Issue 17176 - العدد Sunday - 2025/12/7 الأحد مذاقات MAZAQAT 21 : ذهلت بتراث الطهي الغني للمملكة ثوتونغال لـ شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي» عــــــبــــــر الــــــشــــــيــــــف الـــــــكـــــــنـــــــدي جـــو ثوتونغال مـن أصـــول هـنـديـة، والــذي حصد «جــائــزة جـورمـانـد» عـن كتاب يـــــــوم الـــجـــمـــعـــة المــــاضــــي My Thali فــــي «مـــهـــرجـــان الـــطـــعـــام الـــســـعـــودي» الــــذي أقــيــم مـــؤخـــرا فـــي الـــريـــاض، عن ذهـولـه بـثـراء الــتــراث الـطـهـوي الغني للسعودية. وأفــــصــــح الـــســـفـــيـــر الـــكـــنـــدي لـــدى الـــــســـــعـــــوديـــــة جــــــــان فـــيـــلـــيـــب لـــيـــنـــتـــو، لـ«الشرق الأوســـط»: عن فخره برؤية مــواهــب الـطـهـي الـكـنـديـة معترفا بها فـــي الـــســـعـــوديـــة، مـضـيـفـا أن الــتــنــوع الــكــنــدي يــغــذي الابــتــكــار فـــي الـطـهـي، كما أن جودة المنتجات الكندية تخلق نكهات تجمع الثقافات معاً. وقال الشيف ثوتونغال، لـ«الشرق الأوســــــط»: «أقـــــوم بـــزيـــارة هـيـئـة فـنـون الـطـهـي الـسـعـوديـة فــي الــريــاض كجزء مـن رحلتي لحضور مـهـرجـان الطعام وحـفـل تـوزيـع جوائز 2025 الـسـعـودي 30 جـــــورمـــــانـــــد (الأفــــــضــــــل عــــلــــى مــــــــدار عاما ً)». وأضــــــاف ثـــوتـــونـــغـــال: «هـــــذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها مهرجان الطعام السعودي، وباعتباري طاهياً، فهي فرصة ثمينة لاستكشاف التراث الطهوي الغني للسعودية. أنـا مهتم بشكل خاص بمعرفة المطبخ الأصيل لمختلف المناطق، بالإضافة إلى إنتاج زيت الزيتون والعسل في المملكة». ولفت إلـى أن حفل توزيع جوائز جورماند الدولية يجمع مؤلفي كتب الـــطـــبـــخ المـــلـــهـــمـــن مــــن جــمــيــع أنـــحـــاء الــــعــــالــــم، مــبــيــنــا أنــــهــــا مــنــصــة رائـــعـــة لـــلـــتـــواصـــل مـــــع المـــتـــخـــصـــصـــن ذوي الــتــفــكــيــر المـــمـــاثـــل، وتــــبــــادل الأفــــكــــار، واكـــــتـــــشـــــاف المـــــــأكـــــــولات والــــثــــقــــافــــات المـــتـــنـــوعـــة، حـــيـــث يــمــثــل هـــــذا الـــحـــدث دائما مصدرا رائعا للتحفيز والإلهام الإبداعي بالنسبة لي. وتابع الشيف الكندي: «إذا كنت سأوصي بأطباق ليجربها الضيوف الــســعــوديــون، فــســأبــدأ بــشــرائــح لحم الـــضـــأن مـــن كـــيـــرالا مـــن كـــتـــاب الـطـبـخ كوكونت لاجــون. السعوديون لديهم حب عميق للحم المشوي، وهذا الطبق يربط بين عوالم الطهي لدينا بشكل جميل. يضيف التتبيلة على طريقة ولايـــــة كـــيـــرالا - المـــعـــطـــرة بــالــبــهــارات وجــــــوز الـــهـــنـــد ولمـــســـة مــــن الـــــحـــــرارة - طبقات من التعقيد دون التغلب على الثراء الطبيعي للحوم». وأضـــــاف: «أود أن أقــــدم لـهـم سلطة الــــحــــمــــص الأســـــــــــــود، حــــيــــث يُـــســـتـــخـــدم الـحـمـص عـلـى نــطــاق واســــع فـــي المطبخ الــســعــودي، لـكـن الـحـمـص الأســــود (كــالا شانا) يقدم تجربة مختلفة أصغر حجما وأكثر صلابة وأكثر نكهة بشكل مكثف من الحمص الأبيض. تُظهِر هذه السلطة المـمـزوجـة بـالـبـهـارات وعـصـيـر الليمون وبـــعـــض الـــخـــضـــار المــقــطــعــة كــيــف يمكن تحويل المكونات المألوفة من خلال عدسة النكهات الساحلية في ولاية كيرالا». وقـــــــــال ثــــوتــــونــــغــــال أيــــــضــــــا: «لأن الأســمــاك الـطـازجـة هــي جـوهـر تقاليد الطعام السعودية، فإنني أوصي بطبق البلطي المقلي من ماي ثالي. مع تتبيلة الــتــوابــل الـنـابـضـة بـالـحـيـاة والـلـمـسـة الـنـهـائـيـة المــقــرمــشــة، يـعـد هـــذا الطبق بمثابة تذكير بــأن المــأكــولات البحرية لا يـنـبـغـي أبــــدا أن تــكــون لـطـيـفـة. فهو يجمع بـن الــروائــح العطرية الجريئة والـــــحـــــرارة الـلـطـيـفـة والمـــــــذاق الـنـظـيـف للأسماك الطازجة، وهي نكهات أعتقد أن الأذواق السعودية ستقدرها حقاً». وتــــابــــع: «تــحــتــفــل هـــــذه الأطــــبــــاق مـعـا بالحب المشترك بين ثقافتينا للتوابل الجريئة والمكونات الطازجة والأطعمة التي تحكي قصة». الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته الرياض: فتح الرحمن يوسف ... ويحضر لإحدى الوجبات الشهية (السفارة الكندية في الرياض) ترصد ميزات المطبخ اللبناني وتروّج لمطاعمه مدونة الطعام أناستازيا اكتشفت بلاد الأرز فوقعت في حبّها «غايد. إل بي» هو عنوان الصفحة الإلـــكـــتـــرونـــيـــة الـــتـــي تـــطـــل مــنــهــا مـــدونـــة الطعام أناستازيا باكوموفسكايا على وســائــل الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي، وتنشر فيها انطباعاتها حــول بــاد الأرز. فقد اسـتـكـشـفـت لــبــنــان مــنــذ ســـنـــوات قليلة ووقعت في حبّه. وتـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»: «لـقـد بلدا حول العالم. ولكن 50 زرت أكثر من قلبي وقع في حب لبنان، فشعرت وكأنه بمثابة بيتي وعائلتي». مــنــذ تــلــك الــلــحــظــة قـــــررت آنــــا كما تــحــب أن يــنــاديــهــا المـــقـــربـــون مــنــهــا، أن تـدوّن كل ما يتعلّق بميزة أطباق لبنان ومطبخه ومطاعمه. لذلك نراها تتجول بـــن مـخـتـلـف المــنــاطــق وتـنـقـل مـنـهـا كل مـــا يلفتها فـــي عــالــم الــطــعــام. بالنسبة لها، فإن لبنان يتمتع بطبيعة ساحرة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أغرمت بأهله وبطقسه المعتدل، وكذلك بأطباق طعامه اللذيذة والشهية. فليس هناك من مطبخ آخر ينافسه برأي، لأنه متنوع وصحي في آن». وعــــــن أطــــيــــب الأكـــــــــات الــــتــــي تـحـب تناولها فـي لبنان، تـقـول: «أحـــب كثيرا تــــنــــاول طـــبـــق المـــلـــوخـــيـــة، وكــــذلــــك طـبـق الـ(شيش برك) باللبن والنعناع اليابس. أمــــــا فـــــي مــــجــــال الــــحــــلــــويــــات فـــــا شـــيء يضاهي طعم ونكهة الكنافة بالجبن». بدأت قصة أناستازيا مع لبنان منذ ســـنـــوات. زارتــــه نــظــرا لنصيحة 6 نـحـو أحـــــــد الأصـــــــدقـــــــاء لــــكــــونــــه مـــــن الــــبــــلــــدان الجميلة جــداً. «لـم أتـوقّــع أن يكون بهذا الجمال من عدة نواحٍ. لذلك قررت الإقامة فيه، وصــرت الـيـوم باحثة نهمة عـن كل تفصيل يتعلّق بمطبخه». أناستازيا الروسية الجنسية تجد نــقــاط تـشـابـه قليلة بــن أطــبــاق بـادهـا وتـلـك الـخـاصـة بلبنان. وتــقــول: «هناك أطـــبـــاق مــثــل المــلــفــوف المــحــشــو بـالـلـحـم. وكـــذلـــك قـطـع الـعـجـن بـالـلـحـم المـعـروفـة بـــالــــ(ســـمـــبـــوســـك). فــهــي تـشـبـه أصــنــاف طعام موجودة في بلادنا. ولكن عندنا تـــحـــضّـــر مــــن خـــــال وضـــعـــهـــا فــــي مــيــاه مـغـلـيـة فـــقـــط. فـنـتـنـاولـهـا إثــــر نضجها بـــهـــذه الــطــريــقــة ولـــيـــس بـتـقـنـيـة الـطـهـي اللبنانية نفسها». لا تـتـحـمـس كــثــيــرا لافــتــتــاح مطعم روسي في لبنان. «أعلم تماما بأنه ليس فــــي لـــبـــنـــان مــطــعــم روســــــي مــــع الأســـــف. أحياناً، أفكر في افتتاح واحــد لتعريف اللبنانيين على أطباقنا. ولكن لا أتوقع لــــه الـــنـــجـــاح لأن مـطـبـخـنـا يـــرتـــكـــز عـلـى الأطعمة الدسمة والساخنة جداً، فتغيب عنه السلطات والأكلات الخفيفة. فبلدي يقع في منطقة قطبية بـاردة جـداً، فيما لبنان الواقع على البحر المتوسط يفضّل أهله الطعام الـ(لايت) والطازج». وتــســتــطــرد: «ربـــمـــا أفــتــتــح مطعما يـــقـــدم الأكـــــــات الــــروســــيــــة والــلــبــنــانــيــة. وبـذلـك أجلب روسـيـا إلـى بـيـروت لمـن لم يزرها بعد». جــــــــــــــــــــــــــالــــــــــــــــــــــــــت أنــــــــاســــــــتــــــــازيــــــــا فــــي الـــــبـــــتـــــرون كــــمــــا فــي بـــــــــيـــــــــروت وزغــــــــرتــــــــا والــــــــجــــــــنــــــــوب. «لـــــفـــــتـــــنـــــي جــــــــــدا مـــطـــعـــم (جــورجــيــنــا) وتـــديـــره الــنــســاء فـــي بـلـدة زغــــرتــــا. يـــحـــضـــرن الـــطـــعـــام فــــي حـديـقـة غنّاء في الهواء الطلق. صحيح أن موقع المطعم يبعد عن العاصمة، ولكن أطباقه تستأهل قطع هذه المسافة الطويلة». تـــعـــتـــرف أنـــاســـتـــازيـــا بـمـواجـهـتـهـا تحديات كثيرة في إقامتها الأولـيـة في بـيـروت. «لــم أكــن أعـــرف تفاصيل كثيرة عـن يوميات هــذا البلد، ومــا زلــت أتعلم من أخطائي وأتأقلم أكثر». تــهــوى آنـــا مـقـاهـي لـبـنـانـيـة عـديـدة وتــصــفــهــا بـــالـــرائـــعـــة. مــضــيــفــة: «هـــنـــاك عــــدد كـبـيـر مـنـهـا فـــي مــنــاطــق الـجـمـيـزة ومــــــار مـــخـــايـــل والـــصـــيـــفـــي، وجـمـيـعـهـا تراعي أذواق الناس على اختلافها. أنا مـــثـــا أحــــب مـقـهـى (ســـيـــب) و(لـــوفـــانـــت) فــي الـجـمـيـزة. فهما يتيحان لـروادهـمـا الاســـتـــمـــتـــاع بـــفـــنـــجـــان قــــهــــوة صــبــاحــي يضاهي بطعمه أهم المقاهي في العالم. خــصــوصــا إذا مـــا تـــنـــاولـــنـــاه مـــع قطعة حلوى لبنانية». ومــــــــــــاذا عــــــن المــــطــــعــــم الــــــــــذي يـــقـــدم أطيب الأطـبـاق اللبنانية بنظرها؟ تـرد بــحــمــاس: «أعــــد مـطـعـم (ام شــريــف) هو الأهــــــم، ويــتــمــيــز بــكــونــه يـــقـــدم الأطـــبـــاق اللبنانية الأصيلة بنكهاتها التراثية». تــجــري أنــاســتــازيــا مـقـارنـة سريعة بــــن بــــيــــروت وعــــواصــــم عـــربـــيـــة أخـــــرى. «زرت دولة الإمارات العربية، دبي مثلاً، ولكنني فضّلت لبنان عليها مـن نـواح مختلفة. فلبنان بـلـد دافــــئ، مـــرت عليه حضارات كثيرة. وهو ما ألّف عنده هذا المزيج من الثقافات. ولكنني من ناحية ثـــانـــيـــة أتــــــوق لــــزيــــارة المــمــلــكــة الــعــربــيــة الــــســــعــــوديــــة. فـــفـــي الــــســــنــــوات الأخــــيــــرة شهدت تبدلا وانفتاحا كبيرين. وأتمنى أن أزور مناطق الرياض والعلا وغيرها لأكـــتـــشـــف تــــاريــــخ هـــــذه الــــبــــاد وجـــمـــال حضارتها العربية الأصيلة». ترفق المدونة الروسية منشوراتها مــــــــرات بــــــأغــــــان لـــــفـــــيـــــروز. وفـــــــي أحــــيــــان أخــرى تــدأب على نقل أجـــواء السهر في العاصمة. ولا تتوانى عـن نشر مقاطع مـــصـــورة مـــن يـومـيـاتـهـا خـــال تجولها في بيروت. وتقول: «أحب منطقة المنارة والــــــروشــــــة. ومــــــن خــــــال حــــــواراتــــــي مـع اللبنانيين صــرت الـيـوم أجـيـد التحدث بـالـعـربـيـة. فشعب لـبـنـان مـحـب وقـريـب إلى القلب». تزوّد أناستازيا متابعها بعناوين مـطـاعـم ومــقــاه وأمــاكــن سياحية تحلو زيارتها مـن وقـت لآخــر. ومـــرات تضيف إلـيـهـا مـعـلـومـة مـفـيـدة تـحـكـي فـيـهـا عن ميزات لبنان. وتعلق: «تخيلي مثلا أنني عـرفـت مــؤخــراً، بــأن هـنـاك مـنـازل قديمة سنة خلت تقع 400 يعود تاريخها إلى على شاطئ البحر. وبينها (بيت البحر) للضيافة في منطقة طبرجا». وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «الطبخ في لبنان فن، وأتمنى يوما ما أن أجيد تقنية الطبخ اللبناني. فأصبح ضليعة فـي معرفة الأطـبـاق اللبنانية مـن ألفها إلى يائها». في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام) بيروت: فيفيان حداد أناستازيا في صورة تحكي فيها عن الخبز «المرقوق» (إنستغرام) «الأسماك الطازجة هي جوهر تقاليد الطعام السعودية»
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky