issue16849

OPINION الرأي 12 Issue 16849 - العدد Tuesday - 2025/1/14 الثلاثاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com لبنان ما بعد «المقاومة» استولت مفردة «المقاومة» على الخطاب السياسي اللبناني لعقود طويلة، وزادت استفحالاً منذ انسحاب . وما غيابها اللافت عن 2000 إسرائيل من لبنان عام خــطــاب الــقَــسَــم الــــذي أداه الـرئـيـس المـنـتـخـب جـوزيـف عون، إلا إيذاناً بالتبدل العميق الطارئ على علاقات الهيمنة التي حكمت ميزان القوة في لبنان. يعلن غياب هــذه «المــفــردة - الـطـوطـم» عـن انتهاء حـــقـــبـــة تـــحـــكّـــم فـــيـــهـــا تــــغــــول المــيــلــيــشــيــا عـــلـــى الــــدولــــة والمجتمع. قبلها خبر اللبنانيون اندثار عبارة «وحدة المسار والمصير» من الخطاب السياسي، وهي الأخرى تـمـيـمـة سـيـاسـيـة فــرضــهــا الــنــظــام الـــســـوري الـسـاقـط لتثبيت هيمنته غير الشرعية على لبنان. فــالــلــغــة، فـــي ســـيـــاق الـــعـــ قـــات الــســيــاســيــة، أداة مركزية لصياغة السلطة وترسيخ الهيمنة، وهـو ما تـــدركـــه، بــوعــي حــــاد، الآيــديــولــوجــيــاتُ المـغـلـقـة، الـتـي تتحكم في المفردات والمفاهيم بغية التحكم في الواقع نفسه. عبر مـفـردات مـحـددة أو عـبـارات مقتضبة في الغالب، تهيمن سلطة ما على القاموسَيْ السياسي والاجــتــمــاعــي؛ لإعــــادة تشكيل الــوعــي الــــذي بــه يُفهم الـــعـــالـــم وتُـــفـــهـــم عـــ قـــاتـــه، أيــــ يــكــن زيــــف هــــذا الـــواقـــع المفروض. مَن يسيطر على الكلمات يسيطر على السردية، مما يجعل من عملية تفكيك الشعارات والكلمات التي تستخدمها الآيــديــولــوجــيــات المـغـلـقـة عـمـلـيـةَ تحريرٍ لـلـوعـي، وتـبـديـدٍ للهيمنة، وإعـــــادةِ تشكيل لعلاقات القوة في لحظة سياسية مـا. وبالتالي، ما كـان لهذا المنحى السياسي، الـــذي انـطـوى عليه خـطـاب القَسَم الرئاسي، أن يصير واقعاً من دون التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ عملية «طـوفـان الأقصى» ، ومـــا تــ هــا من 2023 ) أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول 7 فـــي حرب غير مسبوقة على غزة ولبنان، أدت إلى تحطيم «حماس» و«حـزب الله»، ومهدت لسقوط نظام الأسد في سوريا وخروج إيران منها ومن عموم المشرق! يدرك «حزب الله» أن الضربة التي تلقاها ليست مجرد هزيمة عسكرية أو سياسية، بـل نقطة تحول في مسيرته أفقدته ما تبقى له من شرعية في الداخل اللبناني، وأعجزته عن تبرير وجوده المسلح. فشلُ ما تسمى «المقاومة» في حماية لبنان لم يكن مفاجئاً لمن شككوا منذ البداية في هذا الادعــاء، لكنه أصبح اليوم حقيقة مكشوفة حتى أمــام بيئة «حزب الله» نفسها. هذه البيئة، التي تحملت أفدح الخسائر بـــســـبـــب ارتــــبــــاطــــات «الــــــحــــــزب» الإقـــلـــيـــمـــيـــة وحــــروبــــه بالوكالة، تجد نفسها الآن فـي مواجهة مباشرة مع الميليشيا الــتــي زعــمــت حـمـايـتـهـا، بـعـد أن أدركــــت أن تكلفة الولاء لها تتجاوز المكاسب الموعودة، وأنها، في الواقع، أولى ضحايا المشروع الذي يدّعي تمثيلها. أتــــاحــــت هــــــذه الأحــــــــــداث الإقـــلـــيـــمـــيـــة الـــتـــاريـــخـــيـــة واللبنانية غير المسبوقة الفرصة لخطاب لبناني شبه مكتوم، لطالما كان يمثل رغبة شعبية عميقة قمعتها الهيمنة السياسية والآيديولوجية لـ«حزب الله»، أن يتحول إلــى خـطـاب عــام ورسـمـي تحت قبة الـبـرلمـان. فما عبّر عنه الرئيس جـوزيـف عــون، هـو فـي جوهره صــــوت الـلـبـنـانـيـن الـــذيـــن ضـــاقـــوا ذرعـــــ بــالــشــعــارات الــزائــفــة وأعــبـــاء المــقــاومــة المــزعــومــة. هـــذا مــا جـعـل من انتخابه أكثر من مجرد حدث سياسي، بل استجابة لحاجة لبنانية ملحّة إلى قيادة قادرة على إعادة بناء المــؤســســات، واســتــعــادة الـثـقـة الـداخـلـيـة والـخـارجـيـة، وإخراج لبنان من أزمته الوجودية. ثمة قناعة لبنانية عارمة بـأن لبنان أمـام فرصة حقيقية للتعافي؛ إنْ كان لجهة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة، أو استعادة كفاءة الإدارة والقضاء، أو خفض الاستقطاب المذهبي الذي غذّاه «حزب الله» بـالـتـحـالـف مـــع «الـــحـــالـــة الـسـيـاسـيـة المـــرضـــيـــة» الـتـي مثلها التيار العوني، أو، وهذا الأهم، تطبيق القرارات الـدولـيـة المتعلقة بـنـزع ســ ح الميليشيات واستعادة لبنان موقعه في المنطقة، بعيداً من التخندق الإقليمي. بيد أن التحديات التي تواجه عهد جوزيف عون هــائــلــة ومـــعـــقـــدة. أول هــــذه الــتــحــديــات هـــو اسـتـكـمـال تفكيك البنية العسكرية لـ«حزب الله»، تنفيذاً لاتفاق وقـف إطــ ق الـنـار، وحسم انتقال لبنان دون مواربة إلـــى عـصـر جـديـد هــو عـصـر «الــشــرق الأوســــط مـنـزوع الميليشيات». ثــانــيــ : إعــــــادة بـــنـــاء الــثــقــة الـشـعـبـيـة والإقـلـيـمـيـة والــدولــيــة بـمـؤسـسـات الـــدولـــة الــتــي تـعـرضـت للتآكل نــتــيــجــة ســــنــــوات مــــن الـــفـــســـاد والــهــيــمــنــة الــطــائــفــيــة. يمهد هـــذا الـبـنـد لتفكيك بنية الـعـصـابـة الـتـي نهبت الــبــ د، ويفتح الـبـاب أمـــام المعالجات الــجــادة للأزمة الاقـتـصـاديـة والمـالـيـة بـدعـم إقليمي ودولـــي، ويضمن اســتــكــمــال الانـــســـحـــاب الإســـرائـــيـــلـــي الـــتـــام مـــن لـبـنـان والاستعادة الكاملة لسيادته. ثالثاً: إعادة ترتيب الواقع السياسي الداخلي في ، يـؤمـل أن 2026 لبنان لإجـــراء انتخابات نيابية عــام تعكس الـتـوازن السياسي الجديد في البلاد من دون أي إقــصــاء أو غـلـبـة تـمـهـد لإحــيــاء الــتــوتــرات الأهـلـيـة وتآكل سنوات الرئاسة. مـــرة أخــــرى، أعـلـن انـتـخـاب جــوزيــف عـــون رئيساً لـلـبـنـان بـشـكـل واضــــح عـــن دخــــول الـــبـــ د فـــي مـرحـلـة جــديــدة، وتـرجـم داخـــل مـؤسـسـات الـنـظـام السياسي، بـــقـــوة الـــضـــغـــط الإقـــلـــيـــمـــي والـــــدولـــــي، رفـــضـــ شـعـبـيـ وسياسياً لكل ما يمثله «حزب الله». هي فرصة غير مسبوقة للتحرر من الإرث الذي » الذي 1969 أرهـق لبنان لعقود، منذ «اتفاق القاهرة شرع البلاد أمام سلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وصـــولاً إلــى حــرب الإســنــاد الـتـي أعلنها «حـــزب الله» . وهـي بداية جديدة تُمهّد 2023 أكتوبر 8 منفرداً في الطريق لإعادة بناء دولة سيادية ديمقراطية حديثة، تخرج من «شرق أوسط الدمار والحروب» إلى «شرق أوسط الاقتصاد والتنمية والتكامل والسلام». نديم قطيش انتخابجوزيفعونرئيساً يُدخل البلاد مرحلة جديدة... ويعكسرفضاً شعبياً وسياسياً لما يمثله «حزبالله» إسرائيل تقضم الأراضي السورية بحجج واهية دخـول القوات الإسرائيلية إلـى منطقة الفصل بي الـقـوات الإسرائيلية والسورية على هضبة الجولان السورية غيّر الوضع العسكري والسياسي الـذي كـان قائماً منذ اتــــفــــاق الـــفـــصـــل بــــن الــــقــــوات الــــــذي تــوصــل بـعـد حـــرب أكتوبر 1974 إلـيـه الــبــلــدان عـــام ودبــلــومــاســيــة 1973 (تـــشـــريـــن الأول) عــــام وزيــر الخارجية الأميركي هنري كيسنجر المـكـوكـيـة. فــاجــأ احــتــ ل إســرائــيــل الـجـديـد لـلـمـنـطـقـة الـــفـــاصـــلـــة الــــــــرأيَ الــــعــــام الــعــربــي والــدولــي لأنــه لـم يـصـدر أي تهديد لها من الـــحـــكـــم الـــجـــديـــد فــــي دمـــشـــق وعـــــــدّت الأمــــم المتحدة خطوة إسرائيل خرقاً لاتفاق فصل القوات. أرســـلـــت إســـرائـــيـــل رســـالـــة إلــــى مجلس الأمن في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) اشتكت فيها مـن دخــول «مجموعات 2024 مـسـلـحـة إلـــى المـنـطـقـة الــعــازلــة وقـــالـــت إنـهـا اسـتـهـدفـت قـــوات «الإنــــــدوف»، (قــــوات الأمــم المتحدة للفصل والمراقبة). وقالت الرسالة إنـه «رداً على هـذا الخطر الأمـنـي»، اتخذت إســـرائـــيـــل «إجــــــــــراءات مــــحــــدودة ومـــؤقـــتـــة» لمواجهة «أي خطر على مواطنيها». وأكدت إسرائيل أنها «لا تزال ملتزمة بإطار اتفاق لــفــصــل الـــــقـــــوات بـــمـــا فــيــهــا المـــبـــادئ 1974 المتعلقة بمنطقة الفصل». واســتــغــرب دبـلـومـاسـيـون أمـيـركـيـون سابقون وآخرون غربيون تحجج إسرائيل بالتهديد من المجموعات المسلحة والقيام بـخـطـوتـهـا هـــذه بـعـد انــســحــاب الإيــرانــيــن و«حزب الله» من سوريا. وقال أحدهم: «كان يمكن أن تـرسـل إســرائــيــل رســالــة إيجابية لـــســـوريـــا الـــجـــديـــدة. ووصـــــف ذلــــك بـفـرصـة ضائعة وغلطة كبيرة». 9 الإدارة السورية الجديدة أرسلت في ديسمبر المـاضـي أيضاً رسـالـة إلــى مجلس الأمـــــن «أدانـــــــت فـيـهـا بـــأشـــد الـــعـــبـــارات هــذا الـــعـــدوان الإســرائــيــلــي الــــذي يـمـثـل انـتـهـاكـ ،1974 جسيماً لاتفاق فض الاشتباك لعام ،242 ويـتـعـارض مـع قــــرارات مجلس الأمـــن ». وطــالــبــت الــرســالــة مجلس 497 ، و 338 و الأمـــــــــن بـــــ«تــــحــــمــــل مــــســــؤولــــيــــاتــــه واتـــــخـــــاذ الإجراءات الحازمة والفورية لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لاعتداءاتها المستمرة على الأراضـــــي الــســوريــة وضــمــان عـــدم تـكـرارهـا وانسحابها الفوري من المناطق التي توغلت فيها على مدى الأيام الماضية والالتزام التام باتفاق فض الاشتباك وولاية الإندوف». رد الفعل الأميركي أظهر تفهماً لمخاوف إسرائيل الأمنية، ولكنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قـال إنـه يجب الالتزام بــمــنــطــقــة الــــفــــصــــل، «ونـــعـــتـــقـــد أن انـــتـــشـــار إسـرائـيـل يجب أن يـكـون مؤقتاً كما قالت، ويـجـب الالــتــزام بـاتـفـاق فصل الــقــوات لعام .»1974 ولــكــن إســرائــيــل تـصـرفـت عـلـى الأرض بشكل مغاير لرسالتها إلـى مجلس الأمـن. احــتــلــت إســـرائـــيـــل مـنـطـقـة الــفــصــل، وتــقــوم بتضييق وعرقلة حرية الحركة على القوة الدولية وتمنع قـوات «الإنــدوف» من القيام بــمــهــامــهــا وبـــالمـــراقـــبـــة والــتــفــتــيــش لمـنـطـقـة الـفـصـل عـبـر إقــامــة حــواجــز وعــقــبــات، وفـق دبـــلـــومـــاســـيـــن يـــتـــابـــعـــون المـــســـألـــة. وتـــقـــوم إسرائيل ببناء مـواقـع لا يبدو أنها مؤقتة لأنــهــا مــواقــع صـلـبـة. والـتـضـيـيـق لا يطول قـــــوات الأمـــــم المـــتـــحـــدة فــقــط وإنـــمـــا الأهـــالـــي الـــســـوريـــن فـــي الـــقـــرى الــتــي احـــتُـــلـــت، حيث يقولون للصحافيي إن القوات الإسرائيلية تقوم بمنعهم مـن الـعـودة إلـى منازلهم في المنطقة العازلة وإن عمليات تفتيش المنازل والتضييق على الحركة تمنعهم من الحياة الطبيعية ولا يعرفون مصيرهم. أما سياسياً فقد تحرك رئيس الـوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نــتــنــيــاهــو، ووزيـــــرا خـارجـيـتـه ودفـــاعـــه، ليثبتوا واقــعــ جـديـداً عـلـى الـــجـــولان. نـتـنـيـاهـو قـــال إن إسـرائـيـل ستبقى فــي الـــجـــولان «إلــــى الأبـــــد». وخــ ل زيـارتـه منطقة الـجـولان والمنطقة الجديدة المحتلة قال إن القوات الإسرائيلية ستبقى فـي المنطقة الـعـازلـة على الـجـانـب الـسـوري خصوصاً على قمة جبل الشيخ «حتى يتم الـتـوصـل إلـــى تـرتـيـبـات أخـــرى تضمن أمـن إسرائيل». ثم وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لتمويل الاستيطان على الجولان ومـــضـــاعـــفـــة ســــكــــانــــه. والمـــنـــطـــقـــة مـــنـــزوعـــة كلم مربع ستضاف 400 السلاح مساحتها على ما يبدو إلى الأراضي السورية الأخرى وإلـــى الأراضــــي الأخـــرى 1967 المحتلة مـنـذ التي دخلتها إسرائيل مؤخراً ولم يوفر احد بعد رقماً عن مساحتها. البعضهنا يرى أنه كان على واشنطن أن تـــتـــخـــذ مـــوقـــفـــ حـــــازمـــــ عـــنـــدمـــا خـــرقـــت إســـرائـــيـــل اتـــفـــاقـــ أمــيــركــيــ هـــو أحــــد أســس دبلوماسيتها فـي الـسـ م فـي المنطقة إلى جانب اتفاقية كامب ديفيد والسلام الأردني - الإسرائيلي. ويـــــــرى دبــــلــــومــــاســــي ســــابــــق عـــمـــل فـي المنطقة أن «سوريا فقدت الجولان إلى الأبد. عــلــى الأقـــــل الـــجـــزء الـــــذي احـتـلـتـه إســرائــيــل رســـمـــيـــ ». ولــكــن مــــاذا عـــن المـنـطـقـة المحتلة حـــديـــثـــ ؟ وهــــل يــمــكــن الــــعــــودة إلــــى مـــا قبل التحرك الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة؟ هــــذا وفــــق الـــخـــبـــراء يـعـتـمـد عــلــى أمـــور عدة. ويشير هؤلاء إلى أن إسرائيل لم تطلب من قوات «الإندوف» الانسحاب، كما حاولوا مع «اليونيفيل» في لبنان وفشلوا، كما أن ديـسـمـبـر على 20 مـجـلـس الأمــــن وافــــق فـــي 6 تمديد قوة فصل القوات على الجولان لمدة أشهر، وهذا جري بموافقة واشنطن، وهذان أمـــران إيـجـابـيـان، ولـكـن الـــذي سيحدث من الآن حتى يونيو (حزيران) المقبل سيعتمد على ما سيفعله الرئيس الأميركي المنتخب دونـــالـــد تــرمــب، وكــيــف سـيـتـعـامـل مــع هـذه المــســألــة. وكــــان تــرمــب خـــ ل ولايــتــه الأولـــى قد اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، وبـايـدن لـم يغيّر هــذا الاعــتــراف. فهل يقبل ويــســمــح لإســـرائـــيـــل بــضــم أراضٍ أخــــرى أم يخاف على تأثير ذلــك على أجـنـدة السلام التي يَعِد بها في المنطقة؟ نـــتـــنـــيـــاهـــو تـــــحـــــدّث عـــــن الــــحــــاجــــة إلـــى تـرتـيـبـات جــديــدة فــي الــجــولان ويــقــول هـذا الـدبـلـومـاسـي إنـــه «مـمـكـن أن تــحــاول إدارة تــــرمــــب اســــتــــبــــدال اتــــفــــاق جــــديــــد فــــي الأمــــم .»1974 المتحدة باتفاق ولــكــنّ الكثير سيعتمد أيـضـ عـلـى ما تفعله الإدارة السورية الجديدة التي تواجه تـحـديـات كـبـيـرة داخـلـيـة وخــارجــيــة، ولـكـنّ تركيزها على ملف الجولان قبل فوات الأوان يمكن أن يوفر عليها الكثير من التحديات مـسـتـقـبـ ً. الــوقــت لـيـس فــي صــالــح الإدارة الـــجـــديـــدة أو فــــي صـــالـــح أهــــالــــي الـــجـــولان والإســـــــــــراع فـــــي الـــتـــركـــيـــز عـــلـــى هــــــذا المـــلـــف عـبـر الـتـغـيـيـر عـلـى الأرض عـلـى الـــرغـــم من الصعوبات التي يواجهونها، وعبر تفعيل الدبلوماسية حـول الجولان لمحاولة إنقاذ الاتــفـــاق إذا كـــان ذلـــك لا يـــزال مـمـكـنـ . يبدو أنهم قاموا بخطوة إلى الأمام عندما أعادوا المـنـسـق الـــســـوري الـعـسـكـري عـلـى الــجــولان مـــع الأمــــم المــتــحــدة حـــول عـمـل «الإنــــــدوف»، وفـصـل الــقــوات بـعـد فــــراغ، وعـــاد التنسيق مـــــع «الإنــــــــــــــدوف»، ولــــكــــن لـــيـــس بـــالـــوتـــيـــرة والاسـتـمـراريـة والــقــوة الـسـابـقـة. ويـبـدو أن هـنـاك حـاجـة إلــى خـطـوط تـواصـل منتظمة وفعالة والتنسيق الأفضل مع هذه القوات. الـــتـــقـــاريـــر تـــقـــول إن هـــنـــاك مـــحـــاولات ســــوريــــة تـــجـــري لــلــحــفــاظ عـــلـــى الاســـتـــقـــرار الأمـنـي والعسكري على الجانب الـسـوري، وهـذا ضـرورة ملحّة إذا كانت سوريا تأمل أن تعيد الـحـيـاة إلـــى اتــفــاق الـفـصـل، وعــدم إعطاء إسرائيل الذرائع. واتــــــخــــــذت الــــــــــدول الــــتــــي شـــــاركـــــت فــي اجتماع وزراء الخارجية العرب الــذي عُقد في الـريـاض، أول من أمــس، موقفاً واضحاً مـــن رفــــض الـــواقـــع الـــــذي تــفــرضــه إســرائــيــل عــلــى الأرض عــنــدمــا عـــبّـــر المــجــتــمــعــون عن قلقهم «بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة، مؤكدين أهــمــيــة احـــتـــرام وحـــــدة ســـوريـــا وسـيـادتـهـا وسـ مـة أراضـيـهـا». إنّ ترجمة هـذا البيان عـــبـــر خــــطــــوات دبـــلـــومـــاســـيـــة، حــــيــــويّ لمـنـع المؤقت من أن يصبح دائماً لإحداث تغيير. ولا نعرف ما إذا كانت الإدارة السورية الـــجـــديـــدة، المــدعــومــة مـــن المـجـتـمـع الـــدولـــي، ستفتح حواراً قريباً مع الإدارة الجديدة في واشنطن حـول هـذا المـوضـوع لتأكيد أن ما تحتاج إليه المنطقة اليوم هو الحفاظ على الاتــفــاقــات وأســــس الــســ م فــي ولــيــس فتح فجوة لنزاع جديد. كان على واشنطن أن تتخذ موقفاً حازماً عندما خرقت تل أبيب اتفاقاً أميركياً هو أحد أسسدبلوماسيتها آمال مدللي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky