10 أخبار NEWS Issue 17178 - العدد Tuesday - 2025/12/9 الثلاثاء العمل لبلورة موقف أوروبي ــ أوكراني يشكل أساسا صلبا يمكن على أساسه التفاوض مع الأميركيين ASHARQ AL-AWSAT استراتيجيّة ترمب للأمن القومي... الإكراه لتحقيق مكاسب اقتصاديّة )»... جملة You are Fired( «أنت مطرود اعــتــدنــا سـمـاعـهـا مـــن الــرئــيــس الأمــيــركــي، دونـــالـــد تـــرمـــب، عـنـدمـا كـــان يُـــقـــدّم بـرنـامـج )». يـتـعـامـل The Apprentice( «المُــــــتــــــدرّب الــرئــيــس تـــرمـــب بــصــراحــة مـطـلـقـة وعـلـنـيـة مـــع الــحــلــفــاء، كــمــا الأعــــــــداء. لـــم تــعــد هـنـاك مـسـتـويـات بــيــروقــراطــيــة لـصـنـاعـة وإعــــداد الـسـيـاسـة الـخـارجـيّــة الأمــيــركــيّــة. كــل شـيء يأتي ويُعلن من البيت الأبيض مباشرة، أو عبر منصّة الرئيس ترمب «تروث سوشيال )». تُـــــــمـــــــارَس الـــســـيـــاســـة Truth Social( الــخــارجــيّــة عــبــر رجــــال أعـــمـــال مــقــربــن من الرئيس. وقياس النجاح في هذه المقاربة، هو مباشرة، خطّي متعلق مباشرة بـ«قيمة الاستثمارات لمرحلة ما بعد وقف الحرب». كــانــت مـــؤشـــرات هــــذه الاسـتـراتـيـجـيّــة علنية وظاهرة من خلال سلوك وتصريحات كل من الرئيس ترمب ونائبه. وإذا جُمعت هذه المؤشرات، فقد يمكن استنتاج سياسة جديدة مختلفة جذريا عن الإدارات السابقة. لـكـن الـــفـــارق الــيــوم مــع اسـتـراتـيـجـيـة الأمــن القومي الـجـديـدة، هـو فـي النظرة الشاملة لـلـولايـات المـتـحـدة الأميركية تـجـاه الأعـــداء والمنافسين كما الحلفاء. الـفـارق أيضا هو قـانـونـيّــة وشـرعـيـة «الـــورقـــة (رســمــيّــة)»؛ إذ عليها، وتنفيذا لها، ســوف تبدأ الـــوزارات والـــوكـــالات الأمـيـركـيـة التخطيط؛ كــل فيما خـصّــه، بـهـدف تنفيذ هــذه الاستراتيجيّة، خـــصـــوصـــا الـــبـــنـــتـــاغـــون. إنـــهـــا مـانـيـفـسـتـو يضرب بالكامل ما كان قائماً، ليرسي واقعا جـديـدا لـم يتخيّله أحـــد. إنــه تـحـول جــذري فــــي الـــعـــقـــيـــدة الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة الأمـــيـــركـــيّـــة، يستلزم تحوّلات كبرى على صعيد الثقافة الاستراتيجية، كما على صعيد المؤسسات والأشخاص. عـــــــن هــــــــــذه الاســــــتــــــراتــــــيــــــجــــــيّــــــة يــــقــــول أحـــــد الــــخــــبــــراء: «إنــــهــــا شـــخـــصـــيّـــة، تـعـكـس قناعات الرئيس تـرمـب، وتتجاهل الحزب الـــديـــمـــقـــراطـــي. إنـــهـــا انـــطـــوائـــيّـــة تـــركّـــز على الـــداخـــل الأمـــيـــركـــي وحـمـايـتـه عـبـر مـشـروع .»)Golden Dome - (القبّة الذهبيّة يــــقــــول آخـــــــــرون إنــــهــــا لـــــن تـــــــــؤدّي إلـــى انـسـحـاب الـــولايـــات المـتـحـدة الأمـيـركـيّــة من الـــعـــالـــم؛ لا بــــل هــــي اســـتـــراتـــيـــجـــيّـــة تـعـتـمـد )» عـبـر الـتـهـديـد Coercion( مــبــدأ «الإكــــــراه بالقوة العسكرية، بهدف تحقيق مكاسب اقـتـصـاديّــة. وفــي مـقـاربـة كــهــذه، لا خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها... كل شيء ممكن ومسموح، وضمنا التخلّي عن الحلفاء إذا كانت الصفقة مُربحة. تـــركّـــز الاســـتـــراتـــيـــجـــيّـــة عــلــى «المــحــيــط )»، ومــن ضمن ذلك Near Abroad( المباشر ترتيب جـديـد لـأولـويـات الجيوسياسيّة. فــــي المــــركــــز الأول، الــــداخــــل الأمـــيـــركـــي كـمـا المـــحـــيـــط المـــبـــاشـــر. تـــأتـــي آســـيـــا فــــي المـــركـــز الثاني، والمركز الثالث يتأرجح بين الشرق الأوســــط وأوروبــــــا. فـهـل عـدنـا إلـــى «عقيدة »)1823( الرئيس الأميركي جيمس مونرو )»؟ وإذا كان corollary( مع «تعديلات ترمب الأمــر كـذلـك، ولتطبيق هــذه الاستراتيجيّة والأولــــــــويــــــــات، وبـــــهـــــدف تــــأمــــن الـــوســـائـــل العسكريّة، فلا بد للرئيس ترمب من إعادة تموضع الـقـوات الأميركية فـي العالم، كما تعديل خـرائـط المـنـاطـق العسكرية للقوات .)Force Posture( 11 الأميركيّة وعددها ولأن أوروبــــا لـم تعد أولــويّــة للرئيس ترمب، فماذا عن القوات الأميركية المنتشرة فــي أوروبـــــا ضـمـن «حــلــف شــمــال الأطـلـسـي ألـــف)؟ هـل ستخفَّض؟ 100 (نــاتــو)»، (نحو أم ستبقى مـع إلـــزام أوروبـــا تحمّل التكلفة المـــالـــيـــة؟ هـــل سـتُــسـحـب بــالــكــامــل ويــعــرَّض حـلـف «الــنــاتــو» للتحلل؟ ومــــاذا عــن المظلّة الـنـوويـة الأمـيـركـيـة لحلف «الــنــاتــو»؟ وهل سيلتزم الرئيس ترمب بـ«البند الخامس» لــــــ«الـــــحـــــلـــــف»، وهـــــــو الــــــــذي قـــــــال إن هـــنـــاك كثيرا مـن التفسيرات لهذا البند؟ وإذا عَــد الـرئـيـس تـرمـب فــي هـــذه الاسـتـراتـيـجـيّــة أن أوروبــــا ضعيفة، ومـتـراجـعـة، وتـعـانـي من تـآكـل حــضــاريّ؛ وإذا كـانـت الاستراتيجيّة لا تـذكـر، حتى ولــو مــرّة واحـــدة، أن روسيا تـشـكـل خــطــرا عــلــى الأمــــن الـــقـــومـــيّ، فـلـمـاذا سيبقى حلف «الناتو»؟ وضـد من ستكون المــظــلّــة الــنــوويــة الأمــيــركــيّــة؟ فـهـل سنشهد قريباً، وعبر تقرير إعـــادة تموضع القوات الأميركيّة في العالم، الانسحاب الأميركي الكامل من القارة العجوز؟ ألم يَعد الرئيس تــــرمــــب أمــــيــــركــــا وســــيــــطــــا، ولـــيـــســـت لاعـــبـــا مؤسسا لـ«الحلف»، بين روسيا و«الناتو» خــــال الـــتـــفـــاوض بـــشـــأن وقــــف الـــحـــرب في أوكـرانـيـا؟ ألــم يُحيّد أوروبـــا عـن التفاوض المـــبـــاشـــر بـــشـــأن أوكــــرانــــيــــا، وفـــــرض عليها نقطة»؟ 28 «اقتراح الـ هـــذا فــي الـــقـــارة الــعــجــوز، أمـــا الـصـن، فـــهـــي مـــرحـــلـــة جــــديــــدة بــوصــفــهــا الـــتـــحـــدّي الأكبر للولايات المتحدة الأميركيّة وفي كل الأبعاد. ألم تصل الرسالة الصينية للبيت الأبـيـض خـال الـعـرض العسكري الصيني الهائل في سبتمبر (أيلول) الماضي؟ في الشق الأمني - العسكري، لم تذكر «الـوثـيـقـة» الـصـن مـبـاشـرة، لكنها شــدّدت على الحفاظ على «خـط الجزر الأول بشأن )»؛ لأن الصين First Chain Island( الـصـن بــدأت تحضّر بـ«حريتها الـزرقـاء» لتجاوز هـــــذا الــــخــــط. كـــذلـــك الأمـــــــر، ومـــــن دون ذكـــر الصين، انتقدت «الوثيقة» بعض الدول التي تحاول التوسع في بحر الصين الجنوبيّ. شــــددت «الــوثــيــقــة» عـلـى ضــــرورة اسـتـعـداد الـــــدول الـحـلـيـفـة فـــي تـلـك المـنـطـقـة لـلـتـعـاون والاسـتـثـمـار فـي الــقــدرات العسكرية لإبقاء الخطوط البحرية التجارية مفتوحة وآمنة. كــمــا تــشــدد «الــوثــيــقــة» عــلــى الــحــفــاظ على موازين القوى في تلك المنطقة؛ بهدف إبقاء إمكانيّة الدفاع عن تايوان قائمة. إلغاء الماضي إنــــهــــا اســـتـــراتـــيـــجـــيّـــة تــــضــــرب كـــــل مـا كــــان قـــائـــمـــا، لــتــرســي ديــنــامــيــكــيّــة جـــديـــدة، وقــــواعــــد جــــديــــدة، وذلــــــك بـــاتـــجـــاه تـشـكـيـل نــــظــــام مــســتــقــبــلــي لــــم يـــحـــصـــل بــــعــــد. وفـــي المرحلة الانتقالية، تدب الفوضى، وتستعر الـــــــحـــــــروب، وتـــــطـــــل بــــرأســــهــــا الــــصــــراعــــات الـــقـــديـــمـــة... ويـــبـــدأ كـــل قـــــادر مـــن الــاعــبــن اســتــغــال الـــفـــرص الـجـيـوسـيـاسـيّــة لـفـرض أمـــر واقــــع فـــي مـحـيـطـه المــبــاشــر. فـــمـــاذا عن الــتــحــوّلات فــي الاسـتـراتـيـجـيّــات الأميركية الكبرى؟ خـــال الـــحـــرب الــــبــــاردة، كــانــت أوروبــــا المسرح الأساسي ضد الاتحاد السوفياتي. يـلـيـهـا المـــســـرح الآســــيــــوي، وبـــعـــده منطقة الـــــــشـــــــرق الأوســـــــــــــط الــــــتــــــي كــــــانــــــت تُــــســــمّــــى )» باللغة Shatterbelt( «الـــحـــزام المُـــتـــصـــدّع الـــجـــيـــوســـيـــاســـيّـــة، فـــهـــي مـــنـــطـــقـــة مُــــجــــزأة سـيـاسـيـا، وغـيـر مـسـتـقـرّة، وتـشـكـل مسرح صراع بين القوى العظمى. بـــعـــد ســــقــــوط الاتـــــحـــــاد الـــســـوفـــيـــاتـــي، تــــبــــوّأت أمـــيـــركـــا مـــركـــز الــــصــــدارة الــعــالمــيــة، فـــسُـــمـــي الــــنــــظــــام الــــعــــالمــــي آنــــــــذاك «الـــنـــظـــام الأحــــــادي». فــي هـــذه المــرحــلــة، تــحــوّل مركز الثقل العالمي إلى واشنطن؛ الأمر الذي حدا بالرئيس جورج بوش الأب إلى إعلان قيام نظام عالمي جديد. ســـبـــتـــمـــبـــر (أيـــــلـــــول) 11« بـــعـــد كـــــارثـــــة »، احتل الشرق الأوسـط، ضمن الحرب 2001 الاستباقية والـحـرب العالمية على الإرهــاب، المركز الأول في الاهتمامات الجيوسياسيّة الأمـــيـــركـــيّـــة وفــــي كـــل اســتــراتــيــجــيــات الأمـــن القومي آنـــذاك. تراجعت حينها أوروبـــا إلى المركز الثاني. ، كتبت وزيــرة الخارجيّة 2011 في عـام الأميركيّة آنذاك مقالا نُشر في مجلة «فورين »)The Pivot( بوليسي» تحت عنوان: «المحور أو «القرن الأميركي في الهادئ»، وذلك إعلانا بانتقال اهتمام الولايات المتحدة إلى شرق آسيا. وعليه؛ احتلت الصين المركز الأول. بـــعـــد الــــحــــرب عـــلـــى أوكــــرانــــيــــا، عــــادت أوروبــا إلـى المركز الأولّ. فتوسّع «الناتو»، وعادت أميركا مع الرئيس جو بايدن بكامل ثقلها لـدعـم أوكــرانــيــا و«الـــنـــاتـــو». فــي تلك المرحلة، احتل الشرق الأوسط المركز الثاني .»2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 7« بعد كارثة أمـــــا الــــصــــن، فـــكـــانـــت حــــــرّة تــقــريــبــا بـسـبـب الانشغال الأميركي في أماكن أخرى. فــــــي الـــــخـــــتـــــام، قــــــد يــــمــــكــــن الــــــقــــــول إن استراتيجيّة الأمن القومي الحالية للرئيس تــرمــب تــضــرب أســـس كـــل الاسـتـراتـيـجـيـات السابقة. فكيف ستكون حال العالم؟ كتب: المحلل العسكري ترمب «خائب الأمل» من زيلينسكي... هل ينسحب من محادثات السلام؟ أعـرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عـــن «خــيــبــة أمـــــل» تـــجـــاه نــظــيــره الأوكــــرانــــي فـولـوديـمـيـر زيـلـيـنـسـكـي، متهما إيــــاه بعدم قراءة مقترح السلام الأميركي لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية. وقـــال تـرمـب للصحافيين مـسـاء الأحــد، خــــــال حـــفـــل تـــكـــريـــم بـــمـــركـــز جــــــون كـــيـــنـــدي: «كـــنـــا نــتــحــدث مـــع الــرئــيــس الــــروســــي، وكـنـا نتحدث مع المفاوضين الأوكرانيين والرئيس زيــلــيــنــســكــي، ويـــجـــب أن أقــــــول إنـــنـــي أشــعــر بــخــيــبــة أمــــــل بـــعـــض الـــــشـــــيء، لأن الـــرئـــيـــس زيلينسكي لـم يـقـرأ المقترح بـعـد». وأضـــاف: «شـعـبـه معجب بـــه، وروســـيـــا مـوافـقـة عليه، لكنني لست متأكدا من أن زيلينسكي موافق عليه». وكــشــفــت هــــذه الــتــصــريــحــات عـــن تـوتـر مـتـزايـد فـي عـاقـة تـرمـب بزيلينسكي، التي كانت متقلبة منذ تولي ترمب ولايته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومحاولة لتصوير أوكـرانـيـا عائقا أمـــام الـتـوصـل إلى الــســام وإنـــهـــاء الـــحـــرب، مــن دون أي إشـــارة إلى الرفض الروسي للمقترح الأميركي، كما تأتي في سياق ضغط أميركي غير مسبوق عـــلـــى كـــيـــيـــف لـــقـــبـــول صـــفـــقـــة ســــــام تـــعـــدّهـــا الأوساط السياسية تميل بشكل كبير لصالح موسكو، فقد حث ترمب أوكرانيا مـرارا على «التنازل عن أراض لروسيا» لإنهاء الصراع الذي «أودى بحياة الكثيرين». وكــــانــــت وثـــيـــقـــة الأمــــــن الــــقــــومــــي، الــتــي أصـــدرتـــهـــا إدارة تـــرمـــب يـــــوم الـــجـــمـــعـــة، قـد ركــــزت بـشـكـل واضــــح عـلـى مــبــدأ الــســام من خلال القوة، واتهمت الأوروبيين بالضعف، وأوضــــحــــت الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة رفـــــض الإدارة لــلــحــروب الــتــي لا نــهــايــة لــهــا، واعــتــراضــهــا عـــلـــى تــــوســــع حـــلـــف «الـــــنـــــاتـــــو»، وأكــــــــدت أن الـولايـات المتحدة تركّز على محو الانطباع بأن «الناتو» يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسّد ذلك على أرض الواقع، مع رغبة واضحة لإدارة ترمب لتحسين العلاقات مع موسكو، والتأكيد على أن الولايات المتحدة يـجـب أن تـعـطـي الأولـــويـــة لإدارة الـعـاقـات الأوروبـــــــيـــــــة مـــــع روســــــيــــــا، وإعـــــــــــادة إرســــــاء الاســتــقــرار الاسـتـراتـيـجـي فــي جميع أنـحـاء الكتلة الأوراسية. شبح انسحاب أميركي يــــقــــول مـــحـــلـــلـــون إن تــــوجــــهــــات تـــرمـــب وتصريحاته المـتـذبـذبـة ضـد روسـيـا أحيانا وضـــــــد أوكـــــرانـــــيـــــا أحــــيــــانــــا أخــــــــــرى، تــعــكــس «دبـــلـــومـــاســـيـــة غـــيـــر تــقــلــيــديــة» تــعــتــمــد عـلـى الضغط الشخصي والمواعيد القصيرة، لكنها تواجه عقبات، فروسيا تُرحب بالاستراتيجية الأمـنـيـة الأمـيـركـيـة، لكنها تـرفـض كـثـيـرا من بـنـود المـقـتـرح، وتـصـر على تحقيق أهدافها في الحصول على اعـتـراف دولـي بسيطرتها عـلـى شـبـه جــزيــرة الــقــرم ومـنـطـقـة دونــبــاس، ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف «الناتو» مع وضع قيود على حجم الجيش الأوكراني. وتـــــــــمـــــــــارس إدارة تـــــــرمـــــــب ضــــغــــوطــــا وتــــــهــــــديــــــدات عــــلــــى كـــيـــيـــف لــــلــــمــــوافــــقــــة عــلــى المقترحات الأميركية، وشملت تلك الضغوط تـــهـــديـــدات ضـمـنـيـة بــقــطــع الـــدعـــم الـعـسـكـري في المائة من 70 الأميركي الذي يشكل أكثر من قدرات أوكرانيا الدفاعية. وفـــــي خـــطـــاب تـــلـــفـــزيـــونـــي فــــي نـوفـمـبـر (تــشــريــن الــثــانــي) المـــاضـــي، قـــال زيلينسكي: «الآن، الــضــغــط عــلــى أوكـــرانـــيـــا هـــو الأثـــقـــل، إمــــا فـــقـــدان الـــكـــرامـــة، أو خــطــر فـــقـــدان شـريـك رئـــــيـــــســـــي». وتــــشــــيــــر عـــــــدة تــــقــــاريــــر إلـــــــى أن واشنطن قـد تفكر فـي الانسحاب الكامل من المـــحـــادثـــات إذا اســتــمــرت حــالــة الــجــمــود بين الجانبين، خصوصا مـع رفــض تـرمـب زيــادة العقوبات على روسـيـا. وقـد لمح ترمب مـرارا إلى احتمالات انسحاب بلاده من المحادثات، قائلاً: «يحتاج الأمر إلى اثنين للرقص، إذا لم يعمل، فسأمشي». وألـــقـــى دونــــالــــد تـــرمـــب جـــونـــيـــور، نجل الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي، مـــزيـــدا مـــن الـــزيـــت على النار، مشيرا في إجابته عن أسئلة الجمهور بـمـنـتـدى الـــدوحـــة يـــوم الأحـــــد، إلـــى أن والـــده قـــــد يـــنـــســـحـــب مـــــن مـــــفـــــاوضـــــات الـــــســـــام فــي أوكــرانــيــا، لأنـهـا ليست أولــويــة للأميركيين، كـــمـــا أن الــــرئــــيــــس تــــرمــــب شـــخـــص لا يـمـكـن تـوقـع تـصـرفـاتـه. وأثــــارت هـــذه التصريحات التكهنات بــأن إدارة ترمب تــرى هــذه الحرب عبئا لا بد من التخلص منه. واشنطن: هبة القدسي ترى أن خيارات الإدارة الأميركية تميل بوضوح إلى موسكو «الترويكا الأوروبية» تربط أمن أوكرانيا بأمن القارة أعــلــن مــصــدر رئـــاســـي فــرنــســي رفـيـع المـــســـتـــوى أن اجـــتـــمـــاع قـــــــادة «الـــتـــرويـــكـــا الأوروبـــيـــة» (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في لندن، أمس، بدعوة من رئيس الوزراء الـــبـــريـــطـــانـــي كـــيـــر ســــتــــارمــــر، والاجـــتـــمـــاع الــــاحــــق بــــن الـــــقـــــادة الـــثـــاثـــة والـــرئـــيـــس الأوكـــــــــرانـــــــــي فــــولــــوديــــمــــيــــر زيـــلـــيـــنـــســـكـــي «غرضهما الأساسي، في المرحلة الراهنة، الــتــوافــق حـــول مــوقــف أوروبـــــي ــــ أوكــرانــي بـحـيـث يـشـكـل أســـاســـا صـلـبـا يـمـكـن على أســـــاســـــه الـــــتـــــفـــــاوض مـــــع الأمــــيــــركــــيــــن». ولـبـنـاء هـــذا المــوقــف، يـحـتـاج الأوروبـــيـــون الـذيـن استُبعدوا مـن المـفـاوضـات الأخيرة بخصوص الحرب في أوكرانيا «أن يكونوا على درايـة بدقائق مكونات التفاوض من أجـل بـلـورة موقف يتمسك بالأساسيات، وأولـــــهـــــا حـــــق الأوكـــــرانـــــيـــــن فـــــي اخـــتـــيـــار مصيرهم، وتـحـديـد معايير اتـفـاق سلام ممكن مع روسيا». وبينما ترى «الترويكا الأوروبية» أن خـيـارات الإدارة الأميركية تميل بوضوح إلــــــى جــــانــــب مــــوســــكــــو، فــــــإن الأوروبـــــيـــــن عــــازمــــون عــلــى اســـتـــخـــدام «كـــافـــة الأدوات المـــتـــاحـــة لـــهـــم مــــن الــــدعــــم المــــالــــي والــــدعــــم الـعـسـكـري مــن خـــال (تـحـالـف الــراغــبــن)، المــفــتــرض بـــه أن يـصـب فـــي خــدمــة الـهـدف نـفـسـه؛ أي تمكين أوكــرانــيــا مــن اسـتـعـادة حقوقها وتحديد مستقبلها، والدخول في مفاوضات مع روسيا من موقع قوة بحيث تتمكن من حماية مصالحها». وتــــــرى بــــاريــــس أن الـــطـــريـــق الأســـلـــم لـلـمـفـاوضـات هــو «أن يسمع الأمـيـركـيـون مـــــن الـــــطـــــرف الأوكــــــــرانــــــــي مـــــا هـــــو مــمــكــن بــالــنــســبــة إلـــيـــهـــم، ومـــــا هــــو غـــيـــر المــمــكــن. ومـتـى تـبـن لهم ذلـــك، فــإن الأســـاس بعده أن يعمل الأميركيون على انتزاع التزامات مـــــن الــــجــــانــــب الــــــروســــــي بـــحـــيـــث يــصــبــح الـــتـــفـــاوض مــمــكــنــا، مـــا سـيـسـمـح بـــإرســـاء وقـــــف لإطـــــاق الـــنـــار والــســعــي إلــــى اتــفــاق يتحلى بـالمـصـداقـيـة». ولا يـتـوقـف الـــدور الأوروبــي كما تنظر إليه باريس عند هذا الـحـد. ففرنسا تــرى أن العملية «مــا زالـت فـي بـدايـتـهـا». ومــا تعنيه بـذلـك أن العمل الـتـمـهـيـدي والــرغــبــة الأمـيـركـيـة فــي فـرض حــــل عـــلـــى كــيــيــف مــــا زالا مـــبـــكـــريـــن، ومـــن واجب الأوروبيين الذين يوفرون لأوكرانيا مروحة واسعة من الدعم متعدد الأشكال «التأكد من أن مصالح أوكرانيا ومصالح أوروبا مجتمعَة - وهما متلازمتان - تؤخذ فعلا في الاعتبار في إطار المفاوضات بين الطرفين الأميركي والروسي». لا يـــفـــصـــل الأوروبـــــــيـــــــون بــــن أمــنــهــم الـــــخـــــاص وأمــــــــن أوكـــــرانـــــيـــــا المــســتــقــبــلــي. ويـــــــريـــــــد الأوروبــــــــــــيــــــــــــون، وفـــــــــق المـــــصـــــدر الـــرئـــاســـي الـــفـــرنـــســـي، أن تـــتـــوافـــر لـديـهـم «رؤيــة مستقبلية» بخصوص أمـن القارة الأوروبية. وما يجعل الأمور أكثر إلحاحا هو تفاقم مخاوفهم من مضمون الوثيقة الاســتــراتــيــجــيــة الأمــنــيــة الأمــيــركــيــة الـتـي تهاجم أوروبـا، ولا تحمل التزاما أميركيا بــأمــنــهــا. ولا يــعــرف الأوروبــــيــــون حقيقة مــدى الـتـزام واشنطن بما صــرح بـه وزيـر الخارجية مـاركـو روبـيـو بـشـأن استعداد الإدارة الأميركية لتقديم ضمانات أمنية لأوكـــرانـــيـــا، والـــتـــي تـشـكـل حـجـر الأســـاس لـــقـــبـــولـــهـــا الـــســـيـــر بــــاتــــفــــاق مـــــع روســــيــــا. وكشف المصدر الفرنسي أن روبيو تحدث بــــالإيــــجــــاب بـــمـــنـــاســـبـــة مـــشـــاركـــتـــه لــلــمــرة الأولـــــى فـــي اجــتــمــاع «تــحــالــف الــراغــبــن» بداية الأسبوع الماضي بدعوة من الرئيس الــفــرنــســي. ووفــــق المـــصـــدر الـــرئـــاســـي، فـإن روبـيـو أفــاد بـأن الـولايـات المتحدة ستبدأ فـــي الــتــخــطــيــط مـــع «تـــحـــالـــف الـــراغـــبـــن»، وبـــالـــتـــالـــي ســـتـــنـــخـــرط فــــي عـــمـــل مــشــتــرك لـ«وضع تعريف للضمانات الأمنية». وتـــــعـــــد مــــســــألــــة الــــضــــمــــانــــات (وهـــــي الــــغــــرض الأســــاســــي مــــن إنــــشــــاء «تــحــالــف الـراغـبـن») حيوية بالنسبة لكييف التي ترى فيها «بوليصة تأمين» وظيفتها منع أي اعـــتـــداءات روســيــة مستقبلية عليها. وحــتــى الـــيـــوم، ورغــــم الإصـــــرار الأوكـــرانـــي - الأوروبـــــي، لــم تكشف الإدارة الأميركية بـــشـــكـــل واضــــــــح عـــمـــا تــســتــطــيــع تـــوفـــيـــره مـــن ضـــمـــانـــات، عـلـمـا أن الـــــدول المـسـتـعـدة لتوفير عناصر عسكرية لـ«قوة الطمأنة» الأوروبـــــــيـــــــة المــــفــــتــــرض أن تـــنـــتـــشـــر خـلـف خـــطـــوط وقــــف إطـــــاق الـــنـــار بــعــد تــوقــفــه، تــــربــــط مـــشـــاركـــتـــهـــا بــــتــــوافــــر الـــضـــمـــانـــات الأميركية. وعصراً، قال قصر الإليزيه إن اجتماع «الترويكا» مع الرئيس زيلينسكي «أتاح مـــواصـــلـــة الــعــمــل المـــشـــتـــرك بـــشـــأن الـخـطـة الأميركية بهدف استكمالها بالمساهمات الأوروبــــــــيــــــــة، وبـــالـــتـــنـــســـيـــق الــــوثــــيــــق مــع أوكــرانــيــا»، مضيفا أن «مستشاري الأمـن الــــقــــومــــي لـــــأطـــــراف الأربـــــعـــــة يـــواصـــلـــون استكمال العمل» تمهيدا لـلـقـاءات لاحقة مــع نـظـرائـهـم الأمـيـركـيـن لـغـرض «تعزيز التقارب» بين الجانبين. كذلك يتم العمل على الضمانات الأمنية لأوكرانيا وإعادة إعمارها. وبعد لندن، يتوجّه زيلينسكي إلــــــى بــــروكــــســــل لـــلـــقـــاء أمــــــن عــــــام الــحــلــف الأطــــلــــســــي مـــــــارك روتــــــــه، وكــــذلــــك رئــيــســة المـفـوضـيـة الأوروبــــيــــة أورســـــولا فـــون ديـر لاين، ورئيس المجلس الأوروبـي أنطونيو كوستا. وكان زيلينسكي قد أشار في مقابلة هاتفية مــع وكــالــة «بـلـومـبـرغ»، أن بعض عـنـاصـر الـخـطـة الأمـيـركـيـة يتطلب مـزيـدا مــــن الــــنــــقــــاش حــــــول عــــــدد مــــن «الـــقـــضـــايـــا الــــحــــســــاســــة»، بـــمـــا فــــي ذلــــــك الـــضـــمـــانـــات الأمـــنـــيـــة لـــلـــبـــاد الـــتـــي أنــهــكــتــهــا الـــحـــرب، والــســيــطــرة عــلــى شــــرق الـــبـــاد. وأضـــــاف: «هــنــاك رؤى مختلفة لــلــولايــات المـتـحـدة، وروســــيــــا، وأوكــــرانــــيــــا، ولا تـــوجـــد وجـهـة نظر موحدة بشأن دونباس»، مشيرا إلى أن كييف تضغط مـن أجــل اتـفـاق منفصل يتعلق بـالـضـمـانـات الأمـنـيـة مــن الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وفي سياق آخر، عبّر المصدر الرئاسي عن «ثقته» بقدرة الاتـحـاد الأوروبـــي على الـتـوصـل إلـــى تـفـاهـم بالنسبة لاسـتـخـدام الأصـــــول الــروســيــة المــجــمــدة فـــي مؤسسة «يـــوروكـــلـــيـــر» الــبــلــجــيــكــيــة، والــــتــــي يــريــد الأوروبيون توظيفها لدعم أوكرانيا ماليا وعـــســـكـــريـــا. وبــحــســب رئــيــســة المـفـوضـيـة الأوروبــــيــــة أورســــــولا فــــون ديــــر لايــــن، فــإن الاتـحـاد يرغب فـي الحصول على تسعين مـلـيـار يــــورو مـــن الأصـــــول تــقــدم فـــي إطـــار 2027 و 2026 قــــــروض لــكــيــيــف لــلــعــامــن لـــدعـــم مــجــهــودهــا الــعــســكــري ومــالــيــتــهــا. ويُنتظر أن تُبت هـذه المسألة في اجتماع من الشهر 19 و 18 القادة الأوروبيين يومَي الحالي. باريس: ميشال أبونجم داوننغ ستريت» بلندن أمس (أ.ف.ب) 10« قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني قبل انطلاق اجتماعهم في الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مركز كينيدي بواشنطن الأحد الماضي (أ.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky