RAMADAN 21 Issue 16909 - العدد Saturday - 2025/3/15 السبت رمضانيات منسوجات مذهّبة تتألق في قسم «المنورة» ببينالي الفنون اإلسالمية يــشــكّــل بــيــنــالــي الـــفـــنـــون اإلســامــيــة ، الــــــذي تــنــظــمــه مـــؤســـســـة بـيـنـالـي 2025 الـــدرعـــيـــة تــحــت شـــعـــار «ومـــــا بـيـنـهـمـا»، ويُقام في صالة الحجاج الغربية بمطار 25 امللك عبد العزيز الـدولـي بجدة حتى مــايــو (أيـــــار) املـقـبـل، حــدثــا ثـقـافـيـا بـــارزًا يستقطب عشاق الفن اإلسلمي من جميع أنحاء العالم، مقدما لهم رحلة فريدة في عوالم اإلبداع اإلسلمي املتنوع. ويــــــبــــــرز قــــســــم «املــــــــنــــــــورة» بــصــفــتــه نـافـذة مشرقة تستعرض اإلرث الثقافي والـروحـي للمدينة املـنـورة، حيث يجمع بــــن أجـــــــواء روحـــانـــيـــة دافــــئــــة وتـصـمـيـم معماري مستلهم من عبق املكان وجلله. ويـتـألـق هـــذا الـقـسـم بـعـرض منسوجات خضراء مذهّبة، تروي بخيوطها الذهبية تفاصيل من العظمة واإلجـــال للمسجد النبوي الشريف، مطرزة بدقة تُبرز إبداع الفن اإلسلمي على مر العصور. عــــام، 1200 وعـــلـــى مـــــدى أكـــثـــر مــــن شـكّــلـت هـــذه املــنــســوجــات رمــــزًا للتقدير واإلجــــال فــي املـسـجـد الـنـبـوي الـشـريـف، ولـم تقتصر وظيفتها على الحماية من الغبار واألتربة، بل جسدت روح التقدير واإلجــــال الـتـي حملها الــقــادة والعلماء عـبـر الــتــاريــخ. ومـنـذ أن كـسَــت الـخـيـزران بــنــت عـــطـــاء، زوجـــــة الـخـلـيـفـة الـعـبـاسـي املـهـدي، جــدار الحجرة النبوية الشريفة م، أصبح 789 - هـ 173 بالحرير املشبك عام إرسال األكسية تقليدًا يعبر عن مكانة هذا املوقع املقدس. وواصل سلطي املماليك والــعــثــمــانــيــن هـــــذا الــتــقــلــيــد، فـــأضـــافـــوا ملساتهم على املسجد الـنـبـوي مـن خلل إرســـــــــال األكــــســــيــــة لـــلـــمـــحـــاريـــب واملــــــــآذن والــروضــة الشريفة ومـقـام جبريل عليه السلم وحجرة السيدة فاطمة رضي الله عنها. وقد وثّق املؤرخون هذه الطقوس التي تُنفذ بدقة وروحانية بالغة، وكانت األكسية تبدل من قِبل األغوات املعروفي بصلحهم وزهدهم، فيما تُرسل األكسية الــقــديــمــة إلــــى إســطــنــبــول أو تُــــــوزَّع على الحجاج تذكارًا. ومن أبرز القطع املعروضة في قسم «املنورة» الستارة الخضراء املذهّبة التي أوقـــفـــهـــا الــســلــطــان مــحــمــود الـــثـــانـــي عــام م عــلــى املــســجــد الـنـبـوي 1816 - هـــــــ 1231 الـشـريـف، وتتميز بـتـطـريـزهـا الـحـريـري )230 × 291( واملــعــدنــي املـــذهّـــب بـأبـعـاد سنتيمترًا، وتحفظ حاليا في مجمع امللك عبد العزيز للمكتبات الوقفية باملدينة املـــنـــورة، شـــاهـــدة عـلـى بـــراعـــة الـحـرفـيـن ودقة العمل الفني اإلسلمي. جانب من جناح «المنورة» في بينالي الفنون اإلسالمية بجدة (هيئة بينالي الدرعية) جدة: «الشرق األوسط» جانب من جناح «المنورة» في بينالي الفنون اإلسالمية بجدة (هيئة بينالي الدرعية) منظر ليلي لمسجد الشيخ زايد في أبوظبي (أ.ف.ب) سيدات يلتقطن الصور أمام مسجد قبة الصخرة في القدس (أ.ب) صالة الجمعة في سوق النسيج تاناه أبانغ في جاكرتا بإندونيسيا (إ.ب.أ) فنانا يُشاركون في معرض يعكس بهجة الشوارع المصرية 66 «صندوق الدنيا»... كرنفال لأللوان والموتيفات الشعبية في ليالي رمضان بلوحات تشع بهجة، يُــشـارك نحو فنانا فـي مـعـرض «صـنـدوق الدنيا» 66 بغاليري «آرت كورنر» في الزمالك (غرب القاهرة)؛ لتعكس معظم األعمال األجواء الكرنفالية أو االحتفالية املرتبطة بليالي رمضان. املــــعــــرض يــــضــــم أجـــــيـــــاال مـــتـــنـــوّعـــة؛ ومـــــن ضـــيـــوف الـــــشـــــرف، الـــفـــنـــان صـــاح البيصار بعملي من املوتيفات الشعبية املُستلهمة من السيرة الهللية، والفنان طاهر عبد العظيم بعمل فنّي تجريدي يـــشـــي بـــكـــثـــيـــر مـــــن األلــــــــــوان الـــصـــاخـــبـــة، والـفـنـان عبد العزيز الـجـنـدي، والفنانة ميرفت الشاذلي. في هذا السياق، قال منسّق املعرض، الفنان حسن داود، إن «الهدف جمع شمل الفناني ضمن مهرجان فنّي فـي ليالي رمضان املُبهجة، واالستمتاع بأعمالهم والـــتـــحـــاور حــولــهــا»، مـضـيـفـا لـــ«الــشــرق األوسط» أن «املعرض شهد تنوّعا كبيرًا في املُشارَكات من أجيال مختلفة، وكذلك عــلــى مــســتــوى املـــوضـــوعـــات والــخــامــات والتقنيات املُستخدمة في األعمال». وعـــــــــن فــــلــــســــفــــة تــــســــمــــيــــة املـــــعـــــرض «صندوق الدنيا»، ردَّ: «صندوق الدنيا يحوي كـل شــيء. فيه تفاصيل وأســـرار، وحـــيـــاتـــنـــا كــلــهــا تـــبـــدو جــــــزءًا مـــنـــه. فـقـد حـــاولـــت نــقــل حــيــاة املــصــريــن كــمــا عـبَّــر عنها الفنانون في داخله». تُشارك الفنانة سماء يحيى بعملها بعنوان «صـنـدوق الـدنـيـا»، وعنه قالت: «صـنـدوق الدنيا أو صـنـدوق الحكايات هـو صـنـدوق خشبي ظهر بعد حكايات الـــــــــراوي لــتــعــطــيــهــا حــــيــــاة وروحـــــــــا. مـن الــــصــــنــــدوق، كـــنـــا نــــــرى أبــــــو زيــــــد وذات الــهــمــة وغــيــرهــمــا مـــن أبـــطـــال الـحـكـايـات التراثية». وأضافت لـ«الشرق األوسـط»: «هــــذا الـــصـــنـــدوق الــســحــري كــــان ينبض بالحكايات، وهو واحد من أهم العناصر في الفن الشعبي وأجملها، وقد ظهر هنا في مصر وسوريا ودول أخرى، وفي كل مكان له طابعه الخاص». وتابعت: «الصندوق وسيلة الترفيه السابقة املُمثَّلة بالتلفزيون. فيه كثير من الخيال واإلبـــداع، وقـدّمـت عمل فنّيا من البناء والتشكيل الخاص به، لكنّني جعلت الحكايات خــارج الصندوق مثل األمـــيـــرات واألبـــطـــال وغــيــرهــم، وبـداخـلـه يمكن أن نرى األحلم أيضا». بـــــــدوره، قــــال الـــفـــنـــان مـــدحـــت مــــراد، أحــــد املُـــشـــاركـــن فـــي املـــعـــرض: «أعــمــالــي تعتمد عـلـى الـــلـــون، وبـعـد ذلـــك تتداعى الـــخـــطـــوط والـــتـــشـــكـــيـــل الــــــذي يـسـتـدعـي كـــثـــيـــرًا مـــــن الـــعـــنـــاصـــر مـــــن الــــــشــــــارع أو االحتفاالت الشعبية»، مضيفا لـ«الشرق األوســـــط»: «أعــتــمــد عـلـى األلـــــوان املـائـيـة بـــدرجـــة كــبــيــرة. وفــــي مــعــرضــي األخــيــر، قال لي أحد األصدقاء إنني ملوِّن كبير، نـظـرًا إلـــى اهـتـمـامـي بـــاأللـــوان وسحرها وقوتها، وهو نتاج تجربتي في اإلخراج الصحافي لسنوات». ويــعــتــمــد مــــــراد عـــلـــى الـــتـــجـــريـــد فـي أعـــمـــالـــه، كــمــا يـسـتـقـي مـــفـــردات لـوحـاتـه مــــــن الــــــريــــــف املــــــصــــــري بــــكــــل تـــفـــاصـــيـــلـــه وسحره الخفي القديم وفق قوله، مشيرًا إلــــى حــلــقــات الـــذِّكـــر أو املـــوالـــد الشعبية واملولوية وحضورها في فنّه. وبـــــاأللـــــوان املـــائـــيـــة أيــــضــــا، يُـــشـــارك الــفــنــان وائــــل حـــمـــدان بـلـوحـتـن تـمـثّــان مَــشــاهــد مـــن الـــشـــارع املـــصـــري والـــحـــارة الشعبية، ويعتمد على األلوان في تقديم الــتــفــاصــيــل بــطــريــقــة مـــمـــيّـــزة تُـــعـــبّـــر عـن أسلوبه الخاص في الرسم التصويري. أوضــــح: «اســتــخــدام األلـــــوان املـائـيـة بالنسبة إلي أقرب إلى الهواية. أقدّم كل مـــدّة مجموعة لـوحـات بــاأللــوان املائية، وتـــأثّـــرت كـثـيـرًا بــوســط الـبـلـد بـشـوارعـه وحــــــــواريــــــــه، وأرى فــــيــــه طـــــاقـــــة كـــبـــيـــرة ومـــوضـــوعـــات مـــتـــنـــوّعـــة، انــعــكــســت إلــى حد كبير في أعمالي املُشارِكة بمعرض (صندوق الدنيا)». وتـــتـــنـــوَّع األعـــمـــال أيــضــا بـــن رصــد الــزيــنــة والـــفـــرحـــة فـــي الـــشـــارع املـــصـــري، وبـــن مــوضــوعــات أخــــرى مـثـل الطبيعة الــصــامــتــة أو الـــبـــورتـــريـــه. ومــــن األعــمــال التي تُجسِّد الطبيعة الصامتة لوحتان للفنانة الشابة سندس داغـر التي قالت لــ«الـشـرق األوســــط»: «شــاركــت بلوحتي صغيرتي تعبّران عن الطبيعة الصامتة تـــعـــودان إلـــى مـرحـلـة الـــدراســـات الــحــرّة، وتـــتـــنـــاول إحـــداهـــمـــا الــنــيــل بــكــل سـحـره حـتـى أســــــوان»، مــشــيــرة إلـــى أن رهـانـهـا عـلـى األلـــــوان املـخـتـلـفـة هــو األســــاس في أعمالها. موتيفات شعبية وتراثية في «صندوق الدنيا» وسط أجواء رمضانية (الشرق األوسط) القاهرة: محمد الكفراوي
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==