11 أخبار NEWS Issue 17177 - العدد Monday - 2025/12/8 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT مخاوف من تفشي الأمراض وصعوبة الوصول إلى الناجين موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا ارتــفــعــت حـصـيـلـة ضــحــايــا الــعــواصــف الاستوائية والأمطار الموسمية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند شخص. 1800 وفـيـتـنـام، إلــى مـا لا يقل عـن مليون شخص، وفق تقييم 11 وتضرَّر نحو مليون أُجبروا 1.2 الأمم المتحدة، بينهم نحو عـلـى مــغــادرة مـنـازلـهـم إلـــى المــاجــئ، بينما جــرفــت الــســيــول الـــطـــرق والـــخـــدمـــات الـعـامـة والأراضي الزراعية. وأصـــــــــدرت الـــســـلـــطـــات الـــســـريـــانـــكـــيـــة، الأحــــــــد، تــــحــــذيــــرات جــــديــــدة مــــن انـــهـــيـــارات أرضـــيـــة، بـسـبـب أمـــطـــار غـــزيـــرة فـــي مـنـاطـق دمَّرتها أصلا الفيضانات وانزلاقات التربة، بينما تـحـاول إندونيسيا تكثيف عمليات إيصال المساعدات. وفي سريلانكا، ضربت الأمطار الغزيرة مجددا مناطق دمَّرها إعصار عنيف، ما رفع شخصاً، حسب أحدث 627 عـدد القتلى إلـى 190 َّ حصيلة للحكومة التي أفادت أيضا بأن شخصا لا يزالون في عـداد المفقودين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». العاصفة الأسوأ وتـضـرر أكـثـر مـن مليوني سريلانكي، % مـــن الـــســـكـــان، مـــن تــداعــيــات 10 أي نــحــو الإعـــــصـــــار «ديـــــــتـــــــواه» الـــــــذي ضــــــرب الـــبـــاد الأســـــبـــــوع المـــــاضـــــي، ويُـــــعـــــد أســـــــوأ عــاصــفــة تشهدها الـدولـة الجزرية منذ مطلع القرن. وأفـــــــاد مـــركـــز إدارة الـــــكـــــوارث، الأحـــــــد، بـــأن الـــعـــواصـــف المـــوســـمـــيـــة تــتــســبــب بـــمـــزيـــد مـن الأمـــطـــار وتـجـعـل المــنــحــدرات غـيـر مستقرة، خــصــوصــا فـــي المــنــطــقــة الـجـبـلـيـة الـوسـطـى والمناطق الداخلية الشمالية الغربية. واســــتــــخــــدمــــت الـــســـلـــطـــات مـــروحـــيـــات وطائرات لإيصال مساعدات إلى مناطق في وســـط الــبــاد عـزلـتـهـا الانـــزلاقـــات الأرضــيــة. كــمــا أعــلــنــت الـــقـــوات الــجــويــة الـسـريـانـكـيـة وصــول طـائـرة محملة بمساعدات إنسانية مـــــن مــــيــــانــــمــــار، بـــعـــد أن طـــلـــبـــت كـــولـــومـــبـــو مساعدة دولية. وأشـار مركز إدارة الكوارث إلـى أن عـدد المقيمين في مخيمات اللاجئين ألـف 225 الـحـكـومـيـة، الـــذي بـلـغ ذروتــــه عـنـد ألـفـا مــع انحسار 90 شـخـص، انـخـفـض إلـــى مياه الفيضانات. وأعــلــنــت الـحـكـومـة الـجـمـعـة عــن حزمة تـعـويـضـات ضـخـمـة، لإعـــــادة بــنــاء أكــثــر من ألـف منزل متضرر ومساعدة الشركات. 80 وقدَّرت السلطات أن تكلفة إعادة الإعمار قد مليارات دولار. وأعلن صندوق 7 تصل إلى النقد الـدولـي أنـه يــدرس طلبا من كولومبو مليون 200 للحصول على مساعدات بقيمة دولار لإعادة الإعمار. استياء شعبي وفي إندونيسيا؛ حيث وصل عدد قتلى شخصاً، بينما 916 العواصف المـدمـرة إلـى في عداد المفقودين، زار الرئيس 274 لا يزال برابوو سوبيانتو إقليم آتشيه شمال غربي جزيرة سومطرة التي تأثرت بشدة بالكارثة. 35 وقــــال ســيــاهــرول -وهــــو رجـــل يـبـلـغ عـــامـــا- لــــ«وكـــالـــة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة» إن زيــارة الرئيس «تبدو كأنها رحلة سياحية للكوارث». وفي إقليم آتشيه، رفع سياهرول وآخـــــرون لافــتــات تــحــض الـرئـيـس عـلـى بـذل مـزيـد مــن الـجـهـود، لا مــجــرَّد «الــتــجــول» في منطقتهم المنكوبة. في المقابل، أفادت وزارة أمـــانـــة الـــدولـــة بــــأن هـــذه الـــزيـــارة تــهــدف إلـى «تسريع جهود الاستجابة للطوارئ، وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة». وتـــتـــجـــاهـــل الـــحـــكـــومـــة الإنـــدونـــيـــســـيـــة حتى الآن ضغوط السكان المتضررين الذين يُطالبون بإعلان حالة الكارثة الوطنية، الأمر الـــذي مــن شـأنـه أن يُــوفِّــر مــزيــدا مــن المــــوارد، ويـــســـمـــح لــــلــــوكــــالات الـــحـــكـــومـــيـــة بـتـنـسـيـق أعمالها. وبعيد وصـولـه إلــى بـانـدا آتشيه، وعــد سوبيانتو «بــإصــاح كـل الـجـسـور في غـــضـــون أســـبـــوع إلــــى أســبــوعــن إن أمـــكـــن». وأكدت وزارة أمانة الدولة في بيان أن «إدارة الفيضانات فـي آتشيه هـي أولـويـة وطنية» للحكومة. تفشي الأمراض في غياب مياه الشرب النظيفة، يواجه الإنـــدونـــيـــســـيـــون فــــي مـــنـــاطـــق الــفــيــضــانــات المـحـيـطـة بــجــزيــرة آتـشـيـه تـامـيـانـغ تفاقما فــي انـتـشـار الأمــــراض، ونـقـصـا فــي الـرعـايـة الـــطـــبـــيـــة؛ إذ يـــكـــافـــح الــــعــــامــــلــــون لمـــســـاعـــدة عــــشــــرات الـــســـكـــان فــــي المــســتــشــفــى الــوحــيــد بالمنطقة. ومـــع فـــقـــدان الــســكــان مــنــازلــهــم بسبب بِــــــــــرَك الـــــطـــــن والـــــحـــــطـــــام، تــــفــــاقــــم انـــتـــشـــار الأمـــــــراض، وفــــق «رويـــــتـــــرز». وقـــالـــت وزارة الصحة الإندونيسية الأسبوع الماضي، إن الأمـــــراض شـمـلـت الإســـهـــال والـحـمـى والألـــم العضلي الناجم عـن «ســوء البيئة وأمـاكـن الإقـــــامـــــة بـــعـــد الــــكــــارثــــة». وفـــــي المـسـتـشـفـى الــــوحــــيــــد فـــــي آتــــشــــيــــه تــــامــــيــــانــــغ، تـــحـــدثـــت مــريــضــة وعـــامـــلـــون فـــي قـــطـــاع الــصــحــة مـع «رويــتــرز» عـن تفاقم الأمـــراض هـنـاك. وقـال شـهـود إن المــعــدات الطبية مغطاة بالطين، والـحـقـن مـبـعـثـرة عـلـى الأرض، كـمـا جرفت الفيضانات الأدوية. 42 وقــــالــــت مـــمـــرضـــة تــبــلــغ مــــن الـــعـــمـــر عاماً، إن العمل في المستشفى أصيب بالشلل التام تقريباً، بسبب نقص الأدويـــة. وحـاول عــامــلــون إنـــقـــاذ أجـــهـــزة تـنـفـس صـنـاعـي في وحــــــدة الـــعـــنـــايـــة المــــركــــزة لـــأطـــفـــال الـــرضـــع، ولــكــنــهــم لــــم يــنــجــحــوا فــــي ذلــــــك؛ لأن المـــيـــاه المتصاعدة غمرتهم. وقالت إن رضيعا توفي بينما نجا ستة، وعبرت عن أملها في إعادة تـشـغـيـل المـسـتـشـفـى، مـضـيـفـة: «هــــذه كـارثـة استثنائية. الدمار طال كل شيء». مـن جـانـبـه، قــال طبيب سـافـر بالقارب لـلـوصـول إلــى آتشيه تـامـيـانـغ، إن الجسور المـــدمـــرة جـعـلـت مـــن المـسـتـحـيـل تـقـريـبـا على العاملين في القطاع الطبي التنقل في أنحاء المنطقة، مضيفا أن غرف الطوارئ لن تعمل قبل يوم الاثنين. موظفو إغاثة يخرجون جثمان أحد الضحايا من مستشفى بآتشيه تاميانغ أمس (رويترز) لندن: «الشرق الأوسط» موسكو ونيودلهي تدخلان مرحلة «الاستقلال الاستراتيجي» رغم ضغوطات واشنطن قلق أميركي من تعميق الشراكة الروسية ــ الهندية أثارت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند حالة من اليقظة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي عدّت الـشـراكـة المـتـجـددة بـن نيودلهي وموسكو بمثابة تقويض مباشر لجهودها الرامية لــوقــف تـمـويـل حـــرب روســـيـــا فـــي أوكــرانــيــا. ويجمع محللون على أن الزيارة، برمزيتها ومـــــا أفــــرزتــــه مــــن اتـــفـــاقـــيـــات، تــمــثــل رســـالـــة «تحدٍ» و«استقلالية استراتيجية» واضحة موجهة إلى واشنطن. غير أنه وبالرغم من توقيعها سلسلة اتــفــاقــيــات جـــديـــدة تـعـيـد تـثـبـيـت عـاقـاتـهـا مع روسيا إلى مستوياتها الاستراتيجية، تـــجـــد الـــهـــنـــد نــفــســهــا فــــي مـــرحـــلـــة شـــديـــدة التعقيد في سياستها الخارجية، في وقت تـشـهـد فـيـه الــعــاقــات الـهـنـديـة - الأمـيـركـيـة تـــوتـــرا مـتـصـاعـدا بـسـبـب إصـــــرار نـيـودلـهـي على الحفاظ على شراكتها التاريخية مع الكرملين. ومـــنـــذ لـحـظـة الاســتــقــبــال الـــحـــار الـــذي خــــص بـــه رئـــيـــس الـــــــوزراء نـــاريـــنـــدرا مـــودي ضيفه الروسي، مرورا بالعشاء غير الرسمي في مقر إقامته، وصـولا إلى مراسم الـوداع، حــرصــت نـيـودلـهـي عـلـى إظــهــار أن الـعـاقـة مع موسكو «ثابتة مثل النجمة القطبية»، كما قال مودي بعد توقيع الاتفاقيات. وقد منح مودي بوتين إشادات لافتة، مثنيا على «قــيــادتــه وبــصــيــرتــه»، فـــي رســـالـــة واضـحـة لواشنطن بــأن الهند لا تعتزم التخلي عن سـيـاسـة «الاســـتـــقـــال الاســتــراتــيــجــي» الـتـي تُبقي خطوطها مفتوحة مع جميع الأطراف. توتر غير مسبوق بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترمب، بـاتـت الـهـنـد جـــزءا مــن سـاحـة ضـغـط أوســع عـــلـــى روســــيــــا. فـــــــــالإدارة تـــــرى أن الـــشـــراكـــة الــهــنــديــة - الـــروســـيـــة تـــوفـــر لمــوســكــو مـنـفـذا اقــتــصــاديــا ودبــلــومــاســيــا يـخـفـف مـــن حــدة ، عـدّت 2022 العقوبات الغربية. ومُــنـذ عــام واشنطن أن نيودلهي تحولت إلى «مغسلة للكرملين»، بعد أن قفزت وارداتها من النفط فــي المــائــة إلـــى أكـثـر مــن ثلث 2 الــروســي مــن إجمالي وارداتها. وأمــــــــــام هـــــــذا المــــــســــــار، رفــــعــــت الإدارة الأمـيـركـيـة الـــرســـوم الـجـمـركـيـة عـلـى السلع في المائة، وفرضت عقوبات 50 الهندية إلى على شـركـات شحن وتـأمـن وبـنـوك تُسهّل تجارة النفط الروسي. وقد دفعت الضغوط الأمـــــيـــــركـــــيـــــة عــــــــــددا مــــــن كـــــبـــــرى الـــتـــكـــتـــات الهندية، مثل «ريلاينس»، إلى وقف معظم مــشــتــريــاتــهــا مــــن الــــخــــام الـــــروســـــي تــفــاديــا للعقوبات الثانوية. لــكــن مــوســكــو تـــؤكـــد أن هــــذا الــتــراجــع «مؤقت»، وأنها تطور آليات التفاف جديدة لضمان اسـتـمـرار تـدفـق النفط إلــى السوق الـــهـــنـــديـــة. وتــــراقــــب واشـــنـــطـــن مـــن كــثــب أي تــعــمــق إضـــافـــي فـــي الـــعـــاقـــات الـــروســـيـــة - الـهـنـديـة، خـصـوصـا بـعـد تـوقـيـع اتفاقيات جـــــديـــــدة تـــشـــمـــل الــــطــــاقــــة والـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا والتصنيع. وأشـــــار مـعـهـد هـــدســـون إلــــى أن الـهـنـد عــادت إلــى وضعها الافـتـراضـي المتمثل في «الـتـحـوط» فـي تحالفاتها، «مرسلة إشــارة إلـــى الـــولايـــات المـتـحـدة بـــأن لـديـهـا خــيــارات مــــتــــعــــددة». بــــل يــــــرى بـــعـــض المـــحـــلـــلـــن أنـــه «كلما زاد استهداف ترمب وإدارتـــه للهند، ترسخت فـي الهند قناعة بأهمية علاقتها مع روسيا». معادلة السلاح والتجارة رغم الضغوط الأميركية، يبقى المجال الدفاعي حجر الزاوية في العلاقة الروسية - في المائة من 60 الهندية. إذ لا تزال أكثر من ترسانة الهند روسية المنشأ، من الطائرات المقاتلة إلى أنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ «براهموس» المشتركة التطوير. وخـــال القمة الأخــيــرة، أكـــدت موسكو اســــتــــعــــدادهــــا لـــصـــفـــقـــات جــــــديــــــدة، بــيــنــمــا تواصل الهند تقدير المخاطر، خشية تفعيل واشـنـطـن لـعـقـوبـات قــانــون «كــاتــســا». وفـي خـلـفـيـة هــــذا المـــشـــهـــد، تــســتــخــدم نـيـودلـهـي الــعــروض الـروسـيـة بوصفها أداة مساومة مع واشنطن للحصول على أنظمة أميركية أكثر تقدماً، مُدركة أنها تحتاج إلى موافقة ضمنية من الولايات المتحدة قبل الدخول في صفقات كبرى جديدة مع موسكو. فالهند تُـــعـــد ركـــنـــا أســاســيــا فـــي الـــرؤيـــة الأمـيـركـيـة لمـوازنـة صعود الصين، ما يمنحها هامشا محدودا لكنه مُهم، في مواجهة الضغوط. التوازن مع الصين الكرملين من جهته يسعى إلـى تنويع شراكاته في آسيا، وتقليل اعتماده المفرط على الـصـن، التي تحولت إلــى أكبر مشتر للطاقة الروسية. وتـــــحـــــاول مـــوســـكـــو تـــعـــزيـــز وارداتـــــهـــــا مــن الـسـلـع الـصـنـاعـيـة والــزراعــيــة الـهـنـديـة، ومـعـالـجـة الاخــتــال الـتـجـاري الكبير الــذي مليار 60 تتجاوز فيه صادراتها إلى الهند مــلــيــارات فـقـط فـــي الاتــجــاه 5 دولار مـقـابـل المعاكس. وتُـــشـــكّـــل المـــشـــاريـــع الـــنـــوويـــة، ومـنـهـا مــــحــــطــــة «كــــــــودانــــــــكــــــــولام» الـــــتـــــي تـــبـــنـــيـــهـــا «روســـــاتـــــوم» فـــي تــامــيــل نـــــادو، ومــشــاريــع الــــصــــنــــاعــــات الـــــدوائـــــيـــــة والـــــطـــــاقـــــة، ركـــائـــز إضـافـيـة فــي هـــذا الــتــوجــه. وقـــد أكـــد بوتين استعداد بــاده لـ«استمرار الإمـــدادات غير المـنـقـطـعـة مــن الــطــاقــة» لـاقـتـصـاد الـهـنـدي المتنامي. التكنولوجيا ساحة تنافس جديدة التعاون التكنولوجي بـرز في الزيارة بــصــفــتــه أحـــــد أهـــــم مــــجــــالات الــــتــــعــــاون بـن نـيـودلـهـي ومــوســكــو. فــإلــى جــانــب عـــروض »، تكشف 57 نقل تكنولوجيا المقاتلة «سـو وثـــائـــق حــصــلــت عـلـيـهـا أجـــهـــزة أوروبــــيــــة، ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، عن جـهـود روسـيـة بقيادة أنـدريـه بـيـزروكـوف، الـجـاسـوس الـسـابـق الـــذي أصبحت حياته أســــــــاس مـــســـلـــســـل اســــمــــه «الأمــــيــــركــــيــــون»، لاخــتــراق قـطـاع التكنولوجيا الـهـنـدي عبر مشاريع مشتركة تشمل الأمـــن السيبراني والحوسبة المتقدمة. وتُـــوضّـــح الـوثـائـق أن هـــذه المـــبـــادرة لا تقتصر على تعزيز «السيادة التكنولوجية» الــــروســــيــــة، بــــل تـــهـــدف أيـــضـــا لــفــتــح أبـــــواب الــنــفــوذ داخـــــل الأنــظــمـــة الـتـقـنـيـة الــهــنــديــة، مـن خــال مـشـاريـع، مثل تطوير معالجات وطـنـيـة تعتمد عـلـى «إلـــبـــروس» الـروسـيـة، أو إدخــــال نــظــام التشغيل «بــــاس آلــــت» في مــؤســســات حـكـومـيـة، بـمـا فـيـهـا الـدفـاعـيـة. وقــد أبـــدت نيودلهي اهتماما ببعض هذه المـــشـــاريـــع، وجــــرى تـوقـيـع اتــفــاقــيــات أولـيـة لمجمعات إنتاج مشتركة. غير أن محللين غربيين يــحــذرون من أخـــطـــار «أبــــــواب خـلـفـيـة» أمــنــيــة قـــد تسمح لمـــوســـكـــو بــالــتــســلــل إلـــــى الـــبـــنـــيـــة الـتـحـتـيـة الــرقــمــيــة الــهــنــديــة، خــصــوصــا مـــع ســوابــق العقوبات الأميركية على شركات سيبرانية روسية مرتبطة بالاستخبارات. كما تشير الوثائق إلـى تواصل روســي - صيني حول بــعــض هــــذه المـــشـــاريـــع، مـــا يـثـيـر تـــســـاؤلات إضافية بشأن تأثيرها على الأمــن القومي الهندي. كيف سترد واشنطن؟ أمــــــام هـــــذا المـــشـــهـــد المـــتـــشـــابـــك، يـتـوقـع مــــراقــــبــــون أن تـــســـعـــى واشــــنــــطــــن إلــــــى رفـــع مستوى الضغط على نيودلهي إذا مضت قُــــدمــــا فــــي تــنــفــيــذ الاتـــفـــاقـــيـــات المـــوقـــعـــة مـع موسكو. عسكرياً، أي صفقة سلاح روسية كبرى »، أو تعاون 400 مثل توسيع منظومة «إس » قد يؤدي ذلك إلى تفعيل 57 في إنتاج «سو عقوبات «كاتسا»، مع ضعف احتمال منح إعفاء استراتيجي لنيودلهي في ظل الإدارة الحالية. اقتصاديا ونفطياً، ستواصل الولايات المتحدة مراقبة الـتـزام الهند بسقف أسعار النفط الـروسـي، وقـد توسع العقوبات على شـركـات شحن وتـمـويـل مرتبطة بالتجارة النفطية لإغلاق أي ثغرات تمكّن موسكو من الالتفاف على سقف الأسعار. تــكــنــولــوجــيــا، مــــن المـــتـــوقـــع أن تــــدرس واشـــنـــطـــن اســـتـــهـــداف الـــشـــركـــات الـــروســـيـــة المشاركة في مشاريع سيبرانية داخل الهند، وقـد تضغط على الشركات الأميركية لعدم الـــتـــعـــاون مـــع أطــــــراف هــنــديــة مـنـخـرطـة في المبادرات التكنولوجية الروسية. تــتــقــدم الــشــراكــة الــروســيــة - الـهـنـديـة بـــثـــبـــات، لـكـنـهـا تــتــقــدم أيـــضـــا داخـــــل حـقـل ألـــغـــام دبـــلـــومـــاســـي واقـــتـــصـــادي أمــيــركــي. الهند، التي تعتمد على روسيا في أمنها القومي وعلى الـولايـات المتحدة بوصفها بوابتها الاقتصادية والتكنولوجية نحو المــســتــقــبــل، تـــحـــاول تــعــزيــز اسـتـقـالـيـتـهـا الاستراتيجية وعدم الانحياز، فيما تسعى موسكو إلى استثمار هذا التوازن لمواجهة عزلتها الـدولـيـة، وتقليص هيمنة الصين عليها. لكن قـدرة نيودلهي على الحفاظ على هـــذا الـــتـــوازن ستتوقف عـلـى عـامـلـن: مـدى نجاح روسيا في تجاوز العقوبات الغربية، ومدى استعداد واشنطن لتقبُّل دور للهند، بحيث لا تدور بالكامل في فلكها. ديسمبر (إ.ب.أ) 4 مودي لدى استقباله بوتين في نيودلهي يوم واشنطن: إيلي يوسف وجهت زيارة بوتين إلى نيودلهي رسالة «تحدٍ» واضحة إلى واشنطن
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky