حـــذّر رئـيـس مجلس الـقـيـادة الرئاسي الـيـمـنـي، رشـــاد محمد الـعـلـيـمـي، مــن أن أي إجــراءات أحادية أو صراعات جانبية داخل المناطق المحررة من شأنها أن تقوّض وحدة الـــقـــرار الــســيــادي لــلــدولــة، وتـمـنـح الجماعة الحوثية المـدعـومـة مـن إيـــران فرصة لمراكمة المكاسب على حساب الاستقرار الوطني. وجــــــــاءت تـــصـــريـــحـــات رئـــيـــس مـجـلـس الـــقـــيـــادة الــيــمــنــي قــبــل مـــغـــادرتـــه الـعـاصـمـة المـــــؤقـــــتـــــة عـــــــــدن، الــــجــــمــــعــــة، مــــتــــوجــــهــــا إلــــى الـــســـعـــوديـــة لإجـــــــراء مـــــشـــــاورات رفـــيـــعـــة مـع شركاء إقليميين ودولـيـن، في ظل تطورات حـــســـاســـة تــشــهــدهــا المـــحـــافـــظـــات الــشــرقــيــة، وعلى رأسها حضرموت. وأكّـــد العليمي فـي تصريحات رسمية الـــتـــزام المــجــلــس والــحــكــومــة بـنـهـج الــشــراكــة الــــوطــــنــــيــــة، والمـــــســـــؤولـــــيـــــة الــــجــــمــــاعــــيــــة فــي استكمال مهام المرحلة الانتقالية، بموجب مرجعياتها المتفق عليها، وفي المقدمة إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض. كما أكّـــد مسؤولية الــدولــة وحـدهـا عن حماية مؤسساتها الوطنية، وصون مصالح المــــواطــــنــــن، والــــحــــفــــاظ عـــلـــى وحــــــدة الـــقـــرار الـسـيـادي، ورفـــض أي إجــــراءات أحــاديــة من شأنها منازعة الحكومة، والسلطات المحلية صـاحـيـاتـهـا الـحـصـريـة، والإضـــــرار بـالأمـن والاستقرار، وتعميق المعاناة الإنسانية، أو تقويض فرص التعافي الاقتصادي، والثقة المتنامية مع المجتمع الدولي. وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني: «إن معركة استعادة مؤسسات الــــــدولــــــة، وإنـــــهـــــاء انـــــقـــــاب المــيــلــيــشــيــات الـــحـــوثـــيـــة الإرهــــابــــيــــة، وتــنــفــيــذ بــرنــامــج الإصـــــاحـــــات الاقــــتــــصــــاديــــة، ســتــظــل فـي صـــدارة الأولــويــات الـوطـنـيـة». وحـــذّر من أن أي انـــشـــغـــال بـــصـــراعـــات جـــانـــبـــيـــة، لا يـخـدم ســوى المــشــروع الإيـــرانـــي، وأدواتـــه التخريبية، ومضاعفة معاناة اليمنيين، وفق ما نقلته عنه وكالة «سبأ» الرسمية. وأشاد العليمي في تصريحاته بجهود السعودية الـتـي قـــادت إلــى التوصل لاتفاق الــتــهــدئــة الأخـــيـــر فـــي مــحــافــظــة حـضـرمـوت (شـرق)، مؤكدا أهمية الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، والبناء على هذه الجهود الحميدة، وتــغــلــيــب مــصــلــحــة حـــضـــرمـــوت وأبـــنـــائـــهـــا، بــوصــفــهــا ركـــيـــزة أســـاســـيـــة لـــاســـتـــقـــرار في اليمن، والمنطقة. كما جـدد دعمه الكامل لقيادة السلطة المحلية والشخصيات والـوجـاهـات القبلية فـــي قـــيـــادة مــســاعــي الـــوســـاطـــة، والــتــســريــع بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية، إنـــفـــاذا لـتـعـهـدات مـجـلـس الـــقـــيـــادة، وخطته لتطبيع الأوضاع في المحافظة. ووجّــه العليمي في هذا السياق، قيادة الـسـلـطـة المـحـلـيـة فـــي مـحـافـظـة حـضـرمـوت، والـــجـــهـــات المــعــنــيــة فـــي الــحــكــومــة بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، والــــقــــانــــون الـــــدولـــــي الإنــــســــانــــي، والأضــــــــرار الــتــي طــالــت المــواطــنــن، والمـمـتـلـكـات الـعـامـة والـخـاصـة، خصوصا فـي مـديـريـات الـــوادي والـصـحـراء، واتـخـاذ مـا يلزم لجبر الضرر، وعدم إفلات المتورطين من العقاب. كما دعا رئيس مجلس القيادة اليمني جميع المكونات الوطنية إلى نبذ الخلافات، والتحلي بأعلى درجات المسؤولية، وتوحيد الـــصـــف فـــي مـــواجـــهـــة الـــتـــحـــديـــات، وإســـنـــاد الــحــكــومــة لـــلـــوفـــاء بــالــتــزامــاتــهــا الـحـتـمـيـة، وجــــعــــل مـــصـــلـــحـــة المـــــواطـــــنـــــن، وكـــرامـــتـــهـــم الإنسانية، فوق كل اعتبار. 2 أخبار NEWS Issue 17175 - العدد Saturday - 2025/12/6 السبت أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بجهود السعودية التي قادت إلى التوصل لاتفاق التهدئة الأخير في محافظة حضرموت ASHARQ AL-AWSAT قال إن الصراعات الجانبية تخدم المشروع الإيراني العليمي يُحذّر من تقويض وحدة القرار السيادي للدولة جنود على متن حافلة عسكرية في عدن يرفعون إشارة النصر في ذكرى استقلال جنوب اليمن (أ.ف.ب) عدن: «الشرق الأوسط» إخضاع أطفال للتعبئة الحوثية وسط غياب الرعاية «المعاقون» في صنعاء... فئة منسيّة تحت مقصلة الحرمان تــتــفــاقــم مـــعـــانـــاة الآلاف مــــن ذوي الإعــــاقــــة فـي العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة الرعاية الاجتماعية، واتهامات مباشرة للجماعة الحوثية بتحويل الموارد المخصصة لــهــذه الـفـئـة إلـــى قــنــوات تــخــدم مـشـروعـهـا العسكري والآيديولوجي. ومـــــع اســــتــــمــــرار انـــقـــطـــاع الــــبــــرامــــج الــحــكــومــيــة والـــدعـــم الـــدولـــي، يـجـد المــعــاقــون أنـفـسـهـم أمــــام واقــع قاس تتضاعف فيه الاحتياجات وتتراجع فيه فرص العلاج والرعاية. مـــصـــادر مـحـلـيـة أكــــدت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن الجماعة الحوثية كثفت خلال الأسابيع الأخيرة من ممارساتها التي تستهدف ذوي الإعاقة في صنعاء ومـدن أخـرى تحت سيطرتها، سـواء عبر استغلالهم في فعاليات ومناسبات سياسية، أو من خلال إجبار عــشــرات الأطـــفـــال عـلـى حــضــور دورات تعبئة فكرية تـسـتـنـد إلــــى خـــطـــاب طـــائـــفـــي، فـــي مــخــالــفــة صـريـحـة لأبسط قواعد الرعاية الإنسانية. وتــشــيــر المــــصــــادر إلــــى أن مـــا تـبـقـى مـــن المـــراكـــز والمنشآت المتخصصة التي كانت تقدم خدمات طبية وتأهيلية للمعاقين، تحوّل إلى أماكن شبه مهجورة بعد إغلاقات تعسفية ووقف شبه تام للبرامج الفنية والــدعــم الــخــارجــي، نتيجة اسـتـحـواذ الـجـمـاعـة على المخصصات والموارد المالية. وكـــشـــف ســـكـــان فـــي صــنــعــاء أن مـــئـــات المـعـاقـن فـقـدوا مـصـادر دخلهم المـــحـــدودة. ومــع غـيـاب برامج الــدعــم، اضـطـرت كثير مـن الأســـر إلــى إرســـال أبنائها مــن ذوي الإعـــاقـــة إلـــى شــــوارع المــديــنــة، بـحـثـا عــن أي مساعدة تساهم في تغطية احتياجاتهم الغذائية أو تكاليف العلاج باهظة الثمن. وتؤكد أسـرة تقيم في ضواحي صنعاء أن اثنين من أبنائها من ذوي الإعاقة لم يعودا قادرين على تلقي جلسات العلاج الطبيعي أو الحصول على أجهزة طبية مساعدة، مثل الأطراف الصناعية أو السماعات، بعد ارتفاع أسعارها وغياب الــدعــم المـخـصـص لـهـم مــن «صـــنـــدوق رعــايــة وتأهيل المعاقين» الخاضع لسيطرة الحوثيين. وتضيف الأســـرة أن الـصـنـدوق ـ الـــذي كــان يعد المتنفس الوحيد لهذه الفئة ـ توقف عن تقديم معظم خدماته التعليمية والتأهيلية، مما أدى إلى حرمان مئات الأطفال من ذوي الإعاقة من حقهم في التعليم المتخصص. ضحايا بلا رعاية تقدّر مصادر يمنية حقوقية أن عدد ذوي الإعاقة في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين يتجاوز مليون معاق، بينهم مصابون بإعاقات خلقية، 4.5 وآخــرون نتيجة الحرب التي أشعلتها الجماعة منذ في المائة 70 انقلابها. وتؤكد التقديرات أن أكثر من منهم محرومون من الحصول على أهم الاحتياجات الأساسية، وعلى رأسها الكراسي المتحركة، والأجهزة الـتـعـويـضـيـة، وجــلــســات الــعــاج الـطـبـيـعـي، وبــرامــج التأهيل المهني. وأكـــــد عـــامـــلـــون فـــي «صــــنــــدوق رعـــايـــة وتــأهــيــل المعاقين» بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعا حادا في الخدمات المقدمة، مشيرين إلى أن الصندوق حــالــة جـــديـــدة، معظمها 800 يستقبل شـهـريـا نـحـو تحتاج إلى رعاية طويلة المدى لا يستطيع الصندوق تلبيتها حـالـيـا. وقـــالـــوا إن سـيـطـرة الـحـوثـيـن على مــــوارد الـصـنـدوق وقـــراراتـــه أدت إلـــى إيــقــاف عـشـرات المـراكـز وتجميد برامج التأهيل، إضافة إلـى تحويل جــــزء كـبـيـر مـــن الـــدعـــم لــصــالــح الـــجـــرحـــى والمــقــاتــلــن العائدين من الجبهات. وأشـــــار الــعــامــلــون إلــــى أن المـــســـاعـــدات الـنـقـديـة والأجـــهـــزة الـتـعـويـضـيـة تُــمـنـح بـشـكـل شـبـه حـصـري لعناصر الجماعة وجـرحـاهـا، فـي الـوقـت الــذي يُترك فيه آلاف المعاقين المدنيين لمواجهة مصيرهم دون أي دعم. تعبئة فكرية وسط هذا الانهيار الإنساني، تواصل الجماعة الحوثية إخضاع عشرات الأطفال من ذوي الإعاقة في صنعاء لـــدورات فكرية وتعبوية تحت اســم «دورات تـــوعـــويـــة»؛ إذ أفـــــادت مـــصـــادر مـطـلـعـة بـــأن الـجـمـاعـة جـمـعـت خـــال الأيـــــام المــاضــيــة أطـــفـــالا ومــراهــقــن من تسعة مراكز وجمعيات متخصصة، تتراوح أعمارهم عاماً، وأخضعتهم لمحاضرات تهدف إلى 18 و 10 بين غرس أفكارها العقائدية. وتقول المصادر إن هذه هي المـرة الثالثة منذ مطلع العام التي يتم فيها إخضاع قاصرين معاقين لمثل هذه الأنشطة، في خطوة أثارت سخطا واسعا بين أسر الضحايا، الذين اعتبروا ذلك استغلالا فجا لفئة يُفترض حمايتها وتمكينها بدلا من تجييرها لصالح مشروع سياسي. ويأتي ذلك بعد زيارة مفاجئة للقيادي الحوثي محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس حكومة الانقلاب، إلــى مقر الـصـنـدوق، وهــي زيـــارة رأى فيها مراقبون محاولة لشرعنة ممارسات الجماعة لا أكثر. ويحذر مختصون اجتماعيون في صنعاء من أن استمرار الإهمال وغياب برامج الدعم قد يدفعان بــمــزيــد مـــن ذوي الإعــــاقــــة إلــــى دوامــــــة الــفــقــر المـــدقـــع، ويعمق من معاناتهم الصحية والإنسانية. ويتهمون الجماعة الحوثية بأنها حولت هذه الفئة من مواطنين يحتاجون إلى رعاية إلى وسيلة للابتزاز السياسي والاستغلال الإعلامي. ويــــطــــالــــب المــــخــــتــــصــــون المـــــؤســـــســـــات الــــدولــــيــــة والمــــانــــحــــن بــــضــــرورة إعـــــــادة تــفــعــيــل بــــرامــــج الـــدعـــم والتأهيل وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيدا عن تـدخّــات الحوثيين، داعــن إلـى وضـع آلية رقابة مستقلة على البرامج الموجهة لذوي الإعاقة. ويـؤكـد المختصون أن إنـقـاذ هــذه الفئة يتطلب جهودا عاجلة، خصوصا في ظل الانهيار المتواصل للخدمات الصحية وارتـفـاع تكاليف العلاج وتوقف التمويل المحلي والدولي عن معظم المراكز. صنعاء: «الشرق الأوسط» استهداف محلات الذهب... وتصاعد الجرائم المالية تغوّل اقتصادي وفوضى مالية يضربان مناطق سيطرة الحوثيين تشهد مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن موجة جـديـدة مـن الانـتـهـاكـات الاقـتـصـاديـة والابـــتـــزاز المـالـي، تجلّت أخـيـرا فـي حملات واسـعـة طالت متاجر الذهب والمجوهرات في محافظة الحديدة، بالتزامن مع ارتفاع غـيـر مـسـبـوق فــي مــعــدلات الـجـرائـم المـالـيـة بالعاصمة المختطفة صنعاء، وسـط اتهامات لقيادات ومشرفين حوثيين بالضلوع وراء جزء كبير من تلك الجرائم. وتشير شهادات ومصادر متعددة إلى أن الجماعة الـــحـــوثـــيـــة بـــاتـــت تــســتــخــدم أدوات الــــدولــــة المـخـتـطـفـة وأجهزتها الرقابية والأمـنـيـة كواجهة لـفـرض إتـــاوات مالية منظمة، ما أسفر عن ركود تجاري حاد وتراجع الـثـقـة بـالـبـيـئـة الاســتــثــمــاريــة، إضـــافـــة إلـــى خـلـق بيئة خصبة لتنامي العصابات والممارسات الإجرامية، بما يهدد بانهيار اقتصادي أوسع. وبحسب المصادر أطلقت الجماعة الحوثية خلال الأيــــام الأخــيــرة واحــــدة مــن أوســـع حـمـات الاسـتـهـداف التي تشنها ضد القطاع التجاري في الحديدة (غرب) مستهدفة متاجر وورش ومعامل الذهب والمجوهرات بـــذريـــعـــة «عــــــدم الالـــــتـــــزام بــــالاشــــتــــراطــــات» و«تــســجــيــل مخالفات». إلا أن مصادر محلية مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف الحقيقي للحملات لم يكن الرقابة، بل فرض إتاوات مالية مُضاعفة على الملاك. ووفقا للمصادر، فقد أغلق الحوثيون خـال أول ورش ومـعـامـل صياغة، 8 يـومـن نـحـو سـتـة مـتـاجـر و بعد أن رفض ملاكها دفع مبالغ مالية مفروضة عليهم مسبقا ً. ويــؤكــد تـجـار فــي الــحــديــدة أن المـــســـؤول الحوثي المعي مديرا لفرع هيئة المواصفات والمقاييس، خليل 70 الـجـوفـي، أجـبـر أصـحـاب المـحـات على دفــع مـا بـن ألـــف ريــــال يـمـنـي عــن كــل مــحــل، تـحـت مسميات 200 و 535 «مخالفات» و«غـرامـات تأديبية» (الـــدولار حوالي ريالاً). ابتزاز منظم يــــقــــول أحــــــد أقـــــــدم تــــجــــار الــــذهــــب فــــي الــــحــــديــــدة، مستخدما اسما رمزيا «س.ن»:«يـدخـلـون فجأة بحجة الـتـفـتـيـش، ثـــم يــقــدمــون ســـنـــدات غــيــر رســمــيــة بمبالغ جـاهـزة للدفع. وحــال الـرفـض، يتم إغــاق المـحـل. الأمـر أشبه بابتزاز منظم». ويـؤكـد تـجـار آخـــرون أن الخسائر اليومية باتت أكبر من الأربـــاح، وأن الحركة الشرائية وصلت لأدنى مستوياتها خلال السنوات الماضية، بفعل تدهور القوة الشرائية للسكان وتكرار موجات الجبايات. ومع تصاعد الابتزاز الحوثي يعتزم عشرات تجار الذهب في الحديدة والمدن الخاضعة لسيطرة الجماعة إغـــاق متاجرهم نهائيا والانـتـقـال إلــى مناطق أخـرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية بحثا عن الحد الأدنى من الأمان القانوني والاقتصادي. ويـــــرى خـــبـــراء اقـــتـــصـــاديـــون أن هــــذا الاســـتـــهـــداف لــم يـــأت مــن فــــراغ، فـقـطـاع الــذهــب يُــعــد «الأكــثــر سيولة وربــحــيــة» فـــي الــيــمــن، مـــا يـجـعـل مــنــه مـــصـــدرا سـريـعـا للتمويل بالنسبة للجماعة التي تلهث بحثا عن مزيد من الإيرادات. ويشير الخبراء إلى أن الحوثيين يتبعون ســـيـــاســـة مــنــظــمــة لإحــــكــــام الـــســـيـــطـــرة عـــلـــى الــقــطــاعــات الاقـتـصـاديـة، عبر إقـصـاء التجار التقليديين وإفساح المجال أمام شبكات محسوبة عليهم. وبـحـسـب اقـتـصـاديـن، فـــإن الـجـمـاعـة تعمل على تــحــويــل أســــــواق الـــذهـــب إلــــى قـــنـــوات تـمـويـلـيـة دائــمــة لـحـروبـهـا ونـشـاطـهـا الـعـسـكـري، فــي وقـــت يعيش فيه الـيـمـنـيـون واحــــدة مــن أســــوأ الأزمـــــات الاقــتــصــاديــة في تاريخ البلاد. ارتفاع الجرائم المالية شـهـدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء في الأشــهــر الأخـــيـــرة ارتــفــاعــا كـبـيـرا فــي مـنـسـوب الـجـرائـم المالية، وفقا لمصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أن قادة ومشرفين حوثيين يقفون خلف جزء واسع من تلك الجرائم. وبـــحـــســـب إحـــــصـــــاءات حـــوثـــيـــة رســـمـــيـــة، سـجّــلـت جــريــمــة 720 صـــنـــعـــاء خـــــال شـــهـــريـــن فـــقـــط أكـــثـــر مــــن مالية، وتشمل الجرائم، سرقة أمـوال ونصب واحتيال واخـــتـــاس وتـبـديـد أمــــوال عـامـة وخـيـانـة أمــانــة وغـش تـجـاري وابــتــزاز واسـتـغـال نـفـوذ وإثــــراء غير مشروع وجرائم تمويل أنشطة غير قانونية. وتــكــشــف الـــتـــقـــاريـــر أن شـــهـــرًا واحـــــــدًا فــقــط شهد جرائم 210 قضية مالية، بينها 600 تسجيل أكثر من إثراء غير 123 جريمة خيانة أمانة، و 135 سرقة أموال، و اختلاس، إضافة إلى 62 نصب واحتيال، و 76 مشروع، و العشرات في الابتزاز والغش. ويــرى حقوقيون في صنعاء أن الجماعة الحوثية تـعـمّــدت إخــفــاء أســمــاء المـتـورطـن مــن قـيـاداتـهـا فــي تلك الجرائم، رغم الأدلة المتراكمة التي تشير إلى أن مشرفين وعـــنـــاصـــر مـــن الــجــمــاعــة يــقــفــون خــلــف جــــزء واســـــع من الجرائم، سواء بشكل مباشر أو عبر عصابات تابعة لهم. تزايد الفوضى يــعــانــي ســـكـــان صــنــعــاء مـــن اتـــســـاع مـــوجـــة الـفـلـتـان الأمـــنـــي، حـيـث تــؤكــد شـــهـــادات محلية أن الــجــرائــم باتت تشكل تهديدا يوميا لحياة اليمنيين، من سرقات منظمة إلى ابتزازات وانتهاكات متزايدة، في ظل انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات. ويقول سكان وناشطون إن نشر الجماعة لتقارير الجرائم لا يعكس رغبة حقيقية في معالجتها، بل يأتي في إطـار دعاية داخلية، بينما تواصل الجماعة تجاهل الأسباب الحقيقية للفوضى الأمنية، وعلى رأسها تفشي الجريمة داخـل أجهزتها. ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذا المسار سيقود إلى «انهيار مالي شامل»، خصوصا مع ارتباط الجرائم المالية بنهب موارد الدولة، وتسيّب القطاع المـصـرفـي، والـتـاعـب بـالمـال الـعـام، وهي عوامل تُبقي الاقتصاد «رهينة لإدارة مالية مغلقة» تخدم مصالح الجماعة على حساب السكان. وبــحــســب ضــبــاط أمــنــيــن مـتـقـاعـديـن فـــي صـنـعـاء، فـإن الجماعة سعت منذ انقلابها إلـى تحويل العاصمة المـــخـــتـــطـــفـــة ومـــــــــدن ســـيـــطـــرتـــهـــا إلـــــــى «مــــنــــاطــــق خــصــبــة لـــلـــعـــصـــابـــات»، عـــبـــر خـــلـــق اقـــتـــصـــاد مـــــــواز يــعــتــمــد عـلـى الجبايات والسرقات وتمويل شبكات الـــولاءات. ويؤكد الضباط أن المجالين الأمني والاقتصادي يعيشان تدهورا غـيـر مـسـبـوق، نتيجة مــمــارســات الـجـمـاعـة الـتـي فصلت مؤسسات الدولة وحوّلتها إلى أدوات لجمع الأموال. وتـــزامـــنـــا مـــع ذلـــــك، أقـــــرت إدارة المــبــاحــث الـجـنـائـيـة جــريــمــة ســـرقـــة خــال 293 الــتــابــعــة لـلـجـمـاعـة بـتـسـجـيـل الـشـهـر المــاضــي فـقـط، بينها ســرقــات ســيــارات ودراجــــات نارية، إضافة إلى قضايا ابتزاز ونصب وتعاطي وترويج مخدرات. عدن: وضاح الجليل حوثيون لحظة استهدافهم معملا لصياغة الذهب (إعلام حوثي)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky