6 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16847 - العدد Sunday - 2025/1/12 األحد الوكالة تواجه مصيرا مجهوال مع اقتراب موعد حظرها في إسرائيل «أونروا» تنقل سجالت ماليين الالجئين الفلسطينيين إلى مكان آمن نقلت وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني (األونـــروا) امللفات الخاصة بــــمــــ يــــ الــــ جــــئــــ إلـــــــى «مــــــكــــــان آمــــــن» قـــبـــل نـــحـــو أســـبـــوعـــ مــــن دخـــــــول الــــقــــرار اإلسرائيلي بحظرها حيز التنفيذ. وقـــــال املـــفـــوض الـــعـــام لـــــــ«األونــــــروا»، فـيـلـيـب الزاريــــنــــي، إنــــه تـــم حــفــظ سـجـ ت عـائـ ت الجـئـي فلسطني وأرشـفـتـهـا على عـــامـــا املـــاضـــيـــة. وأضـــــــاف فـي 75 مــــــدار الــــــــ منشور على منصة «اكس» أنه بفضل فِرق «(األونروا)، تم نقل آالف امللفات األرشيفية من قطاع غـزة والضفة الغربية إلـى مكان آمن وتحويلها إلى ملفات رقمية». وأكـــد الزاريــنــي أن الـحـفـاظ على هذه امللفات أمر جوهري لحماية حقوق الجئي فلسطني بموجب القانون الدولي. وقال إن «األونـــروا» هي الوصي األمـ على هوية الجئي فلسطني وتاريخهم. وطــــالــــب الزاريـــــنـــــي بــمــعــالــجــة مـحـنـة الجــــئــــي فـــلـــســـطـــ بـــشـــكـــل نــــهــــائــــي، عــبــر حــــل دبـــلـــومـــاســـي ســلــمــي يــنــهــي الـــصـــراع اإلسرائيلي - الفلسطيني. وجـــــــــاءت خــــطــــوة «األونــــــــــــــروا» فـيـمـا تواجه مصيرًا مجهوال مع إصرار إسرائيل على املضي قدما في تطبيق القانون الذي أكـتـوبـر (تشرين 28 أقـــره «الكنيست» فـي األول) املــــاضــــي، ويــحــظـــر بــشــكــل نـهـائـي نــشــاط «األونـــــــروا» فــي إســرائــيــل. ويـنـص القانون على «أال تقوم (أونـــروا) بتشغيل أي مكتب تمثيليّ، ولـــن تـقـدم أي خـدمـة، ولـــن تــقــوم بـــأي نــشــاط، بـشـكـل مـبـاشـر أو غير مباشر، في أراضي دولة إسرائيل». وبـــمـــوجـــب الـــقـــانـــون، تُــلــغــى اتـفـاقـيـة الــــتــــي ســـمـــحـــت لــــــــ«األونـــــــروا» 1967 عــــــام بالعمل فـي إسـرائـيـل، ويحظر أي اتصال بني املسؤولني اإلسرائيليني وموظفيها. ويعني القرار بشكل حاسم وقف عمليات «األونــــــــــروا» فـــي الـــقـــدس الـــشـــرقـــيـــة، حيث تقدم خدمات التعليم والصحة والخدمات املدنية ملئات اآلالف من الفلسطينيني، ومن شأنه أن يحد بشدة من أنشطة «األونروا» فـــي قـــطـــاع غــــزة والـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، حيث تعتمد الوكالة على التنسيق مع إسرائيل لتقديم املساعدات اإلنسانية وغيرها من الخدمات. وال يــــعــــرف إلـــــــى أي حـــــــد يـــمـــكـــن أن تـذهـب إسـرائـيـل فــي مـحـاصـرة «أونـــــروا»، لكن من دون التنسيق معها، سيكون من املستحيل تقريبا على «األونـــــروا» العمل في غزة أو الضفة الغربية؛ ألن إسرائيل لن تصدر تصاريح الدخول ملوظفي «أونروا» إلـى تلك األراضـــي، ولـن تسمح بالتنسيق مع الجيش اإلسرائيلي إلدخال مساعدات، وربما تمنع إدخال األدوية، وكذلك تحويل األمــــــوال الــتــي تـسـمـح لــــــ«األونـــــروا» بـدفـع رواتـــــــب مــوظــفــيــهــا وتـــمـــويـــل عـمـلـيـاتـهـا. ويعني ذلـك حرمان ماليني الفلسطينيني مـــن خـــدمـــات الـتـعـلـيـم والـــرعـــايـــة الصحية واملــــســــاعــــدات، وهــــو أمــــر تـــــدرك خــطــورتــه الوكالة، التي قالت إن الوقت يمر بسرعة. وبــــــدايــــــة األســــــبــــــوع املــــــاضــــــي، أكـــــدت «األونــــــــــروا» أن األمـــــم املـــتـــحـــدة ال تخطط الســــــــتــــــــبــــــــدال الــــــــوكــــــــالــــــــة فـــــــــي األراضــــــــــــــي الفلسطينية، حتى لـو تـم حظرها بشكل نهائي. ومــبــدئــيــا تــخــطــط «أونـــــــــروا» لـلـبـقـاء فـــــي الـــضـــفـــة وقـــــطـــــاع غــــــزة حـــتـــى تـتـضـح الــصــورة. وقــال الزاريــنــي فـي حــوار سابق مـــع «الـــشـــرق األوســــــط» إنــــه «مــــن الـصـعـب جدًا وصف ذلك، ما يمكن أن يحدث هو أن جميع املوظفني الدوليني سيضطرون إلى مغادرة األراضي الفلسطينية املحتلة؛ أي غــزة والــقــدس الشرقية والـضـفـة الغربية، ولـكـن الــيــوم الـتـالـي فــي املـــــدارس واملــراكــز الصحية يمكن أن يستمر العمل فيه مع الـكـوادر الفلسطينية املؤهلة مـن معلمني وممرضني وأطباء». وأغلب الظن أن حسم مصير «أونروا» سـيـكـون بـيـد الـرئـيـس األمـيـركـي الـجـديـد، دونالد ترمب. وقــــــال مـــصـــدر فــــي الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لـــ«الــشــرق األوســـــط» إن «أونــــــروا» تنتظر كـيـف سـتـتـصـرف إســرائــيــل مــع موظفيها الدوليني، ومـاذا بالنسبة لتوريد األدويـة وتــحــويــل األمـــــــوال. وأضــــــاف: «نـعـتـقـد أن األمور ستكون صعبة للغاية، وربما يكون األمر بيد الرئيس ترمب، قراراته ستساهم كثيرًا في حسم املسألة». تمويل 2017 وكــان تـرمـب أوقـــف عــام الــــوكــــالــــة وعـــــدّهـــــا فــــاســــدة وغــــيــــر مــفــيــدة للسالم، رافـضـا أرقـــام الالجئني املسجلني لــديــهــا، قــبــل أن تـسـتـأنـف إدارة الـرئـيـس جــو بــايــدن تـمـويـل الــوكــالــة، ثــم تــقــوم في يناير (كانون الثاني) املاضي بتجميد أي ،2025 ) مساهمة للوكالة حتى مارس (آذار بعد اتهامات إسرائيلية لبعض موظفيها بـــأنـــهـــم شــــاركــــوا فــــي هـــجـــوم الـــســـابـــع مـن .2023 أكتوبر ومع عودة ترمب إلى السلطة، سيكون عليه اتخاذ قرار بدعم قرار إسرائيل ووقف التمويل عن «أونروا»، أو استئناف تمويل الوكالة. وحــــذرت الـخـارجـيـة األمـيـركـيـة فريق تـرمـب مـن أنــه ال يـوجـد بـديـل للوكالة في قطاع غزة، ورغم ذلك ال يوجد أي مؤشرات حــتــى اآلن عــلــى إمــكــانــيــة أن يـغـيـر تـرمـب موقفه القديم. وتـــــقـــــدم «أونـــــــــــــروا» خـــــدمـــــات مــنــقــذة مــــلــــيــــون الجـــــــئ مــن 5.9 لـــلـــحـــيـــاة لـــنـــحـــو مخيما بأقاليم عملياتها 58 فلسطني في الـــخـــمـــســـة، الــــتــــي تـــشـــمـــل األردن ولـــبـــنـــان وسوريا والضفة الغربية بما فيها القدس الـشـرقـيـة وقــطــاع غــــزة، وتـشـتـمـل خـدمـات الـوكـالـة على التعليم والـرعـايـة الصحية واإلغــــــاثــــــة والـــبـــنـــيـــة الـــتـــحـــتـــيـــة وتــحــســ املـخـيـمـات والـــدعـــم املـجـتـمـعـي واإلقـــــراض الصغير واالستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع املسلح. وأخلت «أونروا» مقرها في القدس، وتواجه تعقيدات كبيرة فــــي قـــطـــاع غـــــزة الــــيــــوم، ولــكــنــهــا تـــواصـــل عملها في الضفة الغربية حتى اآلن. صورة أرشيفية لفلسطيني يحمل صندوق مساعدات وزعته وكالة «أونروا» في دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز) رام هللا: كفاح زبون مبعوث ترمب ينتقل من قطر إلى إسرائيل لدفع جهود الوساطة في «اتفاق غزة» انـخـرط مبعوث الـرئـيـس األميركي املنتخب، دونالد ترمب، للشرق األوسط، سـتـيـف ويـــتـــكـــوف، مـــع الـــوســـطـــاء لـلـدفـع باتجاه إبرام صفقة لإلفراج عن الرهائن ووقف إطالق النار في غزة، فزار الدوحة وانتقل منها إلى إسرائيل. وقــــــــــــال مــــكــــتــــب رئــــــيــــــس الــــــــــــــوزراء اإلســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــ نــتــنــيــاهــو بـعـد اجــــتــــمــــاعــــه مــــــع ويـــــتـــــكـــــوف إن رئـــيـــس الـــــوزراء أمـــر بــإرســال وفـــد يـضـم رئيس جهاز املوساد إلى قطر من أجل «دفع» املـحـادثـات الـرامـيـة إلــى إعـــادة الرهائن الـــــذيـــــن تـــحـــتـــجـــزهـــم حــــركــــة «حــــمــــاس» فـــي الـــقـــطـــاع. وجــــاء ذلــــك فـــي وقــــت أفـــاد فـيـه مــســؤول إسـرائـيـلـي بــإحــراز بعض الـــتـــقـــدم فـــي املـــحـــادثـــات غــيــر املــبــاشــرة بـ إسـرائـيـل و«حـــمـــاس»، الـتـي تجري بـــــوســـــاطـــــة مــــصــــر وقـــــطـــــر والـــــــواليـــــــات املــتــحــدة.وكــان رئـيـس الـــــوزراء الـقـطـري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التقى مبعوث ترمب في الدوحة الجمعة. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بــيــان مـقـتـضـب، إن الــطــرفــ اسـتـعـرضـا «آخـــر تــطــورات األوضــــاع فــي املـنـطـقـة، ال سيما الجهود الهادفة للتوصل إلى وقف إلطالق النار في قطاع غزة» بني إسرائيل و«حـــــمـــــاس». وكـــانـــت قــطــر أكـــــدت بــدايــة األســـبـــوع الــحــالــي، أن املــحــادثــات بشأن الـــتـــوصـــل إلــــى هـــدنـــة فـــي غــــزة تــتــواصــل «على املستوى الفني». وتـلـعـب قــطــر، إلـــى جــانــب الــواليــات املــــتــــحــــدة ومــــــصــــــر، دور الــــوســــيــــط فــي مـــحـــادثـــات مــتــواصــلــة مــنــذ أشـــهـــر خلف الكواليس، بهدف التوصل إلى هدنة في غزة واإلفراج عن الرهائن. لكن باستثناء أســـبـــوع تـــوقـــف فــيــه الـــقـــتـــال أواخــــــر عــام ، وتــم خـ لـه إطـــ ق ســـراح عشرات 2023 الـرهـائـن املحتجزين لــدى «حــمــاس» في مـقـابـل فلسطينيني كــانــوا فــي السجون اإلســرائــيــلــيــة، فـشـلـت جــــوالت الـتـفـاوض املتتالية خالل الحرب. وانتهت جولة سابقة من الوساطة فــي ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول)، بـإلـقـاء كل طرف اللوم على اآلخر بالفشل، إذ اتهمت «حـــــمـــــاس» إســــرائــــيــــل بــــوضــــع «شــــــروط جــديــدة»، بينما اتهمت الــدولــة العبرية الـــحـــركـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة بـــوضـــع «عــقــبــات جديدة» أمام التوصل إلى اتفاق. وتحدث الرئيس األميركي املنتهية واليـتـه جـو بـايـدن، الخميس، عـن إحـراز «تـــقـــدم حـقـيـقـي» فـــي املـــفـــاوضـــات. وقـــال للصحافيني فــي الـبـيـت األبـــيـــض: «إنـنـا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت املـــفـــاوضـــ الــــيــــوم». وأضــــــاف: «مــــا زلــت آمــل بــأن نتمكن مـن إجـــراء عملية تبادل (ألســـــرى مـقـابـل رهـــائـــن). (حـــمـــاس) هي التي تقف في طريق هذا التبادل حاليا، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه». ويــــبــــذل الـــوســـطـــاء جــــهــــودًا جـــديـــدة للتوصل إلـــى اتــفــاق لـوقـف إطـــ ق الـنـار فـــــي الــــقــــطــــاع وإطـــــــــ ق ســـــــراح الـــرهـــائـــن اإلسرائيليني املتبقني املحتجزين هناك يناير 20 قـبـل تـولـي تـرمـب منصبه فــي (كــانــون الـثـانـي)، بعدما هــدد «حـمـاس» بجحيم في الشرق األوســـط، في حـال لم يحصل ذلك قبل دخوله البيت األبيض. فــــي هـــــذا الــــوقــــت، يــــواصــــل الـجـيـش 3 اإلســـرائـــيـــلـــي عـمـلـيـتـه املـفـتـوحـة مــنـذ شهور في شمال قطاع غزة، موقعا مزيدًا من القتلى بني الفلسطينيني املدنيني. أشـــخـــاص، الـسـبـت، بينهم 8 وقــتــل طـــــفـــــ ن فــــــي غـــــــــارة جـــــويـــــة إســـرائـــيـــلـــيـــة اســتــهــدفــت مـــدرســـة تـــــؤوي نـــازحـــ في شـمـال قـطـاع غـــزة، وفـــق مــا أفـــاد الناطق بـــاســـم الــــدفــــاع املــــدنــــي، مـــحـــمـــود بــصــل، بـــيـــنـــمـــا قــــــال الـــجـــيـــش اإلســــرائــــيــــلــــي إنـــه استهدف مسلحني من «حماس». شـــهـــداء بينهم 8« وقـــــال بــصــل إن طفالن وامــرأتــان» قتلوا إثـر غــارة جوية شنها الطيران الحربي اإلسرائيلي على مدرسة «حالوة» في بلدة جباليا بشمال الــــقــــطــــاع. وأضــــــــاف أن الـــــغـــــارة الـــجـــويـــة شخصا 30 أســـفـــرت أيـــضـــا عـــن إصـــابـــة طفالً، الفتا إلى أن هذه املدرسة 19 بينهم التي تعرضت للقصف الجوي واملدفعي اإلســـرائـــيـــلـــي عـــــدة مـــــــرات، تــــــؤوي «آالف النازحني». وأقــر الجيش اإلسرائيلي بأنه نفذ غــــــارة عـــلـــى املــــدرســــة الـــســـبـــت. وقــــــال فـي بـــيـــان إن الــــقــــوات الـــجـــويـــة اإلســرائــيــلــيــة «نـــفـــذت ضـــربـــة دقــيــقــة عــلــى اإلرهـــابـــيـــ فـي مـركـز قـيـادة وسيطرة كــان يستخدم ســابــقــا مـــدرســـة فـــي جــبــالــيــا». وقــــال إنــه استهدف املبنى ألن «إرهابيي (حماس) اسـتـخـدمـوا املــدرســة للتخطيط وتنفيذ الهجمات». تل أبيب: «الشرق األوسط» شهرا على المعارك 15 بعد مرور هل نجح نتنياهو في هزيمة «حماس»؟ كثيرًا ما تحدث رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو، عن النصر املطلق وهزيمة حركة «حماس» في قطاع غزة، إال أنه مع مرور شهرًا على املعارك، ما زالت الحركة تحاول 15 إثـــبـــات قــدرتــهــا عـلـى االســـتـــمـــرار فـــي املـواجـهـة عسكريا، وكذلك سياسيا. ومــــــا يــــؤكــــد فـــشـــل إســــرائــــيــــل فــــي إلـــحـــاق هزيمة محققة ضد حركة «حماس»، هو طلب وزير الجيش اإلسرائيلي، يسرائيل كاتس، من قادة جيشه، تقديم خطة تهدف إللحاق هزيمة واضـــحـــة بــالــحــركــة فـــي ظـــل حــــرب االســتــنــزاف املستمرة. فشل نتنياهو وسعى نتنياهو خالل العديد من املرات إثــبــات نـجـاحـه فــي تحقيق هـزيـمـة «حــمــاس»، مــــن خـــــ ل دعــــــوة عـــنـــاصـــرهـــا، الــــذيــــن خـطـفـوا إسرائيليني إلى تسليمهم مقابل الحصول على مبالغ مالية وتأمني خروجهم من غزة بسالم، إال أنه لم يحقق املأمول من دعوته املتكررة. وبحسب مـصـادر مـن «حــمــاس» تحدثت لــ«الـشـرق األوســــط»، فــإن نتنياهو كــان يعتقد أنـه نجح في إحــداث بلبلة في صفوف قيادات وعــنــاصــر الــحــركــة، ولـــذلـــك حــــاول الـلـعـب على وتر إظهار انهيار الحركة، من خالل مثل هذه الــدعــوات، لكنه فوجئ بالتماسك الــذي تبديه قـــيـــادة «حــــمــــاس» وعـــنـــاصـــرهـــا عــلــى مختلف املـسـتـويـات. ووفـقـا للمصادر ذاتـهـا، فــإن تلك الدعوات مجرد مثال واضح على فشل نتنياهو في تفكيك أو هزيمة الحركة، رغم كل االغتياالت التي طالت قيادات سياسية وعسكرية وحتى ديــنــيــة، وكـــذلـــك آالف الــعــنــاصــر الـــذيـــن قـضـوا في عمليات مختلفة. وتقول املصادر إن ملف األسرى اإلسرائيليني ما زال يُدار بطريقة أمنية بحتة مــن قـبـل الــقــيــادات الـعـسـكـريـة لـ«كتائب الـــقـــســـام»، الــجــنــاح املـسـلـح لـحـركـة «حـــمـــاس»، بـيـنـمـا يــتــرك أمـــر املـــفـــاوضـــات لـلـقـيـادة العليا مــن املـسـتـويـ الـعـسـكـري والـسـيـاسـي، ولـذلـك فـشـلـت كـثـيـر مـــن املـــحـــاوالت لــلــوصــول لـهـم أو حتى الـحـصـول على معلومات استخباراتية أو مـــجـــانـــيـــة بــــشــــأنــــهــــم، وهــــــــذا األمــــــــر يــشــعــر إسرائيل بالعجز الحقيقي، ويدفعها ملواصلة املـــفـــاوضـــات الـــجـــاريـــة حــالــيــا بـــالـــدوحـــة، وهــو مؤشر على ثبات وتماسك الحركة، وفق قولها. خسائر ال تحصى وفــي وقــت تتحدث بـه مـصـادر عسكرية إسرائيلية عن تضعضع «حماس»، وانسحاب عناصرها من مناطق قتالية، تظهر املعارك في امليدان استمرار القتال وإيقاع خسائر بشرية ومادية في صفوف تلك القوات. وشهدت الساعات واأليام األخيرة تكثيفا للعمليات القتالية من قبل «حماس» وفصائل مسلحة فـي بيت الهيا وبيت حـانـون وبعض أطـــــراف مـخـيـم جـبـالـيـا، وهـــي املــنــاطــق الـبـريـة التي تعمل فيها إسرائيل بشكل موسع وكبير، في األشهر الثالثة األخيرة، كما تقول مصادر ميدانية لـ«الشرق األوسط». وبحسب املصادر، فإن إسرائيل تكبدت خسائر بشرية كبيرة في األيـام الستة األخيرة، ورغـم أنها اعترفت فقط حـتـى صـبـاح الـسـبـت بخمسة ضـبـاط وجـنـود في حدثني منفصلني، فـإن هناك آخرين قُتلوا ولــم يتم اإلعـــ ن عنهم، ألنـهـم قـد يـكـونـون من املرتزقة الذين جلبتهم للقتال بصفوف الجيش منذ بداية الحرب البرية. ووفقا للمصادر، فإن املقاومة تخوض تكتيكات مختلفة، فـي إطـار معركتها الحالية، ولذلك حتى اللحظة ما زالت مـسـتـمـرة فـــي عــمــلــيــاتــهــا. وبــحــســب صحيفة 10 «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن أكثر من ضباط وجنود قُتِلوا في غضون أسبوعني فقط فــي بـلـدة بـيـت حــانــون الـتـي تـــدور فيها أعنف املعارك بعد مخيم جباليا، فيما قتل أكثر من في معارك شمال القطاع منذ بـدء العملية 46 في بداية أكتوبر (تشرين األول) املاضي. إدارة المعركة واعـــتـــاد الـجـيـش اإلســرائــيــلــي، مـنـذ بـدء الحرب على غزة، إصدار بيانات حول اغتياالت نفذها ضد قيادات ونشطاء من «حماس»، إال أنه ورغم نجاح غالبيتها العظمى، فإن الحركة ما زالت تقود املعركة على مستويات مختلفة، منها سياسية وعسكرية وكذلك إعالميا. ومــــع اغـــتـــيـــال إســـرائـــيـــل لــرئــيــس املـكـتـب السياسي لحركة «حـمـاس»، إسماعيل هنية، فـــي طــــهــــران، نــهــايــة يــولــيــو (تــــمــــوز) املـــاضـــي، وصـــالـــح الــــعــــاروري نـائـبـه فـــي بـــيـــروت، بـدايـة ، وصوال إلى 2024 ) شهر يناير (كانون الثاني رئيس املكتب السياسي املنتخَب بعد اغتيال هنية، يحيى السنوار، في أكتوبر املاضي، إلى جانب قـيـادات عسكرية بـــارزة، فإنها مـا زالـت تدير املفاوضات وتتمسك بكثير من شروطها، وأبرزها وقف الحرب حتى تفرج عن املختطَفني اإلسـرائـيـلـيـ ، وهــو مـا يـــراه مـراقـبـون بمثابة فـشـل لــرؤيــة إسـرائـيـل فــي إجــبــار الـحـركـة على تقديم تنازالت جذرية. وتـقـول مـصـادر مـن «حــمــاس» لــ«الـشـرق األوســـط»، إن الحركة تعمل بشكل مؤسساتي فــي جـمـيـع أُطُـــرهـــا، ولــذلــك هــي مــا زالــــت تقود ملف املفاوضات باقتدار، رغـم الضغوط التي تــمــارَس عليها وتـتـعـرض لـهـا، مشيرة إلــى أن قيادة الحركة تعمل بالتنسيق فيما بينها، ولم تنجح االغتياالت في تفكيكها. وعــــن املــــيــــدان، تــوضــح املـــصـــادر أنــــه رغــم اغتيال قـيـادات عسكرية بـــارزة ومـن الصفوف األولـــــى والــثــانــيــة والــثــالــثــة وحــتــى الـخـامـسـة، فـــإن هــنــاك تـمـاسـكـا مــيــدانــيــا، وهــــذا مـــا تـبـرزه العمليات امليدانية املصحوبة بتغطية إعالمية مميزة مـن قبل «اإلعــــ م العسكري» لـ«كتائب القسام»، كما تقول. وبـيـنـت أن هــنــاك تـسـلـسـ هـرمـيـا داخـــل «الـــقـــســـام»، يــهــدف إلــــى أن كـــل قـــيـــادي يتغيب بسبب اغتياله أو مالحقته األمنية، هناك مَن يـنـوب عـنـه، وهـــذا األمـــر يــنــدرج مــن قـائـد لــواء وصوال حتى العقد والزمر العسكرية الصغيرة التي تحارب بشكل مباشر القوات اإلسرائيلية. أرشيفية لدبابات إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة (رويترز) غزة: «الشرق األوسط» ما زال ملف األسرى اإلسرائيليين يُدار بطريقة أمنية بحتة من قبل القيادات العسكرية لـ«كتائب القسام»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==