الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel عــــاد جـــنـــوب آســـيـــا إلــــى دائــــــرة الاهـــتـــمـــام بعد تـــفـــجـــيـــر انــــتــــحــــاري وقــــــع فـــــي نــــيــــودلــــهــــي، وأعــــــاد مـعـه أجـــــواء الـقـلـق مـــن عــــودة الـهـجـمـات إلـــى المـــدن 10 الـهـنـديـة الــكــبــرى. فـقـد اســتــهــدف الـتـفـجـيـر فــي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي منطقة قريبة من «الحصن الأحمر»؛ أحد أهم المعالم التاريخية؛ مما أعطى الـحـادث طابعا رمزيا ورسـالـة واضحة بأن التنظيمات المتشددة ما زالت قـادرة على الوصول إلى قلب العاصمة رغم الاحتياطات الأمنية. الــهــجــوم فـــي حـــد ذاتــــه لـــم يـكـن كـبـيـرا مـقـارنـة بـتـفـجـيـرات ســابــقــة شـهـدتـهـا الــهــنــد، لـكـنـه يحمل دلالات خطيرة تتعلق بطبيعة التنظيمات المنفذة وأساليب عملها الـجـديـدة. فالهند تقول إن منفّذ الـهـجـوم مـرتـبـط بـجـمـاعـة تعمل داخـــل بـاكـسـتـان، وإن الهجوم كان جزءا من مخطط أكبر اكتُشف في اللحظات الأخيرة. وهـذا يعني أن المنفذين ليسوا مجرد أفراد معزولين، بل هم جزء من شبكة أوسع قد تكون لديها القدرة على تنفيذ هجمات متتابعة إذا سنحت لها الفرصة. التحول الأبـــرز فـي هـذه الشبكات هـو أسلوب التجنيد، فبعدما كانت الجماعات المتشددة تعتمد على استقطاب شبان غير متعلمين أو مهمشين، فـيـبـدو أنــهــا بــاتــت تـسـتـهـدف جـــذب فــئــات جـديـدة من أصحاب التعليم العالي والوظائف المستقرة. وتـقـول السلطات الهندية إن بعض أفـــراد الخلايا الـتـي اكـتُــشـفـت يـنـتـمـون إلـــى مـهـن حـسـاسـة؛ الأمــر الـــذي يعطي الـجـمـاعـات قـــدرة عـلـى الـعـمـل بسرية أكبر، ويجعل اكتشافهم أشد صعوبة. كما تشير السلطات إلــى أن هــذه المجموعات بـــاتـــت تــســتــخــدم أســـالـــيـــب تــكــنــولــوجــيــة مــتــطــورة للتواصل وتحويل الأمــوال، بما في ذلك تطبيقات مـــشـــفّـــرة ومـــنـــصـــات دفــــع رقـــمـــيـــة. وهـــــذا يـــوفّـــر لها هامش مناورة أوسع، ويسمح لها بتجاوز الرقابة التقليدية، خـصـوصـا فــي ظــل تـشـديـد الحكومات على قنوات التمويل المعروفة. لــكــن الـــصـــورة لا تـكـتـمـل مـــن دون الــنــظــر إلــى الجانب الباكستاني... ففي اليوم التالي للهجوم في دلهي، شهدت إسلام آباد تفجيرا قرب محكمة مـركـزيـة؛ مما أثـــار مـخـاوف مـن مرحلة جـديـدة من عــدم الاسـتـقـرار داخـــل بـاكـسـتـان. ورغـــم الاتـهـامـات الأولـــيـــة لـلـهـنـد، فـــإن جـمـاعـة مـحـلـيـة ســـارعـــت إلـى تبني الهجوم، في إشــارة إلـى أن باكستان تواجه تهديدات داخلية جـدّيـة، وأن الجماعات المتشددة هناك تنمو وتتطور في ظل بيئة سياسية وأمنية مضطربة. هـــــــذا الـــــــتـــــــوازي بـــــن الــــهــــجــــومــــن فـــــي الـــهـــنـــد وبـاكـسـتـان يـوضـح أن المنطقة تتجه نحو مرحلة أعـلـى هــشــاشــة... فالهند تشعر بـــأن الـخـطـر يأتي عــبــر الــــحــــدود، بـيـنـمـا تـــواجـــه بــاكــســتــان تـحـديـات داخـــلـــيـــة تــجــعــل قـــدرتـــهـــا عـــلـــى ضـــبـــط الــجــمــاعــات المتشددة موضع شك. وفي كل مرة تحدث فيها مثل هذه الهجمات، ترتفع المخاوف الدولية من انزلاق الــبــلــديــن إلــــى مــواجــهــة جـــديـــدة، خــصــوصــا أنـهـمـا دولـتـان نـوويـتـان، وأن أي خطأ فـي الحسابات قد تكون له عواقب واسعة. ويــــزيــــد المــــوقــــف تــعــقــيــدا الــــوضــــع الــســيــاســي الـــداخـــلـــي فـــي بـــاكـــســـتـــان، حــيــث تـــواجـــه الـحـكـومـة صعوبات اقتصادية واجتماعية. ويرى محللون أن التركيز على التوتر مع الهند يساعد بعض القوى فـــي الـــداخـــل الـبـاكـسـتـانـي عــلــى تــوحــيــد الـصـفـوف وإبعاد الأنظار عن الأزمات الاقتصادية، فالتاريخ الـسـيـاسـي لـلـبـاد يُــظـهـر أن الـتـصـعـيـد الـخـارجـي كثيرا ما استُخدم أداة لتهدئة الضغوط الداخلية. أمــــا الــهــنــد، فــهــي تـتـجـه بـــدورهـــا إلــــى مـوقـف أكـبـر تـــشـــدداً... فالتصريحات الأخــيــرة مــن الـقـادة العسكريين تـوحـي بــأن أي هـجـوم كبير مستقبلا لــــن يـــمـــر مــــن دون رد قــــــوي، وأن الـــهـــنـــد قــــد تـلـجـأ إلـــى عمليات دقـيـقـة داخـــل الأراضــــي الباكستانية لاسـتـهـداف المـجـمـوعـات المــســؤولــة، كـمـا فعلت في السنوات الماضية. هذه السياسة تعتمد على فكرة أن الضربات السريعة والمــحــدودة يمكن أن تشكل رادعا فعالا من دون الانزلاق إلى حرب واسعة. ومــع ذلـــك، فـهـنـاك مـخـاوف مــن أن تـــؤدي هـذه الــحــســابــات إلــــى ســــوء تــقــديــر، فـالـهـنـد تـعـتـقـد أن الــتــهــديــدات الــنــوويــة الـبـاكـسـتـانـيـة مــجــرد وسيلة ضغط سياسي، بينما تــرى باكستان أن أي عمل عسكري هندي داخل أراضيها يعد انتهاكا لا يمكن الــســكــوت عــنــه. هـــذا الـتـنـاقـض فـــي الـــقـــراءة يجعل المنطقة عرضة لانفجار مفاجئ إذا ما وقـع حادث حدودي أو هجوم كبير لم يكن متوقعاً. فـــي ظـــل هــــذا المـــنـــاخ المـــعـــقـــد، تـــبـــدو الـــولايـــات المتحدة طرفا معنيا بالبحث عن توازن جديد، فهي من جهة تحتاج إلى الحفاظ على تعاونها الأمني مـــع بـــاكـــســـتـــان، ومــــن جــهــة أخـــــرى تــــرى أن بعض نــشــاطــات المــجــمــوعــات المـــتـــشـــددة داخـــــل الأراضـــــي الباكستانية يضر باستقرار المنطقة. لذلك؛ يدعو بــعــض الـــخـــبـــراء واشـــنـــطـــن إلــــى إعــــــادة الــنــظــر في علاقاتها بإسلام آباد، وربط المساعدات والتعاون الأمــــنــــي بــــــإجــــــراءات أشـــــد صــــرامــــة لــضــبــط نــشــاط الجماعات التي تعمل عبر الحدود. فـــي المــقــابــل، تــحــرص الـــولايـــات المــتــحــدة على عدم خسارة الهند، التي أصبحت لاعبا اقتصاديا وأمنيا مهما فـي المنطقة. ولـذلـك تسعى واشنطن إلى اتباع سياسة مزدوجة: الضغط على باكستان بشكل هادئ، وتشجيع الهند على ضبط النفس في اللحظات الحرجة، مع الحفاظ على قنوات الحوار بين البلدين مفتوحة قدر الإمكان. خلاصة المشهد أن منطقة جنوب آسيا تدخل مرحلة جديدة تتطلب كثيرا من الحذر، فالهجمات الأخيرة ليست مجرد حوادث منفصلة، بل إشارات إلى أن الجماعات المتشددة تعيد تنظيم صفوفها وتستغل التوترات السياسية بين الهند وباكستان. ومع غياب الثقة بين الجارين النوويين، يصبح أي حادث صغير قابلا للتحول إلى أزمة كبيرة. الاستقرار في هذه المنطقة لن يتحقق عبر القوة وحــدهــا، بــل عـبـر تــعــاون أمـنـي فـعـلـي، وسـيـاسـات داخلية أدق توازناً، وتدخلات دولية تشجع الحوار لا التصعيد. وحـتـى ذلــك الـحـن، فستظل المنطقة تسير على خط رفيع بين التوتر والانفجار. أميركا تناشدالهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ» تـــواجـــه لـيـبـيـا خـــطـــرا كــارثــيــا يـمـكـن أن يـفـقـدهـا هويتها الوطنية، بعد أن فقدت هويتها السياسية تحت عنوان «دولة ليبيا»، التي لا تعرفها جمهورية أم جماهيرية أم ملكية! وفي ظل غياب منصب الرئيس لـــســـنـــوات عــــجــــاف يـــحـــضـــر خـــطـــر الـــتـــخـــنـــدق الإثـــنـــي والقبلي على الهوية في ليبيا بين النخب السياسية، مـا يعكس حالة مـن الفقر والتصحر السياسي عند بـعـض هـــذه الـنـخـب الــتــي تـتـبـنّــى مـنـهـج الـقـبـيـلـة في تقسيم الـدولـة جغرافيا وسياسياً، بما يتناسب مع خريطة تخدم مصالحهم الشخصية لا الوطنية. الانتماء للوطن هو صمام الأمـان للجميع، لأنه أعم وأشمل، وفيه يكون حق المواطنة مكفولا للجميع، خصوصا أن تكوين ليبيا المجتمعي في أغلبه تكوين قــبــلــي عـــشـــائـــري مـــن نــســل عـــربـــي واحــــــد، مـــع وجـــود مكونات أخـرى يكفل لهم الوطن حق المواطنة بشكل متساو بينهم جميعاً. ولكن عدم وجود حكومة وطنية حقيقية موحَّدة، بمفهوم وطني وشراكة وطنية متَّفَق أو حتى متوافَق عليها، عـزَّز حالة الانقسام وفاقم النزاعات المسلحة بين الأطراف المختلفة. كما أن الميليشيات التي لا هوية لها سوى المال والنفوذ تُعَد بنادق مستأجرة لتغليب صراع طرف على آخر. ما يُهدّد الوحدة الوطنية هو ظهور كيانات مثل المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، رغم عدم وجود مجلس أعــلــى لــعــرب ليبيا يــــوازي مـضـمـون المـجـلـس الأعـلـى لأمازيغ ليبيا، رغم أنهم أعداد محدودة، وكذلك ظهور المجلس الأعلى لقبائل (الحضور) الذي يقصدون به الحضر، في مقابل البدو، رغم عدم وجود مكوّن باسم المجلس الأعلى لبدو ليبيا. المـــكـــونـــات الـــجـــديـــدة لــلــهــويــات المـجـتـمـعـيـة هي إشـكـالـيـة خـطـيـرة. هـنـاك إشـكـالـيـة واقـعـيـة وتناقض في المجتمع الليبي حتى في فهم مصطلحات البدو والحضر، كما وصفها علم الاجتماع، وعلى رأسهم مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون. فالليبيون يرون الـــبـــداوة والـحـضـر تـوريـثـا عـائـلـيـا، فــي حــن أنـهـا في الواقع وسيلة عيش وأسلوب حياة؛ فقد يكون أجدادك من البدو وأنت تعيش حياة حضر، والعكس صحيح. فهي أسلوب عيش وليست أصلاً، لكن الأغلبية تراها جـــذورا وأصـــاً، رغـم أن معظمهم بـدو فـي أصلهم إذا اعـتـمـدنـا مـعـيـار الأصـــل ولـيـس أســلــوب الـعـيـش، كما يرى علم الاجتماع المسكوت عنه. هذا الوضع يؤدي إلى تشتيت الجهود الوطنية، ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم نحو الاستقرار والأمــــن. ففي ظـل غـيـاب حكومة مـركـزيـة قـويـة متفق عـلـيـهـا وانــقــســام مــؤســســات الـــدولـــة، تُــصـبـح البيئة صـــالـــحـــة لــنــمــو المــيــلــيــشــيــات والـــفـــصـــائـــل المــخــتــلــفــة، كـــل يـسـعـى لتحقيق مـصـالـحـه الــذاتــيــة عـلـى حـسـاب وحـــــدة الـــبـــاد المـــهـــددة أصـــــا بــالانــقــســام الـجـغـرافـي بعد الانقسام السياسي. فالتخندق الإثني يمكن أن يــؤدي إلـى تهتك النسيج الاجتماعي وتهديد السلم المجتمعي في ليبيا، وتفكيك الفسيفساء الليبية التي ظلّت متماسكة لسنوات طويلة، ما يجعل إعادة بناء دولة موحدة وقوية أمرا شديد الصعوبة. الحل يكمن في تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على تحقيق توافق سياسي شامل، يُمكن من خلاله بناء دولــة تتسع لجميع مواطنيها. وهــذا التخندق وتشتيت الهوية كله في ظل معاناة ليبيا من محاولات سلبية لفقدان الهوية الوطنية والسياسية تحت اسم فضفاض (دولـة ليبيا)، وهو الاسـم الـذي كتبه «تيار الإسلام السياسي» في بداية «ثـورة» فبراير (شباط) ، عندما تسلقوا المجلس الانتقالي لحراك فبراير، 2011 وكـــتـــبـــوا اســمــهــا المـــمـــوه الـــفـــاقـــد لــلــهــويــة الـسـيـاسـيـة بالإعلان الدستوري في غفلة من الزمن. ويـــبـــقـــى الـــــســـــؤال: هــــل لــيــبــيــا دولــــــة جــمــهــوريــة أو حـتـى جـمـاهـيـريـة أم مـلـكـيـة؟ لا أحـــد يـعـلـم، حتى الـــبـــرلمـــانـــيـــون المــــتــــنــــازعــــون، فــلــيــبــيــا بـــهـــا حــكــومــتــان وبرلمانان ومصرفان مركزيان وهكذا، فكيف سنعرف هــويــة لـيـبـيـا الـسـيـاسـيـة المــفــقــودة أو المـغـيـبـة عـمـداً؟ ونـــحـــن نـــواجـــه أيـــضـــا الــتــخــنــدق الإثـــنـــي والــقــبــائــلــي، وهي جميعها مكونات لا تبني دولة إذا تم التمحور والـتـمـركـز حــول مفاهيمها والــــولاء لها على حساب الوطن الواحد. ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية OPINION الرأي 13 Issue 17180 - العدد Thursday - 2025/12/11 الخميس جنوب آسيا يدخل مرحلة جديدة تقودها جماعات متشددة تعيد تنظيم صفوفها بعد ازدياد التوترات السياسية هدى الحسيني جبريل العبيدي كيف سنعرف هوية ليبيا السياسية المفقودة أو المغيبة عمداً؟
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky