت في 17 دخول الليبيين في مشاكل؛ وهو ما تسبب في توقيف التنمية في عموم ليبيا؛ وبدأنا في قتال بعضنا، وتدمير هذا البلد». »، ضد 2011 وانـدلـعـت «ثـــورة فـبـرايـر نــظــام الــقــذافــي، الــــذي أتـــى إلـــى الـحـكـم إثـر ،1969 ») «ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول عاما ً. 42 وحكم بمقتضاها ليبيا قرابة وفــــــــي ســـــيـــــاق حـــــديـــــث الــــدبــــيــــبــــة عــن حـكـومـتـه، قـــال إنــهــا «أتــــت بــقــدر مـــن الـلـه؛ رافـــعـــة شــعــار لا لـلـقـتـال بـــن الـلـيـبـيـن ولا لـــلـــدمـــار، وقــــد حـقـقـنـا ولـــلـــه الــحــمــد نسبة عالية من هذا الهدف؛ لكن الكثير من تجار الـحـروب وتجار السياسات والمــال لم يرق لهم هذا الشعار، ويريدون الحرب». وأضــــــاف الــدبــيــبــة مـــوضـــحـــا: «هــنــاك مـن يـريـد السيطرة على الليبيين ويحكم بـــقـــوة الـــســـاح؛ وهـــنـــاك مـــن يـــريـــد حكمها بالآيديولوجية، باللعب على وتر الدين». ومـــن دون إشــــارة إلـــى نــظــام الـقـذافـي أو الـحـقـبـة المــلــكــيــة، قــــال الــدبــيــبــة: «هــنــاك من يريد إرجــاع العهد السابق؛ وهــذا أمر صـعـب، لا سيما بعدما نـشـأت حـــروب في ليبيا بعد انتهاء ذلك العهد السابق». 74 واحــتــفــل الـلـيـبـيـون بــــ«الـــذكـــرى الـــــ لـاسـتـقـال»، وهــي المناسبة الـتـي يطالب فـيـهـا أنــصــار المـلـكـيـة بــــ«إعـــادة استحقاق ولايـة العهد للأمير محمد الحسن الرضا الـسـنـوسـي، وتـولـيـه مُــلـك الـــبـــاد، وتحمّل مسؤولياته الدستورية كاملة». ومـــحـــمـــد الـــحـــســـن هــــو نـــجـــل الــحــســن الرضا السنوسي، الذي عينه الملك إدريس نـوفـمـبـر 25 الــســنــوســي ولـــيـــا لـلـعـهـد فـــي 28 ، وتـــوفـــي فـــي 1956 ) (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي .1992 ) أبريل (نيسان ومضى الدبيبة يشرح رؤيته لمواجهة الـــخـــافـــات بـــن الــلــيــبــيــن: «قــلــنــا لا نـريـد الــبــنــدقــيــة ولا الآيـــديـــولـــوجـــيـــة؛ بــــل نــريــد دســتــورا يتفق عليه كــل الـلـيـبـيـن، ونـريـد أن نختار من يحكمنا؛ هذا شعارنا اليوم وأمـس وغـداً، وعقب ذلك نذهب إلى إجراء الانتخابات العامة». وفــــــي إشــــــــارة إلــــــى الــــبــــرلمــــان، تــحــدث الــدبــيــبــة عــمــن «أخـــــذ الـــدســـتـــور وخـــبـــأه»، ولــفــت إلـــى المـــســـودة الــتــي أقــرتــهــا (هيئته ، لكنها لـم تعرض 2017 التأسيسية) عــام للاستفتاء الشعبي، وقال في هذا السياق: «هناك من خبأها بقوة السلاح». واســــــتــــــغــــــل الـــــدبـــــيـــــبـــــة حـــــديـــــثـــــه عـــن الدستور، ليكرر مطلبه بضرورة «خروج الــدســتــور الـلـيـبـي إلـــى الـــنـــور، وإخـضـاعـه لــاســتــفــتــاء الـــشـــعـــبـــي، وإتــــاحــــة الــفــرصــة لليبيين كـي يختاروا مـا يــشــاؤون»، وقـال موضحاً: «لا خروج لليبيا من أزمتها، ولا مناص من القوانين الدستورية والذهاب إلــــى الانـــتـــخـــابـــات لــيــخــتــار فــيــهــا المـــواطـــن مـــن يـحـكـمـه كــمــا يـــشـــاء، عـسـكـريـا أو غير عسكري». وحــــكــــم الــــقــــذافــــي لـــيـــبــيـــا إثــــــر «ثــــــورة عـامـا، قال 42 الفاتح مـن سبتمبر» قـرابـة معارضوه إنها اتسمت بـ«الديكتاتورية». وكـــــــان ولــــيــــد الـــــافـــــي، وزيـــــــر الــــدولــــة للاتصال والشؤون السياسية، قد استبق حوار الدبيبة، ليشدد في كلمته التي كانت تحت عنوان «بنيان أقوى واتصال أوثق»، على أهمية تعزيز التواصل بين الحكومة والإعــــام، مـؤكـدا أن المـنـتـدى يمثل منصة حيوية لـ«تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية». وأتــــت حــكــومــة الــدبــيــبــة إلــــى السلطة ،2021 ضمن «اتـفـاق سياسي» فـي فبراير وبـعـد أشـهـر قليلة أسـقـط مجلس الـنـواب بشرق ليبيا الشرعية عنها، ودخلت ليبيا من حينها في أزمات، سعت البعثة الأممية منذ ذلك لحلحلتها. فــــي غـــضـــون ذلــــــك، اخــتــتــمــت الـبـعـثـة الأمـمـيـة، و«بـرنـامـج ليبيا» بمركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن ورشة عمل، استمرت ثلاثة أيـام مع اللجنة العسكرية المشتركة »، ورؤساء اللجنة الفرعية للترتيبات 5+5« الأمـــنـــيـــة لاســـتـــعـــراض الـــتـــقـــدم المــــحــــرز فـي تـنـفـيـذ «اتـــفـــاق وقــــف إطــــاق الـــنـــار» لسنة .2020 وقـــالـــت الــبــعــثــة، أمــــس الــخــمــيــس، إن المشاركين ناقشوا خلال الورشة الأولويات اللازمة لتعزيز وقف إطلاق النار، و«المضي قــــدمــــا فـــــي الـــتـــنـــفـــيـــذ الــــكــــامــــل لــــاتــــفــــاق»، مـــســـتـــفـــيـــديـــن «مـــــــن خــــبــــرة مــــركــــز جــنــيــف لحوكمة قـطـاع الأمـــن، والـتـجـارب الدولية والدروس المستفادة من دول أخرى». ونـقـلـت البعثة أن اللجنة العسكرية المــشــتــركــة «أكـــــدت الــتــزامــهــا بـتـنـفـيـذ وقــف إطلاق النار بالكامل؛ بما في ذلك انسحاب المـــرتـــزقـــة والــــقــــوات الأجــنــبــيــة مـــن لـيـبـيـا». وأعربت عن «دعمها الكامل» لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بدفع العملية الــســيــاســيــة لــــأمــــام، بـــمـــا فــــي ذلـــــك إجـــــراء انتخابات عامة، وبناء مؤسسات موحدة للدولة، تلبّي تطلعات الشعب الليبي. يتابع الليبيون بقلق كبير مـا ستكشفه تحقيقات النيابة العامة حول توسع عمليات التزوير داخـل منظومة السجل المدني، بعدما وصلت وفق مسؤولين إلى الاشتباه في وجود ألف قيد عائلي. 34 حوالي هــذا الــرقــم، وفــق مـراقـبـن وسياسيين، لا يعني فقط حصول أجـانـب على أرقـــام وطنية عــبــر مــســتــنــدات مـــــــزورة، ومــــا يـــرافـــق ذلــــك من نيل مـزايـا اجتماعية واقتصادية وسياسية، بـل يمثل تهديدا مباشرا لـأمـن الـقـومـي، عبر المــســاس بـالـتـركـيـبـة الـديـمـوغـرافـيـة للمجتمع الليبي. ورغم تعدد دوافع التزوير، يرى هؤلاء أن منحة «أرباب الأسر»، المعروفة بمنحة الزوجة والأبناء في المجتمع الليبي، تعد المحرك الأبرز وراء انتشار هذه الممارسات، بعد تمكن بعض المـوظـفـن والــوســطــاء مــن الـتـاعـب بالبيانات مقابل مكاسب مالية. وأشــــــار خـلـيـفـة عـــاشـــور، المــحــامــي الــعــام بمكتب النائب العام، في تصريحات تلفزيونية إلــــى أن «الـــحـــصـــول عــلــى هــــذه المــنــحــة كــــان في مقدمة دوافـع اختراق منظومة السجل المدني، قــبــل أن يــتــطــور الأمـــــر لاحـــقـــا لــلــحــصــول على جــــوازات سـفـر لـيـبـيـة». وأوضــــح أن «الاشـتـبـاه ألـف قيد عائلي يعني نظريا الاشتباه 34 فـي في عدد كبير من الأرقام الوطنية، على أساس أن كل قيد قد يضم ربما ستة أفـــراد»، عــادّا أن «ما جرى التحقيق به فعليا من ملفات لا يزال رمـــزيـــا»، مــبــرزا أن الــبــاغــات الأولـــيـــة تتضمن أجنبياً، يشتبه فـي حصولهم 274 «أكـثـر مـن 154 عـلـى أرقــــام وطـنـيـة، وأنــــه قــد تـمـت إحــالــة قــضــيــة مــرتــبــطــة بـــهـــذه الـــوقـــائـــع إلــــى المــحــاكــم المختصة». ويــــــرى عـــضـــو مــجــلــس الـــــنـــــواب الــلــيــبــي، محمد عامر العباني، أن «تمتع ليبيا بثروات نفطية وقلة عدد سكانها، مقارنة بدول الجوار، شكّل دافعا قويا لسعي كثيرين إلى الحصول على جنسيتها عبر طرق مشروعة أو مسارات الـــتـــزويـــر، فـــي ظـــل مـــا يــرتــبــط بـــذلـــك مـــن مــزايــا اقتصادية واجتماعية». وأوضـــح العباني فـي تصريح لــ«الـشـرق الأوسط» أنه إلى جانب منحة الزوجة والأبناء، هناك مبادرات إعانات شهرية للأسر والفئات المستحقة ولغير الـقـادريـن على العمل، فضلا عــــن دعـــــم الـــســـلـــع الأســــاســــيــــة، مــــؤكــــدا أن هـــذه الامتيازات «حولت الجنسية إلى هدف مُغرٍ». من جانبه، عد الباحث القانوني الليبي، هشام سالم الحاراتي، أن الفوضى السياسية والأمــنــيــة عـقـب ســقــوط نــظــام الـرئـيـس الــراحــل معمر القذافي، وما رافقها من ضعف الرقابة، «ســـمـــحـــت بــتــمــكــن حـــصـــول بـــعـــض الــعــنــاصــر الأجـــنـــبـــيـــة عـــلـــى أرقـــــــام وطـــنـــيـــة بـــطـــريـــقـــة غـيـر مشروعة». وقـال الحاراتي لـ«الشرق الأوسـط» إن «بــــعــــض المــــوظــــفــــن الــــفــــاســــديــــن بــالــســجــل المــــدنــــي حــــولــــوا الـــهـــويـــة الـــوطـــنـــيـــة إلـــــى سـلـعـة تـبـاع وتُــشـتـرى، والمــزايــا المرتبطة بالجنسية، مــثــل الـــعـــاج والــتــعــلــيــم المــجــانــي داخـــــل ليبيا وخـارجـهـا، تحولت على أيديهم مـن أداة دعم تقدمها الـدولـة لمواطنيها إلـى بوابة للانتفاع غير المشروع لهم». ورغــــــــم مـــــا تــــشــــهــــده لـــيـــبـــيـــا مـــــن انـــقـــســـام ســيــاســي واشـــتـــبـــاكـــات مـتـقـطـعـة وانــتــهــاكــات بسبب المهاجرين غير الشرعيين، فإن البلاد ما زالت تمثل محطة جذب للباحثين عن العمل، أو لأنه معبر نحو أوروبا، وهو ما يزيد من حجم الطلب على تزوير الأرقام الوطنية. وحذّر الحاراتي من «توظيف هذا التزوير في الحصول على جواز السفر الليبي، وتبعاته مــــن تـــوظـــيـــف لـــلـــهـــويـــة الـــوطـــنـــيـــة فــــي شــبــكــات تطرف، أو في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، عبر تضخيم السجل المدني، وشراء أصوات من حصلوا على أرقام وطنية بطرق غير قانونية، وهو ما يهدد نزاهة أي عملية انتخابية». وتــــجــــرى الـــتـــحـــقـــيـــقـــات فــــي عـــــدة مــكــاتــب رئـــيـــســـيـــة لــلــســجــل المـــــدنـــــي، بــيــنــهــا طـــرابـــلـــس والأصابعة وصرمان وسرت وبنغازي، لكشف باقي المتورطين في هذه الجرائم. ورغـــــــم اعـــــتـــــراف بـــعـــض المــــســــؤولــــن بـــأن منظومة السجل المدني أنشئت على عجل بعد ، وأنها تعاني خللا بنيوياً، فإن الحاراتي 2011 يرى أن «الانقسام السياسي ألقى بظلاله على عرقلة الكشف عن وقائع التزوير، نظرا لغياب التنسيق بين الجهات الأمنية في شرق البلاد وغربها». وانــضــمــت لـجـنـة الـــدفـــاع والأمــــن الـقـومـي في البرلمان لكثير من الأصـــوات على منصات الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي، داعـــيـــة فـــي بـــيـــان لها «إنــزال أقسى العقوبات على كل من شـارك في هـــذه الـــجـــرائـــم»، مـــحـــذرة مـــن «خــطــورتــهــا على الأمن القومي». وعــد أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، أيـوب الفارسي، أن وقائع التزوير تمثل «ملفا يتجاوز الفساد سواء الإداري أو المالي، ليهدد الهوية والسيادة، ويستنزف الموارد». في الوقت الذي توالت فيه ردود أفعال المعارضة الجزائرية تجاه ما يُسمّى «دولة القبائل المستقلة»، التي يعتزم انفصاليون إعـــانـــهـــا الأحــــــد المـــقـــبـــل فــــي بــــاريــــس، بـــدا سكان منطقة القبائل مشغولين بروتينهم الــيــومــي، غـيـر مـكـتـرثـن بـــ«الــحــدث» الــذي حــــــــذّرت بـــعـــض الأحـــــــــزاب ذات الـــحـــضـــور الواسع في المنطقة من تداعياته وعواقبه. وخـــال استضافته على قـنـاة «بربر تـــلـــفـــزيـــون» الـــنـــاطـــقـــة بـــالأمـــازيـــغـــيـــة، عــبّــر عثمان معزوز، رئيس حـزب «التجمع من أجـــل الـثـقـافـة والــديــمــقــراطــيــة» المـــعـــارض، بــــشــــكــــل واضـــــــــــــح، عـــــــن رفــــــضــــــه مـــــشـــــروع الانـــفـــصـــال الـــــذي تــطــرحــه «حـــركـــة الـحـكـم الذاتي» المعروفة اختصارا بـ«ماك». وقال معزوز بنبرة صارمة: «البلاد لن تُقسّم... لـــقـــد حُــــسِــــم هــــــذا الأمـــــــر مــــن طــــــرف الـــذيـــن حـــرروا الــوطــن، ومــن طــرف الديمقراطيين ومناضلي التعددية». وشـــــــدّد مــــعــــزوز عـــلـــى أن حـــزبـــه «لـــن يقبل المـــس بـسـامـة الــبــاد الـتـرابـيـة، ولـن يقبل أيضا بأن يتم تمييز منطقة أو عدة مناطق... والإقدام على أمر مثل هذا يعني تقديم حل زائف لمنطقة القبائل». مــــن جـــهـــتـــه، أفــــــاد يـــوســـف أوشـــيـــش، الــســكــرتــيــر الأول لـــحـــزب «جـــبـــهـــة الـــقـــوى الاشتراكية» المعارض، وصاحب الشعبية الأكبر في منطقة القبائل، خلال تجمعات عـقـدهـا خـــال الأيـــــام الأخـــيـــرة، بـــأن حـزبـه «اخـتـار طريق الـوحـدة الترابية للجزائر، مـثـل الـغـالـبـيـة الـسـاحـقـة مــن الـجـزائـريـن، ومثل الغالبية الساحقة من سكان تيزي وزو وبــجــايــة والـــبـــويـــرة، بـــخـــاف أولــئــك الذين اختاروا طريق الخيانة»، في إشارة إلى «مـاك» وزعيمها فرحات مهني، الذي يـتـحـدّر مــن تـيـزي وزو، كـبـرى محافظات القبائل الناطقة بالأمازيغية. «تنظيم الانفصال ضعيف» أكــد أوشـيـش أن «الــقـوى الاشتراكية تنتمي إلــى صـف الوطنيين، وإلــى أولئك الذين ضحّوا بحياتهم من أجـل أن تحيا الجزائر مـوحـدة، وغير قابلة للتجزئة». مـــبـــرزا أن «إطــــــاق مـــا يُــســمــى (اســتــقــال القبائل) من عاصمة أوروبية يعد تهديدا لبلادنا، وتطورا خطيراً». كما أوضح أن التشكيلات السياسية «اخـــتـــارت عـــدم تبني مـوقـف المـتـفـرج إزاء هذا الأمر الخطير والادعـاء الكاذب، الذي يهدف إلــى عــزل منطقة القبائل عـن بقية الـوطـن، فـي حـن أن حركة (مـــاك) ضعيفة للغاية، وأقلّية حد التلاشي». مـن جهته، نشر الـقـيـادي فـي «حـزب العمال» رمضان تعزيبت على حسابه في وســائــل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، قــائــا إنـه «جـزائـري مـن القبائل، ومناضل مـن أجل تـرسـيـم تـمـازيـغـت لــغــة وطــنــيــة ورسـمـيـة مـنـذ مــراهــقــتــي؛ ومــثــل غــيــري مـــن مـايـن أبــنــاء الـقـبـائـل، أُعــلــن أنـنـي لــم أفــــوِّض أي شخص ليتحدث باسمي بشأن ما يُسمى (استقلال القبائل)»، مشيرا إلى أن الجزائر «انتُزِعت من نير الاستعمار بفضل نضال وحدوي خاضه الشعب الجزائري، بغض النظر عن اللغة». وأكّد تعزيبت أن المناضلين «حافظوا، جيلا بعد جيل، ومـن كل مناطق الوطن، أمازيغ وعرباً، على الخيط الناظم للشعلة الثورية إلى غاية الثورة المسلحة المجيدة )، الــــتــــي انـــتـــهـــت بــهــزيــمــة 1962 -1954( الاستعمار الفرنسي المـدعـوم مـن الحلف الأطلسي». أما نور الدين آيت حمودة، البرلماني الــســابــق والــنــاشــط الأمـــازيـــغـــي المـــعـــروف، فنشر «رسالة وداع مؤلمة»، كما وصفها، موجّهة إلــى فـرحـات مهني، قــال فيها إن «تـاريـخـا مشتركا مـن النضال والصداقة جــمــعــنــي بـــــه، بـــــدأ فــــي الـــحـــركـــة الـثـقـافـيـة الأمـازيـغـيـة، وفــي نـشـاط حــزب (التجمع) من أجل الثقافة والديمقراطية». وأضاف أنـه يستحضر بكثير مـن التقدير «الأيــام الــصــعــبــة الـــتـــي قــضــيــنــاهــا فــــي الــســجــن، ودورك مــــنــــاضــــا فـــــي ســــاحــــة الأغـــنـــيـــة ومدافعا عن قيم الحرية والعدالة». وأفــــاد آيـــت حــمــودة بـأنـه اخـتـلـف مع مــهــنــي حـــــول حــــادثــــة مـــقـــاطـــعـــة الــــدراســــة ، «أمـــــا 1994 فـــــي مـــنـــطـــقـــة الـــقـــبـــائـــل عــــــام ، حين 2018 نـقـطـة الـــاعـــودة فـكـانـت عـــام أعـلـن انـفـصـال منطقة الـقـبـائـل مــن منفاه بـــــبـــــاريـــــس، مــــتــــجــــاهــــا تـــــاريـــــخ المـــنـــطـــقـــة ونضالاتها». وأضــــــاف آيــــت حــــمــــودة: «لـــقـــد بلغت الخيانة ذروتـهـا عندما رفـع مهني العلم الإســــرائــــيــــلــــي فـــــي مــــظــــاهــــرات بـــبـــاريـــس، مـدعـومـا مـن إسـرائـيـل والـيـمـن الفرنسي المـــتـــطـــرف». مـــؤكـــدا أن «هـــــذه الـتـصـرفـات قــطــعــت صـــلـــة فــــرحــــات مــهــنــي بــالــقــبــائــل العميقة وقـيـمـهـا الــثــابــتــة»، مــشــددا على أن «أرض الــقــبــائــل لا تُـــبـــاع ولا تُـــرهـــن»، وأنـه «يفضل شرف السجن على الانـزلاق لخدمة المصالح الأجنبية». «مهني أعلن قيام دولة بلا شعب» هاجم التلفزيون العمومي فرحات مهني، الذي سمّى نفسه رئيس «حكومة الـقـبـائـل فـــي المــنــفــى»، واصـــفـــا إيــــاه بـأنـه «أصـــبـــح أداة فـــي خــدمــة الـصـهـيـونـيـة»، ديسمبر 14 مشيرا إلى أنه «يستعد يوم (كـانـون الأول) (الـحـالـي)، مـن منفاه في باريس، لإعلان استقلال دولة بلا شعب، وإيـــجـــاد كــيــان وهــمــي مــوجـــود فـقـط في أوهام عقله المتردّي». أعلن 2024 ) أبريل (نيسان 20 وفي فـــرحـــات مــهــنــي، وهــــو مـــطـــرب أمــازيــغــي فـي الأصـــل، رئـيـس «الحكومة القبائلية المـؤقـتـة»، عـن قـيـام «دولـــة القبائل» أمـام مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وصرح بأن الخطوة «ليست عدائية تـجـاه الــجــزائــر، بــل هــي نتيجة سـنـوات من الشعور بالإقصاء والمطالب، التي لم تُجد في تحقيق تغيير داخلي». وأثــــــار إعـــــان الانـــفـــصـــال اســتــنــكــارا سياسيا وإعلاميا رسميا داخل الجزائر؛ حيث شـددت تصريحات عديدة على أن «هــذه الخطوة لا تُمثل أي تغيير عملي عــلــى الأرض، بـــل تُـــعـــد تـــهـــديـــدا خـطـيـرا لوحدة البلاد». ولم يقتصر هذا الرفض عـلـى الـــداخـــل فـحـسـب؛ بـــل امــتــد ليشمل تــجــمــعــات مــــضــــادة فــــي فـــرنـــســـا نـفـسـهـا نـظّــمـتـهـا الــجــالــيــة الــجــزائــريــة الــرافــضــة للإجراء الانفصالي. الدبيبة يستعرض رؤيته لأسباب ما يعانيه بلده خلال «منتدى طرابلس للاتصال الحكومي»... وفي الإطار الرئيس الراحل معمر القذافي (الشرق الأوسط) القاهرة: جمال جوهر القاهرة: جاكلين زاهر الجزائر: «الشرق الأوسط» الدبيبة تحدث عن دخول ليبيا خلال عهد القذافي «مشكلات مع الغرب مما تسبب في فرض الحصار عليها» 9 مغاربيات NEWS Issue 17181 - العدد Friday - 2025/12/12 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky