issue17177.1

اقتصاد 15 Issue 17177 - العدد Monday - 2025/12/8 الاثنين ECONOMY د. عبد الله الردادي أهمية النحاس ظل النحاس لعقود مرتبطا بالبناء والصناعات القديمة، وخـال سنوات قليلة، أصبح النحاس مادة استراتيجية خاما تتزاحم عليها الدول، فارتفع الطلب العالمي على في المائة سنوياً، وسط توقعات بأن يتسارع هذا 4 النحاس خلال العقد الأخير بنحو ، فما حيثيات ارتفاع الطلب على النحاس؟ 2035 في المائة بحلول 6 النمو السنوي إلى وكيف تحول من معدن رخيص إلى سلعة استراتيجية؟ يمكن النظر إلــى مـا آل إلـيـه الـنـحـاس مـن عــدة جــوانــب؛ أولـهـا ارتـبـاطـه بتحولات عديدة، لا سيما التحولات الخضراء، فقد تسارعت مشاريع التحول الأخضر عالميا - من شبكات الكهرباء الذكية، إلـى البطاريات المتقدمة، وإلـى المركبات الكهربائية - وكلها تعتمد اعتمادا كثيفا على النحاس بوصفه أفضل المعادن لنقل الكهرباء بكفاءة، ومع صعود مشاريع الطاقة المتجددة، تضاعف الضغط على النحاس، فكل توربين رياح طـن مـن الـنـحـاس، وكــل سـيـارة كهربائية تحتاج إلــى أربعة 4.5 يحتاج إلــى مـا يـقـارب أضعاف كمية النحاس الموجودة في السيارة التقليدية، وهذا ما دفع وكالات الطاقة إلى التحذير من «فجوة نحاسية» تلوح في الأفق مع مطلع العقد المقبل. غير أن التحول الأخضر - على ضخامته - لم يعد المحرك الأكبر للطلب، إذ ظهر الذكاء الاصطناعي لاعبا جديدا في الطلب على النحاس؛ ففي غضون عامين فقط، أدت الطفرة فـي نـمـاذج الـذكـاء الاصطناعي الـتـولـيـدي، وسـبـاق الـشـركـات نحو بـنـاء مراكز بيانات عملاقة، إلـى خلق موجة طلب إضافية وغير مسبوقة على النحاس، فمراكز البيانات التي تُعد البنية التحتية الأساسية لتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تحتاج إلى كميات كبيرة جدا من النحاس في شبكات الطاقة، والتوصيلات، وأنظمة ميغاواط 100 التبريد. وتشير دراســات حديثة إلـى أن بناء مركز بيانات واحـد بقدرة طن من النحاس، فيما يحتاج كل ميغاواط من القدرة 3000 و 2000 قد يستهلك ما بين طنا من النحاس، وهو رقم قابل للزيادة مع تضخم قدرات المعالجة. 30 التشغيلية نحو ويضاف إلى ذلك أن مراكز البيانات نفسها تنمو بمعدل غير مسبوق، فقد تضاعف ، بينما ارتفع الاستثمار 2023 و 2018 عدد مراكز البيانات فائقة الحجم عالميا بين عامي » أن كمية BHP« فـي بنائها بأكثر مـن الضعف خـال السنوات الأخـيـرة، وتـقـدّر شركة 3 ألـف طـن الـيـوم، إلـى 500 النحاس المستخدمة فـي مـراكـز البيانات سترتفع مـن نحو أضعاف خـال أقـل من ثلاثة 6 ؛ أي بمعدل نمو يفوق 2050 ملايين طن سنويا بحلول عقود. ومـــا سيخلق أزمـــة فــي المستقبل أن الــــدول الـــقـــادرة عـلـى إنــتــاج الـنـحـاس بكميات تجارية كبيرة، دول محدودة جداً، فعلى الرغم من انتشار خام النحاس جغرافياً، فإن استخراجه اقتصاديا يتركز في دول مثل تشيلي وبيرو والكونغو وزامبيا، ومعظم هذه الدول تواجه تحديات سياسية أو بيئية أو لوجيستية تعيق التوسع السريع في الإنتاج، ومع تزايد الضغط على الطلب، تسارعت التحركات الدولية لتأمين النحاس، فالصين، التي تهيمن على أكثر من نصف القدرة العالمية لصهر النحاس، وتُعد أكبر مستهلك عالمي له، تحتفظ بوزن استراتيجي كبير في السوق، فهي لا تتحكم فقط في المعالجة؛ بل في جزء واسع من الاستثمارات في مناجم الكونغو وأميركا اللاتينية، مما يمنحها نفوذا في سلاسل الإمداد لا ينافسها فيه أحد. أما الولايات المتحدة، فبدأت تتحرك بقوة لتقليل اعتمادها على الصين، فقد أدرجت النحاس ضمن قائمة المعادن الحرجة، ووقعت اتفاقات استراتيجية مؤخرا مع الكونغو الديمقراطية، تتيح للشركات الأميركية حق أولوية لشراء النحاس والكوبالت، مع تمويل مشروعات لوجيستية؛ مثل تطوير ممر «لوبِيتو» لتسهيل نقل المعادن نحو الموانئ على شاطئ الأطلسي، كما تسعى واشنطن إلى إعادة فتح بعض المناجم المحلية وتعزيز سعة التكرير الداخلي، وقـد تصبح الــدول المـصـدّرة للنحاس لاعبا مركزيا في معادلة الأمن الاقتصادي العالمي، مع استمرار محدودية المصادر وزيادة الطلب المتسارعة. وها هو الذكاء الاصطناعي يغير مرة أخرى التوقعات المستقبلية، فقد زاد تعقيد الـتـحـول الأخـضـر مـن ناحيتين؛ الأولـــى المنافسة على المـــواد الـخـام وأولاهــــا النحاس، والثانية زيـادتـه للطلب على الطاقة التي لا يمكن أن توفرها مصادر الطاقة النظيفة بالكامل، ومع كل مركز بيانات يُبنى في العالم، تواجه الطاقة النظيفة ضغطا إضافياً، حتى في المؤتمرات التي تناقش زيادة الطلب على النحاس والطاقة وسلاسل الإمداد، أصـبـح الـحـديـث عـن الــذكــاء الاصـطـنـاعـي بـديـا عـن الـحـديـث عـن المـركـبـات الكهربائية، وللذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية في ذلـك؛ وهي بعده الاستراتيجي الهائل الـذي لا تصح مقارنته مع المركبات الكهربائية. يواجه أصعب قرار في اجتماعه الأخير لهذا العام «الفيدرالي» محاصر بين ضغوط خفض الفائدة وتصاعد الانقسامات يدخل مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» وسـط حالة من 2025 اجتماعه الأخير لعام عــــدم الــيــقــن الاقـــتـــصـــادي والــســيــاســي. هــذا الاجـــتـــمـــاع لا يـقـتـصـر عــلــى تــحــديــد مصير أســـعـــار الـــفـــائـــدة فـــي ظـــل انـــقـــســـام حــــاد بين صـانـعـي الـسـيـاسـة الــنــقــديــة، بـــل يــأتــي قبل أشـــهـــر مــــعــــدودة مــــن تــغــيــيــر رئــــاســــة الـبـنـك المــــركــــزي الأمـــيـــركـــي المـــقـــرر فـــي مـــايـــو (أيـــــار) المــقــبــل، الأمــــر الــــذي يـضـع مـصـيـر الـسـيـاسـة وما بعده على 2026 النقدية الأميركية لعام المحك. قرار صعب في ظل مؤشرات متضاربة الاجتماع، الـذي يستمر يومي الثلاثاء والأربعاء، يضع «الاحتياطي الفيدرالي» أمام خيارين متناقضين: إما خفض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام لدعم سوق العمل المتباطئة، أم الإبــقــاء عليها مرتفعة لمـواجـهـة التضخم المتصلب الذي لا يزال فوق المستهدف، البالغ في المائة. الأمر الذي يتسبب بانقسام حاد 2 بـن صانعي السياسة النقدية. كما أن هذا الاجتماع يأتي قبل كشف الرئيس الأميركي دونـــالـــد تــرمــب الــنــقــاب عـــن مـرشـحـه لخلافة الـرئـيـس الـحـالـي لــ«الاحـتـيـاطـي الـفـيـدرالـي» جـيـروم بـــاول. إذ أعـلـن تـرمـب هــذا الأسـبـوع، عن أنه سيكشف عن مرشحه لمنصب رئيس مجلس «الاحـتـيـاطـي الـفـيـدرالـي» الــقــادم في ، ولمَّــح إلـى أنـه يريد ترشيح 2026 أوائــل عـام كبير مستشاريه الاقتصاديين كيفن هاسيت (وهــــو مــن أكــثــر المـطـالـبـن بـخـفـض الـفـائـدة) لـيـحـل مــكــان بــــاول الــــذي تـنـتـهـي ولايـــتـــه في مايو. توقعات السوق في الأسابيع الأخيرة، شهدت التوقعات حول قرار الفائدة في اجتماع اللجنة يومّي ديــســمــبــر (كــــانــــون الأول)، تـقـلـبـات 10 و 9 حادة، لكنها استقرت حالياً. وتشير أسواق السندات الآجلة، وتحديدا أداة «فيدووتش» من مجموعة «سي إم إيه»، إلى أن احتمالات خــفــض الـــفـــائـــدة بـــمـــقـــدار ربــــع نـقـطـة مـئـويـة في المائة. وفي حال إقرار هذا 87 تبلغ نحو الخفض، سيكون الثالث على التوالي، ليصل نطاق سعر الفائدة على الأمــوال الفيدرالية في المائة. 3.75 - في المائة 3.50 إلى معضلة الولاية المزدوجة قــرار اللجنة الفيدرالية يـــزداد تعقيداً؛ بـــســـبـــب المــــهــــمــــة المـــــــزدوجـــــــة الـــــتـــــي مــنــحــهــا الـــكـــونـــغـــرس لــلــفــيــدرالــي: تـحـقـيـق اســتــقــرار الأســـعـــار، ومـنـع ارتـــفـــاع الـبـطـالـة. الـبـيـانـات الأخـيـرة التي أظهرت ارتـفـاع معدل البطالة فــــي المــــائــــة تــــرجِّــــح كـــفـــة المــطــالــبــن 4.4 إلـــــى بخفض الفائدة، لكن التضخم لا يـزال أعلى في المائة. 2 من الهدف البالغ الــــــواضــــــح أن الــــــصــــــورة الاقــــتــــصــــاديــــة مشوشة بشكل غير عادي، فبعض المؤشرات تـشـيـر إلـــى نـمـو قـــوي ومــخــاطــر تضخمية، بينما أخرى توحي ببداية تباطؤ اقتصادي. وزاد الإغــاق الحكومي في أكتوبر (تشرين الأول) التشويش على البيانات الرسمية، في الوقت الــذي أثــرت فيه السياسات التجارية والقيود على الهجرة سلبا على التوظيف، في حين دفعت التعريفات الجمركية الأسعار إلى الأعلى. صراع الحمائم والصقور هذا التضارب بين المؤشرات والضغوط المـــتـــنـــامـــيـــة انـــعـــكـــس انـــقـــســـامـــا حـــــــادا داخــــل «الــفــيــدرالــي». فـفـي الـخـطـابـات الـعـامـة التي سبقت فترة الصمت المعتادة قبل الاجتماع، انقسم مسؤولو «الفيدرالي» إلى معسكرين رئيسيَّين: فريق يرى أن التضخم هو الخطر الأكبر، ويجب الإبقاء على الأسعار مرتفعة. فــريــق لــديــه ثــقــة أكــبــر بــــأن الـتـعـريـفـات الــجــمــركــيــة تــمــثــل زيــــــادة فـــي الأســــعــــار لمــرة واحـــدة، وليست مـصـدرا للتضخم المستدام (وهو التعريف الحقيقي للتضخم). هذا الانقسام يعني أن السوق قد تبالغ في توقعات الخفض، رغم أن تقرير التضخم الأخـيـر الــصــادر يــوم الـجـمـعـة، والــــذي أظهر ارتفاعا أقل من المتوقع في سبتمبر (أيلول) عزَّز احتمالات الخفض. ترجيح كفة «الحمائم» رغـــــــم أن بـــــــــاول كـــــــان واضـــــحـــــا فـــــي أن خفض ديسمبر ليس «أمـرا مُسلّما به»، فإن كثيرا مـن المحللين يتوقعون أن تـسـود كفة «الحمائم» وأن يتم إقرار الخفض، مدعومين بــارتــفــاع مـعـدل الـبـطـالـة، وضـعـف مقاييس نمو الوظائف الخاصة. ويــتــوقَّــع الــخــبــراء أن يـتـمـكَّــن بــــاول من إقناع الأعضاء المترددين بالتصويت لصالح الـــخـــفـــض، مـــقـــابـــل الإشــــــــارة الـــقـــويـــة إلـــــى أن التخفيضات المستقبلية ستكون محدودة، مـمـا يعني فـتـرة تـوقـف طـويـلـة بـعـد خفض ديـسـمـبـر. ومـــن المــقــرر أن يــصــدر الـفـيـدرالـي ) لتوقعات أسعار Dot Plot( » «مخطط النقاط الفائدة والاقتصاد، لكن لا يُتوقع تغييرات مادية عن توقعات سبتمبر. تركيبة المجلس يـذكـر أنـــه رغـــم أنـــه مــن المــقــرر أن يــرأس اجــتــمــاعــات لـلـجـنـة الــفــيــدرالــيــة في 3 بـــــاول يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) وأبريل (نـــيـــســـان) قــبــل انــتــهــاء ولايـــتـــه، فــــإن ولايــتــه مــحــافــظــا لــبــنــك الاحـــتـــيـــاطـــي الـــفـــيـــدرالـــي لن . وهو ما يعني أنه 2028 تنتهي حتى يناير قد يكسر التقاليد ويبقى في بنك الاحتياطي الفيدرالي لسنوات أخــرى عــدة، وهــو مـا قد يثير استياء المكتب البيضاوي على الأرجح. لـكـن تـرمـب قــد يستفيد مــن مـقـاعـد في اللجنة ليسمي مــوالــن لـــه. إذ مــن المــقــرر أن يتقاعد رئيس بنك أتلانتا الفيدرالي رفائيل ، مما 2026 ) بـوسـتـيـك فـــي فــبــرايــر (شـــبـــاط يمثل فـراغـا إضافيا فـي اللجنة. فـي حـن لا تــزال هناك قضية المحافظة ليزا كــوك، التي حــــاول تــرمــب عــزلــهــا، ومــــن المـــقـــرر أن تنظر المحكمة العليا فــي قضيتها فــي يـنـايـر، ما قـد يفتح الـبـاب لتعيين آخــر يـخـتـاره البيت الأبيض. 2026 آفاق عام رغم التوقعات الحالية التي تشير إلى فـتـرة تـوقـف طـويـلـة بـعـد خـفـض ديسمبر، فــإن المشهد قـد يتغير جـذريـا فـي منتصف العام المقبل إذا تولى كيفن هاسيت رئاسة «الاحـــتـــيـــاطـــي الـــفـــيـــدرالـــي» خــلــفــا لــجــيــروم بـــاول. فهاسيت مـعـروف بمواقفه الداعمة لخفض أسـعـار الفائدة بشكل أســـرع، وهو ما يتماشى مع توجهات ترمب. وبالتالي، في حال فـوزه، فمن المرجح أن يدفع «الاحتياطي الفيدرالي» نحو مزيد مـن التخفيضات فـي أسـعـار الـفـائـدة، حتى مــــع وجــــــود مـــــؤشـــــرات عـــلـــى تــحــســن ســـوق العمل أو استمرار التضخم فوق المستهدف. إذا تـــحـــقـــق هـــــــذا الــــســــيــــنــــاريــــو، فــــإن التوقعات التي تشير حاليا إلى تخفيضين قـد تصبح متحفظة 2026 فقط فـي صيف لـــلـــغـــايـــة، إذ قــــد نــشــهــد دورة جــــديــــدة مـن التيسير النقدي أكثر جرأة، ما سيؤثر على عـوائـد الـسـنـدات، وأســــواق الأســهــم، وحتى الدولار الأميركي. مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز) الرياض: هلا صغبيني تمتلك أكبر احتياطات مؤكدة في العالم هل النفط هو الدافع الحقيقي وراء التصعيد الأميركي ضد فنزويلا؟ وضــــــع الـــتـــصـــعـــيـــد الأخـــــيـــــر مـــــن إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد حكومة الرئيس نيكولاس مـــادورو، بما في ذلـك التهديدات وضــــربــــات جـــويـــة عـــلـــى قـــــــوارب فــــي الـبـحـر الكاريبي، الثروة النفطية الفنزويلية تحت المجهر. يقول مـادورو إن الدافع الحقيقي وراء التعزيزات العسكرية الأميركية الضخمة في منطقة البحر الكاريبي هـو النفط. فبلاده تمتلك أكبر احتياطات مؤكدة من النفط في العالم، حيث إنه، بحسب تقديرات «أويل آند مليار 300 غاز جورنال»، تملك ما يزيد على في المائة تقريبا من 17 برميل، أي ما يعادل الاحتياطي النفطي العالمي المعروف. لكن رغم ثروتها النفطية الهائلة، تنتج في المائة من النفط 1 فنزويلا حاليا أقل من المـسـتـخـدم عـالمـيـا. وقـــد انـخـفـض إنتاجها (نحو 1997 بشكل حـاد من ذروتــه في عـام مليون برميل يومياً) ليصل إلى نحو 3.5 ، وفق 2024 آلاف برميل يوميا في عام 903 ما ذكـرت صحيفة «نيويورك تايمز». هذا الانهيار ناتج عن سنوات من سوء الإدارة والفساد ونقص الاستثمار، بالإضافة إلى الـعـقـوبـات الأمـيـركـيـة الـقـاسـيـة، وصعوبة استخراج خامها الثقيل واللزج. رغــــــم مـــــزاعـــــم مـــــــــــادورو وحـــلـــفـــائـــه أن النفط هو الـدافـع الحقيقي وراء التصعيد الــعــســكــري الأمـــيـــركـــي فـــي المــنــطــقــة، إلا أن المـحـلـلـن يـــــرون أن الــــصــــورة لـيـسـت بـهـذه البساطة. يشدد فرانسيسكو ج. مونالدي، مدير برنامج الطاقة في أميركا اللاتينية بجامعة رايـــس، فـي تصريح إلــى صحيفة «الـــغـــارديـــان» الـبـريـطـانـيـة، بـــأن الـنـفـط قد يكون «جـزءا من الصورة، لكن ليس الدافع الـــرئـــيـــســـي»، لأن فـــنـــزويـــا حـــالـــيـــا «لاعــــب صغير جداً» في السوق العالمية. كــمــا أن خـــبـــراء آخـــريـــن يــشــيــرون إلــى أن تـرمـب، لـو أراد صفقة احتكارية للنفط الفنزويلي، لكان قبل عرض مادورو الأخير بـفـتـح جـمـيـع مـــشـــروعـــات الــنــفــط والـــذهـــب الحالية والمستقبلية للشركات الأميركية. تحديات الخام الثقيل تــتــطــلــب عــــــودة إنــــتــــاج فـــنـــزويـــا إلـــى ملايين 5 إلى 4( مستويات ما قبل الانهيار برميل يـومـيـا)، اسـتـثـمـارات ضخمة تقدر 10 مــلــيــار دولار، وتــســتــغــرق 100 بــنــحــو سنوات على الأقل. ويواجه قطاع النفط تحديات هيكلية، كــــون مـعـظـم احــتــيــاطــي فــنــزويــا هـــو خــام «ثقيل حامض»، وهو أكثر صعوبة وتكلفة فـــي الاســـتـــخـــراج مــقــارنــة بــالــخــام الخفيف المتوفر في الولايات المتحدة. كـــمـــا أنــــــه فــــي أعــــقــــاب إضــــــــراب عــمــال الــنــفــط فـــي أوائــــــل الــعــقــد الأول مـــن الــقــرن ، طـرد مـــادورو وسلفه هوغو تشافيز 21 الــــ أعـــــدادا كـبـيـرة مــن الــعــمــال، وعــــززا سيطرة الــــــدولــــــة عــــلــــى شـــــركـــــة «بـــــتـــــرولـــــيـــــوس دي ). وفــرضــت الحكومة PDVSA( » فــنــزويــا عـلـى الــشــركــات الأجـنـبـيـة حـصـة مـلـكـيـة لا في المائة والتحكم التشغيلي، 51 تقل عن مــمــا أدى إلــــى طــــرد شـــركـــات عــمــاقــة مثل «كونوكوفيليبس» و«إكسون موبيل». وبـعـد أن فـرضـت إدارة تـرمـب الأولـــى حـظـرا عـلـى واردات الـنـفـط الـفـنـزويـلـي في ، تــراجــع الإنــتــاج بشكل كـبـيـر. ورغــم 2019 تـــخـــفـــيـــف الــــرئــــيــــس الــــســــابــــق جـــــو بــــايــــدن للقيود سابقاً، فإن ترمب أعاد فرضها بعد الانتخابات الفنزويلية الأخيرة. دور الشركات الغربية رغــــــم الاضــــــطــــــرابــــــات، فــــــإن حـــفـــنـــة مـن الشركات الغربية لا تـزال تستمر في العمل في فنزويلا، مراهِنة على أن الجهد سيؤتي ثــمــاره عـلـى المـــدى الـطـويـل بسبب ضخامة الاحتياطي: - «شـــــــيـــــــفـــــــرون»: أكـــــبـــــر الــــشــــركــــات الأمـــيـــركـــيـــة المــتــبــقــيــة، وتــنــتــج نــحــو ربــع نــفــط فـــنـــزويـــا. تـمـكّــنـت «شـــيـــفـــرون» من الحفاظ على عملياتها، رغـم تقليصها، واســـتـــفـــادت مـــن قـــــرار تـــرمـــب فـــي يـولـيـو (تــمــوز) بــأن تُستخدم الإتــــاوات لتغطية الـــتـــكـــالـــيـــف الــتــشــغــيــلــيــة وســــــــداد ديــــون فــنــزويــلــيــة قـــديـــمـــة لـــلـــشـــركـــة. وتـــســـتـــورد 160 ألفا و 150 «شيفرون» حاليا ما بين ألف برميل يوميا إلى الولايات المتحدة. - شــــركــــات أوروبــــــيــــــة: تـــعـــمـــل «إيــــنــــي» الإيطالية و«ريبسول» الإسبانية في مجال الـــغـــاز الـطـبـيـعـي الــبــحــري الــــذي تستخدمه فـــنـــزويـــا لــتــولــيــد الـــكـــهـــربـــاء. وقــــد واجـهـتـا صــــعــــوبــــات فـــــي الــــــســــــداد بــــعــــد أن حـــظـــرت الولايات المتحدة عمليات المقايضة النفطية. فـــــي ســــيــــاق مــــتــــصــــل، لا تــــــــزال شـــركـــة «ســـيـــتـــغـــو بــــتــــرولــــيــــوم» المـــمـــلـــوكـــة لــشــركــة مصافٍ 3 «بتروليوس دي فنزويلا» وتدير أمــيــركــيــة، مــحــور مــعــركــة قــانــونــيــة لتمكين الـــدائـــنـــن مـــن اســتــيــفــاء ديـــونـــهـــم. وقــــد أمــر قاض فيدرالي ببيع المصفاة مؤخرا لـ «أمبر مليار دولار، وهـو جزء 5.9 إنرجي» مقابل بسيط مـن الـديـون المستحقة التي تتجاوز مليار دولار. 20 تـــظـــل المــــــــوارد الــفــنــزويــلــيــة ذات قـيـمـة استراتيجية لـلـولايـات المـتـحـدة، وفــي حال اســتــمــرار نـمـو الـطـلـب الــعــالمــي عـلـى الـنـفـط حـــتـــى مــنــتــصــف الــــقــــرن الــــحــــالــــي، وتـــوقـــف الـنـمـو الـسـريـع لـإنـتـاج الأمــيــركــي، يصبح تأمين مصادر جديدة خارج الشرق الأوسط وروسيا أمرا بالغ الأهمية. لندن: «الشرق الأوسط» صهريج لتخزين النفط تابع لشركة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز) قرار «الفيدرالي» يزداد تعقيدا بسبب المهمة المزدوجة التي منحها له الكونغرس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky