4 تحقيق FEATURES Issue 17179 - العدد Wednesday - 2025/12/10 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT «فخ الأسد»... ليلة هزت حلفاء طهران في بغداد يطلب مسؤول أمني رفيع في الحكومة العراقية من سائق السيارة أن يسرع قليلاً. عليه اللحاق بطائرة تعيده من دمشق إلى بغداد. واحدة من الرسائل تتدفق إلى هاتفه تـقـول: «الفصائل الـسـوريـة فـي طريقها إلى العاصمة». في مساء يوم السبت السابع من كان المسؤول قد 2024 ) ديسمبر (كانون الأول أنهى مهمة روتينية شمال شرقي سوريا، لتنسيق أمــن الــحــدود، لكن الـبـاد الآن على وشـــك أن تــكــون بـيـد نــظــام جـــديـــد، يـشـع من أنقاض. عـــلـــى أســـــــــوار دمـــــشـــــق، كــــانــــت ســـيـــارة المـــــــســـــــؤول الــــــعــــــراقــــــي تـــنـــتـــظـــر «تــــرتــــيــــبــــات اســـتـــثـــنـــائـــيـــة» مــــع الـــســـلـــطـــات الـــجـــديـــدة فـي سوريا. ونشأت بين الجانبين «اتصالات من عدم». يقول مسؤول سـوري سابق في «إدارة الـعـمـلــيـات الــعــســكــريــة» إنـــهـــا «المــــــرة الأولــــى الـتـي تـواصـلـت فيها (هـيـئـة تـحـريـر الـشـام) مع مسؤول في الحكومة العراقية». ويقول عنصر أمن عراقي كان حاضرا في الترتيبات إن «الأمــر تم بسلاسة غير متوقعة حينها، ودخلنا دمشق» رفقة عناصر من «الهيئة» صـبـاح الـثـامـن مــن ديسمبر (كــانــون الأول) . ثـــم وصـــلـــت رســـالـــة مــثــل الــصــاعــقــة: 2024 «هرب (بشار) الأسد». كـــان مــطــار الـعـاصـمـة الــســوريــة مسرح أشــبــاح. حـتـى ضـبـاط «لــــواء الـنـقـل الـجـوي» الـذيـن يعرفهم المـسـؤول العراقي اختفوا. لا أحـــد يــســأل عــن تــذكــرة أو جــــواز ســفــر. الممر الخاص بالدبلوماسيين مشرع للرياح. غادر الرجل على متن رحلة استثنائية إلى بغداد. خــــال الـــنـــهـــار، تــحــلــق الـــطـــائـــرة وعـلـى متنها المسؤول الأمني مع حقيبة أسئلة عن ســوريــا الــجــديــدة. فــي مـسـار الـرحـلـة ذاتـهـا، لكن على الأرض، تغادر ميليشيات عراقية .2011 كــانــت تـتـمـركـز فـــي ســـوريـــا مـنـذ عـــام العجلات التي تحركت من ريف دمشق نحو بلدة البوكمال، قرب الحدود العراقية، قطعت رحلة أخيرة باتجاه واحـد لمئات المسلحين، تاركين خلفهم خمسة عشر عاما من «محور المقاومة» ينهار الآن مثل جبل من رمال. تـــكـــشـــف شــــــهــــــادات خــــاصــــة جــمــعــتــهــا «الـــشـــرق الأوســــــط» مـــن شـخـصـيـات عـراقـيـة ضالعة في الملف السوري قبل هروب الأسد كيف انسحبت ميليشيات مـن سـوريـا دون تـنـسـيـق، أو تـرتـيـبـات مـسـبـقـة، ومـــا دار في الكواليس حـول رؤيتها لمـا حــدث، وأظهرت لاحقا أن طهران وموسكو والأسـد كانوا قد اتــخــذوا قــــرارات عـــدم الـقـتـال فــي ســوريــا في أوقــــات مـتـبـاعـدة، ولـــم يــشــاركــوا المـعـلـومـات المــطــلــوبــة مـــع حــلــفــاء عــراقــيــن إلا فـــي وقــت متأخر. كـــمـــا تــســلــط الــــشــــهــــادات الــــضــــوء عـلـى ردود فــعــل مــجــمــوعــات شـيـعـيـة فـــي أعــقــاب انــهــيــار نــظــام الأســـــد، وصــلــت إلـــى المـطـالـبـة بتقوية نفوذ الفصائل المسلحة في العملية السياسية العراقية، وتعزيز ما بـات يعرف بـــ«الــحــاكــمــيــة الــشــيــعــيــة» فـــي بـــغـــداد، حتى «تـــســـتـــوعـــب صــــدمــــة أولـــــئـــــك الـــــذيـــــن تـــركـــوا سوريا». «ليست مناورة... تم خداعنا» ،2024 ) نوفمبر (تشرين الثاني 30 في بعد ثلاثة أيام من بدء «ردع العدوان»، أجرى رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني مكالمة مع بشار الأسد. يومها كانت فصائل المــعــارضــة الــســوريــة قــد سـيـطـرت عـلـى ريـف حلب. وقال السوداني للأسد إن «أمن سوريا يـرتـبـط بــالأمــن الـقـومـي لــلــعــراق». فــي الـيـوم التالي حاصرت المعارضة حماة. ولم يتصل السوداني بالأسد مرة أخرى. في نينوى، المحافظة الشمالية القريبة مـــن الـــحـــدود مـــع ســـوريـــا كــــان قــــادة فـصـائـل شيعية يحاولون إرسـال الدعم إلى سوريا، لأنه «مع تحرك الفصائل السورية كان عدد المــســلــحــن المــــوالــــن لإيــــــران أقــــل بـكـثـيـر عما كانوا قبل سنوات». يقول مسؤول فصائلي في نينوى أيضا إنهم «أخـبـروا المقاتلين أن عليكم حماية الشيعة والمــراقــد فـي سـوريـا، وكثيرون تحمسوا». ويــــقــــول كـــاظـــم الـــفـــرطـــوســـي، المــتــحــدث باسم «كتائب سيد الشهداء» التي انخرطت ، إن فصيله 2013 في الميدان السوري منذ عام . ويضيف: 2023 انـسـحـب مــن هـنـاك أواخــــر «كانت مهمتنا قد انتهت». ، ازدحمت سوريا بأكثر 2018 حتى عام ألـــف مـقـاتـل مـــن «الـــحـــرس الـــثـــوري» 150 مـــن الإيـــرانـــي، وعـنـاصـر «حــــزب الــلــه» اللبناني، ومـيـلـيـشـيـات عــراقــيــة، وفـــق تــقــديــرات أمنية عراقية وسورية. بدا أن الجيش التابع للنظام الـسـوري السابق أقـل حجما من كل الحشود حــدث 2023 الأجـــنـــبـــيـــة. وبـــحـــلـــول ديــســمــبــر شيء ما، وسمح «الحرس الثوري» الإيراني بـمـغـادرة مجموعات شيعية بعد مـشـاورات مع الأســـد. قيل على نطاق واســع إن «صفقة إقليمية قادت إلى هذا التحول الميداني». مـــــع انــــســــحــــاب جــــــزء مـــــن المــيــلــيــشــيــات ،2023 الإيـرانـيـة وحلفائها مـن سـوريـا عــام كــــان نـــظـــام بـــشـــار الأســـــد يـــحـــاول اســتــعــادة مـقـعـده فــي الـجـامـعـة الـعـربـيـة. وتـطـلـب ذلـك منه الكثير مـن الـوقـت حتى يمهد لانـدمـاج شبه مستحيل مع العالم العربي، لم ينجح في النهاية. ومــــــع بــــــدء عـــمـــلـــيـــات «ردع الـــــعـــــدوان» ، تقلص عـــدد الـجـمـاعـات 2024 فــي نـوفـمـبـر الإيـرانـيـة فـي سـوريـا إلــى بضعة آلاف، لكن عودة الأسد لم تكتمل. مـــــع تــــحــــرك فـــصـــائـــل المــــعــــارضــــة نـحـو دمشق، كان الشعور السائد بأن الجماعات الشيعية تتحرك لسد نقص لـم تنتبه إليه. ، تسلل العشرات 2024 في الثاني من ديسمبر مـن المسلحين ليلا عبر طريق عسكري غير رســــمــــي إلــــــى الأراضـــــــــي الــــســــوريــــة، وأوقــــــف طـيـران أميركي طريقهم بقصف أرتـــال قرب الـبـوكـمـال. بعد ذلـــك، كــان واضـحـا أن الذين تحمسوا لدخول سوريا تراجعوا عن الفكرة. في صباح اليوم التالي سيطرت قوات بلدة في حماة، 14 المعارضة السورية على وباتت تتفرغ لمعركة حمص. يومها أعلنت كتائب «حزب الله» العراقية أن «الوقت مبكر لاتـــخـــاذ قـــــرار إرســـــال الـــدعـــم الــعــســكــري إلــى سوريا». ويـــــقـــــول مـــــســـــؤول فـــــي فـــصـــيـــل شـيـعـي مـسـلـح إنــــه ســــأل مـــرؤوســـيـــه فـــي بـــغـــداد عن «عمليات ردع الــعــدوان» فـي أيامها الأولــى. قـالـوا لـه: «اطـمـئـن... قـد تسقط سـوريـا (بيد المـــــعـــــارضـــــة)، لـــكـــن دمــــشــــق بـــاقـــيـــة (يــقــصــد بـيـد الأســــــد)». ويــضــيــف: «بــعــد أســـبـــوع، لم نستوعب ما حدث». قــبــل وصـــــول المـــعـــارضـــة الـــســـوريـــة إلــى حمص، كانت المجموعات الشيعية ترجح أن الأمر سيتوقف هناك. يقول قيادي في فصيل شيعي إن «تقارير استخبارية اطلع عليها مسؤولون في جهاز الأمن الوطني العراقي، وقـــيـــادة الــحــشــد الــشــعــبــي، وقـــــادة فـصـائـل، أفــــادت بـــأن الــــروس والإيـــرانـــيـــن سيوقفون زحف المعارضة، وأن مدينة حمص ستكون النقطة الفاصلة». لم يستخدم الـروس تفوقهم الجوي إلا بشكل محدود. ومع تحرك فصائل المعارضة ديـسـمـبـر 6 مـــن حـــمـــاة بـــاتـــجـــاه حــمــص فـــي ، كــانــت طـــائـــرات يُــعـتـقـد أنــهــا روسـيـة 2024 ضربت جسر «الرستن» الرابط بين المدينتين بقوة تدميرية لا تمنع عبور الأرتال. لاحــــقــــا، أظــــهــــرت لـــقـــطـــات مــــصــــورة مـن الجو أن الروس احتفظوا بطائرات سوخوي المـــــــزودة بـــالـــصـــواريـــخ فـــي قـــاعـــدة حميميم دون استخدامها، وعبرت فصائل المعارضة الــجــســر إلــــى حــمــص الـــتـــي أضـــحـــت مــحــررة .2024 ديسمبر 7 بالكامل بحلول فجر الآن، بات كثيرون من «محور المقاومة» أكـثـر قـنـاعـة بـــأن الــزحــف الـسـريـع للفصائل ليس مجرد مناورة. يقول القيادي الشيعي إنهم فـي تلك اللحظة فهموا أن «الإيرانيين شاركوا معنا مواقف متضاربة (...) ربما تم خداعهم». لـــقـــد بـــقـــي الـــــســـــؤال عــــن أدوار طـــهـــران وموسكو غامضاً. لم تمتلك فصائل شيعية أجوبة حاسمة في الأشهر القليلة التي تلت هــــروب الأســـــد. الـــيـــوم، يـعـتـقـد الــفــرطــوســي، المتحدث بـاسـم «كتائب سيد الـشـهـداء»، أن «المـــوقـــف الـــروســـي والإيــــرانــــي لـــم يـتـغـيـر إلا بعد أن تراجع نظام الأسـد، وانهارت القوى المـــاســـكـــة لــــــــأرض، وتـــحـــولـــت المـــعـــركـــة إلـــى مواجهة مع شعب»، وفق تعبيره. لـكـن مــصــادر مــن فـصـائـل كـانـت نشطة تحدّثت عن «قرار 2013 في سوريا منذ عام اتــخــذتــه إيـــــران مـبـكـرا بــعــدم خـــوض معركة فــي ســوريــا بـسـبـب حــســابــات إقـلـيـمـيـة أشـد تـعـقـيـداً». تـقـول المـــصـــادر إن «إيـــــران لــم تكن متأكدة من نتائج لصالحها في حال واجهت زحـف المـعـارضـة، لأنها اكتشفت متأخرة أن موسكو باتت تتصرف لوحدها في سوريا». فـــي الــنــهــايــة، بـــدا أن أقـــطـــاب الـتـحـالـف بـــن مــوســكــو وطــــهــــران والأســــــد يـنـفـصـلـون عـــن بــعــضــهــم، ويـــتـــخـــذون قـــــــرارات مـيـدانـيـة متباعدة، سمحت بتقدم سريع للمعارضة، وهــــــــــروب أســــــــرع لـــــأســـــد. لــــكــــن الأكـــــيـــــد مــن وجهة نظر القيادي الشيعي أن «الجماعات العراقية لـم تكن فـي صلب نقاشات أفضت إلى ما حدث في النهاية». فــي تـلـك الـلـحـظـة، كـــان أكــثــر مــن عشرة فــصــائــل عــراقــيــة قـــد أمـــضـــت أكـــثـــر مـــن عشر سنوات في الجبهة السورية، تورط خلالها آلاف المسلحين في بحر من الدماء. و«تدور الدوائر» ديـسـمـبـر 8 فـــي الـــســـادســـة فـــجـــراً، يــــوم ، كتب رئيس الـــوزراء العراقي الأسبق 2024 عــــادل عـبـد المــهــدي رســالــة عـبـر «إكــــس» قـال فيها: على الـبـاغـي تـــدور الـــدوائـــر. ثـم طغت أجــــــــواء الـــصـــدمـــة عـــلـــى الــــقــــوى الــســيــاســيــة الشيعية في بغداد. يــــومــــان بـــعـــد الـــتـــحـــريـــر، تـــكـــون جـمـيـع الــفــصــائــل قـــد غــــــادرت الأراضـــــــي الـــســـوريـــة، ،2024 ديسمبر 12 والأســد في موسكو. في ظهر نوري المالكي وهو زعيم «ائتلاف دولة القانون» وكان حليفا قويا للأسد لسنوات، ليصرح بــأن «الــهــدف مما حــدث فـي دمشق هو تحريك الشارع في بغداد». وانفجر الرأي العام بالأسئلة عما حدث. حــــــاول المـــجـــتـــمـــع الـــســـيـــاســـي الـشـيـعـي فـي بـغـداد استيعاب الـصـدمـة، ونشطت في الـكـوالـيـس نـقـاشـات عــن «مستقبل الشيعة في العراق»، طغى عليها ارتباك شديد، وفق شــهــادات أشــخــاص شــاركــوا فــي اجتماعات خاصة عقدت في الأسابيع التي تلت هروب الأسد. وتـــحـــدث هــــؤلاء أن صــنــاع قــــرار شيعة لـــم يـــجـــدوا أجـــوبـــة عــمــا حــــدث فـــي ســـوريـــا، ودور إيـــران فيه، وواجـــه كثيرون صعوبات في الإجابة عن سـؤال كيف سيتغير العراق والمنطقة بعد الأسد؟. يقول أحد المشاركين في جلسة خاصة إن 2025 ) عـقـدت فــي يـنـايـر (كـــانـــون الــثــانــي الأزمـــة فـي سـوريـا لا تتعلق بـهـروب الأســد، وانكسار «محور المقاومة»، بل إنها بالنسبة لـ«العراقيين الشيعة تتعلق بإعادة تعريف دورهــــــم بــعــد ســـقـــوط تــحــالــفــات وتــــوازنــــات قديمة». وظــــــــهــــــــرت أعـــــــــــــــراض جـــــانـــــبـــــيـــــة لــــهــــذه النقاشات الصعبة على الجماعات الشيعية. وروّج كثيرون مـن بيئة «المـقـاومـة» لمشروع «الفيدرالية الشيعية» التي تمتد من سامراء إلى البصرة، على بحر من نفط. سرعان ما اضمحلت الفكرة مثل رماد بارد. وتـصـاعـد حـديـث جــاد عـن «الحاكمية الشيعية». يـقـول قـيـادي فـي فصيل مسلح إن «الـــــقـــــوى الـــشـــيـــعـــيـــة كــــانــــت تــــركــــز خـــال الأشــــــهــــــر المـــــاضـــــيـــــة عــــلــــى تــــقــــويــــة الــــوضــــع الـــداخـــلـــي، وتــعــزيــز حــضــورهــا فـــي الـحـيـاة السياسية، وهذا ما يفسر المشاركة الفاعلة نوفمبر 11 في الانتخابات التي أجريت في ، وفــــوز فـصـائـل مـسـلـحـة بـمـقـاعـد في 2025 مجلس النواب الجديد». يــــبــــدو أن جـــمـــيـــع الـــــذيـــــن قــــاتــــلــــوا فــي سوريا فــازوا بمقاعد في البرلمان الجديد. لــقــد حـصـلـت حــركــة «عــصــائــب أهـــل الــحــق» مــقــعــدا 28 بـــزعـــامـــة قـــيـــس الـــخـــزعـــلـــي عـــلـــى داخل البرلمان، وفازت منظمة «بدر» بزعامة مقعداً، وحصلت كتلة 18 هـادي العامري بــ «حـــقـــوق»، الــتــابــعــة لـــ«كــتــائــب حـــزب الــلــه»، عــلــى ســتــة مـــقـــاعـــد، بـيـنـمـا حــصــلــت قـائـمـة تــابــعــة لـــ«كــتــائــب الإمـــــام عـــلـــي» عــلــى ثـاثـة مقاعد، وحصل تحالف «خـدمـات» بزعامة شبل الزيدي على تسعة مقاعد. ويطرح هـؤلاء اليوم مشروعا انتقاليا يــقــوم عـلـى أدوار شـيـعـيـة جـــديـــدة، يتقدمه طموح متنام لدى قـادة مثل قيس الخزعلي لصياغة مظلة تحمي الجماعات الشيعية من التفكك عبر حضور أثقل في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية معاً. ، سئل الخزعلي 2025 ) وفي مارس (آذار عــــن ســــوريــــا الــــجــــديــــدة. وقـــــــال إن «الــــدولــــة الـــعـــراقـــيـــة مـــن واجـــبـــاتـــهـــا ومــــن مصلحتها أن تـــتـــعـــامـــل مـــعـــهـــا مـــــا دامــــــــت تـــلـــك الــــــدول والحكومات تمثل دولها». ويقول قيادي شيعي إن لحظة هروب بشار الأسد لم تكن حدثا في سوريا بقدر ما كانت زلزالا في الوعي الشيعي داخل العراق؛ إذ دفـــعـــت الـجـمـيـع إلــــى إعــــــادة الـتـفـكـيـر في شكل التحالفات التي حكمت الإقليم لأعوام طويلة. لكن خلف هـذا التحول تبرز أسئلة مـعـلّــقـة، وشـــكـــوك حـــول «مـسـتـقـبـل الـنـظـريـة الإيــــرانــــيــــة ذاتـــــهـــــا» بـــعـــدمـــا بــــــدأت تــتــعــرّض لاخـتـال كبير بعد أربـعـة عـقـود مـن النفوذ المـــتـــواصـــل فـــي المــنــطــقــة. يـــقـــول الـــقـــيـــادي إن «الجواب لم ينضج بعد». (أ.ف.ب) 2024 مطار دمشق بعد هروب بشار الأسد في ديسمبر شكلت الساعات التي سبقت هــروب بشار الأســد من نقطة تحول في 2024 ) ديسمبر (كانون الأول 8 دمشق في توازنات الإقليم؛ إذ وجدت ميليشيات عراقية نفسها أمام انهيار خاطف لم تستعد له. وترافق تقدم فصائل المعارضة الـسـوريـة نحو العاصمة مـع قــــرارات متباعدة بـن طهران وموسكو والنظام السوري السابق بعدم خوض المعركة، ما أدى إلى انسحاب غير منسق للقوى الموالية لإيـران، وترك حلفائها العراقيين في حالة صدمة وتساؤل. فــي بـــغـــداد، تـحـولـت هـــذه الــتــطــورات إلـــى لـحـظـة ارتــبــاك سـيـاسـي عـمـيـق داخــــل الـبـيـئـة الـشـيـعـيـة، فــتــجــدّد الـنـقـاش حول موقع العراق في الإقليم، ودور الفصائل داخل الدولة، ومستقبل العلاقة مع إيران. ، برزت 2025 ومع صعود القوى المسلحة في انتخابات مـشـاريـع لإعــــادة تـرتـيـب الـنـفـوذ الـسـيـاسـي تـحـت مــا بـات يـوصـف بـ«الحاكمية الشيعية». ومــع ذلـــك، تبقى الأسئلة الكبرى حــول مـا بعد الأســـد، وحـــدود التحالفات القديمة، وهشاشة المـعـادلات الإقليمية، بـا إجـابـات واضـحـة حتى الآن. أول تواصل حكومي عراقي مع «تحرير الشام» على أسوار دمشق... وفصائل تكتشف «الخطة» متأخرة لندن: علي السراي اجتماع سابق لقوى «الإطار التنسيقي» العراقي بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني (وكالة الأنباء العراقية) «الإيرانيون والروس أخفوا معلومات عن المجموعات العراقية في سوريا عشية هروب الأسد»
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky