issue17176

بريشته وتوقيعه ... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى كان فريق كبير من العرب، يضم أيضا جزءا مهما من الفلسطينيين، يدعو إلـى الاهتمام بالأقليات الإسرائيلية المؤيدة للحقوق الفلسطينية. وكان أكثر هؤلاء في الغالب مـن أهـل اليسار المعتبر ولكن غير الفاعل. كـان رأي ياسر عرفات أن مواقف المجموعات الصغيرة والأفـــراد العادلين يمكن أن تشكل مع الوقت قوة مؤثرة ورأيا عاما فاعلا على الصعيد الدولي. لم تثمر هـذه السياسة كثيرا بسبب التطورات داخل إسرائيل. لكن بعد حرب غزة برز عدد من الكتاب خصوصا في صحيفة «هـآرتـس»، بالإضافة إلـى الصحيفة نفسها، فـي تأييدهم المطلق للفلسطينيين ومعارضتهم اليومية لإبــــادات بنيامين نـتـنـيـاهـو. وحـــدث متغير بـالـغ الأهمية على الصعيد العالمي: الرأي العام الذي كانت تسيطر عليه إســرائــيــل بصفتها ضـحـيـة الإرهـــــاب الــعــربــي، أخـــذ يخرج بمئات الآلاف فـي الـعـواصـم والـجـامـعـات مـنـددا بــالإبــادة. ونزعت دول مثل آيرلندا الأسماء اليهودية عن شوارعها وحـدائـقـهـا. وأعـلـنـت إسبانيا وسلوفينيا الانـسـحـاب من مهرجان الأغنية الأوروبية ما دامت إسرائيل مشاركة فيها. ليس في الـذاكـرة شـيء يشبه هـذا التحول. لكن قابله فـي الـوقـت نفسه التحول البالغ الـخـطـورة الـــذي طــرأ على المـجـتـمـع الإســـرائـــيـــلـــي: لــقــد ازدادت فــيــه نـسـبـة الـعـسـكـرة والـــتـــوحـــش. وازداد الــيــمــن فــحــشــا. وتـــكـــاثـــر الــعــنــف في المستوطنات. وتـقـديـرا لأعماله طلب نتنياهو مـن رئاسة الدولة العفو عن جرائمه الصغيرة لقاء ما ارتكب من جرائم كبرى. كـان بعضنا يقول في الماضي إن الدلالة السيئة على إسرائيل ليست في نتنياهو، بل في المجتمع الذي اختاره تـكـرارا كـأطـول عهد فـي تـاريـخ إسـرائـيـل. جــاءت حـرب غزة لتؤكد أن هذا المنحى ليس خطوة عابرة بل قرار جوهري. وقـد وضـع جـزء كبير من الشعب الإسرائيلي توقيعه إلى جانب توقيع نتنياهو على أفظع الإبـــادات الجماعية في عــامــا عـلـى قنبلة 80 تــاريــخ الـبـشـريـة. وقـــد صــــادف مــــرور هيروشيما فـاسـتـعـاد الـعـالـم صــورهــا للمقارنة فــي مـدى الـتـعـمـد والـتـقـصـد والـــتـــوحـــش، فــــإذا هـيـروشـيـمـا وذرّتـــهـــا مجرد لعبة أطفال وهواة أمام ركام غزة ومطامرها البشرية ومجاعاتها. لم ينجح العرب مرة فيما نجحت فيه إسرائيل: رسم الصورة الحقيقية للتوحش من الأعماق. أستاذنا رضوان السيّد من خِيرة من يُسهم في تصويب وتعميق النقاش حول قرارات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة، حول تصنيف «الإخوان» في أميركا والأردن ومصر... ولبنان، جماعات محظورة. كتب في مقالته الأخيرة بهذه الجريدة تحت عنوان: «مشكلتنا مع (الإخوان) أكبر من مشكلات الغربيين!». تــثــمــيــرا لــلــنــقــاش حـــــول المـــســـألـــة، تــعــقــيــبــا عـــلـــى مــقــالــتــي بـــعـــنـــوان: «تـــرمـــب و(الإخوان)... هل يستطيع؟»، قال «مولانا» في مقالته تلك: «نبَّهَنا الزميل مشاري الذايدي إلى أن مشكلة ترمب وأميركا مع (الإخوان) لا تنحصر في المنع أو الإجازة، بل هي أعقد بكثير عندهم، وأعقد بكثير عندنا أيضاً». وذكّـــرنـــا الــدكــتــور رضــــوان بـمـا كـــان فــي عـهـد أوبـــامـــا مــع «الإخــــــوان»، إذ كـان بعضهم «مستشارين في الإدارة ومع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون». ثم تساءل أنّه «ومع أن دولا أوروبية وأخرى عربية تمنع (الإخوان)؛ فالسؤال عن الدول الأخرى التي تُجيز لهم العمل، ولهم فيها تأثير وإعلام وجمهور ازداد الآن، بعد مذبحة غـــزة، فيما كــان ينبغي أن يـتـضـاءل أو ينتهي بسبب الـتـورط والتوريط!». وضــع رضـــوان يــده على عِــلّــة مـن أعـتـى عِــلـل «الإخــــوان» فـي فضائنا العربي والمسلم، ألا وهي «الفصاميات» والانقسامات والاحترابات التي يبرع «الإخـوان» في صناعتها داخل مجتمعاتنا. لكن هذه الفصاميات والمزايدات «لا تفتقر إلى الصفقات سواء مع الليبراليين أو مع اليساريين». إذن لمـــاذا لـم ينجح دهـــاة «الإخــــوان» فـي الـغـرب فـي نسج عـاقـات مـع اليمين الغربي، بزعامة ترمب؟! يجيب الأستاذ رضوان: لأن «اليمين الديني وغير الديني ضد الهجرة!». الحال أن مكافحة «الإخوان» وفكر «الإخوان» وسياسات «الإخوان» وثقافات «الإخــــوان»، وليست فقط أحـــزاب وجمعيات «الإخــــوان» السياسية، ليست مجرّد شعار إعلامي يُرفع. يقول رضوان: «ولنبق على حذر. فقد ازدادت شعبيتهم بسبب لواذهم بنموذج (حـمـاس)». وقـد يــزداد التحشيد في حالة الملاحقات الفرنسية والأميركية. وقد سقطت بوتقتا (ميونيخ) و(آخن) لكن ملاذ لندن العريق لا يزال قائما وحاضراً». اللقطة الساخرة التي التقطتها عدسة الساخر رضوان السيد: «عندما نشكو إلى الأتراك من تصرفات زعيمهم يجيبوننا: كونوا عقلاء؛ هل تريدون أن يذهبوا جميعا إلى طهران؟». وبــعــدُ، أظـــن أن إدامــــة الـنـقـاش والــجــدل بـالـتـي هــي أحــســن، وتعميق الـــدرس والفحص حـول الظاهرة الأصولية السياسية، من أهـم أدوات التغيير الصحيح والدائم. أمّـــا «إمــاتــة الــقــول» فـي هــذه الأمـــور ودفـــن الـسِّــجـال والـبـحـث فـي الأصـولـيـات السياسية وتمظهراتها الــجــديــدة، فـهـو مــن أســـوأ مــا يُــمـكـن انـتـهـاجـه مــن بعض مُخطّطي السياسات العامّة. نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس ــ وارنر» دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنــر بــراذرز ديسكفري» مـلـيـار دولار، مُــحــذّريــن مــن أن الصفقة 72 بقيمة ســتــؤدي إلـــى خـفـض الــوظــائــف، وتــركــيــز السلطة، وتقليل طــرح الأفـــام فـي دُور الـعـرض إذا اجـتـازت مراجعة الجهات التنظيمية. ووفـــق «رويـــتـــرز»، مـن شــأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البث العملاقة «إتـش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيــضــا الـسـيـطـرة عـلـى اســتــوديــو «وارنــــــر بـــــراذرز» الــتــاريــخــي إلــــى مـنـصـة الـــبـــث الـــتـــي قـلـبـت بـالـفـعـل هوليوود رأسا على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفـــام فـي دُور السينما إلـى مشاهدتها عبر المنصة. وقـد تــؤدّي الصفقة إلـى سيطرة «نتفليكس»، المـُـنـتـِـجـة لأعـمـال شهيرة مثل «سـكـويـد غـيـم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان». وقـــالـــت نــقــابــة الـــكـــتّـــاب الأمــيــركــيــن فـــي بــيــان: «يجب منع هـذا الانـدمـاج. قيام أكبر شركة بـث في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه». وتُــواجـه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبـا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم. وتُـــمـــثّـــل الــنــقــابــة الـــكـــتّـــاب فـــي مـــجـــالات الأفــــام الــســيــنــمــائــيــة والـــتـــلـــفـــزيـــون والــــقــــنــــوات الـــخـــاصـــة والأخــبــار الإذاعــيــة والـبـودكـاسـت ووســائــل الإعــام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الـــوظـــائـــف وتــخــفــيــض الأجـــــــور وارتـــــفـــــاع الأســـعـــار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه. وقـــــالـــــت «نـــتـــفـــلـــيـــكـــس» إنــــهــــا تــــتــــوقــــع خــفــض التكاليف السنوية بما يـتـراوح بين مليارَي دولار مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة 3 و بعد إتمام الصفقة. وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة ألـف شاشة عـرض سينمائي في 30 تجارية تُمثّل ألف شاشة حول العالم، من 26 الولايات المتحدة و في المائة من أعمال 25 أن الصفقة قد تقضي على دور العرض محلّياً. وتُـــصـــدر «نـتـفـلـيـكـس» بـعـض الأفـــــام فـــي دور الـــعـــرض قــبــل إتــاحــتــهــا لـلـمـشـتـركـن عــلــى المـنـصـة، وقـــالـــت الـــشـــركـــة إنـــهـــا ســتــحــافــظ عــلــى طــــرح أفـــام «وارنــر بــراذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. هوليوود (الولايات المتحدة): «الشرق الأوسط» «زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز) [email protected] aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17176 - السنة الثامنة والأربعون - العدد 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 7 - 1447 جمادى الآخرة 16 الأحد London - Sunday - 7 December 2025 - Front Page No. 2 Vol 48 No. 17176 شوارع بريطانيا تحمل أسماء طيور تفتقدها سماؤها تـــــزداد فـــي بـريـطـانـيـا تـسـمـيـة الـــشـــوارع بــــأســــمــــاء طــــيــــور مـــثـــل الـــــقُـــــبـــــرات والــــــزقــــــزاق والــــزرازيــــر، فــي وقـــت تـشـهـد فـيـه أعــــداد هـذه الأنواع تراجعا مقلقاً. فقد كشف تقرير لجمعية حماية الطيور المـلـكـيـة، نقلته «الـــغـــارديـــان»، عــن أن أسـمـاء شـــــــوارع مــــن قــبــيــل «مـــمـــر الــــقُــــبــــرة» و«جــــــادة السمامة» باتت أكثر شيوعا خـال العقدين الماضيين. وبـالاسـتـنـاد إلــى بيانات «أو إس أوبـن ، تـــبـــن أن 2024 و 2004 نـــيـــمـــز» بــــن عــــامَــــي الــــشــــوارع الــتــي تـحـمـل أســـمـــاء طــائــر الــقُــبــرة فـــي المـــائـــة، وتــلــك الـتـي 350 ارتــفــعــت بـنـسـبـة فــي المـائـة، 156 تحمل اســـم الـــــزرزور بنسبة فيما ارتفعت أسماء الشوارع المرتبطة بطيور في المائة، رغم الانخفاض 104 الزقزاق بنسبة الكبير في أعداد هذه الطيور في البرّية. ويشير التقرير إلـى أن بريطانيا فقدت في المائة من 53 نحو 2022 و 1970 بين عامَي في المائة من الزقزاق، 62 القُبرات المتكاثرة، و في المائة من العندليب. 89 و وقالت المديرة التنفيذية للجمعية، بيكي سبيت، إن التحليل «يكشف عن أن البلديات والمـــطـــوّريـــن الــعــقــاريــن لا يـــجـــدون غضاضة فـي تسمية الــشــوارع بـأسـمـاء الطبيعة التي نحبّها، بينما تبقى الجهود الرامية إلى منع اختفاء هذه الطيور من سمائنا بعيدة تماما عن المستوى المطلوب». »2023 ووصــــف تـقـريـر «حــالــة الطبيعة المملكة المتحدة بأنها «واحدة من أكثر الدول استنزافا للطبيعة على وجه الأرض»، مشيرا إلـى الانهيار الحاد في أعــداد الطيور البرية منذ سبعينات القرن الماضي. كما أظهر تحليل الجمعية أن استخدام كلمة «مــرج» في أسماء الـشـوارع زاد بنسبة فــي المـائـة 97 فــي المــائــة، فــي حــن اخـتـفـت 34 مـــن المـــــروج الــبــرّيــة مـنـذ الــثــاثــيــنــات. ودعـــت الجمعية الحكومة إلى تعزيز جهود حماية الطبيعة، مع دخول مشروع قانون التخطيط والـــبـــنـــيـــة الـــتـــحـــتـــيـــة فـــــي إنـــجـــلـــتـــرا مـــراحـــلـــه النهائية. كانت الحكومة قـد تراجعت فـي أكتوبر (تشرين الأول) عن دعم تعديل يُلزم بتركيب «طوب السمامات» في كل منزل جديد، رغم أن أسماء الشوارع المرتبطة بالسمامات ارتفعت في المائة. 58 بنسبة لندن: «الشرق الأوسط» الممثلة الكوبية - الإسبانية آنا دي أرماس في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة (أ.ف.ب) الأسماء تتكاثر وأنواع من الطيور تختفي من الحقول والسماء (شاترستوك)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky