9 مغاربيات NEWS Issue 17176 - العدد Sunday - 2025/12/7 الأحد بعثة الأمم المتحدة تعلن استبعاد مشاركين سابقين في «حوار جنيف» مع شروط صارمة للمشاركين الجدد ASHARQ AL-AWSAT هل تُضخِّم «الوحدة» الليبية أرقام المهاجرين سعيا للتمويل الأوروبي؟ اختيار معارضة مالي قائدا جديدا يصب الزيت على نار الخلاف مع الجزائر أعـــاد وزيـــر الداخلية المكلف بحكومة «الــوحــدة الوطنية» الليبية المـؤقـتـة، عماد الـــطـــرابـــلـــســـي، الـــحـــديـــث عــــن أزمــــــــات مـلـف المهاجرين غير النظاميين في بلاده، بعدما قدّر عددهم بثلاثة ملايين، مما أثار مخاوف تتعلق بالوضع الأمني والاقتصادي. وكـان الطرابلسي قد حمَّل المهاجرين المـــوجـــوديـــن فـــي لـيـبـيـا مـسـؤولـيـة «ارتـــفـــاع مـــــــعـــــــدلات الــــــجــــــريــــــمــــــة». كـــــمـــــا حــــــــــــذَّر مـــن «مــنــافــســتــهــم الــلــيــبــيــن فـــي ســــوق الــعــمــل، وإضـــرارهـــم بـالاقـتـصـاد الـوطـنـي مـن خلال تحويل أمـــوال بالعملة الأجنبية لبلادهم مليون دولار شهرياً». 600 بقيمة تتجاوز دينار). 5.44 (الدولار يساوي إلقاء اللوم على المهاجرين رغم اتفاق كثير من الليبيين على أن الملف يمثل تحديا كبيرا لليبيا، ويتجاوز قــــــدراتــــــهــــــا، خـــــاصـــــة فــــــي ظــــــل الانــــقــــســــام الــســيــاســي والمـــؤســـســـي، رأى سـيـاسـيـون وحــقــوقــيــون أن تــصــريــحــات الـطـرابـلـسـي اتسمت بـ«المبالغة»، واقتربت من تحميل المـــهـــاجـــريـــن مـــســـؤولـــيـــة أزمـــــــات صـنـعـتـهـا الحكومات، التي تعاقبت على إدارة البلاد، بما فيها حكومته. ووصف عضو المجلس الأعلى للدولة، أحــمــد بــوبــريــق، تـصـريـحـات الـطـرابـلـسـي بأنها «بهرجة إعلامية»، وقال إنها «تفتقر إلــــــى الإحــــصــــائــــيــــات وغـــــيـــــاب أي تـــصـــور لـلـمـعـالـجـة»، مـعـتـبـرا أن «تـــكـــرار الـحـديـث عن تعداد المهاجرين يعزز الشكوك حول أن الهدف هو البحث عن تمويل خارجي». وأكــد بوبريق لــ«الـشـرق الأوســـط» أن «معظم المهاجرين يعتبرون ليبيا نقطة عـبـور إلــى أوروبــــا، لكن فشل محاولاتهم يــدفــع بعضهم لـاسـتـقـرار والـعـمـل داخــل الـــــبـــــاد». ورأى أن هـــــذا الــــوضــــع يــفــرض عــلــى الــســلــطــات «تـــعـــزيـــز تـــأمـــن الـــحـــدود والـــــــســـــــواحـــــــل، والـــــــبـــــــدء بــــحــــصــــر شـــامـــل للمهاجرين، عبر تسجيل منظم وتحديد جنسياتهم، تمهيدا لترحيلهم، بالتنسيق مع دولهم الأصلية والــدول الغربية، التي اسـتـفـادت تـاريـخـيـا مــن الــقــارة الـسـمـراء». ونــــوه «بـإمـكـانـيــة الاســـتـــفـــادة مـــن خـبـرات بـعـض المـهـاجـريـن الــتــي تـفـتـقـدهـا الـسـوق الليبية، بعد التأكد من أوضاعهم الأمنية والصحية». وخـــــــــال مــــؤتــــمــــر صــــحــــافــــي حـــضـــره بعض سفراء الاتحاد الأوروبي، استعرض الطرابلسي نتائج برنامج وزارته لترحيل المــهــاجــريــن لـــبـــادهـــم، داعـــيـــا الأوروبــــيــــن لــدعــمــه «إذا أرادوا حــمــايــة ســواحــلــهــم»، ومؤكدا رفضه «إعادة المهاجرين من البحر إلى ليبيا في ظل رفض شعبي للتوطين». وانتقد بوبريق «تحميل المهاجرين كـــامـــل المـــســـؤولـــيـــة عــــن الأزمــــــــــات، ســــواء ارتــــفــــاع الــجــريــمــة أو نــقــص الــســيــولــة»، مـــعـــتـــبـــرا ذلـــــك «هـــــروبـــــا مــــن المـــســـؤولـــيـــة، وتشويشا على غـيـاب معالجة علمية». وشـــــــدد عـــلـــى أن «جــــــــذور هـــــذه الأزمـــــــات تعود لازدواج السلطة، وما نتج عنه من ضعف الرقابة وازدهـار جرائم التهريب» متسائلا عمّا إذا كانت داخلية «الوحدة» تملك إحصائيات تثبت تورط المهاجرين في الجرائم، وسبب عدم إعلانها. إحصائيات مشكوك في صحتها شكك رئيس مركز بنغازي لدراسات الـهـجـرة والــلــجــوء، طـــارق لمــلــوم، فــي «دقــة أرقـــام الـطـرابـلـسـي»، خصوصا أن الـوزيـر أقر بعدم امتلاك إحصائيات رسمية لعدد المهاجرين. واعـتـبـر لمـلـوم فــي تـصـريـح لــ«الـشـرق الأوســــــــــط» أن «تـــــقـــــديـــــرات الـــــوزيـــــر حـــول الـــتـــحـــويـــات المـــالـــيـــة غـــيـــر دقـــيـــقـــة»، وقــــال إنــــه «جــمــع الــعــنــاصــر الأجــنــبــيــة كــافــة من مــهــاجــريــن وعــمــالــة وافــــــدة، ولاجـــئـــن من الصراعات في بلدانهم في حزمة واحدة». وأضـــــــــاف مــــوضــــحــــا: «لــــقــــد افـــتـــرض الطرابلسي أن الجميع يعملون في السوق الـلـيـبـيـة، مــقــدرا مـتـوسـط تـحـويـل كــل فـرد دولار، مــمــا يـجـعـل الـحـصـيـلـة نحو 200 مليارات 7 مليون دولار شـهـريـا، أي 600 سنويا ً». وأشار لملوم إلى أن «الطرابلسي تعمّد ربط ملف المهاجرين بأزمة نقص السيولة، وارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية، في ظل وطأتهم على الأسـر الليبية»، واتهمه بـ«السعي للسيطرة على ملف الهجرة عبر بــرنــامــج الــتـرحـيــل، لتحقيق مـكـاسـب من ورائـــه، مـن خــال عقود إعـاشـة المهاجرين ونـــقـــلـــهـــم بــــالــــطــــائــــرات». كـــمـــا تــــوقــــع عـــدم استجابة الأوروبــيــن لمطالب الطرابلسي بـــدعـــمـــه، نـــظـــرا لــــوجــــود بـــرنـــامـــج الـــعـــودة الـــطـــوعـــيـــة مـــنـــذ ســــنــــوات بــــدعــــم المــنــظــمــة الدولية للهجرة، موضحا في هذا السياق أن سيطرة حكومة «الوحدة» تقتصر على الغرب الليبي فقط، فضلا عن عـدم إعلان الـــوزيـــر عـــن أعـــــداد مـــن تـــم تـرحـيـلـهـم وفــق برنامج وزارته. تعزيز الحدود قـدَّرت المنظمة الدولية للهجرة بداية الـعـام الـحـالـي أعـــداد المهاجرين فـي ليبيا جنسية». ورغــم تزايد 44 ألفا مـن 867« بــــ أعـــــــداد المـــهـــاجـــريـــن، فـــــإن الـــنـــاشـــط المــدنـــي محمد عبيد رأى أن الحل يكمن في «تعزيز تـأمـن الــحــدود وتنظيم وجـــودهـــم، لا في إثارة فزع المواطنين بالأرقام». واعتبر في تـصـريـح لـــ«الــشــرق الأوســـــط» أن «تنظيم سوق العمل ودمج العمالة الوافدة قانونيا يحد من الوجود غير المشروع». وشـــهـــدت لـيـبـيـا حــمــات احتجاجية ومظاهرات ضد ارتفاع أعــداد المهاجرين، مــــــع الــــتــــحــــذيــــر مــــــن المـــــخـــــاطـــــر الـــصـــحـــيـــة لتجمعاتهم العشوائية، وملاحظة البعض لانتشار السلاح بين صفوفهم. مــــــن جـــــانـــــبـــــه، يـــعـــتـــقـــد الـــــبـــــاحـــــث فــي الــــشــــؤون الأفـــريـــقـــيـــة، مـــوســـى تـيـهـوسـاي أن «أعـــــــــداد المـــهـــاجـــريـــن تـــفـــوق مــــا أعــلــنــه الــطــرابــلــســي، نــظــرا لـــدخـــول أعـــــداد كـبـيـرة يــومــيــا مــــن الــــحــــدود الــجــنــوبــيــة الــــوعــــرة، إضـــافـــة إلــــى مـــن تـتــم إعــادتــهــم مـــن الـبـحـر تحت ضغط أوروبـــي». ويـرى في تصريح لــ«الـشـرق الأوســـط» أن «شبكات التهريب تنسج عـاقـات مـع متنفذين فـي الأجـهـزة الأمـنـيـة شـــرق ليبيا وغــربــهــا»، مـقـلـا من جـــدوى «الـــعـــودة الـطـوعـيـة» للمهاجرين، فـــي المـــائـــة من 1 مـعـتـبـرا أنــهــا لا تــتــجــاوز العدد الإجمالي للمهاجرين. بــيــنــمــا تــشــهــد الأزمــــــــة بــــن الـــجـــزائـــر وجارتها الجنوبية مالي تصاعدا مستمرا ، يــــرجّــــح مــــراقــــبــــون أن 2024 مـــنـــذ بــــدايــــة تـتـفـاقـم الأحــــــداث بـعـد اخــتــيــار المـعـارضــة المالية، رجـل الدين محمود ديكو اللاجئ فــــي الــــجــــزائــــر، عـــلـــى رأس تـــحـــالـــف أطــلــق حملة لإطـاحـة الـرئـيـس الانـتـقـالـي العقيد عاصيمي غويتا. أطـلـقـت تـنـظـيـمـات «أزواد» الـطـرقـيـة المــالــيــة، الـجـمـعـة، تـحـالـفـا سُــمّــي «ائـتـاف القوى من أجل الجمهورية» بقيادة الشيخ محمود ديكو، الرئيس السابق لـ«المجلس الإسلامي الأعلى» في مالي، ودعت في بيان الماليِّين إلى «المقاومة والعصيان». وكتب أعـضـاء «الائــتــاف» فـي بـيـان: «تـمـر مالي اليوم بإحدى أخطر الأزمـات في تاريخها المعاصر. دولتنا ضعيفة، وشعبنا يتألم، ومؤسّساتنا منحرفة، وسيادتنا مُهانة مــن طـــرف أشــخــاص يجمعون بــن النهب الاقــــتــــصــــادي، والـــعـــســـكـــرة الـــقـــائـــمـــة عـلـى الفساد واستغلال الخوف». ويـــــرى مـــحـــرّرو الــبــيــان أنــــه «فــــي ظــل الانهيار الأمني، وانهيار السلطة العامة، ومـجـازر المدنيين والعسكريين، والرقابة الشاملة، والاعتقالات التعسفية، وإغـاق الحياة السياسية بالكامل، لم تعد المقاومة خيارا أخلاقيا فحسب، بل أصبحت واجبا وطـنـيـا»، وفــق مـا نشرته مـواقـع إخبارية مالية، أمس (السبت). عنصر «مزعج» في المنطقة يؤكد أصحاب البيان أنهم «يقاومون لأن مالي تختفي أمام أعيننا... لأن الدولة تـقـتـل جـــنـــودهـــا؛ بـسـبـب عــــدم الـــكـــفـــاءة أو الإهــــمــــال أو الــــكــــذب، لأن مـــئـــات المــدنــيــن يُــقـتـلـون فـــي صـمـت مـــفـــروض بــالــخــوف». ويتهمون السلطة العسكرية بأنها «حوّلت الـسـيـادة إلــى مجرد شـعـار، وعـرّضـت أمن بـادنـا لـلـمـرتـزقـة»، فـي إشـــارة إلــى وجـود «الـفـيـلـق الأفـــريـــقـــي» الـــروســـي فـــي الــبــاد، الذي يوفر الدعم اللوجيستي لنظام الحكم ضـد المـعـارضـة، الـتـي تتحصن بمواقعها في الشمال الحدودي مع الجزائر. ودعــــــــا الــــبــــيــــان أفــــــــــراد الــــجــــيــــش إلــــى «الـــعـــصـــيـــان الأخــــاقــــي عـــنـــدمـــا يُــــؤمَــــرون بـــالمـــوت فـــي عـمـلـيـات عـبـثـيـة بـــا وســائــل، ولا اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، ولـــخـــدمـــة طــمــوحــات شـخـصـيـة»، وإلـــى «وقـــف مــجــازر المدنيين والـعـسـكـريـن عـبـر فـتـح حــــوار وطــنــي مع الفاعلين المسلحين الماليين». كــــمــــا دعـــــــا الــــقــــضــــاة إلـــــــى «المــــقــــاومــــة القضائية»، والعمال إلى «العصيان المدني المـــنـــظـــم، الـــســـلـــمـــي، والمـــنـــهـــجـــي»، وأيـــضـــا أفــــراد الـجـالـيـة فــي الـــخـــارج إلـــى «التعبئة الـدبـلـومـاسـيـة والمــالــيــة والـلـوجـيـسـتـيـة». وبحسب البيان نفسه: «لـن يُنقذ مالي لا الــســاح الأجـنـبـي ولا أكـــاذيـــب الـــدولـــة ولا الخوف. سينقذها شعبها. ندعو كل مالية وكــــل مـــالـــي إلــــى الانـــضـــمـــام إلــــى (ائـــتـــاف الــــقــــوى مــــن أجـــــل الـــجـــمـــهـــوريـــة)، ورفــــض الاستسلام للقدر». ومـــن بـــن أبــــرز قــيــاديــي «الائـــتـــاف»، إتــــيــــان فـــاكـــابـــا ســـيـــســـوكـــو، وهـــــو أســـتـــاذ جامعي يعيش في المنفى وكـان مسجونا في مالي. أما الشيخ محمود ديكو رئيس تكتل المـعـارضـة الـجـديـد، فقد غـــادر مالي «بحثا عن الأمن 2021 إلى الجزائر نهاية والعلاج»، حسبما أعلن عنه يومها، ومنذ ذلك الحين لم يعد إلى بلاده. لــكــن تـــبـــن لاحـــقـــا أنــــه قـــــرَّر الـــبـــقـــاء في الجزائر «خوفا من الاعتقال، أو ربما القتل لــو عـــاد إلـــى مـــالـــي»، وفـــق مــا أكــــده مـقـربـون منه في الجزائر لـ«الشرق الأوسط». وبكلام آخر، تُعد الجزائر «أفضل مكان له في الوقت الــــحــــالــــي»، حــســبــمــا نـــقـــل هــــــؤلاء المـــقـــربـــون، الــــذيــــن أشــــــــاروا إلـــــى أن الــســلــطــة فــــي مــالــي «تخشى تأثيره وقدرته على حشد السخط، مـا يجعله قـوة احتجاجية قـد تهدد سلطة المرحلة الانتقالية، وربما تقوضها». ضغط «جماعة النصرة» حـــســـب مـــراقـــبـــن لـــتـــطـــورات الأزمـــــة بـن الـجـزائـر وبـامـاكـو، قـد تحمل قيادة ديكو مسعى التغيير في البلاد، الذي تم إطلاقه الجمعة، مزيدا من التوترات، وفي أفـضـل الــحــالات يبعد انـفـراجـة محتملة بــن الـبـلـديـن، خـصـوصـا أن وجــــوده في الـــجـــزائـــر يـعـنـي أن اجــتــمــاعــات مـرتـقـبـة لــــــ«الائـــــتـــــاف» المـــــعـــــارض ســـتـــكـــون عـلـى أرضـهـا، وهــو مـا سيُعد حسب مراقبين عملا موجها بشكل مباشر ضد العقيد غـــويـــتـــا وقــــيــــاديــــي المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي الــعــســكــري، الـــــذي يـــواجـــه مــنــذ أكـــثـــر من شهر، ضربات متتالية من طرف «جماعة نـــصـــرة الإســــــام والمـــســـلـــمـــن»، المُــصــنَّــفــة «جماعة إرهابيةً»، بقيادة الطرقي إياد آغ غالي. وتـفـيـد مــصــادر جــزائــريــة بـــأن الإمـــام ديكو لا يخضع لأي مذكرة توقيف أو حكم قضائي، في حين تشير بعض التسريبات إلـــى أن «ذنــبــه» الـوحـيـد ربـمـا كـــان إقامته الطويلة في الجزائر، حيث يُشاع أنه التقى خلالها أشخاصا على خـاف مع السلطة فـــي مـــالـــي، بـــمَـــن فــيــهــم المـــتـــمـــردون الــذيــن تـصـفـهـم بـــــ«الإرهــــابــــيــــن»، وحـــتـــى بعض المسؤولين الجزائريين. أخـــذت الـعـاقـات بـن الـجـزائـر ومالي ، عــنــدمــا أعـلـن 2024 ضـــربـــة قـــويـــة مـطـلـع العقيد غويتا انسحابه من «اتفاق السلم والمـــصـــالـــحـــة»، الـــــذي وقَّـــعـــتـــه الــســلــطــة مع . وانـبـثـقـت 2015 المـــعـــارضـــة فـــي الـــجـــزائـــر من الاتفاق «لجنة دولية لمتابعة تنفيذه» تــرأَّســتــهــا الـــجـــزائـــر، لـكـنـهـا لـــم تـحـقـق أي تـــقـــدم؛ نـتـيـجـة انــــعــــدام الــثــقــة بـــن طــرفَــي الصراع. وبـــــرَّر غــويــتــا انــســحــابــه مـــن الاتـــفـــاق بــــــ«تـــــدخـــــل الـــــجـــــزائـــــر فــــــي شـــــــــؤون مـــالـــي الداخلية»، مشددا على أنها «توفر الرعاية للإرهابيين». وعلى أثر ذلك عدّت الجزائر أن مبررات الانسحاب «غير صحيحة، ولا تمت للحقيقة بصلة»، محذِّرة من أن هذا الـــقـــرار «قـــد يُـــهـــدِّد وحــــدة مــالــي واسـتـقـرار المـــنـــطـــقـــة بـــرمـــتـــهـــا، ويـــحـــمـــل بـــــــذور حـــرب أهلية». القاهرة: جاكلين زاهر الجزائر: «الشرق الأوسط» أهالي جنزور يريدون طرد البعثة «رمز التدخل الخارجي» في شؤون البلاد عودة مظاهرات شرق ليبيا المطالبة بـ«انتخابات رئاسية فورية» تـــــجـــــددت فـــــي لـــيـــبـــيـــا الاحـــتـــجـــاجـــات الشعبية فــي المنطقة الـشـرقـيـة للمطالبة بـــانـــتـــخـــابـــات رئـــاســـيـــة فـــــوريـــــة، فــــي وقـــت أعلنت فيه بعثة الأمـــم المـتـحـدة استبعاد مشاركين سابقين فـي «حـــوار جنيف» مع شــــروط صــارمــة لـلـمـشـاركـن الـــجـــدد، مما يعكس «إرهاقا شعبيا عاما من الانقسام والتدخل الخارجي». وشــــهــــدت مـــــدن شـــــرق لـــيـــبـــيــا، مــســاء الجمعة، تظاهرات شعبية للمرة الثانية على التوالي، للمطالبة بإجراء انتخابات رئــاســيــة فـــوريـــة، تـعـبـر عـــن إرادة الشعب وتنهي الانــســداد السياسي المستمر منذ سنوات. وتــــــركــــــزت المـــــظـــــاهـــــرات فـــــي المــنــطــقــة الـــشـــرقـــيـــة، الـــخـــاضـــعـــة لــســيــطــرة الـجـيـش الـــوطـــنـــي بـــقـــيـــادة المـــشـــيـــر خــلــيــفــة حـفـتـر، وحكومة «الاسـتـقـرار» المكلفة مـن مجلس النواب، برئاسة أسامة حماد، بما في ذلك بــنــغــازي ودرنــــة والــقــبــة وأجـــدابـــيـــا، حيث دعت بعض اللافتات التي رفعها عدد من المتظاهرين لتفويض حفتر رئيسا للبلاد. كــمــا شـــهـــدت جـــنـــزور فـــي غــــرب الـعـاصـمـة طرابلس احتجاجا آخــر أمــام مقر البعثة الأمــــمــــيــــة، يـــطـــالـــب بـــطـــردهـــا بــاعــتــبــارهــا رمـزا للتدخل الخارجي في شـؤون ليبيا. ويــرى مـراقـبـون أن هــذه التظاهرات تعبر عــن إرهــــاق شـعـبـي عـــام مــن الانــقــســام بين حكومتين متنافستين، وفــقــدان الثقة في الأجسام السياسية والبعثة الأممية. وطــبــقــا لمــعــلــومــات أوردتــــهــــا وســائــل إعــــام مـحـلـيـة، فـقـد تـجـاهـلـت بـعـثـة الأمـــم المــــتــــحــــدة، الــــتــــي تـــســـتـــعـــد لإطــــــــاق أولـــــى جلسات «الحوار المهيكل» وفقا لـ«خريطة الطريق»، المشاركين في الحوار السياسي الـــــســـــابـــــق الـــــــــذي احـــتـــضـــنـــتـــه الـــعـــاصـــمـــة الـسـويـسـريـة جـنـيـف ســابــقــا، إضـــافـــة إلـى أعضاء اللجنة الاستشارية التي لم توجه لهم دعوة للمشاركة في المسار الجديد. واشترطت البعثة في المترشحين عدم التورط في أي انتهاكات لحقوق الإنسان، أو الـقـانـون الإنـسـانـي الــدولـــي، كـمـا يجب ألا يكونوا منخرطين في خطاب الكراهية أو الفساد، أو أي ممارسات غير أخلاقية، لـــضـــمـــان مـــشـــاركـــة مـــســـؤولـــة وفـــعّـــالـــة فـي الحوار. 14 وحددت البعثة الفترة الممتدة من مــن الـشـهـر الــجــاري مــوعــدا لأولــى 16 إلـــى جلسات الـحـوار المهيكل، كـأحـد المكونات الــرئــيــســيــة الـــثـــاثـــة لــــ«خـــريـــطـــة الــطــريــق» الـجـديـدة، الـتـي تستهدف «إعـــادة تشكيل الـعـمـلـيـة الــســيــاســيــة، وتـــجـــاوز إخــفــاقــات الحوارات السابقة». ويــــحــــمــــل هـــــــذا الاســـــتـــــبـــــعـــــاد، حــســب مراقبين، دلالات سياسية تتجاوز الجانب الإجــرائــي؛ إذ يـفـسّــره متابعون باعتباره مــــراجــــعــــة ضـــمـــنـــيـــة لـــتـــجـــربـــة الــــــحــــــوارات السابقة، فـي ظـل الاتـهـامـات التي لاحقت عددا من أعضاء ملتقى الحوار السياسي بـــشـــأن شـــبـــهـــات فــــســــاد، وتــــأثــــيــــرات غـيـر مشروعة على مسار العملية السياسية، بما يطرح عـدة تـسـاؤلات حـول مصداقية تـلـك المــرحــلــة، وانـعـكـاسـهـا عـلـى مستوى الثقة العامة في المسارات السابقة. فــــــي غـــــضـــــون ذلــــــــــك، أعـــــلـــــن المـــجـــلـــس الاجـــتـــمـــاعـــي لــحــكــمــاء وأعــــيــــان تــــاورغــــاء رفــــضــــه الـــقـــاطـــع لــــقــــرار حـــكـــومـــة الــــوحــــدة الوطنية المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بإعادة تنظيم بعض التقسيمات الإداريـــــة، وإنــشــاء فـــروع لبلدية مصراتة، معتبرا أنه «يمس بصورة مباشرة الكيان الإداري لمدينة تاورغاء وحقوق أهلها». وقـال بيان للمجلس، مساء الجمعة، إن «الـقـرار يأتي في مرحلة حرجة، تعمل فيها المدينة على استكمال مسار العودة والاســــتــــقــــرار وإعــــــــادة الإعــــــمــــــار»، مـــحـــذرا مـــن أن تـطـبـيـقـه «قــــد يـــــؤدي إلــــى تعطيل الـــجـــهـــود الإنـــســـانـــيـــة والإداريـــــــــة المـتـعـلـقـة بعودة الأهالي، وإربـاك الملفات الحساسة الـــخـــاصـــة بــالــتــعــويــضــات وجـــبـــر الـــضـــرر، وخلق توتر اجتماعي لا مبرر له». كــمــا أكــــد المــجــلــس رفــضــه لأي إجــــراء يــحــد مـــن صــاحــيــات تــــاورغــــاء، أو يغير تبعيتها دون حـــوار أو تـشـاور مـع أهلها وسكانها، مشددا على أن الكيان الإداري للمدينة يعد «عنصرا أساسيا في حماية حــــقــــوق ســـكـــانـــهـــا، وفــــــي إنـــــجـــــاح عـمـلـيـة العودة». وأعــــــلــــــن المــــجــــلــــس عــــــن شــــــروعــــــه فــي اتــــخــــاذ إجـــــــــــراءات قـــانـــونـــيـــة لــلــطــعــن فـي الـــقـــرار، إلـــى جـانـب الـتـواصـل مــع الجهات التشريعية والرقابية والحكومية لعرض مـوقـف المـديـنـة، مـؤكـدا متابعته المستمرة للموضوع، وإحاطة الأهالي بأي تطورات، كـــمـــا طـــالـــب بـــاحـــتـــرام الــــوضــــع الــقــانــونــي والإنساني لتاورغاء بعد سنوات طويلة من التهجير، والعمل على دعم الاستقرار، وضمان عودة آمنة وكريمة لسكانها. القاهرة: خالد محمود جانب من المظاهرات الشعبية التي شهدتها بعض مدن شرق ليبيا (متداولة)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky