10 أخبار NEWS Issue 17181 - العدد Friday - 2025/12/12 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT قال إن موسكو وواشنطن تجاوزتا «سوء التفاهم» وتتمسكان بمخرجات «قمة ألاسكا» لافروف: مستعدون لتسوية طويلة الأمد... وأوروبا تسعى إلى استمرار الصراع جدّد وزير الخارجية الروسية التأكيد عــــلــــى رؤيــــــــة بــــــــاده لمــــســــار إنـــــجـــــاح جـــهـــود التسوية السياسية في أوكرانيا على أساس الخطة المقترحة من جانب الرئيس الأميركي دونــــالــــد تــــرمــــب. وقــــــال إن مـــوســـكـــو تـنـتـظـر نـــتـــائـــج المــــحــــادثــــات الأمـــيـــركـــيـــة مــــع أوروبــــــا وأوكـــرانـــيـــا، لـكـنـه اتــهــم الــطــرفــن الأخــيــريــن بالسعي إلى إدامـة الصراع، وإبقاء عناصر لـتـفـجـيـر الـــوضـــع مـسـتـقـبـاً. وقـــــال لافــــروف خلال لقاء مع سفراء أجانب بحث سُبل دفع التسوية الأوكـرانـيـة، إن موسكو وواشنطن تجاوزتا التباينات التي ظهرت حول الخطة الأمــيــركــيــة خــــال زيـــــارة المــبــعــوث الــرئــاســي ستيف ويتكوف إلى العاصمة الروسية قبل أيــــام. وأوضــــح أنـــه «تـــم حــل ســـوء الـفـهـم في المفاوضات مع الولايات المتحدة». وزاد: «عـــنـــدمـــا زارنـــــــا مــــؤخــــرا سـتـيـف ويتكوف، أكد الجانبان الروسي والأميركي عــــقــــب اجــــتــــمــــاعــــه مـــــع (الـــــرئـــــيـــــس الـــــروســـــي فــــاديــــمــــيــــر) بــــوتــــن الـــتـــفـــاهـــمـــات الــــتــــي تـم الـــتـــوصـــل إلــيــهــا فـــي ألاســــكــــا»، الـــتـــي تشمل تثبيت وضع كييف المحايد خارج التكتلات، وعدم امتلاكها أسلحة نووية. ورأى لافــــروف أن «هــــذه نتيجة بالغة الأهــمــيــة، إذ شـهـدنـا فــتــرة مـــن الـــركـــود بعد اجتماع أنكوراج. أما الآن، فأعتقد شخصيا أن مظاهر سوء التفاهم، وسوء التواصل في مفاوضاتنا مـع الأمـيـركـيـن بـشـأن القضية الأوكرانية، قد تم تجاوزها». وحــــســــب لافـــــــــروف، فــــــإن «الـــتـــفـــاهـــمـــات التي تم التوصل إليها في أنـكـوراج تستند إلــــى المـــقـــتـــرحـــات بـــشـــأن مـــبـــادئ حـــل الـــنـــزاع الأوكراني، التي لخصها الرئيس بوتين مرة .»2024 ) أخرى في يونيو (حزيران وحــمّـــل الـــوزيـــر أوروبـــــا المــســؤولــيــة عن تأجيج الموقف وقــال: «أرادوا إلحاق هزيمة اسـتـراتـيـجـيـة بــنــا، ثـــم فـــرض شــروطــهــم في الـقـضـايـا الــتــي تـهـم الــعــواصــم الأوروبــــيــــة... لكن مخططات شن حرب خاطفة على روسيا باستخدام أوكرانيا قد فشلت». وشـــــــــدّد لافـــــــــروف عـــلـــى أن «أحـــــــــدا فـي أوروبـــــا لا يـذكـر الأســـبـــاب الــجــذريــة (لـلـنـزاع الأوكـــرانـــي)، ويطالب بشيء واحــد فقط هو وقف فوري للأعمال العدائية، ومنح أوكرانيا والأوروبيين فرصة لالتقاط الأنفاس وكسب الــــوقــــت لـــتـــقـــديـــم، ولــــــو بــــقــــدر قـــلـــيـــل، الـــدعـــم بــالأســلــحــة والمـــــال لــنــظــام كــيــيــف». وأكــــد أن مــوســكــو تــصــر عــلــى حــزمــة مـــن الاتــفــاقــيــات لتحقيق ســام دائـــم ومـسـتـدام فـي أوكـرانـيـا مع ضمانات أمنية لجميع الأطراف. مـــــؤكـــــدا أن المـــــفـــــاوضـــــات مـــــع الـــرئـــيـــس الأمــيــركــي وفــريــقــه «تُـــركـــز عـلـى هـــذا الـهـدف تـحـديـداً، أي إيـجـاد حـل طـويـل الأمـــد يعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة». وأضــــاف لافــــروف أنـــه «يـجـب الاعــتــراف بـفـضـل الـزعـيـم الأمــيــركــي الـحـالـي الــــذي بـدأ بـعـد عــودتــه إلـــى الـبـيـت الأبــيــض، بمعالجة هـــذه القضية بشكل جــــدي»، وقــــال: «حسب تقييمنا، فهو يسعى بصدق إلـى المساعدة فـــي حـــل الــــنــــزاع عــبــر الـــوســـائـــل الـسـيـاسـيـة والدبلوماسية». وأشـــــار الـــوزيـــر الـــروســـي إلــــى أن هـنـاك حـــالـــيـــا كـــثـــيـــرا مــــن «الـــتـــكـــهـــنـــات والأكـــــاذيـــــب والافــــــتــــــراءات» حــــول الــتــســويــة الأوكـــرانـــيـــة، هدفها الرئيسي هو «عرقلة البحث عن حل تــفــاوضــي وإطـــالـــة أمـــد الـــنـــزاع، بـمـا فـــي ذلـك عـرقـلـة مـــبـــادرات الـــولايـــات المــتــحــدة مــن قِــبـل الرئيس ترمب التي تهدف بصدق إلى إيجاد حلول تساعد في معالجة الأسباب الجذرية لـــأزمـــة الأوكــــرانــــيــــة». وتــــطــــرّق إلــــى خـسـائـر أوكرانيا والعواصم الأوروبية بسبب الحرب، مــشــيــرا إلــــى أن الـــتـــقـــديـــرات الـــروســـيـــة حــول خسائر القوات الأوكرانية في النزاع تجاوزت مـلـيـون شــخــص، مضيفا أن روســيــا سلّمت ألـف جثمان لجنودها 11 أوكرانيا أكثر من جثمان للجنود الروس. 201 القتلى مقابل وأضــاف لافــروف أن الغرب بـات يعاني من نقص الموارد اللازمة لشن حرب بالوكالة ضـــد روســــيــــا، وأن الــــغــــرب، بـــدافـــع الـــيـــأس، يـــحـــاول تـصـعـيـد المـــوقـــف بـتـضـخـيـم تـهـديـد عسكري مزعوم من روسيا. وحــــذّر مــن أن الــــدول الأوروبـــيـــة ترغب اليوم في «زرع بذور صراع جديد»، وتتحدث علنا عن استعدادها لمثل هذا السيناريو. وأشـــار لافـــروف إلـى أن الـــدول الأعضاء فـــــي حــــلــــف «الـــــنـــــاتـــــو» تـــعـــمـــل عــــلــــى تـــعـــزيـــز قـواتـهـا عـلـى حـــدود دولـــة الاتــحــاد الـروسـي البيلاروسي، مؤكدا أن روسيا لا تريد حرباً، لـكـن إذا قــــررت أوروبـــــا خـــوض الـــحـــرب، فـإن روسيا مستعدة لها في أي لحظة. وأكـــد لافـــروف أنــه يجب على أوكـرانـيـا الالــــــتــــــزام بـــأحـــكـــام مـــيـــثـــاق الأمـــــــم المـــتـــحـــدة، والاتـفـاقـيـات الـدولـيـة لحقوق الإنــســان، وأن اخــــتــــزال الـــتـــزامـــاتـــهـــا إلـــــى مـــجـــرد الامـــتـــثـــال لقواعد الاتحاد الأوروبي في هذا المجال أمر غير مقبول. وأشــــار لافــــروف إلـــى أن الــــدول الغربية تــســعــى إلــــى اســـتـــغـــال الــــصــــراع الأوكــــرانــــي لـصـرف انـتـبـاه المجتمع الــدولــي عـن قضايا أخرى، لا سيما القضية الفلسطينية. وحول ملف الأراضي، أشار الوزير إلى أن شبه جزيرة القرم، ودونيتسك ولوغانسك، ومنطقتي زابـوريـجـيـا وخـيـرسـون: «تُشكل جـزءا لا يتجزأ من روسـيـا، وهـذا منصوص عليه في الدستور». وزاد: «لسنا بحاجة إلى أراضٍ. مــا يهمنا هــو مـصـيـر الـشـعـب الــذي بنى أجـــداده هـذه الأراضـــي على مر القرون، وشـــيّـــدوا المــــدن والـــطـــرق والمــــوانــــي... حقوق هؤلاء تُقوّضها الآن حكومة كييف». وفـــي هـــذا الــســيــاق، أشــــار إلـــى أنـــه بعد أن عــــــدّل الـــرئـــيـــس الأوكـــــرانـــــي فــولــوديــمــيــر زيلينسكي، بـالـتـعـاون مــع قـــادة أوروبــيــن، الــخــطــة الأمــيــركــيــة الأصـــلـــيـــة، اخــتــفــى الـبـنـد المتعلق بحماية الأقـلـيـات الـقـومـيـة. وكانت الـوثـيـقـة الـتـي عـرضـت سـابـقـا عـلـى روسـيـا، نـصـت عـلـى ضــــرورة حـمـايـة لـغـات الأقـلـيـات والـــحـــريـــات الــديــنــيــة، وحــظــر جـمـيـع أشـكـال الفكر والنشاط الـنـازي. ولفت إلـى أنـه «بعد الـتـواصـل مــع الأوروبـــيـــن، تــم تقليص عـدد النقاط، واختفى البند الذي يدعو إلى حظر الـفـكـر الــنــازي بـرمـتـه». وأضــــاف لافــــروف أن روسيا «تنتظر نتائج الاتصالات بين رئيس نــظــام كـيـيـف وقـــــادة الاتـــحـــاد الأوروبـــــــي مع إدارة ترمب بشأن مشروع السلام الأميركي». وقـــــــال إن مـــوســـكـــو قــــدّمــــت مــقــتــرحــات إضافية إلى واشنطن بشأن ضمانات الأمن الجماعي. وأكّـــد على ضـــرورة التوصل إلى حزمة اتفاقيات بشأن سـام قـوي ومستدام وطــويــل الأمــــد، مــع ضـمـانـات أمـنـيـة لجميع الدول المعنية. وذكّـــر بــأن روسـيـا اقـتـرحـت على حلف صياغة معاهدة ملزمة 2008 «الـنـاتـو» عـام قانونا تُعنى بضمانات الأمن الجماعي. وقد عــادت موسكو إلــى هــذا المـوضـوع قبل أربـع سنوات. وخلص إلى أنه «لا تزال المقترحات التي قدّمناها إلـى الـولايـات المتحدة وحلف 2021 ) (الــنــاتــو) فــي ديسمبر (كــانــون الأول سارية المفعول تماماً، ويمكن أن تُشكّل نقطة انطلاق لمثل هذه المناقشات». وكــــانــــت وزارة الـــخـــارجـــيـــة الـــروســـيـــة مـــــســـــودات مــــعــــاهــــدة مـع 2001 نــــشــــرت فــــي الولايات المتحدة، واتفاقية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن الضمانات الأمنية. وتـمـت مـشـاركـة هـــذه الـوثـائـق مــع واشنطن وحلفائها. وتضمن أحـد بنودها ضمانات مـــن الــحــلــف بــعــدم الــتــوســع داخــــل الأراضــــي الأوكـرانـيـة. وتبرر موسكو انطلاق العملية العسكرية فـي أوكـرانـيـا فـي فبراير (شباط) بأن الغرب تجاهل مقترحاتها في ذلك 2022 الوقت. وأكـــــد لافـــــــروف: «نـــحـــن عــلــى اســتــعــداد لإضفاء الطابع الرسمي على الضمانات ذات الصلة كتابة، في وثيقة قانونية. وبالطبع على أساس جماعي ومتبادل». وكان بوتين، استقبل الأسبوع الماضي، المبعوث الرئاسي الأميركي وصهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر في الكرملين. وأمضى الـجـانـبـان نحو خمس سـاعـات فـي مناقشة جوهر مبادرة السلام الأميركية، لكن لم يتم التوصل إلى حل وسط. وكــمــا صــــرّح الــرئــيــس الـــروســـي لاحـقـا، للخطة الأصلية 27 قسّمت واشنطن النقاط الـ إلـى أربــع حــزم، واقترحت مناقشتها بشكل منفصل. وأوضــــح أنـــه راجـــع جميع النقاط تـقـريـبـا، وأن «هــنــاك قـضـايـا لــم تتفق معها موسكو». موسكو: رائد جبر ترمب يتكلم «بحدة» مع قادتها ويطالبهم بالضغط على زيلينسكي ليكون «واقعياً» جهود مكثفة بين واشنطن وأوروبا لحل الخلافات حول أوكرانيا فـي وقــت تشهد فـيـه الأزمــــة الأوكـرانـيـة ذروة جــديــدة مــن الـتـحـركـات الدبلوماسية المـكـثّــفـة، يتضح أن الــخــافــات العميقة بين واشــنــطــن وأوروبـــــــا وكــيــيــف لا تـــــزال تـحـول دون تبلور مسار واقعي نحو تسوية قابلة للحياة. ومــع اتـسـاع الـهـوة بـن رؤيـــة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب واعتبارات الــــقــــادة الأوروبــــــيــــــن والــــرئــــيــــس الأوكــــرانــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيـــلـــيـــنـــســـكـــي، تــــبــــدو مــســاعــي التهدئة وكأنها تدخل مرحلة من التجاذبات الــــحــــادة الـــتـــي قـــد تـــحـــدد مـسـتـقـبـل الـــحـــرب، ومسار الأمن الأوروبي لعقود مقبلة. ضغط على كييف وتوتر مع الأوروبيين الرئيس ترمب كشف أنه تحدث بـ«حدة» مــع الــقــادة الأوروبـــيـــن بـشـأن أوكــرانــيــا، في إشارة إلى اتساع الفجوة بين الطرفين حول كـيـفـيـة دفــــع كـيـيـف نــحــو قـــبـــول بـــنـــود خطة الـــســـام الأمـــيـــركـــيـــة. وحـــســـب تــســريــبــات من اتـصـالات رفيعة المـسـتـوى، حــث ترمب قـادة فـرنـسـا وألمــانــيــا وبـريـطـانـيـا عـلـى مـمـارسـة ضــــغــــط مــــبــــاشــــر عــــلــــى زيـــلـــيـــنـــســـكـــي لــيــقــبــل مقترحا أميركيا يُلزم أوكرانيا بالتخلي عن أجزاء واسعة من أراضيها، وخفض قدراتها العسكرية بشكل كبير. وقـــال فــي تـصـريـحـات لــه الـخـمـيـس، إن عــلــى زيـلـيـنـسـكـي أن يــكــون «واقـــعـــيـــا». لكن الموقف الأوروبـــي جـاء حاسماً: القرار بشأن الأراضـــي الأوكـرانـيـة يـعـود لكييف وحـدهـا، وهـي رسـالـة شــدّد عليها المستشار الألماني فـــريـــدريـــش مــيــرتــس بـشـكـل واضــــــح، مــؤكــدا أن بــــــاده «لـــــن تــــدفــــع» كــيــيــف إلـــــى الـــتـــنـــازل عــــن ســـيـــادتـــهـــا. وأعـــلـــنـــت بـــرلـــن كـــذلـــك عـن استعدادها لاستضافة اجتماع جديد بشأن أوكــرانــيــا الأســـبـــوع المــقــبــل، فــي مــؤشــر على رغــبــة أوروبـــــا فــي الإمـــســـاك بــزمــام المـــبـــادرة، ومـــنـــع واشـــنـــطـــن مــــن فـــــرض مـــســـار أحـــــادي الجانب. قال الرئيس ترمب إن الولايات المتحدة تـلـقـت دعـــــوة لــحــضــور اجــتــمــاع فـــي أوروبـــــا الأســــبــــوع المـــقـــبـــل، مـــن المـــتـــوقـــع أن يـحـضـره أيـضـا الـرئـيـس زيلينسكي. ومـــع ذلـــك، تـرك تـــرمـــب الأمـــــر مــفــتــوحــا بـــشـــأن مـــا إذا كـانـت الـولايـات المتحدة ستحضر الاجتماع، وإذا حـــــدث ذلــــــك، فــعــلــى أي مـــســـتـــوى. وأضــــــاف: «يــرغــبــون فــي أن نـذهــب إلـــى اجـتـمـاع خـال عطلة نهاية الأسبوع في أوروبــا، وسنتخذ الــــقــــرار بـــنـــاء عــلــى مـــا ســــيــــردون بـــــه». وعـنـد ســـؤالـــه عـمـا إذا كـــان الاجــتــمــاع مـــن المـتـوقـع أن يشمل الرئيس الأوكــرانــي، أجــاب ترمب: «مع زيلينسكي ومعنا». وبشأن مكالمته مع ميرتس وماكرون وستارمر، قال ترمب إنهم «ناقشوا أمر أوكرانيا بلهجة قوية جداً». كما كرّر دعوته لإجراء انتخابات في أوكرانيا. وكــــانــــت الــحــكــومــة الألمـــانـــيـــة قـــالـــت فـي وقت سابق إن القادة الأربعة ناقشوا وضع المــــحــــادثــــات بـــشـــأن وقـــــف إطــــــاق الــــنــــار فـي أوكرانيا، ونيتهم مواصلة العمل المكثف في الأيام المقبلة على خطة السلام المدعومة من الولايات المتحدة. وقــــــــال مـــيـــرتـــس إنــــهــــم اقــــتــــرحــــوا عـلـى الرئيس الأميركي مناقشة الوثائق المتوافرة مع الحكومة الأميركية بشكل نهائي خلال عـطـلـة نـهـايـة الأســــبــــوع. وحــســب المـسـتـشـار الألمــــانــــي، لـــم يــكــن الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي على علم بالاقتراح الأوكـرانـي المنسق مع أوروبـا وقت إجراء المكالمة، لأنه لم يكن قد أرسل إلى واشنطن بعد. وأضــــــاف مــيــرتــس أنــــه مـــن المــمــكــن الآن عـــقـــد اجـــتـــمـــاع فــــي بــــرلــــن، الاثــــنــــن المــقــبــل، بــعــد مـــحـــادثـــات نــهــايــة الأســــبــــوع. وأوضــــح أن مـــشـــاركـــة الــحــكــومــة الأمـــيـــركـــيـــة فـــي هــذا الاجتماع لا تزال غير محسومة. وقال: «هذا يعتمد إلى حد كبير على الصياغة المشتركة لـلـوثـائـق الـتـي يـجـري الـعـمـل عليها حالياً. وأنـــا متفائل إلــى حـد مـا بأننا سننجح في ذلك». وقــــــال مـــيـــرتـــس إنـــــه خـــــرج مــــن المــكــالمــة مـــــع تــــرمــــب بـــــ«انــــطــــبــــاع راســـــــخ مـــــفـــــاده أنـــه مستعد للسير فـي هــذا الـطـريـق معنا، لأنه يـــــدرك ضــــــرورة الاســـتـــمـــاع إلــــى الأوروبــــيــــن ومصالحهم الخاصة فـي هـذا المـلـف»، لافتا إلــى أن هــذا الأمـــر تـم إيضاحه لترمب خلال المـكـالمـة. وأضـــاف أن المـحـادثـة كـانـت «بـنـاءة لــلــغــايــة بـــحـــق، حـــيـــث جـــــرى فــيــهــا تـوضـيـح المـــواقـــف المـــتـــبـــادلـــة، كــمــا عـــبّـــر كـــل طــــرف عن احــتــرامــه لـــآخـــر». أفــــاد مــوقــع «أكــســيــوس» الإخـــــــبـــــــاري الـــخـــمـــيـــس نـــــقـــــا عـــــن مــــســــؤول بـالـبـيـت الأبـــيـــض، وآخــــر أوكــــرانــــي، قولهما إن مــســؤولــن أمـيـركـيـن بـــارزيـــن سيلتقون مسؤولين من أوكرانيا ودول أوروبية السبت في باريس. رد أوكراني من دون تنازلات كــــيــــيــــف كــــــانــــــت قـــــــد صــــــاغــــــت بـــالـــفـــعـــل ردهـــا على الخطة الأمـيـركـيـة، وسلمته إلى واشــنــطــن. ورغـــم عـــدم الإعــــان عــن تفاصيل الرد، فإن مصادر أوكرانية تؤكد أن أي مقترح لا يحترم وحدة الأراضي الأوكرانية لن يكون قابلا للنقاش. وكرّر زيلينسكي موقفه الذي بات «خطا أحمر»: الرئيس لا يملك صلاحية التنازل عن أراض دون العودة إلـى الشعب. وتظهر استطلاعات الرأي داخل أوكرانيا أن في المائة) وفق بيانات 54( ، غالبية المواطنين حـديـثـة، تــرفــض أي تـسـويـة تـشـمـل التخلي عن الأرض، حتى ولـو كـان ذلـك يعني إطالة الـحـرب. وكـانـت الخطة التي طرحتها إدارة الــرئــيــس الأمــيــركــي قـــد تـعـرضـت لانــتــقــادات حـــــادة، إذ وصــفــهــا كــثــيــرون بــأنــهــا «قـائـمـة أمنيات» روسـيـة، لأنها تبنت فـي جوهرها مطالب موسكو. وبموجب الخطة، لن تتخلى أوكرانيا عـــن عـضـويـتـهـا فـــي حــلــف شـــمـــال الأطـلـسـي «الــنــاتــو» فـحـسـب، بــل ســتــوافــق أيــضــا على تقييد حـجـم قــواتــهــا المـسـلـحـة والانــســحــاب مــــن المـــنـــاطـــق الـــتـــي تــســيــطــر عــلــيــهــا حــالــيــا فــي شـــرق الــبــاد، الـتـي تتمتع بتحصينات دفاعية قوية. وفي المقابل، ستلتزم موسكو بـعـدم شـن أي هجمات أخــرى على جارتها. وكانت قضية الحدود، والضمانات الأمنية لأوكـرانـيـا، هما أبــرز نقاط الـخـاف. كما أن كييف لا ترغب في الاعتماد كليا على تعهد روسي بعدم التدخل عسكريا مجدداً. وأكـــد زيلينسكي، الأربـــعـــاء، أنــه أجـرى مــنــاقــشــات «بــــنــــاءة» مـــع الــجــانــب الأمــيــركــي بشأن وثيقة إنهاء الحرب مع روسيا ووثيقة أخـــــرى تـتـعـلـق بــــإعــــادة الإعــــمــــار والــتــعــافــي الاقـــــتـــــصـــــادي. وأضـــــــــاف زيـــلـــيـــنـــســـكـــي عـلـى منصة «إكـــس» أنــه يمكن عــد المناقشات مع الـجـانـب الأمـيـركـي، الـــذي ضــم كــا مـن وزيـر الــخــزانــة سـكـوت بـيـسـنـت، وجـــاريـــد كوشنر صـهـر الـرئـيـس تــرمــب، ورجـــل الأعــمــال لاري فـيـنـك: «أول اجـتـمـاع للفريق الـــذي سيعمل على وثيقة تُعنى بإعادة الإعمار والتعافي الاقــــتــــصــــادي لأوكـــــرانـــــيـــــا». وتــــابــــع قــــائــــاً: «هــــنــــاك كــثــيــر مــــن الأفــــكــــار الـــتـــي يُـــمـــكـــن أن تُحقق النجاح في أوكرانيا إذا ما تـم اتباع النهج الصحيح». وذكـر الرئيس الأوكراني أن الاجـــتـــمـــاع تــــنــــاول أيـــضـــا بـــحـــث الــنــقــاط العشرين للوثيقة الإطـاريـة لإنـهـاء الحرب، عــــادّا أن «الأمــــن الـشـامـل هــو الــــذي سـيُــحـدد الأمـــــن الاقــــتــــصــــادي، ويُــــرســــي دعـــائـــم بيئة أعمال آمنة». خطة واشنطن: الاقتصاد قبل الحدود لكن ما يزيد من حساسية المشهد هو أن الـخـطـة الأمــيــركــيــة تــتــجــاوز مــســار وقـف الـنـار لتطرح رؤيــة اقتصادية كبرى لإعـادة تـشـكـيـل أوضـــــاع أوكـــرانـــيـــا وروســـيـــا فـــي آن واحــــد. ووفــــق وثــائــق ســرّيــة اطـلـعـت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال» المحسوبة عــلــى الــجــمــهــوريــن، تـسـعـى واشـــنـــطـــن إلــى مليار دولار مـن الأصــول 200 تحويل نحو الروسية المجمّدة في أوروبا إلى استثمارات تـقـودهـا شــركــات أمـيـركـيـة داخـــل أوكــرانــيــا، ضـمـن مـشـاريـع ضخمة تشمل بـنـاء مـراكـز بيانات تعمل بالطاقة الـنـوويـة فـي محيط محطة زابوريجيا المحتلة. ولــــم يــتــوقــف الــطــمــوح الأمـــيـــركـــي عند حـدود أوكرانيا، بل يمتد إلى «إعـادة دمج» الاقـتـصـاد الـروسـي فـي النظام العالمي عبر شراكات اقتصادية مع شركات أميركية في مــجــالات الــطــاقــة والمـــعـــادن الـــنـــادرة، إضـافـة إلـــى مـشـاريـع تنقيب واسـتـثـمـار فــي القطب الشمالي. وتبدو أهــداف واشنطن واضحة: إنـهـاء الـحـرب مـع فتح قناة نفوذ اقتصادي أميركي واسع في الشرق الأوروبي وروسيا، بـــمـــا يـــعـــيـــد رســــــم الـــخـــريـــطـــة الاقـــتـــصـــاديـــة للمنطقة. المــــقــــتــــرحــــات الأمــــيــــركــــيــــة أثــــــــــارت قــلــقــا بالغا فـي الـعـواصـم الأوروبـــيـــة، حيث ينظر إلـيـهـا مــســؤولــون بـأنـهـا قــد تــقــوّض الـهـدف : إضــعــاف 2022 الأوروبــــــــي الــرئــيــســي مــنــذ الـقـدرات الاقتصادية الروسية، ومنعها من إعادة بناء آلة الحرب. ويخشى الأوروبيون أن يـــؤدي «إحـــيـــاء» الاقـتـصـاد الــروســي عبر الاسـتـثـمـارات الأميركية إلـى إعـــادة موسكو لاعبا قويا في الطاقة والأســـواق الأوروبـيـة، على عكس التوجه الذي تسعى إليه أوروبا منذ قطع إمدادات الغاز الروسي. كـــمـــا يـــخـــشـــى الأوروبـــــــيـــــــون أن يـــــؤدي اســتــخــدام الأصـــــول الــروســيــة فـــي مـغـامـرات اســـتـــثـــمـــاريـــة خــــاصــــة إلــــــى اســــتــــنــــزاف هـــذه الأمـــــــوال بـــــدلا مـــن اعـــتـــمـــادهـــا كــأنــهــا رافــعــة مـبـاشـرة لتمويل الـحـكـومـة الأوكــرانــيــة. في المقابل، يرى الفريق الأميركي أن خصخصة الاســـتـــثـــمـــار ســتُــضــاعــف قـيـمـة الأصــــــول من مليار دولار، وهـو رقـم وصفه 800 إلـى 200 الأوروبيون بأنه «طموح إلى حد الإرباك». سباق محموم قبل فرض «أمر واقع» الــــتــــبــــايــــن بـــــن الــــجــــانــــبــــن الأمــــيــــركــــي والأوروبي لا يقتصر على الرؤى الاقتصادية، بـل يمتد إلـى الهندسة السياسية والأمنية لمـا بعد الـحـرب. فـالأوروبـيـون يـريـدون وقفا لإطــــاق الـــنـــار يـضـمـن أمـــن الـــقـــارة ويـحـافـظ عـلـى وحــــدة «الــنــاتــو» والاتـــحـــاد الأوروبـــــي، دون مــنــح روســـيـــا مــكــاســب اســتــراتــيــجــيــة. بينما يركز ترمب على إنهاء الحرب سريعا وفتح صفحة اقتصادية جديدة مع موسكو، الأمر الذي عدّه الأوروبيون بأنه غير معني كثيرا بمنظومات الردع الغربية أو توازنات الأمـــــن الأوروبـــــــــي. تـــداخـــل هــــذه الــحــســابــات يـخـلـق سـبـاقـا دبـلـومـاسـيـا مـحـمـومـا، حيث تستعد باريس وبرلين ولندن للقاءات مكثفة مــع المـبـعـوثـن الأمـيـركـيـن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بينما يـدرس ترمب ما إذا كان سيشارك شخصيا في اجتماع أوروبي نهاية الأسبوع. ومع تقاطع المصالح وتعقّد الحسابات، يتجه ملف أوكرانيا إلى مرحلة مشحونة قد تـحـدد لـيـس فـقـط مصير الـــحـــرب، بــل أيضا شكل النظام الاقتصادي والأمني الأوروبـي في مرحلة ما بعد النزاع. الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع المستشار الألماني ميرتس (أ.ف.ب) واشنطن: إيلي يوسف خطط ترمب تتضمن استثمارات أميركية ضخمة في روسيا وإعادة تدفق الطاقة لأوروبا
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky