أعـــلـــنـــت ســـلـــطـــات جــــنــــوب الـــــســـــودان الـتـوصـل إلــى اتـفـاق مـع طـرفَــي الــنــزاع في الــــســــودان؛ لــضــمــان أمــــن حــقــل «هـجـلـيـج» الـنـفـطـي الـــواقـــع فــي منطقة حـــدوديـــة بين الــــبــــلــــديــــن، بـــعـــد ســـيـــطـــرة «قـــــــــوات الـــدعـــم السريع» على المنطقة يوم الاثنين الماضي. ويــــقــــع حـــقـــل «هـــجـــلـــيـــج» فــــي أقــصــى جنوب منطقة كردفان (جنوب)، المتاخمة لـــجـــنـــوب الـــــســـــودان، الـــتـــي تــشــهــد مـــعـــارك منذ سيطرة «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» على كــامــل إقــلــيــم دارفــــــور فـــي غــــرب الـــبـــاد في أكتوبر (تشرين الأول). ويُــعّــد «هجليج» أكبر حقول نفط في الـسـودان، وهـو كذلك المنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات جنوب السودان النفطية، والمصدر الوحيد تقريبا لكل إيرادات حكومة جوبا. وقــال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، أتيني ويك أتيني، خلال مؤتمر صـــحـــافـــي، الــخــمــيــس: «تــــم الـــتـــوصـــل إلــى اتفاق ثلاثي بين القوات المسلحة الجنوب ســـودانـــيـــة والــــقــــوات المـسـلـحـة الــســودانــيــة و(قــــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع)، يـمـنـح الـــقـــوات المسلحة فــي جـنـوب الـــســـودان المسؤولية الأمـنـيـة الأولــــى لحقل هجليج الـنـفـطـي... في سياق التوتر المتفاقم». مخاوف جنوب السودان وأعــــــــرب أتـــيـــنـــي عــــن تــــخــــوف جــنــوب الــــســــودان حــيــال انـــعـــدام الأمــــن المـتـصـاعـد على طول الحقل النفطي، مؤكدا أن بلاده «لطالما دعت إلى حل سلمي ودبلوماسي»، دون كـــشـــف المــــزيــــد مــــن الــتــفــاصــيــل حـــول مضمون النص. وأوضـــح أن رئـيـس جـنـوب الــسـودان، ســلــفــا كـــيـــر، تـــوصـــل إلـــــى الـــتـــســـويـــة بـعـد الاتصال بقائدَي طرفَي النزاع في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وخصمه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لحضهما على وقف المعارك في محيط الحقل، مؤكدا أن «الــطــرفــن يـمـلـكـان الــقــدرة عـلـى تدمير الحقل النفطي، لكنهما لا يملكان القدرة في حال اشتعاله على وقف الوضع». وفيما يتعلق بالعمل في الحقل، أكد أتيني أن الإنتاج «لا يـزال متواصلاً»، ولا تــقــاريــر عــن وجــــود «أضـــــرار جـسـيـمـة كـان يـمـكـن أن تـــوقـــف الإنــــتــــاج». ويــنــتــج حقل ألف برميل يوميا 80 و 40 «هجليج» ما بين مـــن خـــام الـنـفـط الـــســـودانـــي، لـكـن الإنــتــاج إلى 20 تـراجـع بعد انـــدلاع الـحـرب، بنحو ألــــف بــرمــيــل يــومــيــا مـــن الــنــفــط المـنـتـج 25 داخــل الحقل نفسه، بسبب توقف الكثير مـــن الآبــــــار والــبــنــيــة الـتـحـتـيـة المـــتـــضـــررة. والــحــقــل هـــو أيـــضـــا مـحـطـة لمـعـالـجـة خــام جنوب السودان قبل تصديره، وقد كانت طاقته لمعالجة النفط تصل إلى ما يقارب ألـــف بـرمـيـل يـومـيـا مــن الـنـفـط الـخـام 130 القادم من جنوب السودان. واســـتـــحـــوذ جـــنـــوب الــــــســــــودان، عـنـد في المائة من 75 ، على 2011 انفصاله عام احتياطات النفط السودانية، وبقي حقل «هجليج» موضع نزاع بين البلدين. وتعتمد جـوبـا عـلـى الـبـنـى التحتية الــســودانــيــة لـتـصـديـر نـفـطـهـا عــبــر مـيـنـاء بورتسودان، لعدم امتلاكها منفذا بحرياً. وأعــــلــــنــــت «قــــــــوات الــــدعــــم الــــســــريــــع»، فــــــي مـــطـــلـــع الأســـــــبـــــــوع، الــــســــيــــطــــرة عــلــى منطقة هجليج «بـعـد فـــرار أفـــراد الجيش الـــــســـــودانـــــي». وســــبــــق الاتـــــفـــــاق الـــثـــاثـــي اتـــصـــالات تـمـت بــن الــبــرهــان وسلفاكير، لاســــتــــقــــبــــال قـــــــــوات الــــجــــيــــش الــــســــودانــــي المنسحبة، وتأمين إجلاء العاملين لتجنب أي مـــواجـــهـــات عــســكــريــة قـــد تـتـسـبـب في تدمير المنشآت النفطية في هجليج، بعد أن تم إغلاقها. وحـــســـب جـــوبـــا، فــــإن الـــجـــنـــود الــذيــن فــــــروا مــــن مـــواقـــعـــهـــم فــــي المــــوقــــع الـنـفـطـي ســـلـــمـــوا أســـلـــحـــتـــهـــم لـــجـــنـــوب الـــــســـــودان. وفــــي بـــيـــان لاحـــــق، اتّـــهـــمــت «قــــــوات الــدعــم الـسـريـع» الجيش الـسـودانـي بشن هجوم بالمسيَّرات على الحقل النفطي، أدى إلى «مـقـتـل وإصــابــة الـعـشـرات مــن المهندسين والعاملين» إضافة إلى «عشرات الجنود» مـــــن جـــيـــش جــــنــــوب الــــــســــــودان وعـــنـــاصـــر «قــوات الدعم السريع»، وأسفر عن تدمير عدد من المنشآت الحيوية. وقال أتيني إن عسكريا سلَّموا 60 ضـابـط صــف و 1650 أنـفـسـهـم لجيش جـنـوب الـــســـودان هــم في أمـــان، مضيفاً: «تـجـري الترتيبات حاليا لإعادتهم إلى بلادهم». ولم يصدر أي تعليق رسمي بعد من طرفَي الحرب، الجيش السوداني و«الدعم الـــســـريـــع»، بـــشـــأن الاتــــفــــاق، لــكــن الأخـــيـــرة كانت قد تعهدت لحكومة جنوب السودان بعدم المـسـاس بـالمـعـدات الفنية فـي حقول «هجليج». وعقب سيطرة «قوات الدعم السريع» على المنطقة يوم الاثنين الماضي، سارعت «حــــكــــومــــة تــــأســــيــــس» المــــوالــــيــــة لـــــ«الــــدعــــم السريع»، ومقرها مدينة نيالا في جنوب دارفـور، إلى تأكيد التزامها التام بحماية المرافق والمنشآت النفطية وتأمين خطوط نــقــل نــفــط الـــجـــنـــوب. وأبــــــدت اســتــعــدادهــا السماح للفرق الهندسية بمباشرة أعمال الصيانة دون عوائق، لاستئناف عمليات الإنتاج بشكل كامل. خسائر كبيرة وينص الاتفاق بسحب قوات الطرفين المتنازعين من منطقة الحقل إلـى المناطق المـحـيـطـة، لكنه فــي المـقـابـل يمنع الجيش مــن الـقـيـام بـــأي عـمـل عـسـكـري ضـدهـا في المـنـاطـق المحيطة بـإنـتـاج النفطـ. ويشكّل تـوقـف الـعـمـل فــي هجليج خـسـائـر كبيرة لـــــدولـــــة جــــنــــوب الــــــســــــودان الــــتــــي تـعـتـمـد فـي المـائـة على إيـــرادات 95 بنسبة تـقـارب الـنـفـط الـــذي يُــعـالـج ويــصــدر عـبـر المـوانـي السودانية. ألــف 28 كــمــا يـعـنـي فـــقـــدان الــــســــودان بـرمـيـل يـومـيـا مـــن الـــخـــام، بــالإضــافــة إلـى رسوم عبور نفط الجنوب التي تقدر بنحو مليون دولار سنوياً. 400 ومــطــلــع سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) المــاضــي أصــدرت وزارة الطاقة والنفط السودانية توجيهات للشركات العاملة فـي منطقة هـجـلـيـج بـتـفـعـيـل خــطــة إغـــــاق الـــطـــوارئ وتـنـسـيـق إجــــاء المــوظــفــن، اسـتـبـاقـا لأي هجوم متوقع من «الدعم السريع». ورقة النفط وقال وزير الطاقة والتعدين الأسبق، عادل إبراهيم، لــ«الشرق الأوسط»، إنه «لا أمل ولا مستقبل لقطاع النفط في السودان قبل إسـكـات صــوت البندقية ووقـــف هذه الحرب اللعينة». وتابع: «انهيار القطاع بـــدأ مـنـذ الــيــوم الأول لانــــدلاع الــحــرب في الــــبــــاد». وقــــال إن «هـجـلـيـج كــانــت تحت تـهـديـد مـسـتـمـر، قـبـل أن تــدخــل البندقية إلـــى عـمـق حـقـول الـنـفـط»، وعــبَّــر عــن أمله أن تـلـتـزم أطــــراف الـــنـــزاع بـالمـحـافـظـة على ســامــة المـــنـــشـــآت، وتـــفـــادي تـجـمـد الــخــام داخل خطوط الأنابيب. بــــدوره قـــال مــســؤول عـمـل سـابـقـا في وزارة الـــنـــفـــط، لــــــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن «قوات الدعم السريع» لا تملك الآن وسائل لـــاســـتـــفـــادة مــــن الـــنـــفـــط، فــــي ظــــل وجــــود اتــفــاقــيــات ثـنـائـيـة مــلــزمــة بـــن حـكـومـتَــي الـــســـودان وجــنــوب الـــســـودان، لـكـن المـوقـف قـــد يـتـغـيـر عــلــى الأرض إذا قـــــررت بحكم سيطرتها على المنطقة المطالبة بنصيب من إيـرادات النفط، على غرار ما حدث في ليبيا بعد سيطرة قائد الجيش الوطني، خليفة حفتر، على حقول البترول في غرب البلاد. وأوضـــــح المــــســــؤول، الـــــذي طــلــب عــدم ذكـر اسمه، أن الصراع أخـذ منحى جديدا بـــوصـــولـــه إلــــى المـــنـــاطـــق الــغــنــيــة بـالـنـفـط، وأن توقف الإنتاج في آبار حقول هجليج وبـــلـــيـــلـــة، يـــضـــع حـــكـــومـــة الـــــســـــودان تـحـت ضغط شديد، بالنظر إلـى النقص الكبير في احتياطات البنك المركزي من العملات الأجنبية، لتسيير شؤون الحرب والبلاد. وتــــحــــدث عــــن مــــخــــاوف جـــــــادة، وهـــي إقــــدام «قــــوات الــدعــم الـسـريـع» عـلـى اللعب بـــورقـــة الــنــفــط فـــي الـــقـــتـــال ضـــد الــجــيــش. وأوضـــح أن حكومة بــورتــســودان تحصل دولارا رســـــوم مـعـالــجــة وتـنـقـيـة 25 عــلــى لـكـل بـرمـيـل مــن نـفـط الـجـنـوب وتـصـديـره عبر ميناء بشائر في شرق السودان، وأن حصيلة هذه الإيـــرادات توفر مبالغ مالية مــقــدرة فــي ظــل الــحــرب الـــدائـــرة فــي الـبـاد وتوقف عجلة الاقتصاد. ولــــــم يـــســـتـــبـــعـــد الـــخـــبـــيـــر الـــعـــســـكـــري اللواء متقاعد معتصم عبد القادر، وجود اتفاق ثنائي بين حكومة جنوب السودان و«قــــــــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع» بـــــأن تـنـسـحـب الأخــــيــــرة مـــن حـــقـــول الــنــفــط فـــي هـجـلـيـج، وقــــال: «هـــذا لا يعني أن هـنـاك اتـفـاقـا بين سلفاكير والبرهان وحميدتي». وأضـاف أن قـائـد الـجـيـش الــســودانــي، عـبـد الفتاح البرهان، لا يعترف بحميدتي، وسبق أن صنفه بأنه متمرد على الجيش، ويخوض معارك عسكرية ضده. وأوضـــــح عـبـد الـــقـــادر أن الـتـفـاهـمـات التي تمت بين حكومتَي السودان وجنوب السودان، هو تفعيل اتفاق سابق بينهما، أنــــه فـــي حــالــة الـــقـــوة الـــقــاهــرة والـــضـــرورة القصوى، يجري التنسيق لتأمين منشآت النفط بواسطة قوات من البلدين، وهو ما جرى أخيرا في هجليج. وقال وفقا لذلك تدخلت قوات جنوب الــــســــودان لــتــأمــن المــنــطــقــة، بــعــد الـهـجـوم الأخير الذي تعرض له الجيش السوداني من «قــوات الدعم السريع»، التي اضطرت بــعــدهــا لــانــســحــاب مـــن مــحــيــط الــحــقــول النفطية. 7 أخبار NEWS Issue 17181 - العدد Friday - 2025/12/12 الجمعة استحوذ جنوب السودان على في المائة من احتياطات 75 النفط السوداني وبقي «هجليج» موضع نزاع بين البلدين ASHARQ AL-AWSAT يتضمن نشر قوات من جنوب السودان داخل الحقل... وسحب «الدعم السريع» إلى المناطق المحيطة اتفاق ثلاثي بين البرهان و«حميدتي» وسلفا كير لتأمين نفط «هجليج» أرشيفية لحقل هجليج النفطي جنوب كردفان في السودان (رويترز) نيروبي: محمد أمين ياسين بورتسودان: وجدان طلحة موسكو أكدت عدم وجود روس بين ضحايا طائرة «إيليوشن» التي تحطمت في بورتسودان لافروف يعرض وساطة روسية لتسوية سياسية في السودان جــــدد وزيــــر الــخــارجــيــة الـــروســـي، سيرغي لافروف، عرض وساطة بلاده لـدفـع عملية سياسية تنهي الـصـراع الدائر في السودان. وقال لافروف إن موسكو مستعدة إذا وافــقــت الـحـكـومـة الـسـودانـيـة على «تـسـهـيـل الـبـحـث عـــن حــلــول عـمـلـيـة»، داعيا في الوقت ذاته إلى «وقف توجيه الإدانات إلى أي طرف والعمل على دفع الحوار السياسي». وكــــــان الــــوزيــــر الــــروســــي يـتـحـدث خـــــــال لـــــقـــــاء مــــــع عـــــــدد مــــــن الــــســــفــــراء خصص لـطـرح وجـهـات نظر موسكو حول الجهود الجارية لتسوية الصراع في أوكرانيا. وتطرق خلال المناقشات إلى عدد من الملفات الإقليمية الساخنة وبينها الوضع في السودان. وأكـــــــــــــــد لافـــــــــــــــــروف أن مــــوســــكــــو «مـــســـتـــعـــدة لمــــواصــــلــــة المــــســــاعــــدة فـي إيجاد خطوات عملية لتسوية الأزمـة الداخلية في السودان». وفي معرض رده على سؤال حول الأزمة في السودان، أشار لافروف إلى أن روســـيـــا حــثــت بـــشـــدة عــلــى إطـــاق حــــــــــوار ومــــــفــــــاوضــــــات بــــــن الأطــــــــــراف المتنازعة. وزاد أن «بعض المقترحات قُدّمت في وقت سابق، من بعض الدول المهتمة بإيجاد حل لهذا النزاع». وقـــــال الــــوزيــــر الــــروســــي مـخـاطـبـا مـــمـــثـــل الـــــســـــودان الـــــــذي كـــــان حـــاضـــرا خــال الـلـقـاء: «كـانـت هـنـاك مقترحات لــحــكــومــتــكــم لـــلـــدخـــول فــــي حـــــــوار مـع مــن وصـفـتـمـوهـم بـالـقـوى الـخـارجـيـة. لـأسـف، لـم ينجح هــذا المسعى، إذ لم يُعقد أي حوار فعلي». وزاد أنـــه عـلـى الـــرغـــم مـــن ذلـــك تم تـــقـــديـــم مـــقـــتـــرحـــات مــــحــــددة، و«قــمــنــا بــنــقــلــهــا. وأنــــــا عـــلـــى ثـــقـــة بـــأنـــه يـجـب علينا الآن أيــضــا الـتـركـيـز لـيـس على مواصلة توجيه الإدانـات العلنية ضد أي طــــرف، بــل عـلـى الـبـحـث عــن حلول عملية لهذه القضية». وشـدد على أن روسيا «مستعدة لتيسير هذا البحث عـن الـحـلـول العملية، ولـديـهـا بالفعل إمكانيات للقيام بذلك». وأضــــــــــاف لافــــــــــــروف: «إذا كـــانـــت حكومتكم مـوافـقـة، فسنحاول انتهاز هذه الفرصة». فـــــي الـــــوقـــــت ذاتـــــــــه دعـــــــا لافـــــــروف سلطات السودان إلى مطالبة الحكومة الأوكـرانـيـة بوقف إرســـال المرتزقة إلى أراضي القارة السمراء. وتــــــــتــــــــبــــــــادل مــــــوســــــكــــــو وكــــيــــيــــف الاتــهـــامــات بــشــأن إرســـــال وحـــــدات من المـــرتـــزقـــة إلــــى عــــدد مـــن بـــلـــدان الـــقـــارة الأفـــريـــقـــيـــة، وتـــقـــول جـــهـــات غــربــيــة إن موسكو دعمت «قـوات الدعم السريع» بالسلاح والخبرات. وكـــــان لافـــــروف كــــرر عــــرض بـــاده تقديم جـهـود لـلـوسـاطـة، فـي أكـثـر من مــنــاســبــة خــــال الـــعـــام الـــحـــالـــي، وقـــال خـــــال اســـتـــقـــبـــالـــه نـــظـــيـــره الـــســـودانـــي فــــــي فــــبــــرايــــر (شــــــبــــــاط) المــــــاضــــــي، إن بــــاده عـلـى اســتــعــداد لـــ«الــتــعــاون مع الـــاعـــبـــن الـــخـــارجـــيـــن الآخـــــريـــــن، فـي مـجـال المــســاعــدة بتطبيع الــوضــع في السودان». وأشــــــــــــــــار فــــــــي حــــيــــنــــهــــا إلـــــــــــى أن «اســــتــــئــــنــــاف الــــتــــعــــاون الـــثـــنـــائـــي مـع الـــــســـــودان، يـعـتـمـد بـشـكـل كـــامـــل على الظروف الأمنية». كما التقى الـــوزيـــران مـجـددا على هـامـش منتدى أنطاليا الدبلوماسي أواسط أبريل (نيسان) الماضي، وقالت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بـــعـــد الــــلــــقــــاء إنــــــه «تــــــم إيـــــــاء اهـــتـــمـــام كبير لـتـطـورات الـوضـع فـي الـسـودان، والـــتـــركـــيـــز عــلــى آفـــــاق تــســويــة الأزمــــة العسكرية السياسية ». وأكــــــــــد الـــــبـــــيـــــان عــــلــــى «ضــــــــــرورة الـــوقـــف الـــســـريـــع لــلــمــواجــهــة المـسـلـحـة بين الجيش الـسـودانـي، وقــوات الدعم الــســريــع وإطـــــاق حــــوار وطــنــي واســـع لإرساء السلام الدائم في السودان». وأضــــافــــت الـــــــــوزارة أن الــجــانــبــن بحثا إلى جانب الأزمة المستعصية في البلاد «سبل تعزيز التعاون الروسي الـــــســـــودانـــــي فـــــي مـــخـــتـــلـــف المـــــجـــــالات، وأعربا عن تأييدهما لمواصلة الحوار الـسـيـاسـي المـكـثـف، وتـعـزيـز التنسيق فــــي الأمـــــــم المـــتـــحـــدة وعــــلــــى المـــنـــصـــات الدولية الأخرى». كـــــمـــــا وجــــــهــــــت مـــــوســـــكـــــو إشـــــــــارة جـــــديـــــدة، إلـــــى الـــحـــكـــومـــة الـــســـودانـــيـــة الــشــهــر المــــاضــــي، عــنــدمــا أكـــــدت إدانــــة «الجرائم التي شهدتها مدينة الفاشر» وجاء ذلك، خلال استقبال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين سـفـيـر الـــســـودان فـــي مــوســكــو، محمد السراج. ووفقا لبيان الخارجية الروسية، فـقـد أكـــد الــطــرفــان عـلـى ضــــرورة وقـف إراقة الدماء بسرعة في السودان. وجــاء فـي البيان: «تـركـز الحديث بـــشـــكـــل رئـــيـــســـي خــــــال الــــلــــقــــاء، عـلـى تــــطــــورات الــــوضــــع فــــي الـــــســـــودان، مـع التأكيد على ضرورة وقف إراقة الدماء بسرعة وإطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق تسوية مستدامة لـأزمـة في هذه الدولة». وزاد أن فيرشينين «أكد أن روسيا تدين الجرائم التي ارتكبت في مدينة الفاشر ضد المدنيين بعد أن أصبحت تـحـت سـيـطـرة قـــوات الــدعــم الـسـريـع». كـمـا أكـــد نــائــب الـــوزيـــر أيــضــا «مـوقـف روســيــا المــبــدئــي المــؤيــد لـلـحـفـاظ على وحـــــــــدة وســـــــيـــــــادة وســــــامــــــة أراضــــــــي جمهورية السودان». على صعيد آخــر، أفـــادت السفارة الــروســيــة فـــي الـــســـودان لــوكــالــة أنـبـاء «نــــوفــــوســــتــــي» الـــحـــكـــومـــيـــة نــــقــــا عـن مصدرين عسكريين، بأنه لم يكن هناك أي مـواطـن روســي ضمن طاقم طائرة النقل العسكرية مـن طـــراز «إيليوشن » الــتــي تحطمت قـبـل يــومــن شـرق 76 السودان. وكـانـت طـائـرة الشحن العسكرية الـروسـيـة الصنع، تحطمت، الثلاثاء، فـــي أثـــنـــاء مــحــاولــة هــبــوط فـــي قــاعــدة جوية، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم. وأشـــــارت الــســفــارة إلـــى أن «الــطــائــرة، بـــــحـــــســـــب مـــــعـــــلـــــومـــــاتـــــنـــــا، تــــحــــطــــمــــت فـــي بورتسودان إما بسبب خطأ من الطيار أو عطل فني. وتشير البيانات الأولية إلى عدم وجود أي مواطن روسي على متنها». موسكو: رائد جبر (رويترز) 2025 نوفمبر 22 طفل سوداني يتيم يأكل في مخيم للاجئين في شرق تشاد
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky