issue16850

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16850 - العدد Wednesday - 2025/1/15 ًالأربعاء عاما 120 عمرها يتجاوز مدرسة الفلاح تتحول إلى متحف يثريجدة التاريخية احتلت مدرسة الفلاح في جدة موقعاً مــمــيــزاً فـــي تـــاريـــخـــهـــا، فــهــي أول مــدرســة لـــأولاد فـي المدينة أسسها الـحـاج محمد عاماً، وتخرجت فيها 120 علي زينل قبل أجيال من الطلاب شغلوا مناصب عالية ومهمة في السعودية وأجيال من وجهاء المجتمع. المدرسة العريقة التي ما زالت تجذب الــــزوار لمكانها فــي جـــدة الـقـديـمـة متميزة بـبـوابـة مـزخـرفـة تحمل أبـيـاتـ مـن الشعر سـتـتـحـول إلـــى مـتـحـف، وذلــــك بـعـد إنـهـاء مـــشـــروع تــحــويــل المــبــنــى الـــقـــديـــم مـــن قبل وزارة الثقافة لوجهة تاريخية وسياحية لمرتادي المنطقة التاريخية. ووفــــقــــ لـــلـــمـــعـــلـــومـــات الــــتــــي حـصـلـت عليها «الـشـرق الأوســـط»، فالمبنى القديم سـيـحـمـل صـفـة مـتـحـف مـتـكـامـل مـدعـومـ بــجــمــيــع الــــخــــدمــــات، مــنــهــا مــقــهــى يـحـمـل الــــطــــابــــع الـــــتـــــراثـــــي وتـــخـــصـــيـــص أمــــاكــــن جلسات بجوار المبنى حتى يتسنى للزوار الاســتــمــتــاع بــكــل المــعــلــومــات عـــن المـنـطـقـة التاريخية بوجهٍ عام وتاريخ المدرسة على وجه الخصوص. وقــال علي السليماني، المـديـر العام لــلــشــؤون الإداريـــــــة والمـــالـــيـــة فـــي مــــدارس الـفـ ح، لــ«الـشـرق الأوســــط»، إن المـدرسـة الــواقـعــة فــي منطقة الـبـلـد تـضـم مبنيين مـــنـــهـــا المـــبـــنـــى الــــتــــاريــــخــــي الــــــــذي يـــعـــود عاماً، وقد سُلّم 115 تاريخه إلى أكثر من إلى وزارة الثقافة لتهيئته حتى يتوافق مـــع خــطــط تــطــويــر المــبــانــي الــقــديــمــة في المنطقة التاريخية. وســــيــــضــــم المــــتــــحــــف قـــســـمـــ خـــاصـــ بــــالــــوثــــائــــق والـــــعـــــقـــــود الــــقــــديــــمــــة، وفـــقـــ للسليماني، ليكون نافذة على كل ما هو متعلق بتاريخ المدرسة، ومن المتوقع أن يجري العمل في هذا المشروع قريباً بعد أن تسلّمت وزارة الثقافة المبنى. وتـــحـــدث الـسـلـيـمـانـي عـــن الـتـصـور العام للمنطقة التاريخية، قائلاً إن هناك رؤيـــة لإعــــادة مـــ ك المـبـانـي والأســــر التي كانت موجودة من قبل إلى المنطقة التي تشهد نـمـواً وحـــراكـــ ، ولا سيما فــي ظل خطة وزارة الثقافة لإعـــادة ترميم كثير من المباني القديمة. وتــطــل مــدرســة الـــفـــ ح، الــتــي يمثل شــكــلــهــا الـــقـــديـــم حـــالـــة تـــراثـــيـــة فـــريـــدة، عـلـى أهـــم الأســــواق الـتـاريـخـيـة فــي جـدة الـتـاريـخـيـة مـنـهـا ســـوق الـــبـــدو، وســـوق بـاب مكة المتخصص فـي بيع المنتجات الـــغـــذائـــيـــة والاســـتـــهـــ كـــيـــة، كـــمـــا كــانــت المـــــدرســـــة تـــطـــل عـــلـــى أحـــــد أهـــــم المــــواقــــع الترفيهية التي كانت تقام سابقاً في أيام عيد الفطر، وتعرف باسم «العيدروس». ومثل بقية المباني القديمة المنتشرة في المنطقة التاريخية، اعتمد في عملية بناء مدرسة الفلاح على الحجر المنقبي المـسـتـخـرج مـــن بـحـيـرة الأربـــعـــ ، الـــذي كـــــان يــشــكــل بـــــــالآلات الـــيـــدويـــة لـيـوضـع فــي مــواضــع تـنـاسـب حجمه إلـــى جانب الأخــشــاب الـتـي كـانـت تــرد إلــى جــدة من المـــنـــاطـــق المـــــجـــــاورة كـــــــوادي فـــاطـــمـــة، أو مــا يـتـم اســتــيــراده مــن الـهـنـد عــن طريق الميناء. جدة: سعيد الأبيض المبنى الحديث لمدرسة الفلاح الذي كانت تقام أمامه ملاهي «العيدروس» (تصوير: غازي مهدي) مدخل المدرسة وقدزين بعبارات مختلفة منها «ادخلوها بسلام آمنين» ًفي ذكرى وفاة ابنة شقيقه مي الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حيا تُــعــنــى ســهــى حــــداد بــــإرث ميخائيل نعيمة، برموش العين. تعيش مع أغراضه كأنه لا يزال حياً، تحيط نفسها بلوحاته وصـــــوره وكــتــبــه ومــخــطــوطــاتــه ورســومــه وأقـ مـه، وتستقبل زواره وتحدثهم عنه، بحماسة، وعن عاداته وسلوكياته. هـــــذه المــــــرة ضــــربــــت، ســـهـــى «حــامــيــة الإرث» مـــــوعـــــداً جــــــديــــــداً، لــــــــــزوار المــــنــــزل (المـتـحـف) حـيـث تـعـيـش. تـوافــد المـدعــوون طـــوال هــذا النهار الشتوي الـــذي يصادف عــامــ عـلـى وفــــاة والــدتــهــا (ابـنـة 14 مــــرور شـقـيـق مـيـخـائـيـل نـعـيـمـة مــــي). تــقــول لنا سـهـى: «المــنــزل مـفـتـوح طـــوال الـسـنـة بناء أيام يشرع فيها المتحف 3 على موعد، لكن أبـــوابـــه دون ســابــق تـخـطـيـط، يــــوم ولادة الأديب ويوم وفاته، وتاريخ وفاة والدتها، مــــ ك مــيــخــائــيــل نـعـيـمـة الــــحــــارس، الـتـي اعتنت به حتى عاجله الأجل». بـــــهـــــذه المــــنــــاســــبــــة تــــقــــف ســــهــــى بــ ضيوفها الــذيــن تحلقوا فــي هـــذا الـنـهـار، وتــروي أن «جـدو ميشا»، كما تسميه، ما كان يعرف يوم ميلاده، يعرف فقط أنه ولد . وبعد عودته من أميركا سمع 1889 سنة فـي حلمه صـوتـ يـقـول لـه بـإلـحـاح ويـكـرّر أكتوبر. من يومها 17 : باللغة الإنجليزية قــرر أن يعتمد هــذا الـتـاريـخ يـومـ لميلاده بشكل رسمي. حـ تصل إلــى المبنى الـــذي يقع فيه المـــنـــزل، فـــي المـطـيـلـب (مـنـطـقـة المــــن) تـقـرأ عـلـى الــعــمــارة يـافـطـة كـبـيـرة كـتـب عليها: «ميخائيل نـعـيـمـة». عـلـى بـــاب الـبـيـت في الـطـابـق الأول، تستقبلك صــــورة عناقيد عنب إلــى جانبها، عـبـارة مـؤطـرة مستلّة مـن كتاب الأديـــب «كــرم على درب»، تقول: «كــــرمــــي عـــلـــى درب فـــيـــه الـــحـــصـــرم وفــيــه العنب. فلا تلمني يا عابر السبيل إن أنت أكلت منه فضرست». وتحت العبارة سلة من الحلوى، لا بد أن تتناول منها واحدة فـي ضيافة أديـبـك. تلتفت صـوب الجرس الــــذي كُــتــب عـلـيـه اســـم مـيـخـائـيـل نعيمة، وفـوقـه صـورتـه مذيلة بـعـبـارة «يــا مــيّ يا شمسي ويــا قـمـري!» بخط يــده المرتجف. تقول سهى إنها تقصّدت أن يبقى الاسم على الجرس ليشعر الزائر بمهابة المكان. الـبـيـت مــن الـــداخـــل بـأثـاثـه وتـرتـيـبـه، هو من صنيع ميخائيل نعيمة. «الصالة تــمــامــ كــمــا أرادهــــــا ورتــــب كـنـبـاتـهـا. هنا على الجهة اليمنى من الكنبة الكبيرة كان يجلس أو على الكنبة الصغيرة التي إلى جوارها. هذا هو مكانه المفضل»، تخبرنا سهى. أما على طاولة الطعام فكان يجلس عــلــى رأســـهـــا، وهــــي تـجـلـس عــلــى الــطــرف الآخر لإتمام دروسها. «كــل شــيء هنا مـن منتوج فكر جدو مـيـشـا. عـلـى هـــذه الـطـاولـة أكـلـنـا وشربنا سنة 20 معاً، وصدّر للعالم ستة كتب، آخر من حياته». تقصد هنا كتاب «يا ابن آدام» و«نجوى الغروب» الذي 1969 الذي صدر ، و«من 1973 ناجى فيه ربه مع غروب عمره ، و«ومضات»، ومن ثَمّ 1974 » وحي المسيح «التاج والصولجان» الكتاب الذي لم ينته، لكن يتم العمل مـن أجــل نشره قريباً. أما ترجمة كتابه «اليوم الأخير»، و«من وحي المسيح» فقد تم الانتهاء من ترجمتهما. قرب طاولة الطعام يلفتك إطار كبير، وضـــعـــت داخــــلــــه مـــجـــمـــوعـــةٌ مــــن الــــرســــوم، لـوجـوه، وأحـيـانـ عــدة وجــوه تتداخل مع بعضها بعضاً، وغالباً ما تُحاط الرسوم بــــدوائــــر رحـــمـــيـــة الـــشـــكـــل. «هــــــذه أنــجــزهــا نـعـيـمـة بـقـلـمـه. لـــم يـكـن رســـامـــ لـكـنـه كـان يحب الرسم وينكب عليه، وقد نشر بعضاً منها في كتبه». ولـــد نــاســك الــشــخــروب فـــي بسكنتا، لـكـنـه كــــان يـنـتـقـل فـــي الــشــتــاء إلــــى مـنـزلـه فــــي الـــزلـــقـــا (شــــمــــال بـــــيـــــروت)، يــســكــن مـع ابـنــة شقيقه مــي وابـنـتـهـا سـهــى. وقضى الـــســـنـــوات الــعــشــريــن الأخـــيـــرة مـــن حـيـاتـه مــعــهــمــا. تــلــك كـــانـــت الـــســـنـــوات الـعـشـريـن الأولـى من حياة سهى حداد نعيمة، التي ســنــة. هــكــذا هو 80 وُلــــدت ولـــه مــن الـعـمـر الــــذي ربـــاهـــا ورعـــاهـــا وتــكــفّــل بــهــا، وكـــان والدها قد تُوفي. ورحل نعيمة في الزلقا، مع مي وابنتها، لكن المؤجرين بعد رحيله طالبوا بالشقة. قـــرّرت سهى أن تنقل كل حاجيات جدها ميشا إلى المطيلب، وتعيد تركيب الشقة، تماماً كما كانت. وبمقارنة صـــور المـنـزلــ ، تـعـرف كــم كـانـت حريصة حتى على تعليق الـلـوحـات والـصـور كما كانت موجودة في المنزل الأصل. الــــصــــالــــة مـــلـــيـــئـــة بــــصــــور مــيــخــائــيــل نعيمة الفردية والعائلية. والبيت مسكون بـالـلـوحـات الـتـي فيها عــبــارات مــن كتبه، ســطــرهــا لـــه خـــطـــاطـــون عـلــقــت فـــي أرجــــاء البيت. تـقـودنـا سهى إلــى غـرفـة نــوم الأديــب الـــراحـــل الـــتـــي فـيـهـا ســـريـــره وســـريـــر آخــر لشقيقه الـــذي كـــان يـنـام إلـــى جـانـبـه حين يأتي لزيارته، ومكتبه ومكتبته، وخزانته، والشنط القديمة التي كان يستخدمها في تسفاره مرتّبة على الـخـزانـة. فـي مكتبته كُـتـب عربية عكس المــوجــودة فـي بسكنتا حـيـث كـتـبـه الأجـنـبـيـة. وهــنــا أيــضــ نُـسـخٌ مـن مؤلفاته، ومنفضة سجائره وصـورة كـبـيـرة لـــه. وعـلـى مكتبه مجموعة صــور، والقرود الثلاثة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، والـبـطـاريـة الـتـي كــان يستخدمها عندما تنقطع الكهرباء. عـلـى ســريــره الــــذي تــقــول سـهـى إنها أعادته تماماً كما كـان، بشرشفه الأصفر، هنا مـدّدت عباءته التي كنا نـراه يلبسها فــــي صــــــوره الـــشـــهـــيـــرة. وتــــســــرّ لـــنـــا سـهـى بـأنـهـا رفـضـت غـسـل بطانيته مـنـذ وفـاتـه كي تحتفظ برائحته فيها. لكنها وضعت أبــجــورتــه وأضـــاءتـــهـــا، وكــأنــه هـنـا لـيـقـرأ. وفــــي غـــرفـــة نــــوم مــــجــــاورة تـحـتـفـظ سهى بـأغـراضـهـا الــخــاصــة. هـنـا ينتهي حــدود المتحف، وتبدأ خصوصية صاحبة الـدار التي أبقت لنفسها هــذه الغرفة الوحيدة الـــتـــي لا يـخــتـلــط فــيــهــا الــــخــــاص بــالــعــام. أمــا غـرفـة الجلوس حيث وضـعـت التلفاز وعـلـقـت لــوحــات لـنـعـيـمـة، فتجلس سهى وتــشــرح لضيوفها: «كـــان متفوقاً فــي كل مراحله الدراسية. ذهـب إلـى واشنطن مع إخوته، والتحق بجامعة سياتل في شتاء وتخرج باختصاصين في وقت 1912 عام واحـــد: الأدب الإنـجـلـيـزي والـحـقـوق. لكنه لم يمارس مهنة المحاماة، ولـم يكن يحب المحامين. ولـه جمله شهيرة، يقول فيها، درست القانون كي أعرف أين تحاك خيوط أكفان الحق». بـــعـــد الـــتـــخـــرج ذهـــــب إلـــى 1916 عـــــام نــــيــــويــــورك حـــيـــث الـــتـــقـــى بـــجـــبـــران خـلـيـل جـبـران، فـي تلك السنة، وبقيا حتى سنة التي توفي فيها الأخـيـر، ربطتهما 1931 صلة روحـانـيـة وفـكـريـة، وأسّــســا الرابطة القلمية. «لــــم يــحــب مـيـخـائـيـل نـعـيـمـة أمـيـركـا عــلــى الإطــــــ ق لـــشـــدة مـــا هـــي مـــاديـــة. كــان يسميها (الدردور الأكبر)، لأن كل ما فيها يدور من أجل الدولار». عـلـى أحـــد الـــجـــدران صـفـحـات كُتبت بـــخـــط يــــد نــعــيــمــة، ورســــالــــة حــــب كـتـبـهـا إلـــــى راعـــيـــتـــه مـــــي. تـــقـــف ســـهـــى وتـــقـــرأهـــا لضيوفها: «منذ قُـدّر لي أن أعيش وإياك وابــــنــــتــــك الـــحـــبـــيـــبـــة ســــهــــى، وأنــــــــا أحـــس أحـسـن الإحـــســـاس أن حـيـاتـي تـقـوم على ركـــيـــزيـــتـــ . وهـــــاتـــــان الــــركــــيــــزتــــان هــمــا: المـسـيـح فــي الــســمــاء، وأنـــت عـلـى الأرض. لقد حباك الله إلى جمال الصورة، جمال الفطرة. فأنت مفطورة على حب الصدق والأمانة والنظافة والترتيب في كل شيء حـــتـــى فــــي أتـــفـــه الأمــــــــور. طـــعـــامـــك شــهــي، وكــــأس المــــاء مـــن يــــدك، كـــأس مـــن الـــراحـــة. بيتك ما شكى الفوضى في أي ساعة من سـاعـات الـنـهـار أو الـلـيـل، وضيفك معزّز ومـكـرم، حتى ليشعر أنــه صـاحـب البيت ويــصــحّ فـيـه قـــول الـشـاعـر: يــا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا، نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل». تدمع سهى وهي تقرأ هذا النص، حتى لا تقوى على إكـمـال الــقــراءة. فهذه ذكــــرى والـــدتـــهـــا، والـــعـــ قـــة غــيــر الــعــاديــة التي ربطت هذا الثلاثي الذي يحمل اسم (ميماسونا) جامعاً الـحـروف الأولــى من أسمائهم واسـم العائلة. وهـو أيضاً اسم الجمعية الـتـي شكّلتها كـي تحمل عبء الإرث من بعدها. فـــي هــــذه الأجــــــواء الـعـائـلـيـة الـــحـــارة عـــاش مـيـخـائـيـل نـعـيـمـة، ومـحـاطـ بحب مـــي وســـهـــى لــفــظ أنـــفـــاســـه الأخــــيــــرة على سـريـر، كـأنـه لا يـــزال ينتظره. وفــي إطـار عرضت آلة، كان يطحن بها القهوة، وفي إطار آخر، علّقت فردة لجواربه. كل قطعة فــي هـــذا المــنــزل تـحـكـي ســيــرة أديــــب، كـان شـاهـداً على قــرن مـن الـتـاريـخ. تُـوفـي عن سنة، لكن سهى تريد له أن يبقى حياً 98 في ذاكرتنا، وتدعو الجميع لأن يعودوا لتحكي لهم أكثر في المرة المقبلة. فلا يزال في جعبتها الكثير. بيروت: سوسن الأبطح سهى نعيمة تستقبل الزوار وتروي الذكريات (الشرق الأوسط) نظارات نعيمة المعروضة في متحفه (الشرق الأوسط) لوحةرسوم لميخائيل نعيمة (الشرق الأوسط) تعنىسهىحداد بإرث ميخائيل نعيمة برموشالعين ًوتعيشمع أغراضه كأنه لا يزالحيا

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky