issue16916

4 فلسطين NEWS Issue 16916 - العدد Saturday - 2025/3/22 السبت ASHARQ AL-AWSAT الحركة الفلسطينية تبحث مقترح ويتكوف... وتل أبيب تلوّح بضم مزيد من أراضي القطاع إسرائيل تعلن اغتيال رئيس «المخابرات العسكرية» لـ «حماس» فيما هـدد وزيــر الـدفـاع اإلسرائيلي يسرائيل كاتس حركة «حماس» بخسارة مزيد من األراضي التي ستضمها إسـرائـيـل فــي حـــال رفـضـهـا إطـــاق ســـراح املحتجزين في قطاع غزة، قالت الحركة الفلسطينية، أمس الجمعة، إنها تُناقش املقترح األميركي الستئناف وقف النار في قطاع غزة. ويــــهــــدف املـــقـــتـــرح، الــــــذي طـــرحـــه ســتــيــف ويـــتـــكـــوف، مـبـعـوث الـرئـيـس األمــيــركــي، وعــرضــه، األســبــوع املـاضـي، إلى تمديد وقف إطلق النار حتى أبريل (نيسان) املقبل، بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي؛ إلتاحة الوقت للتفاوض على وقف دائم للحرب.وفي تطور الفت، قـال الجيش اإلسرائيلي مساء الجمعة إنـه اغـتـال رئيس جـهـاز املـخـابـرات العسكرية لحركة «حـمـاس» فـي جنوب غزة. وأعـلـن الجيش فـي بـيـان أن هــذا الـقـيـادي هـو أسامة طبش، وأنـه كان أيضًا رئيس وحـدة الرصد واالستهداف التابعة للحركة. وتابع البيان أن طبش كان من أبرز قادة «حماس» ومصدرًا هاما للمعلومات والخطط العملياتية، وشغل مناصب قيادية مختلفة في الحركة، بما في ذلك قائد كتيبة في لواء خان يونس، مشيرًا إلى أنه شارك في 2005 العديد من الهجمات منها التفجير االنتحاري عام عند مفترق غـوش قطيف فـي قطاع غــزة، والـــذي قُتل فيه منسق جهاز الشاباك عوديد شارون. وكــــان طــبــش، بـحـكـم مـنـصـبـه، مـــســـؤوال عـن صياغة اسـتـراتـيـجـيـة حــمــاس الـقـتـالـيـة فــي املـــيـــدان، بـمـا فــي ذلـك تنسيق املعلومات االستخبارية لكتائب القسام، الجناح الـعـسـكـري لـحـمـاس فــي جـنـوب غـــزة وقــيــادة أنشطته في املــنــطــقــة، كــمــا شـــــارك خــــال الـــعـــام املـــاضـــي فـــي بـــنـــاء قــوة «حـمـاس» وإعـــادة بناء قدراتها العسكرية عقب األضــرار التي لحقت بها خلل الحرب، بحسب البيان اإلسرائيلي. وجاء اإلعـان عن عملية االغتيال في وقت قال وزير الـــدفـــاع اإلســرائــيــلــي يـسـرائـيـل كــاتــس إن الـجـيـش يُكثف الـــضـــربـــات الـــجـــويـــة والـــبـــريـــة والــبــحــريــة فـــي قـــطـــاع غـــزة، للضغط على «حـمـاس» إلطــاق ســراح الرهائن املتبقّني، مضيفًا أنـــه سـيـأمـر ســكــان غـــزة بـالـتـحـرك إلـــى الـجـنـوب، وذلك بعد ثلثة أيام من تخلّي إسرائيل عن هدنة استمرت شــهــريــن. وقــــال إنــــه كـلـمـا اســتــمــرت «حـــمـــاس» فـــي رفــض إطلق سراح الرهائن اإلسرائيليني املتبقّني، اتسعت رقعة األراضي التي ستضمها إسرائيل. رهـيـنـة اقــتــيــدوا إلـــى غـــزة في 250 ومـــن بــ أكـثـر مــن هجوم «حماس» على إسرائيل، في أكتوبر (تشرين األول) منهم على قيد 24 في القطاع، ويُعتقد أن 59 ، ال يزال 2023 الحياة. وقـــــال: «أمـــــرت (الـــجـــيـــش) بـالـسـيـطـرة عــلــى مــزيــد من األراضــــــي فـــي غــــــزة... كـلـمـا رفــضــت (حـــمـــاس) اإلفــــــراج عن الـرهـائـن، خـسـرت املـزيـد مـن األراضــــي الـتـي سيتم ضمها مـن قبل إسـرائـيـل»، مـهـددًا بــ«االحـتـال الــدائــم... للمناطق العازلة» داخل غزة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضـاف كاتس أن قواته ستكثف القتال وستستخدم «كل وسائل الضغط العسكري واملدني، بما في ذلك نقل سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس األميركي (دونالد) ترمب للتهجير الطوعي لسكان غزة». وأضـــــــاف أن بــــــاده تـــســـانـــد خـــطـــة مـــبـــعـــوث الــرئــيــس األميركي للشرق األوســط ستيف ويتكوف بإطلق سراح جميع املحتجزين على مرحلتني ويصحب ذلك وقف إطلق النار «بما ال يعرّض األهداف األمنية إلسرائيل للخطر». وتــعــقــيــبــ عــلــى كــــام كـــاتـــس، قــــال وزيـــــر الــخــارجــيــة الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا «تعارض أي شكل من أشكال الضم» في الضفة الغربية املحتلة أو قطاع غزة. وقــالــت «حـــمـــاس»، فــي بــيــان: «تــؤكــد الـحـركـة أنـهـا ال تزال في قلب املفاوضات، وتُتابع، بكل مسؤولية وجِدية، مع اإلخوة الوسطاء، وال تزال تتداول في مقترح ويتكوف واألفـــكـــار املـخـتـلـفـة املـــطـــروحـــة، بـمـا يـحـقـق إنـــجـــاز صفقة تبادل تُؤمّن اإلفراج عن األسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق االنسحاب». وقـــــال مـــســـؤول فـلـسـطـيـنـي، طــلــب عــــدم ذكــــر اســمــه، لـ«رويترز»، إن مصر قدمت أيضًا مقترحًا، لكن «حماس» لم تــرد عليه بعد. وأحجم املـسـؤول عن اإلدالء بتفاصيل حول املقترح الذي قال إنه قيد الدراسة. وقـال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة اقترحت وضع جدول زمني إلطلق سراح باقي الرهائن، إلى جانب تحديد موعد نهائي النسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بضمانات أميركية. وأضاف املصدران أن الواليات املتحدة أبدت موافقتها املبدئية على املقترح. فلسطينيون ينزحون بعد عودة العمليات العسكرية اإلسرائيلية إلى قطاع غزة (أ.ب) غزة: «الشرق األوسط» ً«مزاعم» نقل فلسطينيين إلى سيناء... «جس نبض» إسرائيلي يلقى رفضا مصريا نـــفـــت مـــصـــر بــشــكــل قـــاطـــع «مــــزاعــــم» روّج لـــهـــا إعـــــــام إســـرائـــيـــلـــي بــــشــــأن نـقـل نـصـف مـلـيـون فلسطيني مـــن قــطــاع غـزة إلـــى مـحـافـظـة شــمــال سـيـنـاء شـــرق الـبـاد املتاخمة للحدود مع غزة، مؤكدة تمسكها بـ«خطة إعمار القطاع». هذه املزاعم يراها مدير إدارة الشؤون املعنوية األسبق بالجيش املصري، اللواء سمير فرج، في حديث لـ«الشرق األوسط»، «تغطية على األزمـــات اإلسرائيلية وجس نـبـض لــلــقــاهــرة»، مـــشـــددًا عـلـى أن «مـصـر مصممة على تنفيذ خطة اإلعــمــار، وتلك املـــــحـــــاوالت لــــن تــثــنــيــهــا عــــن اســـتـــمـــرارهـــا وجلب الدعم الدولي للخطة». ووفــــــــقــــــــ لـــــبـــــيـــــان الـــــهـــــيـــــئـــــة الــــعــــامــــة لــاســتــعــامــات املـــصـــريـــة، الــجــمــعــة، نفت مصر بصورة قاطعة وتامة (املزاعم) التي تــداولــتــهــا بــعــض وســـائـــل اإلعــــــام، بـأنـهـا «مـسـتـعـدة لـنـقـل نـصـف مـلـيـون مـقـيـم من غـــزة بـشـكـل مــؤقــت إلـــى مـديـنـة مخصصة في شمال سيناء بوصفه جــزءًا من إعـادة إعمار قطاع غزة». وأكـــدت الهيئة «كــذب تلك االدعـــاءات الــبــاطــلــة الــتــي تـتـنـافـى جـــذريـــ وكــلــيــ مع موقف مصر الثابت واملبدئي الذي أعلنته منذ األيــام األولــى لحرب اإلبــادة على غزة .»2023 ) في أكتوبر (تشرين األول وشــــــددت هــيــئــة االســـتـــعـــامـــات على موقف مصر و«الـرفـض القاطع والنهائي ألي محاولة لتهجير األشقاء الفلسطينيني من غزة، قسرًا أو طوعًا، ألي مكان خارجها، وخـصـوصـ إلـــى مـصـر، ملــا يمثله هـــذا من تصفية للقضية الفلسطينية وخطر داهم على األمن القومي املصري». التمسك بهذا املوقف املصري الثابت والـــواضـــح، وفـــق الــبــيــان، هــو الــــذي قامت عليه ومن أجله الخطة التي قدمتها مصر في «قمة القاهرة العربية الطارئة» األخيرة إلعــــــادة إعـــمـــار قـــطـــاع غـــــزة، دون مـــغـــادرة شقيق فلسطيني واحد غزة، والتي وافقت عليها القمة باإلجماع. نــــــيــــــوز» 24 وكـــــــــــــــان مــــــــوقــــــــع «آي اإلسـرائـيـلـي، نقل الجمعة، عـن تقرير قال إنــه لصحيفة «األخــبــار اللبنانية»، يزعم حــــدوث مــنــاقــشــات جــــرت بــشــأن اسـتـقـبـال مصر نصف مليون غزي في شمال سيناء، وبالعودة للصحيفة التي أشار لها املوقع اإلسـرائـيـلـي، تبني أنـهـا «نقلت معلومات عــن إعــــام عــبــري دون أن تـسـنـده ملـصـادر معلنة». مدير إدارة الشؤون املعنوية األسبق بــالــجــيــش املــــصــــري، أكـــــد أن مـــصـــر قــالــت «ال للتهجير مـنـذ الـلـحـظـة األولــــى لحرب غــــزة، ومـصـمـمـة عـلـى ذلــــك، ولـــن تـتـراجـع، ومستمرة في التمهيد لتنفيذ خطة إعمار القطاع»، الفتًا إلى أن «هذه (املزاعم) مجرد جس نبض وحـرب نفسية ومحاولة لنقل األزمة ملصر». وشدد على أن تلك «املزاعم» اإلســرائــيــلــيــة تــأتــي فـــي ظـــل أزمــــة داخـلـيـة وجهود مصرية متواصلة إلثناء إسرائيل عــــن الــــحــــرب الـــتـــي اســتــأنــفــتــهــا والــــعــــودة للمفاوضات. يـــنـــايـــر (كـــــانـــــون الـــثـــانـــي) 25 ومــــنــــذ املاضي، واصـل الرئيس األميركي دونالد تـــرمـــب اقــــتــــراح «تــهــجــيــر الـفـلـسـطـيـنـيـ » مـن قطاع غــزة ملصر واألردن، وأن تتولى بلده السيطرة على القطاع، وتحويله إلى «ريـفـيـيـرا الــشــرق األوســــــط»، لـكـن املـقـتـرح قُــوبـل بـانـتـقـادات دولـيـة وعـربـيـة واسـعـة، ال سيما مـن مصر واألردن، وســط تأكيد الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي، في خطاب متلفز سابق، أن «التهجير ظلم لن نشارك فيه». وفي مواجهة املقترح األميركي، أعدّت مصر، بالتعاون مع فلسطني ومؤسسات دولــــيــــة، خـــطـــة لــلــتــعــافــي املـــبـــكـــر، وإعــــــادة إعمار قطاع غزة، من خلل إنشاء صندوق ائــــتــــمــــانــــي، اعـــتـــمـــدتـــهـــا «قــــمــــة فــلــســطــ » مــارس 4 الـعـربـيـة الـطـارئـة بـالـقـاهـرة، فــي (آذار) الحالي، «خطة عربية جامعةً». القاهرة: «الشرق األوسط» تمكّنت بعد وقف النار من إحياء عمل وزاراتها وهيئاتها السياسية... واستعرضت قدراتها العسكرية األسرى الورقة األهم... على ماذا تراهن «حماس» في غزة؟ رغـم النكسات الكبيرة التي مُنيت بها مـنـذ بـــدء الــحــرب اإلسـرائـيـلـيـة عـلـى غـــزة في ، ال تــزال حركة 2023 ) أكتوبر (تشرين األول «حـــمـــاس» تُـــحـــاول إظــهــار نـــوع مــن الـتـحـدي والصمود في مواجهة الدولة العبرية. حاولت الحركة في األيام املاضية اتباع املسار السياسي رغم الضربات املفاجئة التي وجّهتها إليها إسرائيل، فجر يـوم الثلثاء، التي أسفرت عن مقتل مئات الغزيني، بينهم عـدد من قـادة «حـمـاس» وعناصرها. لم ترد الحركة عسكريًا سـوى فـي الـيـوم الثالث من صواريخ 3 تجدّد التصعيد. اكتفت بإطلق فــقــط بـــاتـــجـــاه تـــل أبـــيـــب. فـــسّـــر مــحــلــلــون ما يحدث بأنه يأتي في إطار محاولة كل طرف الضغط على اآلخـر عسكريًا، خصوصًا بعد توسيع إسرائيل عملياتها البرية املحدودة في بعض املناطق، ال سيما محور نتساريم الـــــذي يـفـصـل شـــمـــال قـــطـــاع غــــزة عـــن وسـطـه وجنوبه. ومـنـذ بـدايـة الـحـرب اإلسرائيلية كانت «حماس» تعوّل على ما بيدها من ورقة قوة أولى، وهي الورقة املتمثلة في بقاء مختطفني إسرائيليني لـديـهـا. وقــد فـاجـأت الـحـركـة تل أبيب بكثرة عدد األحياء منهم، وهو ما ظهر خـــال املـرحـلـة األولــــى مــن وقـــف إطـــاق الـنـار يناير (كانون 19 الذي دخل حيّز التنفيذ في يومًا، قبل أن يستمر 42 الثاني) املاضي، ملدة بشكل غير معلن، إلى أن تصاعدت األوضاع يـومـ بسلسلة 58 تـدريـجـيـ وانــفــجــرت بـعـد اغتياالت لقيادات من الحركة. وعلى الرغم من الهجمات اإلسرائيلية، فـــــإن «حــــمــــاس» فـــضّـــلـــت املــــســــار الــســيــاســي، ألنها ال تـزال تعد أن ورقـة املختطفني لديها هــي الــورقــة الـرابـحـة األكــبــر، خـصـوصـ أنها تتابع التحركات داخل املجتمع اإلسرائيلي، خاصة من قِبل أهالي املختطفني والضغوط التي تُمارس على حكومة بنيامني نتنياهو، مــــن أجـــــل املـــضـــي فــــي صــفــقــة الــــتــــبــــادل، إلـــى جــانــب رغــبــة حـكـومـتـه الــواضــحــة بالضغط على الحركة من خلل املمارسات العسكرية الستعادة هـؤالء املختطفني، ما يتضح أمام الحركة أن هناك ما يمكن أن تعوّل عليه بهذا الشأن. وتقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق األوســــــــــط» إن الــــحــــركــــة تــمــتــلــك الـــكـــثـــيـــر مـن األوراق التي تتمسّك بها، وقد تدفع االحتلل اإلسرائيلي فـي النهاية يرضخ لوقف النار الـــدائـــم، مـشـيـرة إلـــى أن األمـــر ال يتعلق فقط باملختطفني اإلسرائيليني رغـم أنهم يُعدون أهم هذه األوراق. وأضــــافــــت املــــصــــادر أن الـــحـــركـــة لـديـهـا الــقــدرة عـلـى اسـتـخـدام هـــذه األوراق، ومنها التكتيكات العسكرية التي يمكن أن تتبعها فـــــي املـــــــيـــــــدان، فـــــي حـــــــال فــــشــــل املــــفــــاوضــــات ووصولها ألفق مسدود بشكل كامل. وتـريـد «حـمـاس» أال تُظهر ضعفًا أمـام إسرائيل وكذلك الفلسطينيون، ولذلك تصر عـلـى انــســحــاب الـــقـــوات اإلســرائــيــلــيــة مـــن كل أنحاء قطاع غـزة، بما في ذلـك محور صلح الدين (فيلدلفيا). وتؤكد املصادر من الحركة ذلك، وتقول: «ال يوجد أمام قيادة (حماس) خيار سوى أن تعيد واقع قطاع غزة إلى ما قبل السابع من ، حتى تستطيع 2023 ) أكتوبر (تشرين األول أن تتنفس الصعداء، وتقبل حينها بتسليم الـــحـــكـــم إلـــــى الــســلــطــة الـفـلـسـطـيـنـيـة أو إلـــى حكومة يتم التوافق عليها في إطــار ترتيب وطني فلسطيني». وتـــراهـــن «حـــمـــاس» عــلــى نـجـاحـهـا في إبقاء ورقة حكم غزة في يدها رغم الضربات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة، مـــا يـسـمـح لــهــا بـــالـــقـــول إنـهـا أفـــشـــلـــت املـــخـــطـــطـــات الــــرامــــيــــة إلــــــى إســـقـــاط حكمها. شهرًا مـن الـحـرب العسكرية 15 وخــال لـم تنجح إسـرائـيـل فعليًا بالقضاء على كل قــــــدرات «حــــمــــاس» الــعــســكــريــة والــحــكــومــيــة، وبقيت الحركة موجودة تمارس خلل الحرب أدوارًا مــحــدودة بفعل املـاحـقـة اإلسرائيلية لـــكـــوادرهـــا مـــن مـخـتـلـف املـــســـتـــويـــات، لكنها كانت تستعيد قوتها في كل منطقة تنسحب منها القوات البرية إلسرائيل. كما أن الحركة اسـتـعـادت جــزءًا مـن قوتها بسرعة مـع وقف إطلق النار، وظهر ذلك جليًا باستئناف عمل وزاراتـــهـــا الـحـكـومـيـة وهـيـئـاتـهـا السياسية وكذلك العسكرية التابعة لـ«كتائب القسام». وظــــهــــر هـــــــذا األمــــــــر جـــلـــيـــ خـــــــال الــــعــــروض الــتــي نُــظـمـت فـــي عـمـلـيـة تـسـلـيـم املختطفني اإلسرائيليني. وتعوّل «حماس»، كما يبدو، على أنها مـا زالـــت تتمتع بـكـادر بـشـري مـؤيـد لها في غــزة، رغـم كـل الخسائر، األمــر الــذي يجعلها متمسكة ببعض الــشــروط وتـرفـض التنازل عنها. وتـقـول املــصــادر لــ«الـشـرق األوســـط»: «مـــن الطبيعي أن يـكـون للحركة زاد بشري تعتمد عليه فـي اسـتـمـرارهـا بمواجهة قوة إسرائيل، وهذا الخيار ليس جديدًا بالنسبة إلـى الفصائل الفلسطينية التي كانت كثيرًا على مدار عقود تتعرّض لضربات قوية وفي كل مرة تخرج منها أقوى وأصلب». وتـــعـــتـــرف املــــصــــادر مـــن «حــــمــــاس» بــأن الـواقـع قـد يـكـون تغيّر بعد الـحـرب فـي غـزة، لكنها شـبّــهـت مــا يــجــري حـالـيـ فــي الـقـطـاع بـمـثـل مــا جـــرى فــي عملية «الـــســـور الــواقــي» ، ونجاح إسرائيل 2002 بالضفة الغربية عام حــيــنــهــا بـــالـــقـــضـــاء عـــلـــى الــكــثــيــر مــــن خــايــا الفصائل الفلسطينية، إال أنــه بعد سنوات عـادت هذه الفصائل إلى العمل ونشطت من جـديـد، وهـــذا مـا يثبت أن الـخـيـار العسكري بالنسبة إلـــى إسـرائـيـل دومـــ مــا كـــان فـاشـا ولم يحسم أي معركة، حسب املصادر ذاتها. وحاولت «حماس» أخيرًا إثبات قوتها فـي الـشـارع الـغـزي. إذ سُــجّــل خــروج عشرات املسلحني من عناصرها في عروض عسكرية، كما لُوحظ انتشار عناصر شرطتها وقواتها األمنية وتنفيذ حملت اعتقال ملشتبه بهم بقضايا جنائية وكذلك أمنية. كذلك أعـادت الـــحـــركـــة اســــتــــخــــدام مــــقــــار جــــديــــدة وأخــــــرى متضررة جزئيًا لقواتها األمنية. ورصــــدت «الــشــرق األوســــط» عـلـى مــدار املــرحــلــة األولــــى مــن وقـــف إطــــاق الــنــار التي 58 يــومــ، لكنها امــتــدت لنحو 42 اسـتـمـرت يومًا بعد محاوالت التوصل لتمديد االتفاق، أن هناك إقباال من سكان القطاع على مراكز الشرطة لتقديم شكاوى بعضها في قضايا جنائية. كما أن عناصر مدنية مـن وزارات مختلفة قامت بمهام مثل جوالت في األسواق وغيرها للتأكد من تثبيت األسعار. وبعد االغتياالت األخيرة مع استئناف إسـرائـيـل الـقـتـال، ال يـعـرف كيف ستتصرف «حماس» في حال استمرار املوجة الحالية، خصوصًا أن قياداتها من مختلف املستويات السياسية والعسكرية والحكومية عادت إلى التخفي، فـي حـ لُــوحـظ عــدم قـــدرة الحركة على ضبط األســواق واألسعار التي ارتفعت بشكل كبير، ما أثّر على املواطنني. وتــــؤكــــد مــــصــــادر «حــــمــــاس» لــــ«الـــشـــرق األوســـــط»، أن الــقــيــادات الـتـي اُغـتـيـلـت، مثل: عــصــام الــدعــالــيــس، ويـــاســـر حــــرب، ومـحـمـد الجماصي، جميعهم هـم مـن كـانـوا يعملون عــــلــــى إعــــــــــــادة هـــيـــكـــلـــة الــــعــــمــــل الـــتـــنـــظـــيـــمـــي والحكومي. وهــــــذا يــشــيــر إلـــــى أن إســـرائـــيـــل فـعـلـيـ وجّــهـت ضـربـة قـويـة إلــى «حـمـاس» باغتيال عــــدد مـــن قــادتــهــا الـــبـــارزيـــن واملــهــمــ الــذيــن كانت موكلة إليهم مهام، منها إعـادة الزخم للحركة الســتــعــادة سيطرتها الـكـامـلـة على القطاع بعد انتهاء الحرب. ويعتقد كـثـيـرون أن شعبية «حـمـاس» تراجعت حتى في صفوف بعض عناصرها واملؤيدين لها، نتيجة ما حل بالفلسطينيني خـــال الـــحـــرب، وفـــي ظــل تــهــديــدات إسـرائـيـل بالعمل على تهجيرهم. كما أن هناك من بات (عملية 2023 أكـتـوبـر 7 ينتقد علنًا هـجـوم طــــوفــــان األقـــــصـــــى)، ملــــا جــلــبــه مــــن تـــداعـــيـــات مدمّرة على الفلسطينيني. وعلى الرغم من تراجع شعبيتها وحتى شرعية بقائها في الحكم، فإن هناك من يرى أن اســتــعــداد الــحــركــة لـلـتـنـازل عـــن الـحـكـم ال يأتي من موقف ضعف، وإنما بهدف محاولة تـجـنـيـب نـفـسـهـا حــربــ أكــبــر وأطـــــول تقضي على ما تبقى من أبرز قياداتها ونشطائها. وتــــقــــول مــــصــــادر «حـــــمـــــاس» إن قـــيـــادة الـــحـــركـــة لــديــهــا إجـــمـــاع بـــشـــأن اســتــعــدادهــا للتخلي عن الحكم، لكن ذلك مرهون بتوافق وطـــنـــي عــلــى ذلـــــك، ولـــيـــس نـــــزوال عــلــى رغـبـة إسرائيل والواليات املتحدة بإقصاء الحركة من املشهد. وأشــارت إلـى أن الحركة «معنية بـإبـعـاد شـبـح الــحــرب عــن سـكـان قـطـاع غــزة، وال تفكر فقط فـي نفسها وفـي مصالحها»، حسب ما قالت. وهـــنـــاك مـــن يــــرى أن «حـــمـــاس» ستظل جزءًا من املشهد الفلسطيني لسنوات طويلة مـقـبـلـة، ســــواء بـشـكـل عـلـنـي أو فـــي الــخــفــاء، حتى لو تخلّت عن الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب الحالية. فبراير الماضي (رويترز) 20 مقاتلون من «حماس» في خان يونس يوم غزة: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==