فــرض مكتب مراقبة الأصـــول الأجنبية فــــي وزارة الــــخــــزانــــة الأمـــيـــركـــيـــة، الـــثـــاثـــاء، عــقــوبــات عــلــى شـبـكـة عـــابـــرة لــلــحــدود تضم أربعة أفـراد وأربـع شركات، تجند عسكريين كولومبيين سابقين وتـدرب مقاتلين، بينهم أطــفــال، للقتال ضـمـن صـفـوف «قــــوات الـدعـم السريع» في السودان. وقــــال وكــيــل وزارة الــخــزانــة الأمـيـركـيـة لشؤون الإرهـاب والاستخبارات المالية جون ك. هيرلي: «لقد أثبتت (قوات الدعم السريع) مـــرارا اسـتـعـدادهـا لاسـتـهـداف المـدنـيـن، بمن فيهم الرضع والأطفال، وقد عمّقت وحشيتها الــصــراع وزعــزعــت اسـتـقـرار المـنـطـقـة، مهيّئة الظروف لنمو الجماعات الإرهابية». وأشــــــــــــارت الــــــــــــــوزارة فــــــي بـــــيـــــان إعــــــان الــعــقــوبــات، إلــــى أن «قـــــوات الـــدعـــم الــســريــع» 2023 ) منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان «اسـتـهـدفـت وميليشياتها المـتـحـالـفـة معها المدنيين بشكل متكرر، فقتلت رجالا وصبياً، بـل حتى رُضّــعــا، ونـفّــذت اعــتــداءات متعمّدة ضـــــد الــــنــــســــاء والــــفــــتــــيــــات عـــبـــر الاغـــتـــصـــاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي... ومنعت وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة». وأضافت أنـه «رغـم محاولاتها الأخيرة التقليل من شأن انتهاكاتها، تواصل (قوات الدعم السريع) ارتكاب هذه الفظائع، وآخرها في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور». دور المرتزقة في معركة الفاشر ولــــفــــتــــت إلــــــــى أن مـــــســـــاعـــــدة المــــرتــــزقــــة الــكــولــومــبــيــن مــكَّــنــت «الــــدعــــم الـــســـريـــع» من أكتوبر (تشرين 26 السيطرة على الفاشر في شـــهـــرا ً، 18 بـــعـــد حــــصــــار دام 2025 ) الأول «ونفذت لاحقا عمليات قتل جماعي للمدنيين وتعذيبا وعنفا جنسيا واسع النطاق». كــانــت وزارة الــخــارجــيــة الأمــيــركــيــة قد أعلنت أنها خلصت إلى أن عناصر من «الدعم السريع» ارتكبوا جريمة «الإبادة الجماعية». وأكــــدت الـــولايـــات المـتـحـدة الـتـزامـهـا بمبادئ «البيان المشترك لاستعادة السلام والأمن في سبتمبر (أيـلـول) 12 الــســودان» الــصــادر فـي الماضي، الـذي يدعو إلـى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تليها هدنة دائمة وعملية انتقال شـفـافـة تــقــود إلـــى حـكـومـة مـدنـيـة مستقلة. وكررت مطالبتها الجهات الخارجية بـ«وقف تــقــديــم الـــدعـــم المـــالـــي والـــعـــســـكـــري لـــأطـــراف المتحاربة». مئات المرتزقة من كولومبيا إلى السودان وحـــســـب الــتــحــقــيــقــات الأمـــيـــركـــيـــة الـتـي اســـتـــنـــدت إلـــيـــهـــا الــــعــــقــــوبــــات، ســــافــــر مــئــات الـــعـــســـكـــريـــن الـــكـــولـــومـــبـــيـــن الـــســـابـــقـــن إلـــى للقتال 2024 ) السودان منذ سبتمبر (أيلول إلــى جانب «قـــوات الـدعـم الـسـريـع». وأشــارت إلــــى أن هـــــؤلاء المــقــاتــلــن «يـــــــــزوّدون الـــقـــوات بمهارات تكتيكية وتقنية، ويعملون مشاة ومـــدفـــعـــيـــن وطـــــيـــــاري مــــســــيّــــرات وســـائـــقـــي مركبات ومدرّبين، بل يدرب بعضهم الأطفال على القتال». وأكـــــدت الـتـحـقـيـقـات مــشــاركــة المـقـاتـلـن الكولومبيين «فــي مـعـارك عـديـدة فـي أنحاء الــــســــودان، بــمــا فـيـهـا الـــخـــرطـــوم وأم درمــــان وكـــردفـــان والــفــاشــر. ولـــم يـكـن وجـــودهـــم في الـــســـودان ممكنا لـــولا دعـــم عـديـد مــن الأفـــراد والشركات، معظمها كولومبية». وبـــــن المـــشـــمـــولـــن بـــالـــعـــقـــوبـــات ألـــفـــارو أنــــدريــــس كــويــخــانــو بــيــســيــرا (كـــويـــخـــانـــو)، وهــو مـــزدوج الجنسية (كولومبي-إيطالي) «وضـــــــابـــــــط ســـــابـــــق مــــتــــقــــاعــــد فــــــي الـــجـــيـــش الكولومبي مقيم في الإمـارات»، حسب وزارة الخزانة التي قالت إنه «يلعب دورا محوريا فــي تجنيد ونـقـل الـعـسـكـريـن الكولومبيين الـسـابـقـن إلـــى الــــســــودان». وكــــان كـويـخـانـو مـرتـبـطـا ســابــقــا بــكــارتــل «نـــــورت دي فــالــي» الكولومبي للمخدرات، حسب وزارة الخزانة. ويعمل «ضمن شبكة من الوسطاء والشركات المـتـخـصـصـة فـــي الـتـجـنـيـد وتـسـهـيـل حـركـة الأموال المتعلقة بنشر هؤلاء المقاتلين». قناصة ومشغِّلو مسيّرات إس 4 وفـي كولومبيا، تُعد وكـالـة «إيــه آي» لــلــتــوظــيــف، ومـــقـــرهـــا بـــوغـــوتـــا، والــتــي شـــــارك كــويــخــانــو فـــي تـأسـيـسـهـا وتــديــرهــا زوجته كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو، «العقدة الأساسية في عمليات التجنيد، إذ أطلقت حملات عبر موقعها وغـرف محادثة واجتماعات عامة لملء شواغر تشمل مشغّلي الـطـائـرات المـسـيّــرة والقناصة والمترجمين». وتـعـتـمـد هـــذه الـشـركـة عـلـى شـركـة «غـلـوبـال ستافينغ» في بنما التي بات اسمها «تالنت بـــــريـــــدج» بــــهــــدف «الـــــحـــــد مـــــن مــســؤولــيــتــهــا الـقـانـونـيـة، وإخــفــاء علاقتها بالشركة التي تستقدم المقاتلين»، إذ تتولى الشركة البنمية «توقيع العقود وتسلم الأموال نيابة عنها». أما «مارين غلوبال كورب»، وهي وكالة توظيف مقرها بوغوتا ويديرها كولومبيإسباني يُدعى ماتيو أندريس دوكي بوتيرو، فتتولى إدارة وصرف الأموال لصالح الشركة الـبـنـمـيـة، وذلــــك بــدعــم مـــن شـــركـــات أمـيـركـيـة مـــرتـــبـــطـــة بـــالـــشـــخـــص نـــفـــســـه. ويـــشـــمـــل ذلـــك معالجة الـرواتـب وخـدمـات تحويل العملات من اليورو والبيزو الكولومبي إلى الـدولار. ، نــــفّــــذت تـــلـــك الـــشـــركـــات 2025 و 2024 وفـــــي الأمــــيــــركــــيــــة عـــــشـــــرات الــــتــــحــــويــــات المـــالـــيـــة بـمـايـن الـــــــدولارات إلـــى الـشـركـتـن والـجـهـة المستقدمة للمقاتلين. وتشغل الكولومبية مـونـيـكـا مــونــيــوز أوكــــــروس مـنـصـب المــديــرة البديلة لـ«مارين غلوبال كـــورب»، كما تدير شــركــة «كـــومـــيـــرســـيـــالـــيـــزادورا ســــان بـنـدتـو» فـــي بـــوغـــوتـــا، الـــتـــي نـــفّـــذت تــحــويــات مـالـيـة مـــع شــركــة أمـيـركـيـة مـرتـبـطـة بـالـكـولـومـبـيالإسباني ومعه مباشرةً. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في عاما ً، 20 لاهــاي، الثلاثاء، حكما بالسجن عــلــى مـحـمـد عــلــي عــبــد الــرحــمــن المـــعـــروف بـ«علي كوشيب» أحد أبرز قادة «ميليشيا الــجــنــجــويــد» المــرعــبــة فـــي الــــســــودان، بعد إدانته بارتكاب جرائم حـرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب البلاد. وهــــو أول مـــســـؤول ســــودانــــي تـديـنـه المــحــكــمــة الــجــنــائــيــة الـــدولـــيـــة عــلــى جــرائــم 2003 ) ارتُكبت في دارفور بين أغسطس (آب ، إبان حكم الرئيس 2004 ) وأبريل (نيسان السابق، عمر البشير، المطلوب هـو نفسه لدى المحكمة بالتهم ذاتها، إلى جانب عدد من كبار مساعديه في السلطة آنذاك. وحـــكـــم عــلــى عــبــد الـــرحـــمـــن بـالـسـجـن لمـدد تـتـراوح بين ثماني سنوات وعشرين سنة عن كل تهمة من تلك التي أديـن فيها تهمة)، قبل أن تفرض المحكمة عقوبة 27( موحدة نهائية بالسجن عشرين عاماً. وقـــالـــت قــاضــيــة «الـــجـــنـــائـــيـــة» جــوانــا 20 كورنر في قرار الحكم إن «العقوبة هي عاماً، تمت بالإجماع وكان يمكن للمحكمة أن تــحــدد مــــدة أطــــول لــــولا أن المــتــهــم سلم نفسه طواعية». ورأت «أن هذه المدة الزمنية تتناسب مـع الــظــروف المــحــددة لكوشيب، وتتماشى مـع أهـــداف المعاقبة فـي الإطــار القانوني للمحكمة... كما أن الحكم يعترف ويُــقــر بـالـضـرر الـــذي لـحـق بالضحايا مع الأخـذ في الاعتبار حسن سلوك المتهم في الاحـتـجـاز وأثــنــاء المـحـاكـمـة». وستحسب سنوات التي قضاها رهن الاحتجاز 4 مدة وأثناء المحاكمة من العقوبة. ووقف عبد الرحمن، البالغ من العمر عاماً، وهو يستمع للحكم، لكنه لم يبد 76 أي رد فـعـل عـنـدمـا تـلـت الـقـاضـيـة جـوانـا كـــورنـــر الــحــكــم. وقـــالـــت الــقــاضــيــة إن عبد الـرحـمـن «لـــم يكتف بــإصــدار الأوامــــر التي أدت مباشرة إلـى الـجـرائـم»، في الهجمات التي غالبا ما استهدفت أفراد قبيلة الفور (أكبر جماعة عرقية في دارفور) الذين كان ينظر إليهم على أنهم يدعمون تمردا ضد السلطات السودانية، بل «شارك شخصيا في تنفيذ بعض هـذه الجرائم باستخدام فأس كان يحملها لضرب السجناء». ومـنـحـت المـحـكـمـة الـجـنـائـيـة الـدولـيـة الادعاء والدفاع حق استئناف الحكم خلال يـــومـــا. وتـبـلـغ أقــصــى عـقـوبـة بموجب 30 عاما من السجن، 30 نظام روما الأساسي أو السجن المـؤبـد عندما تـبـررهـا خطورة الــجــريــمــة الــبــالــغــة والــــظــــروف الشخصية للمدان. عـامـا، في 76 » وأديـــن «عـلـي كـوشـيـب تهمة 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بــ تتعلق بـارتـكـابـه جــرائــم الـقـتـل الجماعي والاغتصاب والتعذيب والترحيل القسري وفـــظـــائـــع ضــــد المـــدنـــيـــن فــــي دارفـــــــــور، فـي سنوات. 3 محاكمة استمرت أكثر من وسلم المدان نفسه طواعية بعد فراره إلى أفريقيا الوسطى، قبل أن يُنقل إلى مقر المحكمة الجنائية الـدولـيـة فـي لاهـــاي في ، وقـتـهـا تحدث 2020 ) يـونـيـو (حـــزيـــران 9 عـن أنــه أقـــدم على تسليم نفسه، لأنــه كان يـــخـــشـــى أن يـــتـــعـــرض لــتــصــفــيــة جــســديــة بعد أن تلقى تهديدات من قبل جهات في الحكومة السودانية. وذكرت المحكمة أن المتهم كان ينفذ أوامـــــــر مـــبـــاشـــرة مــــن حـــكـــومـــة الــــســــودان الـــتـــي كـــانـــت تـــقـــوم بــتــسـلــيـح مـيـلـيـشـيـا «الـــجـــنـــجـــويـــد» لـــقـــمـــع تــــمــــرد الـــحـــركـــات المـــســـلـــحـــة فــــي دارفــــــــــور. وقــــالــــت كـــورنـــر إن الــعــقــوبــات الـــتـــي تــفــرضــهــا المـحـكـمـة الجنائية الدولية تهدف إلى الـردع لمنع ارتــــكــــاب جــــرائــــم أخــــــرى فــــي المــســتــقــبــل. وأضـــــافـــــت أن «الـــــــــردع مـــنـــاســـب بـشـكـل خـــــاص فــــي هـــــذه الــقــضــيــة بــالــنــظــر إلـــى الوضع الراهن في السودان». وينظر إلى الحكم الصادر بحق «علي كـــوشـــيـــب» بــمــثــابــة إدانــــــة مـسـبـقـة لـلـرئـيـس الـــســـودانـــي الـــســـابـــق، عــمــر أحـــمـــد الـبـشـيـر، ووزيـــر الـدفـاع الأسـبـق، عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الداخلية وقتها، أحمد محمد هـــــارون، المـتـهـمـن، بـــ«ارتــكــاب جــرائــم حـرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور». ، أحـــال مجلس 2005 ) فـي مـــارس (آذار الأمــن الـدولـي ملف الـحـرب فـي دارفـــور على «المــحــكــمــة الـجـنـائـيـة الـــدولـــيـــة»، لـلـنـظـر في الانـــتـــهـــاكـــات الـــتـــي ارتـــكـــبـــت هــــنــــاك، والـــتـــي وصـــفـــت بـــأنـــهـــا تـــرقـــى إلـــــى «جــــرائــــم إبـــــادة جماعية». وطبقا لتلك الاتـهـامـات أصــدرت الجنائية الدولية كثيرا من مذكرات الاعتقال وأوامـــــــــر الـــقـــبـــض بـــحـــق المـــتـــهـــمـــن الأربــــعــــة لمـــســـؤولـــيـــتـــهـــم المــــبــــاشــــرة عــــن الــــجــــرائــــم فـي دارفـور، لكنهم رفضوا المثول أمام المحكمة. 13 ، ويــــواجــــه عـــبـــد الـــرحـــيـــم مــحــمــد حـــســـن تهمة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تهمة تتعلق 42 أمـا أحمد هـــارون، فيواجه بــالــقــتــل والـــتـــرحـــيـــل الـــقـــســـري والاغـــتـــصـــاب والتعذيب. وأثـبـتـت المـحـكـمـة فــي حـيـثـيـات الحكم على كوشيب في الجلسات السابقة، ضلوع عبد الرحيم محمد حـسـن، وأحـمـد هــارون «في تخطيط وتمويل وتوجيه تلك الجرائم، بتزويد كوشيب بالأسلحة والمال، وإعطائه الأوامــــــــر المـــبـــاشـــرة لـــقـــيـــادة الـــهـــجـــمـــات ضـد المدنيين في مناطق دارفور». ويــــتــــهــــم مـــــعـــــارضـــــون، قــــــــادة الـــجـــيـــش المـــمـــســـكـــن بـــالـــســـلـــطـــة حــــالــــيــــا فـــــي الــــبــــاد بالمماطلة في تسليم المتهمين المطلوبين من (المحكمة الجنائية)، وتوفير مـــاذات آمنة لـهـم وتـــؤمـــن تـحـركـاتـهـم وتـنـقـاتـهـم داخـــل البلاد. وقُتل على يد المدان كوشيب، مئات من الرجال والنساء والأطفال من «قبيلة الفور» الـــذيـــن تـــعـــرضـــوا لــاعــتــقــال والــتــعــذيــب في منطقتي مكجر ودلـيـج بـوسـط دارفــــور في تلك الفترة، وفقا لـروايـات الشهود العلنية والسرية التي أدلوا بها في المحكمة. وروت كـــــورنـــــر تـــفـــاصـــيـــل مـــــروعـــــة عـن عـــمـــلـــيـــات اغــــتــــصــــاب جـــمـــاعـــيـــة وانـــتـــهـــاكـــات وقـتـل جماعي أسـهـم كوشيب فـي ارتكابها. وقالت: «كانت أيـام التعذيب تبدأ مع شروق الشمس... والـدمـاء تتدفّق في الـشـوارع... لم تكن هناك مساعدة طبية ولا علاج ولا شفقة». وأضافت أن عبد الرحمن سار شخصيا على رؤوس رجال ونساء وأطفال جرحى. ولـــــــم يــــصــــدر أي تـــعـــلـــيـــق رســــمــــي مــن الـــحـــكـــومـــة الـــســـودانـــيـــة أو قــــيــــادة الــجــيــش بـشـأن الـحـكـم. بـــدوره رحــب المـتـحـدث باسم «المنسقية العامة للنازحين والـاجـئـن في إقليم دارفـــور»، آدم رجــال، بالحكم الصادر بحق «علي كوشيب»، لكنه «رأى أن العقوبة لا تعكس حجم الجرائم التي ارتكبها، بيد أنها تمثل خطوة مهمة تثبت عـدم الإفـات مـــن الـــعـــقـــاب». ووصــــف فـــي بــيــان الــثــاثــاء، الـحـكـم «بـــأنـــه يـمـثـل لـحـظـة تـاريـخـيـة تـعـزز مـــســـار الــحــقــيــقــة». وقــــــال: «لــــن نــتــوقــف عن المـطـالـبـة بتسليم جميع المــتــورطــن، وعلى وجـــــــه الــــخــــصــــوص مـــــن أصـــــــــــدروا الأوامــــــــر وخــطــطــوا لــلــجــرائــم، وفــــي مـقـدمـتـهـم، عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون، وكل من أسهم في تلك الانتهاكات». وخــــلّــــف الــــنــــزاع الـــكـــارثـــي فــــي دارفــــــور ألف قتيل، حسب 300 أكثر من 2010 - 2003 الأمـم المتحدة، إضافة إلى ملايين النازحين والــــاجــــئــــن، ووُثّــــــقــــــت انـــتـــهـــاكـــات واســـعـــة النطاق شملت القتل الجماعي، والاغتصاب، والتهجير الـقـسـري، وحــرق الـقـرى، وعرفت بـأنـهـا «جـــرائـــم إبــــادة جـمـاعـيـة»، و«تطهير عـرقـي»، و«جـرائـم حـــرب»، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. 9 أخبار NEWS Issue 17179 - العدد Wednesday - 2025/12/10 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT تهمة بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية... وترحيب في دارفور 27 ًكوشيب أُدين في عاما 20 «الجنائية الدولية» تقضي بسجن زعيم جنجويدي سابق علي كوشيب خلال جلسة النطق بالحكم أمس (إ.ب.أ) نيروبي: محمد أمين ياسين تجدد التوتر الأمني في الزاوية الليبية وسط صمت «الوحدة» الـــتـــزمـــت حـــكـــومـــة «الــــــوحــــــدة» الـلـيـبـيـة المؤقتة الصمت حـيـال عـــودة التوتر الأمني إلـى مدينة الــزاويــة، الواقعة غـرب العاصمة طرابلس، بعد تجدد الاشتباكات بين بعض الميليشيات المسلحة. وحـسـبـمـا نـقـلـت وســائــل إعــــام محلية عن شهود عيان، فقد سمعت أصوات إطلاق الـنـار، بينما أغلقت سواتر ترابية الطريق، وأشعل مسلحون النار في إطارات السيارات لإغــــــاق كــــوبــــري الـــخـــضـــرة بـــالمـــديـــنـــة، فـيـمـا سيطرت حالة مـن الـرعـب على الأهـالـي، إثر تـجـمـع عــــدد مـــن الـــســـيـــارات المــســلــحــة. وأكـــد أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الإسعاف، إغلاق الطريق الساحلي، مما تسبب في شلل حركة المرور في المنطقة. كـــــانـــــت المــــؤســــســــة الــــوطــــنــــيــــة لـــحـــقـــوق الإنسان في ليبيا قد وثَّقت وفاة طفل متأثرا بإصابته جـراء أعمال العنف والاشتباكات، الـــتـــي شـــهـــدتـــهـــا مــنــطــقــة الـــحـــرشـــة بـمـديـنـة الزاوية الخميس الماضي، على خلفية مقتل »، المعروفة باسم 103 أحد عناصر «الكتيبة «السلعة»، والخاضعة لإمـرة عثمان اللهب، إثر تعرض رتل تابع للكتيبة لإطلاق نار في أثناء مروره بالطريق الساحلي. وتتجدد الاشتباكات في الزاوية بسبب تـنـافـس المـيـلـيـشـيـات المـحـلـيـة عـلـى الـنـفـوذ، وطـــرق تهريب الـوقـود والمـهـاجـريـن، إضـافـة إلى صراعات انتقامية مرتبطة بالاعتقالات، في ظل غياب سلطة أمنية موحّدة. وتـــعـــد الــــــزاويــــــة، الــــواقــــعــــة عـــلـــى بُــعــد كــيــلــومــتــرا غــــرب الــعــاصــمــة طــرابــلــس، 45 موقعا استراتيجيا يضم الميناء والمصفاة والطريق الساحلي، مما يجعل السيطرة عــــلــــيــــهــــا هــــــدفــــــا اقـــــتـــــصـــــاديـــــا وســــيــــاســــيــــا لــلــتــشــكــيــات المـــســـلـــحـــة، المـــرتـــبـــطـــة اســمــا بالحكومة، لكنها تعمل فعليا باستقلالية، الأمـــر الـــذي يـفـاقـم هـشـاشـة الأمــــن، ويـهـدد حركة الطريق والمصفاة بشكل متكرر. ولـــم يـعـلـق رئــيــس حـكـومـة «الـــوحـــدة»، عبد الحميد الدبيبة، أو أجهزتها العسكرية والأمـنـيـة، على هـذه الـتـطـورات، لكنه ناقش أمـــــس الــــثــــاثــــاء فــــي طـــرابـــلـــس مــــع الــســفــيــر الـــســـويـــســـري، جـــوزيـــف ريــنــقــلــي، المــواضــيــع الــتــي تـهـم الــبــلــديــن، إلـــى جــانــب مـسـتـجـدات الـــعـــمـــلـــيـــة الـــســـيـــاســـيـــة، فــــي إطـــــــار الـــجـــهـــود الـــرامـــيـــة لـــدعـــم الاســــتــــقــــرار وتـــعـــزيـــز المـــســـار السياسي. كما دعـا الدبيبة خـال حضوره فــعــالــيــات الـــيـــوم الــعــالمــي لمـكـافـحـة الــفــســاد، الــتــي نظمتها هـيـئـة الــرقــابــة الإداريـــــــة، إلـى درس مـواطـن الخلل فـي المــوازيــن والأنظمة الإدارية، ومراجعة الإجراءات التي تؤدي إلى انتشار الفساد، وصياغة المقترحات اللازمة لتعديلها، واعتماد معايير جديدة لاختيار القيادات الإدارية. وشدد على أهمية توحيد الجهود الوطنية، ونبذ المصالح الشخصية والانــصــيــاع لأجـــنـــدات تـعـرقـل بــنــاء الــوطــن، لتحقيق إرادة الشعب الليبي، وطموحاته في حياة كريمة وتنمية مستدامة. مـن جانبه، رأى رئـيـس مجلس الـدولـة مــحــمــد تـــكـــالـــة، الـــــذي شـــــارك بــرفــقــة نـائـبـيـه الأول والــــثــــانــــي فـــــي هــــــذه الـــفـــعـــالـــيـــات، أن «الـــدولـــة الـلـيـبـيـة الــتــي تـشـق طـريـقـهـا نحو الاســتــقــرار تـــدرك تـمـامـا أن مكافحة الفساد ضـــــــرورة وطـــنـــيـــة، وأحــــــد أهـــــم ركــــائــــز دولــــة القانون والحكم الرشيد». مؤكدا أن مكافحة الفساد تتحقق من خلال تكامل الأدوار بين السلطات التشريعية والتنفيذية والرقابية، وبــمــشــاركــة فــاعــلــة مـــن مــؤســســات المجتمع المــــدنــــي، وإرســـــــاء قــيــم الـــنـــزاهـــة فـــي الــوســط الاجتماعي والتربوي والإعلامي. وأكــد تكالة دعـم المجلس الكامل لكل الـــجـــهـــود الـــرامـــيـــة إلـــــى مـــواجـــهـــة الــفــســاد ومكافحته بجميع أشكاله، وتعزيز مبادئ الـشـفـافـيـة والـــنـــزاهـــة والمـــســـاءلـــة، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء أدوارها الرقابية بكفاءة. القاهرة: خالد محمود بينهم قناصة ومشغِّلو مسيّرات شاركوا في السيطرة على الفاشر ودربوا أطفالا على القتال عقوبات أميركية على شبكة تجند مرتزقة كولومبيين لصالح «الدعم السريع» واشنطن: «الشرق الأوسط» قوات تابعة لـ«الدعم السريع» في مدينة الفاشر بإقليم دارفور (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky