issue16850

يناير (كـانـون الـثـانـي) الـحـالـي، ألقى 9 فـي رئيس الجمهورية اللبنانية الرابع عشر، العماد جـوزيـف عـــون، خـطـاب الـقَـسَـم فـي قـاعـة المجلس النيابي بعد أن انتُخب في دورة ثانية من قِبل صوتاً. 99 النواب بأكثرية فـي خطاب موجز وشـامـل وصـلـب، معتمداً أســـلـــوبـــ مـــبـــاشـــراً وواضـــــحـــــ ، تــــطــــرّق الـــرئـــيـــس عــون إلــى عناوين كثيرة أساسية مهمة حملت إيــجــابــيــات لافـــتـــة، مـنـهـا سـيـاسـيـة، وعـسـكـريـة، وأمـنـيـة، واقـتـصـاديـة، واجـتـمـاعـيـة، وقضائية، ومـالـيـة، وبنيوية تحتية، وتـربـويـة، وصحية، ومصرفية، وتبييض أموال، ومكافحة مخدرات، وحــــصــــر الـــــســـــاح بـــيـــد الـــــــدولـــــــة... ووعـــــــد عـــون اللبنانيين بمعالجتها، ممثّلً فيه خريطة طريق لمـرحـلـة جــديــدة مــن تــاريــخ لـبـنـان لـلـوصـول إلـى نهضة لبنان الـجـديـد. فـي ظـل تحديات كبيرة، وبدعم عربي ودولي، تسلم العماد جوزيف عون منصب رئيس الجمهورية، وتعهّد بوعود جدّية كثيرة. بــنــهــجٍ بــــدا شــهــابــيــ ، تــعــهّــد الـــرئـــيـــس عــون بــإنــعــاش الاقــتــصــاد بـتـصـديـر أفــضــل المـنـتـجـات والصناعات، وخلق فرص عمل، ومنع الاحتكار وتعزيز المنافسة، ومنع الـهـدر، وتفعيل أجهزة الرقابة، وتحسين التخطيط، وإدارة الدَين العام، وإعــــــداد المـــــوازنـــــة... وذكّـــــر بـــأنـــه لا قـيـمـة لإدارة عامة لا تقدّم خدمات نوعية للمواطنين بأفضل الأسـعـار. ووعـد بالعمل على استقطاب الطلب والمستثمرين العرب، وبناء اقتصادات متكاملة مـتـعـاونـة، والـتـمـسـك بـالاقـتـصـاد الـحـر والملكية الـفـرديـة، وبـاقـتـصـاد تنظّم فيه المــصــارف تحت سقف الحوكمة والشفافية وحكم القانون. كما أنـه وعـد بحماية أمــوال المــودعــ ... وغيرها من العناوين الأساسية، في مقدمتها الانفتاح على الشرق والغرب وقيام التحالفات. مـرّ لبنان سابقاً بطفرة اقتصادية لا مثيل لــهــا، خـصـوصـ فــي قـطـاعـات الــبــنــاء، والـبـنـوك، والسياحة، وإنشاء الشركات المساهمة، والسرية المصرفية. الرئيس كميل شمعون؛ رجـل الدولة والـــقـــرار، عـــرف كـيـف يلتقط الــفــرص الـسـانـحـة، وكــيــف يـنـسـج عـــاقـــات خــارجــيــة نـاجـحـة أمّـنـت للبنان تدفّق الرساميل الخارجية إلى المصارف الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، الــــتــــي وفّــــــــرت الـــبـــيـــئـــة الآمــــنــــة لــهــا، والاستثمارات والسلع الاستهلكية ذات المنشأ الأوروبي، فأصبح لبنان مقصد الشرق والغرب، فكان مـصـرفَ الـشـرق، ومستشفى الـشـرق، ودارَ نشره، وملجأه الآمن. فـــــي عــــهــــد شــــمــــعــــون، انـــطـــلـــقـــت صـــنـــاعـــات متطورة، وتـوسـع قطاع الـخـدمـات، وبــات النقد صــدر 1952 الــوطــنــي ذا قـيـمـة وثـــقـــة. وفــــي عــــام » الــــذي ألــقــى بـقـايـا الـقـيـود 7393« المـــرســـوم رقـــم مــــن عـــلـــى الـــعـــمـــات الأجـــنـــبـــيـــة، فـــأصـــبـــحـــت كـل عمليات القطع من لبنان وإليه حرّةً من أي قيد، فشكلت حجر الزاوية في نظام لبنان الاقتصادي الــلــيــبــرالــي المــنــفــتــح، وفــــي نــظــامــه الــنــقــدي الـــذي استمر متيناً. كما عرف المستوى المعيشي نمواً وَضَــع اللبنانيين بين الشعوب الأعلى دخـاً في العالم بعد أن بات النقد الوطني ذا قيمة وثقة في عصر ذهبي لم يشهده لبنان إلا في عهد الرئيس شمعون. فـــي خــطــاب الـقـسـم قــــارب الــرئــيــس جـوزيـف عون عهدَه المقبل عهدَ الرئيس فؤاد شهاب لجهة تـفـعـيـل إدارات الـــدولـــة ومــؤســســاتــهــا والــبــنــود الإصـــاحـــيـــة والاقـــتـــصـــاديـــة والإداريـــــــــة، وقـــوامـــه حكم القانون وحوكمة تحفظ الحقوق وتضمن المحاسبة. - 1958( مرحلة الرئيس اللواء فـؤاد شهاب ) كانت مرحلة استثنائية في تاريخ لبنان 1964 الحديث، عمد فيها إلى إنشاء المؤسسات؛ أهمها الرقابية (ديــوان المحاسبة، والتفتيش المركزي، ومجلس الخدمة المدنية)، فكان رجل المؤسسات الــذي عمد إلـى تصويب الإدارة العامة وازدهــار الاقتصاد، فاستقدم بعثة «إيرفد» لتقييم الواقع الاقتصادي في لبنان، ووضع الخطط للنهوض. نتمنى أن يكون عهد الرئيس جوزيف عون عهداً ميموناً ينعم فيه اللبنانيون بعصر ذهبي آخــر، وسيعود لبنان «سـويـسـرا الـشـرق» ثانيةً ومنارة الشرق والغرب. مرحلة الرئيس فــؤاد شـهـاب، الــذي أتـى من عـمـق المــؤســســة الـعـسـكـريـة، تــمــيّــزت خـــال أزمـــة بـالـوقـوف فـي صـف الشرعية، وعــدم الــزجّ 1958 بـالـجـيـش فـــي الاقــتــتــال بـــ فـئـتـ وازنـــتَـــ من الـلـبـنـانـيـ ، واســتــطــاع انـــتـــزاع فـتـيـل أزمــــة عـام .1958 أدار الـــرئـــيـــس الآتــــــي مــــن خــلــفــيّــة عـسـكـريـة الساحة السياسية بدبلوماسيةٍ تقرّب لا تفرّق. وانطلق في التنمية الشاملة للقتصاد اللبناني على مختلف المستويات ودون تمييز، فتحقّق أعظم الإنجازات والمشروعات في شتّى المجالات المـؤسـسـاتـيـة والـقـانـونـيـة والإداريـــــة والإنـمـائـيـة والتربوية. كانت لـدى الرئيس شهاب نظرة اقتصادية كـلـيّـة، شملت الـــزراعـــة، والـصـنـاعـة، والـسـيـاحـة، والـتـبـادل الـتـجـاري، والتعامل المـصـرفـي... عهد ارتفع فيه الناتج القومي أضعاف ما كان عليه في معظم العهود التيسبقت، وشجّع التوظيف على أساس الكفاءة والاختصاص، وعمل على إرساء الـــعـــدالـــة الاقــتــصــاديــة والاجــتــمــاعــيــة، والـتـنـمـيـة المــنــاطــقــيــة، وإنـــشـــاء الــبــنــى الـتـحـتـيـة، وتـوحـيـد الــســوق الـداخـلـيـة، وتـوسـيـع شبكة المـــواصـــات، وبــنــاء المستشفيات والمــســتــوصــفــات... وغيرها من الإصـاحـات والمشروعات الكثير الكثير مما يمكن أن يقال عن الرئيس اللواء فؤاد شهاب الذي أضحى مدرسةً ونهجاً شهابياً يُحتذى. فــــي ظـــــلّ تـــحـــديـــات كـــبـــيـــرة وكـــثـــيـــرة، نــرجــو لـلـرئـيـس الــعــمــاد جـــوزيـــف عــــون أن يـمـضـي في تحقيق وعوده التي تعهّد بها، مع وجود طبقة سياسية مشاكسة، وجو من الفساد المستشري والمحسوبيات. Issue 16850 - العدد Wednesday - 2025/1/15 الأربعاء لــدى وقـــوع أي واقـعـة فـي بعض الأقــطــار، يتساءل اليمنيون: هـل مـن متعظ؟ هـل مـن معتبر؟ وفــي الـقـرآن الكريم: «وَلَـقَـدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مّـدّكِـرٍ» (سورة ). يُجيب «نـهـج الـبـاغـة» لـإمـام علي بـن أبي 51 : القمر طالب: ما أكثر العِبَر وأقل الاعتبار. بما أنها «عِبَرٌ كلها الليالي، ولكن... أين من يفتح الكتابَ ويقرأ»، يتوزع بنو الإنسان، إذا فتحوا «الكتاب»، بين: حكيمٍ ذكي ينتفع بتجارب الآخرين وتجاربه، وغبي ينتفع بتجاربه فقط، وأحمق لا ينتفع بأي تجربة. رغم عدم الانتفاع، عالمياً ويمنياً، لن يُقال: «الإنسان حيوان أحمق... دائماً»، إذ تُباغته أحياناً «لحظة نادرة» فـيـؤتـى الحكمة أثــنــاء الـتـلـذذ بـخـوض تـجـربـة مباشرة يُقدِم بمحصوله منها درساً يجعله هو نفسَه «عِبرة» ِن «لن» يعتبر... لماذا؟ لأن البشر «مـا هُـم عن تكرار التجربة بمستغنين» حسبما يـخـلُـصُ صـاحـب «الـعـبـقـريـات» عـبـاس محمود العقاد في مقال «من دروس الحرب» مقرراً: «لو أن درساً مـــن دروس جـيـل يـنـفـع الـجـيـل الــــذي بــعــده لمـــا تلحقت المصائب عليهم جيلً بعد جـيـل... وويحهم مـرتـ ! لو أن الأجيال السابقة تُجرِب للأجيال التي بعدها وتعيش لها لَبَطَل عيش اللحقين، وأصبح كالنسخة المكررة من عيش السابقين». استخلصُ العقاد، سبقه تحليلُ الطبيب والمـؤرخ الـفـرنـسـي غــوســتــاف لـــوبـــون فـــي كـتـابـه المــهــم والـشـهـيـر «سيكولوجيا الجماهير» الصادر قبل قرنٍ ونيف، حيث عدّ «التجاربَ التي عاشها جيلٌ ما غير مجدية بالنسبة للجيل الـاحـق، ولـهـذا السبب فــإن الأحــــداثَ التاريخية التي تُضرَب كمثلٍ على العظة والبرهنة لا تفيد شيئاً». ثم يحدد لوبون فائدة وحيدة لضربِ تلك الأمثال وهي «البرهنة على ضرورة تكرار التجارب». م إلا والــكــيــان 2024 إلــيــكــم الــــبــــرهــــان: لــــم يــنــصــرم الإسـرائـيـلـي «المــحــتــل» يـشـن غـــاراتـــه عـلـى الـيـمـن بسبب الـــكـــيـــان الـــحـــوثـــي وأفــــعــــالــــه، وكـــاهـــمـــا مــغــتــر ومـــتـــمـــادٍ بتجاربه. وهكذا تستعر نيران الحروب بمُكابرين غير مكتفين بما جـربـوا، مبتزين للأشقاء والأصــدقــاء، غير مبالين بضرر الأبـريـاء فـوق التربة اليمنية... وانـظـروا مــــدى صــبــر الـيـمـنـيـات والـيـمـنـيـ عــلــى تـــكـــرار تــجــارب المجربين... والمخربين! بالتجربة المتكررة ثبت أن «الحكمة اليمانية»، التي وَصفَ بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفدَ تهامة اليمن، يفتقر إليها يمنيون لم تعظهم وتنفعهم تجاربهم سوى أنهم ينتفخون ويتفاخرون بها بوصفها «درساً مـــبـــهـــراً!»... هــكــذا يـصـفـون تـجـاربـهـم؛ إذَن كــيــف، ولمـــاذا سيتعظون من غيرهم؟ بالتجربة أيضاً تبين أن المعاناة الإنسانية تتفاقم، وأحـــوال اليمنيين عامة تسوء نتيجة تغييب المصلحة الـوطـنـيـة وتغليب المصلحة الـخـاصـة، حـسـب المطلعين عـلـى مــا تـطـور وتــدهــور مــن تفاصيل «الـيـمـنـنـة: الأزمـــة اليمنية». وبالتجربة، تقرر لدى بعض اليمنيين أنه لا تعويل على يمنيين آخرين. وفــق تـجـارب تفسدها العنتريات والـتـطـرف وعـدم الـتـسـامـح، لا يُـضـمَـن الـــرهـــان عـلـى اســتــفــادة واعــيــة من دروس المــاضــي وحـتـى الـحـاضـر، كـمـا لا يَــعُــم اطمئنان لمسارعة التقاط الفرص. وبينما انتهت تـجـارب أخـــرى إلــى أن بعض العلل والمحن تُعالَج وتزول بمرور الزمن، ثمة تجارب ودروس «مصالحات» يمنية خلل مراحل مختلفة، لم يُنظَر إلى إيجابياتها فيُنتفَع منها كما ينبغي، تأثراً بتفاعلت سـلـبـيـة ودعـــايـــة مـــضـــادة مـكـثـفـة. تــلــك الـــتـــجـــارب تـؤكـد حـتـمـيـة الــتــعــايــش والــــســــام. وحــــال مـراجـعـتـهـا يـرسـخ اليقين وتُبنى الثقة في: - أن المستقبل - قريباً كان أم بعيداً - كفيلٌ بتصفية الأجواء ممن جر البلء على البلد والعباد. - وأن «الـذكـاء اليماني» ستواتيه الفرصة ليُسفرَ عن جهدٍ يجدد طيب الآثار ويمحو العار ويطفئ النار. أنّــــى ومــتــى يــكــون هــــذا؟ بـتـجـربـة جــديــدة عنوانها #السلم_لليمن تُـشـرِقُ أضـواؤهـا يـومَ تتجلّى «الحكمة اليمانية» المـوصـوفـة فـي الأثـــر فتنطوي صفحة مـن لم يَدّكِر. كل عام و«تجربة» وأنتم بخير. أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد يــنــايــر (كــــانــــون الــثــانــي) 11 بـــن ســـلـــمـــان يــــوم الحالي، اتصالاً بالرئيس جوزيف عون، مهنئاً إيـــــاه بـمـنـاسـبـة انــتــخــابــه رئــيــســ لـلـجـمـهـوريـة اللبنانية، ومـقـدمـ لـه الــدعــوة لــزيــارة المملكة؛ ليعلن عـون ترحيبه بالدعوة السعودية، وأن الـــريـــاضسـتـكـون وجـهـتـه الأولـــــى فـــي زيـــاراتـــه الخارجية. ديــســمــبــر (كــــانــــون الأول) 26 قــبــلــهــا، فـــي المـاضـي، زار جـوزيـف عـون السعودية، حينها كــــان قـــائـــداً لـلـجـيـش الــلــبــنــانــي، مـلـتـقـيـ وزيـــر الــــدفــــاع الـــســـعـــودي الأمـــيـــر خـــالـــد بـــن ســلــمــان، حيث جرى استعراض «العلقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في المجال العسكري»، وفق ما كتب الأمير خالد بن سلمان في حسابه على منصة «إكس»، مضيفاً أنه تم بحث «مستجدات الأوضاع في لبنان، والجهود المبذولة بشأنها». بــ المـكـالمـة والــلــقــاء، كـانـت هـنـالـك جهود ســـعـــوديـــة ســـيـــاســـيـــة، واتـــــصـــــالات مــــع جــهــات لـبـنـانـيـة وعـــربـــيـــة ودولــــيــــة مـخـتـلـفـة، مـــن أجــل دعـــــم الــلــبــنــانــيــ فــــي عــمــلــيــة انـــتـــخـــاب رئــيــس للجمهورية، حتى لا يستمر الـفـراغ الرئاسي، وهــــو الأمـــــر الـــــذي تـــم بــالــفــعــل، وكـــذلـــك تسمية يناير 13 القاضي نوافسلم رئيساً للوزراء في الحالي، بعد المشاورات التي أجريت في القصر الـجـمـهـوري، وهـــذا مـا يعني أن هنالك رؤســاء فـي السلطات الـثـاث، وأن العملية السياسية صـــــار بـــإمـــكـــانـــهـــا أن تــــــدور عــجــلــتــهــا بـطـريـقـة دستورية أكثر سرعة وسلسة، والآن بانتظار تشكيل حكومة جــديــدة، ستكون مـؤشـراً على مدى قدرة اللبنانيين على إدارة شؤون الدولة بعد الـحـرب الإسرائيلية الأخـيـرة، والمتغيرات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسـط، خصوصاً فـي سـوريـا والأراضــــي الفلسطينية المحتلة، مـن دون إغـفـال للتبدلات الـتـي طالت مـوازيـن القوى الإقليمية، وتـراجـع الــدور الذي كانت تمارسه إيران عبر «محور المقاومة»، إثر الـضـربـات المكثفة التي أصـابـت كــاً مـن «حـزب الله»، و«حماس»، وأيضاً انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسـد، ما يعني خروج دمـشـق نهائياً مـن «المـــحـــور»، وبـالـتـالـي فقدان «حـــــزب الـــلـــه» لــخــطــوط الإمــــــداد عــبــر الأراضـــــي السورية. هــذه المـتـغـيـرات البنيوية قـد تفتح شهية بعض الفرقاء اللبنانيين لإعلء منطق الغلبة، وأنــــــــه يــــوجــــد فــــريــــق مـــنـــتـــصـــر وآخــــــــر خـــاســـر، وبـــالـــتـــالـــي قــــد تــــمــــارس ســـيـــاســـات إقــصــائــيــة، أقــــلــــويــــة. إلا أن هـــــذا الــتــفــكــيــر قـــصـــيـــر المـــــدى، لأن الــســيــاســات الانــعــزالــيــة الــتــي تــــروم فــرض الـقـوة على مـكـونٍ مــا، سبق وأن تـم تجريبها، ومـــا قـبـل ذلــك. 1975 مـنـذ الــحــرب الأهـلـيـة عـــام مــارســهــا الفلسطينيون وفـــرقـــاء آخـــــرون، ولـم تكن نتائجها إلا وبـالاً على من انتهجها أولاً، وخطراً على السلم الأهلي في لبنان. بُـــعـــيـــد انــــتــــخــــاب جــــوزيــــف عـــــــون، أعــلــنــت الـــريـــاض مــواقــف واضــحــة عـلـى لــســان السفير الــســعــودي لـــدى لـبـنـان ولــيــد بـــخـــاري. وحسب بيان للبطريركية المارونية، تمنى البخاري أن يــكــون «عــهــد الــرئــيــس عـــون عـهـد وفــــاق وطني جـــامـــع، وأن تـــكـــون هــــذه المـــرحـــلـــة مــرحــلــة نمو وازدهـــار وتطور واستقرار»، مضيفاً: «المملكة سـتـكـون إلــــى جــانــب لـبـنـان وشـعـبـه ورئـيـسـه، لا سـيـمـا أنــنــا لمـسـنـا الارتـــيـــاح والـــفـــرح الـلـذيـن ظهرا على وجه الشعب اللبناني بوضوح بعد انتخابه رئيساً»، وهذه المواقف تبين السياسة السعودية التي تدعم اسـتـقـرار لبنان بوصفه وطناً لمختلف أبنائه، من دون تمييز على أسس طائفية! هنالك استحقاقات عــدة لبنانياً، يتمثل أهمها فـي حماية الـحـدود، ووقــف الانتهاكات الإســـرائـــيـــلـــيـــة، وعـــــــودة الـــنـــازحـــ إلـــــى قـــراهـــم ومنازلهم، وإعادة الإعمار، وحفظ كيان الدولة من الانهيار وبناء مؤسساتها، وترسيخ مبدأ ســيــادة الــقــانــون، ومــنــع الـفـسـاد والمـحـاصـصـة السياسية والطائفية، إضـافـة لحصر السلح بـــيـــد الــــــدولــــــة، وبـــــنـــــاء اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة دفـــاعـــيـــة وطـــنـــيـــة، مـــن دون إغـــفـــال لـلـمـلـف الاقـــتـــصـــادي المرتبط بأموال المودعين، وجـذب الاستثمارات الخارجية من أجل الدفع نحو خلق فرص عمل جديدة واقتصاد حديث متنوع. هــــذه المــلــفــات المُــلــحــة تــحــتــاج إلــــى تــعــاون بـــــ مـــخـــتـــلـــف مــــكــــونــــات الــــشــــعــــب الـــلـــبـــنـــانـــي، والأحــــــــزاب والــــقــــوى المــخــتــلــفــة، والــــخــــروج من التفكير الطائفي والشكوك المتبادلة، وبناء ثقة حقيقية؛ لأن اللبنانيين أنفسهم هم الـقـادرون على أن يـكـون العهد الـجـديـد مرحلة للتغيير الحقيقي، وهم أمام فرصة تاريخية لبناء دولة حديثة، رغم ما مر بهم من دمار كبير، وفقدان لأرواح آلاف الـضـحـايـا مـمـن قتلتهم إسـرائـيـل وجرفت منازلهم وقراهم! الــــــدول الــعــربــيــة المــــؤثــــرة، وفــــي مـقـدمـتـهـا الــســعــوديــة، تــدعــم الـــيـــوم الـعـمـلـيـة الـسـيـاسـيـة فــي لـبـنـان، بـمـا يـضـمـن وحــــدة أراضـــيـــه وأمـنـه واســــتــــقــــراره، كـــي يـــخـــرج لــبــنــان مـــن صـــراعـــات المـــحـــاور الإقـلـيـمـيـة، لأن هـــذه الـــصـــراعـــات دفـع لبنان ولعقود متتالية ثمناً باهظاً لها من أمنه وتنميته ومستقبل شعبه. الــســعــوديــة وطــــــوال الـــحـــرب الإســرائــيــلــيــة الأخـيـرة على لبنان، وقفت إلـى جانب الشعب الـلـبـنـانـي، ومـــدّتـــه بـــالمـــواد الإغــاثــيــة والـطـبـيـة، وعملت دبلوماسياً من خلل علقاتها الدولية على إدانـــة الـعـدوان الإسرائيلي، والضغط من أجــل وقــف لإطـــاق الـنـار يـكـون مـسـتـدامـ ، ولـذا فإن الرياض اليوم تريد للخروقات الإسرائيلية أن تـتـوقـف، وأن يـطـوي لـبـنـان هـــذه الصفحة، ويبدأ بالتعافي على مختلف الصعد. المهمة ثقيلة على كاهل الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلم، خاصة أنهما آتـيـان مـن خــارج الطبقة السياسية التقليدية، وستكون أمامهما تحديات داخلية وخارجية كثيرة، إلا أن هنالك دعماً شعبياً ومزاجاً عاماً عــربــيــ بــــأن لــبــنــان يـسـتـحـق أن يــمــنــح فـرصـة جـــديـــدة، خـصـوصـ أن الـرئـيـس جــوزيــف عـون تعهد في خطاب القسم أن يسعى إلى أن تكون للبنان علقات حسنة مع الــدول العربية، وألا يـكـون مـمـراً للتهريب أو المــخــدرات، أو الأعـمـال التي تضر بالاستقرار. ليس مطلوباً تحميل لبنان مـا لا يطيق، إنما الأهم أن يحسن الفرقاء اللبنانيون ترتيب أولــويــاتــهــم، وإدارة الــســيــاســات الـقـائـمـة على الحوكمة والنزاهة، وسيادة القانون، وحصرية السلح، حينها ستجد بيروت عوناً كبيراً من الــــدول الــداعــمــة، وسـيـبـدأ الاقـتـصـاد بالتعافي التدريجي، ويرجع السياح والمستثمرون إلى لبنان الآمن والمستقر. الأهم أن يحسن الفرقاء اللبنانيون ترتيب أولوياتهم المعاناة الإنسانية تتفاقم وأحوال اليمنيين عامة تسوء نتيجة تغييب المصلحة الوطنية لطفي فؤاد نعمان حسن المصطفى سعاد كريم OPINION الرأي 14 السعودية ودعم استقرار لبنان! بالتجربة... لماذا سيتعظون؟ عصر ذهبي آخر تطرّق الرئيسعون إلى عناوين مهمة كثيرة حملت إيجابياتلافتة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky