6 تحقيق FEATURES Issue 17144 - العدد Wednesday - 2025/11/5 الأربعاء مقابل مَيل «القاعدة» إلى التأقلم مع البيئة المحلية في دول الساحل وكسب ود القبائل، يرفض «داعش» المساومات الشعبية، ويتمسك بالولاء المركزي ASHARQ AL-AWSAT كيف يتمدّد الإرهاب في الساحل الأفريقي بحثا عن الذهب والنفوذ وســــــط تـــنـــافـــس دمـــــــوي عـــلـــى الـــنـــفـــوذ والمـجـنّــديـن والمــــــوارد، بـــات يـاحـظ اعتماد «داعـــــــش» فـــي غــــزواتــــه عــلــى ولايــــــات غـــرب، ووسط أفريقيا، والصحراء الكبرى، بينما «الــقــاعــدة» يـتـحـرك بـمـرونـة عـبـر تحالفات مـحـلـيـة مـــع «نـــصـــرة الإســــــام والمــســلــمــن» و«أنصار الدين». وهنا ينبّه الأستاذ بجامعتي «زايـد» و«القاهرة»، الخبير في الشؤون الأفريقية، حمدي عبد الرحمن حسن، إلــى أن «كثيرا من هذه الجماعات المتعولمة اتخذت طابعا محلياً؛ وأصبح هناك خلط بينهما»، وهو مـــا أشـــــار إلـــيـــه أيـــضـــا ســـكـــان مــحــلــيــون في حديثهم إلى «الشرق الأوسط». فـ«القاعدة» و«داعش» بات لهما وكلاء محليون، ومـع تصاعد «مظالم المواطنين» ضــد الـنـظـم «الـحـاكـمـة الـــجـــديـــدة»، تمكّنت هـــذه التنظيمات مــن التغلغل فــي النسيج الاجتماعي واللعب على وتر الفقر، وهذا ما يفسّر جانبا من تناميها الملحوظ، حسبما يقول فارح والي من الصومال. ويــــــشــــــرح فــــــــــارح إن عــــنــــاصــــر حـــركـــة «الـــــــشـــــــبـــــــاب»، «يــــســــتــــمــــيــــلــــون المـــــواطـــــنـــــن لصالحهم بالمال، ومغازلة الشعور الوطني بــأنــهــم يـــدافـــعـــون عـــن الـــبـــاد فـــي مــواجــهــة الـــحـــكـــومـــة الــــكــــافــــرة»، ويـــضـــيـــف فــــي إفـــــادة مـكـتـوبـة لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»: «يـسـتـغـلـون جهل الناس وحاجتهم للمال وكرههم لمن في الحكم للتعاون معهم ويجنّدونهم؛ ومن يرفض يُخطف ويُقتل». وأوقـــع «الـشـبـاب» فـي الـصـومـال نحو قتيلا في هجومين على فندق «كايرو» 30 فــي بـلـيـدويـن، ومــركــز الـتـجـنـيـد العسكري بـدامـانـيـو فــي مــــارس (آذار) ومــايــو (أيــــار) .2025 غـيـر أن الـخـبـيـر المــصــري حــمــدي عبد الــــرحــــمــــن وضــــــع مـــجـــمـــوعـــة مـــــن الأســــبــــاب الــتــي أدت إلــــى ازديــــــاد نــشــاط الـتـنـظـيـمـات الإرهــابــيــة، مــن بينها أن الــحــدود فــي هـذه »، بمنعى Porous« المـنـطـقـة يُــطــلــق عـلـيـهـا أنـــهـــا «رخــــــوة لا يـمـكـن الــســيــطــرة عـلـيـهـا»، بالإضافة إلى «هشاشة الدولة الموروثة عن الاستعمار». كـــمـــا لـــفـــت عـــبـــد الـــرحـــمـــن إلــــــى مــوجــة الانـــقـــابـــات الـــتـــي شــهــدتــهــا هــــذه المـنـطـقـة، وقـــــــال: «هــــــذه الــتــنــظــيــمــات وجــــــدت فــرصــة للتمدد، خصوصا في ظل غياب التنسيق الإقليمي». وفـــــــي مــــنــــاطــــق عـــــــدة بــــــــدول الـــســـاحـــل تتبنى «الـــقـــاعـــدة»، وفـــق تـقـريـر صــــادر عن «فـريـق الـرصـد الأمــمــي» فـي يوليو (تـمـوز) ، المـظـالـم المحلية و«أقـلـمـة سردياتها 2025 لتملّق المجتمعات المحلية، وسـاعـدت هذه البراغماتية الآيديولوجية في توسيع رقعة الأراضي الخاضعة لها». جــانــب مــن هـــذا الـتـغـلـغـل فــي المجتمع يـــرجـــعـــه أيــــضــــا الــــدكــــتــــور رمــــضــــان قـــرنـــي، الـــخـــبـــيـــر فـــــي الـــــشـــــأن الأفـــــريـــــقـــــي، إلـــــــى أن التنظيمات استغلت دخـــول أطـــراف دولية إلـــى الـسـاحـل، «فـــي تعبئة الـشـعـور المحلي لمواجهتها». بجانب مـا ذكــره الصومالي فــارح عن جذب المواطنين بالمال، تأتي «المظلوميات» بـــاعـــتـــبـــارهـــا مــــن المــــــبــــــررات الــــتــــي رسّـــخـــت لــهــذه الـتـنـظـيـمـات وســـط شــعــوب الـسـاحـل والصحراء في مواجهة «السلطة الجديدة» انـقـابـات 8 الــتــي تــولــت إدارة الــبــاد عـقـب عسكرية متكررة. ويـرصـد حمدي عبد الرحمن كيف أن «كتائب ماسينا»، التابعة لـ«نصرة الإسلام والمسلمين» التي تنشط وسط مالي ومنطقة الـحـدود مـع بوركينا فاسو تستمد قوتها مـن «المـظـالـم التاريخية» لعرقية الفولاني (الـــرعـــاة الــرحــل) الــذيــن يتهمون السلطات المــحــلــيــة ومـيـلـيـشـيـات الــــدوغــــو (المــــزارعــــن المستقرين) بارتكاب انتهاكات بحقهم، من بينها «القتل الجماعي». ووفــــــــــق هــــــــذا المـــــــبـــــــدأ، وسّــــــــــع تــنــظــيــم «الـقـاعـدة» منطقة عملياته بواسطة ذراعـه المـحـلـيـة «نــصــرة الإســـــام والمــســلــمــن»، في مــوازاة نشاط محموم لــ«داعـش» وأنصاره في الصحراء الكبرى. لغة الدم والمصالح مخاطر جمة تنذر بكارثة ليس فقط لــكـــثــرة الــهــجــمــات وارتـــــفـــــاع مـــؤشـــر الــقــتــل، لــكــن لأســـبـــاب تـتـعـلـق بـــ«بــراغــمــاتــيــة» هــذه التنظيمات التي تتحرك على رمـال ساخنة مــشــحــونــة بـــالـــصـــراعـــات، فـــي الــتــعــامــل مع المواطنين، وكسب مجندين جدد في قتالها العنيف. وبـــعـــكـــس المـــتـــوقـــع، تــكــشــف تــصــرفــات «داعــــــــــــش» و«الـــــــقـــــــاعـــــــدة» آيــــديــــولــــوجــــيــــات مـــتـــبـــايـــنـــة، يــــراهــــا الأكــــاديــــمــــي المـــوريـــتـــانـــي والــبــاحــث فـــي شــــؤون الــســاحــل والــصــحــراء والجماعات المسلحة محمدن أيب، «خليطا من السلفية الجهادية العالمية، والاستغلال المحلي للنزاعات العرقية والقبلية، ومصالح اقتصادية قائمة على التهريب والابتزاز». فـفـي مـقـابـل مَــيـل «الــقــاعــدة» وفـروعـهـا إلـــــى الـــتـــأقـــلـــم مــــع الــبــيــئــة المــحــلــيــة فــــي دول الساحل وكسب ود القبائل، يرفض «داعش» المساومات الشعبية، ويتمسك بـ«الخلافة» والـــــــــولاء المـــــركـــــزي، فــــي إطــــــار أكـــثـــر تـــشـــددا ودموية. ومــــــن واقـــــــع مـــعـــايـــشـــتـــه فــــي دول عـــدة بــالــســاحــل، يــــروي المـــواطـــن الـــســـودانـــي عبد الـــغـــنـــي إســـمـــاعـــيـــل مـــشـــاهـــدتـــه لـــتـــحـــركـــات التنظيمات الإرهابية، ويقول: «هم يحاولون فــرض أنفسهم على أي جغرافيا يعيشون عـلـيـهـا، لـتـحـقـيـق أهـــدافـــهـــم بـــالـــوصـــول إلــى السلطة». وإسماعيل - الذي ذهب إلى أوروبا عبر ليبيا - تحدث إلى «الشرق الأوسـط» عن أن هــذه الـجـمـاعـات «تعيش معركة صـــراع من أجل البقاء، بفكر مغلوط، وكل من يقف في طريقها لا تتردد في تفجيره». خريطة التنظيمات والموارد فـــــي هـــــــذا المــــشــــهــــد المـــتـــشـــظـــي أمـــنـــيـــا، يـــرصـــد مــحــمــدن أيــــب خــريــطــة الــجــمــاعــات الإرهــابــيــة فــي الـسـاحـل والــصــحــراء، رابـطـا بين تحركاتها في بعض المناطق وسعيها للاستحواذ على مناجم «الثروة الباطنية». يـحـذر أيــب مـن أن المخاطر الـتـي باتت تشكلها هذه الجماعات اختلفت عمّا كانت عــلــيــه ســـابـــقـــا، فــــي ظــــل تـــصـــاعـــد الاقـــتـــتـــال فـــي المــثــلــث الــــحــــدودي بـــن مـــالـــي والـنـيـجـر وبــــوركــــيــــنــــا فـــــاســـــو، المــــــعــــــروف تـــاريـــخـــيـــا بــــ«لـــيـــبـــتـــاكـــو - غــــورمــــا» وصـــنّـــفـــه «مـــؤشـــر ضـمـن أكـثـر 2024 الإرهــــــاب الــعــالمــي» لــعــام عـــشـــر مـــنـــاطـــق تــــضــــررا مــــن الإرهــــــــاب حـــول العالم. ويــــقــــول أيـــــب لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» إن جــــمــــاعــــة «نـــــصـــــرة الإســــــــــام والمــــســــلــــمــــن»، فـــرع «الـــقـــاعـــدة»، وتـنـظـيـم «داعـــــش» (ولايـــة الــــســــاحــــل) «يـــحـــكـــمـــان قــبــضــتــيــهــمــا عـلـى هـــــذه المـــنـــطـــقـــة الـــــزاخـــــرة بـــــمـــــوردي الـــذهـــب والــــيــــورانــــيــــوم»، وبــــاتــــت «الأذرع المـحـلـيـة للتنظيمات الـقـوة الـضـاربـة فـي عملياتها الـــنـــوعـــيـــة»؛ يـــدلـــل أيـــــب عـــلـــى ذلـــــك بـنـشـاط «داعــــــــــــــــش» فـــــــي نــــيــــجــــيــــريــــا ومــــوزمــــبــــيــــق والكاميرون وتوغو وبنين. أما «القاعدة»، فـ«بالإضافة إلى تغوّله في مالي والنيجر، وبوركينا فاسو، فإنه موجود عبر الحدود الشمالية الغربية المحاذية لبحيرة تشاد؛ بـالـتـداخـل مـع جـمـاعـات أخـــرى مثل (بوكو حرام)». و«نصرة الإسلام والمسلمين» التي أعلن «الـقـاعـدة» عـن تأسيسها فـي مـــارس (آذار) فرق رئيسية، وفق أيب، 4 خليط من 2017 وهـــي: «أنــصــار الــديــن» (بـقـيـادة الـطـوارقـي إياد أغ غالي) و«كتائب المرابطون» (المنشقة عــــن تــنــظــيــم «المــــرابــــطــــون» بـــقـــيـــادة مـخـتـار بلمختار سابقاً)، و«جبهة تحرير ماسينا» (حـــركـــة ذات قـــاعـــدة اجــتــمــاعــيــة فـــي وســط مالي يقودها أمـــادو كـوفـا)، بالإضافة إلى «إمارة الصحراء الكبرى» (التي كانت تابعة لـ«القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي). وبـلـغـت «نـــصـــرة الإســـــام والمـسـلـمـن» درجـــة جـديـدة مـن الــقــدرة العملياتية التي تمكنها من شن هجمات معقدة على ثكنات جيدة التحصين باستخدام طائرات مسيّرة وأجـــهـــزة مـتـفـجـرة يـــدويـــة الــصــنــع وأعـــــداد كبيرة من المقاتلين، حسب التقرير الأممي المقدّم إلى مجلس الأمن في يونيو (حزيران) .2025 وكــــــان الــــخــــاف تـــصـــاعـــد فــــي الأشـــهـــر المـــاضـــيـــة بـــن «داعـــــــش» و«الــــقــــاعــــدة» على مثلث «ليبتاكو - غـورمـا»، وهـو ما أرجعه أيـــب إلـــى أنـــه «غـنـي بـخـام الـــذهـــب، ولكونه منطقة غابات؛ «لا يمكن الوصول إليها؛ لا من قوات برية أو عمليات إنزال جوية». ووسّــعــت جـمـاعـات تابعة لـــ«داعــش»، مـــثـــل ذراعـــــهـــــا فــــي «ولايـــــــة غـــــرب أفــريــقــيــا» وفــي «ولايـــة الـصـحـراء الـكـبـرى»، مـن نطاق انـتـشـارهـا و«إنـتـاجـهـا الــدعــائــي»، لتجنيد المـــقـــاتـــلـــن وجــــمــــع الــــتــــبــــرعــــات، مــــع وجــــود مــــــؤشــــــرات عــــلــــى تــــدفــــق مـــقـــاتـــلـــن أجــــانــــب .2024 معظمهم من غرب أفريقيا خلال عام ويـــضـــم «داعــــــــش» فــــي غـــــرب أفــريــقــيــا، ألف 12 آلاف و 8 حسب الأمــم المـتـحـدة، بـن مقاتل. وقــال خـبـراؤهـا إن «نـصـرة الإســام والمسلمين» وسَّعت أيضا نطاق عملياتها، وتـعـمـل «بــحــرّيــة نـسـبـيـة» فــي شــمــال مالي ومعظم أراضـــي بوركينا فـاسـو. كما شهد نشاط «داعش» في منطقة الصحراء الكبرى «انتعاشاً»، «خصوصا على طـول الحدود بـــــن الـــنـــيـــجـــر ونـــيـــجـــيـــريـــا، حـــيـــث يـسـعـى التنظيم لترسيخ وجوده». سرقة الماشية ســـــبـــــل عـــــــــدة تـــتـــبـــعـــهـــا الـــتـــنـــظـــيـــمـــات الـــجـــهـــاديـــة فــــي الــــســــاحــــل تــــبــــرّرهــــا ديــنــيــا للتزوّد بالسلاح والمـال، من بينها «السرقة والـــــســـــطـــــو»، وهــــــو مـــــا يـــصـــفـــه الأكــــاديــــمــــي الموريتاني أيـب بـ«براغماتية تحل وتحرّم وفقا لمصالحها». وتــــحــــدث الـــتـــقـــريـــر المــــقــــدّم مــــن «فـــريـــق الرصد الأممي» إلى مجلس الأمن عن ازدياد لجوء «داعـش» إلى عمليات الخطف بشكل مباشر أو بواسطة شبكات إجرامية، بهدف الحصول على «فديات»، وقال إن هذه إحدى وسائله من أجل التجنيد والتسلّح؛ ما «قد يزيد مـن عملياته لكسر عزلته فـي منطقة الحدود الثلاثية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر». وتحدث عمر المهدي بشارة، وهو أحد المتمردين التشاديين القدامى ورئيس ) إلى MSNT( » «جبهة الـخـاص الـتـشـاديـة «الــــشــــرق الأوســـــــــط» عـــن «تـــعـــدد عـمـلـيـات خطف السكان المحليين من قبل التنظيمات المسلحة بشكل واسع». وأبلغت دول أعضاء في مجلس الأمن لـجـنـة إعـــــداد الـتـقـريـر بـــأن «ســـرقـــة المـاشـيـة فـي (حـــوض بحيرة تـشـاد) وسيلة شائعة لتوليد الإيــــرادات بعد بيعها فـي الأســـواق المحلية». كما أفاد التقرير بأن «بوكو حرام» 120 أبقار لكل 5 إلى 4 تجمع الزكاة بمقدار بقرة. وبـالـنـظـر إلـــى مــــورد الأسـلـحـة يعتمد «الــــــقــــــاعــــــدة» و«داعـــــــــــــش» عــــلــــى «الـــنـــوعـــيـــة الصغيرة، والخفيفة المهربة أو المسروقة». ولاحظت الدول الأعضاء أن عملية نقل هذه النوعية مـن الأسلحة «تتم بالتنسيق بين الشبكات الإجرامية المنظمة». وحـذّر التقرير من أن كلتا الجماعتين «تـــســـعـــى عــمــلــيــا إلـــــى تـــعـــزيـــز خــبــرتــهــا فـي مجال الطائرات المسيّرة، من خـال تجنيد اختصاصيين». «جهاد البحار» في إطار حشد متزايد للعدة والعتاد، يـتـحـدث الأكــاديــمــي حــمــدي عـبـد الـرحـمـن حـــســـن، عـــن «تـــطـــور خـــطـــيـــر»، يـتـمـثـل في أن هـــذه الـجـمـاعـات «تتهيأ لـانـطـاق من الساحل غربا باتجاه المحيط، في محاولة للسيطرة على الـبـحـار؛ لإحـيـاء مـا يُعرف لـــديـــهـــم بـــــ(جــــهــــاد الــــبــــحــــار)، لاســـتـــهـــداف خطوط الغاز. كــمــا يــنــبّــه إلــــى أن «داعـــــــش» بــعــد أن أعـــلـــن ولايـــــة مــوزمــبــيــق (وســـــط أفــريــقــيــا) يتجه لتوسيع نطاق حكمه بإنشاء ولاية بورنو النيجيرية (غرب أفريقيا). وتشكّل هـــذه البقعة الـجـغـرافـيـة مــن المـحـيـط غربا إلـــــى الـــبـــحـــر الأحــــمــــر شـــرقـــا شـــريـــطـــا شـبـه صـــحـــراوي يـفـصـل الــصـحــراء الـــكـــبـــرى شـــمـــالا عـــن المــنــاطــق الاســـتـــوائـــيـــة جـــنـــوبـــا، ويـبـلـغ كيلومتر. 5400 طوله نحو فـي مدينة سبها الليبية، المعروفة بــ«عـروس الـجـنـوب»، تم تفكيك ثلاث شبكات إرهابية في أغسطس (آب) الماضي. قبل ،2025 ) هـذه الواقعة بخمسة أشـهـر، تحديدا فـي مــارس (آذار كـانـت الـسـلـطـات الأمـنـيـة فــي غـــرب ليبيا قــد أعـلـنـت عــن ضبط «تنظيم إرهابي» آخر، وبثّت «اعترافات» لبعض أعضائه، قالوا إنهم يتبعون حركة جهادية تُسمى «نصر». هـنـاك، وعـلـى طــول الـشـريـط الممتد لـــدول جـنـوب الصحراء الكبرى، وعبر بلدان تتراوح بينها المسافات لتصل أحيانا إلى كلم، تتصاعد ضربات التنظيمات الإرهابية في عمليات 2300 متسارعة. واستنادا إلى الجغرافيا والمناخ، فإن مناطق الساحل الأفـريـقـي تضم شـمـال السنغال، وجـنـوب موريتانيا، ومـالـي، وجنوب الجزائر، والنيجر، وتشاد، وجنوب السودان، وإريتريا، فـيـمـا تـمـيـل الأمــــم المــتــحــدة إلـــى اعــتــمــاد تـعـريـف أوســــع يشمل موريتانيا والسنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والكاميرون وتـشـاد. ولكن كلمة «الساحل» الإفريقي لا تعني «ساحل البحر»، بل «الحافة»، أي الشريط الجغرافي الممتد جنوب الصحراء الكبرى من المحيط الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقاً. وبقدر ما تمددت التنظيمات الإرهابية في تلك المساحات، بقدر ما تورّطت في إراقة الدماء. يرصد هذا التحقيق خريطة التنظيمات الإرهابية في الساحل الإفــريــقــي، كـمـا يــرافــق الـتـطـور الـنـوعـي فــي اسـتـخـدام التقنيات الحديثة وزحف تلك المجموعات خارج حواضنها الريفية المهمشة نحو المـدن، معتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومتجاوزة قدرات بعض خصومها النظاميين المتمسكين والأسلحة التقليدية. «إمارة بالدم» على رمال متحركة القاهرة: جمال جوهر قادة تنظيمات متطرفة محلية في بعض بلدان الساحل الأفريقي (الشرق الأوسط) يشكل الساحل الأفريقي أرضا خصبة لانتشار الحركات المتطرّفة والعصابات المسلّحة العابرة للحدود (الشرق الأوسط)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky