issue17180

9 مغاربيات NEWS Issue 17180 - العدد Thursday - 2025/12/11 الخميس القائم بأعمال السفارة الأميركية بحث مع تيتيه مساعدة الليبيين على تجاوز الانقسامات وتعزيز الاستقرار ASHARQ AL-AWSAT حكومة الشرق دعت أثينا إلى وقف أي تدخل «يمس سيادتها» «الاستقرار» الليبية تستدعي قنصل اليونان بسبب «تصريحات غير مسؤولة» تــصــاعــد الــتــوتــر الــدبــلــومــاســي بين حـــكـــومـــة «الاســــتــــقــــرار» فــــي شـــــرق لـيـبـيـا واليونان، تزامنا مع استمرار الخلافات بــن مجلسي الــنــواب و«الأعـــلـــى لـلـدولـة» حول المناصب السيادية. واســـــــتـــــــدعـــــــت وزارة الـــــخـــــارجـــــيـــــة بحكومة «الاستقرار» القنصل اليوناني، أثـانـاسـيـوس أنـاسـتـوبـولـوس ونائبته، مساء الثلاثاء في مدينة بنغازي (شرق)، عـلـى خلفية الـتـصـريـحـات الـــصـــادرة عن بعض المسؤولين في السلطات اليونانية، والــــتــــي اعـــتـــبـــرتـــهـــا الـــحـــكـــومـــة «مـــســـاســـا بسيادتها، ومصالحها الوطنية». ونــقــل وزيــــر الــخــارجــيــة بـالـحـكـومـة غــيــر المــعــتــرف بــهــا دولـــيـــا، عــبــد الـــهـــادي الـــــحـــــويـــــج، لـــقـــنـــصـــل الـــــيـــــونـــــان المــــوقــــف الـرسـمـي لـحـكـومـتـه، الـــرافـــض لمــا وصفه بــــ«الـــتـــصـــريـــحـــات غــيــر المــــســــؤولــــة»، كما سـلّــمـه نـسـخـة مـــن بــيــان الـحـكـومـة الـــذي تــضــمــن احـــتـــجـــاجـــهـــا عـــلـــى أي تـــجـــاوز، أو تــدخــل يـمـس ســيــادتــهــا، أو اسـتـقـال قرارها الوطني. وأكـــــــد الـــحـــويـــج أن ســــيــــادة لـيـبـيـا ومصالح الشعب الليبي «خـط أحمر»، وأن الدولة الليبية «حريصة على بناء عـــاقـــات مـــتـــوازنـــة مـــع مـخـتـلـف الـــــدول، تـقـوم على الـنـديـة، والاحــتــرام المتبادل، وعـــدم الـتـدخـل فـي الــشــؤون الـداخـلـيـة»، وطـــالـــب الـــجـــانـــب الــيــونــانــي بـالـحـرص عــلــى «ضـــبـــط الــتــصــريــحــات الــرســمــيــة، وعدم إطلاق مواقف استفزازية قد تضر بالعلاقات بين البلدين». وكــــــان رئـــيـــس الـــبـــرلمـــان الـــيـــونـــانـــي، نيكيتاس كـاكـامـانـيـس، قـد دعــا رئيس مـجـلـس الـــنـــواب الـلـيـبـي، عـقـيـلـة صـالـح، خلال محادثتهما في العاصمة اليونانية أثــــيــــنــــا الأســـــــبـــــــوع المـــــــاضـــــــي، إلــــــــى عــــدم التصديق على مـذكـرة التفاهم التركية- ، وطالب بإلغائها. وقد 2019 الليبية لعام أثــــارت هـــذه الـتـصـريـحـات غـضـب نائبي صالح في إطـار تصاعد الخلافات داخل مجلس الـنـواب، والــذي بــدأت علاقته في التحسن أخيرا مع تركيا. وتــتــيــح مـــذكـــرة الــتــفــاهــم الــبــحــريــة، المـــوقَّـــعـــة بــــن حـــكـــومـــة الــــوفــــاق الــســابــقــة ،2019 برئاسة فايز السراج وتركيا عـام والتي أعادت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة التأكيد على الالتزام بها ، مع اتفاقات إضافية، مثل تلك 2021 عام التي تتعلق بالهيدروكربونات، ترسيم مناطق اقـتـصـاديـة خالصة متصلة بين البلدين في شرق البحر المتوسط. ويعني هذا من وجهة نظر اليونان إلـــغـــاء حــقــوقــهــا الــبــحــريــة لـــجـــزر كــريــت، ورودس، وغــيــرهــمــا، ولـــهـــذا عـارضـتـهـا بــــشــــدة، واعـــتـــبـــرتـــهـــا «انـــتـــهـــاكـــا صـــارخـــا لــــقــــانــــون الــــبــــحــــار» الـــــــذي يـــمـــنـــح الـــجـــزر حـقـوقـا بـحـريـة كـامـلـة، ورأت أنـهـا تمنح في المقابل تركيا نفوذا غير مشروع في منطقة غنية بـالـغـاز والــطــاقــة، مــا يؤثر على حقوقها السيادية والبحرية بشكل مباشر، ومشاريعها الإقليمية في شرق المتوسط. فـــي غـــضـــون ذلـــــك، تــحــدثــت وســائــل إعــــام مـحـلـيـة عـــن رفـــض رئــيــس مجلس النواب لقاء رئيس مجلس الدولة، محمد تـكـالـة، فـي العاصمة الفرنسية بـاريـس، بـــوســـاطـــة فــرنــســيــة، ونــقــلــت عـــن مـصـدر برلماني أنه لا تزال هناك ضغوط فرنسية لـعـقـد الــلــقــاء الأســـبـــوع المــقــبــل للتباحث حول هذا الملف. ولم يعلق عقيلة صالح على هذه المعلومات، كما امتنع الناطق الرسمي باسم المجلس، عبد الله بليحق، عـــــن الـــــــرد عـــلـــيـــهـــا، وهــــــو نـــفـــس المـــوقـــف الـــــذي اتـــخـــذه تـــكـــالـــة، ومــجــلــس الـــدولـــة. لـكـن أعــضــاء فــي المـجـلـس الأعـلــى للدولة أعلنوا في تصريحات أن صالح وتكالة سيجتمعان قريباً، من دون تحديد مكان وزمـان الاجتماع لمناقشة ملف المناصب السيادية. بـــمـــوازاة ذلـــك، أعـلـن الـقـائـم بأعمال الـــســـفـــارة الأمـــيـــركـــيـــة، جــيــريــمــي بــرنــت، أنــــــه بـــحـــث الأربــــــعــــــاء فـــــي طــــرابــــلــــس مـع رئيسة بعثة الأمـم المتحدة، هانا تيتيه، الجهود المشتركة لمساعدة الليبيين على تجاوز الانقسامات، وتعزيز الاستقرار، والـــوحـــدة، مـعـربـا عــن تـرحـيـبـه بخريطة الــــطــــريــــق الــــتــــي وضـــعـــتـــهـــا تـــيـــتـــيـــه، كـمـا «حــــث جــمــيــع الأطـــــــراف الـلـيـبـيـة المـعـنـيـة على استخدامها، وتيسير عمل البعثة الأمــمــيــة لــدفــع عـمـلـيـة سـيـاسـيـة بـقـيـادة ليبية نحو حكم موحد، وانتخابات». كــمــا بــحــث بـــرنـــت فـــي طـــرابـــلـــس مع وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة، الـطـاهـر الــبــاعــور، سـبـل تـعـزيـز الـتـعـاون الـثـنـائـي بــن الـــولايـــات المـتـحـدة وليبيا، فضلا عن دعم الولايات المتحدة للجهود الرامية إلى مساعدة الليبيين على تجاوز الانقسامات، وبناء ليبيا أكثر استقراراً، ووحدة، وازدهاراً. وكان برنت قد ناقش مساء الثلاثاء فـي طرابلس مـع النائب الـعـام، الصديق الصور، جهوده لتعزيز ممارسات إنفاذ القانون في ليبيا. من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الـوطـنـي، الـفـريـق خـالـد حفتر، إنــه بحث أمس الأربعاء في بنغازي مع وفد عسكري رفيع المستوى من الأردن، برئاسة العميد نجي عبد الجليل، مساعد رئيس هيئة الأركـــــــان الـــعـــامـــة لـلـعـمـلـيـات والـــتـــدريـــب، ســـبـــل تـــعـــزيـــز الــــتــــعــــاون الـــعـــســـكـــري فـي مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، مؤكدا على أهمية تطوير الـشـراكـة العسكرية، واســـــتـــــمـــــرار الـــتـــنـــســـيـــق بـــــن الـــجـــانـــبـــن، لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. القاهرة: خالد محمود الحويج خلال لقائه قنصل اليونان في بنغازي (حكومة الاستقرار) ألف واقعة استهداف بحق مرشحات للانتخابات البلدية 85 تسجيل «العنف الإلكتروني»... سلاح يهدد الطموح السياسي لليبيّات أثــــــــار تــــقــــريــــر رســــمــــي لـــيـــبـــي حـــديـــث حـــول الـعـنـف الـرقـمـي ضــد المــرشــحــات في الانتخابات الليبية البلدية صدمة واسعة داخــــل الأوســــــاط الـسـيـاسـيـة والـحـقـوقـيـة، بـعـدمـا كـشـفـت وزيــــرة ليبية عــن تسجيل ألــف حـالـة اسـتـهـداف إلـكـتـرونـي خلال 85 الأشهر الستة الماضية. وشــــكــــل هــــــذا الــــرقــــم الـــــصـــــادم جـــرس إنــــذار قــويــا لـــدى سـلـطـات غـــرب لـيـبـيـا؛ إذ عـــدتـــه وزيـــــــرة الــــدولــــة لــــشــــؤون المـــــــرأة فـي حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، حورية الطرمال، «أكثر من مجرد مؤشرات تقنية»، بــل «قـــاعـــدة ضـــروريـــة لـصـيـاغـة سـيـاسـات حـمـايـة تضمن للنساء حــق المـشـاركـة في الحياة العامة دون خوف أو ابتزاز». اتساع رقعة العنف الرقمي هــــذا الإقــــــرار الــرســمــي والـــحـــديـــث عن سـيـاسـات حمائية جــديــدة لـلـمـرأة، ورغــم أهميته، لا يبدد القلق المتنامي لناشطات وسياسيات ليبيات تحدثت إليهن «الشرق الأوســــــــط»، حــيــث رأيـــــن فـــي اتـــســـاع رقـعـة العنف الرقمي دلـيـا على بيئة سياسية غير آمنة، لا تمس فقط مشاركة المـرأة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بل أيضا قدرتها على البقاء في المجال العام. وعــبّــرت نـاشـطـات عـن خــوف حقيقي من أن تتحول هـذه الأرقـــام «مؤشر ردع»، يـــثـــنـــي نــــســــاء أخـــــريـــــات عـــــن الــــتــــرشــــح أو التعبير، ما لم تُترجم سريعا إلى إجراءات حماية ملموسة. فــــي هـــــذا الــــســــيــــاق، تــــرســــم الــعـــضـــوة البارزة في اللجنة الاستشارية المكلفة من بعثة الأمم المتحدة، جازية شعيتير، صورة صادمة لتأثير الهجمات الإلكترونية على النساء اللواتي يتمتعن بطموح سياسي، واصـفـة إيـاهـا بأنها «أشــد وطـــأة» مقارنة بفئات المجتمع الأخرى. وقـالـت شعيتير لــ«الـشـرق الأوســـط» إن إشـاعـة واحـــدة فـي مجتمع محافظ قد تُــحــدث «اغــتــيــالا مـعـنـويـا» يـدمـر الأســـرة، وربـمـا يـــؤدي إلــى الـطـاق، مشيرة إلــى أن هذه الظاهرة لا تزال «ملفا مسكوتا عنه» رغم اتساعها وخطورتها. وحسب ما أعلنت عنه وزيــرة الدولة لــــشــــؤون المـــــــــرأة، فـــقـــد قـــفـــزت الاعـــــتـــــداءات الإلكترونية فـي الانـتـخـابـات البلدية هذا في المائة، مقارنة 89 العام بنسبة تقارب بجولات سابقة من الانتخابات ذاتها. «ظاهرة مقصودة» يـــبـــدو أن مـــخـــاطـــر هـــــذا الاســـتـــهـــداف بـــاتـــت «ظـــــاهـــــرة مــمــنــهــجــة ومــــقــــصــــودة»، وفق المحامية والناشطة الحقوقية، هالة بــوقــعــيــقــيــص، الـــتـــي أوضـــحـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــط» أن اتـسـاع منصات الاسـتـهـداف ووتـــيـــرتـــه «يـــعـــكـــس نــمــطــا مــنــظــمــا يــهــدد حضور المـرأة في المجال العام؛ إذ لا تضر الهجمات بالسمعة فقط، بـل تخلق بيئة طــاردة، تمنح خصوم المـرأة أداة سياسية رخيصة وفعالة». 85 وتـــحـــدثـــت الــــطــــرمــــال عــــن «رصــــــد ألــــف حــالـــة عــنــف إلــكــتــرونــي ضـــد الـنـسـاء الــلــيــبــيــات المــــتــــرشــــحــــات»، خـــــال اســـتـــام التقرير نصف السنوي لمنظومة التصدي للعنف الإلـكـتـرونـي مـن المفوضية العليا للانتخابات. وفــي بلد مُثقل بــالأزمــات السياسية والأمــــنــــيــــة مـــنـــذ إســـــقـــــاط نــــظــــام الـــرئـــيـــس ، يربط 2011 الـــراحـــل مـعـمـر الــقــذافــي عـــام «مــنــبــر المــــــرأة الـلـيـبـيـة مـــن أجــــل الـــســـام»، وهــو منظمة حقوقية تُعنى بـالـدفـاع عن حـــقـــوق الـــنـــســـاء، تـــفـــاقـــم الـــعـــنـــف بـتـنـامـي نفوذ الميليشيات والانقسام السياسي؛ ما يجعل النساء «الفئة الأكثر هشاشة» في ظل غياب سلطة قانونية رادعة. وتستعيد رئيسة مفوضية المجتمع المــــدنــــي فــــي طـــرابـــلـــس، انـــتـــصـــار الــقــلــيــب، تجربتها الشخصية مـع حـمـات تشويه وتـــهـــديـــد إلـــكـــتـــرونـــي اســتــهــدفــتــهــا بشكل مـبـاشـر عـبـر صـفـحـات تــواصــل اجتماعي لــيــبــيــة. غــيــر أن الــقــلــيــب قـــالـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســط» إنها استطاعت تحويل «المحنة إلـــى مـسـاحـة تـأثـيـر أوســـــع». وأشـــــارت في المقابل إلــى أن الاسـتـهـداف الرقمي «يزيد هــشــاشــة الـــنـــســـاء المــنــخــرطــات فـــي الــشــأن الــــــعــــــام»؛ إذ تــــدفــــع «الــــضــــغــــوط الأمـــنـــيـــة والاجتماعية الكثيرات منهن إلى التفكير فــــي الانــــســــحــــاب خــــوفــــا مــــن الــتــشــهــيــر أو الابتزاز». موجة استهداف الناشطات قبل أن يتصدر العنف الرقمي المشهد الليبي، شهدت الـبـاد موجة استهداف مـــــيـــــدانـــــي لــــلــــنــــاشــــطــــات؛ فــــقــــد اغـــتـــيـــلـــت المحامية والحقوقية سلوى بوقعيقيص ، وتـلـتـهـا 2014 ) فــــي يـــونـــيـــو (حـــــزيـــــران عضوة «المؤتمر الوطني العام» السابقة، فريحة الـبـركـاوي فـي يوليو (تـمـوز) من العام نفسه. كما رسخ اختفاء البرلمانية ،2019 سهام سرقيوة قسريا منذ يوليو واغـــتـــيـــال المــحــامــيــة والــنــاشــطــة المـدنـيـة الليبية حنان البرعصي في بنغازي في ، حالة من 2020 ) نوفمبر (تشرين الثاني الإفــــات مــن الــعــقــاب، دفــعــت سياسيات وإعلاميات وحقوقيات إلـى الانسحاب، أو مـغـادرة البلاد بسبب غياب الحماية المؤسسية. وعلى نطاق أوسع، يُلقي حقوقيون باللائمة على حكومة «الوحدة الوطنية» المـــؤقـــتـــة بـــإجـــهـــاض أول خـــطـــة وطــنــيــة ،2021 لأجندة المرأة والسلام والأمن عام بـــعـــد تــجــريــمــهــا، وإحــــالــــة وزيـــــــرة المـــــرأة السابقة للتحقيق إثــر توقيعها مذكرة تفاهم مع «هيئة الأمـم المتحدة للمرأة»، وفــق «منبر المـــرأة الليبية». فـي المقابل، أصــــدر مـجـلـس الـــنـــواب فـــي شــــرق ليبيا قــانــونــا لمـكـافـحـة الــجــرائــم الإلـكـتـرونـيـة، بــيــنــمــا يــــــدرس مــــســــودة قــــانــــون خــاصــة بــمــكــافــحــة الـــعـــنـــف الـــرقـــمـــي ضــــد المــــــرأة. ومــع ذلـــك، تـؤكـد حقوقيات أن المواجهة «تتطلب إجـــــراءات عملية لا شــعــارات»، ســــواء مـــن جــانــب الـحـكـومـتـن فـــي شـرق ليبيا وغربها أو المجتمع المدني. القاهرة: علاء حموده منظمات تتحفظ عن قرار «الأوروبي» تصنيف تونس «جهة آمنة» انتكاسة جديدة تعصف ببوادر انفراج العلاقات بين الجزائر وفرنسا قابل عدد من الخبراء وبعض المنظمات قـــــرار الاتــــحــــاد الأوروبــــــــي تـصـنـيـف تـونـس «جـهـة آمــنــة»، بتحفظ شـديـد، وذلـــك بسبب وضـــع المـهـاجـريـن والـحـقـوق والــحــريــات في تـــونـــس، بــحــســب مـــا أورده تــقــريــر لــوكــالــة الأنباء الألمانية، أمس (الأربعاء). وتــتــجــه دول الاتــــحــــاد الأوروبــــــــي إلــى تـبـنـي قـــواعـــد جـــديـــدة لــلــجــوء، تـتـيـح لـــدول الـتـكـتـل رفــــض طــلــبــات لاجـــئـــن قـــادمـــن من دول مصنفة كدول منشأ آمنة. ويتعين على البرلمان الآن أن يحسم هذه الخطوة. وتضم قائمة الدول موضع الاتفاق، تونس والمغرب ومصر وكولومبيا، إضافة إلى بنغلاديش وكوسوفو والــدول المرشحة للانضمام إلى الاتـــحـــاد الأوروبــــــي. لـكـن هـــذا الـتـصـنـيـف لا يلقى قـبـولا لــدى بعض النشطاء المدافعين عــــن الـــهـــجـــرة والمـــهـــاجـــريـــن وحــــريــــة الـتـنـقـل فـــي تـــونـــس. وقــــال رئــيــس جـمـعـيـة «الأرض لـلـجـمـيـع» عــمــاد سـلـطـانـي، لــوكــالــة الأنــبــاء الألمـانـيـة، إن التصنيف «لـيـس فـي مصلحة تـــونـــس لــكــنــه يـــخـــدم الـــيـــمـــن المـــتـــطـــرف فـي أوروبــــا، وهــو ليس اعتباطياً، بـل ينضوي تحت بـرنـامـج لترحيل كـل المـهـاجـريـن دون اللجوء إلى القانون». وتـابـع سلطاني أن هـذا التصنيف «لا يأخذ بعين الاعتبار الانتهاكات في تونس ضــــد المـــهـــاجـــريـــن، إذ لا تـــوجـــد مــعــايــيــر أو قـوانـن تحترم كـرامـة وحـقـوق المهاجرين». وشهدت تونس على مدار السنوات الأخيرة تـوافـدا مكثفا للمهاجرين مـن دول أفريقيا جنوب الصحراء، بنية عبور البحر المتوسط إلى الجزر الإيطالية القريبة، ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي. وفــــي حـــن أعــلــنــت تـــونـــس مــــــرارا أنـهـا تــــرفــــض أن تــــكــــون دولـــــــة اســــتــــقــــرار لــــآلاف مـــن المـــهـــاجـــريـــن غــيــر الــنــظــامــيــن، أو دولـــة عــــبــــور، مــكــنــت مــــذكــــرة تـــفـــاهـــم مـــوقـــعـــة فـي مـــع المــفــوضــيــة الأوروبــــيــــة بـــدعـــم من 2023 الحكومة اليمينية في إيطاليا، ضمن حزمة اقتصادية شاملة، من خفض لافت لتدفقات الهجرة عبر سواحل تونس. ويرى رمضان بن عمر، الناشط البارز في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي يعنى بقضايا الهجرة، تصنيف تونس «دولة آمنة» أو «دولة ثالثة آمنة»، بمثابة «المقابل السياسي» للتعاون، الـــــذي تــبــديــه الــســلــطــات الــتــونــســيــة لمـراقـبـة الحدود المتقدمة للاتحاد الأوروبي. وقــــــــــــــال بــــــــن عــــــمــــــر إن الإصــــــــاحــــــــات الــتــشــريــعــيــة فـــي الاتــــحــــاد الأوروبــــــــي خــال السنوات الأخيرة «تكرّس مبدأ التضامن في قمع المهاجرين والتنكر لحقوقهم». تـشـهـد الــعــاقــات بــن الــجــزائــر وفـرنـسـا انــتــكــاســة جــــديــــدة، بــعــد أســـابـــيـــع مـــن بــــوادر انـــفـــراجـــة، وذلـــــك بــعــد اعــتــقــال نـــاشـــط ورجـــل أعـــمـــال جـــزائـــري فـــي بـــاريـــس لـيـلـة الــثــاثــاء، وإدانة صحافي فرنسي بتهمة «الإرهاب» في الجزائر. وتلت هذه الأحـداث حملة صحافية جـــزائـــريـــة شـــديـــدة الــلــهــجــة ضـــد مـــا وصـفـتـه بـــ«فــرنــســا الــكــولــونــيــالــيــة»، وهــــو مـــا يعكس تصاعد التوتر بين البلدين مجددا. وكــــان الــجــانــبــان قـــد اتـفـقـا عـلـى ترتيب زيـــــــارة لــــوزيــــر الـــداخـــلـــيـــة الـــفـــرنـــســـي، لـــــوران نـــونـــيـــيـــز، إلـــــى الـــجـــزائـــر قـــبـــل نـــهـــايـــة الـشـهـر الحالي، في خطوة لطي الخلافات، لكن توالت خـــال أســبــوع واحــــد مـــؤشـــرات سلبية تؤكد تراجع مسار التهدئة بين البلدين. وأعــــلــــنــــت «قـــــنـــــاة الـــــجـــــزائـــــر الــــدولــــيــــة» العمومية، صباح أمس (الأربعاء)، بحسابها فـي منصة «إكـــس»، أن محللها مـهـدي غــزار، وهو ناشط ورجل أعمال، أبلغها أن الشرطة الفرنسية اعتقلته أمس (الثلاثاء) في باريس، و«احتجزته لعدة ساعات»، قبل أن يتم إطلاق ســـراحـــه فـــي صــبــاح الـــيـــوم المــــوالــــي، مـــن دون تقديم أي تفاصيل عـن سبب توقيفه، علما بــأن الـنـاشـط يملك وثـائـق إقـامـة فـي فرنسا، وعــــرف بـمـواقـفـه الـــحـــاد ضـــد حـكـومـتـهـا، من خـــال تـفـاعـلـه فــي وســائــل الإعــــام مــع الأزمـــة بين البلدين منذ اندلاعها في يوليو (تموز) . كــتــبــت وكـــالـــة الأنــــبــــاء الـــجـــزائـــريـــة أن 2024 الشرطة الفرنسية «أوقفت صحافيا ومحللا بقناة الجزائر الدولية بالقرب من مقر سكنه فــي بـــاريـــس، ووفـــق المـعـطـيـات المــتــوفــرة، فقد أبلغته قوات الأمن أنه مدرج ضمن الملف (س)، وكذلك ضمن ملف الأشخاص المبحوث عنهم، وهـــمـــا آلـــيـــتـــان اســتــثــنــائــيــتــان مـخـصـصـتـان لـأشـخـاص الـذيـن يُــعـتـبـرون تـهـديـدا خطيرا للأمن العمومي». ولـفـتـت الــوكــالــة إلـــى أن مـؤسـسـة راديـــو وإذاعة «مونت كارلو» الفرنسية أبعدت غزار مــن المـشـاركـة فــي بـرنـامـج «تـــوك شـــو» شهير الـــعـــام المـــاضـــي، «وذلـــــك عــلــى خـلـفـيـة مـواقـفـه بشأن الإبـادة في غزة». كما قالت إنه «يشكو منذ عدة أشهر من توقيفه المتكرر عند عبوره المــــطــــارات الـــبـــاريـــســـيـــة، ســـــواء عــنــد الـــدخـــول أو الـــخـــروج، وســـط مــنــاخ تـصـعـيـدي عـدائـي متزايد يوما بعد يوم، دون أي سبب واضح، حيث يظهر الاستفزاز بجلاء». ونشر ناشطون جزائريون بحساباتهم بالإعلام الاجتماعي أن غزار سافر إلى فرنسا «في إطـار زيـارة خاصة»، ولفت بعضهم إلى أن «تـصـريـحـاتـه المــثــيــرة لـلـجـدل بخصوص المغرب»، كانت السبب في توقيفه عن المشاركة في البرنامج التلفزيوني الفرنسي. تونس: «الشرق الأوسط» الجزائر: «:الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky