issue17144

كـــــررت إيــــــران، خــــال إحــيــائــهــا «الـــيـــوم الوطني لمقارعة الاستبكار العالمي»، رفضها «رفضا قاطعا أي شكل من أشكال التسوية أو الـخـضـوع لهيمنة الــقــوى الاسـتـكـبـاريـة، وعـلـى رأســهــا الـــولايـــات المـتـحـدة الأميركية والـكـيـان الصهيوني الـفـاشـي (إســرائــيــل)»، بـيـنـمـا اتـــهـــم رئـــيـــس الـــبـــرلمـــان مــحــمــد بـاقـر قـالـيـبـاف الـرئـيـس الأمـيـركـي دونــالــد ترمب بـ«الهيمنة والابتزاز». نوفمبر 4 وتحيي إيـران هذا اليوم في آبان بالتقويم الفارسي 13 ،) (تشرين الثاني مـــن كـــل عــــام، وهـــو ذكــــرى اقــتــحــام الـسـفـارة ، مـــن قِــبـل 1979 الأمــيــركــيــة فـــي طـــهـــران عـــام مؤيدي الثورة بقيادة الخميني. وفي إطار إحياء الذكرى السنوية، عاد الآلاف إلى الموقع في وسط طهران، الثلاثاء، وهـــــم يــهــتــفــون «المـــــــوت لأمـــيـــركـــا» و«المــــــوت لإسرائيل». وقام البعض بشنق دمى تمثل الـرئـيـس الأمـيـركـي دونــالــد تــرمــب، ورئـيـس الــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نـتـنـيـاهـو، وأشــــعــــلــــوا الـــــنـــــار فـــــي الـــعـــلـــمـــن الأمـــيـــركـــي والإسـرائـيـلـي، بحسب وكـالـة «أسوشييتد برس». وطبقا لـوكـالـة «إیـسـنـا»، فــإن مختلف شــرائــح المجتمع الإيـــرانـــي نظمت مسیرات جـمـاهـیـریـة، مـشـيـرة إلـــى أن «هــــذه المــراســم أقــــيــــمــــت أمــــــــام وکـــــــر الــــتــــجــــســــس، الــــســــفــــارة الأمـيـرکـیـة الـسـابـقـة فــي طــهــران، وکــذلــك في المـــحـــافـــظـــات الأخــــــری بــمــشــارکــة المــواطــنــن الإيــــرانــــيــــن». وأفـــــــادت بــــأن هــــذه المــســیــرات تـحـمـل شـــعـــار «مـــتـــحـــدون وصــــامــــدون ضد مـدیـنـة، حیث 900 الـغـطـرسـة» فــي أکـثـر مــن رد الــشــعــب الإيــــرانــــي ردا ســاحــقــا وحـــازمـــا عـلـى أعــــداء إيــــران والإســـــام مـــره أخــــری من خلال استعراض الوحدة المقدسة والتماسك الاجــتــمــاعــي والــــوحــــدة الــوطــنــيــة والـعـظـمـة منقطعة النظیر». ولفتت إلى أنه «تم عرض الصواریخ وأجهزة الطرد المرکزي الإيرانية علی هامش هذه المراسم». البيان الختامي أفـــادت وكـالـة «إيلينا»، بــأن المشاركين فــي المــســيــرات تـلـوا بـيـانـا خـتـامـيـا جـــاء فيه عـــقـــود مــــن عـــمـــر الـــثـــورة 5 أنـــــه «بـــعـــد نـــحـــو الإســامــيــة المــبــاركــة، غــيّــرت الــقــوة المنبثقة من عقيدة مقارعة الاستكبار موازين القوى فـي المنطقة والـعـالـم لمصلحة جبهة الحق، ومنعت الـولايـات المتحدة المجرمة والكيان الـصـهـيـونـي الــفــاشــي مـــن الـــتـــفـــرّد فـــي غــرب آسيا». وأضــــاف الــبــيــان: «الـــيـــوم، وفـــي لحظة المـــواجـــهـــة بـــن الـــحـــق والـــبـــاطـــل، تــقــف غــزة الــصــامــدة - المـــحـــاصَـــرة فـــي بـــراثـــن وحشية الاستكبار الحديث - بسلاح الإيمان والإرادة الإلـــهـــيـــة، مـــوجّـــهـــة ضــربــة قــاصــمــة لا يمكن تــرمــيــمــهــا إلـــــى جـــســـد الـــكـــيـــان الـصـهـيـونـي الـــعـــنـــصـــري والــــاإنــــســــانــــي، فــتــعــطّــل بــذلــك حسابات ومخططات هذا الكيان المصطنع». وتـــابـــع الـــبـــيـــان: «نـــحـــن المـــشـــاركـــن في هــذه الملحمة الوطنية؛ بينما نؤكد دعمنا لكل الـحـركـات الشعبية فـي مختلف أنحاء الـــعـــالـــم ضــــد الـــنـــظـــام الاســــتــــكــــبــــاري، نــؤكــد كــــذلــــك مــــبــــدأ المــــقــــاومــــة الـــفـــاعـــلـــة، ونـــرفـــض رفضا قاطعا أي شكل مـن أشـكـال التسوية أو الـخـضـوع لهيمنة الــقــوى الاسـتـكـبـاريـة، وعـلـى رأســهــا الـــولايـــات المـتـحـدة الأميركية والكيان الصهيوني الفاشي، ونـشـدد على انـــعـــدام الـثـقـة الــتــام بــالــغــرب»، مــؤكــدا «حـق الشعب المشروع في تعزيز قدراته الدفاعية، واســتــمــرار استراتيجية الــــردع الـنـشـط أمـر غير قابل للتفاوض». قاليباف ومن أبرز المتحدثين في هذه المناسبة، رئيس مجلس الـشـورى (الـبـرلمـان) محمد نوفمبر 4 باقر قاليباف الذي رأى أن يوم «لــــيــــس حــــدثــــا تـــاريـــخـــيـــا عـــــابـــــراً، بــــل هـو حقيقة مستمرة». وقـــال: «فـي ذلـك اليوم، اقتحم الـطـاب سـفـارة أميركا فـي طهران لِــيَــفْــضــحــوا مــكــائــد أمــيــركــا ومــؤامــراتــهــا العلنية لقلب نظام الجمهورية الإسلامية، وليكشفوا بالوثائق والأدلة حقيقة دورها بوصفها وكرا للتجسس في قلب طهران». وأكــــــد قـــالـــيـــبـــاف قــــائــــاً: «إنــــنــــا نـقـف ضـد أمـيـركـا؛ لأنـنـا لا نـريـد أن نخضع أو نـكـون تـابـعـن. بـكـل وضــــوح، لــن نُقايض اســتــقــالــنــا بــــأي مـصـلـحـة أو مــكــســب أو تحت أي ظــرف كـــان»، معتبرا أن «طبيعة نظام الهيمنة لم تتغيّر... اليوم، وبنفس الــغــطــرســة والاســـتـــكـــبـــار، يــغــتــالــون وبـكـل وقاحة علماءنا في قلب طهران، بل يعدون ذلــك حقا لهم؛ لأنهم لا يـريـدون لإيـــران أن تكون قوية، وإذا صــارت قوية، فيجب ألا تكون مستقلة». طبيعة ثابتة يوماً 12 وأشار قاليباف إلى حرب الـ الـتـي شنتها إسـرائـيـل على إيــــران، قـائـاً: «علّمتنا هذه الأحداث أن أعداءنا قد غيّروا وجـــوهـــهـــم وأســـالـــيـــبـــهـــم، لـــكـــن طـبـيـعـتـهـم الاســتــكــبــاريــة المـتـغـطـرسـة، ووحـشـيـتـهـم، وإجرامهم، وعداءهم ضد إيران وشعبها، ظـلّــت ثـابـتـة وراســخــة لا تـتـغـيّــر»، معتبرا أن «إجــــراءات إيـــران فـي المـجـالات النووية والـــبـــيـــولـــوجـــيـــة والــــنــــانــــويــــة والـــدفـــاعـــيـــة والـطـبـيـة والـفـضـائـيـة ومختلف المـجـالات الأخـــرى كـانـت دحـضـا لكذبتهم الكبرى»، مـــوضـــحـــا أن «شـــــعـــــار (المـــــــــوت لأمـــيـــركـــا) لا يـــعـــنـــي المـــــــوت لــلــشــعــب الأمــــيــــركــــي، بـل المــوت للهيمنة، والمـــوت لمنطق الاستكبار والقهر». وأوضح قاليباف أن «الهدف النهائي لأمــيــركــا هـــو فـــرض الـهـيـمـنـة والابــــتــــزاز»، قــائــاً: «الــيــوم نــرى كيف يتصرف رئيس أمـيـركـا (تـــرمـــب)، الهيمنة والابـــتـــزاز هما شعاره الدائم في جميع مواقفه. يريدون أن يـأخـذوا استقلالنا مقابل وعــود زائفة بالرفاهية والتقدم، ويـريـدون أن نُقايض كــرامــتــنــا بـــأوهـــام لا حـقـيـقـة لـــهـــا». وقــــال: «نـــحـــن لا نـــدعـــو إلـــــى مـــواجـــهـــة لا نــهــايــة لها، بـل إلــى بناء حـضـارة بديلة، عالم لا يُــحـاصـر فيه أي شعب بسبب استقلاله، ولا يُــهـدد فيه إنـسـان بسبب إيـمـانـه. وقد وصلنا إلى هذا الموضع بفضل صمودنا». 8 أخبار NEWS Issue 17144 - العدد Wednesday - 2025/11/5 الأربعاء قاليباف: بكل وضوح لن نقايض استقلالنا بأي مصلحة أو مكسب ASHARQ AL-AWSAT أحيت ذكرى احتلال السفارة الأميركية في طهران... وقاليباف يتهم ترمب بـ«الهيمنة والابتزاز» إيران تجدد رفضها «التسوية» مع واشنطن وتل أبيب نوفمبر (أ.ف.ب) 4 إيرانيات أمام المقر السابق للسفارة الإيرانية في طهران أمس خلال مراسم إحياء ذكرى طهران: «الشرق الأوسط» معاناة الموظفين الأمميين تتفاقم في سجون الحوثيين يـواجـه عـشـرات مـن موظفي الأمـــم المـتـحـدة اليمنيين مصيرا مـجـهـولا داخـــل سـجـون جماعة الـحـوثـي المصنفة إرهابياً، في ظل استعداد الجماعة لبدء محاكمتهم بتهم تتعلق بما تصفه بـ«أنشطة تجسسية»، وفق مزاعمها. وقال مسؤول يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمم المتحدة «تأخرت كثيرا في اتخاذ موقف يتناسب مع حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق موظفيها ووكالاتها العاملة في مناطق سيطرتها». وأوضــــــح مــعـمـر الإريـــــانـــــي، وزيـــــر الإعــــــام والــثــقــافــة والسياحة اليمني، أن «ما أقدمت عليه ميليشيا الحوثي الإرهابية من إعلان نيتها محاكمة موظفي الأمم المتحدة بـتـهـم الـتـجـسـس، يـمـثـل سـابـقـة خـطـيـرة وانـتـهـاكـا سـافـرا لـــلـــقـــانـــون الــــدولــــي الإنـــســـانـــي ولـــكـــل الأعــــــــراف والمـــواثـــيـــق الدولية». وتؤكد الأمم المتحدة، من جانبها، أن الحوثيين مـــن مــوظــفــيــهــا المـحـلـيـن، 59 يــحــتــجــزون مـــا لا يــقــل عـــن ووصـــفـــت الاعـــتـــقـــالات بـأنـهـا «تـعـسـفـيـة وغــيــر قـانـونـيـة»، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم، وعن العاملين في المنظمات الإنسانية المحلية والدولية الذين تم اعتقالهم في الأشهر الأخيرة. أكتوبر (تشرين 23 وكـانـت الأمــم المتحدة قامت فـي من موظفيها الأجانب في صنعاء بعدما 12 الأول)، بإجلاء احتجزهم الحوثيون إثر اقتحام المجمع الأممي. مـــن جــهــتــه، أقـــــر المـــتـــحـــدث بـــاســـم الــحــوثــيــن وكـبـيـر مفاوضيهم، محمد عبد السلام، بوجود الموظفين الأمميين في الاحتجاز، مجددا مزاعم الجماعة بأنهم «متورطون في أنشطة تجسسية تحت غطاء العمل الإنساني»، وقـال إن لـدى جماعته «أدلــة ووثـائـق» تثبت ذلــك، لكنها «تحرص على إيجاد حلول عادلة بالتنسيق مع الأمم المتحدة». موقف واضح وقال معمر الإرياني إن «الحكومة اليمنية تنتظر من المبعوث الأممي إلـى اليمن، هانس غـرونـدبـرغ، ومكتبه، اتخاذ موقف واضح وحازم إزاء هذا التصعيد، والتحرك العاجل لضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع مـوظـفـي الأمــــم المـتـحـدة والمـنـظـمـات الــدولــيــة المختطفين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات». من جهته، اكتفى مكتب المبعوث الأممي إلـى اليمن بــالإشــارة إلــى تصريحات سابقة للمتحدث بـاسـم الأمـم المتحدة ستيفان دوجاريك، ردا على استفسارات «الشرق الأوســـط» حـول القضية، التي أكـد فيها أن الأمــم المتحدة ستواصل المتابعة «مــع الحوثيين ومــع السلطات بحكم الأمــــر الـــواقـــع فـــي صــنــعــاء، إضـــافـــة إلــــى الـــــدول الأعــضــاء والــــشــــركــــاء، لمـــواصـــلـــة الـــضـــغـــط مــــن أجـــــل إطــــــاق ســــراح زملائنا». الإريــانــي كشف أن الحكومة اليمنية «حـــذّرت مــرارا مــــن اســــتــــهــــداف مــيــلــيــشــيــا الـــحـــوثـــي لــلــعــمــل الإنـــســـانـــي، ومحاولاتها تحويل المنظمات إلى أدوات لابتزاز المجتمع الـدولـي، والـيـوم نـرى هـذه التحذيرات تتحقق أمــام أعين الجميع». ودعــا المـسـؤول اليمني المبعوث الأمـمـي إلـى اليمن، «ألا يكتفي ببيانات القلق، أو يستمر في تجميل الوجه الــقــبــيــح لـلـمـيـلـيـشـيـا وشـــرعـــنـــة مـــمـــارســـاتـــهـــا الإرهـــابـــيـــة الـــتـــي طـــالـــت حـــتـــى مـــوظـــفـــي مــكــتــبــه، بــــل أن يــــمــــارس كـل صلاحياته ومسؤولياته للضغط على الميليشيا، وإعادة الاعتبار للمنظومة الأممية وهيبتها في مناطق سيطرة الحوثيين». الصمت غير مقبول ورغـــــم إقــــــراره بــــأن الأمـــــم المــتــحــدة تـعـمـل فـــي «بـيـئـة شديدة التعقيد»، شدد وزير الإعـام والثقافة والسياحة الــيــمــنــي عــلــى أن «الـــصـــمـــت لـــم يــعــد مـــقـــبـــولاً». وقـــــال إن «حماية موظفي الأمــم المتحدة، لا سيما اليمنيين الذين تُركوا لمصير مجهول في مناطق سيطرة الحوثي، واجب أخلاقي وقانوني، ولا يجوز أن تواصل المنظمة تجاهل معاناتهم تحت رحمة جماعة إرهابية لا تعترف بالقانون الدولي ولا بحرمة العمل الإنساني». تحركات دبلوماسية وأشار الإرياني إلى أن «الحكومة اليمنية تتابع هذا المـلـف بـاهـتـمـام بــالــغ، وتـنـسـق مــع الأمـــم المـتـحـدة والـــدول الشقيقة والصديقة، لضمان الإفراج عن جميع المختطفين من موظفيها». وأوضح أن «هناك مسارات عدة يجري العمل عليها؛ تشمل التحرك عبر مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، ورفـــع دعـــاوى قانونية لــدى الهيئات الـدولـيـة المختصة، باعتبار مـا تـقـوم بـه الميليشيا جريمة احتجاز تعسفي وابتزاز سياسي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب». وأضـاف: «نعمل كذلك على حشد موقف دولي أكثر صـرامـة يـفـرض على الميليشيا كلفة سياسية وقانونية لهذا التصعيد الخطير، ويمنع تكرار مثل هذه الممارسات مستقبلاً»، مبينا أن «التجربة أثبتت أن الصمت يشجع الحوثيين على الـتـمـادي، بينما المـوقـف المـوحـد والـحـازم وحـــــده كــفــيــل بـــوقـــف هــــذه الانـــتـــهـــاكـــات وإجـــبـــارهـــم على الامتثال للقانونين الدولي والإنساني». الرياض: عبد الهادي حبتور وزير الخارجية تحدّث عن «مقاربة شاملة» لإعادة التوازن في «القرن الأفريقي» مصر تُحذر من «محاولات إقليمية» لتهديد البحر الأحمر حــــــــذّرت مـــصـــر مــــن مـــــحـــــاولات «أطـــــــراف إقليمية» تصدير أزماتها الداخلية وتهديد اســــتــــقــــرار الـــبـــحـــر الأحــــــمــــــر، والـــــــــذي يـشـكـل أهمية استراتيجية لاستقرار منطقة القرن الأفريقي، وفق وزيـر الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وذلك بعد أيام من تصريحات لرئيس الــــوزراء الإثـيـوبـي آبــي أحـمـد تمسّك فــيــهــا بـــالـــحـــصـــول عـــلـــى مَـــنـــفـــذ عـــلـــى الـبـحـر الأحمر. وجاء التحذير المصري خلال مقال نشره وزيــــر الــخــارجــيــة بـــدر عـبـد الــعــاطــي بموقع » الجنوب أفريقي، الثلاثاء، بعنوان 24 «نيوز «إعــادة تأكيد الـدور الاستراتيجي لمصر في منطقة القرن الأفريقي وسط الاضطرابات»، تطرّق فيه إلى انتهاج مصر «مقاربة شاملة لإعـــــــادة الـــــتـــــوازن الاســـتـــراتـــيـــجـــي فــــي الـــقـــرن الإفريقي عبر تفعيل أدواتـهـا الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية». وقـبـل أيـــام، شــدد الـرئـيـس المـصـري عبد الـفـتـاح الـسـيـسـي، خـــال اسـتـقـبـالـه الـرئـيـس الإريـــــتـــــري أســــيــــاس أفـــــورقـــــي، فــــي الـــقـــاهـــرة، عــــلــــى «ضــــــــــــــرورة تـــكـــثـــيـــف الــــتــــنــــســــيــــق بــن مـصـر وإريــتــريــا، وكــذلــك مــع الــــدول العربية والأفريقية المُشاطئة، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المهمة». وقــــــــال آبــــــي أحـــــمـــــد، فـــــي كـــلـــمـــة لـــــه أمـــــام البرلمان، الأسبوع الماضي، إن «حصول بلاده على ميناء بحري أصبح (أمرا لا مفر منه)»، وزعـــم أن الأمـــر «مـسـألـة قـانـونـيـة وتاريخية وجغرافية واقتصادية يجب التعامل معها بــــــهــــــدوء»، لـــكـــن دون اســـتـــبـــعـــاد احـــتـــمـــالات المواجهة. ،1993 ومــــنــــذ اســــتــــقــــال إريــــتــــريــــا عــــــام فقدت إثيوبيا مَنفذها البحري الوحيد عبر ميناءي عصب ومصوع، لتتحول إلى دولة حبيسة بلا سواحل. وســـــلَّـــــط مــــقــــال عــــبــــد الــــعــــاطــــي الــــضــــوء على «الأهـمـيـة الاستراتيجية لمنطقة القرن الأفـريـقـي الـتـي تُــعـد امــتــدادا طبيعيا وعمقا استراتيجيا لـأمـن الـقـومـي المــصــري بحكم ارتــبــاطــه بــمــحــورَي الـبـحـر الأحــمــر وحــوض الــنــيــل»، مُـــبـــرزا «ارتـــبـــاط أمـــن مـصـر الـقـومـي بأمن البحر الأحمر وحوض النيل»، ومُحذرا مـــن «مــــحــــاولات بــعــض الأطـــــــراف الإقـلـيـمـيـة تصدير أزماتها الداخلية وتهديد استقرار المنطقة». وتُعد منطقة القرن الأفريقي جزءا ممتدا غـــرب الـبـحـر الأحــمــر وخـلـيـج عــــدن، وتشمل أربـــع دول رئيسة هـي الـصـومـال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، بينما تتسع المنطقة من زوايــــا سـيـاسـيـة واقـتـصـاديـة لتشمل كينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا. وقـــال مـسـاعـد وزيـــر الـخـارجـيـة المـصـري السابق لشؤون السودان وجنوب السودان، الــســفــيــر حـــســـام عـــيـــســـى، إن مــنــطــقــة الـــقـــرن الأفــريــقــي تُــعــد مـــن الـــدوائـــر الـرئـيـسـة لـأمـن الـقـومـي المــصــري، مـا يـبـرز الـتـعـاون مـع دول هذه المنطقة مؤخراً، خاصة أن هناك أخطارا تواجه دولة إريتريا، التي لديها ساحل يمتد كيلومتر على ساحل البحر الأحمر، 1000 لــــ وكذلك التهديدات التي واجهتها الصومال مـــــع وجــــــــود اتـــــفـــــاق بـــــن إثـــيـــوبـــيـــا و(أرض الصومال) الانفصالي غير المعترَف به دولياً. وأضــــــــــــــاف، فــــــي تـــــصـــــريـــــح، لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســــــط»: «الـــقـــوات المــصــريــة فــي الـصـومـال تــــهــــدف لــــعــــدم تــــمــــدد الــــفــــوضــــى فـــــي بـــلـــدان جـــديـــدة بـــالـــقـــرن الأفـــريـــقـــي، وكـــذلـــك الــوضــع بالنسبة لـلـتـعـاون الـتـنـمـوي مــع بــاقــي دول القرن الأفريقي، وتتحرك مصر نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وليس إثارة المشكلات، وكلما كانت هناك تهديدات فإن مصر تتحرك لمنع وقوعها، مـع تأكيد أن مصر قـوة سلام وليس حرب ولا تُعادي أحداً». وعــــــدَّد مـــقـــال وزيـــــر الــخــارجــيــة المــصــري تحركات بلاده لدعم استقرار المنطقة، والتي تـتـضـمـن اســتــجــابــة مــصــر لـطـلـب الــصــومــال المــشــاركــة بـــقـــوات عـسـكـريـة وشُــرطــيــة ضمن ،)AUSSOM( بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة إلـــــى جـــانـــب تـــعـــزيـــز الـــتـــعـــاون مــــع جـيـبـوتـي وإريـــتـــريـــا وكـيـنـيـا والـــصـــومـــال فـــي مـجـالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم. ووقَّعت مصر والصومال، في أغسطس ، بـــروتـــوكـــول تـــعـــاون عــســكــري، 2024 ) (آب واتــفــق الــبَــلــدان حينها عـلـى مـشـاركـة مصر فــي الـبـعـثـة الأفـريـقـيـة لـحـفـظ الـــســـام، خـال ، ودعمت القاهرة 2029 إلـى 2025 الفترة من مــقــديــشــو بـــمُـــعـــدات عــســكــريــة فــــي سـبـتـمـبـر (أيلول) الماضي. الـــبـــاحـــث فــــي الــــشــــأن الأفــــريــــقــــي مـحـمـد فـؤاد رشــوان أكـد أن التحذيرات المصرية من المساس بأمن البحر الأحمر يبرهن على أن ذلــــك أولـــويـــة مــصــريــة لـلـحـفـاظ عــلــى القيمة التجارية للممر المائي، تحديدا في الصومال الـتـي تُــعـد شـريـانـا حـيـويـا لـقـنـاة الـسـويـس، وتحاول القاهرة الحد من التأثيرات السلبية لتأمين الاقتصاد والتجارة العالمية. وأشار، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلـــى أن «الــتــقــارب الـحـالـي مــع إريـتـريـا يأتي ضمن مساعي التعامل مع محاولات التمدد الإثيوبي، الـذي لا يقوم على أسـس يُنظمها الــقــانــون الـــدولـــي، وفـــي الــوقــت نفسه تهدف مـصـر لـتـأكـيـد أن لـديـهـا أدوارا طبيعية في مـنـطـقـة الـــقـــرن الأفــريــقــي تــعــود إلـيـهـا ضمن أدوارهــــا المتنامية حاليا لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط، وهو ما يُشكل ردعا لأي تهديدات إثيوبية». وتــــرفــــض مـــصـــر «الـــســـيـــاســـات الـــهـــدّامـــة فــــي الــــقــــرن الأفــــريــــقــــي»، وفـــــق عـــبـــد الــعــاطــي الـــذي شـــدد عـلـى دعـــم الأمـــن والاســتــقــرار في الصومال، ودور بعثة الاتحاد الأفريقي في مكافحة الإرهـــاب، وذلــك خـال جولة الحوار الاســتــراتــيــجــي الـــتـــي انـــعـــقـــدت، الاثـــنـــن، مع الولايات المتحدة. «المقاربة المصرية في جوهرها ودلالاتها مبنية على إطــار تقديم حالة الأمــن والسلم وحـــمـــايـــة مُـــــقـــــدَّرات ومــكــتــســبــات الـــشـــعـــوب، والــحــفــاظ دائــمــا عـلـى دعـــم الـــدولـــة الوطنية والمـؤسـسـات الوطنية لــلــدول»، وفــق الخبير في الشؤون الأفريقية رامي زهدي. ويــضــيــف، لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»: «مـصـر تــــرفــــض أي خـــطـــط مـــعـــلَـــنـــة أو غـــيـــر مــعــلَــنــة للمساس بأمن وسـامـة أي مـن دول الـقـارة، خـــاصـــة أن دول الـــقـــرن الأفـــريـــقـــي جميعها حليفة لـلـدولـة المـصـريـة، حتى إثيوبيا ذات صلة شعبية قوية وتاريخ مشترك مع مصر، لكنها عمدت، في السنوات الأخيرة، إلى تبنّي سلوك غير منضبط تجاه كل جيرانها». القاهرة: أحمد جمال

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky