issue16851
فـي كلمات قليلة تستطيع أن تـقـول الآتـــي: لـو لـم يكن ، ما كان التاسع من 2023 ) السابع من أكتوبر (تشرين الأول .2025 ) يناير (كانون الثاني أمـا التاريخ الأول، فلا يوجد أحـد في العالم لا يعرفه؛ لأنـــه يشبه الـبـحـر الـــذي فـاضـت أمـــواجـــه حـتـى غـطـت كــل ما اعترض طريقها على الشاطئ. ومن المفارقات أن «كتائب عز الدين القسام» التي قررت ما قررت في ذلك اليوم، قد أطلقت عليه «طـوفـان الأقـصـى»، فكأن ما جـرى ولا يــزال إلـى لحظة كتابة هذه السطور قد كان له من اسمه نصيب. أو كأنه يشبه طوفان نـوح (عليه الـسـ م)، وهـو يحمل الناجين على ظهر السفينة. أما التاريخ الآخـر، فهو الـذي جاء فيه العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في لبنان، بعد أن بقي قصر بعبدا الرئاسي خالياً على مدى عامين وشهرين وتسعة أيام. وإذا كان نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، قد دعـا إلـى انتخاب الرئيس في اليوم التاسع من هـذا الشهر، فإن هذه لم تكن المرة الأولى التي يدعو فيها الرجل إلى مثل هذا الانعقاد، لكنها كانت المرة الثالثة عشرة، ورغم أنه كان قـد دعـا إليها قبل أسابيع، ورغــم أن الـظـروف التي أحاطت بها كانت غير كل المـرات السابقة، فإن الذين سمعوا بها قد ترقبوها في خوف وإشفاق. ترقبوها فـي خـوف مـن ألا تكون المــرة الأخـيـرة، فيبقى لـبـنـان مـعُـلّـقـ فــي انـتـظـار مـــرة أخـــرى مقبلة، وتـبـقـى أبـــواب بعبدا مـوصـدة فـي انتظار الـفـرج السياسي. وترقبوها في إشفاق على بري نفسه، الذي بدا المرة بعد المرة وكأنه متفرغ لإحصاء المرات التي لا تريد أن تنقضي، والتي صارت تتوالد من بعضها بعضاً بغير نهاية قريبة طوال أكثر من سنتين. ومـا دام الحديث حديث عـدّ وإحـصـاء، فإنني أستطيع أن أحصي لك الكثير جداً مما خلّفه «الطوفان» وراءه؛ لأنه إذا كان قد خرج من قطاع غزة الذي لا يتجاوز طوله الأربعين كيلومتراً بـالـكـاد، فـامـتـداداتـه وألسنة اللهب فيه قـد طالت المنطقة عـن آخــرهــا، وكـانـت وهــي تطولها تغير وتـبـدل في ملامحها كما لم يحدث على مدى سنين. أستطيع أن أحـصـي وأن أعــــدّد، لـكـن الــحــدث اللبناني يــبــدو مختلفاً عــن كــل مــا خـلّـفـه «الـــطـــوفـــان» وراءه، ويـبـدو نسيجَ وحده، ويبدو نقطة بيضاء في ثوب ممتلئ بالسواد فـي المنطقة مـن حـولـه، ويـبـدو وكـأنـه قمر يـبـزغ فـي السماء البعيدة بعد طول اختفاء وراء الغمام. وبـالـطـبـع، فــإن بــري وهــو يـدعـو فـي المـــرة الأخــيــرة كـان يعرف أنها مختلفة، وكان يرى أمامه أن متغيراً واحداً على وجه التحديد قد طرأ على المشهد، وأن كونه متغيراً واحداً فقط، لا ينفي قدرته على أن يجعل المرة الثالثة عشرة مختلفة عن كل ما سبقتها من المرات. هــــذا المــتــغــيــر هـــو «حـــــزب الـــلـــه» ومــــا أصـــابـــه مـــن جـــراء «الــطــوفــان»، ففي كـل مــرة سابقة بـخـ ف المـــرة الأخــيــرة كان الحزب هو العقبة الكبرى، وكـان مجلس النواب كلما التأم انفض انعقاده بـ حصيلة، وكـانـت هناك أسـبـاب متنوعة لـذلـك، لكن السبب الأول كــان هـو «حـــزب الـلـه»، الـــذي لـو لانَ مــوقــفــه قــلــيــً فـــي أي مــــرة ســابــقــة لــكــان الــرئــيــس الـلـبـنـانـي المـرتـقـب وقـتـهـا قــد جـــاء. لـكـن الــحــزب كـــان يـتـصـرف بمنطق «فيها لاخفيها» وهي عبارة تعني في أي لعبة سياسية، أن طرفاً يتمسك برأيه ويريد أن يفرضه، وإلا، عادت اللعبة إلى مرة 12 مربعها الأول. وهذا بحذافيره هو ما كان يجري في انعقد فيها مجلس النواب. بـخـ ف المـــرة الأخــيــرة، كــان للحزب مـرشـح رئـاسـي في كل المرات، وكان لبقية القوى السياسية في لبنان مرشح في المقابل، وكان الطبيعي أن يمر مرشح بقية القوى السياسية، لكن الحزب كان يتغطرس ويعطّل تمريره، ولم يكن يفعل ذلك سراً، لكنه كان يفعله في العلن. كان يمارس الأمر نفسه مراراً ولسان حاله يقول: إما مرشحي وإما لا مرشح! أتــذكــر هـنـا مــا كــانــت صـحـف حـــزب «الـــوفـــد» فــي مصر تكتبه عن حزب «الأحرار الدستوريين» المنافس لـ«الوفد» في . ففي إحـدى المــرات استحوذ 1952 انتخابات برلمان ما قبل «الـوفـد» على غالبية مقاعد البرلمان، وخـرج حـزب «الأحــرار الـــدســـتـــوريـــ » خـــالـــي الــــوفــــاض، فـكـتـبـت صــحــف «الـــوفـــد» مانشيتاً عريضاً وشهيراً عـن الـحـزب الخاسر وصحيفته، ثـم راحــت تـكـرره وتـقـول: «كــان هـا هنا حـزب وكـانـت هـا هنا صحيفة»! هذا تقريباً هو حال «حزب الله» بعد «الطوفان»؛ ولهذا، فإن ترشيح جوزيف عون مرّ سريعاً، وبدا للعيان أنه لو لم يكن «الطوفان» ما كان التاسع من هذا الشهر. فـ«الطوفان» مقدمة ومجيء جوزيف عون نتيجة، وعلم المنطق يقول إنه لا نتائج بغير مقدمات. سوريا اليوم مختبر حي لتحديد المسافة بين عالم الأفكار وبين الوقائع اليومية. وقد اعتدنا على سماع من يعيب على أهل الفكر انشغالهم بالتنظير بدل الانخراط فــي الـــجـــدالات الـيـومـيـة. بــل رأيــــت مــن يــســاوي بــ كلمة «تـنـظـيـر» وعــبــارة «غـيـر مـفـيـد». إن شـيـوع مـفـهـوم كهذا يكشف عن عيب خطير في الثقافة العامة، فالتنظير قرين للفكر العميق الحي المتجدد. بــ المــســائــل المــثــيــرة لـلـتـأمـل فــي المـخـتـبـر الــســوري، مـسـألـة العصبية، أي الــنــواة الصلبة الـتـي تمثل جوهر النظام السياسي. قد تتمثل هـذه الـنـواة في الجيش، أو في القبيلة، أو الطائفة، أو الحزب الحاكم، أو المجموعة القومية التي ينتمي إليها الحاكمون. هذه مسألة معروفة منذ القدم. وتعرّف العرب إليها منذ أن كانت السلطة ومصادر القوة محصورة في قبيلة أو حِلف قبلي. ثـم أتـى عبد الرحمن بـن خـلـدون، فوضع تـصـويـراً نظرياً لـهـذه المـمـارسـة الـتـاريـخـيـة. وأظـنـه بالغ شيئاً ما في تصوير الـدور الذي تلعبه النواة الصلبة أو القاعدة الاجتماعية، حين قـرر أن بقاء الدولة رهـن بتلك العصبية. فـــإذا ضعفت تقلصت قــوة الـدولـة وسلطانها حتى تؤول إلى الأفول. ببساطة، رأى ابن خلدون أن استقرار الحكم مشروط باحتكار مصادر القوة من جانب فئة محددة، تصونها كما يستأثر المقاتل بغنيمته. قد يكون صاحب السلطة قـبـيـلـة أو طـائــفــة أو حــزبــ سـيـاسـيـ أو آيــديــولــوجــيــ أو مجموعة عرقية، أو شيئاً مـمـاثـ ً. ثـم يـقـرر ابــن خلدون أن هذا النوع من التنظيم السياسي قصير العمر، حسب منطق الأمور، وأن أفول الدولة راجع إلى انتقالها من جيل إلى جيل. فالجيل الأول يتألف عادة من الأقوياء والأذكياء الحريصين على صناعة القوة، وإعادة إنتاج مصادرها. ثم تأتي أجيال اعتادت رغد العيش وسهولة الكسب، فلا تجهد نفسها في كسب ولا حفاظ؛ بل تأخذ السلطة من دون جهد، فتفرط في سلطانها، بسبب قلة الفهم، أو قلة التدبير، أو الرغبة في السلامة. تــعــكــس رؤيـــــة ابــــن خـــلـــدون هــــذه نــمــطــ مـــن الـثـقـافـة السياسية، يتعامل مع السلطة السياسية كغنيمة في يد القابض على زمامها. والـواضـح أن هـذا الفهم شائع في العالم كله، في الماضي والحاضر؛ لكن التحولات العلمية والاقـتـصـاديـة الـتـي شهدتها أوروبــــا مـنـذ الــقــرن التاسع عشر، أثمرت عن تغيير هذا التصور، باتجاه جعل السلطة الـسـيـاسـيـة وكــيــً لـلـمـواطـنـ ، ولــيــس مـمـثـً للطبقة أو الحزب أو الجماعة التي ينتمي إليها أهل الحكم. السر وراء هـذا التحول ثقافي في المقام الأول؛ حيث استقر فهم جديد ينظر للوطن كملكية مشتركة لجميع أبنائه؛ بلا فرق بين صغير وكبير أو غني وفقير. وتبعاً لهذا التحول، قيل إن الذي يمسك زمام الأمور هو الشخص الــــذي يـمـثـل المـــواطـــنـــ ، ويـــديـــر مـصـالـحـهـم بـاخـتـيـارهـم، فهو يعمل لهم، وليس سيداً فوقهم أو جباراً يتحكم في مصائرهم. هذه علامة فارقة في تاريخ البشرية، تمايز عندها ما نعرفه اليوم باسم «الدولة الحديثة» عن «الدولة القديمة»؛ سواء كانت إمارة قبلية أو إمبراطورية. في الدول القديمة، لم يكن الحاكم مسؤولاً أمام أحد. وليس من واجباته أن يخبر الناس عما يفعل، أو يطلب موافقتهم على سياساته. بخلاف الـدولـة الحديثة التي تطلب من الوزراء وغيرهم تقديم «كشف حساب» للجهات الرقابية أو التشريعية أو للمجتمع. وبهذا لم تعد السلطة مطلقة؛ بــل مـقـيـدة بـالـقـانـون وبــــرأي ذوي الاخـتـصـاص، فضلاً عن الهيئات الرقابية والتشريعية. ما الذي نتوقعه في سوريا: استمرار الدولة القديمة التي حكمت بالاعتماد على الجيش والحزب والطائفة، أم دولة حديثة تستمد قوتها من مشاركة جمهور الناس ورضــاهــم، بغض النظر عـن أصـولـهـم الدينية والعِرقية وتصنيفهم الاجتماعي؟ سياسة تنطلق من كون جميع الناس مالكين لبلدهم، وبالتالي شركاء في إدارة أمره، أم سياسة تعتبر نفسها ممثلاً لـ«أهل الحق»، أي الشريحة الاجـتـمـاعـيـة الـتـي تنتمي إلـيـهـا وتـمـثـل مـصـالـحـهـا، من دون بقية أهـل البلد؟ هـذا موضوع اختبار جــدّي للعهد السوري الجديد. مــا يـحـتـاجـه الـلـبـنـانـيـون هــو مــجــاراة فرحتهم والأمـــل الكبير الــذي سكنهم، بعد أن رأوا مـــا لـــم يـتـحـقـق فـــي سـنـتـ ونـيـف، وتـركـهـم نهباً لــلــفــراغ، يُـنـجـز مـضـاعـفـ في أربــعــة أيــــام، بـانـتـخـاب رئـيـس للجمهورية ورئيس للحكومة، وبدء استشارات نيابية. قــــد تـــكـــون «خـــديـــعـــة» كـــمـــا قـــــال نــــواب «حزب الله»، هي التي أوصلت نواف سلام، أو لعبة ديمقراطية، إنما الأجواء اللبنانية الشعبية تنحو إلى رؤية جديدة، حتى وإن كـــانـــت لا تـــعـــرف مــاهــيــتــه. نـــصـــدّق مـــا قـالـه النائب فيصل كـرامـي، الــذي قـرر مـع «كتلة الـتـوافـق الـوطـنـي» اخـتـيـار نجيب ميقاتي فـي العشية، وفــي الـيـوم الـتـالـي أتـــوا باسم نـــواف ســـ م. قـــال كــرامــي: «نـحـن مطالبون بــــالاســــتــــمــــاع إلـــــــى جــــمــــهــــورنــــا وقـــاعـــدتـــنـــا الـشـعـبـيـة الــتــي تـعـبـر عـــن الــحــاجــة إلــــى دم جديد، وتغيير، وانفتاح». شرح أن حماسة إضافية بـدأت عند الناس، بعد استماعهم إلى خطاب القسم لرئيس الجمهورية عون، بــمــا فــيــه مـــن وعـــــود رفـــعـــت الــســقــف، ولـقـي استحساناً ورواجاً كبيرين. يـــقـــال إن تــيــمــور جـــنـــبـــ ط، هـــو الـــذي دفـــع والــــده ولـيـد جـنـبـ ط إلـــى الـــعـــدول عن الـــتـــصـــويـــت لمـــيـــقـــاتـــي. جـــيـــل بــأكــمــلــه يــريــد للمشهد القديم أن يـتـبـدّل، مـع أن النتيجة لا تــــزال ضـبـابـيـة. هـــذا يـتـحـدث عـنـه نــواف ســـ م نفسه فــي كـتـابـه «لـبـنـان بــ الأمــس والــغــد»، الـــذي يــصــدّره بمقولة للفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي تقول: «تكمن الأزمـــــــة تـــحـــديـــداً فــــي أن الـــقـــديـــم يـحـتـضـر، بينما الـجـديـد لا يستطيع أن يُــولــد بعد. وفـتـرة الالـتـبـاس هــذه بـ العتمة والـنـور، تــظــهــر شـــتـــى أنـــــــواع الأمـــــــــــراض». فــــي هـــذه الـفـتـرة المـمـلـوءة بالعلل الـفـتّـاكـة، و«إحـــدى أخـــطـــر مــــراحــــل تــــاريــــخ لـــبـــنـــان المـــعـــاصـــر»، فــي رأي نـــواف ســـ م، يتحمّل مسؤولياته الحكومية. يضاف إلى الشروخ التقليدية، عـــارض جـديـد، ليس لـه سـابـق منذ توقيع اتفاق الطائف هو حجب كتلة نيابية وازنة، تمثل طائفة من ثلث سكان لبنان، أصواتها عنه؛ وهــو مـا يتطلب ديناميكية، وإبـداعـ سياسيين لتخطيه. عـــلـــق الـــرئـــيـــس نــبــيــه بـــــري عـــلـــى هـــذه المعضلة بالقول: «لبنان بـدو يمشي». فلا يعقل أن يبقى الشعب سابقاً لسياسييه، ومبتكراً للحلول في غياب قيادة إنقاذية، تلتقي في منتصف الطريق. لا نـــنـــســـى أنــــــــه مــــــع اخـــــتـــــفـــــاء الـــتـــيـــار الكهربائي بعد أزمة المال، تمكن الناس من توليد الطاقة النظيفة خـ ل أربـع سنوات، بـجـهـود فــرديــة بنسبة فــاقــت الأربـــعـــ في المـائـة مـن حجم الاسـتـهـ ك. وصـل الأمــر أن تبيع الـنـسـاء مصاغهن لـتـزويـد عائلاتهن بـالـطـاقـة. الصناعة تركتها الــدولــة تعاني جـور الضرائب وجـنـون تكاليف الكهرباء، وغـــــــ ء المــــــــواد الـــــخـــــام، ومــــــع ذلــــــك نـهـضـت وتطورت. كانت المنتجات اللبنانية تشكل فـي المـائـة مـن الـسـوق اللبنانية فـي زمن 11 في المائة، 67 العزّ، حيث بلغت اليوم نحو من بينها الدواء الذي شكل عبئاً هائلاً على المواطنين مع انهيار نظم التأمين الصحي. مصنع 1300 تم إعطاء تراخيص لأكثر من جديد، والليرة اللبنانية تتهاوى. هل يمكن للدولة أن تبقى غائبة، والناس ينحتون في الصخر، ويبنون بسواعد عارية، ويوفرون لـلـمـصـرف المـــركـــزي الــــذي شــــارك فـــي سـرقـة مـلـيـار دولار منذ 1.4 ودائـــعـــهـــم، أكــثــر مـــن ، خــ ل أسـوأ 2023 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول وأبشع ظرف، كانت فيه الحرب الإسرائيلية الوحشية تحرق لبنان. مع أن احتياطات «المـركـزي» قبل ذلك، مـلـيـار دولار فــي أكتوبر 34 انخفضت مــن .2023 مليار منتصف عام 8.5 إلى 2019 المبادرات الفردية اللبنانية، جعلت بلداً صغيراً تعرض في فترة قصيرة لا تتجاوز ســت ســنــوات لــوبــاء مــدمــر، وانـهـيـار مـالـي، نــمــوذجــ يـــــدرّس فـــي الــجــامــعــات لـقـسـوتـه، كما تعرض لانفجار يـقـارب «هيروشيما» دمّر ربع العاصمة بيروت، ومن ثم لانهيار الليرة اللبنانية، وفقدان ودائع المواطنين... البعض خسر تقاعده وترك في شيخوخته مهاناً، تبع كـل ذلـك حـرب تدميرية شعواء وتهجير لمليون لبناني من بيوتهم وتفجير لعشرات آلاف البيوت. ولا ننسى أن لبنان كان قبلها تحول مع مليوني لاجئ سوري، إلى أكبر بلد لجوء في العالم، وأكبر بلد في هجرة شبابه وصار مأوى للمسنين. كــــل هــــــذا كــــــان كـــفـــيـــً بــــإســــقــــاط دولــــة كبرى. سمعنا عن تخوف من أناس سيأكل بعضهم بعضاً، ويهاجمون البيوت بسبب شدة الفقر. حكي عن قلق من موجات سطو وقـتـل، وتشكل عـصـابـات. لا شــيء مـن هذا حــــــدث. صـــمـــد الــلــبــنــانــيــون يـــعـــضـــون عـلـى الجرح، ويتمسكون بكراماتهم التي لم يبق لهم غيرها، وهم يلملمون جراحهم. جهاد جماعي، يستحق ممن يمسكون بــــزمــــام الـــســـلـــطـــة، أن يــــنــــظــــروا إلــــيــــه بـعـ التقدير مع محاولة للاستفادة منه والبناء. الصناديد الذين عملوا في حقول من جمر يـنـتـظـرون مــن حكامهم فسحة فـــرج. يقول أحـد الشبان الذين يـريـدون بصيص ضوء لـيـعـودوا إلـــى الــبــ د: «مـنـذ تـوفـي الرئيس رفيق الحريري، لم تــأتِ حكومة لها رؤيـة. فـــي ظـــل حـكـومـات 2005 نـعـيـش مــنــذ عــــام تصريف أعـمـال، لا نـعـرف أهـدافـهـا، ولا ما ستوصلنا إلـيـه. حكومات تأتي وتمضي، وكأنما تريد تعبئة الوقت الشاغر». شبان آخرون يستبشرون بالدور الذي لعبه نواف ســــ م فـــي تــأســيــس جــمــعــيــات مــدنــيــة بعد الحرب الأهلية، لعله يخفف من العصبيات الــطــائــفــيــة المــســتــشــريــة. يــــريــــدون حــيــويــة، وحياة، ونقاشاً، وديناميكية. وهذا حقهم! OPINION الرأي 12 Issue 16851 - العدد Thursday - 2025/1/16 الخميس حكومة اليوم وحكومة الأمس لو غاب «الطوفان» ما حضر العماد عون لبنان «محكوم بالأمل» وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com سوسن الأبطح الصناديد اللبنانيون الذين عملوا فيحقول منجمر ينتظرون من حكامهم فسحة فرج ما الذي نتوقعه فيسوريا: استمرار الدولة القديمة أم دولة حديثة تستمد قوتها من الناسورضاهم؟ توفيق السيف كان مجلسالنواب كلما التأم انفضانعقاده بلاحصيلة... وكان السبب الأول هو «حزبالله» سليمان جودة
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky