issue16848
فــــي دولــــــة مـــتـــعـــددة الأطــــيــــاف كـمـمـلـكـة الـــبـــحـــريـــن بـهـا تعدديات طائفية وعرقية رغم صغر مساحتها الجغرافية، فـإن «الهوية الوطنية الجامعة» تكون من ضــرورات الحياة لاسـتـقـرارهـا وأمـنـهـا... كلما كـانـت الـهـويـة الوطنية العامة بارزة وواضحة المعالم ومحددة، كانت قادرة على أن تصهر الفوارق وتذيب الاختلافات بين الهويات الخاصة. ثبت أن «الهوية الوطنية» تحتاج لتدخل بشري من أجل أن تخلق نقطة تجمّع تشد إليها كل الأطياف بإرادة ذاتية لا بفرض أو بقانون، تحتاج إلى ما يتفق عليه الجميع ويذيب الفروقات، وقد شهد شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في البحرين، نقطتي تجمّع لجميع الأطياف البحرينية، عززتا من تلك الهوية الوطنية العامة التي نتحدث عنها في وقت نحن أحـوج فيه إليها من أي وقـت مضى، خصوصاً ونحن نـرى تلك الـصـراعـات التي تجري بـ الجماعات فـي العالم بــأســره، حتى الـــدول الـتـي ظنت أن «الـديـمـقـراطـيـة» نجحت في تذويب الفروقات بين تعددياتها كـالـدول الغربية، فإذا بالنزاعات العرقية بين المهاجرين والسكان الأصليين تصعد من جديد، مهددة هويتها الوطنية العامة. نجح منتخب البحرين فـي إيـجـاد نقطة التجمع التي نـبـحـث عـنـهـا لـلـمـجـتـمـع الـبـحـريـنـي بــتــعــدديــاتــه الـطـائـفـيـة والعرقية، فكان الدعم والتشجيع للفريق بحرينياً خالصاً حتى النخاع من جميع الأطياف، وإذا بالاختلافات الطائفية بين اللاعبين بعضهم وبعض تذوب، وبينهم وبين الجمهور بجميع أطيافه تختفي تماماً، نجحت كـرة الـقـدم بسخونة أجوائها فيما عجز عنه كثير من المحاولات الباردة، فشهدنا ملحمة وطنية شجع فيها الجمهور السني حــارس المرمى الشيعي ودعمه، فكان ابناً لكل أم بحرينية؛ سنية كانت أم شيعية، حصنته وقرأت عليه المعوذات قبل وأثناء اللعب، لم يبرز اللون الطائفي في نقطة التجمع هذه، لم يجد له وقتاً ولا مكاناً، كـان اسـم وعلم البحرين هـو المهيمن والمسيطر، فتمثلت «الهوية البحرينية الوطنية» بأجمل صـورهـا في سيطرة العلم البحريني بكل مكان؛ من الكويت مكان إقامة الـــدورة إلــى كـل بيت بحريني، مـعـززاً أسمى معاني الهوية الوطنية التي اجتمع عليها الجميع بحب، ولا يعرف قيمة هذه اللحظة وتجلياتها التاريخية إلا بلد يخاف على نفسه من انقسامات وتعدد الهويات. ولحسن الحظ تزامنت الـدورة الخليجية مع احتفالات الــبــحــريــن الـــتـــي اخـــتـــارت أن تـــكـــون «الــنــوســتــالــجــيــا» نقطة الــتــجــمــع الــثــانــيــة الـــتـــي شــــدت لــهــا أهــــل الــبــحــريــن بجميع طـوائـفـهـم، فــجــاءت احـتـفـالـيـة «لــيــالــي المـــحـــرق» واحـتـفـالـيـة «ريترو المنامة» لتعيدنا إلى فترة البراءة والعفوية للتدين الفطري السمح الذي كان ديدن أهل البحرين منذ الأزل، وإلى ما قبل نصف القرن الأخير، والـذي كان جامعاً لكل المذاهب والأديان في بقعة ومساحة صغيرة جداً كالبحرين بتعايش مذهل، حيث استدعت تلك الاحتفالات ذكريات ذلك الماضي القريب، حين كانت المنامة والمحرق خليطاً من جميع الألوان ممثلة لأصالة أهلها وسماحتهم وهويتهم الحقيقية القادرة على الانصهار بسلاسة ويسر، لذا كانت هذه الاحتفاليات نقطة تجمع ثانية في ذات الوقت والـزمـن مع فـوز المنتخب البحريني، عـاشـت فيها البحرين أجـمـل تجليات الاعـتـزاز والفخر بالهوية الوطنية البحرينية. خـ صـة الـقـول أن الـهـويـة الوطنية تحتاج إلــى تدخل بــشــري مـــن أجـــل تـعـزيـزهـا وتـقـويـتـهـا وإبــــرازهــــا وغـرسـهـا، فـ تترك لتنمو عشوائياً، فهناك تـجـارة وســوق كبيرة من بائعي الهويات ينتظرون غفلتنا لخطف الأجيال وإلباسهم هويات غريبة عنهم، وإن لم تكن الدولة تمتلك رؤية واضحة واستراتيجية شاملة وبـرامـج وميزانيات و و و...، تجعل من «الهوية» مشروعاً تتكفل به الدولة، فإنها تغفل عن أكبر ثغرة لألف حصان وحصان طروادي. نـــجـــح الـــضـــغـــط الـــعـــربـــي - الــــدولــــي عـــلـــى الـسـيـاسـيـ اللبنانيين، فـي السلطة والمـعـارضـة مـعـ ، لانـتـخـاب رئيس شهراً. هـذا التوافق 26 للجمهورية بعد فــراغ استمرّ نحو الـعـربـي - الــدولــي التقط الـفـرصـةَ الـتـي أتاحتها المتغيرات التي عصفت بالمنطقة، خصوصاً في لبنان وسوريا، وكادت ألاعيب الساسة في لبنان ومناوراتهم الضيقة والمحدودة الأفــــق تـضـيـعـهـا. مــن المـبـكـر الإفـــــراط فــي الــتــفــاؤل وتحميل الرئيس الجديد أثـقـالاً مـن الأزمـــات تمتد إلــى عقود خلت، وهو العسكري وليس من نادي السياسيين التقليديين. إنما وصول العماد جوزيف عون قائد الجيش إلى قصر بعبدا، يـحـمـل دلالات كـثـيـرة تــتــجــاوز شخصية الــرئــيــس الـجـديـد وتــاريــخــه فـــي المــؤســســة الـعـسـكـريـة، لأنـــه يـعـتـبـر الـتـرجـمـة العملية لـدفـع لبنان إلــى محاكاة مـسـار المنطقة المستجد، والانخراط الكامل في مستقبلها، ويعكس معادلة إقليمية - دولية أساسها إنهاء عصر المنظمات خارج الدولة، لصالح الدولة الوطنية. الضغط العربي - الدولي المشترك لم يأتِ حرصاً على لبنان وأهميته في المنطقة بعد اختطافه لأكثر سنة فحسب، بل جاء تلبيةً لمصلحة عربية ودولية 50 من تقضي بعودة هذا البلد إلى محيطه، ورجوعه دولةً طبيعيةً تــديــرهــا سـلـطـات شـرعـيـة مـنـتـخـبـة غـيـر خـاضـعـة لسطوة منظمات مسلحة خارجة عن الدولة، بما ينسجم ويتكامل مـــع مــــســــارات المــنــطــقــة المـسـتـقـبـلـيـة نــحــو الــســلــم والـتـنـمـيـة والحرية، والتعاون الدولي والإقليمي. وجاء خطاب القسم تعبيراً حرفياً وصريحاً عن هذا التوجه. انتخابجوزيف عون رئيساً لا يعني أنه الحل لمشكلات ومعضلات لبنان كلها، بل الخطوة الأولى الضرورية لمرحلة جديدة، خصوصاً أنه جاء بعد اتفاق وقف النار بين «حزب الله» وإسرائيل، الـذي قضى بوقف العمليات القتالية بين الطرفين، وحصر حيازة السلاح بالقوى الشرعية وحدها على الأراضــي اللبنانية كلها بـدءاً من الجنوب. وجـاء بعد أن تـحـرّر لبنان مـن هيمنة النظام الـسـوري مـع الأســد الأب عــامــ ، تلتها غـلـبـة إيــرانــيــة وريـثـة 50 والابـــــن، الــتــي دامــــت للسطوة السورية ومكملة لها. عاماً من الوصاية والاحتلال يجعلان التباكي على 50 انـتـهـاك الــدســتــور والــســيــادة الــيــوم مستهجناً، خصوصاً عـــنـــدمـــا يــــأتــــي مــــن الــــذيــــن أمــــعــــنــــوا مــــع الــــوصــــي والمـــحـــتـــل باغتصابهما على مدى عقود. الضغوط العربية - الدولية الـــيـــوم تُــشــكّــل المـــدخـــل لاسـتـعـادتـهـمـا ولــيــس الــعــكــس. حـال الـــضـــرورة الــتــي اقـتـضـت هـــذا الــــدور الـدبـلـومـاسـي الـعـربـي - الــدولــي لا تتوقف عند انـتـخـاب رئـيـس للجمهورية، ولا بـد لـهـذا الـــدور أن يستمرّ ليكون بمثابة الـضـابـط للحياة السياسية، وينسحب على اختيار رئيس الحكومة والوزراء وقائد الجيش الجديد، ومضمون البيان الـوزاري؛ لتحويل هذا الإنجاز الدستوري إلى حقبة جديدة تقطع مع الماضي السوري والإيراني، وتعيد للبنان سيادته ودستوره وآليات الحياة الديمقراطية. هذا الدور سيواكب المهمات الملحة لرئيس الجمهورية والحكومة الجديدة، وأولاهـا: الالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق وقـــف إطــــ ق الـــنـــار، الــــذي يــعــدّ المــدخــل لاســتــعــادة الـسـيـادة بخروج إسرائيل من الجنوب، وحماية لبنان من اعتداءاتها المتكررة جواً وبراً، والأهم حصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية والعسكرية الشرعية بما يضمن الهدوء الأمني. ثــانــيــهــا: تـطـبـيـق اتـــفـــاق الـــطـــائـــف كـــامـــً بــمــا يطمئن الأطـــــــراف كـــافـــة ويــلــجــم الــــدعــــوات إلــــى الــصــيــغ والمـــشـــاريـــع الانتحارية المتخيلة، ويؤسس للاستقرار السياسي، المدخل الـضـروري لبدء الإصــ ح السياسي والاقتصادي المنشود، والــضــمــانــة المـطـلـوبـة مـــن المــؤســســات الــدولــيــة لـتـتـمـكّـن من مــســاعــدة لـبـنـان عـلـى تــجــاوز المـحـنـة المــالــيــة والاقـتـصـاديـة .2019 المتفاقمة منذ عام ثــالــثــهــا: عــــودة لــبــنــان إلــــى الــحــضــن الــعــربــي المــعــتــدل، وتـمـوضـعـه عـلـى الــجــانــب الـصـحـيـح مـــن الــتــاريــخ لـيـواكـب الـتـحـولات الجيوسياسية الـجـذريـة التي شهدتها المنطقة بـــاتـــجـــاه بـــنـــاء دولـــــة المـــؤســـســـات والــــقــــانــــون، والــــدفــــع نحو السلام الإقليمي العادل. المحصلة الأهم من انتخاب رئيس للجمهورية ومــن الأجـــواء الـتـي أحـاطـت بعملية الانتخاب والــتــحــضــيــر لـــهـــا، هـــي تـــجـــاوز لــبــنــان خــطــر الـتـهـمـيـش أو التخلي بعد المـلـل والــيــأس الـلـذيـن أصـابـا الـــدول الصديقة من أحوال السياسة والسياسيين اللبنانيين، وقد يكون في وصــول عــون إلــى ســدة الـرئـاسـة خــروج للبنان مـن الثلاجة ومن الحلول الآيلة إلى تمديد الأزمات أو إبقاء الأحوال على مـا هـي عليه، وهــذا مـا سعت إليه بعض الـقـوى السياسية فـي السلطة والمـعـارضـة، لا سيما الـرافـضـة، أو المـتـرددة في وصوله للرئاسة. في هذا السياق البعض يشير ويتخوف من تفاهمات ضمنية حصلت مع «حـزب الله» بشأن دوره مستقبلاً مما قـد يحد مـن التغيير المنشود فـي لبنان. الثنائي الشيعي وآخــرون لعلهم أدركــوا أخيراً معنى ارتــدادات النتائج التي خـلّـفـتـهـا المــتــغــيــرات مـــن غـــزة إلـــى دمـــشـــق، مـــــروراً بـبـيـروت، ومغزى انكفاء أدوار حلفاء طهران في المشرق. «حزب الله» الذي يواجه اليوم خيارات جديدة للبقاء، مطالبٌ بمراجعة للأسباب التي أدت إلى هزيمته، إضافة إلى عزل لبنان عن أصدقائه العرب والأجانب وجعله دولة شبة مارقة. المـطـلـوب مـراجـعـة فـكـريـة للسياسات والـنـهـج اللذين اتبعهما على مدى عقود وأسهما، إلى جانب غياب الحسّ الوطني عند كثير من المسؤولين، في دمـار البلاد. المنطقة والعالم ينتظران مرحلةً جـديـدةً في العلاقات الدولية لها انعكاساتها على الــداخــل فـي كـل دولـــة مـع وصـــول دونـالـد ترمب إلى البيت الأبيض وصعوبة استشراف نتائجها. الـجـهـد الـــذي بُـــذل لإخــــراج لـبـنـان من حالته الكارثية التي تردّى إليها قبل فض ارتـــبـــاط «حــــزب الــلــه» بــالــحــرب عـلـى غــزة، وأطـــرافـــه: الـسـعـوديـة، وأمـيـركـا، وفرنسا، تـــكـــلـــل بــــنــــجــــاحٍ كــــــان تـــــصـــــوره أقـــــــرب إلـــى المستحيل. ورغـــــم الاخـــتـــ ف فـــي طـبـيـعـة أزمــــات المنطقة، ومؤثرات السلب والإيجاب فيها، فإن النجاح في لبنان يصلح للإفادة منه والــبــنــاء عـلـيـه، لإحـــــراز نــجــاحــات مماثلة حــيــال أزمـــــات أخــــرى تـجـسـد بمجموعها حالة الشرق الأوسط المشتعل. وقـبـل أن نتوقع استنساخاً تلقائياً لـــلـــنـــجـــاح فـــــي لــــبــــنــــان، فـــلـــنـــقـــرأ الـــعـــوامـــل المساعدة التي أدّت إليه، ويمكن اختصار أهمها في ثلاثة: أولها: توفر الحاضنة اللبنانية التي بُــنــيــت عـلـيـهـا فــاعــلــيــة الــجــهــد الــســعــودي والأميركي والفرنسي. وثــانــيــهــا: تـقـلـيـص الــنــفــوذ الإيـــرانـــي المعطّل، وأساسه ما حدث في سوريا. وثـــالـــثـــهـــا: تــنــســيــق الـــســـيـــاســـات بـ أطـراف الجهد الثلاثي، ولكل طرف نفوذه المؤثر في الحالة اللبنانية، كما لكل طرف حـسـابـاتـه المتصلة بمصالحه وأجـنـداتـه على مستوى المنطقة. الـــحـــاضـــنـــة الــلــبــنــانــيــة الـــتـــي تـهـيـأت لاســــتــــقــــبــــال وإنــــــجــــــاح الــــجــــهــــد الــــثــــ ثــــي، تـوفـرت بأغلبية قريبة مـن الإجـمـاع حول إنــقــاذ الـبـلـد، مــن خـــ ل اســتــعــادة شرعية نـظـامـه الـسـيـاسـي، ولا يُــنــكَــر دور رئيس مجلس النواب السيد نبيه بـري، ورئيس حـكـومـة تـصـريـف الإعـــمـــال الـسـيـد نجيب مـيـقـاتـي، والـسـيـد ولــيــد جـنـبـ ط، بحيث أدى تعاونهم إلــى النجاح الــذي استُكمل بـــحـــضـــور الــــغــــائــــب، بـــمـــا يـــمـــثـــل «رئـــيـــس الجمهورية». الحاضنة اللبنانية التي أدت دورها بـــإتـــقـــان، أنـــتـــجـــت مـــشـــهـــداً تـــاريـــخـــيـــ بـهـر العالم، حين انتخب البرلمان اللبناني في مبناه العريق ببيروت رئيساً للجمهورية، الـــذي بــــدوره أدى خـطـابـ تـاريـخـيـ يبشّر بـــــوداع لـبـنـان الأمــــس لــلــذهــاب إلـــى لبنان الــغــد. وكـــان أفـضـل مــا فـيـه جـــرأة معالجة مسألة فوضى السلاح، واستقواء الداخل بـــالـــخـــارج فــــي الــــصــــراع الـــداخـــلـــي المـــدمـــر للوطن والدولة والمجتمع. أمــــا الأمـــيـــركـــيـــون فـــيـــنـــفـــردون بــقــدرة الـــضـــغـــط عـــلـــى إســـــرائـــــيـــــل؛ حـــــد إلـــزامـــهـــا بالتعاطي إيجابياً مع قـرار مجلس الأمن ، بـــمـــا ســــيــــؤدي -رغــــــم الاخـــتـــراقـــات 1701 المـحـدودة- إلـى أن يُطبّق بصورة نهائية؛ بــــحــــيــــث لا يُـــــــــــرى أي وجـــــــــــود احــــتــــ لــــي إسـرائـيـلـي عـلـى الأراضــــي اللبنانية، ذلـك دون استبعاد احـتـمـال فتح ملف ترسيم الحدود البرية ومزارع شبعا للبحث. أمــــــا الـــــطـــــرف الــــفــــرنــــســــي، فــــرغــــم قـلـة إمكاناته -بالقياس للإمكانات الأميركية والسعودية- فإن له دوراً معنوياً تاريخياً بالغ الأهمية والتأثير على مستوى لبنان كله. المملكة العربية السعودية -كـمـا بدا جلياً منذ بداية الحرب على غزة وحتى ما قبلها- لم ترتجل مواقفها السياسية إزاء قضايا المنطقة بــدوافــع آنـيـة أو عاطفية؛ بـــل وضــعــت سـيـاسـتـهـا الــعــامــة الـداخـلـيـة والـــــخـــــارجـــــيـــــة انــــطــــ قــــ مـــــن مــصــالــحــهــا الـــــوطـــــنـــــيـــــة، ومــــســــؤولــــيــــاتــــهــــا الـــقـــومـــيـــة والإسلامية والدولية. وبـــالـــنـــســـبـــة لــلــمــلــكــة الــــتــــي مـــارســـت بــفــاعــلــيــة اســـتـــقـــ لـــيـــة قـــــرارهـــــا، وطــــــوّرت عـــ قـــاتـــهـــا مـــــع دول الــــعــــالــــم بـــمـــا يـــخـــدم مــصــالــحــهـــا والــــتــــزامــــاتــــهــــا وتـــعـــهـــداتـــهـــا، فــــإن لــبــنــان بــالــنــســبــة لــهــا دولـــــة شـقـيـقـة، والـــســـعـــوديـــة مــســمــوعــة الــكــلــمــة عـــنـــد كـل أقـــطـــابـــهـــا وأطـــــــــراف حـــيــاتــهــا الــســيــاســيــة الداخلية. أليست المملكة مَن أنهت الحرب الأهـــلـــيـــة شـــديـــدة الـتـعـقـيـد والـــخـــطـــر على لبنان، حين التزم الجميع بمؤتمر الطائف الـــذي لـــولا الـتـدخـ ت الـخـارجـيـة لمــا خـرج الـلـبـنـانـيـون جميعاً عـنـه وعـــن تفاهماته وقرارته؟ المشهد اللبناني الذي تُوّج بانتخاب الـــرئـــيـــس، واســـتـــكـــمـــال حـــلـــقـــات الــشــرعــيــة الــدســتــوريــة لـلـبـلـد والـــنـــظـــام، يـصـلـح لأن يكون إلهاماً لـدول العالم جميعاً، بما في ذلــــك أمــيــركــا تـــرمـــب، وأوروبـــــــا، وروســـيـــا، والـــصـــ ، بــــأن تـــكـــون الـــخـــطـــوات الـتـالـيـة: وقــــف الـــحـــرب عــلــى غـــــزة، وتــهــيــئــة المــنــاخ لعمل المـبـادرة السعودية الدولية الهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين، وذلك ما يبدو ممراً حيوياً -ولا أقول إجبارياً- لبلوغ الأمن والاستقرار في المنطقة كلها. إن توفر الإرادة هو أساس أي إنجاز، وهــذا مـا أثبته المشهد اللبناني وروافـعـه الـسـعـوديـة والـفـرنـسـيـة والأمــيــركــيــة، ومـا يـؤمّـل أن يـكـون بـدايـة لـ يـام التالية على مستوى المنطقة وقضاياها. OPINION الرأي 12 Issue 16848 - العدد Monday - 2025/1/13 الاثنين الدبلوماسية العربية ــ الدولية وجمهورية لبنان الثالثة كرة القدم... نقطة تجمع وطني المشهد اللبناني... واليوم التالي للمنطقة وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com نبيل عمرو توفّر الإرادة هو أساس أي إنجاز... وهذا ما أثبته المشهد اللبناني المنطقة والعالم ينتظران مرحلة جديدة في العلاقات الدولية لها انعكاساتها على الداخل في كل دولة سام منسى الهوية الوطنية تحتاج إلى تدخل بشري من أجل تعزيزها وتقويتها وإبرازها سوسن الشاعر
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky