issue16850

4 صفقة غزة NEWS Issue 16850 - العدد Wednesday - 2025/1/15 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT ألقى خطابه الأخير بصفته وزيراً وسطصيحات تتهمه بدعم «إبادة» الفلسطينيين بلينكن لتسليم ترمب «خطة متكاملة» لغزة ما بعد الحرب حـــــض وزيـــــــر الــــخــــارجــــيــــة الأمـــيـــركـــي أنتوني بلينكن، في خطاب هو الأخير له قبل إنهاء عهد الرئيس جو بايدن، مطلع الأســــبــــوع المـــقـــبـــل، المــجــتــمــع الــــدولــــي على دعم خطته لما بعد الحرب في غزة، والتي تنص على إنشاء قوة مشتركة فلسطينية ودولـــيـــة لإدارة الــقــطــاع وإعــــــادة إعـــمـــاره، كـاشـفـا أنـــه سـيـجـري تـسـلـيـم هـــذه الخطة لإدارة الرئيس المقبل دونالد ترمب. وكان كبير الدبلوماسيين الأميركيين يتحدث في مؤسسة «أتلانتيك كاونسيل» الـــبـــحـــثـــيـــة حــــيــــث ألــــقــــى خــــطــــابــــه الأخــــيــــر بوصفه وزيـــراً للخارجية فـي عهد بايدن أيــــام، مخصصا إيــاه 5 الـــذي ينتهي بـعـد للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. وعرض أولاً ما قال إنها «الإنجازات» الــــتــــي تـــحـــقـــقـــت خــــــ ل الــــســــنــــوات الأربــــــع المـاضـيـة، لا سيما فيما يتعلق بالتكامل فـــي المـنـطـقـة، وتــوســيــع «اتـــفـــاق إبــراهــيــم» للتطبيع بــ الــــدول الـعـربـيـة وإسـرائـيـل، و«مكافحة الإرهاب» وملف إيران النووي، مؤكداً أن الرئيس بايدن «وفى بالتزام ألا تحصل إيران على سلاح نووي في عهده». وما أن وصل إلى الكلام عن غزة حتى صرخت إحدى الحاضرات متهمة بلينكن بدعم ارتكاب «إبــادة» بحق الفلسطينيين في القطاع. وأشـــــــــار الــــــى أن الــــــولايــــــات المـــتـــحـــدة «أحـــــرزت تـقـدمـا كـبـيـراً نـحـو اتــفــاق شامل من شأنه أن يعزز شراكتنا الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية» التي تركز عـلـى إيــجــاد «مــســار مــوثــوق بــه إلـــى دولــة فلسطينية» قبل أي كلام عن التطبيع مع إسرائيل. وكرر أن توقيت هجوم «حماس» «لم يكن 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 7 في مصادفة». ثـــم نـهـضـت ســيــدة أخــــرى فـــي الـقـاعـة واتــــهــــمــــت بــلــيــنــكــن بـــالمـــســـاهـــمـــة فــــي قـتـل الأطــفــال الفلسطينيين قـبـل إخـراجـهـا من القاعة. ولــــكــــن بــلــيــنــكــن تــــابــــع كــــ مــــه حـــول «تــدمــيــر الـــقـــدرة الـعـسـكـريـة والـحـكـومـيـة لــــ(حـــمـــاس)، وقــتــل الــعــقــول المـــدبـــرة وراء الـهـجـوم»، بـالإضـافـة إلــى وضــع «طـهـران في موقف دفاعي» لا سيما بعد القضاء عــــلــــى «حــــــــزب الـــــلـــــه» وقـــــيـــــادتـــــه وبــنــيــتــه التحتية في لبنان. وقـــال: «فـقـدت إيـــران طـريـق إمـدادهـا الــبــري إلـــى (حـــزب الــلــه). دمـــرت إسـرائـيـل كثيراً من قواعد نظام (الرئيس السوري بـــــشـــــار) الأســــــــد وأســــلــــحــــتــــه ومـــصـــانـــعـــه وأســـــلـــــحـــــتـــــه، بـــــمـــــا فـــــــي ذلـــــــــك الأســــلــــحــــة الكيماوية غير القانونية». وأكــــد أن مـــوازيـــن الــقــوى فــي الـشـرق الأوســــــــط «تـــتـــغـــيـــر بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر ولــيــس بالطريقة التي كانت (حماس) وأنصارها تأمل فيها أو تخطط لها، ومع ذلك تظل المــنــطــقــة مـلـيـئـة بـــالمـــخـــاطـــر، مـــن الــتــحــول الــســيــاســي الـــهـــش فـــي ســـوريـــا إلــــى يــأس إيـران لاستعادة ردعها بكل ما قد يعنيه ذلــك لطموحاتها الـنـوويـة، إلــى هجمات الــــحــــوثــــيــــ المــــســــتــــمــــرة عــــلــــى إســــرائــــيــــل والشحن الدولي». وأضـــــــــــاف أنــــــــه «يــــتــــعــــ عـــلـــيـــنـــا أن ​ نعمل على صـوغ واقــع جديد فـي الشرق الأوســــط؛ حـيـث يشعر كــل الــنــاس بمزيد مـــن الأمـــــن. ويــمــكــن لـلـجـمـيـع أن يحققوا تطلعاتهم الوطنية. ويمكن للجميع أن يـعـيـشـوا فــي ســــ م». وعــنــد هـــذه النقطة نــهــضــت امــــــرأة ثــالــثــة صـــارخـــة فـــي وجــه بلينكن، ومتهمة إياه بارتكاب «إبادة». ورداً عـلـى ســــؤال عــن قـــرب الـتـوصـل إلــــى اتـــفـــاق عــلــى وقــــف الـــحـــرب فـــي غـــزة، أجاب أنه «أقرب من أي وقت مضى، ولكن الآن، ونحن جالسون هنا، ننتظر الكلمة الأخيرة من (حماس) بشأن قبولها، وإلى أن نحصل على هذه الكلمة، سنظل على الحافة». وأضــــاف: «قــد تـأتـي هــذه الكلمة في أي وقـت. وقـد تأتي في الساعات المقبلة. وقـــــد تــــأتــــي فــــي الأيــــــــام المـــقـــبـــلـــة. هـــــذا مـا نـبـحـث عـــنـــه». وكــشــف أن إدارة الـرئـيـس بايدن ستسلم فريق الرئيس ترمب خطة متكاملة لإدارة قـطـاع غـــزة بـعـد الـحـرب، بما في ذلك تفاصيل عن قوة أمنية مؤقتة تضم قوات دولية وفلسطينيين. وســـــئـــــل عـــــن إيــــــــــــران، فـــــأجـــــاب أنـــهـــا «أصـبـحـت الآن عـنـد نقطة يمكنها فيها إنـــتـــاج مـــــواد انـــشـــطـــاريـــة لـــســـ ح نــــووي. ســـــــ ح نــــــــووي فـــــي غــــضــــون أســـــبـــــوع أو أسبوعين»، موضحا أنها «في مكان أكثر خطورة مما كانت عليه عندما وضعناها فــي صــنــدوق مــع الاتـــفـــاق الـــنـــووي» لعام . وإذ أشــــار إلـــى أن الـرئـيـس ترمب 2015 تحدث عـن الحصول على صفقة أفضل، قـال: «حسنا، دعنا نـر. ربما تكون هناك فرصة للقيام بذلك». أهـــــداف 3 وإذ تـــحـــدث بــلــيــنــكــن عــــن دبــلــومـاســيــة مــتــرابــطــة، بـيـنـهـا الـتـوسـط فـــــي حـــــل دائــــــــم لــــلــــصــــراع بـــــ إســـرائـــيـــل و«حـــــزب الـــلـــه»، وإنـــهـــاء الـــحـــرب فـــي غــزة و«تطبيع الـعـ قـات» بـ الـــدول العربية وإســــرائــــيــــل، قـــــال إن الــــهــــدف فــــي لــبــنــان هـو «مـنـع (حـــزب الـلـه) مـن إعـــادة تشكيل نـفـسـه بـطـريـقـة يـمـكـن أن تــهــدد إسـرائـيـل أو تستمر فـي احتجاز الـدولـة اللبنانية والـشـعـب اللبناني رهــائــن»، موضحا أن «الترتيب الـــذي توسطنا فيه مـع فرنسا يفي بهذه المعايير، ويمكِن حكومة لبنان مـــن اســتــعــادة الـسـيـطـرة عـلـى أراضــيــهــا، كــمــا يـــوفـــر لــ قــتــصــاد الــلــبــنــانــي وقــــوات الأمــــــــن الـــلـــبـــنـــانـــيـــة المـــــســـــاعـــــدات والــــدعــــم الـ زمـ للغاية»، كما أنـه «يحافظ على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقا للقانون الدولي». وزاد: «تـــعـــمـــل الــــــولايــــــات المـــتـــحـــدة وفــــرنــــســــا عــــلــــى مــــــــدار الــــســــاعــــة لمـــراقـــبـــة الاتــــفــــاق ومــعــالــجــة الانـــتـــهـــاكـــات، والآن، أسـابـيـع فـقـط مــن الاتـــفـــاق، صــوّت 6 بـعـد مجلس النواب اللبناني بأكثرية ساحقة لانـتـخـاب رئـيـس جــديــد»، بـالإضـافـة إلـى تكليف رئيس وزراء جديد، في «خطوتين مــهــمــتــ نـــحـــو الـــتـــحـــول إلـــــى دولــــــة ذات ســـيـــادة آمـــنـــة ونـــاجـــحـــة وتــلــبــي حــاجــات اللبنانيين». أحد المحتجين الذين جرى إخراجهم من القاعة في أثناء خطاب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بواشنطن (أ.ف.ب) واشنطن: على بردى نتنياهو يستطيع تمرير«اتفاق غزة» ولو عارضه بن غفير وسموتريتش بــحــســب الـــقـــانـــون الإســـرائـــيـــلـــي، تـوجـد عـــوائـــق غـيـر قـلـيـلـة أمــــام تـمـريـر الـصـفـقـة مع «حــمــاس» لـوقـف إطـــ ق الـنـار الــدائــم وتـبـادل الأسرى، لكن، إذا أراد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الصفقة فإن هذه العوائق فضفاضة جداً، وقابلة للنقض من الحكومة، ولا مجال للاعتقاد بأنها ستؤدي إلى منع الصفقة. فـــــــأولاً، الــحــكــومــة هـــي الــجــســم المـــخـــوّل لإقــــــــرار الـــصـــفـــقـــة. وفــــقــــط إذا أراد رئــيــســهــا الــحــصــول عـلـى تـوسـيـع قـــاعـــدة الـتـأيـيـد لها فسيطرحها على الكنيست. وكما هو معروف وزيراً، 30 من 23 ، فإن غالبية الوزراء الساحقة يـؤيـدون الصفقة بشكل مـؤكـد. والمعارضون هـــم وزراء «الــصــهــيــونــيــة الـــديـــنـــيـــة» بــقــيــادة بتسلئيل سموتريتش، الذين يـؤكـدون انهم ســـيـــصـــوّتـــون ضــــدهــــا، ولـــكـــنـــهـــم لا يــــريــــدون الانسحاب من الحكومة والتسبب بإسقاطها، ووزراء حزب «عظمة يهودية» بقيادة إيتمار بـــن غـفـيـر، الــــذي يـــتـــردد فـــي مـــوضـــوع الـبـقـاء فـي الحكومة أو الانـسـحـاب. وحـــاول تجنيد سموتريتش للضغط لأجــل إفـشـال الصفقة. نـواب 6 ولـكـن، لنفترض أنــه انسحب، فلديه ، وانـسـحـابـه يبقي الحكومة 68 مـن مجموع بأكثرية. والتقدير هو أنه لن ينحسب، خوفا مـــن رد فــعــل الـــجـــمـــهـــور؛ فـــإســـقـــاط الـحـكـومـة يـعـنـي الـتـوجـه لانــتــخــابــات. والاسـتـطـ عـات واضـــحـــة لــلــغــايــة، وتــشــيــر إلــــى أن الائـــتـــ ف الحالي سيخسر الحكم بشكل مؤكد إذا توجه لانــتــخــابــات. ولــــن يــكــون ســهــً عـلـيـه تـحـمّـل تبعات خسارة اليمين الحكم. وقسم من رفاقه يقولون لـه: «لـدى اليمين الإسرائيلي قضايا أهم بكثير من قضية الصفقة». وبالفعل، لدى اليمين الإسرائيلي أجندة عـــامـــرة بـالمـخـطـطـات الــتــي تـسـتـهـدف إحـــداث انــقـ ب جـوهـري فـي السياسة الإسـرائـيـلـيـة، مثل: تصفية القضية الفلسطينية؛ وتعزيز وتــــوســــيــــع الاســــتــــيــــطــــان؛ وفــــــــرض الـــســـيـــادة الإسـرائـيـلـيـة عـلـى الـضـفـة الـغـربـيـة؛ وتنفيذ خطة تغيير منظومة الحكم؛ وإضعاف جهاز الـقـضـاء؛ وتغيير تفكير الـقـيـادة العسكرية؛ وغيرها. والسؤال هو: هل سيفرط نتنياهو ببن غفير؟ والجواب: سيعمل كل ما بوسعه لكي يبقى بـن غفير فـي الحكومة. ولـكـن، إذا كان الـخـيـار إرضــــاء بــن غفير أو إرضــــاء الرئيس الأمــــيــــركــــي المـــنـــتـــخـــب، دونـــــالـــــد تــــرمــــب، فـــإن نتنياهو سيحسم باتجاه ترمب. وثانيا، إذا أراد نتنياهو منح الكنيست مــكــانــة فـــي هــــذه الــقــضــيــة، فــــإن الــتــأيــيــد هنا سيكبر أكــثــر؛ إذ إن أربــعــة أحــــزاب مـعـارضـة أعلنت انـهـا مستعدة لمنح نتنياهو ضمانة تـــأيـــيـــد مـــطـــلـــق، وهــــــــي: «يـــــوجـــــد مــســتــقــبــل» نائبا)، و«المعسكر الرسمي» 24( بقيادة لبيد نـواب)، و«القائمة العربية 8( بقيادة غانتس مقاعد)، 5( المـوحـدة» بقيادة منصور عباس 4( و«الــديــمــقــراطــيــون» بــقــيــادة يـائـيـر غــــورن نــــــواب). عـمـلـيـا، يـمـكـن لـنـتـنـيـاهـو أن يـجـرف نـائـب لـهـذه الصفقة. ولكن، 100 تأييد نحو كما أشـرنـا، فـإن نتنياهو لا يحتاج إلـى هذا الـتـأيـيـد مــن الـنـاحـيـة الـقـانـونـيـة. ولا يحتاج إلـــيـــه مـــن الــنــاحــيــتــ الــســيــاســيــة والمــعــنــويــة أيضا. ثــــالــــثــــا، عـــنـــدمـــا يــــطــــرح الاتــــــفــــــاق حـــول الصفقة على الحكومة، يلزم القانون بنشرها ساعة، حتى يتاح للمواطنين 48 في غضون المتضررين أن يعترضوا عليها إلـى المحكمة الـعـلـيـا. ومـــع أن الـقـانـون الـجـديـد، الـــذي سن ، يضع عراقيل أمـام الصفقات، فإن 2014 عام المحكمة العليا عدّت الصفقات من هذا النوع شــأنــا سـيـاسـيـا أمـنـيـا يـقـع تـحـت صـ حـيـات الـحـكـومـة وحــدهــا ورفــضــت الــتــدخــل. ولـذلـك ردت الـــدعـــاوى. ويـتـوقـع أن تـردهـا هــذه المـرة أيضا في حال طرحها أمامها. رابعا، هناك حاجة للإشارة إلى أنه حتى ، كــانــت الـحـكـومـة صـاحـبـة الــقــرار 2008 عـــام الـوحـيـدة فـي الصفقات، وكــان رئيس الدولة صاحب الصلاحية في منح عفو عن الأسرى الفلسطينيين، في حال الحكم عليهم بالسجن في محكمة مدنية، ولقيادة الجيش في حال جاء الحكم عليهم من محكمة عسكرية. وفي حينه، استخدم نتنياهو، وهو في المعارضة، «قضية شاليط» لتغيير القانون حتى يمنع سلفه، إيهود أولمــرت من تمرير صفقة. وفي ذلــك الـوقـت رفــض أولمـــرت تمرير الصفقة مع «حماس» حول إطلاق سراح الجندي جلعاد شـــالـــيـــط، لـــكـــن نــتــنــيــاهــو نــفــســه مـــــرر صـفـقـة شــالــيــط، عــنــدمــا تـسـلـم الــحــكــم، وتــخــلــى عن معارضته. وقد أثـارت تلك الصفقة اعتراضا ومـوجـة غضب فـي صفوف اليمين، وطالبوا بِـسَـنّ قـانـون يقيد الـحـكـومـات، ويمنعها من تنفيذ صفقات تـبـادل أســـرى. وخـــ ل الفترة )، وحـتـى مـا بعد حرب 2011( منذ تنفيذها ، ظــل نتنياهو يـتـهـرب مــن سَـــنّ قـانـون 2014 جـــديـــد، وأقــــــام لــجــنــة عُـــرفـــت بـــاســـم شــمــغــار، عــلــى اســــم رئـيـسـهـا الــقــاضــي مـئـيـر شـمـغـار، لــــوضــــع أســـــس جــــديــــدة لـــصـــفـــقـــات الـــتـــبـــادل. وجـــــاءت تـوصـيـاتـهـا حـــازمـــة ضـــد الـصـفـقـات التي يتم فيها إطلاق سراح جماعي للأسرى الفلسطينيين. لكن هـذه التوصيات أهملت، ولم تطرح للتصويت حتى اليوم. ، تــــم تـعـديـل 2014 ، فــــي الــســنــة نــفــســهــا الـــــقـــــانـــــون بــــغــــرض تـــصـــعـــيـــب عـــمـــلـــيـــة إبـــــــرام صـفـقـات كــهــذه، فـتـم سـحـب الـصـ حـيـات من رئيس الــدولــة، وأصبحت الحكومة صاحبة الـــصـــ حـــيـــات الـــوحـــيـــدة فـــي الــتــوصــيــة على صفقة، وبعدها يقرر الرئيس أن يمنح عفواً أم لا. وتـــمـــت إضـــافـــة شـــــروط لإطـــــ ق ســـراح الأســـــــرى، مـــثـــل: أن يـــكـــون ذلــــك ضــمــن اتــفــاق سياسي مع دولـة، أو أن يكون بمثابة حاجة سياسية مُلحة. وبعد هذا التعديل تم إطلاق سراح سوريين معتقلين في إسرائيل في سنة مقابل تسلّم رفــات الأسير الإسرائيلي 2019 زخاريا باومل، وتم فيها تجاوز القانون، لكن المستشار القضائي للحكومة، آنــذاك، صادق عليها. الـى ذلــك، استرجع مراقبون قــول وزيـر الـــخـــارجـــيـــة االــــكــــ م عـــن الأمـــيـــركـــي، أنــتــونــي بــلــيــنــكــن، فـــي الأســــبــــوع المـــاضـــي إن الاتـــفـــاق الذي يتبلور حول الصفقة لوقف النار الدائم وتــــبــــادل الأســــــرى بـــ إســـرائـــيـــل و«حـــمـــاس» هـــو نـفـسـه الــــذي كـــان مــطــروحــا ومــقــبــولاً في شـــهـــر مــــايــــو (أيـــــــــار) المــــــاضــــــي. وتــــســــاءلــــوا: لمـــــاذا فــشــل فـــي حــيــنــه، بـيـنـمـا الـــيـــوم يـنـجـح؛ فالمضمون لم يتغير، وظـروف إسرائيل التي جـعـلـت نـتـنـيـاهـو، يـــوافـــق عـلـيـهـا فـــي حـيـنـه، هـي أيضا لـم تتغير. كما هـو مـعـروف، وقف الرئيس الأميركي جـو بـايـدن يومها، وأعلن أن نتنياهو طـرح عليه خطة لوقف النار في غــــزة تــفــضــي إلــــى إطـــــ ق ســـــراح المـخـطـوفـ الإسـرائـيـلـيـ . وطـلـب مــن نتنياهو علنا أن يوافق على هـذه الخطة. وبـدا ذلـك ضربا من الكوميديا السوداء. فماذا يعني أن تطلب منه أن يوافق على الخطة التي وضعها هو نفسه؟ وتَـــبَـــَّ لاحـقـا أن نتنياهو طــرح الخطة على أمل أن ترفضها «حماس» كما فعلت في مرات سابقة، فلما وافقت عليها «حماس» تراجع. مــنــذ ذلــــك الـــوقـــت وحــتــى الـــيـــوم طـرحـت الخطة مع تعديلات مرتين، في يوليو (تموز) وسـبـتـمـبـر (أيـــلـــول)، ورفــضــهــا نـتـنـيـاهـو في الـحـالـتـ . وقــــال إن عـلـى «حـــمـــاس» أن تقدم تنازلات أخرى. وقال لإدارة بايدن إن تلميحها بأن إسرائيل هي التي تعرقل الصفقة يشجع «حماس» على التقدم بمطالب جديدة، لذلك عليهم أن يواصلوا اتهام «حماس» بإفشالها. وفــــــي هــــــذه الأثــــــنــــــاء، واصـــــــل نــتــنــيــاهــو الحرب، وقام بتوسيعها وبتعميقها، وحقق مــكــاســب عـسـكـريـة جـــديـــة فــيــهــا، مـــن اغـتـيـال رئـــيـــســـي حـــركـــة «حــــمــــاس» إســـمـــاعـــيـــل هـنـيـة ويــحــيــى الـــســـنـــوار، وعـــــدد كـبـيـر مـــن قـادتـهـا الميدانيين، وقــادة الصفين الأول والثاني في «حـزب الله» وفـي مقدمتهم حسن نصر الله، وتفجير أجهزة الاتصال، ونفذ عملية اجتياح فـــي لــبــنــان. ونــفــذ غـــــارات فـــي إيـــــران والـيـمـن. وإبـان ذلـك، واصـل عمليات تدمير قطاع غزة والقتل الجماعي فيه والتجويع والتعطيش. وقام باحتلال محوري فيلادلفيا ونتساريم. وواصـل نتنياهو الحرب بعناد مريب، ولـو كـان الأمــر بـيـده، لمـا أوقفها الـيـوم أيضا. وإذا كــــان يــبــدو الآن جـــاهـــزاً لـوقـفـهـا وإبــــرام صـــفـــقـــة، فـــــإن ذلـــــك تــــم فـــقـــط بـــســـبـــب الــلــهــجــة الــجــديــدة الــتــي بـــات يسمعها مــن واشـنـطـن؛ فقد انتًخب لرئاسة الولايات المتحدة دونالد تـــرمـــب، الـــــذي لا يــتــوســل ويـــرجـــو نـتـنـيـاهـو مثل بــايــدن، بـل يـقـدم أوامــــر. وعـنـدمـا يتذرع نتنياهو بحجة «الحسم الديمقراطي» يقول إنــه لا يستطيع تمرير هــذا الــقــرار؛ لأن لديه معارضة يمينية، يجيبه تـرمـب: «أنــا أريـدك رجــــ ً، قــائــداً قــويــا. والـقـائـد الــقــوي هــو الــذي يستطيع اتخاذ قرارات». تل أبيب: نظير مجلي إسرائيلية تحمللافتة عليها صور أسرى لدى «حماس» خلال احتجاج خارج مكتب نتنياهو في القدسأمس(أ.ف.ب) الخطة تنص على قوة مشتركة فلسطينية ودوليةلإدارة القطاع وإعادة إعماره

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky