issue17179

5 تحقيق FEATURES Issue 17179 - العدد Wednesday - 2025/12/10 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT إنهاء هيمنة «حزب الله» أبرز التحولات «لبنان آخر» بعد الأسد ومعادلة جديدة في بيروت أحــدث سقوط نظام بـشّــار الأســد فـي سـوريـا تـحـولا سياسيا، وأمنياً، واقتصاديا في لبنان، وحرّر بيروت من الاستتباع لما تقرره دمشق من خـال هيمنتها على القرار اللبناني، بشكل مباشر من عاما حتى الانسحاب 30 خلال الوجود العسكري والأمني الذي دام ، أو بشكل غير مباشر من خلال 2005 ) من لبنان في أبريل (نيسان حلفاء الأسد، لا سيما «حزب الله». أبرز المتغيرات التي استفاد منها لبنان مع رحيل الأسد تمثّل في تحرير قـراره السياسي من سطوة دمشق وحلفائها السابقين، وعــودة العلاقات المتبادلة من دولــة إلـى دولــة، بالإضافة إلـى خلق واقع أمني مستقر على حدود البلدين، وتحسّن التبادل التجاري، عبر السماح للبنان بتصدير منتجاته الزراعية والصناعية عبر الأراضي السورية إلى الخارج. قطع طريق طهران - بيروت واعــتــبــر الــنــائــب الــســابــق فــــارس ســعــيــد، رئــيــس «لـــقـــاء ســيّــدة الجبل» (تجمع سياسي يضم شخصيات مستقلة ونوابا سابقين)، أن «لبنان تغير»، لأن أهم ما حصل هو أن سوريا الجديدة «قطعت طــريــق طـــهـــران-بـــيـــروت الــــذي كـــان يــؤمــن كـــل المـسـتـلـزمـات الأمـنـيـة، والعسكرية، والمـالـيـة لــ(حـزب الـلـه)، ومــع قطع هــذا الطريق أصبح تـأمـن الأمــــوال وغـيـرهـا مـن بــاب الـتـهـريـب، ولـيـس مـمـرا مؤمنا من وحدات عسكرية تعمل لصالح إيـران، وهذا الأمر أجبر (حزب الله) على أن يتعاطى مـع الـواقـع اللبناني بشكل أكثر واقعيّة مما كان عليه في السابق». وتـطـرق سعيد فـي تصريح لــ«الـشـرق الأوســـط» إلـى مـا أسماه «تـواضـع (حــزب الـلـه) فـي مقاربة الملفات المصيرية». وقـــال: «رأينا كيف أن (حزب الله) لم يخرج من الحكومة رغم اعتراضه على بعض مقررات مجلس الــوزراء، خصوصا قـرار حصر السلاح بيد الدولة، بسبب قطع الشريان الحقيقي الذي كان يتغذى منه الحزب». أثبتت الوقائع أن لبنان يتأثر مع ما يجري في سوريا سلبا أو إيـجـابـا، ورأى فـــارس سعيد أنــه «إذا كـانـت سـوريـا بخير يكون لبنان بخير، ومــا زلنا ننظر إلــى أن تجربة الرئيس أحمد الشرع واعدة لسوريا، وواعدة للعلاقات اللبنانية-السورية، وهي بدأت مع تأسيس لجان مشتركة أمنية وعسكرية منها برعاية المملكة العربية السعودية، ومنها مباشرة بين سوريا ولبنان من أجل ضبط الحدود تحضيرا لاستكمال ترسيمها انطلاقا من مـزارع شبعا، خصوصا ضبط حركة التهريب الأمـنـي والعسكري لصالح أفــرقــاء»، مشيرا إلى أن هذه التنسيقات بين الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والسورية «لم تكن قائمة في ظل حكم آل الأسـد، وهـذا أيضا تطور جديد لصالح لبنان وسوريا». المعاهدات مع سوريا تبدو المرحلة الجديدة بين لبنان وسوريا محكومة بإعادة بناء عـاقـات طبيعية قائمة تحفظ مصالح البلدين، ولا يخفي سعيد وجود أمور عالقة بين لبنان وسوريا، وغير بسيطة، ويشدد على ضـــرورة «إلـغـاء كـل المـعـاهـدات السياسية، والأمـنـيـة، والاقتصادية التي حصلت في مرحلة استتباع لبنان إلى سوريا، وعلى رأسها مـوضـوع المجلس الأعـلـى الـلـبـنـانـي-الـسـوري، حيث أعلنت سوريا إلغاءه، ولم يعلن لبنان ذلك»، مشيرا إلى أن لبنان «عي سفيرا في دمشق، ولم تبادر سوريا حتى الآن إلى تعيين سفير لها في بيروت حتى الآن». وقــال سعيد: «يعتبر السوريون أن عـدم حل مشكلة السجناء السوريين في لبنان يمثل نقطة ســوداء في العلاقات بين البلدين، وندعو الحكومة اللبنانية ووزير العدل إلى إيجاد حل لهذا الملف، حتى لا يتسبب في عرقلة العلاقات اللبنانية-السورية». ورأى سعيد أن «إدارة الشأن السوري الداخلي تنعكس سلبا أو إيجابا على الداخل اللبناني، بمعنى أن بعض المواجهات الداخلية الــتــي حـصـلـت مـــع الــــــدروز والــعــلــويــن تــأثــر بـهـا لــبــنــان، ونـــأمـــل أن ينجح الرئيس الشرع في الحفاظ على التنوع في سوريا، وهذا من مصلحة الدولة السورية الجديدة، ولبنان، وكل العرب». معالجة الملفات لا تزال هناك ملفات تحتاج إلى معالجة لإرساء توازن مستدام بين البلدين، أبرزها ملف المحكومين، والموقوفين السوريين في لبنان الـــذي يشكّل حساسية لــدى الــدولــة الـسـوريـة بسبب بـــرودة تعامل الدولة اللبنانية مع مطلب تسليمهم إلى بلادهم، وملف النازحين في لبنان مشكلة تواجه العلاقات اللبنانية-السورية، إلا أن مصدرا أمنيا مطلعا أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد سقوط نظام الأسد لم يعد ملف النازحين يشكل أزمة كبيرة بين لبنان وسوريا». وكشف المصدر أن أكثر من نصف النازحين السوريين -سـواء مـن كـانـوا فـي عـرسـال (الـبـقـاع الـشـمـالـي) وفــي عـكـار شـمـال لبنان- عادوا إلى مناطقهم في ريفي دمشق وحمص وبشكل طوعي، لافتا إلى أن لبنان «بدأ يتأثر بهذه العودة من خلال تراجع اليد العاملة السورية». إغلاق الحدود لم تعد حـدود لبنان الشرقية والشمالية مفتوحة أمـام حلفاء النظام السوري السابق، والخارجين عن القانون، لا سيما شبكات المخدرات، وتهريب البضائع، وشدد المصدر الأمني على أن «أهم ما أنجز هو في الاستثمار الأمني، ويتمثل في ضبط تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وتهريب الأموال من لبنان إلى سوريا»، لافتا إلـى أن «أهــم مـا تحقق هـو تفكيك معامل الكبتاغون على الحدود الـلـبـنـانـيـة، والــســوريــة، والــتــي استتبعت بتفكيك شـبـكـات تهريب المخدرات، وكان آخرها اعتقال أخطر تجار المخدرات في لبنان نوح زعيتر الــذي كـان يتخذ مـن سـوريـا مــاذا آمنا قبل الإطـاحـة ببشار الأسد». بيروت: يوسف دياب أنقرة تختبر نفوذها في دمج «قسد»... وقواعد اشتباك حرجة مع إسرائيل الصعود التركي في سوريا... من المواجهة إلى التحالف تشكلت فــي الأســابــيــع الأولــــى لسقوط نـــظـــام بـــشـــار الأســـــد فـــي ســـوريـــا قــنــاعــة بــأن تـــركـــيـــا لــعــبــت الــــــــدور الأكــــبــــر فــــي الـــوصـــول «الـــســـلـــس» لـفـصـائـل المـــعـــارضـــة إلــــى دمـشـق ، وتعزز 2024 ) ديسمبر (كـانـون الأول 8 في ذلك مع دعم أنقرة السريع لــإدارة السورية الـــجـــديـــدة بـــقـــيـــادة الـــرئـــيـــس أحـــمـــد الـــشـــرع، وتـــقـــديـــم نــفــســهــا بـــوصـــفـــهـــا أحــــــد «الــــرعــــاة الأساسيين» في مرحلة ما بعد الأسد. كـانـت تـركـيـا أول دولـــة تـرسـل مـسـؤولا رفيع المستوى إلـى سـوريـا للقاء الـشـرع في «قـصـر الـشـعـب»، إذ زار رئـيـس مخابراتها، ديـسـمـبـر 12 إبـــراهـــيـــم كـــالـــن، دمـــشـــق يــــوم ، وتـوجـه للصلاة فـي الجامع الأمــوي، 2024 لـيـبـدو أنـــه حـقـق وعـــد الــرئــيــس رجـــب طيب إردوغـــان، في الأيـام الأولـى للثورة السورية ، عندما قــال سينهار نـظـام الأسـد 2011 فـي بأسرع وقت و«سندخل دمشق ونصلي في الجامع الأموي». وأوحــــت تـصـريـحـات لــوزيــر الخارجية هاكان فيدان بأن تركيا هي من لعبت الدور الـرئـيـسـي فــي ســقــوط الأســــد وفــتــح الـطـريـق أمام الشرع إلى دمشق، عندما قال، بعد أيام قليلة، إن أنقرة أقنعت روسيا وإيران، خلال الاجــتــمــاع بصيغة «آســتــانــة»، عـلـى هامش 2024 ديسمبر 8 و 7 «مـنـتـدى الــدوحــة» فــي بعدم التدخل. من وجهة نظر فيدان، كان «نظام بشار الأســــــد ضــعــيــفــا لــلــغــايــة خـــــال الـــعـــامَـــن أو الماضية، مع مقاومة نسبية في 3 الأعــوام الــ بعض الأمــاكــن، لكن المـعـارضـة دخـلـت حلب دون إطـــــاق نــــار تــقــريــبــا. مـــع ذلـــــك، لـــو كــرر ،2016 الروس والإيرانيون رد فعلهم في عام لكان الشعب الـسـوري قـد واجــه خطر المزيد من إراقة الدماء والنزوح». وعـــنـــدمـــا سُـــئـــل فــــيــــدان: «كـــيـــف أقـنـعـتـم روسـيـا بـعـدم الــوقــوف إلــى جـانـب الأســـد؟». أجاب بكلمة واحدة: «تحدثنا». تقييم الحصاد عــقــدت 2025 ) أغـــســـطـــس (آب 16 فــــي مجموعة التنسيق بـن المؤسسات التركية اجــتــمــاعــا بـــرئـــاســـة نـــائـــب وزيـــــر الــخــارجــيــة نـــــــوح يــــلــــمــــاظ، الــــــــذي أصــــبــــح الآن ســـفـــيـــرا لتركيا فــي دمــشــق، أُجــريــت خـالـه مراجعة شــامــلــة لــلــعــاقــات مـــع ســـوريـــا والـــخـــطـــوات التي ستُتخذ خلال الفترة المقبلة لتعزيزها وتـــنـــفـــيـــذ الاتـــــفـــــاقـــــات الــــتــــي تــــوصــــل إلــيــهــا الجانبان في مختلف المجالات. الأولـــــى بـعـد سـقـوط 8 خـــال الأشــهــر الـــــ الأســـد، وعـبـر تحركات مكثفة، كـانـت تركيا أول دولــــة تـعـيـد فـتـح سـفـارتـهـا فــي دمـشـق، إضافة إلى قنصليتها في حلب، كما وقعت أغـــســـطـــس مــــذكــــرة تـــفــاهـــم لــلــتــعــاون 12 فــــي العسكري والتدريب والاستشارات. وتحركت تركيا على المستوى الثنائي والإقليمي لدعم حكومة الشرع في مكافحة تنظيم «داعــــش»، وإقــنــاع الــولايــات المتحدة بمنظور جديد يجعلها تتخلى عـن دعمها لـ«قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» (الكردية) عمودها الفقري، في السيطرة على شمال شرقي سوريا، بعد التحالف معها في الحرب على «داعش». في هذا الإطار سعت تركيا إلى تشكيل تحالف يقوم على مبدأ «الملكية الإقليمية»، الـــذي يعني أن تـقـوم دول المـنـطـقـة بنفسها على حـل مشاكلها دون تـدخـات خارجية، وبــــــــدأت بـــالـــفـــعـــل جــــهــــودا لــتــشــكــيــل مـنـصـة خماسية تضمها مع كل من الأردن والعراق ولـــبـــنـــان إلــــى جـــانـــب ســــوريــــا، وعـــقـــد وزراء الـخـارجـيـة والــدفــاع ورؤســــاء المـخـابـرات في 9 الــــــدول الــخــمــس اجــتــمــاعــا فـــي عـــمـــان فـــي مـــــارس (آذار) المـــاضـــي، لـكـنـه لـــم يـسـفـر عن تأسيس آلية سعت إليها أنقرة. نتيجة لذلك شكّلت تركيا آلية تنسيق مــع ســوريــا عـبـر مـركـز عمليات مـشـتـرك في دمشق، لتأكيد دعمها للحكومة السورية في الحرب على «داعش». المنقضية 10 وعــقــدت خـــال الأشــهــر الـــــ اجـــتـــمـــاعـــات لـــــــوزراء الـــخـــارجـــيـــة والـــدفـــاع 3 ورئـيـسـي المـخـابـرات فـي البلدين فـضـا عن الـــزيـــارات الـثـنـائـيـة المـتـبـادلـة عـلـى مستوى وزيري الخارجية، وزيارات رئيس المخابرات مرات 3 التركية لدمشق، كما زار الشرع تركيا في الفترة بين فبراير (شباط) وأغسطس. عـــلـــى الـــصـــعـــيـــد الاقـــــتـــــصـــــادي، أعــــــادت تركيا تشغيل جميع البوابات الحدودية مع سوريا، وتم توقيع بروتوكول في أنقرة يوم أغسطس الماضي، لإنشاء لجنة اقتصادية 5 وتـــجـــاريـــة مـــشـــتـــركـــة، وبــــــدء دراســـــــة إنـــشـــاء مناطق صناعية، بـهـدف إنـعـاش الاقتصاد الـسـوري المتضرر مـن جــراء الـحـرب وتعزيز التجارة بينهما. كما أعـاد البلدان الجاران تــأســيــس مــجــلــس الأعــــمــــال المـــشـــتـــرك، الـــذي .2011 توقف عن العمل في وتــقــول تـركـيـا إنـهـا تـهـدف إلـــى تـجـاوز عــتــبــة مـــلـــيـــاري دولار فــــي صــــادراتــــهــــا إلـــى سوريا بنهاية العام الحالي، مستغلة الزخم فــي الــعــاقــات الــتــجــاريــة بـيـنـهـمـا. واتــخــذت خـطـوات جـديـدة لتسهيل وتسريع التجارة مع سوريا، وتم الاتفاق على أن تصبح حلب مركزا لوجيستيا قويا في الفترة المقبلة. تنافس مع إسرائيل فــي المــقــابــل، تـغـيـرت أهــــداف تـركـيـا في ســـوريـــا عـمـا كــانــت عـلـيـه خـــال حـكـم بـشـار الأســــــــد، فـــبـــعـــدمـــا كــــانــــت تــــركــــز عـــلـــى تــأمــن حــــدودهــــا مــمــا تــصــفــه بــــ«تـــهـــديـــد (قـــســـد)»، وإنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية كـيـلـومـتـرا ً، 40 و 30 بـعـمـق يـــتـــراوح مـــا بـــن تسعى اليوم إلى إزالة هذه المجموعة الكردية مــن المــعــادلــة الــســوريــة، عـبـر تـــرك أسلحتها والانــــدمــــاج فـــي مــؤســســات الــــدولــــة، وإقــنــاع الــــولايــــات المــتــحــدة بـــوقـــف دعــمــهــا لــهــا عبر عـــرض قـيـام إدارة ســوريــة جــديــدة بحراسة ســجــون «داعــــــش»، ودعــمــهــا فـــي هـــذا الأمـــر. وزادت عــلــى ذلــــك بــالــســعــي لــــدى الـــولايـــات المـتـحـدة لمــلء الــفــراغ، حــال انـسـحـاب الـقـوات الأميركية. لقد أظـهـرت تحركات تركيا فـي الواقع الــــــســــــوري الــــجــــديــــد ســـعـــيـــهـــا لمـــــــلء الـــــفـــــراغ العسكري من خلال العمل على إنشاء قواعد بـــريـــة وبـــحـــريـــة وجــــويــــة فــــي وســـــط ســـوريـــا وعلى سواحلها عبر نموذج يشبه تدخلها فـي ليبيا بعد الـقـذافـي، كما تــردد مـن خلال وســــائــــل إعـــــــام، والانـــــفـــــراد بـــأكـــبـــر دور فـي الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار والتدخل في جميع المجالات من الصحة إلى التعليم وغــيــرهــا، اســتــكــمــالا لمـــا بـــدأتـــه بـالـفـعـل منذ سنوات في شمال سوريا. أثارت هذه التحركات قلق إسرائيل التي تخشى استبدال الـوجـود التركي بالوجود الإيراني في سوريا، وفرض أمر واقع جديد تـــكـــون فـــيـــه تـــركـــيـــا هــــي الـــضـــامـــن سـيـاسـيـا وأمـنـيـا، اعـتـمـادا عـلـى عـاقـاتـهـا الـقـويـة مع الإدارة الجديدة ومع فصائل معادية لها. «نعم أخذتها» وبــــــدا أن تـــركـــيـــا نــجــحــت فــــي سـبـاقـهـا لإظــهــار دورهــــا بـوصـفـهـا «راعـــيـــا» تـتـشـاور معه الإدارة السورية حـول مستقبل البلاد، وبــــــرزت بــوصــفــهــا واحــــــدة مـــن أبـــــرز الــقــوى المهيمنة، وهــو مـا أكـــده الـرئـيـس الأمـيـركـي، دونـــالـــد تــرمــب، خـــال لـقـائـه رئـيـس الــــوزراء الإســــرائــــيــــلــــي بـــنـــيـــامـــن نــتــنــيــاهــو بــالــبــيــت .2025 ) الأبيض في يوليو (تموز قال ترمب إنه هنّأ إردوغان، في اتصال هاتفي بينهما، على «أخذه سوريا (...) وإنه كــان يـحـاول الـنـفـي، ويـقـول إنــه لـم يأخذها، وإنــه قـال لـه إنـك فعلت شيئا عجز الآخــرون عـــن فــعــلــه طـــــوال ألـــفـــي عـــــام، مــهــمــا تــعــددت أسماؤها تاريخياً، وإنـه (إردوغـــان) قال في النهاية نعم أخذتها». وجـــاء مـوقـف تـرمـب بعد متابعة حالة التنافس بـن تركيا وإسـرائـيـل فـي سـوريـا، والمــــخــــاوف المـــتـــبـــادلـــة بـيـنـهـمـا الـــتـــي دفـعـت إسرائيل إلـى تدمير قواعد جوية ومطارات رئـــيـــســـيـــة، بــيــنــهــا مـــطـــار حـــمـــاة الــعــســكــري، والقضاء على مقدرات الجيش السوري، مع أشــهــر مــن ســقــوط حكم 3 تــــردد أنـــبـــاء، بـعـد الأســـــد، عـــن سـعـي تـركـيـا إلـــى إقـــامـــة قـواعـد جوية فـي حمص، مـا دفـع تركيا وإسرائيل إلــــى إرســـــاء قـــواعـــد اشــتــبــاك تـمـنـع الـــصـــدام بينهما في سوريا خلال اجتماعات فنية في باكو توسطت فيها أذربيجان. عرض ترمب على نتنياهو حل مشاكله مــــع تـــركـــيـــا إذا كـــــان مــنــطــقــيــا فــــي طــلــبــاتــه، لافتا إلـى علاقته الجيدة مـع إردوغــــان، لكن رئيس الـوزراء الإسرائيلي قال، قبل مغادرة واشـــنـــطـــن، إن تـــركـــيـــا تـــريـــد إنــــشــــاء قـــواعـــد عسكرية فـي ســوريــا، وإنـــه يـرفـض إقامتها لأنها تُشكل خطرا على إسرائيل. بـــــــدورهـــــــا، تـــــؤكـــــد تــــركــــيــــا أن المـــســـألـــة الرئيسية بالنسبة إليها وللولايات المتحدة هــــي ضــــمــــان ألا تـــشـــكـــل إســــرائــــيــــل تـــهـــديـــدا لسوريا، وألا تكون سوريا مصدرا لتهديد أي طـــرف فــي المـنـطـقـة، وأن يـحـتـرم الجميع ســامــة أراضـــــي وســـيـــادة بـعـضـهـم، بحسب ما قال وزير خارجيتها، هاكان فيدان، الذي شارك في جانب من اجتماع ترمب والرئيس 10 السوري أحمد الشرع بالبيت الأبيض في .2025 ) نوفمبر (تشرين الثاني وعـبـرت تـركـيـا، أكـثـر مـن مـــرة، عـن عدم انـــزعـــاجـــهـــا لــلــمـــفــاوضــات بــــن دمـــشـــق وتـــل أبيب، مشددة على أن هدفها الأول هو وحدة أراضي سوريا وسيادتها. ورد إردوغـــــــان، الــــذي الـتـقـى تــرمــب في البيت الأبيض في سبتمبر (أيلول) الماضي، على تصريح أخير لنتنياهو، منذ أسابيع قليلة، قـــال فـيـه إن إسـرائـيـل «أوقــفــت تركيا فــــي ســـــوريـــــا»، مــطــالــبــا بــالـــتـــركـــيـــز عـــلـــى مـا تفعله تركيا بدلا من التركيز على ما تكتبه الصحافة الإسرائيلية، مضيفاً: «نحن نفعل ما يلزم في إطــار أولوياتنا الاستراتيجية، وسنواصل ذلك». هاجس «قسد» تـــعـــمـــل تــــركــــيــــا عــــلــــى اســــتــــغــــال حـــالـــة التشاور المستمر بشأن سـوريـا، في ضمان موقف أميركي داعــم لتنفيذ الاتـفـاق الموقع بين الشرع، وقائد «قسد»، مظلوم عبدي، في مــارس المـاضـي، بشأن اندماجها 10 دمشق فـي الجيش والمـؤسـسـات الأمـنـيـة الـسـوريـة، الــذي يفترض أن ينتهي تنفيذه قبل حلول نهاية العام الحالي. عـــامـــا مــــن الــــصــــراع المــســلــح، 47 وبـــعـــد أطـلـقـت تـركـيـا مـــبـــادرة الــعــام المـــاضـــي، لحل حـــزب الــعــمــال الـكـردسـتـانـي ونــــزع سـاحـه، أســفــرت عــن دعــــوة زعـيـمـه، الـسـجـن لـديـهـا، فبراير الماضي، إلى 27 عبد الله أوجلان في حله والتخلي عن الكفاح المسلح، والتحول إلى العمل الديمقراطي في إطار قانوني. وتـــتـــمـــســـك أنــــقــــرة بــــــأن دعـــــــوة أوجــــــان تـــشـــمـــل جـــمـــيـــع امـــــــتـــــــدادات حــــــزب «الـــعـــمـــال الكردستاني»، وأن «البنية الحالية لـ(قسد) تقوّض وحـدة سوريا وتـهـدّد الأمـن القومي لـتـركـيـا وتـــعـــرّضـــه لــلــخــطــر»، وأنـــــه لا يمكن حـــصـــر مـــســـألـــة نــــــزع ســــــاح حــــــزب الـــعـــمـــال الكردستاني في تركيا وحدها. وتــــطــــالــــب «قـــــســـــد» تــــركــــيــــا بـــــعـــــدم عــــد مؤسساتها العسكرية والإداريــــة والأمنية، والإدارة الـذاتـيـة فــي شـمـال شـرقـي سـوريـا، تــــهــــديــــدا لــــهــــا، لأنــــهــــا «مــــؤســــســــات لــلــســام والأمن». وعــــد قــائــد «قـــســـد»، مـظـلـوم عـــبـــدي، أن مــــارس مــع الــشــرع شـكـل منعطفا 10 اتــفــاق مهما بإغلاق الطريق أمام محاولات تقسيم ســـوريـــا ومـــنـــع انـــزلاقـــهـــا إلــــى حــــرب أهــلــيــة، وضمن الاعتراف الدستوري بحقوق الكرد، لكنه أكــد أنــه «يـجـب أن تـكـون هـنـاك سوريا لا مركزية، بحيث يتمكّن كل إقليم من إدارة نفسه». وذهـــب الـكـاتـب فـي صحيفة «حرييت» الــــقــــريــــبــــة مـــــن الــــحــــكــــومــــة الــــتــــركــــيــــة، فـــاتـــح تشيكرجه، إلـى أن أميركا تسعى لتأسيس «نـــمـــوذج بـــارزانـــي» الــــذي أرســتــه فــي شمال الـــــعـــــراق ضـــــد إيــــــــــران، فـــــي شــــمــــال ســــوريــــا، وأن المــمــر الــــذي يــجــري إعــــــداده مـــن الــعــراق إلــــى ســـوريـــا يـــهـــدف إلــــى ذلـــــك، وهــــو مطلب إسرائيلي أيضا لمنع نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان والمنطقة المحيطة. ولفت إلى أن تركيا لم تقبل في البداية بنموذج مشابه لـ«بيشمركة بارزاني»، وهي الآن تعد «قـسـد» الحليفة لأمـيـركـا، تنظيما إرهـــابـــيـــا، لـكـنـهـا يـمـكـن أن تـقـبـل الأمــــر بعد ذلـــك فــي شـمـال ســوريــا كـمـا حــدث فــي إقليم كردستان العراق. الحال، أن تركيا ستواصل خلال المرحلة المقبلة الـسـعـي لترسيخ موقعها بوصفها أبـــرز قــوة مـؤثـرة فـي إعـــادة تشكيل سـوريـا، مــســتــفــيــدة مـــن عــاقــتــهــا الــوثــيــقــة بــــــالإدارة الـجـديـدة ودعـــم واشـنـطـن المـتـزايـد لــدورهــا. ومــــــن المــــتــــوقــــع أن تـــضـــغـــط أنــــقــــرة بـــاتـــجـــاه استكمال دمج «قسد» في مؤسسات الدولة السورية وتقليص أي حضور عسكري غير مرغوب فيه قرب حدودها. لكن التنافس مع إسرائيل والحضور الأميركي قد يحدان من قدرة تركيا على فرض رؤيتها بالكامل. فبراير الماضي (لرئاسة التركية) 4 الرئيس التركيرجب طيب إردوغان خلال استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع في أولزيارة له إلى أنقرة أنقرة: سعيد عبد الرازق أنقرة كانت ترى «نظام بشار الأسد ضعيفا للغاية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من حكمه»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky