13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 17175 - العدد Saturday - 2025/12/6 السبت جنوب السودان... تغييرات حكومية بحثا عن استقرار مفقود حـــــــاول جــــنــــوب الــــــســــــودان، عـــلـــى مــــدار عـــقـــود، أن يـــذهـــب لــاســتــقــال تــحــت رايــــات . غير أن هذه 2011 عديدة حتى ناله في عام الدولة ما لبثت أن غرقت في أزمات سياسية، بــــانــــدلاع حـــــرب أهــلــيــة، 2013 تــعــمــقــت عـــــام . لكن لا يزال 2018 وتوقفت باتفاق سلام عام الـــوضـــع الــحــالــي يـحـمـل مـــخـــاوف مـــن عـــودة الـــحـــرب، وســـط خـــافـــات واســـعـــة بـــن دوائـــر الحكم العليا وأصحاب القرار والنفوذ. ذلـــك المـشـهـد المــرتــبــك سـيـاسـيـا يـتـرافـق مـع تغييرات حكومية مستمرة، مُصاحبة بتأجيل انـتـخـابـات كـانـت مــقــررة فــي نهاية ،2026 ) إلى ديسمبر (كانون الأول 2024 عام وهـــــــذا يـــعـــنـــي، بـــحـــســـب خــــبــــراء مــــن جــنــوب الــــســــودان ودول جـــــوار، تــحــدثــوا لـــ«الــشــرق الأوسط»، أن «الاستقرار السياسي مفقود»، وأن مستقبل الــبــاد عـلـى المــحــك إن لــم يتم ضبط موازين القوى وحسم تفاهمات قريبة ، ومنعا لتكرار مشهد 2018 التزاما باتفاق القاتم. 2013 تغييرات متكررة فـــي أواخــــــر نـوفـمـبـر (تــشــريــن الــثــانــي) المــاضــي، أقـــال رئـيـس جـنـوب الـــســـودان كير ميارديت، دينغ لـوال وول من منصب وكيل وزارة النفط، وعـن مكانه تشول ثـون أبيل، وهـي المــرة الرابعة التي ينقل فيها المنصب مــــن أحـــــد الـــرجـــلـــن إلـــــى الآخــــــر فــــي أقـــــل مـن شهرين. وكــان كير قـد أقــال ثــون فـي الـبـدايـة من منصب وكيل الـــوزارة، وهو المنصب الثاني في الـــوزارة والمـسـؤول عن المعاملات المالية، وعي لوال مكانه في أكتوبر (تشرين الأول)، نـوفـمـبـر 3 ثـــم أعـــــاد ثــــون إلــــى مـنـصـبـه فـــي قــبــل أن يــســتــبــدل بـــه مــــرة أخـــــرى لـــــوال بعد أسبوع. كما أقال كير أيويل نجور كاججور مـــن مـنـصـب المـــديـــر الإداري لـشـركـة نايلبت النفطية المملوكة للدولة. ويـــعـــتـــمـــد اقــــتــــصــــاد جــــنــــوب الــــســــودان أســـاســـا عــلــى مـبـيـعـات الــنــفــط الـــخـــام، الـتـي تـعـثـرت بفعل حـــرب أهـلـيـة عصفت بالبلاد ألـف 400 أســفــرت عــن مقتل مــا يـقـدر بنحو بـعـد فترة 2018 و 2013 شـخـص بــن عـامـي .2011 وجيزة من انفصالها عن السودان عام نوفمبر المـاضـي، ذكـر مرسوم 12 وفـي بـثـه الـتـلـفـزيـون الــرســمــي أن رئــيــس جـنـوب الــــســــودان كـيـر أقــــال بـنـيـامـن بـــول مـيـل من منصبه نائبا للرئيس ونائبا لرئيس الحزب الحاكم، لينهي بذلك ارتباطا برجل أثير على نطاق واسع أنه الخليفة المقرب له. وأقال كير أيضا محافظ البنك المركزي ورئيس هيئة الإيرادات، اللذين يُنظر إليهما عـلـى أنـهـمـا مـقـربـان مــن بـــول مـيـل، الـــذي تم تعيينه بصفته أحد نواب الرئيس الخمسة في فبراير (شباط). ووجّه كير أيضا بتجريد بول ميل من رتبة الجنرال، التي ترقى إليها في سبتمبر (أيلول) الماضي. وفي أغسطس (آب)، أقال رئيس جنوب السودان كير، وزير المالية ديير تونغ نجور، وجـاء بمقرب منه هو بـاك بارنابا شـول في «أحــــدث تغيير حـكـومـي مــفــاجــئ». وربـطـت جوبا بين الإقالة والتراجع الأخير في قيمة جنيه جنوب السودان. وقــتــهــا كـــانـــت عــمــلــة جـــنـــوب الـــســـودان قد انخفضت نحو الثلث مقابل الـــدولار في شهرين. ويقول محللون إن عـدم الاستقرار الاقــتــصــادي وعـــدم الــتــزام كـيـر بـدقـة باتفاق من بين العوامل التي 2018 السلام المبرم عام تدفع العملة للهبوط. وبـذلـك يكون كير قـد أقــال أربـعـة وزراء ، بـــخـــاف مـــا قــــام به 2020 مــالــيــة مــنــذ عــــام في مــارس (آذار) من إقالة وزيــر الخارجية، بعد أقل من أسبوع من إقالة وزيـري الدفاع والداخلية. ويــــرى الــبــاحــث الــجــنــوب ســـودانـــي في الـعــاقــات الــدولــيــة تـيـكـواج فـيـتـر، أن «كـثـرة تــكــرار الـتـعـديـات فــي جـنـوب الـــســـودان تـدل عـلـى عـــدم الاســتــقــرار الــســيــاســي»، موضحا أنـــــه «فـــــي الـــعـــلـــوم الــســيــاســيــة تُـــفـــسّـــر كــثــرة الــتــعــديــات الــدســتــوريــة وتـــكـــرارهـــا بأنهما من المـؤشـرات التي تعبّر عن عـدم الاستقرار السياسي، والعكس صحيح». ونبّه فيتر أن «بقاء الحكومة لفترة دون وجــود تغييرات فـــــي المــــنــــاصــــب الـــــدســـــتـــــوريـــــة مـــــؤشـــــر عــلــى الاستقرار السياسي على مستوى المناصب الدستورية، والعكس صحيح». وقـريـبـا مـن هــذا الــطــرح، يعتقد المحلل الــســيــاســي الـــتـــشـــادي، المــخــتــص بــالــشــؤون الأفريقية، صالح إسحاق عيسى، أن «تكرار التعديلات الحكومية فـي جنوب الـسـودان، يعكس حالة عـدم استقرار سياسي عميقة، نـــاتـــجـــة عـــــن طـــبـــيـــعـــة الــــنــــظــــام الــــقــــائــــم عـلـى تـــــوازنـــــات قــبــلــيــة وحـــزبـــيـــة هــــشــــة». وتـــابـــع: «يُستخدم تغيير الــوزراء والمسؤولين كأداة لإعــــــادة ضــبــط مــــوازيــــن الـــقـــوى بـــن الـنـخـب المتنافسة، واحتواء الــولاءات المتقلبة داخل الجيش والـحـركـات المسلحة، وضـمـان بقاء مركز القرار في يد الرئيس والمحيط الضيق حوله». ويـشـيـر هـــذا الــتــكــرار، بـحـسـب عيسى، إلى «غياب مؤسسات حكم مستقرة وقواعد واضـــحـــة لـــتـــداول الـسـلـطـة أو المـــســـاءلـــة، ما يـجـعـل المــنــاصــب تـــــدار بـمـنـطـق الـتـرضـيـات الـــســـيـــاســـيـــة ولــــيــــس بـــمـــنـــطـــق الـــــكـــــفـــــاءة أو البرامج». وتــــــؤدي تــلــك الــتــغــيــيــرات إلــــى «إبـــطـــاء تــنــفــيــذ اتـــفـــاقـــات الــــســــام، وتــــغــــذي شـــعـــورا عاما بغياب الثقة في الحكومة، وتؤثر على قـدرة الدولة على بناء إدارة فعالة أو تقديم خـــدمـــات مــســتــقــرة»، وفـــق عـيـسـى، نـافـيـا أن «كــثــرة الـتـعـديـات تعكس حــراكــا إصلاحيا حقيقيا فــي الــوقــت الــراهــن بـقـدر مــا تعكس أزمة بنيوية في النظام السياسي أكثر». صراع داخلي وتثير هذه الإقالات و«موجة التغيير المستمر» في المناصب العليا في حكومة جنوب السودان التساؤلات حيال خليفة كير والمخاوف التي أثيرت حيال احتمالات الـــعـــودة إلـــى الــحــرب الأهــلــيــة، بـحـسـب ما نقلته «رويــتــرز» نوفمبر المـاضـي تعليقا على الاستعانة بالمقربين من كير. ووفـقـا للباحث الـجـنـوب سـودانـي، تيكواج فيتر، فإن تلك التغييرات تعكس «صراعا في عدة اتجاهات؛ بين النخبة الحاكمة وبعضها بعضاً، وبين النخبة الحاكمة والــقــوى الأخــــرى، وبــن القوى الأخـرى وبعضها بعضاً. وهـذا الصراع يُـــســـتـــخـــدم كـــــــــأداة لـــضـــبـــط الــــتــــوازنــــات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في جنوب السودان». ونــبّــه إلـــى أن «الـتـغـيـيـرات الـدسـتـوريـة في جنوب السودان تعكس كلا الأمرين معاً: صــــراع داخــــل الـنـخـبـة الـحـاكـمـة ومـــحـــاولات لــضــبــط الــــتــــوازنــــات بـــن الـــقـــوى فـــي جـنـوب الـــســـودان. فـهـي انـعـكـاس لــوجــود صــراعــات داخــــل الـنـخـبـة الـحـاكـمـة، وقـــد ظـهـر ذلـــك من خـال انقسام النخبة الحاكمة فـي مواقفها بـشـأن التغييرات الـدسـتـوريـة، حيث عبّرت عن قبول تعيين بعض الشخصيات ورفض البعض الآخر». وهـذا الصراع هو بين جيل قديم يضم القيادات التي شاركت في تأسيس الحركة الــشــعــبــيــة لـــتـــحـــريـــر الـــــســـــودان أو انــضــمــت إلـيـهـا مـبـكـرا وشـــاركـــت فــي الــحــرب مــن أجـل الاســـــتـــــقـــــال، مـــــن جــــهــــة، والــــجــــيــــل الـــجـــديـــد مـــن الـــقـــيـــادات الــتــي كــانــت جــــزءا مـــن الــقــوات الــصــديــقــة لـلـحـكـومـة الـــســـودانـــيـــة وحـديـثـي العضوية من جهة أخرى، بحسب ما يضيف فيتر. كما أن هذه التغييرات تعكس محاولات لإعادة ضبط التوازنات بين ثلاثة اتجاهات؛ الأولــــــــى ضـــبـــط الـــــتـــــوازنـــــات داخـــــــل الـــحـــركـــة الشعبية، والثانية بـن الـقـوى الشريكة في اتـفـاق الـسـام المـنـشّــط، والـثـالـثـة بـن القوى الحاكمة والقوى المعارضة، وفقا لفيتر. وفـي بعض الأحـيـان، يستعين الرئيس كـــيـــر بـــبـــعـــض الأفــــــــــراد لـــفـــتـــرة ثـــــم يـسـتـعـن بـــالمـــجـــمـــوعـــة الأخــــــــرى الـــتـــي يُـــفـــتـــرض أنــهــا تمثّل تحالفات بـن الـقـوى المـعـارضـة، وفقا للباحث الجنوب سوداني الذي يشير إلى أن التغييرات الدستورية والرغبة في الحصول عــلــى نـصـيـب أدتـــــا إلــــى إضـــعـــاف المــعــارضــة نتيجة للصراع من أجل كسب رضاء النخبة الحاكمة، على حساب الأهداف التي أدت إلى تشكيل هذه التحالفات. ويتفق صالح عيسى مع هـذا التفسير بـــشـــأن الــــصــــراع الــــداخــــلــــي، قــــائــــا إن «هــــذه الــتــغــيــيــرات تـعـكـس فـــي الــغــالــب مــزيــجــا من الصراع داخـل النخبة الحاكمة، ومحاولات مستمرة لإعادة ضبط التوازنات بين القوى السياسية والعسكرية». ويـــقـــوم الــنــظــام الــســيــاســي فـــي جـنـوب الــــــســــــودان، بـــحـــســـب عـــيـــســـى، عـــلـــى «شــبــكــة مــعــقــدة مـــن الــتــحــالــفــات الـقـبـلـيـة والـحـزبـيـة وشخصيات نافذة داخل الجيش والحركات المـــســـلـــحـــة، مــــا يـــجـــعـــل أي تـــعـــديـــل حــكــومــي مرتبطا بشكل مباشر بـــإدارة تلك العلاقات الحساسة». ولــــهــــذا تــــأتــــي الإقــــــــــالات والــتــعــيــيــنــات كـ«آلية لاحـتـواء خلافات النخبة، واستباق تفكك التحالفات، ومنع تصاعد نفوذ أطراف بعينها قد ينظر إليها كتهديد لمركز السلطة. وفي الوقت نفسه، تستخدم هذه التعديلات أيضا لضمان توزيع المناصب بشكل يرضي المجموعات المؤثرة، ويبقي على الحد الأدنى من التوازن الضروري لاستمرار النظام، مما يجعلها أقـــرب إلــى إدارة الأزمــــات منها إلى الإصـــــاح الـسـيـاسـي الــفــعــلــي»، وفـــق صـالـح عيسى. مستقبل قلق ولـيـسـت الـتـغـيـيـرات المـتـكـررة وحـدهـا مــا يـقـف وراء مـخـاطـر انــــدلاع حـــرب أهلية عادت الأزمة 2024 سبتمبر 13 جديدة. ففي السياسية مـع إعـــان مكتب الـرئـيـس كير عن تأجيل الانتخابات المقررة في ديسمبر ، بدعوى إكمال المهام 2026 إلى نهاية 2024 الضرورية بـالاقـتـراع، وسـط تخوف غربي من انهيار اتفاق السلام. ، عـــــــاد الاقــــتــــتــــال 2025 وفـــــــي مــــــــارس الـــــداخـــــلـــــي بـــــن جــــيــــش جــــنــــوب الـــــســـــودان ومجموعة مسلحة تُــعـرف باسم «الجيش الأبيض» في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل وتم إلقاء القبض على عناصر مقربة مــن نـائـب الـرئـيـس وزعــيــم المـعـارضـة ريــاك مشار المجمدة صلاحياته. ومــــشــــار قـــيـــد الإقـــــامـــــة الـــجـــبـــريـــة مـنـذ مـارس وكانت قواته المعارضة قد خاضت مــعــارك مــع الـــقـــوات المــوالــيــة لـلـرئـيـس كير 2013 خلال حرب أهلية استمرت من عامي ألــف 400 وأودت بــحــيــاة نــحــو 2018 إلــــى شــخــص قــبــل أن يــتــم تــوقــيــع اتـــفـــاق ســام بين الجانبين. 2018 وفـــــي ســبــتــمــبــر المــــاضــــي، أوقــــــف كـيـر نائبه الأول مـشـار عـن العمل عقب اتهامه مــــن قـــبـــل الـــســـلـــطـــات الـــقـــضـــائـــيـــة بــــ«الـــقـــتـــل والخيانة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية» عـــلـــى خــلــفــيــة مــــزاعــــم بــــشــــأن ضـــلـــوعـــه فـي هجمات شنتها ميليشيا عرقية ضد قوات اتحادية في مارس. وفي سبتمبر الماضي، اتهم محققون من الأمـم المتحدة سلطات جنوب السودان «بنهب ثـــروات الـبـاد بـطـرق تضمنت دفع مليار دولار لشركات تابعة لبنجامين 1.7 بــــول مـــيـــل، أحــــد نـــــواب رئـــيـــس الــــدولــــة، في مقابل أعـمـال إنـشـاء طـرق لـم يتم إنجازها مطلقاً»، حسبما أوردت وكالة «رويترز». وأعلنت حكومة جنوب الـسـودان، في مطلع ديسمبر الـحـالـي، بـــدء تنفيذ خطة خـفـض قـــوات حـفـظ الــســام الـتـابـعـة للأمم المتحدة في البلاد، وهي خطوة قالت إنه تم الاتفاق عليها مع البعثة الأممية بعد إعلان الأمــــم المــتــحــدة عـــن «قـــيـــود مـالـيـة شــديــدة» تؤثر على عملياتها العالمية، ما دفعها إلى إعادة النظر في حجم قواتها المنتشرة حول العالم، بما في ذلك جنوب السودان. وفـــي ظـــل تـلـك المــتــغــيــرات المـتـسـارعـة، لا يـبـدو مستقبل جـوبـا سياسيا واضـحـا على نحو دقـيـق، بحسب مـا يــرى الباحث الــجــنــوب ســـودانـــي فـــي الـــعـــاقـــات الــدولــيــة تيكواج فيتر. غــيــر أن المــحــلــل الــســيــاســي الــتــشــادي صالح إسحاق عيسى قال إنه «ليست ثمة ضمانة بأن مستقبل جنوب السودان يتجه نحو التفاهمات السلمية. الـواقـع الحالي يشير إلى أن البلاد أكثر ميلا إلى الانزلاق نحو صـــدام جـديـد، مـا لـم تتغير مـعـادلات الـسـلـطـة بشكل جـــذري وتـتـحـرك جماعات داخلية وإقليمية بفاعلية». ويــرى عيسى أن التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة ومن جهات حقوقية تفيد بأن السلام الهش أصبح مهددا فعلياً، وأن الاتـفـاق السياسي الــذي يفترض أن يحكم التعايش بين الأطـراف بات ينتهك بصورة مـسـتـمـرة. كـمـا أن الـعـنـف المـسـلـح بـمـا فيه الضربات الجوية، والاشتباكات بين قوات الــحــكــومــة ومـسـلـحـن مـــوالـــن لـلـمـعـارضـة يتصاعد، ما يزيد من فرص انـزلاق شامل للنزاع. ويـــســـتـــدرك صـــالـــح عـيـسـى فـــي نـهـايـة حـديـثـه قـــائـــاً: «لــكــن يـمـكـن أن تــلــوح أمـــام جـنـوب الـــســـودان فـــرص تـفـاهـم، وإن كانت ضـئـيـلـة، إذا الــتــزمــت الأطـــــراف السياسية بـرفـع الـيـد عــن الـقـمـع الـسـيـاسـي، وأطلقت حوارا شاملاً، وتم الضغط دوليا وإقليميا لفرض هدنة حقيقية»، مشيرا إلى أنه «قد تـتـاح فـرصـة لإعــــادة بـنـاء مـؤسـسـات أكثر استقرارا وإنقاذ ما تبقى من اتفاق السلام». ويؤكد أن «هذه الفرصة، حال ظهرت، ستكون بحاجة إلـى إرادة سياسية قوية، وضغط خارجي وإقليمي جاد، واستعداد لحماية المدنيين وتعزيز المساءلة»، مشيرا إلى أن «الواقع المؤقت يوحي بأن الصدام، هــو الاحـتـمـال الأكــثــر ترجيحا فــي الغالب ولـــيـــس الــتــفــاهــم، مـــا لـــم تـتـغـيـر المـعـطـيـات بشكل سريع وجذري». (أ.ب) 2025 أغسطس 20 نساء ينتظرن في مخيم للاجئين بجنوب السودان لتسلم مساعدات من برنامج تابع للأمم المتحدة ، غير أنها لا تــزال تغرق فـي أزمـات 2011 نالت دولــة جنوب الـسـودان الاستقلال فـي عـام . لكن لا يزال 2018 باندلاع حرب أهلية، وتوقفت باتفاق سلام في 2013 سياسية، تعمقت في الوضع الحالي يحمل مخاوف من عودتها وسط خلافات واسعة بين دوائر الحكم العليا وأصحاب القرار والنفوذ.ويوحي تكرار التعديلات الحكومية التي يجريها الرئيس سلفا كير ميارديت بأن البلاد تعيش «حالة عدم استقرار سياسي عميقة، ناتجة عن طبيعة النظام القائم على توازنات قبلية وحزبية هشة»، بحسب ما يقول محللون. ويقول هـؤلاء إن «تغيير الــوزراء والمسؤولين يُستخدم كأداة لإعادة ضبط موازين القوى بين النخب المتنافسة، واحتواء الولاءات المتقلبة داخل الجيش والحركات المسلحة، وضمان بقاء مركز القرار في يد الرئيس والمحيط الضيق حوله». 2026 أزمة سياسية تتصاعد منذ تأجيل الانتخابات لنهاية القاهرة: محمد محمود عاما من الاستقلال والأزمات في جنوب السودان 14 بعد نحو مـا يـقـارب العقد ونـصـف العقد على استقلالها، لا تـــزال دولـــة جنوب الـــســـودان تـــواجـــه مـــســـارا مـلـيـئـا بــالاضــطــرابــات الـسـيـاسـيـة والــتــحــديــات الاقـتـصـاديـة والصراعات المتكررة. ،2011 ) فالدولة التي انطلقت بآمال واسعة عقب استفتاء يناير (كـانـون الثاني وجـــدت نفسها سريعا أمـــام واقـــع معقد أعـــاق بـنـاء المـؤسـسـات، وأثـقـل كـاهـل المجتمع بتقلبات أمنية وإنسانية مستمرة. 2011 ) يوليو (تموز 9 تم إعلان عن الاستقلال الكامل للدولة الأفريقية عن السودان العاصمة: جوبا الموقع: شرق أفريقيا يحدها من الشمال الـسـودان، ومن الجنوب أوغندا وكينيا ومن الشرق إثيوبيا، ومن الغرب الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى. ، وتغطي الأراضــي ² كـلـم 644329 الجغرافيا: تبلغ مساحة جنوب الـسـودان نحو في المائة، 30 في المائة من مساحة البلاد، والأراضـــي الزراعية نحو 40 الرعوية نحو في المائة من المساحة الكلية للبلاد. 7 والمسطحات المائية ما يقارب مجموعة عرقية أصلية. 60 مليون نسمة. تنقسم البلاد إلى 12.1 : عدد السكان فبراير (شباط) 22 ولايـات بموجب اتفاقية السلام الموقعة في 10 الأقاليم: تضم .2020 ولايــة الاستوائية الوسطى، وغــرب الاستوائية، وشــرق الاستوائية والبحيرات، وواراب وغرب بحر الغزال وشمال بحر الغزال وجونقلي والوحدة وأعالي النيل. كيلومترا مربعاً. 644329 المساحة: تبلغ نحو اللغة الرسمية: الإنجليزية بجانب لهجات محلية. سلطات رئيسية 3 النظام السياسي: نظام جمهوري رئاسي، ودستور انتقالي و فــي المــائــة مــن الإيــــرادات 90 الاقــتــصــاد: يعتمد عـلـى الـنـفـط، الـــذي يمثل أكـثـر مــن الحكومية. 2018 و 2013 أزمــات عديدة: شهدت دولـة جنوب الـسـودان حربا أهلية بين عامي إثر صراع على السلطة والنفط بين الرئيس كير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار. تم .2018 التوصل إلى اتفاق هش بين الطرفين في عـادت الأزمـة السياسية وأعلن مكتب الرئيس كير 2024 ) سبتمبر (أيلول 13 في ، بدعوى 2026 إلى نهاية 2024 ) عن تأجيل الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول إكمال المهام الضرورية بالانتخابات وسط تخوف غربي من انهيار اتفاق السلام. ASHARQ AL-AWSAT «تغيير الوزراء والمسؤولين يُستخدم كأداة لإعادة ضبط موازين القوى وضمان بقاء مركز القرار في يد الضيق» الرئيس ومحيطه القاهرة: «الشرق الأوسط» رئيس جنوب السودان سلفا كير (يمين) ونائبه الأول سابقا رياك مشار (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky