الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel أعـادت ديناميكيات «التطبّع» مع الواقع الإقليمي في منطقة الشرق الأدنــى فتح عـدد من الملفات المنوّمة والمؤجلة. وإذا كانت هجمة الهيمنة الإسرائيلية لم تتوقّف، فـإن الدفع المتعجّل نحو «التطبّع» يتسارع، مرة باسم الواقعية السياسية ومرة أخرى باسم الرهان على مستقبل. وتختلف معطياته بفعل التكنولوجيا المتطورة وأولويات ما تبقى من قوى كبرى. فـــي لـبـنـان والــــعــــراق، بـــالـــذات، نـــرى حـالـتـن تـسـتـحـقـان الـــقـــراءة عند المحطات التالية على خط قطار المنطقة وما يحيط بها. إذ أدى تـبـنّــي الـسـلـطـة فـــي لـبـنـان خــيــار «الـــتـــفـــاوض» مـــع إســرائــيــل، وسيرها قدما في هذا الاتجاه على حساب ما كان هيمنة واضحة لإيران عبر «حزب الله»، إلى اختلال في «الجدل السياسي». وحقاً، ارتفعت أصــوات كانت مكبوتة خـال العقود الأخـيـرة، وعـادت إلى رفع ما تعتبرها مطالب «سيادية»، بينما يراها خصومها «انعزالية» » الموقّع تحت الاحتلال 1983 ) قديمة انتكست بسقوط «اتفاق أيـار (مايو الإسرائيلي، وسقطت بعد «اتفاق الطائف»، ثم الانسحاب الإسرائيلي من .2000 لبنان عام في لبنان يتكلم ساسة وإعلاميون اليوم بحماسة شديدة - بل وحنين ظاهر أحيانا - عن «اتفاق أيار» الذي فرضته إسرائيل بعد اجتياحها لبنان ، بدعم قـوي من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. 1982 عـام وبديهي أن استغلال إيـــران علاقاتها الاستراتيجية مـع النظام الـسـوري السابق كان عنصرا أساسيا في إعادة رسم الصورة اللبنانية وقلب المعادلة بين المنتصر والمهزوم. إلا أن ثــمــة تــــيــــارات مـــتـــشـــدّدة، داخـــــل مـخـتـلـف المـــكـــوّنـــات الـطـائـفـيـة والسياسية اللبنانية، كانت ولا تــزال مختلفة بالعمق على هوية لبنان 19 وانتمائه. وللتذكير فإن جذور أزمة الهوية اللبنانية سهّلت منذ القرن الـ كل أشكال التدخّل الخارجي والاستقواء به. راهناً، في عهد إدارة دونالد ترمب، يرى كثيرون أن لبنان عائد إلى ، الـذي رسمه في تل أبيب غـاة التطرّف الإسرائيلي أيام 1982 مشهد عـام مناحيم بيغن وآريئيل شــارون، وفي واشنطن «صقور» إدارة ريغان أيام التدخل العسكري الأميركي. أكثر من هذا، يدير الملف اللبناني، أميركياً، شخصيات ودبلوماسيون إمـــا مـحـسـوبـون عـلـى مــا كـــان يـسـمـى «الــيــمــن المـسـيـحـي الانـــعـــزالـــي» مثل السفيرين ميشال عيسى وتوم برّاك ومَن يعاونهما من «لوبي» هذا اليمين، أو التيار الليكودي الأميركي - الإسرائيلي كالمبعوثة مورغان أورتيغوس ومَن يدعمها في أروقة العاصمة الأميركية. في هذه الأثناء، بينما نشهد التماهي الكامل بين واشنطن وتل أبيب إزاء التعامل مع ملفات الشرق الأدنى، تتغير تكتيكات العلاقات الأميركية - الإيرانية. وكما نعرف، تحوَّل الصمت الأميركي «المتفهِّم والمتعاطِف» إزاء طهران إبان عهدي الرئيسين الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن، إلى حالة عداء صريح في عهد دونالد ترمب... أبرز معالمه الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران. الواقع أن كثيرين، في واشنطن تعاملوا طويلا مع القيادة الإيرانية كواقع مُهم يمكن التحكّم به، ناهيك من التعايش معه. فلهذه القيادة «ثقل» سـيـاسـي وعـسـكـري يستطيع اسـتـخـدامـه مَـــن يجيد فـهـمـه، والـــدولـــة التي تحكمها هذه القيادة دولة من أهم دول الشرق الأوسط وأكبرها. مــلــيــون نــســمــة، وتــحــتــل مـوقـعـا 92 وحـــقـــا، إيـــــران قــــوة بــشــريــة تــضــم استراتيجيا في إحدى أهم نقاط العالم الساخنة، ثم إنها عملاق اقتصادي تختزن أرضـهـا الشاسعة أحــد أضخم احتياطات النفط فـي الـعـالـم. وأمـا على الصعيدين الثقافي والديني، فإيران تظل أكبر دولـة مسلمة شيعية في العالم، تتمتع مرجعياتها في كل مناطق الوجود الشيعي على امتداد العالم بنفوذ كبير ومؤثر. وهـــي أيــضــا، تـرتـبـط بـعـاقـات لا يـسـتـهـان بـهـا مــع الــصــن وروســيــا، ناهيك من دول آسيا الوسطى. وبما يخص العالم العربي، شاهدنا منذ عـقـود جــوانــب عــديــدة مــن «الـحـالـة الإيــرانــيــة» فــي لـبـنـان والـــعـــراق واليمن وأقطار أخرى... بناء عليه، كان ضمن حسابات «براغماتيي» واشنطن - وليس فقط ديمقراطييها - إبقاء «القرار الفصل» حيال إيران قرارا أميركيا خالصاً... لا تركه رهنا لمزاج بنيامين نتنياهو وحساباته الخاصة. الوضع مختلف تماما الآن، وبديهي أن ثمة دولا تشهد حالة «جزر» سياسي وأمني لنفوذ طهران على امتداد الجبهات الإسرائيلية مع الدول الـعـربـيـة المحيطة بــهــا... ولـعـل لـبـنـان هــو النقطة الأضــعــف فــي المنظومة الحدودية. غير أن الــعــراق، حتى لـو أراد الـفـكـاك، فهو لا يـبـدو الـيـوم قـــادرا كليا على النأي بنفسه عن التغيّر الحاصل في المشهد الإقليمي. ولحرج موقف العراق أوجه متعددة، منها: أولاً، للعراق حدود برّية طويلة مع إيران. ثانياً، يشكّل الشيعة ثقلا ديمغرافيا كبيرا داخـل العراق، وبالأخص في جنوبه. ثـالـثـا، لـعـدد مــن الأحــــزاب الشيعية المـشـاركـة فــي السلطة مـنـذ الـغـزو ، قـيـادات وشبكات تنظيمية وبُــنـى تحتية عسكرية 2003 الأمـيـركـي، عــام أو ميليشياوية... قاتلت تحت راية ضد قوات الجيش العراقي الذي حلّته .2003 سلطة الاحتلال الأميركي بعد رابعاً، يتضمّن الواقع العراقي «صفقة» تعايش فيدرالي بين العرب الشيعة والعرب السنة والكرد، الذين يتمتع إقليمهم بحكم ذاتي، وتتاخم هذا الإقليم مناطق ذات كثافة سكانية داخل إيران، وأيضا داخل تركيا. خامساً، لا يزال داخل العراق وجود عسكري أميركي، ولا تزال واشنطن راصــــدا لـلـتـطـورات، وتــرفــد نـفـوذهـا هـنـاك «الـــــذراع الإسـرائـيـلـيـة» الطويلة عسكريا واستخباراتياً. وهـــكـــذا، بـيـنـمـا تـتـسـاقـط حـــجـــارة «الــدومــيــنــو» الإيـــرانـــيـــة، ويـتـسـارع انحسار نفوذ طـهـران ترتبك أوضـــاع لبنان والــعــراق، اللذين يمكن القول إن الــقــيــادة الإيــرانــيــة كـانـت تضعهما تـحـت عـبـاءتـهـا وتــراهــمــا جـــزءا من ترسانتها. ومـــن ثـــم، أتـــصـــوّر أن أي تـــفـــاؤل بــاســتــعــادة أي مـــن الـبـلـديـن عافيته بالكامل، ليس في محله... فبوجود نتنياهو أي تفاؤل مقامرة خاسرة، وفي غياب أي لجم أميركي لغلاة الليكود تبقى المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات غير السارة! لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي تمر سنة على نهاية نظام الأســد. التغيير هائل وتداعياته لم تنته بعد. وبمرور الذكرى الأولى لا تزال هـنـاك أسئلة حـائـرة أبــرزهــا: لمـــاذا تـحـول بـشـار الأسـد ونظامه إلى تابع لإيران منذ السنوات الأولى لحكمه؟ في تصوري لو لم يرتكب تلك السياسة الخطرة ربما لمـا آلـت نهايته منفيا فـي موسكو. قناعتي أكثر عند مراجعة إدارته للحكم لأكثر من عقدين وليس فقط .2011 مع اندلاع الاحتجاجات في عام قبل الـثـورة عليه بأكثر مـن ثماني سـنـوات نشط نظام الأسد في العمل مع إيران إقليميا على مستويات سياسية وعسكرية. حوّل سوريا بالتنسيق مع طهران إلى مركز عمليات سرية ضد الأميركيين بعد احتلالهم الــــعــــراق فــــي وقـــــت كـــانـــت إيـــــــران تــــمــــارس بــــدهــــاء لـعـبـة مزدوجة تستخدم بشار كأرض للمقاومة، وتتعاون مع الأميركيين في تصفية ما تبقى من نظام صدام حسين. في مقابلة لي مع الأسد آنذاك قبل بدء العمليات، توعد بأنه سيحول «الــعــراق إلــى فيتنام أخـــرى». كان لــديــه وهـــم أن الأمــيــركــيــن يـــنـــوون تـغـيـيـر نـظـامـه بعد إســـقـــاط صـــــدام، فـــي حــــن، الـحـقـيـقـة لـــم تــبــد واشـنـطـن اهتماما بدمشق ولــم تستهدفه، وكـانـت تـعـد سوريا مجالا أمنيا لإسرائيل. أصبحت معسكرا وممرا 2009 و 2004 سوريا بين لـلـجـمـاعـات المــســلــحــة، عـــراقـــيـــة وعـــربـــيـــة و«جـــهـــاديـــةً»، الآلاف مـنـهـم. وكــــان يــجــري تـهـريـبـهـم مــن ســوريــا إلـى داخل العراق من خلال محافظات مضطربة أمنيا مثل الأنبار وصلاح الدين. نجحت تلك العمليات في تعزيز المركز التفاوضي الإيراني مع واشنطن، واستمرت إلى سنوات لاحقة. وعـــلـــى جـبـهـة ثــانــيــة، ســـخّـــر الأســـــد نــظــامــه كـذلـك لخدمة سياسة إيران في لبنان بتصفية عدد كبير من القوى المعارضة وتمكين وكيل إيـران، «حزب الله»، من السيطرة الكاملة. إيران عملت على بناء لبنان بوصفه أكبر جبهة مدججة بالسلاح في الصراع الإقليمي مع إسرائيل. ومع اندلاع الاحتجاجات في درعا ثم بقية سوريا كـــان مــن المـتـوقـع أن تـهـب الــــدول المــتــضــررة مــن النظام الـــســـوري لــدعــم الـــحـــراك الــجــديــد جــزئــيــا. وقـــد نجحت الثورة وأوشك النظام على السقوط لولا مسارعة إيران لإنقاذه بعشرات الآلاف من المسلحين الذين جلبتهم من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. بــشــار بـعـد نـجـاتـه صـــار أكــثــر اقـتـنـاعـا بـالـعـاقـة الاستراتيجية مع طهران، معتقدا أن مصير النظام أكثر أمانا في الحضن الإيراني. الحقيقة كانت علاقته منذ البداية مع طهران سامةً، وعبئا وخطرا عليه. تُــبــن سياسته أنـــه كـــان عــاجــزا عــن فـهـم تــوازنــات المنطقة واللعبة الخطرة التي انخرط فيها. لم يكن قبل الثورة مضطرا للتحالف مع طهران. فقد شرعت أوروبا أبوابها له بعد توليه السلطة خلفا لأبيه، كما سارعت دول مـحـور الاعــتــدال للترحيب بــه. وكـذلـك العديد من القوى السورية المعارضة لنظام والده تفاءل بوصوله. وليس صحيحا أن بشار انتقل فورا من عيادة الأسنان إلى كرسي الحكم كما يشاع، بل كانت هناك بضع سنوات في آخر أيام حافظ الأسد شارك فيها فـي الظل فـي نشاطات رئاسية وحضر اجتماعات مـهـمـة وكـــــان عــلــى درايــــــة بـمـلـفـات الــحــكــم. قـــراراتـــه اللاحقة كشفت عن أن بشار لم يكن يشبه والده الذي حافظ على علاقة جيدة مع نظام طهران والرياض ومـوسـكـو والـــغـــرب ضـمـن تـــوازنـــات مـحـسـوبـة ضد نـظـام الـبـعـث وتـركـيـا. حـافـظ اسـتـفـاد مــن إسـرائـيـل التي كانت مهمة فـي معادلة تأمين سلامة النظام الأقلوي. أيضا الأب رحب بالتعاون مع الأميركيين . بشار فعل العكس 1990 في الحرب ضد صدام عام تماما ً. أيضاً، يجب أن يقال إن العمر الافتراضي لنظام ســوريــا الأســــد، الـــذي هــو مــن مـوالـيـد الــحــرب الــبــاردة، كان تقريبا قد استنفد قبل وصـول بشار للحكم. إنما صـــعـــوده تــــرك نـــافـــذة صــغــيــرة مــفــتــوحــة، وكـــــان الأمـــر يـتـطـلـب مــنــه الــتــمــوضــع انــســجــامــا مـــع نــهــايــة الــحــرب الــــبــــاردة والـــعـــاقـــات الإقــلــيــمــيــة فـــي ظـــل وجـــــود قطب دولـــي واحـــد مهيمن. إنـمـا كـــان يتخذ الــقــرار الخاطئ فــي مـعـالـجـة كــل مـنـاسـبـة إلـــى آخـــر يـــوم لــه فــي الحكم. المعلومات الأخيرة تؤكد أن موسكو «تخلت» عن بشار قبل نحو عشرة أيام من انهيار النظام، عندما نجحت قوات أحمد الشرع في حملة عسكرية خاطفة على ريف حلب ومنها بدأت المسير إلى دمشق. أدركت روسيا أن انهيار النظام حتمي. ســـقـــوط بـــشـــار كــــان مـــدويـــا فـــي المـنـطـقـة والــعــالــم. انـــهـــار أمــــام أعـــن إيـــــران وحـلـفـائـهـا الـــذيـــن عـــجـــزوا عن فـعـل أي شـــيء هـــذه المـــــرة. بــخــروجــه خـــرج الإيــرانــيــون وانــهــار مـشـروع الإمـبـراطـوريـة مـن تلك المنطقة المهمة استراتيجياً. وتحررت سوريا من نظام مجرم، ولا تزال للتداعيات الإقليمية بقية. قرارات بشار الغريبة OPINION الرأي 13 Issue 17176 - العدد Sunday - 2025/12/7 الأحد في غياب لجم أميركي لغلاة الليكود تبقى المنطقة مفتوحة على احتمالات غير سارة إياد أبو شقرا عبد الرحمن الراشد بخروج بشار من دمشق خرج الإيرانيون وانهار مشروع الإمبراطورية
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky