issue17144

تواصلت ردود الأفـعـال الإقليمية والـــدولـــيـــة، بــشــأن مــقـتـرح قــــرار تـعـتـزم واشـنـطـن تقديمه لمجلس الأمـــن بشأن إنــشــاء قـــوة دولــيــة فــي قــطــاع غـــزة لمـدة عـــامـــن عــلــى الأقــــــل. وفــــي حـــن أعــربــت أطـــــراف عـــن تـحـفـظـات وخـــافـــات حـول طبيعة التشكيل والمـهـام المنوطة بتلك الـقـوة، عـبَّــرت مـصـادر عـن مـخـاوف من أن تـــــؤدي تــلــك الــتــبــايــنــات إلــــى فــقــدان التفويض الأممي للقوة. وأرسلت الولايات المتحدة، الاثنين، مــــشــــروع قـــــــرار إلــــــى عــــــدد مــــن أعـــضـــاء مجلس الأمــــن، لإنــشــاء قـــوة دولــيــة في غـزة لمـدة عامين على الأقــل، وفقا لموقع «أكسيوس» الإخباري. ومشروع القرار، الذي وصف بأنه «حــســاس ولـكـنـه غـيـر ســــري»، سيمنح الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة والــــــــدول المـــشـــاركـــة الأخـــــرى، تـفـويـضـا واســـعـــا لإدارة غـزة ،2027 وتـوفـيـر الأمـــن حتى نهاية عــام مع إمكانية التمديد بعد ذلك. وســيــكــون مـــشـــروع الـــقـــرار أسـاسـا للمفاوضات التي ستُعقد خـال الأيـام المـــقـــبـــلـــة بـــــن أعـــــضـــــاء مـــجـــلـــس الأمـــــن الـــدولـــي، بـهـدف نـشـر أولـــى الــقــوات في غــــزة بــحــلــول يــنــايــر (كـــانـــون الــثــانــي)، وفقا لما صرّح به مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس». وأكـــد المــســؤول الأمـيـركـي أن القوة الأمنية الدولية ستكون «قوة تنفيذية وليست قوة لحفظ السلام». ويتضمن أن القوة الأمنية الدولية ستكون «قوة تنفيذية وليست قــوة لحفظ الـسـام»، وأنـــهـــا سـتـسـهـم فـــي «اســـتـــقـــرار البيئة الأمنية في غزة من خلال ضمان عملية نزع السلاح من قطاع غزة، بما في ذلك تدمير ومنع إعادة بناء البنى التحتية الــعــســكــريــة والإرهـــابـــيـــة والــهــجــومــيــة، بـالإضـافـة إلــى نــزع أسلحة الجماعات المسلحة غير الحكومية بشكل دائم». وكــــــــــــان الــــــوســــــيــــــط الأمـــــــيـــــــركـــــــي – الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــي بـــــشـــــارة بـــحـــبـــح، كـشـف لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، قـبـل يـــومـــن، عن وجود أربعة خلافات تتعلق بالتشكيل والمـــهـــام، وتــدفــع نـحـو إمـكـانـيـة وجــود صعوبة بالمجلس، لا سيما بين الـدول الـخـمـس الـــدائـــمـــة، بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا والــولايــات المـتـحـدة وروســيــا والـصـن، لتأييد مشروع قرار بشأن القوات. ورجـــــــح مــــصــــدر مـــطـــلـــع مـــــن دولـــــة وسيطة في حديث لـ«الشرق الأوسـط» إمـكـانـيـة تشكيل تـلـك الـــقـــوات الـدولـيـة بقرار من واشنطن دون صدور قرار من مجلس الأمن حال استمرت الخلافات، وهـي الصيغة التي تفضلها إسرائيل ولا تلقى قـبـولا مـن دول الـوسـاطـة ولا الضامنين. ووفــقــا لـلـمـشـروع، ستكلف الـقـوة الأمـــنـــيـــة الـــدولـــيـــة بــتــأمــن حـــــدود غــزة مع إسرائيل ومصر، وحماية المدنيين والمـــــمـــــرات الإنـــســـانـــيـــة، وتـــــدريـــــب قـــوة شــرطــة فلسطينية جـــديـــدة، تُــشـاركـهـا فـــي مـهـمـتـهـا، وتـــوفـــيـــر الأمـــــن فـــي غــزة خلال فترة انتقالية ستنسحب خلالها إسـرائـيـل تدريجيا مـن أجـــزاء إضافية مــن غــــزة، وعــلــى الـسـلـطـة الفلسطينية إجـراء إصلاحات تُمكّنها من السيطرة على غزة على المدى الطويل». وستضم القوة قوات من عدة دول مـشـاركـة، وسيتم تشكيلها بالتشاور مـــع «مــجــلــس الــــســــام» فـــي غـــــزة، الـــذي أعلن الرئيس الأمـيـركـي دونـالـد ترمب أنه سيرأسه. ونـــــقـــــلـــــت صــــحــــيــــفــــة «واشـــــنـــــطـــــن بـــــوســـــت»، عـــــن مــــصــــدر لـــــم تـــســـمـــه، أن «الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة أرادت الـــتـــحـــرك بـــســـرعـــة وتـــشـــكـــيـــل الــــقــــوة قـــبـــل نــهــايــة الـعـام»، مـؤكـدا أن إدارة الرئيس ترمب تــــعــــد قـــــــوات الأمـــــــن الــــداخــــلــــي «خـــطـــوة حــاســمــة فـــي ضـــمـــان الاســـتـــقـــرار» بعد حرب السنتين في غزة. وأفـــاد دبلوماسيون بــأن الصيغة المــقــتــرحــة لا تـــــزال تــحــتــاج إلــــى بعض الـتـوضـيـحـات، ولا سيما فيما يتعلق بـقـواعـد الاشـتـبـاك لـقـوة الاســتــقــرار، أو المــنــاطــق المـــحـــددة الــتــي سـيـتـم نشرها فـيـهـا، عـلـمـا أن الــنــص يُــشـيـر إلـــى دور لــــقــــوات الأمـــــــن الإســـرائـــيـــلـــيـــة فــــي نـــزع الــــســــاح مــــن غــــــزة، مــــن دون أن يــحــدد جدولا زمنياً، أو معايير محددة لذلك. وعــــلــــى أمــــــل حــــصــــول الـــتـــصـــويـــت خلال الأسبوع المقبل في مجلس الأمن، وزعـــت البعثة الأمـيـركـيـة الـدائـمـة لـدى الأمــــــم المـــتـــحـــدة نــــص المــــشــــروع «تــحــت قـيـادة مـوحـدة وبـالـتـشـاور والتنسيق مـع مصر وإســرائــيــل»، إلــى جـانـب قوة شــرطــة فلسطينية جـــديـــدة. وستعمل القوة على حماية سكان غـزة وضمان أمن العمليات الإنسانية هناك. ولا يـــشـــيـــر الــــــقــــــرار إلـــــــى الـــفـــصـــل السابع من ميثاق الأمـم المتحدة، الذي يخوّل أي قوات أممية القيام بإجراءات قـــهـــريـــة، يــمــكــن أن تـتـضـمـن اســتــخــدام الــقــوة الـعـسـكـريـة، لتطبيق مـنـدرجـات قرارات مجلس الأمن، ما يعني أن القوة ستتشكل بـمـوجـب الـفـصـل الـــســـادس، على غرار العديد من البعثات الأممية، ومنها على سبيل المثال القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل». وقال مصدر دبلوماسي غربي في مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نواصل التزامنا ببذل كل ما في وسعنا لـــضـــمـــان تــنــفــيــذ المـــرحـــلـــة الـــثـــانـــيـــة مـن خطة الرئيس ترمب بوتيرة سريعة»، مضيفاً: «نـواصـل العمل مـع مجموعة مـــن الـــشـــركـــاء، بــمــا فـــي ذلــــك الـــولايـــات المـتـحـدة والأوروبــــيــــون ودول المنطقة، لـتـحـقـيـق ذلـــــك». وأكّـــــد أن «المــــشــــاورات لا تــــزال جـــاريـــة حــــول هــــذا المـــوضـــوع»، رافضا تقديم أي تعليقات مُفصلة حول المحادثات الجارية، لأنها غير نهائية. وظهرت - بشكل منفصل - تحفظات فــلــســطــيــنــيــة وإســــرائــــيــــلــــيــــة عـــلـــى بـعـض البنود، التي رأى كل طرف أنها تتعارض مع مصالحه. وقـــالـــت مـــصـــادر فلسطينية مطلعة لـ«لشرق الأوسط» إن السلطة الفلسطينية ستناقش مشروع القرار الأميركي المتعلق بـإنـشـاء الـقـوة الـدولـيـة فـي قـطـاع غــزة مع المجموعة العربية، بهدف المطالبة بإدخال تعديلات على نص القرار. وأضــــــــافــــــــت المـــــــــصـــــــــادر: «نـــــرحـــــب بتشكيل القوة عبر مجلس الأمن، لكننا نريد أن يتم ذلك بموجب الفصل السابع أو الـسـادس، ولدينا تحفظات متعلقة بطبيعة عـمـل الــقــوة ومــــدة التفويض ودور السلطة. نريد دورا أوضح يسمح بتمكين الدولة الفلسطينية... كل ذلك وملاحظات أخرى ستتم مناقشتها مع الفريق العربي». كما نقلت وسائل إعلام عبرية، عن مصادر إسرائيلية، لم تسمها أنه «على الـرغـم مـن أن مقترح الـقـرار يميل نحو مطالبها، لكن أيضا توجد تحفظات». ولــــم تــكــن تـــريـــد إســـرائـــيـــل أن يتم تشكيل القوة من خـال مجلس الأمـن، لكن استبعاد تشكيلها بموجب الفصل السابع سيكون مُرضياً. ويتعلق الفصل السابع من ميثاق الأمــــم المــتــحــدة بـمـا يُــتـخـذ مــن الأعــمــال فــي حـــالات تـهـديـد الـسـلـم والإخــــال به ووقــوع الـعـدوان، وتجيز بعض مـواده لمـــجـــلـــس الأمــــــــن، فــــي بـــعـــض الــــحــــالات، أن «يـتـخـذ عـــن طــريــق الـــقـــوات الـجـويـة والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه». المصادر الإسرائيلية أعربت كذلك عن قبول النص على تعامل القوة أيضا مـــع نـــزع الــســاح مـــن قــطــاع غــــزة، وهـو الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة، ويتوقع أن يثير رفضا فلسطينيا واسعاً. وتـرفـض إسـرائـيـل وجـــود السلطة الــفــلــســطــيــنــيــة، ووجـــــــود قــــــوات تـركـيـة محتملة، لكنها قـد تـوافـق على وجـود قوة شرطة فلسطينية. وقـــــــــالـــــــــت المـــــــــــصـــــــــــادر لـــصـــحـــيـــفـــة «يــديــعــوت أحــــرونــــوت» إن إنـــشـــاء قـوة شـرطـة فلسطينية تعارضه إسرائيل، لــكــنــهــا تــفــهــم أنـــــه مــطــلــب عــــربــــي، وقـــد تتقبله. ويـــــــبـــــــدو أن إســــــرائــــــيــــــل ســـتـــقـــدم ملاحظاتها للولايات المتحدة مباشرة، وقـــال مــســؤولــون: «هـــذه مــســودة، ومـن المـــتـــوقـــع تــلــقــي تــعــلــيــقــات مــــن أوروبــــــا والدول العربية». وســــتــــعــــيــــد إســــــرائــــــيــــــل الــــتــــأكــــيــــد لـــواشـــنـــطـــن عـــلـــى أنـــهـــا تـــرفـــض وجــــود قوات تركية. وقـــــــالـــــــت مـــــــصـــــــادر دبــــلــــومــــاســــيــــة لــــ«يـــديـــعـــوت أحــــــرونــــــوت»: «لـــيـــس مـن المفترض أن يكون الأتراك جزءا من قوة حفظ السلام نفسها وأن يرسلوا جنودا إلى غزة، لكن إسرائيل على الأرجح لن تتمكن من الاعـتـراض على مشاركتهم فــي إعــــادة إعــمــار قــطــاع غـــزة مــن حيث الاستثمارات وتدفق الأموال». وتــذهــب تـقـديـرات إسـرائـيـلـيـة إلـى أن إندونيسيا، وباكستان، وأذربيجان ستشارك في هذه القوة. والأسبوع الماضي، تم إبلاغ أعضاء لجنة الــشــؤون الخارجية والــدفــاع في الكنيست خلال إحاطة مغلقة بأن قوة الاستقرار الدولية ستتألف من جنود من إندونيسيا وأذربيجان وباكستان، وآخرين لم يتم تحديدهم. 3 فلسطين NEWS Issue 17144 - العدد Wednesday - 2025/11/5 الأربعاء دبلوماسي غربي: نواصل التزامنا لضمان تنفيذ خطة ترمب... والمشاورات لا تزال جارية ASHARQ AL-AWSAT : الأثر سيظهر في المرحلة الثانية من خطة ترمب محللون لـ الانقسامات الداخلية... كيف تؤثر على مسار اتفاق غزة وحلم الدولة الفلسطينية؟ يــطــل شــبــح الانــقــســامــات الــداخــلــيــة، عـــــــلـــــــى الـــــــســـــــاحـــــــتـــــــن الــــفــــلــــســــطــــيــــنــــيــــة والإسرائيلية، تاركا علامات استفهام بلا جـواب أمـام مسار التهدئة ومـدى واقعية تحقيق حلم «حل الدولتين». فعلى الـجـانـب الفلسطيني، لا يـزال الانـقـسـام حـاضـرا حتى بعد حــرب قتلت ألف فلسطيني في غزة، وحوّلت 70 نحو مـعـظـم الــقــطــاع إلـــى ركـــــام، وخــلَّــفــت آلامـــا ومآسي لا تنتهي. ومُـــــــذ بـــــــدأت الــــحــــرب قـــبـــل أكــــثــــر مـن عـــامـــن، لـــم تُـــفـــض الـــلـــقـــاءات الـقـلـيـلـة بين الـسـلـطـة الفلسطينية وحــركــة «حـمـاس» إلــــى اتـــفـــاق يُـــفـــتـــرض أن الــــظــــروف كـانـت ستفرضه؛ إذ لـم يعد الأمـــر متعلقا بمن يدير قطاع غزة، بل بات مسألة وجودية تـــهـــدد الــســلــطــة والـــحـــركـــة مـــعـــا، أو تـقـود الجميع إلى دولة فلسطينية. وكـــــــــشـــــــــف خـــــــــــــاف بــــــــــن الـــــســـــلـــــطـــــة و«حــمــاس» على رئـاسـة اللجنة الإداريـــة التي يُفترض أن تدير قطاع غزة عن فجوة كبيرة لا تزال قائمة حول كل شيء. فــفــي حـــن أصـــــرت الــســلــطــة وحــركــة «فـــتـــح» عــلــى تـعـيـن وزيـــــر مـــن الـحـكـومـة الــفــلــســطــيــنــيــة رئـــيـــســـا لــلــجــنــة الإداريــــــــة فـــــي قــــطــــاع غـــــــزة، بـــاعـــتـــبـــار أن الــســلــطــة الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة هــــــي صــــاحــــبــــة الـــــولايـــــة الــســيــاســيــة والـــقـــانـــونـــيـــة عـــلـــى الـــقـــطـــاع، تجاهل بيان لحركة «حـمـاس» وفصائل أخــــــرى دور الــســلــطــة فــــي هـــــذه المـــســـألـــة، واكــتــفــى بــقــول إن الـفـصـائـل اتـفـقـت على تـــســـلـــيـــم إدارة غــــــزة لـــلـــجـــنـــة مـــؤقـــتـــة مـن التكنوقراط من أبناء القطاع. وأعــــــــاد هـــــذا الــــخــــاف إلـــــى الأذهـــــــان مـــرحـــلـــة مــــا قـــبـــل الـــــحـــــرب، عـــنـــدمـــا فـشـل الـطـرفـان فـي إخـــراج جملة مـن الاتـفـاقـات إلــــى حــيــز الـتـنـفـيـذ بــســبــب عــــدم الاتـــفـــاق على الحكومة التي يجب أن تقود الضفة وغـــزة؛ طبيعتها وشكلها ومرجعيتها، ولا عـلـى الانـــضـــواء تـحـت مـظـلـة منظمة التحرير الفلسطينية، أو مسألة تسليم السلاح. «ألغام» تحت السطح يـــقـــول المــحــلــل الــســيـــاســـي مـصـطـفـى إبـــراهـــيـــم إن الـــخـــافـــات الــقــائــمــة «لـيـسـت مـتـعـلـقـة بـالـلـجـنـة الإداريــــــــة؛ رئـيـسـهـا أو استقلاليتها أو مرجعيتها، بل هي جزء من خلافات أوسع». ويضيف قـائـا لــ«الـشـرق الأوســـط»: «لا يـوجـد تـوافـق وطـنـي. لا يـوجـد اتفاق على شيء، والخلافات متفاقمة». ويــــواصــــل: «الــــخــــاف حــــول الــحــكــم، وحول المنظمة، وحول السلاح، وحول كل شيء، قائم؛ والأمور معلَّقة. أشك أن يكون هناك تقدم على صعيد اتفاق بين (فتح) و(حماس)». وتـــريـــد الـسـلـطـة الـفـلـسـطـيـنـيـة حكم قـطـاع غـــزة وفـــق «سـلـطـة واحــــدة وقـانـون واحـد وسـاح واحــد»، وهـي مسألة تبدو بالغة التعقيد، إذ أقامت «حماس» فعلا سلطة كاملة منفصلة فـي غــزة، وأنشأت أجــــهــــزة أمـــنـــيـــة، وأســــســــت جــيــشــا تــابــعــا لـ«كتائب القسام»، ذراعـهـا المسلحة، ولا تزال فعليا تجند الشبان هناك. كما أن مسألة تسليم الـسـاح تمثل لغما ثانياً. ففي حين تطلب السلطة من الحركة تسليمها السلاح، تقول «حماس» إن ذلك لن يكون ممكنا إلا في حالة إقامة دولة فلسطينية. لـكـن إقــامــة الـــدولـــة بـحـاجـة أولا إلـى الاتفاق حول قطاع غزة. «حلم الدولة» تــتــعــامــل خـــطـــة الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي دونالد ترمب، لإنهاء الحرب في غزة مع «حــكــم الــقــطــاع» ولــيــس «إقـــامـــة الـــدولـــة»، لكنها تفتح الـبـاب بعد إصـــاح السلطة وإعـــــــــادة تــنــمــيــة غـــــزة لمـــســـار نـــحـــو «حـــق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم». فـــهـــل تــعــطــل الــــخــــافــــات مـــســـار تـلـك الدولة؟ قــــــدَّر إبــــراهــــيــــم ذلــــــك، وقــــــال إن هـــذه الــــخــــافــــات -وإن لــــم تــــوثــــر حـــالـــيـــا عـلـى الــهــدنــة- فـــإن أثــرهــا سيظهر فــي المرحلة الـــثـــانـــيـــة. وأوضـــــــح قــــائــــاً: «فـــــي المــرحــلــة الــثــانــيــة، عـنـدمـا يـجـب تـسـلـيـم (حــمــاس) الــحــكــم والــــســــاح، ســتــكــون هـــنـــاك أزمــــة. (حماس) تفاوض إسرائيل حتى الآن عبر الوسطاء، لكن في مرحلة ما يجب عليها أن تُفاوض السلطة. أعتقد ستكون هناك أزمة». وإضــــــــافــــــــة إلــــــــى مــــســــألــــتــــي الـــحـــكـــم والـــــــســـــــاح، يــــشــــكّــــل الانـــــضـــــمـــــام لمــنــظــمــة التحرير لغما آخر متفجراً. فـــمـــنـــذ مــــــا قــــبــــل الـــــــحـــــــرب، يـــشـــتـــرط الرئيس الفلسطيني محمود عباس على «حـــمـــاس» الاعـــتـــراف بـالـشـرعـيـة الـدولـيـة مـــن أجــــل الالـــتـــحـــاق بـمـنـظـمـة الــتــحــريــر، وهــو شــرط رفـضـه يحيى الـسـنـوار، قائد «حماس» الذي قتلته إسرائيل في الحرب. وهـــــــذا الـــــشـــــرط لا يـــــــزال قــــائــــمــــا، بـل سيكون ملزما لأي مرشح ينوي المنافسة في الانتخابات الفلسطينية العامة. وقــــال مــصــدر فلسطيني مــطَّــلــع، إن الـسـلـطـة بـصـدد إصــــدار إعـــان دسـتـوري يــمــنــع الـــتـــرشـــح فــــي الانـــتـــخـــابـــات لمــــن لـم يـــعـــتـــرف بــــالــــتــــزامــــات مــنــظــمــة الــتــحــريــر والشرعية الدولية. ويُـــــفـــــتـــــرض أن تــــجــــري انـــتـــخـــابـــات مـجـلـس وطـــنـــي جـــديـــد لمـنـظـمـة الـتـحـريـر الفلسطينية قبل نهاية الـعـام، ويُشترط على المـرشـح أن يلتزم ببرنامج المنظمة ويعمل وفقا لتعهداتها وقرارات الشرعية الدولية. فــــــهــــــل يُـــــــجـــــــبِـــــــر «حــــــــلــــــــم الـــــــــدولـــــــــة» الفلسطينيين عـلـى الالــتــقــاء فــي مناطق وسـطـيـة، أم ستُلقي خـافـاتـهـم بظلالها على مسار هذا الحلم؟ «الحبل الخفي» في الجانب الإسرائيلي وفـي إسرائيل، يدير رئيس الــوزراء بنيامين نتنياهو الحكم كمن يمشي على حبل مشدود؛ فهو يبدو للرائي محافظا على توازنه، لا يسقط على الحلبة؛ لكنه فـــي الــــواقــــع مــمــســوك بــحــبــل آخــــر خـفـي، يحميه مــن الـسـقـوط ويتحكم بحركاته ويضع حدودا لشطحاته. الحبل الـذي يسير عليه هو الحلبة السياسية الإسرائيلية. أما حبل النجاة غير المرئي فيمسك به الرئيس الأميركي. ومـع كثرة المَــيَــان والـتـأرجـح، يـزداد تــــدخــــل تــــرمــــب، حـــتـــى إنـــــه أوصـــــــى عـلـنـا نـتـنـيـاهـو وزعـــيـــم المـــعـــارضـــة الـبـرلمـانـيـة يـــائـــيـــر لابـــــيـــــد، بــــالاتــــفــــاق عـــلـــى تــركــيــب حكومة مشتركة. لــــيــــس هـــــــذا وحـــــســـــب، بـــــل إنـــــــه دعــــا الـرئـيـس الإسـرائـيـلـي إســحــاق هرتسوغ إلــــــى أن يُـــــصـــــدر عــــفــــوا يُـــلـــغـــي مــحــاكــمــة نتنياهو بتهم الفساد. وعاد ترمب ليكرر نفس الفكرة، الأحد الماضي، خلال مقابلة دقـــيـــقـــة» على 60« مـــطـــوَّلـــة مـــع بـــرنـــامـــج شبكة «سي بي إس»، معبّرا عن اعتقاده أنــــه لــيــس مـــن الـــعـــدل إخـــضـــاع نتنياهو للمحاكمة بتُهم فساد. وفي الوضع القائم، توجد لنتنياهو نائباً 68 حكومة تستند إلى ائتلاف يضم . وهــــذا نـظـريـا ائـتـاف 120 مـــن مـجـمـوع ثابت. لكن نظرة عميقة إلى دواخله تُبين أن هناك تناقضات جسيمة تهز أركانه. فــــأحــــزاب الـــيـــمـــن المـــتـــطـــرف بــقــيــادة وزيــــــر المـــالـــيـــة بـتـسـلـئـيـل ســمــوتــريــتــش، والأمــن القومي إيتمار بن غفير، تساند نـــتـــنـــيـــاهـــو بــــغــــرض تـــحـــقـــيـــق أجـــنـــدتـــهـــا الــســيــاســيــة. وهــــي تـــريـــد الاســـتـــمـــرار في الحرب ولا تتخلى عن هدف ترحيل أهل غزة وإعادة الاستيطان إلى القطاع وضم الـضـفـة الـغـربـيـة وإجــهــاض فـكـرة الـدولـة الفلسطينية. أمــا الضلع الثالث فـي مثلث الحكم في إسرائيل فيتمثل في الأحزاب الدينية (الحريديم)، التي تريد إعفاء شبابها من الخدمة العسكرية وتوفير أموال حكومية لمـدارسـهـا ومـؤسـسـاتـهـا. هــذه الخلافات مــن جـهـة، والأداء الـسـيـئ فــي الـحـكـم من جــــهــــة، خـــصـــوصـــا الـــفـــشـــل فـــــي تـحـقـيـق أهداف الحرب على غزة، يقوِّضان مكانة الحكومة بين الجمهور. وتـشـيـر الاســتــطــاعــات إلـــى أن عـدد مــقــاعــدهــا حــــال إجــــــراء الانـــتـــخـــابـــات في إلى ما بين 68 الوقت الراهن سيهبط من مـقـعـداً. لـذلـك، لا يـبـدو نتنياهو 52 و 49 مـتـحـمـسـا إلــــى الـــتـــوجـــه إلــــى انــتــخــابــات مـــبـــكـــرة. وهـــنـــاك مـــخـــاوف جـــديـــة مـــن أن يلجأ إلى استئناف الحرب وفتح جبهات أخرى لكي يؤجل الانتخابات. رام الله: كفاح زبون تل أبيب: نظير مجلي يمنحها تفويضا واسعا لإدارة القطاع لمدة عامين ويُشركها في «نزع السلاح»... ومساع فلسطينية للتعديل عبر مشاورات عربية المقترح الأميركي لـ«قوة غزة» مُحاط بتباينات المهام والتشكيل أسرة فلسطينية تقف أمس على أنقاض منزلها المدمر في جباليا شمال قطاع غزة (إ.ب.أ) القاهرة: محمد محمود واشنطن علي بردى رام الله: كفاح زبون

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky