issue17177.1

10 أخبار NEWS Issue 17177 - العدد Monday - 2025/12/8 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT بعد أسبوعين من نجاح تحرك قاده عسكريون في غينيا بيساو محاولة انقلاب «فاشلة» في بنين تُعزز أزمات الغرب الأفريقي شــــــهــــــدت بــــــنــــــن، الــــــواقــــــعــــــة غـــــرب أفريقيا، إحباط محاولة انقلاب قادها عــســكــريــون، بـعـد أســبــوعــن مـــن نـجـاح أخرى في غينيا بيساو كانت التاسعة ، والـحـاديـة 2020 فــي المنطقة مـنـذ عـــام .2015 عشرة منذ المــــحــــاولــــة «الــــفــــاشــــلــــة» فـــــي بـــنـــن، يــــراهــــا خــبــيــر فــــي الــــشــــؤون الأفــريــقــيــة تحدّث لـ«الشرق الأوســط»، «إنــذارا بأن الأوضــــاع غـيـر مـسـتـقـرة، وأنــهــا صــورة من صـور عـدم الاستقرار في أفريقيا»، متوقعا حــال عــدم الــذهــاب لإصـاحـات جـــذريـــة فـــي بــنــن «فـــــإن الانـــقـــابـــات قد تُضيف مقعدا جديدا لها قريباً». أزمة جديدة وأكّــــــــــد وزيــــــــر خــــارجــــيــــة بــــنــــن أن جــــنــــود الــــجــــيــــش والــــــحــــــرس الـــوطـــنـــي المـــوالـــن لــلــدولــة اســـتـــعـــادوا الـسـيـطـرة على الوضع. وقال الوزير أوليشيغون أدجــــــادي بـــاكـــاري لـــوكـــالـــة «رويــــتــــرز»، الأحـــد: «هـنـاك مـحـاولـة، ولـكـن الوضع تــــحــــت الـــــســـــيـــــطـــــرة... إنــــهــــا مـــجــمــوعــة صغيرة من الجيش. لا يزال جزء كبير مــــن الـــجـــيـــش مـــوالـــيـــا لــــلــــدولــــة، ونــحــن نـسـيـطـر عــلــى الــــوضــــع»، لافـــتـــا إلــــى أن مدبري محاولة الانقلاب سيطروا فقط على التلفزيون الرسمي، وأن الإشـارة انقطعت لدقائق عدة. بــــعــــدهــــا، أعـــــلـــــن وزيـــــــــر الـــداخـــلـــيـــة لـلـتـلـفـزيـون الــوطــنــي أنـــه تـــم «إحـــبـــاط» محاولة الانقلاب، وقـال الوزير الحسن ســـــيـــــدو إن «مــــجــــمــــوعــــة صــــغــــيــــرة مــن الجنود قـامـت بالتمرد؛ بـهـدف زعزعة اســتــقــرار الـــدولـــة ومــؤســســاتــهــا. حـيـال ذلك، واصلت القوات المسلحة وقيادتها الــــســــيــــطــــرة عــــلــــى الــــــوضــــــع، وأحـــبـــطـــت المحاولة». وندد الاتحاد الأفريقي ومفوضية المـــجـــمـــوعـــة الاقــــتــــصــــاديــــة لـــــــدول غـــرب أفـــــريـــــقـــــيـــــا (إيـــــــــــكـــــــــــواس)، فـــــــي بـــيـــانـــن مــنــفــصــلــن الأحــــــــد، «بـــــشـــــدة» مــحــاولــة الانقلاب العسكري في بنين، ودعيا إلى احترام الدستور. يأتي هـذا فـي الـوقـت الــذي تستعد فــيــه بــنــن لإجــــــراء انــتــخــابــات رئـاسـيـة فــي أبــريــل (نــيــســان)، الـتـي مــن المنتظر أن تضع نهاية لولاية الرئيس الحالي .2016 الــــذي يـتـولـى الـسـلـطـة مـنـذ عـــام وقــرر الرئيس باتريس تـالـون التنحي بعد فترتين رئاسيتين في خطوة نادرة في منطقة غرب ووسط أفريقيا. ويـرى المحلل السياسي التشادي، الخبير فـي الــشــؤون الأفـريـقـيـة، صالح إســحــاق عـيـسـى، أن مــحــاولــة الانــقــاب الـفـاشـلـة فـــي بـنـن تـظـهـر وجــــود تـوتـر داخـــــــــل المـــــؤســـــســـــة الــــعــــســــكــــريــــة، لــكــنــه لـــيـــس بـــالـــقـــدر الـــــــذي يـــســـمـــح بـــانـــقـــاب واســــــع، لافـــتـــا إلــــى أن المــجــمــوعــة الـتـي أعلنت السيطرة عبر التلفزيون كانت محدودة. وهو ما أكّدته الحكومة التي صرحت بـأن الـقـوات النظامية أحبطت التحرك سريعا واستعادت المؤسسات، وبقي الرئيس باتريس تالون في أمان طوال الوقت. ومــــــــا جــــــــرى يــــكــــشــــف أن الــــنــــظــــام الـــســـيـــاســـي فـــــي بـــنـــن لـــيـــس مـــســـتـــقـــرّا تـــمـــامـــا، وأن خـــلـــف الــــصــــورة الـــهـــادئـــة توجد اختلالات تحاول أطراف داخلية استغلالها. لكن فشل الانـقـاب يرسل إشـــــارة واضـــحـــة بــــأن الـــدولـــة مـــا زالـــت مـــتـــمـــاســـكـــة بــــمــــا يـــكـــفـــي لمــــنــــع تــغــيــيــر الــســلــطــة بـــالـــقـــوة، وفــــق عــيــســى، لافـتـا إلـى أن المشهد بأكمله أقــرب إلـى إنـذار سياسي منه إلى تهديد وجودي، ومن المرجح أن تستمر الحكومة في تعزيز قــبــضــتــهــا وإعـــــــــادة تـــرتـــيـــب المـــؤســـســـة العسكرية. تاريخ حافل بالانقلابات وســـبـــق المـــحـــاولـــة «الـــفـــاشـــلـــة» فـي بنين، بنحو أسبوعين نجاح انقلاب في نوفمبر (تشرين 26 غينيا بيساو فـي الــــثــــانــــي)، كـــــان هــــو تـــاســـع انــــقــــاب فـي .2020 المنطقة منذ عام ومــــن أبـــــرز الانـــقـــابـــات بـأفـريـقـيـا، بـوركـيـنـا فــاســو فـــي سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول) ،2017 ، وزيـمـبـابـوي فـي نوفمبر 2015 ، وتشاد 2020 ) ومالي في أغسطس (آب ، ومــالــي في 2021 ) فــي أبــريــل (نــيــســان ، وغينيا في سبتمبر 2021 ) مايو (أيار ، وبــــوركــــيــــنــــا فــــاســــو فـــــي يــنــايــر 2021 ، وبوركينا فاسو 2022 ) (كانون الثاني ، والنيجر في يوليو 2022 في سبتمبر ، والـغـابـون فـي أغسطس 2023 ) (تـمـوز .2023 وقــــــــاد تــــلــــك الانـــــقـــــابـــــات عـــنـــاصـــر وجــــنــــرالات مـــن جـــيـــوش تــلــك الـــبـــلـــدان، وســـــط أزمـــــــات ســيــاســيــة واقـــتـــصـــاديـــة عديدة. وتـــنـــامـــي الانـــقـــابـــات فـــي أفـريـقـيـا لـــيـــس عــــــودة إلـــــى المــــاضــــي ولا ظـــاهـــرة طارئة بلا جــذور، وإنما نتيجة تفاعل معقد بين إرث تاريخي أثقل كاهل الدول الأفريقية، وواقـــع سياسي واقتصادي مـضـطـرب لــم تـعـالـج اخــتــالاتــه، حسب ما يـرى الخبير في الشؤون الأفريقية، صالح إسحاق عيسى. وأكّـــــد أن مـــا يــحــدث الـــيـــوم يعكس هشاشة البنى المؤسسية وتراجع الثقة بـالأنـظـمـة المــدنــيــة، إضـــافـــة إلـــى شـعـور متزايد داخل بعض الجيوش بأنها آخر أدوات تصحيح المسار، مشيرا إلـى أنه ليس ارتـــدادا زمنيا بحتاً، بقدر ما هو حصيلة طبيعية لبيئات غير مستقرة تُمهد لانفجارات سياسية كلما تراكمت الأزمات الداخلية. وفـــــــي غــــيــــاب إصــــــاحــــــات جــــذريــــة اقـتـصـاديـة وأمــنــيــة واجـتـمـاعـيـة تُعيد الاعـتـبـار للمؤسسات المـدنـيـة وتحسن شروط الحوكمة الرشيدة، ستظل هذه الدول عرضة لتكرار محاولات انقلابية تــــزعــــزع اســـتـــقـــرارهـــا، وفـــــق مــــا يـتـوقـع عيسى. القاهرة: محمد محمود جنود ينتشرون خارج مقر الإذاعة والتلفزيون في كوتونو أمس (رويترز) قمة تشاورية في لندن بحضور زيلينسكي... وتجاذبات حول استخدام الأصول الروسية «الترويكا» الأوروبية تُكثّف مشاوراتها وسط ضغوط أميركية على أوكرانيا ​ لا تُــــــوفّــــــر الاتــــــصــــــالات المـــتـــســـارعـــة لوضع حـد للحرب فـي أوكـرانـيـا صـورة واضـحـة لمـا آلــت إلـيـه حتى الــيــوم، نظرا لـــلـــتـــصـــريـــحـــات الأخـــــــيـــــــرة المــــتــــضــــاربــــة الصادرة عن الأطراف المعنية بالحرب. فــــمــــن جـــــهـــــة، أعـــــلـــــن كــــيــــث كـــيـــلـــوغ، المـبـعـوث الأمــيــركــي الــخــاص لأوكــرانــيــا، في كلمة له السبت، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني»، أن التوصل إلى اتفاق يُنهي الـحـرب أصـبـح «قـريـبـا جـــداً» وما زالــت دونــه «الأمـتـار العشرة النهائية». وبحسب كيلوغ، فإن عقبتين رئيسيتين مــا زالــتــا عـالـقـتـن، هـمـا مـصـيـر منطقة الــــدونــــبــــاس الأوكـــــرانـــــيـــــة الــــتــــي تــطــالــب موسكو بضمها بالكامل، بما فـي ذلك الأراضــــــي لـــم تـسـيـطـر عـلـيـهـا عـسـكـريـا، ومـــصـــيـــر مــحــطــة زابــــوروجــــيــــا لـلـطـاقـة الـنـوويـة الأكـبـر فـي أوروبــــا. وبــرأيــه أنه «إذا حللنا هاتين القضيتين، فـإن بقية الأمــــــور سـتـسـيـر بــشـكــل جــيــد نـسـبـيـا»، مُــضـيـفـا: «نـحـن عـلـى وشـــك الـــوصـــول... نحن قريبون جداً، جداً». فـي المـقـابـل، نقلت وسـائـل إعلامية روسـيـة عـن يــوري أوشـاكــوف، مستشار الــــرئــــيــــس الــــــروســــــي فـــاديـــمـــيـــر بـــوتـــن ومفاوضه الرئيسي في الملف الأوكراني الأحد، أنه يتعين على الولايات المتحدة «أن تجري تغييرات جدية، بل جذرية» فــي مـقـتـرحـاتـهـا بــشــأن أوكـــرانـــيـــا. وقــال أوشـــاكـــوف لـقـنـاة «آر تـــي» التلفزيونية الـروسـيـة إن الـجـهـود المـبـذولـة لصياغة النصوص الخاصة بأوكرانيا مـا زالـت في «مراحلها المبكرة». وتجدر الإشـارة إلــــى أن أوشــــاكــــوف شـــــارك فـــي اجـتـمـاع الساعات الخمس في موسكو، الأسبوع المـاضـي، إلـى جانب الرئيس بوتين، مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجــــــــــــارد كـــــوشـــــنـــــر. وبــــحــــســــب مـــصـــدر دبــلــومــاســي أوروبــــــي فـــي بـــاريـــس، فــإن كـام أوشـاكـوف، إذا كـان يعكس حقيقة المفاوضات الروسية - الأميركية، يعني أن الطرفين «ما زالا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق، علما بأن المقترحات الأميركية ًتميل بشدة إلى جانب موسكو». زيلينسكي وحيدا رغـــــم الــــتــــضــــارب الــــبــــن فــــي تــقــديــر الــتــقــدم الــحــاصــل فـــي المـــفـــاوضـــات، فــإن الترويكا الأوروبـيـة؛ بريطانيا وفرنسا وألمــانــيــا، تستشعر الـهـلـع مــن الـتـقـارب الأمــــيــــركــــي - الـــــروســـــي مــــن جـــهـــة، ومـــن احتمال أن تعمد إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى فرض حل لا يضمن المصالح الأوكرانية. وهـــــــــــذا الـــــتـــــخـــــوف يــــفــــســــر تـــــداعـــــي واستعجال الترويكا لعقد قمة جديدة فـي لـنـدن، هــذه المـــرة، بـدعـوة مـن رئيس الـــوزراء كير ستارمر وحـضـور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألمــــانــــي مـــيـــرتـــس، وبـــالـــطـــبـــع الــرئــيــس الأوكــــــرانــــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيــلــيــنــســكــي. والــــافــــت أن الأربــــعــــة تــــشــــاوروا مــطــولا بـدايـة الشهر الحالي بمناسبة الـزيـارة الـتـي قـــام بـهـا الأخــيــر إلـــى بــاريــس، ومـا تبعها مــن جــولــة اتـــصـــالات واســعــة مع كـــبـــار الــــقــــادة الأوروبـــــيـــــن ومــــع الــفــريــق الأميركي المفاوض. ومــــــا يـــقـــلـــق الأوروبـــــــيـــــــن، بـحـسـب مـــــصـــــدر الإلــــــيــــــزيــــــه، اســــتــــبــــعــــادهــــم مــن المـفـاوضـات، «مـا يعني تـرك زيلينسكي وحيدا بمواجهة ضغوط فريق الرئيس دونـالـد تـرمـب». كما يعني أن أي اتفاق يـــتـــم إبـــــرامـــــه بـــعـــيـــدا عـــنـــهـــم «لــــــن يــأخــذ بــعــن الاعـــتـــبـــار أمــــن الــــــدول الأوروبــــيــــة ومـــصـــالـــحـــهـــا». ولـــخـــص وزيــــــر شــــؤون مجلس الوزراء البريطاني بات ماكفادن جانبا من المخاوف بوصف ذلك «اللحظة الراهنة» بأنها «محورية للغاية. الجميع يريد انتهاء الحرب، ولكنهم يريدون أن يتم ذلــك بطريقة تمنح أوكـرانـيـا حرية الاختيار في المستقبل». خلفيات مخاوف «الترويكا» على ضوء هذين العنصرين، يمكن فـــهـــم خــلــفــيــات مــــا كــشــفــت عـــنـــه مـــؤخـــرا صــحــيــفــة «ديــــــر شــبــيــغــل» الألمـــانـــيـــة مـع فــحــوى مــكــالمــة هـاتـفـيـة جــــرت الأســبــوع المـــاضـــي بـــن مـــاكـــرون ومــيــرتــس بـشـأن أوكــــرانــــيــــا، حــيــث قــــال الأول إن «هــنــاك احـتـمـالـيـة أن تــخــون الـــولايـــات المـتـحـدة أوكـرانـيـا فيما يتعلق بـــالأراضـــي، دون وضوح بشأن الضمانات الأمنية». ولمـــا سُــئـلـت مــصــادر قـصـر الإلـيـزيـه عـــن صــحــة مـــا نــشــرتــه «ديـــــر شـبـيـغـل»، اكتفت بالقول إن ماكرون لم ينطق بهذه الكلمة؛ أي خيانة. لكن الأهم أن الاتحاد الأوروبـــي، وخصوصا «الترويكا»، غير مطمئنة «لمزاجية» ترمب في إدارة الملف الأوكراني. وكان الأوروبيون قد اطمأنوا نـسـبـيـا بــعــدمــا عـــــدّوا أنــهــم نــجــحــوا في تعديل الخطة الأميركية الأصلية المكونة بنداً، بعد اجتماعات جنيف التي 28 من حـرصـوا على الــوجــود فيها إلــى جانب الوفد الأوكراني. وعــــــــــــدّت «الــــــتــــــرويــــــكــــــا» أن إرغــــــــام أوكرانيا على التخلي عن كامل مقاطعة دونباس، ومنع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورفض موسكو نشر قــوات أوروبــيــة - أطلسية عـــلـــى الأراضــــــــي الأوكـــــرانـــــيـــــة، وامـــتـــنـــاع واشنطن عن الالـتـزام بتوفير ضمانات أمنية لأوكـرانـيـا لجهة ردع روسـيـا عن مـهـاجـمـتـهـا لاحــقــا وبــعــد الــتــوصــل إلـى وقـــف لإطـــاق الــنــار أو اتــفــاق ســـام، كل ذلك يشكل عوامل تثير القلق. بيد أن ما فاقم المخاوف الأوروبية هـو مـا ورد فـي وثيقة «الاستراتيجية الأمـــــنـــــيـــــة الأمـــــيـــــركـــــيـــــة» الـــــتـــــي نـــشـــرت الجمعة، التي تعد أن لأوروبا «توقعات غير واقعية» بالنسبة لنتائج الحرب، وأن واشنطن سوف تعمل على تعزيز «المقاومة السياسية للمسار الحالي» لأوروبـا. وما يزيد الطين بلة، أن رؤية الـــوثـــيـــقـــة لأوروبـــــــــا لـــيـــســـت مــــن الـــنـــوع الــذي يدعو الأوروبـيـن إلـى الاستكانة لــوقــوف أمـيـركـا إلـــى جـانـبـهـم، أو لمـدى قـوة الـرابـط الأطلسي والبند الخامس مـــن مــعــاهــدة الــحــلــف الــتــي تــنــص على الـــــدفـــــاع عـــــن أي عـــضـــو فـــيـــه يــتــعــرض لاعتداء خارجي. مصير الأصول الروسية مــــــن هـــــــذه الــــــــزاويــــــــة، يـــمـــكـــن تــفــهــم الاستعجال الأوروبي لمشاورات إضافية. وتعاني «الترويكا» من وضـع غير مـــريـــح لـــهـــا، إذ إنـــهـــا لا تــســتــطــيــع، مـن جـــهـــة، الــــوقــــوف بــشــكــل واضـــــح وصـلـب بوجه الرئيس ترمب لتخوفها من ردود فــعــلــه، ومــــن أن يـنـفـض يـــديـــه مـــن المـلـف الأوكـرانـي. كما أنها، من جهة ثانية، لا يمكنها قبول طروحاته والسير بخطته بسبب المخاطر والنتائج المترتبة عليها حاضرا ومستقبلاً. لذا، فإنها في «منزلة بين المنزلتين»، حيث تـؤيـد مـن دون حماسة وتـعـارض بـــلـــطـــف. ولـــــم يــتــضــح بـــعـــد أبــــعــــاد قـــول مــســؤول أمـيـركـي الـجـمـعـة إن واشـنـطـن توصلت مع كييف إلى «إطار لترتيبات أمنية». ولا شك أن هذه المسألة ستكون رئيسية في قمة الاثنين في لندن. ثـــمـــة مـــســـألـــة أخــــــرى مــلــحــة يـتـعـن على الأوروبيين بتّها سريعاً، وتتناول مـــصـــيـــر الأصـــــــــول الـــــروســـــيـــــة المـــجـــمـــدة فـــي مــؤســســة «يـــوروكـــلـــيـــر» المـــالـــيـــة فـي لوكسمبورغ، الـتـي يـرغـب الأوروبــيــون مــــلــــيــــار يـــــــــورو مــنــهــا 90 بــــاســــتــــخــــدام ،2027 و 2026 لـتـقـديـمـهـا، خـــال عـامـي بـــشـــكـــل قـــــــــروض لأوكــــــرانــــــيــــــا لـــتـــمـــويـــل ماليتها ومجهودها الحربي. وبــالــنــظــر لـــرفـــض بـــــارت دي ويـفـر رئيس وزراء بلجيكا، وفـالـيـري أوبــان، المــديــرة الـعـامـة للمؤسسة المـالـيـة، المـس بـالأصـول الـروسـيـة لمـا يترتب على ذلك من تبعات مالية واقتصادية وقانونية، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فـون ديـر لايـن وميرتس اجتمعا مطولا مـــســـاء الــجــمــعــة مــــع دي ويـــفـــر وأوبــــــان لإقــنــاعــهــمــا بــقــبــول اســـتـــخـــدام الأصــــول المــــــذكــــــورة. بـــيـــد أن الأخــــيــــريــــن مــــا زالا يـــعـــارضـــان، رغـــم الـــوعـــود الــتــي أغـدقـهـا مـــيـــرتـــس وفـــــــون ديــــــر لايـــــــن. وســـيـــكـــون ملف الأصـول مطروحا لدى انعقاد قمة من 19 و 18 الاتــــحــــاد الأوروبـــــــي يـــومـــي الشهر الحالي في بروكسل. يونيو الماضي (د.ب.أ) 25 الرئيسان الأميركي والأوكراني خلال اجتماعهما في لاهاي على هامش قمة الحلف الأطلسي باريس: ميشال أبو نجم التضارب في التصريحات الأميركية والروسية حول تقدم مفاوضات السلام عمّق من مخاوف الأوروبيين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky