issue16850

وصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نـــــواف ســــام إلــــى بــــيــــروت، الـــثـــاثـــاء، لـيـبـدأ المــشــاورات النيابية لتشكيل حـكـومـةٍ طمأن إلـــى أنــهــا «لـيـسـت لــإقــصــاء» بـــل لـــ«الــوحــدة والشراكة»، فيما علمت «الشرق الأوسـط» أن الرئيس جوزيف عون يقود مساعي للحؤول دون تـفـاقـم الأمــــور نـحـو مـقـاطـعـة الحكومة الجديدة، خصوصاً مع تواتر معلومات عن نـيـة الـفـريـق الـشـيـعـي مـقـاطـعـة الاســتــشــارات الـــتـــي سـيـجـريـهـا ســــام مـــع الــكــتــل الـنـيـابـيـة الأربعاء. وقـالـت المـصـادر إن «الثنائي الشيعي» قــد لا يـحـضـر الــيــوم الأول مــن الاســتــشــارات الــتــي تـسـتـمـر حـتـى الـخـمـيـس، «تـعـبـيـراً عن انــزعــاجــه». إلا أن رئـيـس الـبـرلمـان نبيه بري اكتفى بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمور ليست سلبية للغاية»، ممتنعاً عـن تحديد الخطوات التي سيقوم بها. ووفق المعلومات، فإن الرئيس الفرنسي إيـمـانـويـل مــاكــرون دخـــل عـلـى خــط المساعي لمعالجة الأمور، عبر اتصالين أجراهما بعون وبري. وشـكّـل تكليف ســـام، الاثــنــ ، مفاجأة كــبــيــرة فـــي لـــبـــنـــان، خــصــوصــ لــنــاحــيــة عــدد الأصــــــــــوات المــــرتــــفــــع الـــــــذي حـــصـــل عـــلـــيـــه فـي الاســــتــــشــــارات الــنــيــابــيــة، مـــقـــارنـــة بـمـنـافـسـه رئــــيــــس حـــكـــومـــة تـــصـــريـــف الأعـــــمـــــال نـجـيـب ميقاتي، وبخلف إرادة «الثنائي الشيعي». وشدد رئيس الجمهورية على «وجوب عــــــدم وضــــــع أي عـــراقـــيـــل فــــي وجــــــه تـشـكـيـل الـــحـــكـــومـــة»، مـــؤكـــداً أنــــه «إذا انــكــســر مـكـون فسينكسر لبنان بأسره». وكــانــت أولـــى مـحـطـات الـرئـيـس المكلف قـصـر بـعـبـدا، حـيـث الـتـقـى عـــون لـتـبـلّـغ قــرار تكليفه تشكيل أول حكومة في عهد الرئيس الـجـديـد، قـبـل عـقـد اجـتـمـاع ثـاثـي جمعهما مـــع رئـــيـــس مـجـلـس الــــنــــواب الــلــبــنــانــي نبيه بـري الــذي غــادر القصر مـن دون الإدلاء بأي تصريح. وفـي تصريح عقب اللقاء الثلثي، شــكــر ســــام الــــنــــواب فـــي الـــبـــرلمـــان الـلـبـنـانـي والشعب على «الثقة لتولي المهمة الصعبة خدمة للبنان، وما حدث دعوة للعمل من أجل تحقيق أحلم اللبنانيين». وأكد أن «الأوان آن لــبــدء فـصـل جــديــد مـتـجـذر بـالـعـدالـة والأمـــن والـتـقـدم والـفـرص ليكون لبنان بلد الأحــرار المتساوين بالحقوق والواجبات». كــــمــــا عــــلــــق ســـــــام عــــلــــى تــــلــــويــــح نـــــواب «الثنائي الشيعي» (حــزب الله وحـركـة أمـل) بــعــد تـكـلـيـفـه بـــأزمـــة مــيــثــاقــيــة، مـــن دون أن يسمّيهما، بالقول: «لست مـن أهـل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة، ويدي ممدودة للجميع، وسـأحـرص على ألا يشعر مواطن واحد بالتهميش». وأكد أن «أهم التحدّيات التي نواجهها هي آثار العدوان الإسرائيلي الأخير»، مشيراً إلى أن «جزءاً كبيراً من شعبنا لا تزال منازله مـدمـرة كـمـا مـؤسـسـاتـه، وعلينا إعــــادة بناء القرى في البقاع والجنوب وبيروت»، مشدداً عـلـى أن إعــــادة الإعــمــار «لـيـسـت مـجـرد وعــد، إنما التزام». وأضـــــــــاف: «يـــجـــب الـــعـــمـــل عـــلـــى تـنـفـيـذ ، وبسط سلطة الدولة اللبنانية 1701 القرار عـــلـــى كـــافـــة أراضــــيــــهــــا، وانـــســـحـــاب الـجـيـش الإســرائــيــلــي مـــن كـــل شـبـر لـبـنـانـي. سنعمل لتنفيذ أحـكـام اتـفـاق الـطـائـف الـتـي لـم تنفذ بعد، وتطبيق اللمركزية الإدارية، بالإضافة إلـــى إنــصــاف ضـحـايـا انــفــجــار مــرفــأ بـيـروت وتحقيق العدالة». وإذ أكّـــد «أنّــنــا سنضع برنامجاً لبناء اقتصاد لبناني حديث ومنتج يؤمّن المزيد من فرص العمل»، أعرب عن تطلعه إلى «بناء دولة حديثة مدنية وعادلة». وجـــاء تكليف ســـام، وهـــو دبلوماسي مـخـضـرم يــــرأس محكمة الــعــدل الــدولــيــة في لاهــــاي، بـعـد أربــعــة أيــــام عـلـى انـتـخـاب عـون رئيساً، وبـعـد انتهاء الاسـتـشـارات النيابية صوتاً من أصوات النواب 84 وحصوله على نـــائـــبـــ . ووصـــــف ســام 128 الـــبـــالـــغ عـــددهـــم المرحلة بأنها «فصل جديد». وقـال: «الرهان الصحيح على وحدتنا، ونراهن بعضنا على بعض، فقد ضيّعنا فرصاً كثيرة لبناء دولة مستقلّة. سأبدأ العمل مع الرئيس عـون من الآن لبناء الدولة ومؤسساتها». عون يطلبعدم وضع عراقيل وعــــــادة مـــا يـتـسـبـب الــتــبــايــن الـسـيـاسـي الـــعـــمـــيـــق بــــ الــــقــــوى الـــرئـــيـــســـيـــة فــــي تــأخــيــر التشكيل الحكومي لأشـهـر. وقـــال عـــون، خلل اســتــقــبــالــه نـــائـــب رئـــيـــس المـــجـــلـــس الإســـامـــي الــشــيــعــي الأعــــلــــى، عــلــي الــخــطــيــب، عــلــى رأس وفــــد: «لــديــنــا الـــيـــوم فــــرص كــبــيــرة جــــداً علينا استغللها معاً، ولا وقت لتضييعه». وأضاف: «يجب عـدم وضـع أي عراقيل في وجـه تشكيل الـحـكـومـة؛ لأنـــه يـجـب اسـتـغـال هـــذه الــفــرص، وإرسال رسائل إيجابية إلى الخارج بأن لبنان قـادر على أن يحكم نفسه، وعلى تنفيذ إعـادة الإعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعاً». وأضاف: «إذا انكسر مكون (لبناني)، فسينكسر لبنان بأسره. ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت إلى نتيجة معينة، وهــــنــــاك مــــراحــــل أخـــــــرى. ربـــمـــا نــضــطــر مــــرات إلـــى الــتــراجــع خـطـوة إلـــى الـــــوراء، ولـكـن هناك مصلحة عامة هي الأهم». ولــفــت عـــون إلـــى أن «أي اعـــتـــداء عـلـى أي بـقـعـة فــي لـبـنـان هــو اعـــتـــداء عـلـى كــل لـبـنـان»، مــضــيــفــ : «نـــحـــن نـضـغـط بـــاتـــجـــاه الانــســحــاب الإسـرائـيـلـي وانـتـشـار الـجـيـش فــي الـجـنـوب». ورأى أنــــه «لــــو كــــان هـــنـــاك دولـــــة وجـــيـــش في المـــاضـــي لمـــا انـــبـــرى أحــــد إلــــى المـــقـــاومـــة. الــيــوم تــخــتــلــف المـــرحـــلـــة، الــــدولــــة مـــســـؤولـــة ولـيـسـت فئة واحـــدة فـقـط. الــدولــة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله، هما المسؤولان». كما شدد على أنه «ليس مسموحاً أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع إسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع». وقـــــال: «كـــونـــي ابـــن الــجــنــوب، رفــضــت أن أتقبل التهاني احتراماً لأرواح الشهداء الذين سقطوا جـراء الاعتداء الإسرائيلي، وأنـا أؤمن بما قاله الإمام موسى الصدر بأنه لا يمكن أن يـكـون لبنان مبتسماً وجنوبه متألم أو بــاكٍ. هذا هو فكري وهذه هي طبيعة عملي». دريان يدعو لتسهيل المهمة بـدوره، هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الـشـيـخ عـبـد الـلـطـيـف دريـــــان، ســـام بتكليفه تشكيل الـحـكـومـة، وبالثقة الـتـي أولاه إياها الــــــنــــــواب، مــتــمــنــيــ لـــــه «الــــتــــوفــــيــــق والـــنـــجـــاح فـــي المـــهـــام المـــلـــقـــاة عــلــى عــاتــقــه فـــي الـــظـــروف الصعبة الـتـي يمر بها الــوطــن». وأكـــد دريــان أن «تــســهــيــل مــهــمــة الـــرئـــيـــس المـــكـــلـــف واجــــب وطــنــي لـتـشـكـيـل حـكـومـة وطـنـيـة جـامـعـة من أصـــحـــاب الاخـــتـــصـــاص والــــكــــفــــاءات»، داعــيــ القوى السياسية إلى «التعاون لتسهيل مهمة الـرئـيـس المـكـلّـف لإنــقــاذ الـبـلـد فــي أســـرع وقـت ممكن للنهوض بالوطن سياسياً ومعيشياً واقــــتــــصــــاديــــ وحـــيـــاتـــيـــ وإنــــمــــائــــيــــ ، لـيـنـعـم لـبـنـان بمستقبل زاهـــر وآمـــن يــســوده الـسـام والاستقرار». معوّض: حان وقت التواضع بدوره، اتصل رئيس حركة «الاستقلل» النائب ميشال معوّض بسلم للتهنئة، وأكد في تصريح على منصة «إكس»، أن «استباق تـشـكـيـل الــحــكــومــة بــالــتــهــويــل والــتــهــديــد لن ينفع». وكـان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» مـحـمـد رعــــد، قـــد صـــرح عـقـب لـقـائـه عـــون في إطــار الاسـتـشـارات النيابية الملزمة، الاثنين، بـأن «البعض يكمن مجدداً من أجـل التفكيك والـتـقـسـيـم والإلـــغـــاء والإقـــصـــاء»، وقــــال: «مـن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية». وقــــــال مــــعــــوض: «حـــكـــومـــة نــــــواف ســـام ســـتـــولـــد، ولــــــن تــــكــــون إلا مـــيـــثـــاقـــيـــة بـحـسـب أحـــكـــام الـــدســـتـــور، وخــــــارج نــهــج الــزبــائــنــيــة والمــــــحــــــاصــــــصــــــات، وســــتــــعــــمــــل مـــــــع رئــــيــــس الـجـمـهـوريـة عـلـى اســتــعــادة ســـيـــادة الـــدولـــة، وحـــكـــم الـــقـــانـــون، ومـــوقـــع لــبــنــان فـــي الــعــالــم الـعـربـي والـعـالـم. كما ستقوم حكومة نـواف سلم بالإصلحات البنيوية المطلوبة لإعادة لبنان إلى سكة التعافي والنمو والحداثة». وأضـــــــــــــاف: «حـــــــــان وقــــــــت الـــــتـــــواضـــــع لا التهويل، ومــدّ يد التعاون بيننا (بوصفنا) لـــبـــنـــانـــيـــ ، والـــعـــمـــل عـــلـــى تــســهــيــل تـشـكـيـل الحكومة بما يسرّع في حماية مصالح جميع اللبنانيين، من خلل عودة الجميع إلى كنف الـدولـة، والـدسـتـور والمـؤسـسـات والممارسات الديمقراطية». 6 لبنان...عهدجديد NEWS مساع لمنع تفاقم الأمور بعد معلوماتعن نية الفريق الشيعي مقاطعة الاستشارات ASHARQ AL-AWSAT Issue 16850 - العدد Wednesday - 2025/1/15 الأربعاء «الثنائي الشيعي» يهدد... وسلام يستوعبرد فعله ويطمئنه تـــوقـــفـــت الأوســــــــاط الـــســـيـــاســـيـــة أمــــام رد فــعــل «الــثــنــائــي الـشـيـعـي (حـــــزب الــلــه) و(حـــــركـــــة أمــــــــل)» عـــلـــى الــــتــــبــــدّل المـــفـــاجـــئ للمزاج النيابي الذي جاء لمصلحة تسمية رئيس «محكمة العدل الدولية»، القاضي نــــوّاف ســـام، لتشكيل الـحـكـومـة، بخلف توقعاته من أن المنافسة ستعيد الرئيس نــجــيــب مــيــقــاتــي إلـــــى رئــــاســــة الــحــكــومــة. وقالت لـ«الشرق الأوسـط» إن «سلم ليس مــســؤولاً عــن الانــقــاب الـنـيـابـي الأبـيـض» الذي أبعد سلفه عن الرئاسة الثالثة، وإن «التنافس الديمقراطي هو الذي رجح كفته واخـــتـــاره لـــتـــرؤس أولــــى حــكــومــات العهد الــعــتــيــد»، وهـــــذا مـــا يـنـسـحـب أيـــضـــ على رئـيـس الجمهورية الـعـمـاد جـوزيـف عون الذي «احتكم إلى اللعبة الديمقراطية ولم يـتـدخـل فــي الاســتــشــارات الـنـيـابـيـة»، كما نقل عنه النواب الذين شاركوا فيها، وذلك «التزاماً منه بما تعهد به في خطاب القسم بعدم تغليب فريق على آخر، أو إقصاء أي مكون عـن المشاركة فـي الحكومة، فـي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان وتــتــطــلــب مــــن الــجــمــيــع تـــضـــافـــر الــجــهــود لإنقاذه». وقالت إن رد فعل «الثنائي الشيعي» جـــاء عـلـى «خلفية شــعــوره بـــأن هـنـاك من يـخـطـط لــانــقــضــاض سـيـاسـيـ عــلــى دور الطائفة الشيعية، ولتطويقها؛ استكمالاً لما ترتب على الحرب التي شنّتها إسرائيل وكان من نتائجها تدمير البلدات الشيعية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لـــبـــيـــروت، وضــــــرب بـنـيـتـهـا الاقـــتـــصـــاديـــة والتجارية»، ورأت أن «ما أدلى به الرئيس ســـام فـــور تـكـلـيـفـه تـشـكـيـل الـحـكـومـة من شــأنــه أن يــبــدّد مــخــاوفــه بــوجــود مخطط لإلــــغــــاء الــشــيــعــة وشــطــبــهــم مــــن المـــعـــادلـــة الـــســـيـــاســـيـــة، عـــلـــى خــلــفــيــة أن هـــنـــاك نــيّــة لـــضـــرب الـــشـــراكـــة والـــعـــيـــش المـــشـــتـــرك بين اللبنانيين». مخاوفغير مبررة ولـفـتـت الأوســــاط السياسية إلـــى أن ارتفاع منسوب المـخـاوف؛ الـذي عبّر عنه رئـيـس كتلة «الــوفــاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، لدى مشاركة نواب الكتلة في الاستشارات النيابية، «لم يكن في محله، وهو بالغ في التحذير من وجود مخطط لإقـــــصـــــاء الـــشـــيـــعـــة، وإن كــــــان يــــأتــــي فـي سياق التنبيه الاستباقي مـن استهداف الـشـيـعـة». وقـالـت إن مـن حقه الاعـتـراض عــلــى مـــا آلــــت إلـــيـــه الاســـتـــشـــارات المُــلــزمــة بـــإيـــصـــال ســـــام إلـــــى رئــــاســــة الــحــكــومــة، «لكن لم يكن من داعٍ للحديث بهذه الحدة وبـنـبـرة عـالـيـة، وكــأنــه يطلق تــهــديــداً، لا نـــرى مــبــرراً لـــه، يستبق ولادة الحكومة. وكان يتوجب عليه إعطاء فرصة للرئيس المكلف ليكون على بيّنة، ولاختبار مدى استعداده لاستيعاب رد الفعل على نحوٍ يـبـدد الـهـواجـس ويـسـقـط المــخــاوف التي عبر عنها (الثنائي الشيعي) في أول رد فعل على ما عدّه، من وجهة نظره، انقلباً أريـــــدَ مـنـه اسـتـبـعـاد مـيـقـاتـي مـــن رئـاسـة الحكومة». ورأت أن رئـيـس الـجـمـهـوريـة، ومعه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، «ليسا فـــي وارد إلـــغـــاء الـشـيـعـة وإقــصــائــهــم عن المــشــاركــة فـــي ورشــــة الــنــهــوض بـالـبـلـد»، وأن «الــــحــــكــــم الـــنـــهـــائـــي يـــبـــقـــى مـــتـــروكـــ أولاً وأخــــيــــراً لـلـتـشـكـيـلـة الـــــوزاريـــــة الـتـي سيتوصل إليها سلم بالتشاور مع عون، بصرف النظر عمّا آلت إليه الاستشارات النيابية الملزمة، خصوصاً أنها لن تكون مـــحـــصـــورة فـــي الـــقـــوى الــســيــاســيــة الـتـي سمّت سلم لرئاسة الحكومة؛ وبالتالي استبعاد من لم يسمّه». وأعـــــربـــــت الأوســـــــــاط عــــن أمـــلـــهـــا فـي أن يـــؤدي المــوقــف الـــذي أعـلـنـه ســـام فـور تــكــلــيــفــه إلـــــى تــنــفــيــس أجـــــــواء الاحـــتـــقـــان باستيعاب ردود فعل «الثنائي الشيعي»، وقـطـع الـطـريـق على تفاعلها شعبياً من جــهــة؛ وطــمــأنــتــه بــــأن الــطــائــفــة الشيعية ليست مستهدفة، من جهة ثانية. وقالت إن «مَـــــن يـعـتـقـد بـــوجـــود نــيــة لـتـدفـيـعـهـا ســيــاســيــ فــــاتــــورة الـــحـــرب الـــتـــي شـنّـتـهـا إسـرائـيـل على لبنان فهو خـاطـئ»، وإنـه «لا مـجـال لاسـتـبـعـاد مــكــوّن أســاســي في البلد من إعادة تكوين السلطة». ويبقى الـسـؤال: هل يكتفي «الثنائي الشيعي» بــرد فعله الأولـــي على الصدمة الـــســـيـــاســـيـــة الــــتــــي أصــــابــــتــــه بــاســتــبــعــاد ميقاتي من السباق إلـى الرئاسة الثالثة، من دون أن يذهب بعيداً في التعامل معها على أنها مؤامرة خُطط لها لضرب النفوذ الشيعي في المعادلة السياسية، وشاركت فيها قوى من الإقليم وأطراف دولية معنية بتوفير الـدعـم ليستعيد لبنان استقراره وينطلق قدماً للخروج مـن أزمـاتـه المالية والسياسية، وبذلك يكون قد أفسح المجال أمـــام الـحـكـم والـحـكـومـة لطمأنته عـلـى أن مكانته في المعادلة السياسية محفوظة، ولن يكون لرد فعله من تداعيات سياسية على مجمل الأوضاع في البلد؟ بري يضبطردود الفعل وتـعـلـق الأوســـــاط الـسـيـاسـيـة على دور مـــمـــيـــز لـــرئـــيـــس مـــجـــلـــس الــــنــــواب، نـــبـــيـــه بـــــــري، لـــلـــســـيـــطـــرة عـــلـــى الـــوضـــع والإمـسـاك بزمام المـبـادرة وضبط ردود الـفـعـل ومـنـعـهـا مــن الـــذهـــاب بـعـيـداً إلـى نـــحـــو يـــدفـــع بـــاتـــجـــاه إقــــحــــام الـــبـــلـــد فـي أزمـــة سـيـاسـيـة، وتــقــول إنـــه مـنـزعـج من «الانقلب الأبيض» الذي دفع بعدد من الكتل النيابية إلى التفلّت من التزامها فــي الـلـحـظـة الأخـــيـــرة بــخــاف مــا كانت تعهدت به للرئيس ميقاتي. وتـــســـأل: «هــــل الـــنـــواب بـإجـمـاعـهـم عـلـى تـسـمـيـة ســـام لـتـشـكـيـل الـحـكـومـة أرادوا تـــمـــريـــر رســــالــــة إلـــــى (الـــثـــنـــائـــي الشيعي) بأنهم هـم مـن يـرجـح كفة من يرأس الحكومة»، وذلك رداً على ما يقال من أن «الثنائي الشيعي» هو من رجح كــفــة إيـــصـــال الـــعـــمـــاد عــــون إلــــى رئــاســة الجمهورية في دورة الانتخاب الثانية، ومن أن نوابه هم مَن استبعدوا الطعن فــي دسـتـوريـة انـتـخـابـه بحصوله على نائباً، أي ما يزيد على ثلثي 99 تأييد أعـضـاء الـبـرلمـان وهــو المطلوب لتعديل الدستور؟ وعــلــيــه؛ لا يـمـكـن تـحـمـيـل الـرئـيـس المكلف وزر رد فعل «الثنائي الشيعي»، ويُـــفـــتـــرض أن يــتــريــث مـحـتـفـظـ لنفسه بحق الاعتراضفي حال حملت التركيبة الـــوزاريـــة فــي طـيـاتـهـا نـيـة لإقـصـائـه أو تحجيم دوره، خصوصاً أن العناوين الـــــتـــــي ركــــــــز عـــلـــيـــهـــا الـــــرئـــــيـــــس المـــكـــلـــف فــــي إطـــالـــتـــه الأولـــــــى عـــلـــى الـلـبـنـانـيـ تتطابق وخطاب القسم، وتبدّد ما لدى «الثنائي» من هواجس ومخاوف تدعوه إلـى القلق، وتتطلب منه الـتـروي وعدم إصدار الأحكام المسبقة قبل التدقيق في التشكيلة الوزارية ليكون في وسعه أن يبني على الـشـيء مقتضاه، وبالتالي ليس مضطراً إلــى تلويحه بالتصعيد السياسي ما لم يتأكد من أن هواجسه فـي محلها، رغــم أن مشكلته تكمن في حلفائه الذين انقلبوا على ميقاتي مع بدء الاستشارات الملزمة وغاب معظمهم عن السمع. كتلة نواب «حزبالله» بعد لقاءرئيسالجمهورية جوزيفعون الاثنين (أ.ب) بيروت: محمد شقير الرئيس اللبناني طالب بعدم وضع عراقيل أمام تأليف الحكومة... وبري قال لـ إن «الأمور ليسسلبية للغاية» نوافسلام يمد «اليد للجميع»: لست من أهل الإقصاء الرئيساللبنانيجوزيفعون ورئيسالحكومة المكلف نوافسلام في القصر الجمهوري (رويترز) بيروت: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky