اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، أن سعي إسرائيل لإقـامـة منطقة مــنــزوعــة الـــســـاح فـــي جـــنـــوب ســـوريـــا من شـأنـه أن يـدخـل بـــاده فــي «مــكــان خـطـر»، فـــيـــمـــا تـــــواصـــــل الـــــدولـــــة الـــعـــبـــريـــة تـنـفـيـذ عمليات عسكرية في المنطقة أسفر آخرها شخصا ً. 13 عن مقتل فـــي الـــوقـــت نـفـسـه، أكّــــد الـــشـــرع خـال حــــوار عـلـى هــامــش مـشـاركـتـه فــي منتدى الـدوحـة، أن المفاوضات لا تـزال جارية مع إســرائــيــل بــرعــايــة الـــولايـــات المــتــحــدة، من أجل «معالجة المخاوف الأمنية» للطرفين. وأضــــاف: «لسنا معنيين بــأن نـكـون دولـة تصدر العنف، بما في ذلك إلى إسرائيل». وبُـــعـــيـــد الإطــــاحــــة بــبــشــار الأســـــد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، شنّت إســــرائــــيــــل مــــئــــات الــــــغــــــارات عـــلـــى مـــواقـــع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون اســتــحــواذ الـسـلـطـات الــجــديــدة على ترسانة الجيش السابق. وأعلنت إسرائيل خلال العام الأخير مـــــــــرارا تـــنـــفـــيـــذ عـــمـــلـــيـــات بــــريــــة وتـــوقـــيـــف أشـــــخـــــاص تـــشـــتـــبـــه بـــقـــيـــامـــهـــم بـــأنـــشـــطـــة «إرهـــابـــيـــة» فـــي الـــجـــنـــوب الــــســــوري. وفــي مـــــوازاة ذلــــك، تـوغّــلـت قـواتـهـا فــي المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت بموجب .1974 اتفاق فض الاشتباك لعام وأكّد الشرع أن كل الدول الفاعلة تؤيد سوريا «في مطالبها بانسحاب إسرائيل ديسمبر». 8 وإعادة التموضع إلى ما قبل وأضــــــــاف أن «ســـــوريـــــا أصـــــــرت عـلـى ، وهـــو اتــفــاق صمد 1974 احــتــرام اتــفــاق الــــــ أكـثـر مــن خمسين سـنـة، هــو اتــفــاق بشكل أو بـآخـر كــان اتـفـاقـا نـاجـحـا، فالعبث في هــذا الاتـــفـــاق... وهــو يحصل على إجماع دولي وإجماع مجلس الأمن، والبحث عن اتفاقات أخـرى كمنطقة عازلة... أعتقد أن هذا ربما يدخلنا في مكان خطر». إسرائيل تحارب «الأشباح»! واتـهـم الـشـرع إسرائيل بأنها تحارب «الأشباح» و«تفتش عن أعداء» بعد الحرب فـي غــزة، مشيرا إلـى أنـه يبعث، منذ تولى الــســـلـــطـــة قـــبـــل ســـنـــة، «بــــرســــائــــل إيــجــابــيــة تتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين». شـــخـــصـــا أواخــــــــر نــوفــمــبــر 13 وقُــــتــــل (تشرين الـثـانـي) بنيران إسرائيلية خلال عملية تــوغــل نـفـذهـا الـجـيـش الإسـرائـيـلـي فــــي بـــلـــدة بـــيـــت جـــــن فــــي جـــنـــوب ســـوريـــا، ووصفتها دمـشـق بأنها «جـريـمـة حــرب»، بينما أعـلـن الـجـيـش الإسـرائـيـلـي أنـــه نفّذ عـمـلـيـة تـــهـــدف إلــــى «تــوقــيــف مـشـتـبـه بهم ينتمون إلى تنظيم (الجماعة الإسلامية)». ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية، ولا يزالان في حالة حرب رسميا منذ عقود. إلا أنهما أجريا لـقـاءات عـدة على مستوى وزاري في الأشهر الأخيرة برعاية أميركية. وقـــــــال الــــشــــرع فــــي مـــنـــتـــدى الــــدوحــــة: «هـنـاك مـفـاوضـات الآن جــاريــة، والــولايــات المـــتـــحـــدة الأمـــيـــركـــيـــة مـــنـــخـــرطـــة مــعــنــا فـي هـذه المـفـاوضـات»، مضيفا أن هناك تأييدا دولـيـا مـن أجــل «معالجة المـخـاوف الأمنية المنطقية... بحيث يخرج كـا الـطـرفـان في حالة أمان». وأضـــاف متسائلاً: «سـوريـا هـي التي تـــتـــعـــرض إلــــــى هـــجـــمـــات مــــن إســــرائــــيــــل... فـــمـــن الأولــــــــى أن يُـــطـــالـــب بــمــنــطــقــة عـــازلـــة وانسحاب؟». وفـي سبتمبر (أيــلــول)، حــذّر الرئيس الـــســـوري، مــن نــيــويــورك، مــن خـطـر حــدوث اضـــطـــرابـــات جـــديـــدة فـــي الـــشـــرق الأوســــط إذا لم تتوصّل بــاده وإسرائيل إلـى اتفاق أمني، متهما الدولة العبرية بأنها «تؤخّر المـــــفـــــاوضـــــات وتـــــواصـــــل انــــتــــهــــاك مــجــالــنــا الجوي واختراق أراضينا». وزار رئــــيــــس الـــــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نــتــنــيــاهــو فــــي نــوفــمــبــر الـــقـــوات الإسرائيلية المنتشرة فـي الشريط العازل خــــــــارج المـــنـــطـــقـــة المـــحـــتـــلـــة مـــــن مـــرتـــفـــعـــات الــــجــــولان الــــســــوريــــة، مــــشــــددا عــلــى أهـمـيـة وجودها فيه، في خطوة اعتبرتها دمشق «غير شرعية». حكومة كفاءة لا محاصصة وفـــــيـــــمـــــا يـــــخـــــص شـــــــــــؤون الــــــدولــــــة الـداخـلـيـة، أكــد الـشـرع أن «الجميع (في سـوريـا) مُمثل الـيـوم فـي الحكومة وفق مبدأ الكفاءة لا المحاصصة». وقال إن «سوريا تسلك مسارا جديدا سيتعلم منه الآخرون كيف تُدار الأمور ما بعد الأزمات والحروب». وأضاف: «أورثنا الـــنـــظـــام الـــبـــائـــد مــشــاكــل كــبــيــرة جميعنا فيها ضحايا ويجب معالجتها بحكمة.. حـصـلـت نـــزاعـــات وشــكّــلــنــا لــجــان تقصي حقائق واستقبلنا لجانا دولـيـة، ونعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم في الساحل والسويداء». ولفت إلى أنه «من بدأ هذه النزاعات هـــم فــلــول الــنــظــام الــبــائــد ثـــم تــطــور الأمـــر ووصل إلى ما وصل إليه، لكن سوريا دولة قانون يصون حقوق الجميع» ، مؤكدا أن «سـوريـا ليست مجموعة طـوائـف تعيش مــــع بــعــضــهــا، بــــل هــــي بـــلـــد غـــنـــي وشــعــب مثقف وواع، وتعزيز مبدأ المحاسبة وفق الــــقــــانــــون وتـــطـــويـــر دور المــــؤســــســــات هـو الـطـريـق إلــى بـنـاء الــدولــة وضـمـان حقوق الجميع». وأوضح أن «سوريا انتقلت من نظام حـــكـــم إلـــــى آخـــــر لا يــشــبــهــه، ورغــــــم بـعـض الإشـكـالـيـات الـتـي حصلت، سـوريـا تسير بـمـسـار إيـجـابـي نـحـو الاســتــقــرار والنمو الاقتصادي». وأكد الشرع أن «التعافي الاقتصادي ســـيـــســـاعـــد بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر عــــلــــى تــحــقــيــق الاستقرار، لذلك نواصل العمل على إقناع الولايات المتحدة بإلغاء قانون قيصر الذي وُضـــع بــالأســاس لمحاسبة الـنـظـام البائد على جرائمه بحق الشعب السوري». وأوضــح أن «إدارة الرئيس (دونـالـد) تـــرمـــب تـــدعـــم مـــســـار رفـــــع الـــعـــقـــوبـــات عـن سوريا، وأغلب دول العالم تسير على هذا النهج، ولا يجب أن يكون مصير الشعب السوري مرتبطا بـإرادة بعض الأشخاص الذين لا يريدون رفع العقوبات». 2 أخبار NEWS Issue 17176 - العدد Sunday - 2025/12/7 الأحد الشرع: سوريا تتعرض لهجمات من إسرائيل... فمَن الأولى بأن يُطالب بمنطقة عازلة وانسحاب؟ ASHARQ AL-AWSAT أكّد أن حكومته تعمل على «محاكمة مرتكبي الجرائم في الساحل والسويداء» الشرع يرفض طلب إسرائيل إقامة «منطقة عازلة» جنوب سوريا الرئيس السوري أحمد الشرع يتحدث في أثناء حضوره الدورة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي أمس (رويترز) الدوحة: «الشرق الأوسط» خبراء وسياسيون: الملف اليمني يشهد تحولات... ويحتاج لحل سياسي ركَّــــــــــــــزت الــــجــــلــــســــة الــــــحــــــواريــــــة الرئيسية الـتـي شهدها الـيـوم الأول مـن «منتدى الــدوحــة» على تـطـورات جــهــود حـــل الأزمـــــة الـيـمـنـيـة، وبـحـث أبرز التحديات التي تعيق الوساطة وتـــــــقـــــــوِّض عـــمـــلـــيـــة الـــــــســـــــام. وعــــــد متحدثون فـي الجلسة الـحـواريـة أن اليمن أمام مفترق طرق بين معوقات ســـيـــاســـيـــة فـــــي ظـــــل إعـــــــــادة تـشـكـيـل الإقليم. وحملت الجلسة الحوارية، التي عُقدت يوم السبت، عنوان: «الوساطة في النزاعات وبناء السلام والقانون الدولي والمساءلة». وشهدت مشاركة الــــدكــــتــــور شـــائـــع مــحــســن الـــزنـــدانـــي وزيـــر الـخـارجـيـة وشــــؤون المغتربين اليمني، وهانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلــــى الــيــمــن، والـــدكـــتـــور عــبــد الـعـزيـز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، ومـــــاجـــــد المـــــذحـــــجـــــي، رئــــيــــس مـــركـــز صنعاء للدراسات. تــــــــحــــــــدث المـــــــــشـــــــــاركـــــــــون خــــــال الــجــلــســة، عـــن أبـــــرز المـــعـــوقـــات الـتـي تــواجــه المــلــف الـيـمـنـي الـــيـــوم، والـــذي يشهد تحولات هائلة، وتحديدا بعد حرب غزة الأخيرة، مشددين على أن الـتـعـاطـي مــع الـيـمـن يـحـتـاج لتفكير عميق، وليس الاكتفاء بالتعاطي مع الأحداث الآنية ووليدة اللحظة. العملية السياسية أكــــد المـــتـــحـــدثـــون أهــمــيــة إيــجــاد الــــحــــل الـــســـيـــاســـي لإنـــــهـــــاء الــــصــــراع اليمني، والـذي يحتاج لوقف عملية إطـــــــاق الـــــنـــــار، لـــيـــتـــم بــــــدء الــعــمــلــيــة الــــســــيــــاســــيــــة الـــــتـــــي يـــــبـــــدأ الأطـــــــــراف خلالها بمناقشة كيفية معالجة هذه الصراعات وصولا إلى حل دائم. وأوضــــحــــوا أن مــعــالــجــة أبــعــاد الـصـراع فـي اليمن تستدعي مقاربة سياسية شاملة، تبدأ بإرادة حقيقية لـــدى الأطــــراف لـلـوصـول إلـــى تسوية دائـــــمـــــة، لافــــتــــن إلــــــى أن أي عـمـلـيـة سياسية ذات جــدوى لا بـد أن تُبنى عـــلـــى حـــــــوار شــــامــــل يـــضـــم مـخـتـلـف القوى الفاعلة، بما في ذلك المكونات السياسية والاجتماعية والمعارضة الــــداخــــلــــيــــة؛ لـــضـــمـــان تــمــثــيــل واســــع يرسّخ شرعية أي اتفاق مستقبلي. وأشـــاروا إلـى أن استمرار غياب الــــحــــل الـــســـيـــاســـي يـــعـــنـــي اســـتـــمـــرار دوامـــــة الــصــعــوبــات والـــتـــوتـــرات، ما يجعل الحاجة ملحة لخطوات عملية تعيد الأطراف إلى طاولة التفاوض. وتـــــطـــــرقـــــوا إلـــــــى أبـــــــــرز الأبـــــعـــــاد الاقتصادية للصراع، التي أصبحت جزءا أساسيا من ملف الحل، مبينين أن معالجتها تتطلب تــوافــقــا حـول برامج إنعاش اقتصادي وإصلاحات عـاجـلـة تـسـهـم فـــي تـخـفـيـف المـعـانـاة وتحسين الاستقرار. الشراكة والتعقيدات شــــدد الـــخـــبـــراء عــلــى أن إنــجــاح العملية السياسية يستوجب إشراك مجموعة واسعة من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، وتقديم الدعم للمشاركين بما يمكّنهم مـن تجاوز الخلافات وبناء أرضية مشتركة. ولـفـتـوا إلـــى أن أي حــل مستدام ينقذ مستقبل اليمن لـن يتحقق ما لم تؤخذ بالاعتبار تعقيدات المشهد اليمني وتـوازنـات القوى ومعارضة بعض المـجـمـوعـات، وهــو مـا يتطلب جـــــهـــــدا مـــنـــظـــمـــا وإرادة ســـيـــاســـيـــة صادقة. وخـــــــــال الــــجــــلــــســــة، اســـتـــعـــرض المـــــــشـــــــاركـــــــون عـــــــــــددا مـــــــن الأحـــــــــــداث والــحــقــبــات والمــــراحــــل الــزمــنــيــة الـتـي مــرت على الـيـمـن، مـؤكـديـن أن هناك تـــعـــقـــيـــدات وتــــحــــديــــات تـــحـــتـــاج إلـــى تـــفـــكـــيـــر عــــمــــيــــق لـــــلـــــولـــــوج إلــــــــى حــل سياسي يعيد البناء من جديد. الدوحة: «الشرق الأوسط» أكدتا من الدوحة أهمية مواصلة الجهود الرامية لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام مصر وقطر تدعوان إلى سرعة تشكيل «القوة الدولية» في غزة دعت مصر وقطر، السبت، إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية وتمكينها من أداء ولايتها في قطاع غزة. وخلال لقاء عقده رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على هامش انعقاد «منتدى الـدوحـة»، في العاصمة القطرية، السبت، أكــــد المــســئــولان أهـمـيـة مــواصــلــة الـجـهـود الرامية لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام بمراحله كافة، وتثبيت وقف إطـاق النار ومــنــع أي خــــروقــــات، إلــــى جــانــب التنفيذ ، فضلا 2803 الـكـامـل لــقــرار مجلس الأمـــن عن سرعة تشكيل قـوة الاستقرار الدولية وتمكينها من أداء ولايتها. كما شدد الوزيران على أهمية ضمان تـدفـق المـسـاعـدات الإنسانية دون عـوائـق، ودعـــــم خـــطـــوات الــتــعــافــي المــبــكــر وإعـــــادة الإعمار. وفــــي كـلـمـتـه خــــال افــتــتــاح «مـنـتـدى الــــــــدوحــــــــة»، أكـــــــد رئـــــيـــــس الـــــــــــــوزراء وزيـــــر الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثـانـي، أن اتـفـاق غـزة لـم يطبَّق بـالـكـامـل، مشيرا إلــى اسـتـمـرار التفاوض لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية. وقــــــال آل ثـــانـــي إن الـــتـــحـــديـــات الــتــي تــشــهــدهــا المــنــطــقــة لــيــســت مـــعـــزولـــة عــمَّــا يشهده العالم من تراجع احترام القانون الدولي. وأضاف أن «العدالة باتت في كثير من الأحوال غائبة عن مسار القانون الدولي»، مشيرا إلى أن الحلول العادلة وحدها هي التي تصنع السلام المستدام في العالم. ولــــفــــت إلــــــى أن «الــــعــــالــــم لا يــحــتــاج إلــــى مـــزيـــد مـــن الــــوعــــود، بـــل يــحــتــاج إلــى عـادلـة تترجم الأقـــوال إلــى أفــعــال»، مؤكدا أن «غـــيـــاب المـــســـاءلـــة أحــــد أخـــطـــر مـظـاهـر الاختلال في النظام الدولي الحالي». وفي حديثه عن الوساطة، شدد على أنـهـا ليست رفـاهـيـة سـيـاسـيـة، بــل منهج راسخ لدولة قطر، معربا عن إيمان الدوحة بأن العدالة ليست غاية سياسية فحسب، بل ركيزة أساسية لصون القانون الدولي. معبر رفح وتهجير الفلسطينيين وخــــال مـشـاركـتـه فــي جـلـسـة بـعـنـوان «محاسبة غـــزة: إعـــادة تقييم المسؤوليات العالمية والمسارات نحو السلام»، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، التزام بــــــاده بـــمـــواصـــلـــة جـــهـــودهـــا مــــع مـخـتـلـف الأطــراف الإقليمية والدولية لتثبيت وقف إطــــــاق الـــــنـــــار، ودعــــــم مـــســـار يُـــفـــضـــي إلـــى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية قائمة عـلـى مـرجـعـيـات الـشـرعـيـة الـــدولـــيـــة، وبـمـا يحقق الأمــن والاسـتـقـرار ويحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقــــال عـبـد الـعـاطـي إن «تـثـبـيـت وقـف إطلاق النار يمثل أولوية قصوى، بوصفه المـــدخـــل الــــضــــروري لــانــتــقــال المـــنـــظَّـــم إلــى المــرحــلــة الـثـانـيـة مـــن خـطـة الــرئــيــس تـرمـب للسلام». وأوضـــح أن هـذه المرحلة تتطلب إدخــــال المــســاعــدات الإنـسـانـيـة بشكل كــاف ودون عــوائــق، والــبــدء فـي جـهـود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، بما يخفف من حدة المعاناة ويعيد الأمل لسكان القطاع. وشــــــــدد الــــــوزيــــــر عـــبـــد الــــعــــاطــــي عـلـى أن مـعـبـر رفـــح يـعـمـل بـشـكـل مــتــواصــل من الـجـانـب المــصــري، وأن المشكلة تكمن على الجانب الإسرائيلي الــذي يغلق المعبر من جانبه، فضلا عن تحكمه في خمسة معابر أخرى تربطه بقطاع غزة، يتحمل مسؤولية فتحها. ولفت إلى أن خطة الرئيس ترمب تنص على إعــادة فتح معبر رفـح في الاتجاهين، ولـــيـــس اســـتـــخـــدامـــه فــــي اتــــجــــاه واحـــــــد، أو اسـتـخـدامـه بـــوابـــة لتهجير الفلسطينيين مـن أرضــهــم، أو ربـطـه بــأي ترتيبات تمس الوجود الفلسطيني في القطاع. وبـعـد لـقـاء بـن وزيـــري خـارجـيـة قطر ومصر على هامش «حـــوار الــدوحــة»، ذكر المـتـحـدث بــاســم الـخـارجـيـة المـصـريـة تميم خــاف، فـي بيان صحافي، أن الـوزيـر عبد العاطي أكد الحرص على مواصلة التنسيق الوثيق مع دولة قطر في مختلف القضايا الإقليمية، والبناء على العلاقات الثنائية المــتــنــامــيــة بـــمـــا يـــخـــدم مـــصـــالـــح الـشـعـبـن ويدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وانـــطـــلـــقـــت فــــي الـــعـــاصـــمـــة الـــقـــطـــريـــة، »2025 لـــ«مــنــتــدى الـــدوحـــة 23 الـنـسـخـة الــــــ بحضور أمـيـر قطر الشيخ تميم بـن حمد آل ثـــانـــي، ومــشــاركــة رؤســـــاء دول وخــبــراء ودبــلــومــاســيــن وحـــضـــور رفـــيـــع المـسـتـوى مـن مختلف أنـحـاء الـعـالـم. وتـقـام جلسات المنتدى تحت شعار: «ترسيخ العدالة... من الوعود إلى الواقع الملموس». اتفاق غزة لم يطبَّق وخـــال مـشـاركـتـه فــي إحـــدى جلسات المنتدى، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه لا يمكن اعتبار أن «هناك وقفا كـامـا لإطــاق الـنـار فـي غــزة إلا بانسحاب إســرائــيــل مـــن الـــقـــطـــاع»، مـــؤكـــدا «اســتــمــرار التفاوض لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية». ولـــفـــت إلـــــى أن الـــجـــهـــود الـــتـــي بُـــذلـــت للتوصل إلـى وقـف إطـاق النار الـذي دخل أكتوبر (تشرين الأول) 10 حيز التنفيذ في المـــــاضـــــي، مـــطـــلـــوبـــة لمـــرحـــلـــتـــي الاســــتــــقــــرار وتأسيس دولـة فلسطين، قائلاً: «نحن في مرحلة مفصلية ولـم يطبَّق الاتـفـاق بشأن غزة فيها بالكامل». وأضاف أن بلاده تؤمن بأن لديها دورا في استقرار المنطقة والعالم، وتطمح لحل النزاعات بالوساطة. فوارق الوساطة أوضـــــح رئـــيـــس الــــــــوزراء الـــقـــطـــري أنــه لا يـــمـــكـــن مــــقــــارنــــة جــــهــــود الــــوســــاطــــة بـن الـولايـات المتحدة وأفغانستان بالوساطة بــــن إســـرائـــيـــل وحــــركــــة «حـــــمـــــاس»، مـبـيـنـا أن الـتـحـدي فــي جــهــود الــوســاطــة الأخــيــرة يتمثل فـي أن الــولايــات المتحدة الأميركية بصفتها أحد الوسطاء، كانت تتحدث فقط مـع طــرف واحـــد وهــو الـطـرف الإسـرائـيـلـي، غير أنها بدأت بعد ذلك الانخراط بالتحدث إلـى الجانبين، وهـو ما ساعد على إحـداث اختراق في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقــــــال: «لــكــنــنــا لا نـــعـــدّه وقـــفـــا كــامــا لإطــــــاق الــــنــــار، إلا إذا انــســحــبــت الـــقـــوات الإسرائيلية بشكل كامل وتحقق الاستقرار في القطاع، وأصبح بإمكان الناس الدخول والخروج دون عوائق على أرض الواقع». ونـــبـــه رئـــيـــس مــجــلــس الــــــــوزراء وزيـــر الـــخـــارجـــيـــة الـــقـــطـــري إلـــــى أن الـــــصـــــراع لا يـنـحـصـر فـــي قـــطـــاع غــــزة وحـــــده بـــل يمتد ليشمل الضفة الغربية، وتطلعات الشعب الفلسطيني لبناء دولـتـه، معربا عـن أمله فـــي تـــعـــاون الــحــكــومــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة على تحقيق ذلك. وحــــــــذر الـــــوزيـــــر الــــقــــطــــري مـــــن عـــــودة الـتـطـرف فــي غــيــاب المـحـاسـبـة، وقــــال: «مـا لمسناه وجرَّبناه على مر العامين الماضيين، هو أنه في حال غياب المحاسبة وفي حال غـــيـــاب الإنــــفــــاذ، فــــإن الأمـــــور سـتـبـقـى على حـــالـــهـــا، وســـــوف نــبــقــى رهـــائـــن فـــي أيـــدي المتطرفين، وهـذا ما نريد أن نتفاداه، وقد شهدنا ولاحظنا أن الجهود التي بذلناها جميعا لكي نتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق الــــنــــار كـــانـــت ضـــــروريـــــة ومـــطـــلـــوبـــة أيــضــا للمرحلة الثانية، لإرساء الاستقرار، بينما تكون المرحلة الثالثة هي تأسيس الدولة الفلسطينية». وحـــذر مـن أنــه «فــي حــال تمكنت هذه الأجـنـدة المتطرفة مـن أن تكون لها الغلبة عـــلـــى جـــهـــودنـــا الـــجـــمـــاعـــيـــة فــــي المــجــتــمــع الـــدولـــي فـعـلـى الـجـمـيـع أن يـقـر بـــأن هـنـاك خطأ ما في الهيكلية أو البنية التي نعمل مـــعـــهـــا»، مـــعـــربـــا عــــن اعـــتـــقـــاده بـــــأن الـــــدور الأميركي هو دور رئيسي في هذا السياق، لأن الـــولايـــات المــتــحــدة تـتـحـمـل مـسـؤولـيـة الإنـــفـــاذ لـكـي تـضـع هـــذا الـحـل عـلـى المـسـار الصحيح. ودعا في إجابة عن سؤال، إلى البناء عــلــى المـــصـــالـــح المــشــتــركــة لأطــــــراف الـــنـــزاع كـــأســـاس لأي مـــفـــاوضـــات لإرســـــاء الــســام والاســـــتـــــقـــــرار، مــــع أهـــمـــيـــة الــدبــلــومــاســيــة الاقـــتـــصـــاديـــة فــــي هـــــذا الـــســـيـــاق، لإحـــــداث الازدهار والرخاء الاقتصادي أيضاً. الدوحة: ميرزا الخويلدي
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky