issue17177.1

قالت المخرجة والممثلة اللبنانية نــاديــن لبكي إن الـعـمـل الـفـنـي لا يولد مـــصـــادفـــة، بـــل يـــأتـــي مـــن تــلــك الـرجـفـة الداخلية التي يخلّفها هاجس ما، أو من أسئلة لا تتوقف عن الإلحاح حتى تتحوّل إلى قصة. وبــــــــــــدت نــــــــاديــــــــن فــــــــي جـــلـــســـتـــهـــا الـــحـــواريـــة بــمــهــرجــان الــبــحــر الأحــمــر الـــســـيـــنـــمـــائـــي، الأحـــــــــد، الــــتــــي أدارهــــــــا أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والكلاسيكي بالمهرجان، كأنها تفتح كــــتــــابــــا شـــخـــصـــيـــا، تـــقـــلـــب صـــفـــحـــاتـــه بهدوء وثقة، وتعيد ترتيب ذكرياتها وتجاربها لتشرح كيف تُصنع الأفلام. فمنذ اللحظة الأولى لحديثها، شددت عـلـى أن الــصــدق هــو مــا يـمـيّــز الفيلم؛ ليس صدق رؤيتها وحدها، بل صدق كل مَن يقف خلف الكاميرا وأمامها. وأكــــــــــــدت أن الــــشــــغــــف والـــــهـــــوس هما مـا يسبقان الــــولادة الفعلية لأي فـــكـــرة؛ فـقـبـل أن تــصــوغ أولــــى كـلـمـات السيناريو، تكون قد أمضت زمنا في مواجهة فكرة لا تريد مغادرة ذهنها. شـــيـــئـــا فـــشـــيـــئـــا يــــبــــدأ هـــــــذا الـــهـــاجـــس بالتشكّل والتحول إلى موضوع محدد يـــصـــبـــح الـــبـــوصـــلـــة الــــتــــي تـــضـــبـــط كـل التفاصيل الأخــرى. قد تتغير القصة، وقــد يتبدّل مـسـار الفيلم، لكن الفكرة الـجـوهـريـة، ذلـــك الــســؤال المــلــحّ، تبقى العنصر الثابت الذي يجب بلوغه في النهاية. وتــســتــرجــع نـــاديـــن لــحــظــة ولادة فيلم «هـــأ لــويــن؟»، فتعود إلــى حرب ، حين كانت مع طفلها في شوارع 2008 بــــدت كــأنــهــا عــلــى وشــــك الانــــــزلاق إلــى حرب أهلية جديدة. وتــروي كيف تسلّل إليها الخوف عـــنـــدمـــا تــخــيّــلــت ابـــنـــهـــا شـــابـــا يـحـمـل الــســاح، وكـيـف تـحـوّلـت تـلـك اللحظة إلى بذرة فيلم كامل. وفـــــي «كــــفــــرنــــاحــــوم» حـــــدث شـــيء مــــشــــابــــه، إذ تــــقــــول إنــــهــــا كــــانــــت تـــرى الأطـــفـــال فـــي الــــشــــوارع، وتــنــصــت إلــى قصصهم، وتراقب نظرتهم إلى العالم وإلـــــى الـــنـــاس الـــذيـــن يــــمــــرّون أمــامــهــم كأنهم عابرون بلا أثر. مـــن هــنــا بـــــدأت الـــفـــكـــرة، ثـــم امــتــد ســــنــــوات مــــن الـبـحـث 5 المــــشــــروع إلـــــى المـــــيـــــدانـــــي، أمــــضــــت خـــالـــهـــا ســـاعـــات طـــويـــلـــة فــــي مـــحـــاولـــة فـــهـــم الـــقـــوانـــن، والحياة اليومية، والدوافع الإنسانية التي تحكم هذه البقع المهمَّشة. وتــؤكــد نــاديــن أن مـرحـلـة الكتابة ليست مجرد صياغة نـص، بل لحظة مـشـاركـة وتـجـربـة مـشـتـركـة، فالعلاقة بــــن فـــريـــق الـــكـــتـــابـــة بــالــنــســبــة إلــيــهــا أساسية. وتشير إلى أنها تحب العمل مع أشخاص يتقاسمون معها الرؤية والمـــــبـــــادئ نــفــســهــا. أحـــيـــانـــا يـكـتـبـون أســـبـــوعـــن مــتــواصــلــن، ثـــم يـتـوقـفـون شــــهــــورا قـــبـــل أن يــــعــــودوا لــلــعــمــل مـن جــديــد، بــا مــواعــيــد نـهـائـيـة صــارمــة، لأن القصة، كما تقول، هي التي تحدد إيقاعها وزمنها، لا العكس. وعـنـدمـا تنتقل إلـــى الـحـديـث عن اخـتـيـار المـمـثـلـن، تـكـشـف أن العملية تـــســـتـــغـــرق وقــــتــــا طــــــويــــــاً، لأن أغـــلـــب أبطال أفلامها ليسوا محترفين. ففي «كفرناحوم» مثلاً، كان من المستحيل بـالـنـسـبـة إلــيــهــا أن تــطــلــب مـــن ممثل مـحـتـرف أن ينقل ذلـــك الــقــدر مــن الألــم الحقيقي، لذلك اتجهت إلـى أشخاص عاشوا التجارب نفسها أو عايشوا مَن مر بها. وتؤكد أنها مفتونة بالطبيعة الإنسانية، وأن فهم الناس ودوافعهم هو بوابة الإبــداع لديها؛ فهي لا تفكر فــي النتيجة فــي أثــنــاء الـتـصـويـر، بل في التجربة نفسها، وفي اللحظة التي يُصنع فيها المشهد. وتـــــتـــــوقـــــف نـــــــاديـــــــن أيــــــضــــــا عـــنـــد تــــجــــربــــتــــهــــا الــــتــــمــــثــــيــــلــــيــــة فـــــــي فـــيـــلـــم «وحـــشـــتـــيـــنـــي»، كــاشــفــة أنــــه مـــن أكـثـر الأعمال التي أثّــرت فيها على مستوى شـخـصـي، وأنـــهـــا ســعــدت بـالـعـمـل مع النجمة الفرنسية فـانـي أردان. وتـرى أن التمثيل هـــذه المـــرة جعلها تعيش السينما من زاوية مختلفة، فهي تؤمن ـ كما تقول ـ بـــنُـــبـــل الـــســـيـــنـــمـــا وقــــدرتــــهــــا عـلـى تـــغـــيـــيـــر الإنــــــســــــان وطــــريــــقــــة تــفــكــيــره ونـــــظـــــرتـــــه إلـــــــــى الأشـــــــــيـــــــــاء، وهـــــــــو مـــا يشجعها على الاسـتـمـرار فـي خوض تجارب سينمائية تركّز على السلوك الإنساني، مع سعي دائم لفهم الدوافع غير المتوقعة للأفراد أحياناً. وتشير إلــى أن المــدرســة الإيـرانـيـة فـــي إدارة المــمــثــلــن كـــانـــت ذات تـأثـيـر كبير في تكوينها الفني. ورغـم غياب صناعة سينمائية حقيقية في لبنان عــنــدمــا بـــــدأت مـسـيـرتـهـا الإخـــراجـــيـــة، فإنها تعلّمت عبر الإعلانات والفيديو كـلـيـبـات، وصـنـعـت طـريـقـهـا بنفسها من عمل إلـى آخـر، لعدم وجـود فرصة الوقوف إلى جانب مخرجين كبار. وقد عدت ذلك واحدا من أصعب التحديات التي واجهتها. وأكـــدت أن فيلمها الـجـديـد، الـذي تــعـــمـــل عـــلـــيـــه حـــالـــيـــا، مـــرتـــبـــط بــفــكــرة مـركـزيـة، وسـيُــصـوَّر فـي أكثر مـن بلد، ويــأتــي ضـمـن هاجسها الأكــبــر، قصة المـــرأة وتـجـاربـهـا. ولأن أفـكـارهـا تولد غـــالـــبـــا مــــن مــعــايــشــة مـــمـــتـــدة لـقـضـايـا تحيط بها يومياً، تقول: «نعيش زمنا تــخــتــلــط فـــيـــه المـــفـــاهـــيـــم بــــن الـــصـــواب والـــــخـــــطـــــأ، ولا نــــجــــد مــــرجــــعــــا ســــوى مــبــادئــنــا الــشــخــصــيــة»، مـــؤكـــدة أنـهـا تستند فـي اختياراتها الفنية إلـى ما تؤمن به فقط. وفـي ختام حديثها، تتوقف عند شراكتها مـع زوجـهـا الموسيقي خالد مـزنَّــر، وتصفها بأنها واحــدة من أهم ركائز تجربتها، موضحة أن رحلتهما فـــي الــعــمــل عــلــى المــوســيــقــى تــبــدأ منذ لحظة ولادة الفكرة. وأحـــــــيـــــــانـــــــا يــــخــــتــــلــــفــــان بـــــشـــــدة، ويتجادلان حول الموسيقى أو الإيقاع أو الإحساس المطلوب، لكنهما يصلان فـــي الــنــهــايــة إلــــى صـيـغـة فـنـيـة تجمع رؤيـــتـــهـــمـــا، وتـــــرى نـفـسـهـا مـحـظـوظـة بــأنــهــا تـــرافـــق شـخـصـا مــوهــوبــا فنيا وإنسانيا ً. بعد تتويجه بجائزة «أوسكار» ثانية عن فيلم «الوحشي»، فاجأ النجم الأميركي أدريــــان بـــرودي جمهور «مـهـرجـان البحر الأحمر» بإعلان غير متوقع، بأنه لم يقبل أي دور جديد منذ هذا الفيلم، وأن النجاح مهما بدا لامعا قد يضيّق الخيارات بدل أن يوسّعها، جـاء ذلـك في جلسة جماهيرية اتــســمــت بـــقـــدر كــبــيــر مـــن الـــصـــراحـــة، قـــدّم بـــرودي خلالها واحـــدة مـن أكثر شهاداته وضـوحـا عـن المهنة، ومتحدثا عـن إرهــاق التصوير، وهشاشة الممثل، ومسؤوليته الأخلاقية تجاه التاريخ والذاكرة. ويُعد أدريـــان بــرودي واحــدا من أبرز ممثلي جيله؛ فهو الممثل الأميركي الـذي نـــــال جــــائــــزة «الأوســــــكــــــار» لأفـــضـــل مـمـثـل عن فيلم «عـازف 2002 مرتين، الأولــى عـام عـــن فيلم 2025 الــبــيــانــو»، والــثــانــيــة عــــام «الــوحــشــي»، كما حصد جـائـزة «سـيـزار» بــوصــفــه أفـــضـــل مــمــثــل فـــي الـــعـــام نـفـسـه، لـيـصـبـح مـــن الـــقـــائـــل الـــذيـــن جــمــعــوا بين هذين التكريمين في مسيرة واحدة. ويــــبــــدو لافـــتـــا أن بــــــــرودي لــــم يُـــســـأل مباشرة عن رأيه في السعودية، ومع ذلك توقف في بداية الجلسة ليقول «من الرائع رؤيــة هــذا التطور فـي الـسـعـوديـة... هناك أصــــــوات جـــديـــدة خــصــوصــا مـــن الــنــســاء، وهذا شيء مهم لأي صناعة»، وكان صوته خاليا مـن المـجـامـلـة، وأقـــرب إلــى ملاحظة فنان يتابع تحوّلا حقيقيا في بنية المشهد السينمائي العربي. كـمـا أن بـــــرودي لـــم يـلـجـأ إلـــى تلميع تجربته الأخيرة، بل اختار أن يبدأ من أكثر نقاطها قسوة؛ إذ قال بصراحة: «صوّرنا يــومــا فــقــط، ولــــم يكن 23 (الـــوحـــشـــي) فـــي هناك وقت للراحة... كنّا جميعا مُنهكين». صاغ هذه الجملة بلا أي محاولة لتخفيف وقـــعـــهـــا، كـــأنـــه يـــريـــد أن يــقــتــلــع مــــن ذهـــن الجمهور فكرة «السحر» التي تحيط عادة بـصـنـاعـة الأفـــــام، لـيـضـع مـكـانـهـا صــورة واقعية لعمل شــاق، جسديا وعاطفياً، لا يشبه ما يُصدّره الخيال الهوليوودي. وأعـــــاد بـــــرودي الــتــذكــيــر بــــأن إرهــــاق التصوير ليس حـدثـا عـابـرا ولا تفصيلا تقنياً، بـل هـو جــزء أسـاسـي مـن التجربة التي قد تُشكّل أداء الممثل أكثر مما تفعل الكاميرا أو النص. وعن ذلك قال: «التعب يُــغــيّــر كـــل شــــــيء... نــحــن لا نـــــؤدي أدوارا وحسب، بل نعيشها». هدوء ما بعد «الأوسكار» مــــن بــــن الـــتـــصـــريـــحـــات الـــتـــي أثـــــارت انـتـبـاه الـجـمـهـور، قـولـه إنـــه لــم يــوقّــع على أي عمل جـديـد منذ تتويجه الأخــيــر، بيد أنه لم يقل ذلك تكبُّرا أو احـتـرازاً، بل حذرا فنيا تعلّمه مع الزمن، وأضـاف: «ليس لأن العروض لم تكن جيدة... لكنها لم تشعرني بالانسجام، فأنا أحتاج أن أعرف أن العمل يستحق جهدي ووقتي وحياتي». هــــذا الـــوعـــي الـــــذي جــــاء بــعــد مـسـيـرة طــويــلــة يـعـيـد صــيــاغــة الـــصـــورة النمطية التي تفترض أن الفوز بـ«الأوسكار» يفتح كل الأبواب، لكن برودي رأى خلال الجلسة الــــتــــي أدارهــــــــــا المـــمـــثـــل الــــســــعــــودي حـكـيـم جمعة عكس ذلـك، ويؤكد أن النجاح يُلزم صاحبه باختيارات أعـمـق، وبمسار أكثر دقة، وبمسؤولية تجاه تاريخه وتجاه ما سيبقى منه بعد سنوات. ً العزلة بوصفها خيارا مهنيا ومـن أكثر اللحظات قـوة في الجلسة حديث برودي عن طبيعة حياته في أثناء الـتـصـويـر، حـيـث صــــرّح بــالــقــول: «ليست لـــــدي حـــيـــاة شـخـصـيـة عــنــدمــا أعــــمــــل... لا أخــرج مـع أحـــد... أحيانا لا أتـنـاول الغداء حتى أحتفظ بطاقتي؛ لأني لو تشتتُّ، فلن أستطيع أن أؤدي». وتـكـشـف هـــذه الـجـمـلـة جـانـبـا مهنيا لـــــم يـــتـــحـــدث عـــنـــه بـــــــــرودي ســـابـــقـــا بـــهـــذه الـــصـــراحـــة، فـهـي لـيـسـت طـريـقـة منهجية بالمعنى التقليدي، بل هي شكل من أشكال الحفاظ على الـــذات داخــل مهنة تستنزف صـاحـبـهـا فــي كــل دور جــديــد، كـمـا يفيد، مضيفاً: «لـسـت آلــــة... بعض الأيـــام تكون ضـعـيـفـا، ومــشــتــتــا، وغـــاضـــبـــا، ومــــع ذلـــك، يجب أن تقدّم العمل». كــــمــــا تــــــوقّــــــف بـــــــــــرودي مــــــطــــــولا عــنــد فيلمه «عـــازف البيانو»، الــذي كـان محور لحظة إنسانية مؤثرة بعد أن شـارك أحد الحضور قصة مشاهدته للفيلم مع جده البولندي قبل وفاته، حيث قال: «مسؤولية الممثل ليست الترفيه فقط... أحيانا تكون مسؤولية تاريخية». عصر الذكاء الاصطناعي حـــضـــر فــــي الـــجـــلـــســـة الـــــســـــؤال الــــذي يــــطــــارد الـــصـــنـــاعـــة عـــالمـــيـــا حــــــول الــــذكــــاء الاصــــطــــنــــاعــــي، وجـــــــاء بــــــــرودي واضــــحــــا: «نـعـيـش تـغـيّــرا هــائــا فــي كــل المـــجـــالات... نعم، هناك أدوات جديدة ستفيد الجميع، لكن لا شيء يمكنه أن يحل محل العاطفة». ويــــمــــكــــن الـــــقـــــول إن بــــــــــرودي لـــــم يـــرفـــض التقنية، ولم يبالغ في التحذير منها، بل وضعها في إطار متزن، قائلاًك «حتى لو أمكن اصطناع العاطفة... سيبقى للعمل الإنساني قيمته». فــي نـهـايـة الـجـلـسـة، خـــرج الجمهور بـــــصـــــورة مــخــتــلــفــة تـــمـــامـــا عـــــن بــــــــرودي، لا بــوصــفــه نــجــمــا مــحــاطــا بـــالـــبـــريـــق، بل بـوصـفـه فـنـانـا يـــواجـــه فـــي كـــل تـسـاؤلاتـه الداخلية، ويبحث عن الانسجام مع عمله، ويصارع حدود الجسد والذاكرة والحياة الشخصية ليصنع أداء يستحق المشاهدة، ولـــم تـكـن مـشـاركـة بــــرودي فــي «مـهـرجـان الـبـحـر الأحـــمـــر» «زيـــــارة نـجـم عـــالمـــي»، بل كانت إضافة فكرية إلى المهرجان، ورسالة واضحة بأن السينما حين تُناقَش بصدق قادرة على كشف ما هو أعمق من الأدوار، وأكبر من الجوائز. يوميات الشرق كشف أدريان برودي في «المهرجان» جانبا إنسانيا ومهنيا صريحا عن مشقّة التمثيل ومسؤوليته ترى نادين لبكي أن فهم الطبيعة الإنسانية هو الأساس الذي تنطلق منه في صناعة أفلامها ASHARQ DAILY 22 Issue 17177 - العدد Monday - 2025/12/8 الاثنين تحدث عن إرهاق التصوير وعزلة ما بعد الأوسكار... مشيدا بتطوّر السينما السعودية أدريان برودي في «البحر الأحمر»: لم أقبل أي دور بعد «الوحشي» أدريان برودي على السجادة الحمراء لـ«مهرجان البحر الأحمر» (المهرجان) جدّة: إيمان الخطاف خلال ندوة في «البحر الأحمر» تتأمل دور المرأة وقصصها في مشروعها السينمائي الجديد نادين لبكي: السينما هاجس داخلي... وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ نادين لبكي تتحدث إلى أنطوان خليفة عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان) جدّة: أحمد عدلي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky