issue17179

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 21 Issue 17179 - العدد Wednesday - 2025/12/10 الأربعاء «نور»...وثائقي ينصف أسطورة نادي الاتحاد السعودي لـم يكن دخـولـه إلــى قـاعـة السينما دخول نجم يشاهد فيلما عن نفسه، بل دخــول أسـطـورة إلــى مساحة أخــرى من التأثير. حـن ظهر لاعـب الـكـرة السابق بــنــادي الاتـــحـــاد محمد نـــور عـلـى عتبة قــــاعــــة الــــعــــرض فــــي مــــهــــرجــــان «الـــبـــحـــر الأحمر السينمائي»، بدا المشهد مختلفا عن كل ما سبقه في المهرجان: جمهور يقف، وتصفيق طويل، وهتافات كأنها آتــيــة مــن مـــدرجـــات مـلـعـب لا مــن مقاعد سينما، وصور وقمصان صفراء تحمل .18 ...ً رقما لم يعد رقما عاديا وســـــط هـــــذا المـــشـــهـــد، وقـــــف مـحـمـد نـــــور، واضـــعـــا يــــده عــلــى صــــــدره، وقـــال بصوته المنخفض الــواثــق: «الحمد لله عــلــى كـــل حـــــال». جـمـلـة بــــدت هــنــا أبـعـد من لازمة عابرة، وكأنها تختصر فيلما كاملاً، بل حياة متقلبة ما بين الصعود والانكسار. عرض استثنائي... وفيلم خارج التصنيفات كـــــان فــيــلــم «نــــــــور» الـــوثـــائـــقـــي، مـن إخــــــــــــراج عــــمــــر المــــــقــــــري وإنـــــــتـــــــاج ســعــد تــــركــــســــتــــانــــي، الــــعــــمــــل الــــوحــــيــــد ضــمــن قائمة أفــام المهرجان الــذي تبدّلت معه طبيعة الحضور. هنا، لم يأت الجمهور لاكـتـشـاف قـصـة مـجـهـولـة، بــل ليُصافح ذاكرته، ويعيد مشاهدة زمن عاشه هدفا بعد هدف، وانتصارا بعد آخر. هـــذا الــعــرض الـعـالمـي الأول لــم يكن احـــتـــفـــاء بـــاعـــب كـــــرة قـــــدم فـــحـــســـب، بـل بتجربة إنسانية تقف على الحد الفاصل بين الفن والرياضة؛ بين الملعب بوصفه مسرحا حياً، والسينما بوصفها سجلا للذاكرة. وفـــي هـــذا الـسـيـاق، يـوضـح المـخـرج عمر المقري لـ«الشرق الأوسط» أن الرهان الأســاســي فــي الـعـمـل لــم يـكـن تقنياً، بل كـــان تـوثـيـقـيـا، مـــؤكـــدا أن الأرشـــيـــف هو العمود الفقري للفيلم الوثائقي. ويشير إلـــى أن جـــودة الــصــورة لــم تـشـكّــل عائقا أمــــام اســتــخــدام المـــــواد الــقــديــمــة، مـــا دام كـان الصوت واضحاً، لأن هـذه اللقطات - بـحـسـب تـعـبـيـره - أصـبـحـت جــــزءا من المــــاضــــي، وقـيـمـتـهـا تــكــمــن فـــي صـدقـهـا الزمني لا في صفائها البصري. من حي الطندباوي... تبدأ الحكاية يـــفـــتـــتـــح الـــفـــيـــلـــم مــــشــــاهــــده الأولــــــى بـمـحـمـد نــــور خـــارجـــا مـــن غـــرفـــة تـبـديـل الملابس، في لقطة تختصر المعنى كله: لاعــــب لا يـــــزال يُــســتــقــبــل بــالــهــتــاف قبل دخول الملعب، مهما تغيّر الزمن. ثم يعود السرد إلى حي الطندباوي فــي مـكـة المــكـرمـة، حـيـث الـنـشـأة الأولـــى، والــــحــــارة الـــتـــي لـــم يـــغـــادرهـــا نــــور حتى الـيـوم. أصـدقـاء الطفولة، وعلى رأسهم رعد الهاشمي، يستعيدون صورة الفتى المتواضع الذي لم تغيّره الشهرة، بينما يروي شقيقه آدم نور، الحارس السابق، تفاصيل البيت الأول الـذي تشكّلت فيه الـــصـــابـــة. ويــســتــدعــي الــصــحــافــي عبد الله فلاتة ذاكرة البدايات، حين كان يرى نــور لاعـبـا ناشئا قبل أن يصبح الاسـم الـذي تتوقف عنده شاشات التلفزيون، بالتوازي مع حديث حامد مؤذن، رئيس نادي حراء السابق، عن الانطلاقة الأولى قبل الانتقال إلى محطة الاتحاد. ... إلى الرقم المحجوب 8 من الرقم في بداياته مع الاتحاد، حمل محمد ، وهــو رقـــم كــان - كما يـروي 8 نــور الـرقـم الفيلم - محل قناعة الجميع بأنه يحمل سيرة مقبلة. ومـع الصعود السريع في ،1997 نهاية التسعينات، وتحديدا عـام بدأت تتشكل شخصية القائد. هـــــــدف خـــلـــيـــجـــي لا يُــــنــــســــى، بـــــروز ، ثم تحوّله 18 نجومية، انتقال إلى الرقم إلــى رمـــز. الـرقـم الـــذي قــرر نـــادي الاتـحـاد حجبه رسميا تكريما للاعب، في سابقة نادرة في الكرة السعودية، ليصبح الرقم شاهدا لا يُستعار. ويشرح المقري أن بناء هذه المرحلة اعتمد على خط زمني دقيق لمسيرة نور، سنة بسنة، موضحا أن فهم القصة هو المفتاح الحقيقي للوصول إلى الأرشيف، لا العكس. تــتــحــول قـــاعـــة الـسـيـنـمـا إلــــى مـــدرج لمــــشــــاهــــدة الأهـــــــــــــداف. الــــــصــــــراخ يــــعــــود، والتصفيق يتكرر، والهتافات تعلو، كأن الـجـمـهـور لا يـشـاهـد أرشـيـفـا بــل مـبـاراة حيّة. ومـن أكثر اللحظات تأثيراً، واقعة ، حـــن رفـض 1997 حــــادث الــســيــارة عـــام نور الذهاب إلى المستشفى رغم إصابته فـــي الـــــــرأس، مــفــضــا الــلــعــب أمـــــام فـريـق الأهلي في اليوم التالي. تتداخل الصورة مع صوت الجماهير وهي تردد «يا الله على بابك يا كريم». فتتحول الواقعة من خبر ريـاضـي إلــى مشهد درامـــي مكتمل الأركان. القائد الذي صعد... ثم اصطدم يــقــدّم الـفـيـلـم محمد نـــور كـمـا عرفه الـــجـــمـــهـــور بـــأنـــه لاعـــــب وســـــط هــجــومــي بــــقــــدرات قــيــاديــة اســتــثــنــائــيــة، ذو رؤيـــة واسعة، وتمريرات دقيقة، وسيطرة نادرة على إيـقـاع المـــبـــاراة. الألــقــاب لا تُحصى: ثـمـانـيـة ألــقــاب لـــلـــدوري، ولـقـبـان لـــدوري أبــطــال آســيــا، وكــــؤوس محلية، وتمثيل 2002 المملكة فـي كــأس العالم بنسختي . لكن السرد لا يتوقف عند القمم. 2006 و يدخل إلى المنطقة الأكثر حساسية، حين تـتـحـول الـعـاقـة مــع الـــنـــادي إلـــى صـــدام. يقول نور بمرارة: «عدو الاتحاد كان من داخل الاتحاد». إجـــازة تحولت إلــى أزمـــة، وخـافـات إدارية، وطلب فسخ عقد، ثم رحيل صادم عن الفريق الذي شكّل هويته الكروية. لـم يكن الـبُــعـد طــويــاً. مـوسـم واحـد مع النصر أضاف لقبَي الدوري والكأس، قــبــل أن يـــعـــود نــــور إلــــى «بــيــتــه الأول». عــــودة لـــم تُـــلـــغ الـــخـــاف، لـكـنـهـا أكــــدت أن العلاقة بين اللاعب والنادي عصيّة على القطيعة. فــــي الـــفـــصـــل الأكــــثــــر جـــــــدلاً، يـتـوقـف .2015 الفيلم عند قضية المنشطات عـام أربـع سنوات إيقاف، ونتائج متضاربة، وانـقـسـام جماهيري، ثـم تبرئة لاحـقـة لا تمحو الأثر. ويؤكد المخرج عمر المقري أن تناوله للقضية جـاء دون رأي شخصي أو تبرير، معتمدا على مـا قدمه الإعــام في حينه، إيمانا منه بأن الوثائقي يفقد مصداقيته إذا تجاهل اللحظات الجدلية، خصوصا لجيل لم يعش تلك المرحلة. حين تلتقي السينما بالملعب لا يـعـيـد «نـــــور» كـتـابـة ســيــرة لاعـب فــحــســب، بـــل يـعـيـد تــعــريــف عـــاقـــة الـفـن بــالــريــاضــة. يـثـبـت أن المـلـعـب قــــادر على إنتاج درامــا حقيقية، وأن اللاعب يمكن أن يكون بطلا سينمائيا دون افتعال. فـــي «مـــهـــرجـــان الــبــحــر الأحــــمــــر»، لم يكن محمد نـور ضيف شــرف، بـل ذاكـرة حيّة جعلت قاعة سينما تهتف كما لو كانت مدرجاً. وفي النهاية، تبقى الجملة التي افتتحت العرض وختمت الحكاية: «الـــحـــمـــد لـــلـــه عـــلـــى كــــل حــــــــــال...». جـمـلـة تـخـتـصـر ســـقـــوطـــا، وصــــعــــوداً، وصـــبـــراً، وحياة تستحق أن تُروى... لأكثر من ألف ليلة وليلة. محمد نور وفريق عمل الفيلم على السجادة الحمراء في العرض الخاص جدة: أسماء الغابري تحولت قاعة السينما إلى مدرج لمشاهدة الأهداف. الصراخ يعود، والتصفيق يتكرر، والهتافات تعلو ملصق الفيلم المخرجة السعودية تعترف: «أفلامي للمهرجانات»... وتحلم بالقائمة القصيرة للأوسكار : «هجرة» يكسر نموذج المرأة الواحدة شهد أمين لـ بين حضور دولي، بدأ مع فيلم «سيدة ، وصـــــــولا إلـــــى اخــتــيــار 2019 الـــبـــحـــر» عـــــام فيلمها الجديد «هجرة» لتمثيل السعودية ، تـبـدو المخرجة 2026 فــي سـبـاق الأوســـكـــار الـــســـعـــوديـــة شــهــد أمــــن أكـــثـــر وضـــوحـــا في صــيــاغــة رؤيـــتـــهــا الـسـيـنـمـائـيـة، خـــاصـــة أن الـفـيـلـمـن يـتـقـاطـعـان فـــي الـــســـرد الــنــســوي، حيث يقدمان نظرة لأحـوال المـرأة ومعالجة عميقة لقصصها. وفـــــي حــــــوار أجــــرتــــه مــعــهــا لــــ«الـــشـــرق الأوســـط» من داخــل مهرجان البحر الأحمر الـسـيـنـمـائـي بـــجـــدة، حــيــث يـــشـــارك فيلمها فــي المـسـابـقـة الـرسـمـيـة، جـــاء الـــســـؤال الأول عـــن هــــذا الـــتـــقـــاطـــع، لــتــجــيــب: «كـــنـــت واعــيــة تماما وأنـا أعمل على (هجرة)، فأنا لا أريد تكرار نفسي، ولا تقديم فيلم يشبه (سيدة البحر)... أردت أن أكتب من نقطة مختلفة، من اللحظة التي نعيشها الآن، ومن السؤال الذي يشغلني شخصياً: ما الذي أريد قوله للعالم اليوم؟». نساء الأجيال الثلاثة أمــــن، الــتــي تــقــدم فـــي «هـــجـــرة» رحـلـة أجـــــيـــــال، تـشـيـر 3 المــــــــرأة الـــســـعـــوديـــة عـــبـــر إلـــى انـزعـاجـهـا مــن الـفـكـرة الـــدارجـــة الـيـوم حــول تصوير «المـــرأة المـعـاصـرة» بوصفها الــنــســخــة الـــوحـــيـــدة الــصــحــيــحــة، وكــأنــهــا جاءت لتُصحّح أخطاء الأجيال السابقة من الأمـهـات والـجـدات وكـل النساء السابقات، مضيفة: «شعرت أن هذه النظرة فيها قدر من النرجسية». وتتابع: «نحن نرى الحياة اليوم من منظور معاصر ومختلف جذرياً، لكن هذا لا يعني أن تفكيرنا هو الصحيح وتفكيرهن هو الخطأ... كنت أريد أن أعطي حقا للنساء اللواتي جئن قبلنا». وتمضي لشرح رؤيتها التي تشكلت فـي «هــجــرة» قـائـلـة: «أردت أن أقـــدم أجيال النساء من دون أحكام... نعم، هناك صراع بـن الأجــيــال، لكنه صــراع ينتهي بتفاهم، وبــــــــــــإدراك أن اخـــتـــافـــنـــا طـــبـــيـــعـــي ولـــيـــس تهديداً. اليوم، العالم كلّه يضغط ليجعلنا نـمـوذجـا واحــــداً، وفـكـرة واحــــدة... بمعنى: إذا لـــم تـشـبـهـنـي فـــأنـــت مــخــطــئ أو شـريـر أو مــريــض. بينما الحقيقة أنـنـا يمكن أن نختلف، ونظل نتقبّل بعضاً». «هجرة»... الحكاية العميقة حضرت «الشرق الأوسط» عرض فيلم «هـجـرة» فـي المـهـرجـان، حيث شهد إقبالا كـبـيـرا وبـيـعـت الـتـذاكـر بـالـكـامـل، والفيلم الـــــــذي يــــأتــــي مــــن بـــطـــولـــة خـــيـــريـــة نـظـمـي ونــــــواف الــظــفــيــري والــــوجــــه الــصــاعـــد لمــار ، حين تقرر 2001 فـادن، تعود قصته لعام الـــجـــدة اصــطــحــاب اثــنــتــن مـــن حـفـيـداتـهـا لأداء فريضة الحج، وبعد أن تتوه واحدة مــنــهــمــا، تـــقـــرر الــــجــــدة فــــي لــحــظــة صـعـبـة أن تـــتـــرك الـــحـــج وتـــبـــحـــث عــــن حـفـيـدتـهـا الضائعة، وخــال الرحلة يتكشف الكثير من الأسرار. شــــهــــد أمـــــــن حـــــرصـــــت عــــلــــى إظــــهــــار واقـــعـــيـــة الـــعـــاقـــة الإنـــســـانـــيـــة بــــن الـــجـــدة والـحـفـيـدة، بـعـيـدا عــن الـــحـــوارات المطولة والـتـعـابـيـر المــبــالــغ بــهــا، حـيـث بــــرزت لغة العيون والإيماءات بشكل أكبر في أداء كل شخصية، كما أظهرت تفاصيل ما يحدث حـــول رحــلــة الــحــج ذاتـــهـــا، والـشـخـصـيـات الـهـامـشـيـة الـتـي تعيش عـلـى بـيـع السبح وماء زمزم وتوصيل الحجاج، والطقوس التي تعصف بالمكان في تلك الفترة الغنيّة بـالـقـصـص والأحــــــــداث، مـــا يـجـعـلـه فيلما ينحاز للعمق وصدق التجربة. الأوسكار... الواقعية قبل الحلم وبواقعية شـديـدة، تجيب أمـن حول ســــؤالــــهــــا عـــــن فــــــرص فـــيـــلـــم «هـــــجـــــرة» فـي الـــوصـــول إلـــى الـقـائـمـة الـقـصـيـرة ومـــن ثم النهائية للأوسكار، قائلة، «دعينا نقول إن الوصول إلى القائمة القصيرة هو الخطوة الأهـــم... وبصراحة، كل مخرج يكون لديه قــــدر مـــن الـــتـــفـــاؤل فـــي هــــذه المـــرحـــلـــة، لكن يجب أن نكون واقعيّين؛ لأن الوصول إلى الأوسكار لا يعتمد فقط على جودة الفيلم، بل يحتاج أيضا إلى حملة إعلامية ضخمة في لوس أنجليس». وتستكمل حديثها: «نتمنى الوصول إلــــــى الـــقـــائـــمـــة الــــقــــصــــيــــرة، لـــكـــنـــي أرى أن الــــوصــــول إلـــــى الـــقـــائـــمـــة الــنــهــائــيــة صـعـب جداً... ومع ذلك، لم لا؟ نقول إن شاء الله... في هـذا العام أفــام عربية جميلة وقوية، وجودتها عالية، وأتوقع أن يصل أحدها إلى الأوسكار... نتمنى أن نكون نحن، لكن قد يكون فيلما عربيا آخر، لا أحد يعلم!». أفلام المهرجانات أم السينما التجارية؟ ولأن أفـــام شـهـد أمـــن دائــمــا حـاضـرة فــي المـهـرجـانـات السينمائية بـخـاف دور الـــعـــرض الــتــجــاريــة، تـحـتـم عـلـيـنـا سـؤالـهـا إن كانت مخرجة لأفـام المهرجانات، لترد: «بصراحة، نعم. أفلامي تُصنَّف عادة ضمن أفلام المهرجانات، صحيح أن (سيدة البحر) عُـــرض فـي صـــالات السينما، لكن حضوره كان أفضل في المهرجانات». وتــــرى أمـــن أن هــنــاك فــرقــا كـبـيـرا بين أفـــــام شـــبـــاك الـــتـــذاكـــر والأفــــــام الـــتـــي تُـــقـــدَّم لــلــمــهــرجــانــات، وعــــن ذلــــك تـــقـــول: «الأفـــــام التجارية تستهدف السوق مباشرة، وتُبنى عــلــى فــــورمــــات مـــعـــروفـــة تــشــبــه مـــا اعــتــدنــا عليه في السينما الأميركية أو نوع الأفلام الــخــفــيــفــة الـــتـــي يـــعـــرف الـــجـــمـــهـــور شـكـلـهـا مسبقاً، بحيث يدخل المشاهد الفيلم وهو يــعــرف تـقـريـبـا الإيـــقـــاع المــتــوقــع، والـنـهـايـة المحتملة، والمشاعر التي سيخرج بها». وتـــضـــيـــف: «أفــــــام المـــهـــرجـــانـــات شــيء آخر... فهي أفلام تحاول أن تأخذ الجمهور فــــي رحـــلـــة مــخــتــلــفــة، بــتــجــربــة بـــصـــريـــة أو ســـــرديـــــة غــــيــــر مـــــألـــــوفـــــة. لـــيـــســـت مــصــمــمــة لاسترضاء الجميع، وقـد لا تحظى بقبول واســــع، لكنها دائــمــا تحمل طـبـقـات وعمقا وتجريبا أكبر من الأفــام التجارية، ولهذا الــســبــب نــجــد المــهــرجــانــات تـبـحـث عـــن هــذا الـــنـــوع مـــن الأعــــمــــال؛ لأنـــهـــا تـضـيـف صـوتـا جديدا وشكلا جديدا للسينما». وبـــــالـــــســـــؤال عـــــن طــــــرح «هــــــجــــــرة» فـي صـــالات السينما الـسـعـوديـة، تكشف أمـن عن أن الموعد «قريب جـداً»، وقد يكون «في تـقـريـبـا»، لكنها تـؤكـد أن 2026 مطلع عـــام القرار يعود للموزّعين والمنتجين. وتضيف: «الـــحـــلـــم الــحــقــيــقــي لأي صــــانــــع أفـــــــام هـو تحقيق المعادلة الصعبة: فيلم يحمل عمقا فكريا وشـاعـريـة، وفــي الـوقـت نفسه يمنح الجمهور تجربة ممتعة ومؤثرة... إذا نجح (هجرة) في ذلك فسأكون ممتنّة جداً». المخرجة العربية... خارج القوالب وعـنـد الحديث عـن حـضـور المخرجات العربيات، من هيفاء المنصور إلى كوثر بن هنية ونـاديـن لبكي وشيرين دعيبس، في المهرجانات الدولية، تـرى أمـن أن الصورة أكثر تعقيدا مما يبدو، قائلة: «فـي الغرب، وخــصــوصــا فـــي أمــيــركــا، تـعـمـل المـخــرجـات غـالـبـا فـــي مـسـاحـة الـسـيـنـمـا المـسـتـقـلـة؛ لأن الــســيــنــمــا الـــتـــجـــاريـــة مــــا زالــــــت ذكـــــوريـــــة... الـقـصـص يكتبها رجــــال، ويُــنـتـجـهـا رجـــال، وتُساق ضمن قوالب مألوفة». وتـــشـــيـــر إلــــــى أن الـــســـيـــنـــمـــا المــســتــقــلــة تـــمـــنـــح المــــخــــرجــــات مـــســـاحـــة أكــــبــــر لــتــقــديــم رؤيـة مختلفة، مضيفة: «في العالم العربي الـــيـــوم، عـــدد المــخــرجــات الــشــابــات أكــبــر من عـــــدد المـــخـــرجـــن، ولــــهــــذا نــــراهــــن كـــثـــيـــرا فـي المـــهـــرجـــانـــات الـــعـــالمـــيـــة... الــبــعــض يــظــن أن وجــــود المـــــرأة فـــي هـــذه المــنــصــات هـــو مـجـرد (مجاملة)، وهــذا غير صحيح إطـاقـا... كل الأسماء التي نراها - من الخليج إلى شمال أفريقيا - قدّمت أفلاما تستحق مكانتها». وتختم المخرجة شهد أمين حديثها بالقول: «دائــمــا مـا يُسألني الــنــاس: مـا الصعوبات الـــتـــي واجـــهـــتـــهـــا لأنـــــك امــــــــرأة؟ الــحــقــيــقــة أن المــخــرجــات الــســعــوديــات والــعــربــيــات الـيـوم أكـثـر حــضــورا مــن نظيراتهن فــي أوروبـــــا... وأنا فخورة جدا بذلك». جدة: إيمان الخطاف فيلم هجرة يتناول العلاقات المتشابكة بين أجيال من النساء (الشرق الأوسط) شهد أمين في مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky