issue16909

12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16909 - العدد Saturday - 2025/3/15 السبت توقّعات وتخمينات... حول من سيأتي بعد فرنسيس؟ السـؤال الكبير الذي يرتسم، اليوم، في أفق الكنيسة الكاثوليكية لم يعد حول صحة البابا فرنسيس، بقدر ما هو حول ماذا بعد رحــيــلــه. مــــاذا سـيـبـقـى مـــن إرث هــــذا الـحـبـر األعـــظـــم الــــذي كـسـر عـــشـــرات الـتـقـالـيـد الـتـي كانت راسخة في السدة البابوية منذ قرون، وتـــحـــوّل بــســرعــة إلــــى قــشــعــريــرة سَــــــرَت في جسد الكنيسة املترهلة تحت وطأة الجمود والفضائح والدسائس؟ ماذا سيكون موقف الكنيسة بعده من املهاجرين الذين يشكلون أبــــرز ظـــواهـــر هــــذا الــعــصــر، هـــو الــــذي غسل أرجلهم، أفارقة ومسلمني ومعتقلني؟ أحــــد الـــكـــرادلـــة املـــقـــرّبـــ مـــن بـرغـولـيـو يـقـول: «مـــاذا بعد فرنسيس؟ ثمة تغييرات عميقة حصلت منذ وصوله، ورياح جديدة تهب على الكنيسة وانفتاح غير مسبوق في أوساط الكوريا، لكن ليس واضحًا ما يمكن أن يـحـصـل مــع الــبــابــا الــجــديــد». ويـضـيـف: «اإلجـــابـــة عـنـد الــنــاس وفـــي الـذهـنـيـات. لقد شهدنا مناقشات صارخة وخيبات متتالية، وعلينا أن ننتظر ونفكّر في األمد البعيد». فـــــي غــــضــــون ذلـــــــك، يـــســتـــمــر مـــــاراثـــــون املـــــصـــــلّـــــ أمـــــــــام مـــســـتـــشـــفـــى «جـــيـــمـــيـــلّـــي» فـــي الــعــاصــمــة اإليـــطـــالـــيـــة رومـــــا عــلــى وقْـــع الـبـيـانـات الطبية املقتضبة الـتـي تفيد عن وضــــع الــبــابــا الــصــحــي. وتُــــواصــــل الـــدوائـــر الفاتيكانية أنشطتها كاملعتاد تحت العني الساهرة لوزير خارجية الكرسي الرسولي الكاردينال بـارولـ ، الــذي يتواصل يوميًا مـــع فــرنــســيــس. لــكــن ثــمــة مـــهـــام مـــحـــددة ال يمارسها سوى البابا، مثل تعيني األساقفة والكرادلة، واملوافقة على إجراءات التطويب والـتـقـديـس وتـوجـيـه املــواعــظ إلــى املؤمنني مـرتـ فــي األســـبـــوع. وعـنـدمـا يـتـعـذّر على البابا أن يـمـارس مهامه حـضـوريـ، تنتقل إدارة الــكــنــيــســة إلـــــى كــــوريــــا رومـــــــا، تـحـت إشراف وزير الخارجية الذي يدير الشؤون الدبلوماسية واإلدارية، ويقوم مقام «رئيس حكومة الفاتيكان». وفــــــــي أروقـــــــــــة الــــفــــاتــــيــــكــــان املُــــســــربــــلــــة بــــــــــاألســــــــــرار، بـــــــــــدأت تُــــــســــــمَــــــع الــــتــــكــــهــــنــــات والترجيحات حول هوية البابا املقبل الذي يعتقد البعض أنه يجب أن «يعود» إيطاليًا بعد ثالثة باباوات «أجانب»، في حني يرى آخــرون أن ثمة حظوظًا كبيرة في أن يكون أميركيًا أو ناطقًا باإلسبانية يمثل ما ال يقل في املائة من الكاثوليك في العالم. 40 عن كـلـمـة أخــــيــــرة... ال بـــد مـنـهـا فـــي تقييم تــجــربــة الــبــابــا فــرنــســيــس، هـــي أن الـبـعـض يــــــأخــــــذون عـــلـــيـــه أنـــــــه فـــــي بــــعــــض املـــلـــفـــات الشائكة، مثل التحرّش الجنسي، لم يذهب بـعـيـدًا فــي الـتـدابـيـر التطهيرية وإجــــراءات الـــتـــحـــقـــيـــق واملــــ حــــقــــة وكــــشــــف الـــحـــقـــائـــق. وهـــــذا، ربـــمـــا ملـعـرفـتـه بـجـسـامـة هــــذا املـلـف وتداعياته الضخمة املحتملة على صعيد السُّمعة والتعويضات املالية. ولكن، يقول املنتقدون أيضًا إن «الخطوات الخجولة»، والتعيينات التي قـام بها، لم تمس البنية األساسية. وبالتالي، كلها قد تذهب هباء بعد رحيله إذا قرّر خلفُه أال يتابعها والسير على خطاه. منذ وصوله إلى سدّة البابوية أعلن عن إطالق برنامج إصالحي واسع سرعان ما أطلق صفارات اإلنذار في عدد من الدوائر واألوساط اليمينية االنـــتـــكـــاســـة الــصــحــيــة الـــحـــالـــيـــة لــلــبــابــا فــرنــســيــس (خـــورخـــي برغوليو)، رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، ليست االنتكاسة األولـــــى الــتــي يــتــعــرّض لـهـا وتـمـنـعـه عـــن مـــزاولـــة أنـشـطـتـه الـحَــبـريـة كاملعتاد؛ ذلك أنه عانى صعوبات تنفّسية منذ شبابه بعد استئصال الـنـصـف األعــلــى مــن إحـــدى رئـتـيـه عـنـدمـا كـــان ال يـــزال يـافـعـ . إال أن هــذه هـي املــرة األولـــى التي ترتسم فيها عـ مـات الخطر على حياة هـذا الحَبر، وهـو األول من خـارج أوروبـــا منذ القرن الثامن، واألول من إرسالية اليسوعية (الجيزويت) التي اختمرت في رحمها معظم الحركات «الثورية» داخل الكنيسة الكاثوليكية. وكانت آخرها حركة «الهوت التحرّر» التي قمعها أسالفه بقسوة، خاصة على عهد البابا البولندي املحافظ يوحنا بولس الثاني (كارول فويتيوا). األعباء كثيرة... والضغط شديد قـبـل أيـــام مــن وعـكـتـه األخــيــرة كـــان فرنسيس يـهـم بـمـغـادرة مقر إقـامـتـه املـتـواضـع فـي ديــر القديسة مــارتــا، داخـــل الـحـرم الفاتيكاني، عندما سـألـه أحــد مستشاريه املـقـربـ عـن صحته، فــأجــاب: «األعـبـاء كثيرة والضغط شديد». تلك اإلجابة كانت بمثابة اعتراف متواضع على لسان البابا الذي سنة على تبوئه كرسي بطرس، بأنه ربما 12 سيحتفل بعد أيام بمرور دخل الشوط األخير من حَبريّة تذكّر التاريخ الكنسي بحَبريّة البابا يوحنا الثالث والعشرين؛ ملا حملته من رياح التغيير التي هزّت شجرة الكنيسة العصيّة على الـتـحـوالت العميقة، وجــــدّدت اآلمـــال بــأن ثمة كنيسة أخرى ممكنة في القرن الحادي والعشرين. جدير بالذكر، أنه منذ تأسيس الكنيسة لم يجرؤ أي حَبر أعظم عـلـى اخـتـيـار اســـم فرنسيس لقبًا رسـمـيـ لـــه. وبـالـتـالـي، فـــإن اختيار برغوليو - وهــذا هـو اسـم األصـلـي للبابا الحالي - لهذا االســم يحمل داللـة عميقة من حيث ارتباطه بالقديس اإليطالي الشهير فرنسيس األسيزي، املعروف بانشقاقه عن الكنيسة في القرن الثالث عشر عندما هجر أسرته الثريّة وأعــاد ثيابه الفاخرة إلـى والــده كي يكرّس حياته لخدمة الفقراء. تواضع رافض للبهارج ومنذ اليوم األول النتخاب فرنسيس بابا للفاتيكان، رفض البابا الجديد اإلقامة في املقر البابوي مفضّال البقاء فــي ديـــر الـقـديـسـة مــارتــا املــتــواضــع، ومتخليًا عــن بهرجة املــ بــس والـحـلـي واألحـــذيـــة الـقـرمـزيـة الـتـقـلـيـديـة. واخـتـار التنقل في سيارة متواضعة، واعتاد مخاطبة املؤمنني بلغة بسيطة كتلك التي يستخدمها عادة املبشّرون العلمانيون الذين تحظر الكنيسة نشاطهم. وإلى جانب هذا أصر دائمًا على إظهار بُعده اإلنساني العميق عندما كـان يطلب من الشعب أن يتضرّع ألجله قبل أن يبادر هو إلى منحه البركة الرسولية. أيــضــ ، مـنـذ وصــولــه إلـــى ســـدة الـبـابـويـة، أعـلـن البابا فــرنــســيــس عـــن إطـــــ ق بـــرنـــامـــج إصـــ حـــي واســـــع ســرعــان مـا أطـلـق صــفــارات اإلنــــذار فــي الـدوائـر الكنسية املحافظة واألوســــــاط الـسـيـاسـيـة اليمينية فــي إيـطـالـيـا وخــارجــهــا، خاصة في الواليات املتحدة، حيث يتمتع التيار املتشدّد في الكنيسة الكاثوليكية بنفوذ واسع وموارد مالية وتحالفات وثيقة مع التيارات املحافظة في الكنائس األخرى. وهـكـذا، لـم يشهد بابا فـي الـتـاريـخ الحديث معارضة كـاملـعـارضـة الـداخـلـيـة الـتـي واجـهـهـا فرنسيس - وال يــزال -، حتى قيل إن شعبيته خـارج الكنيسة الكاثوليكية أكبر بكثير من شعبيته داخلها. بل لقد أعرب فرنسيس مرارًا أمام معاونيه عن «مرارة عـمـيـقـة» بـسـبـب املــكــائــد الــتــي تحيكها الـــدوائـــر املـحـافـظـة املـتـشـددة فـي الكنيسة، والـتـي أدّت إلــى عرقلة الكثير من بنود برنامجه اإلصالحي الذي تعثر في شقه االقتصادي واملالي، لكنه نجح في إحـداث تغيير ملموس على صعيد استراتيجية التواصل ومكافحة التحرّش الجنسي الذي سبّب له الكثير من الحرج خالل زياراته إلى الخارج. ولـكـن على الـرغـم مـن تـراجـع منسوب الـتـفـاؤل الكبير الذي رافق وصوله إلى السدة البابوية، استطاع فرنسيس الحفاظ على الزخم اإلصالحي الذي وعد به. إذ قام بتعيني عــــدد كــبــيــر مـــن أنـــصـــار بــرنــامــجــه اإلصــــ حــــي فـــي مــراكــز حساسة، خاصة في وزارة الخارجية واملجلس االستشاري الــواســع الـنـفـوذ، وفــي مناصب استراتيجية إلدارة أمــوال الكنيسة. كذلك، واصـل تعيني كرادلة جـدد حتى أصبحوا يشكلون األكثرية في املَجمَع الذي من املفترض أن ينتخب خلفه بعد رحيله. ال مهادنة من المحافظين غير أن األصــــوات املحافظة - وهــي شـديـدة التنظيم - لم تهادن، بل واصلت حمالتها ضد البابا، معتبرة أن تصرّفاته «تـخـالـف الـسـلـوك املـطـلـوب مـن رأس الكنيسة الكاثوليكية». ولكن، قبل بضعة أشهر، عندما صرّح فرنسيس بأن اإلجهاض فـي حــاالت التشوّه الـوراثـي أو املــرض هـو أقــرب مـا يكون إلى املمارسات النازية للحفاظ على النقاء العرقي، صدرت إحدى الـصـحـف اإليـطـالـيـة املـحـافـظـة بـعـنـوان رئـيـسـي سـاخـر يـقـول: «صار عندنا بابا». أيضًا، كـان البابا قد قـال يومها في تلك التصريحات إن األســـرة ال يمكن أن تقوم ســوى على رجــل وامــــرأة؛ األمــر الـذي أثار ارتياحًا في األوساط الكنسية املتشدّدة التي كانت انتقدت بشدة تصريحاته حول املثليني وموقف الكنيسة منهم. وبهذا الشأن يقول أحد املقربني منه: «إنه رأس الكنيسة الكاثوليكية، وليس زعيم منظمة تقدمية. هو منفتح في الشأن االجتماعي لــكــن فـــي املــعــتــقــد هـــو مــحــافــظ أكـــثـــر مـــن ســلــفــه بـيـنـيـدكـتـوس الـسـادس عشر، ويخطئ مـن يعتقد أن البابا يمكن أن يوافق على اإلجهاض أو على الزواج بني شخصني من الجنس نفسه». مــن جـهـة ثـانـيـة، يــقــول مــعــاونــون لـلـبـابـا إنـــه يـمـلـك قــدرة كـبـيـرة عـلـى اسـتـيـعـاب الـضـغـوط الــتــي يـتـعـرّض لــهــا، مــع أنـه نــادرًا ما يفصح عنها. ولكنه كلّما أتيحت له فرصة ملخاطبة أعضاء «الكوريا» - مجلس إدارة الكنيسة - ينتقد قلة الوفاء والــــــوالء، ويــهــاجــم بــشــدة «مـنـطـق املــكــائــد املــخــتــل ودســائــس املجموعات الصغيرة»، كما قال في خطبة امليالد األخير أمام موظفي الفاتيكان بعدما كانت بعض األوســـاط قد وصفته بــ«الـزنـديـق». ويـقـول أحــد مستشاريه: «إن هــذه االنـتـقـادات تترك أثرًا عميقًا في نفسه؛ إذ لم تشهد الكنيسة أبدًا مثل هذا التمرد املحافظ ضد البابا. املحافظون كانوا دائمًا بجانب الحَبر األعظم، وما يحصل مع برغوليو ال سابقة له». التيار «الرجعي» الــتــيــار «الـــرجـــعـــي» (املــحــافــظ املــتــشــدد) فـــي الكنيسة الكاثوليكية يـقـوده الـكـارديـنـال ريـمـون بـــورك، الـــذي منذ سـنـوات يجنّد أنــصــاره ليتفرّغوا مـن أجــل عرقلة جهود فرنسيس اإلصالحية. وبـالـفـعـل خـــاض بـــورك مـعـركـة طـويـلـة ضــد مساعي فرنسيس ملعالجة الفساد املالي في الفاتيكان. لكن بعد سنوات من الفوضى والفضائح، نجح البابا في مواءمة قواعد الكنيسة املالية وأجهزتها الرقابية أســوة ببقية الـدول، كما أكَّــدت أخيرًا الهيئة األوروبـيـة ملكافحة غسل األموال. وللعلم، كان مصرف الفاتيكان، الذي يدير كتلة مليارات يورو، قد قرر إقفال خمسة آالف 6 نقدية تناهز حساب مشبوه في السنوات العشر املنصرمة، وتراجع في املائة بعد 65 العجز في ميزانية الفاتيكان بنسبة إخضاعها لهيئة رقـابـيـة جــديــدة. فـي حـ أُحـيـل عدد مـن كـبـار املـسـؤولـ السابقني عـن مالية الكنيسة إلى املحاكمة، وعلى رأسـهـم وزيــر املــال السابق األسترالي جورج بيل الذي يمثل حاليًا أمام قضاء بالده. عـودة إلـى التيار «الرجعي»، قـرّر البابا البولندي املـحـافـظ يـوحـنـا بـولـس الـثـانـي، أواخــــر الــقــرن الـفـائـت، الذي عانى في شبابه قمع النظام املوالي لالتحاد السوفياتي، إزالــــة الـــجـــدار الـفــاصـل بــ الــشــرق والـــغـــرب وإســـقـــاط األنـظـمـة الشيوعية في أوروبا الشرقية، ونجح في تلك املهمة التي كادت تكلفه حياته. ثـــم جـــاء األملـــانـــي بـيـنـيـدكـتـوس الـــســـادس عـشـر (جــوزيــف راتسينغر) ليعيد إلى الكنيسة الكاثوليكية نقاء العقيدة الذي كانت فقدته في العقود األخـيـرة، لكنه كـان أضعف من القدرة على مواجهة التيار املناهض لإلصالح والعودة إلى الجذور، فقرر االستقالة واالنكفاء في املقر البابوي الصيفي حتى وفاته. وعندما وصل برغوليو إلى كرسي البابوية بعد مسيرة طويلة في األرجنتني، أخـذ على عاتقه إزالــة الحواجز املخفية بـ الـجـنـوب والـشـمـال، أي بـ الـفـقـراء واألغـنـيـاء، ورفـــع لـواء الدفاع عن املهاجرين عندما احتفل بأول قداس له على شاطئ جزيرة المبيدوسا اإليطالية التي كانت تتكسّر على صخورها قوارب املهاجرين الوافدين من أفريقيا. ال، بل كان الصليب الذي حمله في ذلك القداس مصنوعًا من أخشاب تلك القوارب التي حملت مـئـات الضحايا الـذيـن كـانـوا يتدفقون على السواحل األوروبية هربًا من البؤس والقمع والعذاب. مـــواقـــف فــرنــســيــس وتــصــريــحــاتــه املـــتـــكـــررة املـــدافـــعـــة عن املهاجرين ألّبت عليه األحــزاب والقوى اليمينية املتطرفة، في إيطاليا أوالً، ثم في الخارج. وكانت انتقاداته األخيرة لسياسة اإلدارة األميركية الـجـديـدة ترحيل املهاجرين غير الشرعيني موضع تجاذب وتصريحات قاسية بني واشنطن والفاتيكان. ولشدة حرصه على الدفاع عن الفقراء واملهاجرين قرر فرنسيس أواخــــر الــعــام الـفـائـت تـعـيـ الــكــارديــنــال كـــونـــراد كـراجـوسـكـي رئيسًا ملكتب الصدقات، وهو املعروف بزهده وتقشفه الشديد، وبأنه يعرف باالسم جميع األشخاص املشرّدين الذين يعيشون من غير مأوى في ضواحي الفاتيكان. البابا فرنسيس... متواضع ومتعاطف مع الفقراء يواجه عداء من ًالتيارات المحافظة كنسيا وسياسيا مرضه فتح باب التكهنات إزاء مستقبل الفاتيكان عندما أصيب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بالتهاب حاد في القصبات الهوائية منتصف الشهر الفائت، واضطر إلى دخول املستشفى الذي اعتاد أن يتعالج فيه كبار أحبار الكنيسة الكاثوليكية في روما - الذي يزيّن مدخله الرئيسي تمثال للبابا يوحنا بولس الثاني الذي أمضى فيه األسابيع األخيرة من حياته - انطلقت التوقعات في كل االتجاهات حول استقالته، أو اعتكافه، أو تكليف شخصية كنسية أخرى مقربة منه إلدارة شؤون الفاتيكان. ومع تواتر البيانات اليومية حول وضعه الصحي الذي كان يفيد بأنه ما زال في دائرة الخطر، كتب الكثير حول اإلرث الذي سيتركه هذا الحَبْر األرجنتيني الذي استنهضت مواقفه ومواعظه غضب األوساط املحافظة، في الكنيسة والسياسة. ومن ثم بدأت تتشكل الجبهات الداخلية النتخاب خلف له بعدما أفادت آخر التقارير الطبية بأنه، رغم خروجه من دائرة الخطر املُحدق، سيمكث لفترة غير محدّدة في املستشفى بسبب خطورة إصابته وتعقيداتها. روما: شوقي الريّس ASHARQ AL-AWSAT روما: «الشرق األوسط» ساحة القديس بطرس في الفاتيكان

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==