issue16909

6 أخبار NEWS Issue 16909 - العدد Saturday - 2025/3/15 السبت ASHARQ AL-AWSAT موسكو تدفع لمفاوضات متعددة... و«النووي اإليراني» جزء من صفقة شاملة اجتماع بكين «يضبط الساعات» لمواجهة العقوبات على طهران عكست مخرجات اجتماع بكني لنواب وزراء خـارجـيـة روســيــا والــصــ وإيــــران، إطــــــــاق تــــحــــرك مــــشــــتــــرك بــــهــــدف «ضـــبـــط الـــســـاعـــات»، فـــي مـرحـلـة صـعـبـة ومـعـقـدة، وفق وصف دبلوماسي روسي. واتفق الحاضرون في الشق املُعلَن من نتائج اللقاء األول من نوعه، على تنسيق املـــواقـــف ملــواجــهــة الــعــقــوبــات، ورفــــض أي تـــحـــرك عــســكــري عــلــى املــنــشــآت الــنــوويــة، وتــرتــيــب مـــجـــاالت دفـــع تـسـويـة سياسية محتملة مـع اإلدارة األميركية على ضوء إعلن واشنطن استعدادها إلطلق مسار تــفــاوضــي، وفــــي إطــــار االقــــتــــراح الــروســي للوساطة في ملف «النووي اإليراني». وبــدا أن موسكو التي عملت بنشاط إلنجاح اللقاء الثلثي تسعى إلـى تعزيز أوراقها التفاوضية مع واشنطن، في إطار االنفتاح على حوار واسع يشمل مع امللف األوكـــرانـــي رزمـــة مـلـفـات دولــيــة وإقليمية بينها النووي اإليراني. وحـــــمـــــلـــــت لــــهــــجــــة بــــــيــــــان أصــــــدرتــــــه «الخارجية» الروسية إشارات إلى ارتياح مـوسـكـو لـنـتـائـج الــلــقــاء، الـــذي شـــارك فيه مـن الـجـانـب الــروســي سيرغي ريـابـكـوف، وهـــو الـدبـلـومـاسـي املـكـلـف بملفات األمــن االستراتيجي وإدارة الحوار مع واشنطن. ووفقًا للبيان، فقد تم خلل االجتماع «تـنـسـيـق اإلجـــــــراءات الــرامــيــة إلـــى خفض التوترات حول البرنامج النووي اإليراني، كما تم التأكيد على عدم جواز التهديدات واسـتـخـدام الـقـوة العسكرية ضـد منشآت الطاقة النووية اإليرانية». وأكـــــــدت «الــــخــــارجــــيــــة» الــــروســــيــــة أن «املـــــشـــــاورات عــلــى مــســتــوى نـــــواب وزراء الـــخـــارجـــيـــة فـــي روســـيـــا والـــصـــ وإيـــــران ركزت على خطة العمل الشاملة املشتركة، وتنسيق اإلجـــراءات الرامية إلـى الحد من التوترات املتصاعدة بشكل مصطنع حول البرنامج النووي اإليراني». وأشــــــار الـــبـــيـــان إلــــى وضــــع األطـــــراف الـثـاثـة «تقييمًا صــارمــ لـــإجـــراءات غير القانونية واالنتهاكات الجسيمة العديدة ) مــن قِبل 2231( لــقــرار مجلس األمـــن رقـــم الــــواليــــات املـــتـــحـــدة والـــــــدول األوروبـــــيـــــة». وشدّد على عدم جواز التهديد والترهيب إطلقًا، وكذلك استخدام القوة العسكرية ضــــد مـــنـــشـــآت الـــبـــنـــيـــة الــتــحــتــيــة لـلـطـاقـة الـــنـــوويـــة اإليــــرانــــيــــة. ونــــاقــــش االجـــتـــمـــاع أيـضـ، بحسب الخارجية الـروسـيـة، آفـاق «إيجاد حلول تفاوضية مستدامة طويلة األمـــــد مـبـنـيـة عــلــى االعـــتـــبـــارات املـتـبـادلـة والتوازن املوثوق ملصالح األطراف». اجتماع «ناجح ومهم» وصـف محسن بختیار، سفير إيـران لدى الصني، عبر منصة «إكس» االجتماع بأنه «كان ناجحًا تمامًا وسيمهد الطريق ملــــواجــــهــــة (األحـــــــاديـــــــة الـــــخـــــاســـــرة) الـــتـــي تنتهجها الواليات املتحدة». وجــــــــــــــاءت دعـــــــــــوة الــــــصــــــ وإيـــــــــــران وروســــيــــا، الــجــمــعــة، إلــــى رفــــع الـعـقـوبـات املــفــروضــة عـلـى طـــهــران، خـــال مـحـادثـات بــكــ ، وســـط مـــســـاع دبـلـومـاسـيـة حثيثة تــبــذلــهــا الــــــدول الـــكـــبـــرى عــلــى أمــــل إحــيــاء ، وعلى خلفية ضغوط شديدة 2015 اتفاق تـــمـــارســـهـــا واشــــنــــطــــن بــــشــــأن الـــبـــرنـــامـــج النووي اإليراني. وجــــــرت املــــحــــادثــــات فــــي وقـــــت أبــــدى الرئيس األميركي دونـالـد ترمب انفتاحه عـلـى الـــحـــوار مــع طــهــران مـنـذ عــودتــه إلـى البيت األبيض في يناير (كانون الثاني)، بـعـدمـا انـسـحـب أحـــاديـــ مـــن االتـــفـــاق عـام خلل واليته األولى. 2018 لـــكـــن تــــرمــــب شــــــدد الــــعــــقــــوبــــات عـلـى إيـران التي ردَّت منددة بـ«نفاق» الواليات املتحدة. وشكل دخـول روسيا على الخط عـــبـــر اقــــتــــراح وســــاطــــة لـــدفـــع املـــفـــاوضـــات حـــــول الـــــنـــــووي اإليــــــرانــــــي، تــــحــــوال مـهـمـ عـكـس وجــــود قـنـاعـة لـــدى الــكــرمــلــ ، بـأن الـعـاقـات الـجـديـدة مـع إدارة تـرمـب يمكن أن تــفــضــي إلــــى «صــفــقــة شـــامـــلـــة» ملـلـفـات عـــلـــى أجــــنــــدة الـــبـــلـــديـــن. وكـــــــان الــكــرمــلــ أعـــلـــن أن املـــلـــف اإليــــرانــــي ســيــكــون واحــــدًا مـــن مـــســـارات تـفـاوضـيـة مــتــعــددة تستعد مـــوســـكـــو وواشــــنــــطــــن إلطــــــــاق نـــقـــاشـــات حـولـهـا، إلــى جـانـب الــصــراع فـي أوكـرانـيـا ومـسـائـل األمـــن االسـتـراتـيـجـي والقضايا اإلقليمية الساخنة. ولم تستبعد أوساط روسـيـة أن تكون موسكو مستعدة لرسم ملمح «صفقة شاملة» مع واشنطن تقوم على احـتـرام مصالح الطرفني فـي امللفات املطروحة. فـــــي هـــــــذا اإلطـــــــــــار، بـــــــدا أن اجـــتـــمـــاع بـكـ يــعــزز املــوقـــف الــتــفـاوضـي ملـوسـكـو، مـــــا انــــعــــكــــس فـــــي تــــصــــريــــحــــات األطـــــــــراف الثلثة التي تحدثت عن استئناف العمل بـــالـــبـــرنـــامـــج الــــنــــووي اإليــــــرانــــــي، ورفــــض ســــيــــاســــة الــــضــــغــــط األقـــــصـــــى مـــــن جـــانـــب واشـنـطـن، ومـواجـهـة تـداعـيـات العقوبات املفروضة. وفي هذا اإلطار، حذّر وزير الخارجية الصيني وانــغ يـي، لـدى لقائه نائب وزير الـــخـــارجـــيـــة الــــروســــي ســيــرغــي ريــابــكــوف ونظيره اإليراني كاظم غريب آبادي اللذين يرأسان وفدي بلديهما إلى املحادثات، من أن «الــوضــع بـــات مـــرة أخـــرى أمـــام مفترق حاسم». وأضاف وانغ يي أن «االتفاق الشامل بــشــأن املــســألــة الــنــوويــة اإليـــرانـــيـــة إنـجـاز مهم تم تحقيقه عبر الحوار والتفاوض»، محذرًا بأن «العقوبات أحادية الجانب لن تؤدي سوى إلى مفاقمة النزاعات. الحوار والتفاوض هما الخياران الوحيدان». وقال نائب وزير الخارجية الصيني، مــــا تــــشــــاو شــــيــــوي، إن روســــيــــا والـــصـــ وإيــــــران أكــــــدت، خــــال اجــتــمــاع فـــي بـكـ ، عـلـى ضــــرورة رفـــع جـمـيـع الـعـقـوبـات غير القانونية. وأضــــاف أن «إيـــــران وروســـيـــا أعربتا عن امتنانهما للصني على دورهــا البناء وتنظيم االجتماع في بكني». «حوار معمق» اتهم املندوب اإليراني «بعض الدول» باختلق «أزمــة ال داعـي لها»، مؤكدًا عقد «اجتماع بناء وإيجابي جدًا» مع محاوريه الروس والصينيني. وكان نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاوشو، أعلن قبل ذلك، خلل مؤتمر صحافي مع نظيريه الـروسـي واإليـرانـي: «أجــريــنــا تـــبـــادال مـعـمـقـ لــوجــهــات النظر حول املسألة النووية ورفع العقوبات». وأضـــــــــــاف: «شـــــــدَّدنـــــــا عــــلــــى ضـــــــرورة وضـــع حـــد لـكـل الــعــقــوبــات األحـــاديـــة غير املـشـروعـة»، مـــرددًا بـذلـك مـا ورد فـي بيان مشترك للدول الثلث نشرته بكني. بني 2015 وأتــــاح االتـــفـــاق املــبــرم عـــام طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبـــرلـــ ومــوســكــو وبـــكـــ ، رفــــع عـقـوبـات عـــن الــجــمــهــوريــة اإلســـامـــيـــة لـــقـــاء خفض أنـــشـــطـــتـــهـــا الـــــنـــــوويـــــة وضـــــمـــــان ســلــمــيــة برنامجها. إال أن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة انـسـحـبـت ، بــقــرار مــن تـرمـب، 2018 أحـــاديـــ مـنـه فــي وأعـــــــادت فــــرض عـــقـــوبـــات قــاســيــة أنـهـكـت اقتصاد إيران. والتزمت طـهـران باالتفاق على مدى الـــعـــام الــــذي أعــقــب االنــســحــاب األمــيــركــي، لكنها بدأت الحقًا التخلي عن التزاماتها. وفشلت منذ ذلك الوقت كل الجهود الرامية ســـنـــوات على 10 إلعــــــادة إحـــيـــائـــه. وبـــعـــد دخـولـه حـيّــز التنفيذ، تنتهي فـي أكتوبر مـــفـــاعـــيـــل الــــقــــرار 2025 ) (تـــشـــريـــن األول » الصادر عن مجلس األمن الدولي، 2231« .2015 الذي كرّس تطبيق اتفاق وال تــســتــبــعــد بـــعـــض الــــــــدول إعــــــادة فـــرض عــقــوبــات عـلـى إيـــــران بـعـد انـقـضـاء هذا التاريخ. وأجـرت إيـران، خلل األشهر املاضية، عدة جوالت مباحثات مع أملانيا وفرنسا واململكة املتحدة حول برنامجها الــــــنــــــووي، كـــمـــا نـــســـقـــت ســـيـــاســـاتـــهـــا مـع مــوســكــو وبــكــ بــهــدف مــواجــهــة الــوضــع القائم. وحــــمــــل أول تـــعـــلـــيـــق أوروبــــــــــي عـلـى اجتماع بكني إشـارات إلى تعامل إيجابي من جانب أوروبا، مع احتمال إطلق مسار تفاوضي لتسوية الخلف حول «النووي اإليراني» بطرق سلمية. وقــــــــــــال املــــــتــــــحــــــدث بــــــاســــــم الــــخــــدمــــة الــخــارجــيــة فـــي االتـــحـــاد األوروبــــــــي، أنـــور العنوني، إن التكتُّل أخذ علمًا باالجتماع الثلثي بني روسيا وإيران والصني بشأن البرنامج النووي اإليراني، ويظل منفتحًا على االتصاالت بشأن هذه القضية. واضـــــــــــــــــاف فـــــــــي إفـــــــــــــــــادة صــــحــــافــــيــــة بــبــروكــســل: «الـــبـــلـــدان الــثــاثــة أطـــــراف في االتـفـاق الـنـووي اإليـرانـي، ال توجد بدائل مجدية للحل الدبلوماسي». جانب من االجتماع الثالثي بين روسيا والصين وإيران في بكين أمس (رويترز) موسكو: رائد جبر روسيا والصين وإيران رفضت استخدام القوة ضد البنية التحتية للطاقة النووية طهران تصف واشنطن بـ«المدمنة» للعقوبات «مجموعة السبع» تحث إيران على خفض التصعيد قالت الدول السبع الصناعية الكبرى إن إيــران مصدر رئيسي لعدم االستقرار، وحذرت من لجوئها إلى اعتقال ومحاولة اغــتــيــال أجـــانـــب كـــــأداة لــــإكــــراه. واجـتـمـع وزراء خارجية املجموعة في كندا، ملناقشة تداعيات السياسة الخارجية والتجارية للرئيس األميركي دونالد ترمب. وقالت «مجموعة الدول السبع» التي تـضـم بـريـطـانـيـا وكــنــدا وفـرنـسـا وأملـانـيـا وإيطاليا واليابان والواليات املتحدة، إن طهران هي مصدر رئيسي لعدم االستقرار في الشرق األوســط، وحثتها على العودة للدبلوماسية بـشـأن برنامجها الـنـووي، وفقًا لـ«رويترز». وطالبت املجموعة إيـــران بـأن «تغير اآلن مسارها، وأن تخفض التصعيد، وأن تختار الدبلوماسية». وكان وزير الخارجية اإليراني عباس عراقجي، قد أعلن أن طهران يمكن أن تكون منفتحة على إجراء مفاوضات نووية غير مباشرة مع الواليات املتحدة. مـــــع ذلــــــــك، وصــــفــــت طـــــهـــــران اإلدارة األمـيـركـيـة بـأنـهـا «مــدمــنــة» عـلـى سياسة العقوبات والضغط على «الدول املستقلة»، وذلــــــك ردًا عـــلـــى فـــــرض عـــقـــوبـــات جـــديـــدة شـمـلـت وزيــــر الـنـفـط فــي حـكـومـة الـرئـيـس اإليراني مسعود بزشكيان. وفــــرضــــت إدارة الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي دونــالــد تـرمـب حـزمـة عـقـوبـات ثالثة على قــــطــــاع الـــنـــفـــط اإليـــــرانـــــي خـــــال شـــهـــريـــن، مستهدفة وزيـر النفط محسن باك نجاد، و«أسطول الظل» الـذي يساعد إيـران على إخـفـــاء شـحـنـاتـهـا مـــن الــنــفــط، بـمـا يشمل شـركـة، معظمها صينية 13 سفينة و 18 وهــــنــــديــــة. وقـــــــال املـــتـــحـــدث بــــاســــم وزارة الــخــارجــيــة اإليـــرانـــيـــة، إسـمـاعـيــل بـقـائـي، إن الـعـقـوبـات الــجــديــدة «دلــيــل عـلـى خـرق أميركا للقانون الـدولـي وخـداعـهـا»، وفقًا ملا نقلته وكالة «مهر» الحكومية. وأدان بقائي، الجمعة، بشدة اإلجراء األمـــيـــركـــي بـــفـــرض الــحــظــر عــلــى عــــدد من األفــــراد، بمن فيهم وزيـــر النفط اإليــرانــي، وعدد من ناقلت النفط وشركات التجارة. وأشــار الدبلوماسي اإليـرانـي إلـى أن «حديث املسؤولني األميركيني املتكرر عن اســـتـــعــدادهـــم لــلــتــفــاوض مـــجـــرد ادعـــــاءات زائفة»، معتبرًا أن «العقوبات تؤكد العداء األميركي لتطور وتقدم ورفاهية الشعب اإليراني»، على حد تعبيره. ووصـــف بـقـائـي «إدمــــان أمـيـركـا على سـيـاسـة الـعـقـوبـات والـضـغـط عـلـى الـــدول املستقلة»، بأنه «انتهاك لسيادة القانون عــلــى املـــســـتـــوى الــــدولــــي، وتـــهـــديـــد للسلم واألمــــن الـــدولـــيـــ ». وأكــــد املــتــحــدث باسم وزارة الـخـارجـيـة اإليــرانــيــة أن اإلجــــراءات التي تقوم بها الـواليـات املتحدة لتعطيل الـــتـــبـــادالت االقـــتـــصـــاديـــة والـــتـــجـــاريـــة بني إيــــــران والـــــــدول األخـــــــرى، تــشــكــل انـتـهـاكــ واضـــحـــ لــلــمــبــادئ والـــقـــواعـــد األســاســيــة للقانون الدولي والتجارة الحرة. وحـــمّـــل بــقــائــي الــحــكــومــة األمـيـركـيـة مــــســــؤولــــيــــة «عــــــواقــــــب وآثـــــــــــار مــــثــــل هــــذه اإلجــــــــــــــــراءات األحـــــــاديـــــــة الــــجــــانــــب وغـــيـــر املشروعة». لندن: «الشرق األوسط» سجال حول توزيع النفط والمياه بين المكونات أحزاب عراقية تستعيد جدل التقسيم واألقاليم استعادت أحزاب عراقية جدال قديمًا حول تشكيل أقاليم على أساس املكونات والطوائف، وتقسيم موارد املياه والنفط. وكـان زعيم ائتلف «دولـة القانون» نــــوري املــالــكــي، قـــد صــــرَّح مـطـلـع مـــارس ، أن «الــشــيــعــة سـيـنـفـردون 2025 ) (آذار بــالــنــفــط إذا أجــــبــــروا عـــلـــى الــتــقــســيــم»، وهـــــــدَّد حـــســـ مـــؤنـــس وهـــــو نـــائـــب عـن «كتائب حزب الله» العراقي، بـ«استقلل محافظات إذا استمر ابتزاز الشيعة». 9 وأثـــارت هـذه املـواقـف ردود فعل من أحــــزاب سـنـيـة اقـتـرحـت «تـشـكـيـل أقـالـيـم عـلـى أســــاس تقسيم املـــــوارد والـــثـــروات، ليحصل اإلقليم السني على املياه». وتـحـظـى هـــذه الــنــقــاشــات بـاهـتـمـام الـقـوى السياسية، بـالـتـزامـن مـع موسم انتخابي مبكر، وضغوط أميركية على بغداد بضرورة الخروج من دائرة النفوذ اإليراني. جدل قديم ، كــــادت األحـــــزاب السنية 2005 عـــام العراقية تسقط الدستور الـدائـم بسبب رفــضــهــا الــتــصــويــت عــلــى بـــنـــود تسمح بـإقـامـة األقــالــيــم، وكـــان إقـلـيـم كـردسـتـان ، وجرى 1991 العراق واقع حال منذ عام العرف السياسي على كونه من الثوابت. وخــــــــال عـــمـــلـــيـــة كـــتـــابـــة الـــدســـتـــور تــعــرَّض أكـثـر مــن عـضـو سـنـي فــي لجنة الـــصـــيـــاغـــة إلـــــى االغــــتــــيــــال، ولـــــم يـتـمـكَّــن العرب السنة من املشاركة في االستفتاء الــدســتــوري إال بـعـد إضــافــة فـقـرة تنص 5 عــلــى إعــــــادة الــنــظــر بــالــنــصــوص بــعــد أشهر. وفــــــي ذروة تـــلـــك األحــــــــــــداث، فـــاجـــأ السياسي الشيعي عبد العزيز الحكيم رئيس «املجلس األعلى للثورة اإلسلمية فــي الـــعـــراق» بـطـرحـه إقــامــة «فـيـدرالـيـة» للشيعة في جنوب البلد. وكـان الحكيم قد أعلن عن مشروعه أمام حشد في مدينة النجف، وقال: «بات مــن الـــضـــروري إقــامــة إقـلـيـم واحـــد يضم جميع مناطق الشيعة على غـــرار إقليم كردستان في شمال العراق». ويـــومـــهـــا، قــــال أمــــ «مـنـظـمـة بـــدر» هــــادي الــعــامــري، الــــذي كـــان حــاضــرًا في خـطـبـة الــحــكــيــم، إن «الــشــيــعــة يــجــب أن يـحـصـلـوا عـلـى الـفـيـدرالـيـة فــي الجنوب لـــكـــي نـــضـــمـــن حـــقـــوقـــهـــم»، وتـــــابـــــع: «لـــم نـحـصـل مــن الـحـكـومـة املــركــزيــة إال على املوت». كـمـا أن الـرئـيـس األمــيــركــي السابق جو بايدن، كان قد قدَّم عندما كان عضوًا خطة 2005 في مجلس الشيوخ في عـام لتقسيم الـعـراق إلـى أقاليم، على أساس املكونات، مع حكومة مركزية في بغداد. أولويات متغيرة وبــــعــــد الـــتـــصـــويـــت عـــلـــى الـــدســـتـــور أكــتــوبــر (تـشـريـن 15 الـــدائـــم لــلــبــاد فـــي ، تحوَّل التحالف السياسي 2005 ) األول بني القوى الشيعية والكردية إلى غطاء اسـتـراتـيـجـي لـلـحـكـومـات الــتــي تشكلت الحقًا. ومع مرور الوقت، تراجعت القوى الشيعية عـن بعض التزاماتها املتعلقة بالفيدرالية، مثل إدارة الثروات وتطبيع الوضع في مدينة كـركـوك، كما تجمَّدت مطالب القوى السنية بتعديل الدستور. ويـمـيـل مـراقـبـون إلـــى االعـتـقـاد بـأن املركزية املفرطة التي أظهرتها األحـزاب الشيعية، التي تستأثر بمنصب رئيس الــحــكــومــة وغــالــبــيــة املـــنـــاصـــب األمــنــيــة، أســـــهـــــمـــــت فـــــــي إطـــــــفـــــــاء الـــــنـــــقـــــاش حـــــول الفيدرالية في العراق. كــمــا أن مــحــاربــة تـنـظـيـم «داعـــــش»، ، وتـوسـع نفوذ الفصائل 2014 منذ عـام املوالية إليران إلى املدن السنية املحررة، جعل األقاليم مشروعًا غير واقعي. ومـــع هــــروب بــشــار األســـــد، وإطـــاق مـــرحـــلـــة ســـيـــاســـيـــة جــــديــــدة فــــي ســـوريـــا بــــإدارة الـرئـيـس الــســوري أحـمـد الـشـرع، تصاعدت أصــوات في العراق الستعادة السجال حول إمكانية تطبيق الفيدرالية في املناطق الغربية، ال سيما مع املتغير األهم الذي حصل في املنطقة، متمثل في كسر «الهلل الشيعي». ويـــــــرى مــــراقــــبــــون أن املــــيــــل الــســنــي إلـى الفيدرالية يعود إلـى سببني، األول «خــيــار جـــدي تــدفــع بــه زعـــامـــات عشائر وأحــــزاب مـخـضـرمـة»، فـي حـ ينحصر الثاني فـي «مــحــاوالت سياسية ملناكفة القوى الشيعية» التي بدأت تطرح مسألة «النفط إلقليم الجنوب»، في حني تطرح أصوات «املياه إلقليم الغربية والشمال». بغداد: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==