issue16850

الثقافة CULTURE 18 Issue 16850 - العدد Wednesday - 2025/1/15 الأربعاء ماريو فارغاسيوسا علىالمحك جواسيسوفلاسفة لـــم يـشـعـر أحــــد مـــن ســـكـــان ذلــــك الـــحـــي الأنـــيـــق فـــي واشـــنـــطـــن بــالــدهــشــة أو الاسـتـغـراب عندما جــاء ليستقرّ فيه فيليب جينينغز، وزوجـتـه إليزابيت، مع ولدَيهما بايج وهنري. أسرة كانت تجسّد المثل الأميركية التقليدية: بايج كانت الساعد الأيمن للمبشّر الإنجيلي في كنيسة الحي التي تعمّدت فيها، وهنري المتفوق في الرياضة والرياضيات والذي كانت أفضل المعاهد تتنافس لاجتذابه بالمنح الدراسية والمغريات، أمـا مصدر رزق العائلة فكان من خـال وكالة سفر فـي جـــوار سكن السيّد سـتـان بيمان، المـوظـف فـي مكتب التحقيقات الفيدرالي والمتخصص في مكافحة التجسس، والذي أصبح من أقرب أصدقاء الأسرة. المسلسل الذي يسرد قصة هذه العائلة يحمل عنوان «الأميركيون»، وضعه جـو وايــزبــيــرغ، وشـــارك فـي تـصـويـره أكـثـر مـن مـخـرج ومـنـتـج، لكنه يتميّز عن غيره من المسلسلت بمستوى فكري عالٍ أعتقد أنه كان السبب في عدم نيله ما يستحق من إقبال ونجاح. وهذا بالتحديد ما يدفعني إلى التوصية بمشاهدته لمَن أنهكته المطالعة ويبحث عن سبيل للترفيه والتسلية. بعكس المظاهر البادية عليها، ليست هذه العائلة أميركية، بل هي روسية، ولا تربط بين فيليب وإليزابيت علقة زواج، رغم أنهما مع مـرور الوقت سوف يقترنان أمام كاهن روسي في واشنطن. منذ صغرهما تتلمذا على يد المخابرات السوفياتية للعمل والتجسس فـي بــاد الـعـدو الأمـيـركـي. وقــد نجحا فـي أداء المهام التي كانت موكلة إليهما طوال السنوات التي أمضياها في واشنطن دون أن تتمكّن أجهزة مكافحة التجسس الأميركية من كشفهما بينما كانا ينقلن المـعـلـومـات إلـــى مـوسـكـو ويـقـومـان بتصفية أعــــداء الإمــبــراطــوريــة السوفياتية، الحقيقيين والوهميين. تدور الأحداث في عصر الرئيس الأميركي رونالد ريغان وما أطلق عليها «حرب النجوم»، التي كان يضغط بها على الاتحاد السوفياتي، كاشفاً انهيار الاقتصاد الاشتراكي وعجزه عن منافسة الولايات المتحدة في ذلك السباق المجنون حول الصواريخ الفضائية، الذي تسبّب في إنهاكه وفجّر تلك الأزمة العميقة التي من رحمها خرج غورباتشوف ثم طُويت صفحة الشيوعية السوفياتية. تلك الأزمة أحدثت اضطرابات هائلة داخل الاتحاد السوفياتي عندما حاول معسكر الرجعيين إزاحـــة غورباتشوف وأنـصـار انفتاح النظام الشيوعي على الديمقراطية، وإعطاء تنازلات تسمح بالتوصل إلى اتفاق مع الغرب يهدف إلى نـزع تدريجي للأسلحة النووية. جهاز الاستخبارات «كـي جي بـي» جنح نحو أقصى اليمين كما تبّ من الشرخ الذي أحدثه ذلك الانفتاح في عائلة جينينغز، حيث بدا هنري متذمراً من حياته الزائفة والاغتيالات وتلعب الأجهزة بحياته، وقرّر التخلي عن مهنته السرية، بينما بقيت إليزابيت مواظبة على ممارستها، بالحماس الدامي نفسه الذي بدأت به. أما ستان بيمان من جهته، وبعد أن أقام علقة سرية مع جاسوس روسي، فقد كان حائراً أمام تعاقب الأحداث والتطورات في الاتحاد السوفياتي خلل تلك المرحلة. «الأمـيـركـيـون» عمل فني ممتاز يسرد وقـائـع تلك الحياة المـزدوجـة لهذين الزوجين، والصداقة الوطيدة التي ربطتهما بعميل مكتب التحقيقات الفيدرالي، والرحلت التي كانوا يقومون بها إلى الأرياف، ويتقاسمون الأطعمة والحلويات التقليدية أيام الآحاد والأعياد. وكان الولدان، هنري وإليزابيت، يترددان كثيراً على منزل ستان، حيث كانا يشعران بالمتعة في مجالسته. والــجــواســيــس لـيـسـوا تـلـك الـكـائـنـات الـخـالـيـة مــن المـشـاعــر والــرحــمــة كما تصورهم لنا الأفلم السينمائية، بل هم يهتمون بالأبعاد الثقافية والسياسية والأخلقية لمهنتهم، ويواظبون على قـراءة الصحف، كما تفعل إليزابيت كلما تظهر فـي المسلسل، وبــ يديها «واشـنـطـن بـوسـت» أو «نـيـويـورك تـايـمـز»، أو تـسـتـرسـل فــي تحليلتها لـــ وضـــاع والـــتـــطـــورات الــدولــيــة وعـاقـتـهـا المحتملة بالنشاط الـذي تزاوله مع زوجها. كل ذلك يتيح للمشاهد أن يتابع من كثب ما يخالج إليزابيت وفيليب مـن شـواغـل أخلقية بسبب المهنة التي يمارسانها. كلهما تربّى على عقيدة مفادها أن الوطن يجب أن يدافع عن نفسه ضد عدو يعمل لـتـدمـيـر الاتـــحـــاد الـسـوفـيـاتـي والـشـيـوعـيـة، لـكـن الأحـــــداث الأخـــيـــرة بــدأت تثير لديهما الشكوك حـول الأفـكـار والمعتقدات التي نشأ كلهما عليها، وراح فيليب يتساءل إذا كان ما يحصل مجرد مناورة لكي تبقى الزمرة ذاتها ممسكةً بالسلطة، وتتشدّق بمحاسن النظام الاشتراكي والمجتمع اللطبقي والحرية «الحقيقية»، التي لا وجود لها في الاتحاد السوفياتي. ستان بيمان رجل يتمتع بأخلق عالية رغم المهنة التي يزاولها، ويعرف أن المجتمع الديمقراطي يجب أن يـكـون محصّناً ضـد الأعــــداء والـخـصـوم، وأن مهنته غالباً ما تقتضي الخروج عن قواعد الشرعية والسلوك الأخلقي. لكنه يبذل جهداً لممارسة عمله ضمن حدود القانون والأخلق، فيجد نفسه في صدام مع زملئه ورؤسائه، ويتفاقم الوضع عندما يبلّغه أحدهم أن خطيبته قد تكون هي أيضاً موفدة من جهاز «كي جي بي» لتوقعه في حبائلها. ويشارك بيمان في أكثر مشاهد المسلسل إثارةً عندما يتواجه مع عائلة جينينغز، ويكتشف أن جيرانه وأقرب أصدقائه هم عملء سوفيات، وبالتالي ألدّ أعدائه. إن أجهزة التجسس وممارساتها، بحد ذاتها، تناقض فكرة مجتمع يحكمه نظام تخضع فيه أفعال الحكومة كلها لمراقبة منهجية من البرلمان والصحافة والأحــزاب السياسية؛ لأن هذه الأجهزة لا تعمل إلا في الخفاء، وأنشطتها التي تهدف إلـى الحصول على معلومات سرية أو إلـى إلحاق الأذى بـالأعـداء، تقوم على الخداع والتزوير والتعذيب والاغتيال، وكل ذلك يتنافى مع الشرعية ونظام الحريات العامة. رغم ذلك، فإن الواقع فرض وجود أجهزة المخابرات في جميع البلدان الديمقراطية، وفي بعضها تحاول الدولة التحكّم بالأنشطة السرية التي تقوم بها هذه الأجهزة، وتعاقب الذين ينتهكون القانون ويرتكبون التجاوزات. لكن إخضاع أجهزة الاستخبارات لرقابة شديدة يحدّ من فاعليتها أو يقضي عليها. أقصى ما يمكن أن تقوم به الأنظمة الديمقراطية هي محاولة توجيه أنشطة مكافحة التجسس نحو الطرق القانونية لتعطيل مفاعيل أجهزة الخصوم أو اختراقها. لكن إذا فشلت في هذه المحاولة، فستجد نفسها مضطرة لإطلق يد أجهزة المخابرات، ومدّها بالموارد التي تحتاج إليها من غير رادع قانوني، الأمر الذي يؤدي إلى فساد النظام الديمقراطي ويحوّله إلى مجرد واجهة مزيفة... أو إلى مادة سينمائية. أودّ فـي الختام التنويه بالحرية الاستثنائية الـتـي يتمتع بها المؤلفون والمــخــرجــون الـسـيـنـمـائـيـون الأمــيــركــيــون لـتـألـيـف كـتـبـهـم أو تـصـويـر أفـامـهـم. صحيح أن «الأشرار» في مسلسل «الأميركيون» هم الجواسيس السوفيات، لكن الصورة الملطّفة التي يوحي بها المسلسل عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ليست تعبيراً صادقاً عن سلوك هذا الجهاز، بقدر ما هي انعكاس لسلوك شخص نزيه مثل ستان بيمان، وهذا سبب ضعيف جداً وعابر. زُيّنت برسوم تجمع بين الحفر الناتئ والحفر الغائر قطع برونزية من موقع مليحة في الشارقة 3 أســفــرت عمليات التنقيب المتواصلة فـــي مـــوقـــع مـلـيـحـة الأثــــــري الـــتـــابـــع لإمــــارة الشارقة عن العثور على مجموعات كبيرة مــن الـلـقـى المــتــعــدّدة الأشـــكـــال والأســالــيــب، منها مجموعة مميّزة من القطع البرونزية، كسور تحمل نقوشاً تصويرية، 3 تحوي ويعود كلّ منها إلى إناء دائري زُيّن برسوم حُـدّدت خطوطها بتقنية تجمع بين الحفر الغائر والحفر الناتئ، وفقاً لتقليد جامع انتشر في نواحٍ عدة من شبه جزيرة عُمان، خـال الفترة الممتدة من القرن الثالث قبل الميلد إلى القرن الثالث للميلد. أصــــغــــر هـــــذه الـــكـــســـور حـــجــمـــ قـطـعـة 10 ســـنـــتـــيـــمـــتـــر وعـــــرضـــــهـــــا 4.5 طــــولــــهــــا سنتيمترات، وتمثّل رجــاً يركب حصاناً وآخــــــر يـــركـــب جــــمــــاً. يــظــهــر الــــرجــــان فـي وضعية جانبية ثابتة، ويـرفـع كـلّ منهما رمـحـ يـسـدّده فـي اتـجـاه خصم ضــاع أثـره ولــم يـبـقَ منه ســوى درعـــه. وصـلـت صـورة راكـــــب الــحــصــان بـشـكـل كـــامـــل، وضـــــاع من صــورة راكــب الجمل الـجـزء الخلفي منها. الأسـلـوب متقن، ويشهد لمتانة في تحديد عـــنـــاصـــر الــــصــــورة بـــأســـلـــوب يــغــلــب عـلـيـه الــطــابــع الـــواقـــعـــي. يــتــقــدّم الــحــصــان رافـعـ قـــوائـــمـــه الأمـــامـــيـــة نــحــو الأعــــلــــى، ويــتــقــدّم الجمل من خلفه في حركة موازية. ملمح المقاتلين واحدة، وتتمثّل برجلين يرفع كل منهما ذراعه اليمنى، شاهراً رمحاً يسدّده في اتجاه العدو المواجه لهما. الـــكـــســـر الـــثـــانـــي مـــشـــابـــه فــــي الــحــجــم، ويزيّنه مشهد صيد يحلّ فيه أسـد وسط رجلين يـدخـان فـي مواجهة معه. يحضر الــــــصــــــيّــــــادان وطــــريــــدتــــهــــمــــا فـــــي وضـــعـــيّـــة جانبية، ويظهر إلى جوارهم حصان بقي مـنـه رأســــه. مــامــح الأســــد واضـــحـــة. العين دائـــرة لـوزيـة مـحـدّدة بنقش غـائـر، والأنــف كتلة بيضاوية نافرة. فكّا الفم مفتوحان، ويـكـشـفـان عــن أســنــان حــــادة. تــحــدّ الـــرأس سلسلة من الخصل المتوازية تمثل اللبدة الـــتـــي تــكــســو الـــرقـــبـــة. يــتــكــون الــــصــــدر مـن كتلة واحــدة مـجـرّدة. الظهر مقوّس بشكل طفيف، ويظهر فـي مؤخرته ذيـل عريض، تـعـلـو طـــرفـــه خـصـلـة شــعــر كــثــيــفـة. الــجــزء الأسفل من البدن مفقود للأسف، وما بقي مــنــه لا يـسـمـح بـتـحـديـد وضــعــيــة الــقــوائــم الأربع. فـي مواجهة هــذا الليث، يظهر صياد يـــرفـــع بـــيـــده الــيــمــنــى تـــرســـ مـــســـتـــديـــراً. في المــقــابــل، يـظـهـر الــصــيــاد الآخــــر وهـــو يـغـرز خـــنـــجـــره فــــي مــــؤخــــرة الـــــوحـــــش. بـــقـــي مـن الصياد الأول رأسه وذراعه اليمنى، وحافظ الصياد الآخر على الجزء الأعلى من قامته، ويتّضح أنه عاري الصدر، ولباسه يقتصر على مئزر بسيط تعلوه شبكة من الخطوط الأفقية. ملمح وجـهَـي الصيادين واحــدة، وتتبع تكويناً جامعاً في تحديد معالمها. مــــــن خــــلــــف حـــــامـــــل الــــخــــنــــجــــر، يــــطــــل رأس الحصان الـــذي حـافـظ على ملمحه بشكل جلي. الأذنان منتصبتان وطرفهما مروّس. الــــخــــد واســــــــع ومــــســــتــــديــــر. الــــفــــم عـــريـــض، وشـق الشدقين بـــارز. اللجام حـاضـر، وهو عـلـى شـكـل حـــزام يـلـتـفّ حـــول الأنــــف. تعلو هـــذه الــصــورة كـتـابـة بـخـط المـسـنـد العربي الــجــنــوبــي تــتــألــف مـــن ســتــة أحــــــرف، وهــي «م - ر - أ - ش - م - س»، أي «مــرأ شمس»، ومعناها «امـــرؤ الـشـمـس»، وتـوحـي بأنها اســـم عـلـم، وهـــو عـلـى الأرجــــح اســـم صاحب الضريح الذي وُجد فيه هذا الكسر. الـكـسـر الــثــالــث يـمـثّـل الـقـسـم الأوســـط 14 من الآنية، وهو بيضاوي وقطره نحو سـنـتـيـمـتـراً. فـــي الــقــســم الأوســــــط، يحضر رؤوس فــــي تـــألـــيـــف تــجــريــدي 8 نـــجـــم ذو صـرف. وهـو يحل وسـط دائــرة تحوط بها دائـــرة أخـــرى تشكّل إطـــاراً تلتف مـن حوله سلسلة مـن الـطـيـور. تحضر هــذه الطيور في وضعية جانبية ثابتة، وتتماثل بشكل تـام، وهي من فصيلة الدجاجيات، وتبدو أقرب إلى الحجل. تلتف هذه الطيور حول الـــنـــجـــم، وتـــشـــكّـــل حــلــقــة دائـــــريـــــة تــتــوســط حلقة أخرى أكبر حجماً، تلتف من حولها سـلـسـلـة مـــن الــجــمــال. ضـــاع الـقـسـم الأكـبـر مـن هـذه السلسلة، وفـي الـجـزء الــذي سلم، تـظـهـر مـجـمـوعـة مــن ثــاثــة جــمــال تتماثل كذلك بشكل تام، وهي من النوع «العربي» ذي السنام الواحد فوق الظهر، كما يشهد الجمل الأوســـط الـــذي حـافـظ على تكوينه بشكل كامل. تـتـبـع هــــذه الـــكـــســـور الـــثـــاثـــة أسـلـوبـ واحــــــــــداً، وتـــعـــكـــس تـــقـــلـــيـــداً فـــنـــيـــ جـــامـــعـــ ، كـشـفـت أعـــمـــال الـتـنـقـيـب عـــن شـــواهـــد عــدة لــه فــي نــــواحٍ عــديــدة مــن الإمـــــارات العربية وسلطنة عُمان. خرجت هـذه الشواهد من المـقـابـر الأثـــريـــة، ويــبــدو أنـهـا شكلت جــزءاً من الأثـاث الجنائزي الخاص بهذه المقابر فـــي تــلــك الــحــقــبــة مـــن تـــاريـــخ هــــذه الـــبـــاد. عُـثـر على هــذه الـكـسـور فـي مـوقـع مليحة، وفـي هـذا الموقع كذلك، عثر فريق التنقيب على شاهد يحمل 2015 البلجيكي في عام اسـم «عـامـد بـن حـجـر». يعود هـذا الشاهد إلى أواخر القرن الثالث قبل الميلد، ويحمل نقشاً ثـنـائـي الـلـغـة يجمع بــ نــص بخط المسند الجنوبي ونص بالخط الآرامي في محتوى واحد. يذكر هذا النص اسم «عمد بــن جــــر»، ويـصـفـه بــ«مـفـتـش مـلـك عُــمــان»، ونـجـد فـي هــذا الـوصـف إشـــارة إلــى وجـود مملكة حملت اسم «مملكة عُمان». ضـــمّـــت هـــــذه المــمــلــكــة الأراضــــــــي الــتــي تعود اليوم إلى الإمـارات العربية المتحّدة، كما ضمّت الأراضـي التي تعود إلى شمال سلطنة عُـمـان، وشكّلت استمرارية لإقليم عُـرف في النصوص السومرية باسم بلد مـــاجـــان. جـمـعـت هـــذه المـمـلـكـة بـــ تقاليد فنية متعدّدة، كما تشهد المجموعات الفنية المتنوّعة التي خرجت من موقع مليحة في إمـــارة الـشـارقـة، ومنها الأوانـــي البرونزية التي بقيت منها كسور تشهد لتقليد فني تصويري يتميّز بهوية محليّة خاصة. كُسور برونزية من محفوظاتهيئة الشارقة للآثار مصدرها موقع مليحة 3 محمود الزيباوي تتبع القطع الثلاث أسلوباً واحداً، وتعكستقليداً فنياً جامعاً كشفت أعمال التنقيب عنشواهد عدة له في نواحٍ عديدة من الإمارات العربية وسلطنة عُمان «الشارقة الثقافية»: سيرة التجاني يوسف بشير »؛ يـنـايـر 99« صــــدر أخـــيـــراً الـــعـــدد الـــــــــ ، من مجلة «الشارقة 2025 ) (كانون الثاني الـــثـــقـــافـــيـــة»، وقـــــد تــضــمــن مــجــمــوعــة مـن المـــوضـــوعـــات والمـــقـــالات والــــحــــوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمـــســـرح. وقـــد تـنـاولـت افتتاحية الـعـدد «مـــــهـــــرجـــــان الـــــشـــــارقـــــة لـــلـــشـــعـــر الـــعـــربـــي وروافــــــــده الإبــــداعــــيــــة»، وأشـــــــارت إلــــى أن الـدورة الحادية والعشرين من المهرجان، الــــتــــي تـــنـــطـــلـــق فـــــي هــــــذا الــــشــــهــــر، تـــبـــرزه بـــوصـــفـــه «قـــيـــمـــة ولـــغـــة ورؤيـــــــة إنــســانــيــة مـتـجـدّدة، وللمضي فـي تطوير فعاليات المهرجان لما له من أهمية ومكانة ثقافية وحضارية». وفــــي تـفـاصـيـل الـــعـــدد، كــتــب حسين حمودة عن حافظ إبراهيم (شاعر النيل)، وحـــــــاور حـــمـــدي المــلــيــجــي مـــديـــر «مـعـهـد المخطوطات العربية»، مراد الريفي، الذي قـــــال: «نـــحـــن شـــهـــود عـــيـــان عــلــى عـبـقـريـة العقل الـعـربـي»، فيما توقفت آمــال كامل عند بلدة «نيحا الشوف» اللبنانية التي تتغنى بجغرافيتها وآثارها التاريخية، وكـــتـــب مــحــمــد حــســ طــلــبــي عـــن مـديـنـة «بوسعادة» الجزائرية. أمــــا فـــي بــــاب «أدب وأدبـــــــاء»؛ فـتـابـع عـــبـــد الــعــلــيــم حـــريـــص احــتــفــالــيــة تـكـريـم الفائزين بـ«جائزة الشارقة - اليونيسكو )» فــــي بــــاريــــس، 20( لـــلـــثـــقـــافـــة الـــعـــربـــيـــة وحــــــاور وفـــيـــق صـــفـــوت مــخــتــار الــشــاعــرَ محمد إبراهيم أبو سنة قبل رحيله بمدة قـــصـــيـــرة، فـــقـــال: «حـــيـــاتـــي مــنــذ الـطـفـولـة كانت وعياً بـالآخـر»، وتـنـاول جمال عبد الحميد مسيرة الروائية السويدية سلمى لاجــرلــوف، وهــي أول امـــرأة تنال «جائزة نـوبـل»، وكتب عبد الرحمن الهلوش عن حياة الباحث تركي علي الربيعو، الذي أسس أول مدرسة عربية في علم وثقافة الأسطورة، وتوقف عبد اللطيف محجوب عــــنــــد تــــجــــربــــة الـــــشـــــاعـــــر مـــحـــمـــد ســعــيــد العباسي، بينما التقى خليل الجيزاوي الروائي محمد جبريل. ومــــن المـــوضـــوعـــات الأخـــــــرى، تــنــاول خـــلـــف أبــــــو زيــــــد جــــهــــود مـــحـــمـــد صـــبـــري الــســوربــونــي فـــي دراســـــة الـــوثـــائـــق، وهــو الــذي جمع «الـشـوقـيـات» المجهولة لأمير الشعراء أحمد شوقي، أما الدكتور محمد المهدي بشري فقرأ سيرة التجاني يوسف بشير، الــذي يعدّ من أهـم رمــوز التجديد الــــشــــعــــري وعــــــــاش فـــــي مـــــحـــــراب الـــنـــيـــل، وحاور محمود شافعي الباحثةَ والناقدة أسـمـاء بـسـام الـفـائـزة بــ«جـائـزة مهرجان المسرح العربي للبحث العلمي»، وتناول محمد ياسر أحمد تجربة الأديـــب طاهر الطناجي. أمــــــا عـــبـــد الـــعـــلـــيـــم حــــريــــص فـــحـــاور الـــشـــاعـــرة زيـــنـــب عــــامــــر، وكـــتـــب رمـــضـــان رســــــــــان عــــــن ريــــجــــيــــس بـــــاشـــــيـــــر؛ أحــــد أبـــرز المـسـتـشـرقـ فــي الــغــرب الـــذي اهتم بـــجـــمـــالـــيـــات الـــلـــغـــة الـــعـــربـــيـــة وأتـــقـــنـــهـــا، وتـنـاول غسان كامل نتاج محمد الحاج صـــالـــح وتـــوظـــيـــف أدب الـــخـــيـــال الـعـلـمـي فـي قصصه، واستعرضت ذكـــاء مـاردلـي الواقع والإبـداع عند نجيب محفوظ، إلى جانب جغرافية المـكـان ودلالاتـــه، وقدمت الدكتورة حنان الشرنوبي قراءة في رواية «زعفرانة» للكاتبة هـدى النعيمي، حيث الـــتـــنـــاوب الــزمــنــي والمـــفـــارقـــة بـــ الــحــدث وزمـــنـــه، وتــنــاولــت رولا حـسـن المجموعة القصصية «الفراشات البيضاء» للكاتب بــاســم ســلــيــمــان، وأخـــيـــراً تــوقــفــت عــايــدة جــاويــش عـنـد «الـنـبـاتـيـة»؛ وهـــي مــن أهـم الروايات في الأدب الكوري، وحققت هان كانغ شهرة واسعة بعد ترجمتها. ونقرأ في باب «فـن... وتـر... ريشة»؛ المـــوضـــوعـــات الــتــالــيــة: «الـتـشـكـيـلـيـة هند عدنان... تستعيد الذات في مرآة الرسم» لمـحـمـد الـــعـــامـــري، و«مــصــطــفــى مـــحـــرم... علمة فـارقـة فـي الـدرامـا العربية» لوليد رمضان، و«صبري منصور سلط الضوء عــلــى الإنـــســـان فـــي أعـــمـــالـــه» لمـحـمـد فـــؤاد علي، و«(ياسين وبهية)... ملحمة شعرية حوّلها كرم مطاوع إلى مسرحية» لمحمد حمودة، و«محمد عبد الهادي... مؤسس الـفـن المـسـرحـي الليبي» لخولة بلحمرة، و«جورج أبيض... قامة مضيئة في تاريخ المـسـرح الـعـربـي» لمحمد خليل، و«اليمن مـــن أهـــم المـــراكـــز المـوسـيـقـيـة الـحـضـاريـة» لـــبـــاديـــة حـــســـن، و«داود عـــبـــد الـــســـيـــد... المـــخـــرج المـــؤلـــف» لــعــز الـــديـــن الأســـوانـــي، و«سـلـيـمـان الـحـقـيـوي يـــرد عـلـى الأسئلة المـعـلـقـة فـــي الـسـيـنـمـا» لـلـبـاحـث عـبـداتـي بـوشـعـاب، و«(الــغــرفــة المــــجــــاورة)... فيلم يلمس مشاعر إنسانية» لأسامة عسل. وغير ذلك من الموضوعات. الشارقة: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky