issue17179

10 أخبار NEWS Issue 17179 - العدد Wednesday - 2025/12/10 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT الرئيس الأميركي يشن أكبر هجوم على الأوروبيين ويدعو كييف لانتخابات جديدة تعقيدات أوروبية تُربك خطة ترمب لوقف حرب أوكرانيا بــــــــــرزت خــــــــال الــــــســــــاعــــــات المــــاضــــيــــة مــــــؤشــــــرات جـــــديـــــدة عــــلــــى تــــعــــقّــــد المــــســــار الـــدبـــلـــومـــاســـي المـــتـــعـــلـــق بــخــطــة الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي دونـــالـــد تـــرمـــب لإنـــهـــاء الــحــرب فــــي أوكــــرانــــيــــا، بـــعـــد أن قــــــدّم تــــرمــــب، فـي مقابلة مطوّلة مـع صحيفة «بوليتيكو»، أكـــثـــر تـــصـــريـــحـــاتـــه حــــــدّة تـــجـــاه الــحــلــفــاء الأوروبــــــيــــــن، مـــنـــتـــقـــدا ضـــعـــف قـــيـــادتـــهـــم، ومـشـدّدا على أن روسيا «فـي موقع أقوى بوضوح» من أوكرانيا. وقـــد تــزامــن ذلـــك مــع مــســاع أوكـرانـيـة حثيثة لــشــرح الـنـسـخـة المــعــدّلــة مــن خطة الــســام، مــع وصـــول الـرئـيـس فولوديمير زيـلــيـنــسـكـي إلـــــى رومــــــا لمـــواصـــلـــة حـمـلـتـه الدبلوماسية وتثبيت الخطوط الحمراء الــتــي تـتـمـسّــك بــهــا كــيــيــف، وعــلــى رأســهــا رفـــض الــتــنــازل عــن أي جـــزء مــن الأراضــــي الأوكرانية لصالح موسكو. هـــــذه الــــتــــطــــورات، الـــتـــي جــــــاءت قـبـل تقديم كييف رسميا نسختها المعدّلة من الـخـطـة إلـــى واشــنــطــن، دفــعــت المـسـؤولـن الأوروبـــــيـــــن إلـــــى الـــتـــحـــرك بــكــثــافــة خـــال اليومين الماضيين، فـي محاولة للحد من الـــفـــجـــوة الآخـــــــذة بـــالاتـــســـاع بــــن مـوقـفـي كييف والإدارة الأميركية. وفــــــي المـــقـــابـــلـــة الــــتــــي أجــــرتــــهــــا مـعـه «بـــولـــيـــتـــيـــكـــو» فــــي الـــبـــيـــت الأبــــيــــض، قــــدّم الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي تـقـيـيـمـا قــاتــمــا لأداء أوروبـــــــا الــســيــاســي والـــعـــســـكـــري، واصــفــا دولـــهـــا بــأنــهــا «تـــتـــدهـــور» وتـــقـــاد مـــن قبل «أشخاص ضعفاء». ولم يتردد ترمب في القول إن أوروبـــا «لا تعرف ما الــذي يجب فعله»، وإنها عاجزة عن وقف الحرب في أوكرانيا أو ضبط الهجرة. لـكـن الـنـقـطـة الأكــثــر حـسـاسـيـة كانت عــنــدمــا قــــال إن «روســـيـــا فـــي وضــــع أقـــوى بوضوح من أوكرانيا»، وإن من الضروري الـــتـــوصـــل إلـــــى تـــســـويـــة «واقــــعــــيــــة» تـنـهـي الـــحـــرب، فـــي تـلـمـيـح واضــــح إلــــى ضــــرورة تقديم كييف تـنـازلات. وأضـــاف أن إدارتــه قـــــدّمـــــت «خــــطــــة جــــــديــــــدة» يـــعـــتـــبـــر بـعـض المسؤولين الأوكرانيين أنها «جيدة»، لكنه اتهم زيلينسكي بعدم قراءتها بعد، وقال: «سيكون من الجيد لو قرأها». كما استخدم ترمب لغة حـــادّة تجاه القادة الأوروبيين الذين يحاولون تثبيت مـوقـف أوكــرانــيــا، قــائــا إنـهـم «يتحدثون بلا نتيجة» وإن الحرب «تستمر لأنهم لا ينتجون شـيـئـا». ولـــم يــقــدّم أي ضمانات لأوروبا بشأن استمرار دعم واشنطن إلى جانب أوكرانيا، ما زاد القلق في العواصم الأوروبـيـة التي رأت في تلك التصريحات إشـــــــــارة إضــــافــــيــــة عـــلـــى احــــتــــمــــال تـغـيـيـر جوهري في موقع الولايات المتحدة داخل منظومة الأمن الأوروبي. زيلينسكي: لا تنازل والخطة المعدّلة جاهزة في المقابل، واصل الرئيس الأوكراني جــــولــــة دبـــلـــومـــاســـيـــة مــــاراثــــونــــيــــة، بــــدأت فــي لــنــدن ثــم بــروكــســل، والـتـقـى فــي رومــا الـــثـــاثـــاء مـــع رئــيــســة الــــــــوزراء الإيــطــالــيــة جـــورجـــا مــيــلــونــي، بـــشـــأن نـسـخـة جــديــدة مـــن خــطــة الـــســـام. والــتــقــى أولا مـــع بـابـا الفاتيكان، ليو الـرابـع عشر، بمقر إقامته فــــي بـــلـــدة كـــاســـتـــل جـــانـــدولـــفـــو، الـــواقـــعـــة بــالــقــرب مـــن رومــــــا. وتـــهـــدف الــجــولــة إلــى شرح التعديلات التي أدخلتها كييف على خطة تـرمـب، وإقـنـاع الحلفاء الأوروبـيـن والأميركيين بضرورة تثبيت مبدأ احترام «الحدود الدولية المعترف بها». وقــال زيلينسكي، عقب اجتماعه مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في لندن، نـقـطـة»، 20« إن الـخـطـة المـنـقـحـة تتضمن لــكــنــهــا لا تـــحـــتـــوي عـــلـــى أي بـــنـــد يـتـعـلـق بالتنازل عن أراضٍ، مؤكدا أن هـذا المسار «غـيـر قـابـل لـلـتـفـاوض». وأضــــاف: «هـنـاك قضايا معقدة جـدا تتعلق بــالأراضــي. لم نتوصل إلى أي حل وسط، ولن يكون هناك حل وسط على حساب وحدة أوكرانيا». وذكـــر زيلينسكي أن كييف سـتـقـدّم، الثلاثاء، النسخة المعدّلة من خطتها إلى الـولايـات المتحدة، في إشــارة إلـى محاولة إعــــــادة الــــتــــوازن إلــــى المــــســــودة الأمــيــركــيــة – الـــروســـيـــة الـــتـــي اعـــتُـــبـــرت فـــي أوكـــرانـــيـــا وأوروبا «مواتية جداً» لموسكو. وفــــي بـــروكـــســـل، حــظــي زيـلـيـنـسـكـي بـــــدعـــــم واضــــــــــح مــــــن رئــــيــــســــة المـــفـــوضـــيـــة الأوروبــــــــيــــــــة أورســــــــــــولا فـــــــون ديـــــــر لايــــــن، ورئـــــيـــــس المـــجـــلـــس الأوروبـــــــــــي أنـــطـــونـــيـــو كــوســتــا، والأمـــــن الـــعـــام لـحـلـف «الــنــاتــو» مــــــارك روتـــــــه، الــــذيــــن أكـــــــدوا أن أي اتـــفـــاق ســـام يـجـب أن «يـحـتـرم ســيــادة أوكـرانـيـا ويـــوفـــر ضـــمـــانـــات أمــنــيــة طــويــلــة المـــــدى». وأصــــــدرا الــرســالــة نـفـسـهـا فـــي مـنـشـورات على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء فــي مـنـشـوراتـهـمـا: «يـجـب احــتــرام سـيـادة أوكرانيا. ويجب ضمان أمنها على المدى الطويل، كخط دفاع أول لاتحادنا». لـــكـــن قــــــدرة أوكــــرانــــيــــا عـــلـــى المـــقـــاومـــة السياسية تتعرض لاختبار معقّد، بعدما انفجرت في كييف خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة فضائح فساد داخل الدائرة المقربة مـن الرئيس، أدت إلـى استقالة مسؤولين بــــــارزيــــــن. ويــــــــرى مــــراقــــبــــون أن مــوســكــو وواشنطن تستغلان هذا الضعف النسبي للضغط على زيلينسكي للقبول بصيغة تسوية تتيح وقف الحرب سريعاً، وهو ما أشار إليه ترمب في مقابلته حين دعا إلى «انتخابات جديدة» في أوكرانيا، معتبرا أن «الديمقراطية تحتاج إلى تجديد». هذه التصريحات اعتُبرت في كييف محاولة للضغط السياسي، خصوصا في وقت تواجه فيه الجيش الأوكراني ظروف ميدانية صعبة: تقدّم روسي تدريجي في الشرق، نقص في الذخائر، إرهاق بشري، وتدمير متكرر لمنشآت الطاقة. أوروبا بين دعم كييف والقلق من واشنطن من جانبها، تحاول أوروبا لعب دور «الــضــامــن» لمـوقـف أوكــرانــيــا، لـكـن هامش تــأثــيــرهــا يـــبـــدو مــــحــــدودا فـــي ظـــل انـــفـــراد واشــنــطــن بـمــســار الــتـــفـــاوض المــبــاشــر مع موسكو وكييف. ففي لـنـدن، شـدد كـل من ماكرون وستارمر وميرتس على أن أوروبا لــن تقبل «فــــرض» تـسـويـة تمنح موسكو مكاسب إقليمية لم تنتزعها بالقوة. ويــخــشــى الأوروبـــــيـــــون أن يـــــؤدي أي «تــــنــــازل» أمـــيـــركـــي لـلـكـرمـلـن إلــــى زعــزعــة الـــتـــوازن الأمـــنـــي فـــي الـــقـــارة. ويـــكـــرر قـــادة فـــرنـــســـا وألمـــانـــيـــا وبـــريـــطـــانـــيـــا أن الـخـطـة الأميركية - الروسية الأولـى كانت «مائلة بـــشـــكـــل واضـــــــح لـــصـــالـــح مــــوســــكــــو»، وأن النسخة الجديدة يجب أن تُراجع بالكامل قبل تبنّيها. وتُــــعــــقّــــد مـــســـألـــة الأصــــــــول الـــروســـيـــة المجمّدة المشهد أكثر. فخلال الاجتماعات الأخــيــرة، ضغطت دول البلطيق وبولندا لإقــــرار آلــيــة فــوريــة لاســتــخــدام أربــــاح تلك الأصول لتمويل احتياجات أوكرانيا، غير أن اليابان رفضت الانضمام لهذا المسار، فيما طـرحـت الــولايــات المـتـحـدة تحفظات قانونية وسياسية. هذا الأمر يترك أوروبا أمام عبء مالي كبير، في وقت تواجه فيه مليار يورو 70 كييف عجزا قد يصل إلـى العام المقبل. كما تخشى دول مثل بلجيكا مـــن أخـــطـــار قــانــونــيــة مـحـتـمـلـة إذا قـــررت اســـتـــخـــدام الأمــــــوال مـــن دون غـــطـــاء دولـــي واضح. مستقبل خطة ترمب على الرغم من محاولات كييف إعادة الـــــتـــــوازن إلـــــى الـــخـــطـــة، فـــــإن الـــــفـــــوارق بـن المـواقـف لا تــزال واسـعـة. فتمسّك أوكرانيا بسيادتها ورفضها التخلي عن الأراضـي يـــصـــطـــدمـــان بــــرؤيــــة أمـــيـــركـــيـــة تــمــيــل إلـــى «الـحـلـول الــوســط»، كما قــال تـرمـب، فيما تبدو موسكو غير مستعدة للتراجع عن مطالبها القصوى، وفي مقدمتها تثبيت سيطرتها على كامل دونباس. أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فـاديـفـول عـن شكوكه حـيـال فــرص نجاح المـــفـــاوضـــات الـــجـــاريـــة لــلــتــوصــل إلــــى حل سلمي في أوكرانيا، في ظل إصرار روسيا على مطالبها بضم أراض أوكرانية. وقـــــال الـــوزيـــر الـــثـــاثـــاء عــلــى هـامـش زيـــارتـــه لــلــصــن: «لـــســـت مــتــأكــدا بــعــد من أنه سيكون هناك في نهاية المطاف ورقة قابلة للتوافق على الطاولة»، مضيفا أن العمل الجاد على صياغة ورقة تسوية أمر إيجابي، لكنه أشـار إلـى أنـه كلما تقدمت المـــفـــاوضـــات، ازدادت صــعــوبــة الـقـضـايـا المتبقية، وقـال: «القضايا الإقليمية كانت منذ الـبـدايـة مـن أصـعـب المـلـفـات»، مشددا عـــلـــى أن الأوكـــــرانـــــيـــــن وحـــــدهـــــم هـــــم مـن يمكنهم اتـخـاذ الــقــرار بشأنها فـي نهاية المــــطــــاف، وقــــــال: «ومـــــن الــــواضــــح أن هــذه القرارات لن تكون سهلة عليهم». فــــــي المـــــقـــــابـــــل، يـــظـــهـــر الأوروبـــــــيـــــــون مـــســـتـــنـــفـــريـــن لمــــنــــع اتـــــفـــــاق يُـــــفـــــرض عــلــى أوكـــرانـــيـــا تــحــت ضــغــط الــــظــــروف، إلا أن قـدرتـهـم على التأثير فـي صياغة الخطة الـــنـــهـــائـــيـــة تـــبـــقـــى مــــوضــــع شــــــك. ويــشــيــر دبـلـومـاسـي أوروبــــي إلـــى أن «الـضـمـانـات الأمنية» تبقى العقدة الأكبر. فكييف تريد الـتـزامـات صريحة تـــردع مـوسـكـو، بينما تـمـيـل واشــنــطــن فـــي بــعــض نــســخ الـخـطـة إلــى تجميد مسار انضمام أوكـرانـيـا إلى «الناتو». وهكذا، ومع نهاية العام الرابع مــن الـــحـــرب، تـتـقـاطـع الـضـغـوط والمــواقــف المتعارضة لتصنع لحظة تفاوضية تبدو الأكـــثـــر حــســاســيــة مــنــذ بــــدء الــــغــــزو. فبين رغبة إدارة ترمب في إنهاء الحرب سريعاً، وتـــمـــسّـــك كـــيـــيـــف بـــســـيـــادتـــهـــا، ومـــحـــاولـــة أوروبــــــــــا مـــنـــع تـــســـويـــة مـــجـــحـــفـــة، يـنـفـتـح المشهد على مرحلة طويلة من المد والجزر، قــد تـحـدد شـكـل الأمـــن الأوروبـــــي لسنوات وربما عقود مقبلة. استهدافات ميدانية متبادلة أعــــلــــن ســــــاح الــــجــــو فـــــي أوكــــرانــــيــــا، الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني طائرات مسيرة، 110 من أصل 84 أسقطت أطلقتها روسـيـا خــال هـجـوم جــوي على شمال وجنوب وشـرق البلاد خلال الليل. قال أوليه هريهوروف حاكم منطقة سومي الأوكــــرانــــيــــة إن طــــائــــرات روســـيـــة مـسـيـرة هاجمت المدينة الـتـي تحمل الاســـم نفسه فـي وقـت متأخر الاثـنـن، فـي ثاني هجوم ســــاعــــة، مـا 24 كــبــيــر عـــلـــى ســـومـــي خـــــال أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي. وكتب الحاكم على «تلغرام»: «في غضون نصف غــــارات 10 ســـاعـــة، شـــن الــــــروس أكـــثـــر مـــن بــطــائــرات مـسـيـرة عـلـى المــديــنــة. لا توجد كــهــربــاء فـــي ســـومـــي. تـعـمـل بـعـض البنى الـتـحـتـيـة الــحــيــويــة عــلــى مـــصـــادر الـطـاقـة الاحتياطية». وكانت مدينة سومي، التي ألــفــا قــبــل انــــدلاع 250 كــــان يـقـطـنـهـا نــحــو ، هدفا 2022 ) الــحــرب فــي فـبـرايـر (شـــبـــاط متكررا للهجمات الروسية. مـــن جــانــبــهــا، أعــلــنــت وزارة الـــدفـــاع الروسية، الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي الروسية تمكنت خلال الليل من اعتراض طــــائــــرة مـــســـيـــرة أوكـــرانـــيـــة 121 وتـــدمـــيـــر فـــوق مـنـاطـق روســـيـــة. وقـــال رئـيـس هيئة الأركـــان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف، الثلاثاء، إن قـوات موسكو تتقدم على طول خط الجبهة بالكامل في أوكــرانــيــا وتـسـتـهـدف الـــقـــوات الأوكــرانــيــة المحاصرة في بلدة ميرنوهراد. وأضـــاف فـي اجـتـمـاع عقد مـع ضباط من المجموعة المركزية التي تقاتل في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكـرانـيـة أن الرئيس الــــروســــي فـــاديـــمـــيـــر بـــوتـــن أعـــطـــى أوامـــــر بهزيمة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد، وهـي مدينة كـان عـدد سكانها قبل الحرب ألـف نسمة وتقع إلـى الشرق 46 يبلغ نحو من بوكروفسك. وتابع بأن روسيا سيطرت فــــي المــــائــــة مــــن مــبــانــي 30 عـــلـــى أكـــثـــر مــــن مـيـرنـوهـراد. ونـفـت أوكـرانـيـا مـــرارا المـزاعـم الـروسـيـة بـسـقـوط بـوكـروفـسـك، وتــقــول إن قواتها لا تزال تسيطر على جزء من المدينة وتـقـاتـل فــي مـيـرنـوهـراد. وتــقــول أوكـرانـيـا إنـــهـــا تـــحـــافـــظ عـــلـــى خـــطـــوطـــهـــا الـــدفـــاعـــيـــة وتجبر روسيا على دفع ثمن باهظ مقابل ما تصفه بمكاسب محدودة نسبياً. زيلينسكي في روما مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (إ.ب.أ) واشنطن: إيلي يوسف جاءت هذه التطورات قبل تقديم كييف رسميا نسختها المعدّلة من الخطة إلى واشنطن ًرفض استبعاد إرسال قوات أميركية برية لإسقاط حكومة مادورو في فنزويلا ترمب يظهر تشددا في ملفات أميركا اللاتينية وتفاؤلا اقتصاديا قـــــــــدّم الــــرئــــيــــس الأمـــــيـــــركـــــي دونـــــالـــــد تـــرمـــب فـــي مــقــابــلــة مــوســعــة مـــع صحيفة «بـولـيـتـيـكـو» رؤيــــة مـتـشـابـكـة تـجـمـع بين التصعيد الخارجي والوعود الاقتصادية والـــتـــردد فـــي مـلـفـات الــصــحــة، إلـــى جـانـب رهــــان كـبـيـر عـلـى المـحـكـمـة الـعـلـيـا لتنفيذ أجندته الداخلية. وبــدا ترمب في حديثه عازما على تثبيت صورة الرئيس الحازم، وإن جـــاءت تصريحاته محمّلة بـقـدر من التناقض والغموض في أكثر من محور. في الشق المتعلق بأميركا اللاتينية، أكـــد تــرمــب أنـــه رغـــم سـعـيـه إلـــى مـــا سـمـاه «أجـــــنـــــدة ســـــــام» عــــالمــــيــــة، فــــإنــــه مـسـتـعـد لتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد مــــا وصـــفـــه بـــــــ«أهــــــداف مــرتــبــطــة بــتــجــارة المخدرات». وقد نشر بالفعل قوة عسكرية كـــبـــيـــرة فـــــي مـــنـــطـــقـــة الــــكــــاريــــبــــي لمــاحــقــة شبكات تهريب وإحكام الضغط على نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا. ورفـض ترمب استبعاد خيار إرسال قوات برية لإسقاط حكومة مادورو، قائلاً: «لا أريــــــد أن أحـــــــــدد... ولا أريــــــد الــحــديــث عـــــن الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة الــــعــــســــكــــريــــة». هـــذا الـغـمـوض أثــــار تــحــذيــرات داخــــل المعسكر المـحـافـظ، حـيـث يـــرى بـعـض الجمهوريين أن تــــدخــــا بـــريـــا فــــي فـــنـــزويـــا سـيـخـالـف وعـــود تـرمـب بـإنـهـاء الــحــروب الخارجية. وفـي خطوة لافتة أخــرى، أشـار ترمب إلى أنــه قـد يستخدم الـقـوة كـذلـك فـي المكسيك وكـولـومـبـيـا، مـا عــزز المــخــاوف مـن توسع دائـــرة الـتـوتـر الإقـلـيـمـي. كما دافـــع ببرود عن قراره المثير للجدل بالعفو عن الرئيس الـــهـــنـــدوراســـي الـــســـابـــق خــــــوان أورلانـــــــدو هـــيـــرنـــانـــديـــز، المــــــدان بــتــهــريــب المــــخــــدرات، مكتفيا بالقول إنه فعل ذلك بناء على طلب «أشـخـاص جيدين جــداً» مـن دون الكشف عنهم. أوروبا «متحللة» يقودها «ضعفاء» وشــهــدت أوروبـــــا فــي الأيــــام الأخــيــرة حـــالـــة غـــضـــب عـــقـــب إصـــــــدار إدارة تــرمــب لاســتــراتــيــجــيــة الأمـــــن الـــقـــومـــي الـــجـــديـــدة، التي تعهدت بمواجهة الوضع القائم في أوروبا بشأن الهجرة وغيرها من القضايا السياسية الحساسة. شــــن الــــرئــــيــــس تــــرمــــب هـــجـــومـــا عـلـى أوروبا، في مقابلة مع «بوليتيكو» نشرت الثلاثاء، واصفا إياها بأنها مجموعة دول «متحللة» يـقـودهـا «أشــخــاص ضـعـفـاء». وقلل ترمب مـن شـأن الحلفاء التقليديين لـلـولايـات المـتـحـدة، متهما إيـاهـم بالفشل في ضبط الهجرة، كما ألمح إلى أنه سيؤيد مرشحين سياسيين أوروبيين ينسجمون مع رؤيته الخاصة للقارة. وقال ترمب عن القادة السياسيين في أوروبـا «أعتقد أنهم ضعفاء. لكني أعتقد أيــضــا أنــهــم يـــريـــدون أن يــكــونــوا شـديـدي الالـتــزام بما يسمى الـصـواب السياسي». وأضـــــــــاف: «أظـــــــن أنــــهــــم لا يـــعـــرفـــون مــــاذا يــفــعــلــون. أوروبــــــا لا تــعــرف مــــاذا تـفـعـل». وانتقد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كـوسـتـا إدارة تـرمـب بسبب استراتيجية الأمـن القومي، وحث البيت الأبيض أمس على احترام سيادة أوروبـا. وقال كوستا: «الحلفاء لا يهددون بالتدخل في الحياة الديمقراطية أو فـي الـخـيـارات السياسية الداخلية لحلفائهم. إنهم يحترمونها». غـيـر أن تـرمـب لــم يـأبـه بـالانـتـقـادات، وقــــال لــ«بـولـيـتـيـكـو» إنــــه ســيــواصــل دعــم مـــرشـــحـــيـــه المـــفـــضـــلـــن فـــــي الانــــتــــخــــابــــات الأوروبـــــــــيـــــــــة، ولــــــــو عــــلــــى حـــــســـــاب إثــــــــارة حساسية شعوبها. وقال ترمب: «لقد أيدت أشخاصاً... لا يحبهم كثير من الأوروبيين. لقد أيدت فيكتور أوربـان»، في إشارة إلى رئـيـس الـــــوزراء المــجــري اليميني المتشدد الــــذي قــــال تــرمــب إنــــه مـعـجـب بـسـيـاسـاتـه فــي ضـبـط الـــحــدود. وفــي المـقـابـلـة، وصـف الرئيس الأميركي مدنا مثل لندن وباريس بـأنـهـا تـــرزح تـحـت عـــبء الـهـجـرة الـقـادمـة من الشرق الأوسط وأفريقيا، قائلا إنه من دون تغيير في سياسة الحدود فإن بعض الــــــدول الأوروبــــيــــة «لــــن تـبـقـى دولا قـابـلـة للاستمرار». تفاؤل اقتصادي رغم الشكاوى اقتصادياً، قـدّم ترمب نفسه كرئيس حقق «نجاحا هائلاً»، مانحا إدارته تقييم ) وألــقــى +++A( » «إيـــــه بــلــس بــلــس بـــلـــس بـالـائـمـة عـلـى إدارة بـــايـــدن الـسـابـقـة في ارتـفـاع الأســعــار، قـائـا إنــه «ورث فوضى كاملة». ورغم أن استطلاعات «بوليتيكو» تــشــيــر إلـــــى أن نـــصـــف الأمـــيـــركـــيـــن يــــرون تكلفة المعيشة في أسوأ مستوياتها، أصر ترمب على أن «الأسـعـار كلها تنخفض»، مؤكدا أنه قد يلجأ لإجراءات إضافية عبر الـرسـوم الجمركية للمساعدة فـي خفض الأسعار. كما ألمح إلى أنه سيجعل دعم خفض أســعــار الــفــائــدة شــرطــا أســاســيــا لاخـتـيـار رئـــيـــس مــجــلــس الاحـــتـــيـــاطـــي الـــفـــيـــدرالـــي المــقــبــل، وهـــو تـصـريـح مـــن شــأنــه أن يثير حـسـاسـيـة كـبـيـرة لـــدى الأســــــواق وصـنـاع السياسات. في ملف الصحة، بدت ملامح الارتباك أو الــــتــــردد واضــــحــــة. فـــالـــدعـــم الــفــيــدرالــي الإضــافــي لخطط الـتـأمـن الـصـحـي ضمن «أوبـــامـــا كــيــر» سينتهي قــريــبــا، مـــا يـنـذر ، لكن 2026 بـارتـفـاع كبير فـي أقـسـاط عــام ترمب لم يقدّم موقفا حاسما بشأن تمديد هــذه الإعــفــاءات مؤقتاً. وعندما سئل عن دعمه لتمديد محدود، قال فقط: «لا أعرف. ســـــــأرى»، قــبــل أن يــهــاجــم الـديـمـقـراطـيــن متهما إيــاهــم بـالـكـرم المــفــرط مــع شـركـات الــتــأمــن. كـمـا لــم يــقــدّم مـــرة أخــــرى خطته المــوعــودة منذ سـنـوات لاسـتـبـدال «أوبـامـا كير»، مكتفيا بعبارة عامة: «أريـد تأمينا أفضل وبسعر أقل». أما على صعيد المحكمة العليا، حيث ، فينتظر 3-6 يـمـلـك المــحــافــظــون أغــلــبــيــة تــرمــب سـلـسـلـة أحـــكـــام مـصـيـريـة، أبــرزهــا الـطـعـن عـلـى حــق المـواطـنـة بـــالـــولادة. وقـد قــــال إن مــنــع المــحــكــمــة لـــه مـــن تـغـيـيـر هــذا الـحـق سـيـكـون «مـــدمـــراً»، لكنه لــم يوضح ما إذا كـان سيسعى لسحب الجنسية من أشـــخـــاص ولـــــدوا مــواطــنــن وفـــق الـقـانـون الحالي. وعلى خلاف بعض الجمهوريين، أكـد ترمب أنـه لا يرغب برحيل القاضيين المــحــافــظــن المــخــضــرمــن ســامــويـــل ألـيـتـو وكلارنس توماس، قائلاً: «آمل أن يبقيا... إنهما رائعان». واشنطن: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky