issue17144

الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel لمـن لا يعلم فــإن كـاتـب الـسـطـور جــاء مـن عالم «الأكـاديـمـيـة» وفيها تخصص فـي «إدارة الأزمــات الـــــدولـــــيـــــة»، وكــــتــــب كـــثـــيـــرا فــــي مــــا عُـــــــرف بـقـضـيـة العرب «المـركـزيـة» التي دارت فيها أزمــات وحـروب وصــراعــات بـن الـعـرب والإسـرائـيـلـيـن، خــال أكثر من سبعة عقود. وخلال هذا الزمن، وبعد الحروب خــصــوصــا، وعــنــدمــا تــأتــي المـــفـــاوضـــات بـعـد وقـف إطــــاق الـــنـــار، فـــإن تعبير «إجــــــراءات بــنــاء الـثـقـة»، خصوصا بـن الفلسطينيين والإسـرائـيـلـيـن، كان شائعا للغاية. ولـكـن التعبير، الآن، بــات مطلوبا بــــن الـــعـــربـــي والـــعـــربـــي الآخـــــــر؛ وأكــــثــــر طــلــبــا بـن الفلسطيني والفلسطيني الآخـــر. وكــان فرنسيس فــوكــويــامــا قـــد شــــاع وذاع اســمــه عــنــدمــا كــتــب عن «نهاية التاريخ»، ولكن الواقع هو أن أهم كتبه على » الـــذي كـان Trust الإطــــاق كـــان بـعـنـوان «الـثـقـة أو هـو الـرابـطـة الأسـاسـيـة فـي تـقـدم الـعـالـم المعاصر. فالمجتمعات تتكون لأن بين أفرادها رواية مشتركة تسمى الهوية، ولكنها لا تستمر من دون مصالح تـجـمـعـهـا، ومــــن دون تــحــديــات تــواجــهــهــا، وربــمــا تهديدات تخاف منها، فيكون ذلك بذرة ما نسميه «الـــقـــومـــيـــة» الـــتـــي هـــي حــجــر الــــزاويــــة فـــي «الـــدولـــة الوطنية» التي توجد فيها سلطة يكون لها الحق الشرعي في استخدام السلاح. ولكن أعظم ما يجعل المجتمع مجتمعا بحق، وفـقـا لفوكوياما، هـو «الـثـقـة» الـواقـعـة بـن الأفـــراد والأُسر والجماعات الفرعية. صحيح أن المجتمعات تـحـكـمـهـا عــــــادات وتـــقـــالـــيـــد، وقــــوانــــن ودســـاتـــيـــر، وسلطات لها أسنان من القوة والمحاكم والسجون؛ ولكن كل ذلـك لا يقيم مجتمعا اجتمع أفـــراده على الشك والتوجس وعدم الثقة في الآخر. ولكن الثقة ليست ضرورية فحسب بين المجتمعات وبعضها، وبين الجماعات داخل المجتمع الواحد، وإنما أيضا بــن الإنـــســـان والـبـيـئـة الـتـكـنـولـوجـيـة الـتـي يعيش فيها. ولدى جماعة بيننا حذر شديد من التعامل مــــع مـــاكـــيـــنـــات الـــبـــنـــوك لــلــحــصــول عـــلـــى الأجــــــر أو المعاش؛ لأن هناك انعداما للثقة في أن تلك الماكينة العجيبة لـن تبتلع بطاقة الائـتـمـان، أو أنـهـا بعد إدخـال كلمة السر سوف تلبي بإخراج النقود. في العالم كله أخذت الآلة وقتا حتى يثق بها الإنسان الذي كان يعرف فقط الثقة أو عدم الثقة في إنسان آخـــر، ســـواء أكـــان منتجا أم مستهلكاً، أم فــي هـذه الحالة صرافاً، مهما كان في الأمر ازدحام. الــلــحــظــة الـــراهـــنـــة فــــي الــــصــــراع الـفـلـسـطـيـنـي الإسـرائـيـلـي، أو بـن «حـمـاس» وإسـرائـيـل، تفرض موقفا بـات فيه السلام مطلوبا من طرفين كلاهما يريد استمرار الـحـرب. إسرائيل نتنياهو ورفاقه مـن «الإخــــوان الـيـهـود» يــريــدون حـربـا تغطي على الاستيطان وفـرص ضم الضفة الغربية وإخضاع غــــزة كــلــيــة فـــي الـــطـــريـــق، وربـــمـــا أطــــــراف إقـلـيـمـيـة أخــرى تشملها «إسرائيل الكبرى» أو في سبيلها إلـــى إعــــادة تشكيل الــشــرق الأوســـــط. «حـــمـــاس» أو 7 «الإخـــــــــوان المـــســـلـــمـــون» يـــخـــوضـــون حـــربـــهـــم فــــي من دون معرفة بماذا 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول مـن أكـتـوبـر إلا من 8 ســوف تـكـون حــال الـحـرب فـي خبرة أربع حروب سابقة كانت فائدتها هي تثبيت » تكفي Mini State« «حماس» في دولـة صغرى أو للبعد عـن السلطة الوطنية الفلسطينية «الممثل الـشـرعـي والـوحـيـد للشعب الفلسطيني». معركة الإطاحة بالسلطة من غزة سبقت القارعة بسنوات؛ وفي ما بينهما كانت إسرائيل تنقل المـال وتعطي الــســمــاح بـصـيـد الــســمــك فـــي الــبــحــر المــتــوســط مع الغاز والكهرباء. هذه هي الصورة الأصلية للحرب الــتــي فـــي واقــعــهــا دارت لـحـسـم صـــراعـــات داخـلـيـة تنتهي بتوجه إمـبـراطـوري لــدى إسـرائـيـل، ودولــة صغرى تكون فاتحة للاستقلال الفلسطيني المغلف بأغطية «شرعية». النزال في النهاية أوصلَنا إلى الحالة التي عليها وقـف إطـاق النار في غـزة، من دون قــــدرة عــلــى الانــتـــقـــال مـــن الـنـقـطـة الأولـــــى إلــى الثانية في قائمة طويلة وضع فيها الرئيس ترمب عشرين نقطة تدور حولها مفاوضات تبحث عمن يقوم بها. فــــــي غـــــيـــــاب الــــثــــقــــة الـــــتـــــي شــــجــــعَــــنــــا عــلــيــهــا «فوكوياما» فإن الدول العربية المشارِكة في عملية السلام الجديدة، والمختلفة نوعيا بحكم المفاجأة والمـذبـحـة الـتـي جــرت فـي الـحـرب، تـواجـه الحقائق المُـــــــرة لـــلـــدولـــة الـــوطـــنـــيـــة الـــعـــربـــيـــة فــــي مــشــروعــهــا الفلسطيني. الحقيقة التي لا يمكن الغياب عنها أن إشــكــالــيــة قــيــام الـــدولـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة المستقلة والمـعـتـرف بها دولـيـا لـن تـقـوم مـا دامـــت «حـمـاس» مـصـمـمـة عـلـى تـسـلـيـم سـاحـهـا بـعـد قــيــام الــدولــة الـفـلـسـطـيـنـيـة الــتــي تـفـقـد شـرعـيـتـهـا إذا مـــا بقيت ميليشيات تحمل سلاحاً؟! المرض شائع في لبنان وســــوريــــا والـــيـــمـــن والـــــســـــودان، حــيــث تـتـمـسـك كل الميليشيات بالسلاح، ليس لكي تحمي وطنا وإنما دولــة عربية 12 لكي تمنعه مـن الـقـيـام. الآن هناك لا يوجد بها هذا النوع من الدفاع، ولا توجد بها حروب أهلية أو شروع فيها، ولديها «رؤية» زمنية - والاســـتـــقـــرار والــــرخــــاء، بعدها 2030 - للتنمية تدخل الـدولـة إلـى قائمة التقدم فـي العالم. واجـب هذه الدول «الوطنية» أن تعلن شريعتها في الإقليم العربي حيث الإصـاح والسلام والبناء، لا تفترق ولا تـسـمـح لــجــمــاعــات مـسـلـحـة بــاحــتــكــار قـــــرارات الحرب والسلام. الدولة الوطنية هي الحل! قمتان سنويتان قريبتا الانعقاد، من المبالغة القول بأنهما مرتقبتان إلا من دوائرهما القريبة، وكـذلـك ممن مـا زالــت آمالهم متعلقة بما قـد تسفر عـنـه مـثـل هـــذه الاجـتـمـاعـات الـرفـيـعـة المـسـتـوى في الحضور للتصدي لتحديات البشرية وتعزيز فرص النمو والتنمية. القمة الأولـى ستعقد في البرازيل بداية من العاشر من الشهر الحالي، وهي الثلاثون من قمم المناخ المتعاقبة منذ قمة برلين التي انعقدت . والــقــمــة الأخــــرى ستستضيفها جنوب 1995 فــي الشهر الحالي، 22 أفريقيا لمجموعة العشرين، في وهي تعقد أيضا سنويا بانتظام منذ الأزمة المالية .2008 العالمية في وقد أصاب هذه القمم مؤخرا ما أصاب العمل الـــدولـــي المــتــعــدد الأطـــــراف مــن وهــــن، وصــــار مجرد انـعـقـادهـا فــي حـسـبـان الـبـعـض جــديــرا بـالـتـنـويـه، وإن لم تسفر عن إنجاز يذكر وبعدت نتائجها عن مقاصدها. وكــان من أفضل القمم مؤخرا ما جرى وصفه بأنه أفضل من المتوقع وأقل من المأمول. ولا أعتقد، باعتبار مـا صــدر عـن اجتماعات تمهيدية وتــحــضــيــريــة، بــــأن الـقـمـتـن الــقــادمــتــن سـتـكـونـان أفضل حالا رغم جهد المنظمين والمستضيفين. فـــالـــعـــالـــم يـــعـــانـــي أربــــــــع عــــــات مـــنـــغـــصـــة بـا حـلـول نـاجـعـة فــي الأفـــق لـغـيـاب الإرادة السياسية الإصلاحية التوجه، رغم توفر الإمكانات: العلة الأولى: تشابك معضلات زيادة مديونية الـبـلـدان المـتـقـدمـة، وارتــفــاع تكاليف خـدمـة الـديـون البلدان النامية، وتسارع أثر المربكات التكنولوجية، مع تأجج الحروب الاقتصادية، واحتدام الصراعات الــجــيــوســيــاســيــة. ربـــمـــا تــعــجَّــل الــبــعــض فــراجــعــوا تــقــديــراتــهــم إيــجــابــيــا بــعــد الاجـــتـــمـــاع الأخـــيـــر بين رئيسي الصين والـولايـات المتحدة الأميركية، وما جــــرى الاتــــفــــاق عـلـيـه بـــشـــأن الــتــعــريــفــة الـجـمـركـيـة، والمـــعـــادن الــحــرجــة، والـفـيـنـتـانـيـل، ولــكــن الأســــواق اعتبرتها مهدئات غير حاسمة تحتاج إلى إجراءات أعـــمـــق لـتـيـسـيـر الـــعـــاقـــات بــــن أكـــبـــر اقـــتـــصـــاديـــن، وتـتـطـلـب الــصــمــود لـيـخـتـبـر الـــزمـــن مـصـداقـيـتـهـا. فعمق التباين في المصالح والتوجهات المستقبلية بـــن الــبــلــديــن أكـــبـــر مــمــا تـــم تـــنـــاولـــه فـــي الاجــتــمــاع الأخير، الذي جرى على هامش اجتماعات التعاون الاقتصادي الآسيوي الباسيفيكي في كوريا. العلة الثانية: تراجع التمويل الـدولـي الميسَّر بسبب إلغاء المساعدات الإنمائية من دول كالولايات المتحدة، بلا رجعة قريبة، وتخفيض جسيم لها من دول أوروبـيـة بسبب ضيق حيز التمويل وتغليب الإنــــفــــاق عـــلـــى الـــــدفـــــاع. فـــضـــا عــــن تــــراجــــع الـــقـــدرة التمويلية للمؤسسات المالية التنموية، بخاصة مع تحجيم فرصها لزيادة رؤوس أموالها، لاعتبارات سياسية بالأساس، ترفض الاعتراف باختلاف عالم الـيـوم عـن ظــروف نشأة هــذه المـؤسـسـات وتطورها بـعـد الــحــرب الـعـالمـيـة الـثـانـيـة، والــــدور الاقـتـصـادي الأكبر لبلدان عالم الجنوب. الـعـلـة الـثـالـثـة: زيــــادة تكلفة الـتـمـويـل للبلدان النامية، التي لا يمكن تبريرها بالمخاطر الفعلية المـحـسـوبـة لـائـتـمـان والاســتــثــمــار. وهـــو مــا أكـدتـه قاعدة بيانات مخاطر الأســـواق الناشئة الصادرة عــن مجموعة المـؤسـسـات المـالـيـة الــدولــيــة، وتشمل تـفـصـيـا لـــحـــالات الـتـخـلـف عـــن الـــســـداد عـلـى مـــدار ثـاثـن سـنـة. وتـؤكـد أن فــرص التمويل للمشاريع تــتــيــح مــــجــــالات لـلـمـسـتـثـمـريـن بـــاعـــتـــبـــاراتـــهـــم عـن المخاطر والعائد، ولكنها لا تترجم للواقع بسبب تــحــيــزات مـسـبـقـة، وتـــصـــورات غـيـر واقــعــيــة مـبـالَــغ فيها. العلة الرابعة: والتي يتجلى فيها كسابقاتها حـــالـــة إنـــكـــار الــــواقــــع، فـــضـــا عـــن نـــكـــران الـتـعـهـدات بــالــنــكــوص عـنـهـا فــهــي تـــداعـــيـــات تــغــيــرات المـــنـــاخ. وها هو تقرير الإسهامات المحددة وطنيا الصادر بمناسبة القمة الثلاثين يؤكد أن الانبعاثات الضارة في المائة 17 دولة ستنخفض بمقدار 64 بالمناخ من . ولــكــن الـــــدول المــســؤولــة عـــن ثلثي 2019 مـنـذ عـــام الانبعاثات لم تقدم تقاريرها، كما أن المستهدف من يشير إلى تراجع 2035 تخفيض للانبعاثات حتى في المائة فقط. وأصبح من المقدر أن هدف 6 بمقدار السيطرة على الانبعاثات لمنع زيادة احترار الأرض .2015 درجة وفقا لاتفاق باريس لعام 1.5 بأعلى من ويــبــدو أن الـتـعـايـش والـتـكـيـف مــع عــالــم أكثر سخونة في بقاعه هو التوجه الأكبر احتمالاً. وقد أثار مؤسس «مايكروسوفت»، وبعدها أكبر منظمة خيرية للعمل الطوعي بيل غيتس جـدلا بما أشار إليه من أن تغير المناخ خطير جـدا ولكنه لا يشكل خــطــرا وجــــوديــــا. وأنــــه لا يــمــكــن، فـــي ضــــوء تــراجــع المساعدات الإنمائية من البلدان المتقدمة، تخفيض التمويل الموجه للصحة، كعلاج الملاريا، والتنمية عموما مـن أجــل تخفيض الانـبـعـاثـات الــضــارة في الأجـــــل الــقــصــيــر، بــخــاصــة مـــع زيــــــادة الــطــلــب على .2050 الطاقة لأكثر من الضعف مع حلول عام ورغــــم أن غـيـتـس يــراهــن عـلـى الأثــــر الإيـجـابـي للتكنولوجيا والابتكار التي أسهمت في تخفيض فــــي المــــائــــة خـــال 40 الانــــبــــعــــاثــــات المـــــقـــــدرة بـــنـــحـــو الـــســـنـــوات الـــعـــشـــر المـــاضـــيـــة بــفــعــل كــــفــــاءة الــطــاقــة الــجــديــدة والمـــتـــجـــددة، فـــإن هـــذا يـحـتـاج إلـــى اطـــراد في التطور واستمرار في التحفيز والتمويل وهو ما يواجه تحديات. وفي حين نجد توسعا في هذا التوجه في الصين وآسيا، فإن تخفيض الدعم على إنتاج السيارات الكهربائية ومكوناتها سيسفر عن انخفاض حاد لمبيعاتها في السوق الأميركية، وفقا لتوقعات شركة «جنرال موتورز». إن عــالمــا أكــثــر احـــتـــرارا سـيـسـفـر عـــن مـعـوقـات حرجة للتنمية والصحة. وفي تقرير أخير بصحيفة «الفاينانشال تايمز» عن ارتفاع الحرارة والصحة الإنـــجـــابـــيـــة يــشــيــر إلـــــى تــــزايــــد مـــشـــكـــات الإنـــجـــاب لـلـحـوامـل كــواحــدة مــن الـــطـــوارئ الصحية الـعـامـة. وذلـــك وفـقـا لمـائـتـي دراســــة تثبت تــدهــور الأوضـــاع الصحية للحوامل وحديثي الـــولادة بخاصة على الشرائح الأفقر، وفي البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل بزيادة في حالات تعرضها للمخاطر بمقدار في المائة عن البلدان الأعلى دخلاً. 50 ولا يـوجـد بـديـل عملي إلا بما اتُــفـق عليه في قمة شــرم الشيخ للمناخ مـن تـحـول عـــادل للطاقة، مـع تمويل أولـويـات التكيف وخـاصـة فيما يتعلق بالمياه والــزراعــة، وحماية مواطن العيش والسكن والـعـمـل، والـصـحـة. فـا خــاف بـن العمل المناخي المــنــضــبــط والــتــنــمــيــة المـــســـتـــدامـــة إلا بـــمـــا يـخـتـلـقـه البعض وفقا لأغراضهم. مستقبل التنمية بين إنكار ونكران OPINION الرأي 13 Issue 17144 - العدد Wednesday - 2025/11/5 الأربعاء عبد المنعم سعيد محمود محيي الدين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky