issue16915

editorial@aawsat.com aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 16915 - السنة السابعة واألربعون - العدد 2025 ) مارس (آذار 21 - 1446 رمضان 21 الجمعة London - Friday - 21 March 2025 - Front Page No. 2 Vol 47 No. 16915 2024 ملكة جمال العالم التشيكية كريستينا بيشكوفا من 72 خالل إطالق النسخة الـ 2025 مسابقة ملكة جمال العالم بالهند (أ.ف.ب) كانت عرضة للتنمُّر إلى أن حظيت بلحظتها الرائعة اختيار «أقبح حيوان في العالم» سمكة العام في نيوزيلندا بــعــدمــا كــــان يُـــطـــلَـــق عـلـيـهـا ســابــقــا لــقــب أقـــبـــح حــيــوان فـي الـعـالـم بسبب مظهرها الـنـاعـم املتكتِّل، عـــادت «السمكة الفقاعية امللساء» إلـى الظهور، إذ توَّجتها مجموعة بيئية نيوزيلندية، هذا األسبوع، على أنها سمكة العام. وذكرت «بي بي سي» أن املسابقة السنوية التي ينظّمها «صــــنــــدوق الـــحـــفـــاظ عــلــى الــبــيــئــة مـــن الـــجـــبـــال إلــــى الــبــحــر»، تهدف إلى زيـادة الوعي بالحياة البحرية واملياه العذبة في نيوزيلندا. وفـازت «السمكة الفقاعية امللساء» هذا العام بالجائزة صوت من أصل أكثر من 1300 املرموقة بحصولها على نحو .5500 تعيش هــذه السمكة الهالمية فـي قــاع الـبـحـر، وينمو سنتيمترًا. وبينما تشتهر بصورتها 30 طولها إلـى نحو املــشــوَّهــة، فـإنـهـا فــي موطنها الطبيعي فــي أعــمــاق البحار تُشبه فـي الــواقــع السمكة الـعـاديـة، إذ تحافظ على شكلها متماسكا بسبب ضغط املاء العالي، ومع ذلك، عندما يجري اصـطـيـادهـا وإحــضــارهــا بـسـرعـة إلـــى سـطـح املــــاء، يـتـشـوَّه جسمها إلـى شكلها الـطـري املميّز؛ وهـو الشكل عينه الذي أكسبها سمعة على أنها من بني أبشع املخلوقات منظرًا في العالم. وحلَّت في املركز الثاني «السمكة الخشنة البرتقالية»، وتعيش في أعماق البحار من فصيلة األسماك ذات الـرأس الوحلية. فـــي هـــذا الــســيــاق، قــالــت املـــديـــرة املُـــشـــاركـــة لـــ«صــنــدوق الحفاظ البيئة مـن الجبال إلـى البحر»، كيم جـونـز: «كانت معركة بني سمكتني من األسماك املنسيّة في أعماق البحار. معركة بني اثنني من املخلوقات الغريبة جدًا، فساعد مظهر السمكة الفقاعية امللساء غير التقليدي فـي حشد أصــوات الناخبني ملصلحتها». بـــدت «الـسـمـكـة الـخـشـنـة الـبـرتـقـالـيـة» فــي طـريـقـهـا إلـى الـفـوز، حتى بـدأ اثنان من مقدّمي البرامج اإلذاعـيـة املحلّية حملة حماسية ملصلحة «السمكة الفقاعية امللساء». وتوجَّه مقدِّما برنامج «مور إف إم» اإلذاعي، سارة غاندي وبول فلني، إلـى املستمعني بالقول: «هناك سمكة صاعدة وبحاجة إلى تصويتكم. نحن بحاجة إلى فوز (السمكة الفقاعية امللساء)». وإذ احتفل املقدّمان بخبر فـوزهـا، قـاال: «كانت تجلس بصبر في قاع املحيط، وفمها مفتوح في انتظار الرخويات اآلتية لتأكلها. لقد كانت عرضة للتنمُّر طــوال حياتها، لذا قـلـنـا: حـــان الـــوقـــت لـتـحـظـى بلحظتها الــرائــعــة تـحـت أشـعـة الشمس، ويا لها من لحظة مجيدة!». اللحظة الرائعة عوَّضت حياة بائسة (غيتي) لندن: «الشرق األوسط» كل ما يفعله اآلخرون يمكن لفاقدي البصر فعله عام على اختراعها 200 «برايل» تُغيِّر حياة مكفوفين في مالي بعد يُمرِّر أمادو ندياي أنامله بتأن على النقاط البارزة فوق قطعة من الورق، محاوال فهم العالم الذي لم يعُد قادرًا على رؤيته. عـام على اخـتـراع طريقة «بـرايـل» 200 مــرَّت لـلـكـتـابـة بــالــلــمــس، الــتــي غـــيّـــرت حــيــاة كـثـيـر من املكفوفني وضعاف البصر، مُمهِّدة الطريق نحو محو األمّية واالستقاللية. في هـذا السياق، نقلت «أسوشييتد برس» عـن نـديـاي، العامل بمجال الخدمة االجتماعية فـي مـالـي، والـــذي فقد بـصـره فـي طفولته، قوله: «ساعدتني (بـرايـل) على عيش حياتي. سابقا، كان الناس يتساءلون: كيف سينجح شخص ال يرى؟ كيف سيندمج في املجتمع؟». ظلَّت هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، مليون نسمة، 20 التي يقترب عـدد سكانها مـن تـــعـــانـــي لـــوقـــت طـــويـــل صـــعـــوبـــة دمـــــج املــكــفــوفــ وضعاف البصر. ووفق منظمة «سايت سيفرز» الخيرية لرعاية العيون، يُقدَّر عدد املكفوفني في ألف شخص. 170 مالي بنحو عــامــا) محظوظا اللتحاقه 47( كـــان نــديــاي بمعهد املكفوفني في البالد، حيث تعلَّم الكتابة بـطـريـقـة «بـــرايـــل»، وقــــال لـنـفـسـه: «كــــل مــا يفعله اآلخرون، يمكنني فعله أيضا». وفي وقت الحق، التحق بالجامعة. وتابع أن «بـرايـل» مكّنته من تطوير شغفه الرئيسي؛ عزف الغيتار، مما يؤكد أيضا أهمية اللمس. وأضـــاف: «كــل ضغط على األوتـــار، وكـل حـركـة لـإصـبـع عـلـى عـنـق الـغـيـتـار، تـتـحـوَّل إلـى نوتة حيّة غنية باملعاني». يُـــعـــد الـــغـــيـــتـــار جــــــزءًا ال يـــتـــجـــزأ مــــن تـقـلـيـد «غــــريــــوت» فـــي مـــالـــي؛ وهــــي املـــمـــارســـة الـثـقـافـيـة املتمثِّلة في سرد القصص عبر املوسيقى. وعدَّل املــوســيــقــيــون الــغــيــتــار ملـــحـــاكـــاة أصــــــوات اآلالت الـوتـريـة التقليدية مـثـل آلـــة «الـــكـــورا». كـمـا دمـج فنانون محلّيون، مثل علي فاركا توري، األلحان املالية مع عناصر من موسيقى البلوز، مما أنتج صوتا عميقا وجاذبا نال استحسانا دوليا. محاولة فَهْم العالم (أ.ب) باماكو (مالي): «الشرق األوسط» الرسوب قمة النجاح هــنــاك مـهـن كـثـيـرة تـتـوارثـهـا الــعــائــ ت جيال بعد جـيـل. عـائـ ت صناعية، وعــائــ ت صحافية، وعائالت قانونية وسواها. ومن أشهر تلك العائالت آل تقال (األهرام) في مصر، وآل أمني (األخبار)، وآل تويني (النهار)، في لبنان. وعلى مر السنني نشأت دور صحافية كثيرة وأُغلقت دور أكثر، وتعرَّضت الصحافة للتأميم، أو لـ خـتـنـاق، بينما استطاع بعضها تجاوز كل أعراض السقم والتبلد. «املـــصـــري الـــيـــوم» عــاشــت مـــع عـائـلـة آل ديـــاب سـائـر املـــراحـــل: الـحـرفـيـة مــع تـوفـيـق ديــــاب، وجيل الرواد، والحداثة، املنطلقة مع حفيده صالح دياب، الذي أخفق في الدراسة طويال مثل معظم الفنانني، ونجح في الصحافة بعيدًا، مثلهم أيضا. مــذكــرات صـــ ح ديـــاب الـــصـــادرة حـديـثـا أشبه بالرواية. كلها أبطال، وسرد أدبي واحد، ومهندس يـعـرف كـيـف يبني مــن الـتـفـاصـيـل الـصـغـيـرة هرما كبيرًا. طوبة طوبة. ولصاحب املذكرات شخصيات عـدة، أهمها عندي شخصية «نيوتن» التي عرفته فيها للمرة األولـــى. و«نيوتن» هو االسـم املستعار الــــذي كـــان يـــوقِّـــع بـــه مـقـالـه الــيــومــي املــخــتــزن علما وثقافة وجرأة. عــنــدمــا تـــوقـــف «نـــيـــوتـــن» عـــن كــتــابــة زاويـــتـــه، شـعـرت بــأن أفـقـا مـديـدًا فـي الصحافة الـعـربـيـة، قد أُغــلــق. ويـخـفـي أهـــل املـهـنـة ســـرًا قـديـمـا، وهـــو أنهم يقرأون بعضهم بعضا من أجل اإلفادة من أفكارهم، والـتـعـلـم مــن جــهــدهــم. وبــهــذا املـعـنـى جـعـل صـ ح ديـاب من جريدته مدرسة للكبار. ففيها مجموعة من املعلمني واملعلمات الذين يعرفون كيف يتركون أثرًا كل يوم، أيا كان املوضوع الذي يكتبون فيه. وكــــم يـــؤســـف أن الــــعُــــرف يــقــضــي بـــــأ نسمي هــــؤالء مـخـافـة أن نـنـسـى بـعـضـهـم. لـكـن وجــودهــم إشارة، أو باألحرى ضمانة، إلى أن املهنة قادرة على البقاء واإلبداع. كتابة املــذكــرات فـن أدبـــي قـائـم بــذاتــه. وكتابة السيرة مثل كتابة الرواية، ما يجوز وما ال يجوز. هــنــا يــبـــرز مـــن جــديــد دور «نـــيـــوتـــن» مــهــنــدســا. أو صائغا. عبير الكتب: معالم سيد قطب ومجاهله كتاب أو كتيب «معالم في الطريق» للناشط السياسي واألديب الناقد املصري سيد قطب من أخطر ما كتب في أدب التحريض والتثوير في الكتابات اإلخوانية، لدرجة أنه ما زال نبعا تنهل منه كل جماعات التكفير والعنف باسم الدين، وصوال لجماعة «داعش» التي كانت تنقش عبارات سيد قطب في املعالم، على حيطان مدن الرقة واملوصل وغيرهما. شخص وسيرة سيد قطب موضوع كتب ودراســـات مختلفة، لكن حديثنا، أو تنويهنا اليوم عن أخطر وأكثف كتبه وهو «معالم في الطريق» الذي ما زال بعض القطبيني من «دواعش وقاعدة وسرورية وإخوان» بل وشيعة، يغرفون من معينه، في كل مكان. عن مكتبة وهبة، أي قبل إعدام املؤلف بسنتني، كتبه وهو 1964 نُشرت الطبعة األولى للكتاب سنة فـي السجن، مـا ينفي أن يـكـون السجن متوحشا ال يمكن فيه الـنـوم الـعـادي فـضـ عـن التفرغ للكتابة والتنظير للرعاب واإلرهاب! وهو آخر ما طبع للمؤلف في حياته. ملن كتب سيد قطب هذا الكتاب «املانيفستو» القطبي؟ يقول هو نفسه في فاتحة كتابه: «لهذه الطليعة املرجوة املرتقبة كتبت (معالم في الطريق). منها أربـعـة فصول مستخرجة مـن كتاب (فــي ظــ ل الــقــرآن) مـع تعديالت وإضــافــات مناسبة ملـوضـوع كتاب املعالم. ومنها ثمانية فصول - غير هذه التقدمة - مكتوبة في فترات». يعني بالطليعة هذه ثلة من املؤمنني بفكرته عن عودة «الجاهلية» لكل املسلمني وغياب املسلمني عن الوجود الحقيقي، كما يفهم هو طبيعة ورسالة وشكل هذا الوجود، الذي يجب في البداية أن تؤمن به «طليعة» منتقاة تنعزل شعوريا وإن أمكن ماديا، عن الجاهلية والجاهليني، تمهيدًا لالنقضاض عليها... وعليهم! هو يرى - وهذه من أخطر خالصاته - أن اإلسالم غائب عن الوجود، ألن «اإلسالم ال يملك أن يؤدي دوره إال أن يتمثل في مجتمع». ويرى أن «وجود األمة املسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة... فاألمة املسلمة ليست (أرضا) كان يعيش فيها اإلسالم. وليست (قوما) كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام اإلسالمي... إنما (األمة املسلمة) جماعة من البشر». هـذه الجماعة من البشر، غير موجودة لـدى سيد قطب، و«قـد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر األرض جميعا». ما وصف مئات املاليني من املسلمني حسب القاموس القطبي هذا؟ املسألة واضحة لديه، نحن - أي كل املسلمني - في جاهلية جهالء، جاهلية حديثة: «وال بد من إعادة وجود هذه (األمة) لكي يؤدي اإلسالم دوره املرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى». ما السبيل للخروج من هذه الظلمات يا شيخ سيد؟! يجيب بحسم: «ال بد إذن - في منهج الحركة اإلسالمية - أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منها». مـا عالقة كـ م الـرجـل بحقيقة التاريخ اإلسـ مـي وطبيعة الفقه والعلم ومناهج درس التاريخ واملجتمعات و«فقه» حركة الناس عبر الزمن؟! يقول الكاتب األردنــي محمد الزبيدي في مطالعة نقدية للمعالم: «تكفي نظرة متفحّصة لطبيعة كتاب (معالم في الطريق)، لكي تُظهر لنا أنّه أقرب إلى أحالم شاعر، وأوهام قاصّ، وخيال روائي، وأبعد ما يكون عن فكر منظّر سياسي، أو مخطّط عسكري، لكن لغة الكتاب الشاعرية، املفعمة باألحالم، تورث كلماتها أي قارئ مسلم بسيط، وغير مثقف، شعورًا باالنتشاء الكاذب، والخيالء املضللة». نحن ال نتحدث عن كتيب شاعري مفعم بالعواطف فارغ من العلم، كتب في منتصف ستينات القرن املاضي، بل عن عبارات شاعرية مجنحة تنتج اليوم خرابا ودمارًا وفوضى... تنتج «داعش» و«القاعدة» وهلم جرا... تلك هي الخطورة الدائمة.

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==