issue17180

Issue 17180 - العدد Thursday - 2025/12/11 الخميس OPINION الرأي 14 المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان صلاحيات الرئيس بـ«العبري» الفصيح الطرق معبّدة نحو التصنيف الأميركي لـ«الإخوان» تشير العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية هذا الأسبوع على شبكة تجنيد المرتزقة الكولومبيين الذين يقاتلون إلـى جانب «قــوات الدعم السريع»، إلى خطوة في الطريق الصحيح لمعالجة واحــدة من أكثر ظواهر الحرب تعقيدا وخطورة. فهي تستهدف جانبا أساسيا من أسباب إطالة أمد الحرب، وتفاقم معاناة المــدنــيــن، وهـــو الـجـانـب المـتـعـلـق بــــدور المــــال والــســاح والمقاتلين القادمين من الخارج. شمل القرار الأميركي أربعة أفراد رئيسيين وأربعة كيانات في الشبكة الكولومبية، لكن دلالاتــه أبعد من ذلــك بكثير. ذلــك أنــه يتعامل بشكل مباشر مـع البعد الخارجي الــذي لعب ولا يــزال يلعب دورا محوريا في استمرار الحرب عبر الدعم المالي والعسكري الذي ازداد بوضوح بعد إخراج «قوات الدعم السريع» من مناطق الـجـزيـرة والــخــرطــوم، حـن بــدا وقتها أن هــذه الـقـوات تـواجـه احـتـمـال هزيمة كـبـيـرة، وأن الكفة بـــدأت تميل لصالح الجيش والقوات المساندة له. وركّــــــــــز الــــبــــيــــان الأمـــــيـــــركـــــي عــــلــــى دور المــــرتــــزقــــة الــكــولــومــبــيــن فــــي عــمــلــيــات الــــتــــدريــــب، بـــمـــا فــــي ذلـــك تـــدريـــب أطـــفـــال، وفـــي تـشـغـيـل المـــســـيـــرات، وصـــــولا إلـى المـشـاركـة المـبـاشـرة فـي القتال فـي الـفـاشـر. كما تحدث عــن «وحـشـيـة» «الــدعــم الـسـريـع» واســتــهــداف المدنيين بـشـكـل مـنـهـجـي، بـمـن فـيـهـم الأطـــفـــال، والاعـــتـــداء على النساء والفتيات بالاغتصاب. واختتم بالرسالة الأهم، وهـي مطالبة «الأطـــراف الخارجية بوقف الدعم المالي والـعـسـكـري»، الـــذي يـعـد العصب الأسـاسـي لاستمرار الحرب. هـذا التحرك الأميركي ربما يكون بداية خطوات أخرى لما وصفه البيان الأميركي بتعطيل مصدر مهم للدعم الخارجي، الـذي تتلقاه «قــوات الدعم السريع»، وتقويض قدراتها على استخدام المرتزقة في عملياتها. وكــان وزيــر الخارجية الأمـيـركـي قـد أشــار فـي نوفمبر (تــشــريــن الـــثـــانـــي) المـــاضـــي إلــــى أن الــــولايــــات المـتـحـدة «تـعـرف الأطـــراف الـتـي تـدعـم» «قـــوات الـدعـم السريع»، والـدول التي تسمح باستخدام أراضيها لشحن ونقل إمدادات السلاح. الواضح أن الإدارة الأميركية بدأت تتحرك بشكل مـخـتـلـف وجـــديـــة أكـــبـــر فـــي أعـــقـــاب زيــــــارة ولــــي الـعـهـد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ودعـوتـه الرئيس الأمـــيـــركـــي دونــــالــــد تـــرمـــب لـــاهـــتـــمـــام بــشــكــل مـبـاشـر بحرب الـسـودان. فبعد خطوة العقوبات، أجــرى وزير الـخـارجـيـة الأمــيــركــي اتـصـالـن منفصلين مــع وزيـــري الخارجية السعودي والمصري لبحث الملف، في إشارة إلى مساع لتحريك الجمود فيه، ودور أكبر يضطلع به ماركو روبيو بالتنسيق مع البيت الأبيض. الــتــورط الـخـارجـي، ســـواء عبر المـــال والــســاح، أو عبر المرتزقة، مفتاح أساسي في أي جهد لإنهاء الحرب في السودان. وإذا كان الدور الخارجي واضحا لكثيرين منذ الرصاصة الأولى، وربما قبلها، فإن توسعه الأكبر والأخطر كان بعد إخراج «الدعم السريع» من الجزيرة ومـن الخرطوم، حيث فقدت كثيرا من قوتها الصلبة، وتـــراجـــع وجـــودهـــا لينحصر فـــي دارفـــــور وأجـــــزاء من كردفان، وبدا أن الكفة تميل لصالح الجيش. السلاح الآتي من الخارج ظهر في مراحل مختلفة مــــن الــــحــــرب عـــبـــر الـــعـــربـــات المـــصـــفـــحـــة، والــــصــــواريــــخ، والذخائر المتطورة، في بدايات الحرب، ثم تطور إلى المـسـيـرات لاحـقـا، وتـوسـع أخـيـرا مـن خــال الاستخدام المكثف للمسيرات الاستراتيجية، وأجهزة التشويش المتطورة. هذه الأسلحة وسّعت من دائـرة الحرب ومن آثــارهــا التخريبية الـتـي امــتــدت إلـــى مــرافــق الـخـدمـات الأساسية، مثل محطات المياه والكهرباء لتعطيل عودة الحياة الطبيعية، والضغط على المواطنين. أمـــــا بــالــنــســبــة إلـــــى المــــرتــــزقــــة فـــــإن «قـــــــوات الـــدعـــم السريع» استعانت بهم مبكراً، حتى قبل الحرب، عبر تجنيد وتجنيس مجموعات مـن «عــرب الـشـتـات» من تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر ومالي. وبعد اندلاع الـــحـــرب جــــاءت أعـــــداد كـبـيـرة أخــــرى لـتـلـحـق بـــ«الــدعــم السريع» ضمن مفهوم «الفزعة»، مدفوعة بإغراء المال ونهب المنشآت العامة والبنوك وممتلكات المواطنين في مختلف المناطق التي دخلوها. لكن بعد خسارتها مــنــاطــق الـــوســـط والـــخـــرطـــوم، ودفــعــهـــم نــحــو دارفـــــور ومناطق من كردفان، تراجع إغـراء عائد النهب، وبات الاعــتــمــاد يــزيــد عـلـى الــدعــم المــالــي الـــقـــادم مــن الــخــارج لتجنيد المرتزقة. من هنا، فإن الخطوة الأميركية في فرض عقوبات على شبكة المرتزقة الكولومبيين تمثل رسالة مهمة في استهداف مصادر التأجيج، لكنها تبقى مجرد خطوة أولـــى لا بــد أن تتبعها خــطــوات أخــــرى، لـوقـف إمــــدادات السلاح بشكل مباشر، وكذلك الضغط على الــدول التي تسمح باستخدام أراضيها لشحن ونقل إمدادات السلاح. فمن دون تجفيف المنابع لن تنجح أي محاولات لإنــــهــــاء الــــحــــرب، بــــل ســـنـــراهـــا تــتــعــقــد وتـــتـــوســـع بـكـل التداعيات التي يمكن أن تؤثر على المنطقة، ولا سيما إذا فكرت بعض الأطراف في الدفع نحو سيناريو شبيه بالنموذج الليبي في الـسـودان، وهـو ما يجب تجنبه بــأي ثـمـن، لأن عـواقـبـه ستكون فـادحـة فـي بلد بحجم الـسـودان وتعقيداته، ولأن التداعيات لن تتوقف عند حدوده. جـــــــاء طــــلــــب الــــعــــفــــو الــــرســــمــــي الــــــــذي تــــقــــدم بــه رئـيـس وزراء إسـرائـيـل بنيامين نتنياهو، للرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، كأنه هدية ساقتها السماء إلى الرئيس. ذلـــــك أن نـــظـــام الـــحـــكـــم الـــبـــرلمـــانـــي الــــــذي تـعـرفـه إسرائيل، يضع السلطات كلها في يد رئيس الحكومة، ولا يـضـع شيئا تقريبا فــي يــد الـرئـيـس. وأكــــاد أرى متابعين كثيرين للموضوع وهُم ينتبهون فجأة إلى أن في تل أبيب رئيساً، وأن اسمه إسحاق هيرتسوغ، وأنــــه -وهـــــذا هـــو الأهـــــم- يـعـلـو رئــيــس الــحــكــومــة في الدرجة، حتى ولو لم يكن يملك صلاحياته! نعم يعلوه، وإلا ما كان نتنياهو قد وجد نفسه مضطرا إلى اللجوء إليه بطلب عفو رسمي، وما كان قد وقـف على بابه ينتظر منذ تقديم الطلب. ولا بد أن متابعين كثيرين آخـريـن ســوف يتساءلون: لمـاذا لم يقدم رئيس الحكومة طلب العفو من قبل، بينما القضية مـتـداوَلـة أمــام القضاء منذ خمس سنوات؟ الإجابة تبدو نفسية أكثر منها سياسية، لأن رئيس الحكومة عاش يرى نفسه صاحب القرار الأوحد في إسرائيل، ولم يتصور أن هناك مَــن يمكن أن ينازعه ذلك في البلد، ثم اكتشف في لحظة أن قرارا مثل قرار العفو لا يملكه هو، وأن عفوا عنه لا بد أن يأتي من عـنـد الــرئــيــس غـيـر ذي الـصـاحـيـات فــي نــظــره وفـي عُرف النظام البرلماني عموماً، وأن هذا الرئيس غير ذي الصلاحيات هو الذي سيعفو أو لا يعفو! حكاية عجيبة عندما تتأمل تفاصيلها، وهي أعجب عندما تجد أن اسم الرئيس قد طفا على سطح الأحـداث فجأة في إسرائيل، بعد أن ساد اسم رئيس الــــوزراء طـــوال عـامـن مـن الـحـرب على الفلسطينيين في غزة، وقبل العامين، وبعدهما إلى أن جرى تقديم طلب العفو. تشعر وأنـت تتابع كـأن فرصة نــادرة قد جاءت الــرئــيــس، وأنــــه يـمـسـك بـهـا بــيــديــه، وأنــــه لا يــريــد أن يُــضـيـعـهـا، ويــريــد أن يـوظـفـهـا لـصـالـحـه كـمـا يجب. إنـه يفعل ذلـك بحكم أنـه بشر أكثر منه رئيساً، وهو يفعلها ولسان حاله البشري، لا الرئاسي، يقول ما معناه إن رئيس الحكومة قد نـال حظه من الأضـواء بما يكفي، وإن الوقت قد حان ليحصل هو أيضا على نصيبه منها، وإنه لا يرغب في تضييع هذه الفرصة، ولا في تركها تفلت من بين يديه. ترى هذا المعنى في شيئين؛ أولهما حديثه عن أنه مع تقديره للرئيس ترمب، وصداقته، ودوره في الإفـــراج عـن الـرهـائـن الإسـرائـيـلـيـن، إلا أنــه كرئيس لإسرائيل يحب أن يلفت انتباه سيد البيت الأبيض إلــى أن العفو عـن رئـيـس الحكومة شــأن إسرائيلي داخـــلـــي. وبـالـعـربـي الـفـصـيـح، أو بــــالأدق بالعبري الـــفـــصـــيـــح، فـــــإن عــلـــى الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي أن يــوفــر جــهــوده فــي الــوســاطــة مــن أجـــل تـمـريـر طـلـب العفو فـي المكتب الرئاسي الإسرائيلي. هـذا معنى تجده فيما نقله موقع «بوليتيكو» الإخباري الأميركي عن الرئيس هيرتسوغ في الموضوع، وهذا معنى تجده واضحا بما يكفي، رغم أن ترمب لم يدخر جهدا في سبيل إنقاذ رقبة صديقه رئيس الحكومة من الحكم الذي ينتظره لو لم يتم تمرير الطلب! لقد وصلت جهود الوساطة الترمبية إلى حد أن الرئيس الأمـيـركـي حـــرَّر خطابا بـهـذا الـشـأن، ثم بعث به إلـى مكتب الرئيس هيرتسوغ، فضلا عمَّا أطلقه من جهود وساطة من قبل، سـواء من مكتبه الــبــيــضــاوي فـــي واشــنــطــن، أو فـــي داخــــل الكنيست نفسه عندما كان في طريقه إلى شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف الحرب في غزة. ومع ذلك، خرج الرئيس الإسرائيلي ليقول في هــــدوء، وفـــي لـغـة دبـلـومـاسـيـة لا تخلو مــن الـحـدة، إن العفو شــأن إسرائيلي داخـلـي، وإن الـقـانـون في إسرائيل هو الذي سيتكلم في المسألة! هـذا كله شـيء سـوف يكون علينا أن نلاحظه، والـــشـــيء الآخـــــر أن طــلــب رئـــيـــس الــحــكــومــة مـــا كــاد يصل إلى مكتب الرئيس، حتى كان مكتب الرئيس قد سارع إلى القول إن الطلب سوف يجري فحصه مــــرتــــن: مـــــرة عـــلـــى مـــســـتـــوى الـــقـــســـم الـــقـــانـــونـــي فـي المكتب، ومـــرة أخــرى على مستوى دائـــرة العفو في وزارة العدل، وإن الرئيس سيرى بعد الفحص على المستويين ماذا عليه أن يفعل. طبعا هذه كلها تفاصيل لا تذهب إلى الموضوع من الطريق الـذي يتعين الذهاب منه إليه، فالحسم في طلب العفو حسم سياسي في الأول وفي الآخر، ولـيـس إرســالــه إلـــى المـكـتـب الـقـانـونـي أو إلـــى دائـــرة الــعــفــو ســــوى إشــــــارة إلــــى أن لـلـرئـيـس صـاحـيـاتـه فـــي هــــذا الـــشـــأن بــــالــــذات، وأنـــــه راغـــــب فـــي مـمـارسـة الصلاحيات كاملة. إن الصورة في ملخصها تبدو هـكـذا: دخــل رئـيـس الـحـكـومـة مكتب الـرئـيـس وقـدم طلب العفو، فتناول الرئيس الطلب منه، ثـم دعـاه إلـى الانتظار خـارج المكتب حتى يـرى مـاذا سيفعل بالطلب! كان المؤرخ ابن إياس يصف مثل هذه الحالة في الذين مـروا أمامه من السلاطين، وكـان يلخص الأمر ويقول عن كل واحد فيهم إنه «ذاق حلاوة السلطة». لــم يـكـن تــرمــب مــازحــا حــن تــحــدّث عن عــزمــه تصنيف جـمـاعـة «الإخــــــوان» منظّمة إرهابية وأنـه يُعِد الوثائق لذلك. هذا العزم القوي أشعل الجدل الحيوي في المجال العام عندنا؛ وبنظري أننا استفدنا منه حتى الآن بنقطتين أساسيتين. الأولــــــــــــى: إعــــــــــادة إبـــــقـــــاء المــــعــــركــــة مــع «الإخــــــــوان» وفـــروعـــهـــا مــســتــمــرّة ومـسـتـعـرة مهما كانت صعوبات التنفيذ، وذلــك بغية كسر طاقتها الحركية في العالم، لأن نسيان تأُثيرها، أو عدم شل حركتها، أو إبطاء سَن قوانين تجريمها، تعني امتدادها، وآية ذلك أن الجماعة بُنيت على مقولات ماكرة منها أنــهــم يـــعـــدّون عـمـلـهـم الــحــركــي الاجـتـمـاعـي والمـؤسـسـي يعتمد عـلـى الـتـقـادم الـزمـنـي لا عــلــى الــحــالــة الــلــحــظــيــة؛ كـبـقـيـة الـجـمـاعـات الإرهابية. الأخرى: أن السجال نقض حجّة انتهاء الإســــــام الــســيــاســي وهــــدّهــــا مـــن أســاســهــا. فـحـن يــتــحــدّث رئــيــس أمــيــركــا عــن التهديد الإخواني، فإن المعنى المباشر يؤكد حضور وتأثير هذه الجماعة ومؤسساتها. لقد بي العزم الأميركي على سن قانون يجرِّم فروع «الإخوان» أن أفكار نهاية الإسلام السياسي متسرّعة، وأن فروعها ومؤسساتها فاعلة وقائمة. نـعـم؛ ثـمـة وعــــورة فــي درب التصنيف، مــنــهــا أن تـــكـــون فــــــروع جـــمـــاعـــة «الإخــــــــوان» منظّمة أجنبية وليست محلية؛ بمعنى ألا يـــمـــارس الـتـنـظـيـم أنــشــطــتــه حــصــريــا داخـــل الــــولايــــات المـــتـــحـــدة، بـــالإضـــافـــة إلــــى إثــبــات نشاط الجماعة الإرهـابـي، والتحقق الأمني مـــن ارتــبــاطــهــا بــجــمــاعــات إرهـــابـــيـــة أخــــرى، بالإضافة إلـى الاقتناع بكون هـذه الجماعة تشكّل تهديدا فعليا للأمن القومي الأميركي. هــذا كله مــعــروف. أمــا العمل الإجـرائـي الـتـقـنـي؛ بـــدءا مــن أدلـــة الاســتــخــبــارات، التي ســتُــعــرض عـلـى وزارة الــخــارجــيــة، ومـــن ثم عـــــرض كــــل ذلـــــك عـــلـــى الــــكــــونــــغــــرس... فـكـلـه أداء تـقـنـي واعـــتـــيـــادي؛ ولــكــن الأســـــاس هو الـعـزم الحقيقي مـن ترمب على تجريم هذه الـــجـــمـــاعـــة، وبـــعـــد ذلـــــك مــــن الـــســـهـــل تـعـبـيـد الطريق. يـــــــرى الــــصــــحــــافــــي المــــخــــتــــص بـــالـــشـــأن الأمـيـركـي بيير غانم أن «الإخــــوان المسلمين لـــيـــســـوا مــســجّــلــن كــــ(تـــنـــظـــيـــم) فــــي أمـــيـــركـــا، ولــــكــــن مـــقـــاربـــة الأمـــيـــركـــيـــن تـــقـــول إن لـــدى التنظيم الـعـديـد مـن المـنـظّــمـات الـتـي تتصل بــهــم، ومـنـظّــمـة (كـــيـــر) هـــي واحــــــدة مـــن هـذه المـؤسـسـات الـتـي تـعـد متصلة بــــ(الإخـــوان)، وبــالــتــالــي هـــنـــاك الـــعـــشـــرات مـــن المــؤســســات التي تتوجه نحوها الشكوك بأنها متصلة بالتنظيم الإخــوانــي، وكلها ستضطر بأمر مـــن الــحــكــومــة الأمـــيـــركـــيـــة إلــــى الـــتـــوقـــف عن العمل وربما مصادرة أراضيها وممتلكاتها وأمـــوالـــهـــا، والأمــــر الــــذي سـيـدفـع (الإخـــــوان) ثمنه غاليا أن المنابر التي كـانـوا يتمتعون بـــهـــا عـــلـــى الأرض الأمـــيـــركـــيـــة، ســيُــحــرمــون منها، والــحــزب الـجـمـهـوري فـي الكونغرس أعد الكثير من الوثائق، والرئيس الأميركي بــــاتــــخــــاذه هــــــذه الـــخـــطـــوة هــــو عـــمـــلـــيّـــا أخـــذ الطريق الأقصر». مــــا مــــن صـــعـــوبـــات جـــمّـــة تـــعـــتـــور هـــذه الــــخــــطــــوة الـــتـــرمـــبـــيـــة، بـــــل إن تـــنـــفـــيـــذهـــا لـه تبريرات إقليمية وعالمية، لقد أثبتت أحداث 2023 ) الــســابــع مـــن أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول خـــطـــورة تـنـظـيـم «الإخـــــــــوان» وفــــروعــــه على حيوية العالم. قبل أيام قرأت دراسة مشتركة بعنوان: «نــــهــــج أكــــثــــر فـــعـــالـــيـــة لمــــواجــــهــــة (الإخـــــــــوان المـسـلـمـن)» لـلـبـاحـثَــن مـايـكـل جيكوبسون ومــاثــيــو لـيـفـيـت، نُـــشـــرت فـــي مــوقــع «مـعـهـد واشنطن»، وهي طويلة، ولكن أقتبس منها الآتي: «تصدق الأدلة على المخاوف الأميركية بشأن (الإخـوان المسلمين)، بخاصة أن إدارة تـرمـب تـهـدف إلــى تـجـاوز وقــف إطـــاق النار فــي غـــزة لـبـنـاء شـــرق أوســــط أكــثــر اسـتـقـرارا وســـــامـــــا. لـــكـــن اتــــخــــاذ إجــــــــراء شــــامــــل ضـد الجماعة بأكملها سيكون غير منتج وغير فعال. بدلا من ذلك، ينبغي لـإدارة أن تنظر مــن كـثـب فــي كـيـانـات (الإخــــــوان) الـتـي تقدم دعــمــا مـالـيـا لــــ(حـــمـــاس) كـــأهـــداف محتملة، كإرهابيين عالميين محددين بشكل خـاص. كـــمـــا يــنــبــغــي لـــهـــا أن تــصــنــف تـــلـــك الـــفـــروع المـــرتـــبـــطـــة بـــالـــعـــنـــف كـــمـــنـــظـــمـــات إرهـــابـــيـــة أجـنـبـيـة. فـــي الـــوقـــت نـفـسـه، يـنـبـغـي لـهـا أن تـوفـر إطـــارا قانونيا قـويـا لمتابعة منظمات (الإخــــــــــوان) بـــاســـتـــخـــدام أدوات الــعــقــوبــات وإنـفـاذ القانون على حد ســواء؛ على جبهة تمويل (حـمـاس)، ينبغي للسلطات أولا أن تركز على الكيانات الـواقـعـة تحت (ائتلاف الــخــيــر) و(اتـــحـــاد المـنـظـمـات الإســامــيــة في أوروبا) و(المؤتمر الشعبي للفلسطينيين في الخارج). لن يكون تأثير العقوبات الأميركية الأحادية بعيد المدى بمفرده، ومن المرجح أن تتخذ الحكومات الرئيسية الأخرى -بخاصة فـــي أوروبـــــــا- خـــطـــوات مــمــاثــلــة إذا اقـتـنـعـت بـــأن الإجــــــراءات الأمـيـركـيـة سليمة قانونيا وتستند إلى معلومات ملموسة وموثوقة». الــخــاصــة؛ إن تـصـنـيـف «الإخـــــــوان» له إجـــــراءاتـــــه الـعـمـلـيـة والــتــقــنــيّــة والــقــانــونــيــة بـالـتـأكـيـد، لـكـنـه لـيـس صـعـبـا كـمـا يـتـصـوّر الــــبــــعــــض، لأن الإشــــــــــــــارات الاســــتــــخــــبــــاريــــة الأميركية ثبت لديها أن هذه الجماعة لديها نزعات انفصالية في الشرق الأوسط وتمدد مـــاكـــر فـــي أمــيــركــا والـــعـــالـــم، وهـــــذا الانــتــبــاه الأميركي مهم، ومن الممكن أن تتَّبعه أوروبا ودول عربية وإسلامية لم تصنّف التنظيم بعد؛ بغية حماية أمن الأمم. فهد سليمان الشقيران عثمان ميرغني سليمان جودة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky