9 أخبار NEWS Issue 16846 - العدد Saturday - 2025/1/11 السبت ASHARQ AL-AWSAT قادة القارة غير راغبين بإثارة أزمة مع الرئيس األميركي المنتخب قبل تسلمه مسؤولياته الدستورية األوروبيون ينظرون بقلق إلى طموحات ترمب التوسعية و«اإلمبريالية» يومًا بعد يوم، ومع اقتراب عودته إلى البيت األبيض، تزداد مخاوف األوروبيني مـــن الــســيــاســات الــتــي سيتبعها الـرئـيـس دونـــالـــد تــرمــب إزاء مـجـمـوعـة مــن املـلـفـات التي تشغل أذهـان التكتل األوروبــي، على رأسها ملف الحرب األوكرانية. لقد دأب األوروبيون، في اجتماعاتهم األخــيــرة، على تأكيد أنـهـم مستمرون في دعم أوكرانيا طاملا طال الزمن واحتاجت لـذلـك. لكن أصـواتـ مختلفة أخــذت تُسمع فـــي الـــفـــتـــرة األخــــيــــرة، وآخــــرهــــا صــــدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يـــريـــد أن يُـــفـــرض كــأفــضــل صـــديـــق وداعــــم ألوكــــرانــــيــــا. فـــقـــد دعــــــا، فــــي خـــطـــابـــه أمــــام السلك الدبلوماسي لـبـاده، األوكرانيني، إلـى تقبل «إجـــراء مناقشات واقعية حول الـقـضـايـا اإلقـلـيـمـيـة»، أي حـــول األراضــــي الـتـي تـطـالـب كييف بـاسـتـعـادتـهـا لوضع حـــد لـــلـــحـــرب. وبـــكـــام آخـــــر، فــــإن مـــاكـــرون يـدعـو كييف لتبني مقاربة «براغماتية» باعتبار أن طرد القوات الروسية من شرق أوكــرانــيــا ومـــن شـبـه جــزيــرة الــقــرم لــن يتم بـــقـــوة الــــســــاح، وأن الــتــمــســك بــاســتــعــادة كامل أراضيها املحتلة قد ال يكون مطلبًا «واقعيًا». إال أن ماكرون سـارع، باملقابل، إلــــى تــحــذيــر الـــرئـــيـــس تـــرمـــب الـــــذي يـريـد بـنـاء عـاقـة وثيقة معه مـن أنــه «ال يوجد حـــل ســـريـــع وســـهـــل» فـــي أوكــــرانــــيــــا، وأنـــه يعود لألوكرانيني «وحـدهــم» أن يتخذوا بأنفسهم القرارات التي تخص بلدهم، ال أن تفرض عليهم من الخارج فرضًا. عودة اإلمبريالية األميركية بيد أن أوكرانيا ليست وحدها مصدر الــــصــــداع الــــــذي يــــــؤرق األوروبــــــيــــــ . فـفـي األيام األخيرة، تتحدث الصحافة الغربية عـــن «طــمـــوحـــات تـــرمـــب» الـتـوسـعـيـة الـتـي وصفتها صحيفة «لـو فيغارو» اليمينية و«لوموند» املستقلة بـ«اإلمبريالية». وكرر تـرمـب فـي مـؤتـمـره الصحافي األخـيـر أنه يريد شراء جزيرة غرينلند من الدانمارك، ولـــــم يــســتــبــعــد الـــلـــجـــوء إلـــــى الــــقــــوة حـــال رفـضـت كوبنهاغن عـرضـه. كـذلـك أكــد أنه عازم على «استعادة بنما االستراتيجية، لوضع اليد مجددًا على قناتها التي تربط املحيطني األطلسي والهادئ». وسبق له أن أعرب عن رغبته في تحول كندا إلى الوالية األميركية الحادية والخمسني. وكـــتـــبـــت «لـــــو فــــيــــغــــارو»، فــــي عـــددهـــا لــيــوم الـجـمـعـة، أن طــمــوحــات تــرمــب «مـن شأنها أن تنسف العلقات الدولية، وأنها أثـــــارت الـــذهـــول والـــفـــوضـــى رغــــم أن عـــددًا من املحللني العقلنيني نظروا إليها على أنها جزء من استراتيجية تفاوضية تقوم على املطالبة باملستحيل للحصول على تـنـازالت مـحـدودة اقتصادية وجمركية». ورأى آخــــرون أنــهــا «تـكـتـيـكـات» للهيمنة عـــلـــى املـــنـــاقـــشـــات واملــــواضــــيــــع املـــطـــروحـــة والتفرد باالهتمام اإلعلمي. كـــــــان أوالف شــــولــــتــــس، املـــســـتـــشـــار األملاني، من بني القادة األوروبـيـ األكثر جرأة في الرد على تهديدات ترمب، إذ شدد في تصريحاته األخيرة على «مبدأ حرمة الحدود الذي ينطبق على أي دولة، سواء صـغـيـرة أو دولــــة قــويــة لـلـغـايـة، إنـــه مبدأ أسـاسـي فـي القانون الــدولــي». إال أن هذه الـشـجـاعـة لــم يتحل بـهـا وزيـــر الخارجية الـــبـــريـــطـــانـــي ديـــفـــيـــد المــــــي، الــــــذي امــتــنــع الخميس، في حديث لقناة «سكاي نيوز»، عــن «إدانــــــة» طــمــوحــات تــرمــب التوسعية بـتـأكـيـده أن هـدفـه «لـيـس الـتـنـديـد بـأقـرب حلفائنا» (الـواليـات املتحدة). وبـرر المي موقفه املتساهل بـأن تهديدات ترمب «لن تتحقق»، قائلً: «لنكن جديني: هذا أمر لن يحصل، إذ إن أي بلد ينتمي إلـى الحلف األطـلـسـي لـم يـدخـل فـي حــرب (ضــد عضو آخـــر) منذ أن أنــشــئ». وبــرأيــه، فــإن ترمب «يشير إلــى املـخـاوف املرتبطة (بما تقوم بــه) روسـيـا والـصـ فـي املحيط املتجمد الــشــمــالــي وهــــي مـــشـــروعـــة ألنـــهـــا تـتـنـاول األمــــــن االقــــتــــصــــادي الـــوطـــنـــي» لـــلـــواليـــات املتحدة. أوروبا الخائفة حــــقــــيــــقــــة األمـــــــــــر أن تــــــرمــــــب يـــخـــيـــف األوروبــــيــــ ، وبـعـضـهـم ال يــريــد أن يـوتـر الــعــاقــات مــعــه، بــل يــحــرص عـلـى الـتـقـرب مــنــه، عـلـى رأس هــــؤالء الـــقـــادة جيورجيا ميلوني، رئيسة الــــوزراء اإليطالية، التي زارت ترمب في الرابع من الشهر الحالي، وكـــالـــت لـــه املـــديـــح فـــي الــعــديــد مـــن املــــرات. وأكــــــــدت مـــيـــلـــونـــي أن تــــرمــــب «لــــــن يــنــفــذ» تهديداته، وأن ما قاله «رسائل موجهة إلى قــوى عظمى (الـصـ وروســيــا) أكـثـر مما تعبر عن مطامع» تطول الدنمارك أو بنما. وســــــعــــــت كــــــايــــــا كـــــــــــــاالس، مــــســــؤولــــة الـــســـيـــاســـة الــــخــــارجــــيــــة األوروبـــــــيـــــــة، إلـــى الـتـخـفـيـف مــن أهـمـيـة تـصـريـحـات تـرمـب، إذ قــــالــــت، فــــي مــقــابــلــة مــــع صــحــيــفــة «لـــو مــــــونــــــد»، يــــــوم الـــخـــمـــيـــس، إن واشـــنـــطـــن «تحترم ميثاق األمـم املتحدة الـذي ينص عـلـى وجــــوب احـــتـــرام الــســامــة اإلقليمية لـــلـــدول وســـيـــادتـــهـــا. ولـــذلـــك فــإنــنــي على يقني مـن أنها ستتبع هــذه املـبـادئ أيضًا فـــي املــســتــقــبــل». وقــــد ذهـــبـــت كـــــاالس إلــى حـــد إيـــجــاد األعــــــذار، ال بـــل الـتـرحـيـب بما سمته «اهتمام الرئيس املنتخب بالقطب الـشـمـالـي، ألن هــذه املنطقة مهمة للغاية مـــن حــيــث املــــــواد الـــخـــام الــحــيــويــة وطـــرق الـــتـــجـــارة واألمـــــــــن». أمـــــا رئـــيـــس املـجـلـس األوروبـــــــــي أنـــطـــونـــيـــو كـــوســـتـــا، ورئــيــســة املـفـوضـيـة أورســــــوال فـــون ديـــر اليــــن، فقد كتبا، في رسالتني متطابقتني على منصة «إكس»، أنه ينبغي على الواليات املتحدة وأوروبــــا «املـضـي قـدمـ جنبًا إلــى جنب»، ودعـيـا إلـى «مشاركة إيجابية مـع اإلدارة األمـيـركـيـة الــجــديــدة، اسـتـنـادًا إلـــى قيمنا املشتركة ومصالحنا املشتركة. ففي عالم صعب، ستكون أوروبا والواليات املتحدة أقوى معًا». كوبنهاغن: ال أزمة مع واشنطن أمـــــا الـــحـــكـــومـــة الـــدنـــمـــاركـــيـــة، فـإنـهـا تـــســـعـــى لـــلـــتـــوفـــيـــق بـــــ مــــوقــــف مــتــشــدد مـــن أطـــمـــاع تـــرمـــب، والـــحـــرص عــلــى عــدم إثـــــارة أزمــــة دبـلـومـاسـيـة مــعــه. كـمـا أنـهـا تـسـعـى ملـــوقـــف وطـــنـــي جـــامـــع كــــان هــدف االجـــتـــمـــاع الـــــذي دعــــت إلـــيـــه كـــل األحـــــزاب مــســاء الـخـمـيـس املـــاضـــي. وقـــالـــت ميتي فـــريـــديـــريـــكـــســـن، رئـــيـــســـة حـــكـــومـــتـــهـــا، إن غـــريـــنـــانـــد «مـــلـــك ألهـــلـــهـــا»، مــعــتــبــرة أن اقـــــتـــــراح تــــرمــــب «عــــبــــثــــي». لــكــنــهــا أكــــدت باملقابل أن الواليات املتحدة «أقرب حليف لـبـادهـا». وتـبـدو كوبنهاغن «مرتبكة»، وهو ما يبرز من خلل تصريحات الرس لـــوك راســـمـــوســـن، وزيــــر الــخــارجــيــة، يـوم الخميس، إذ نفى مـن جهة «وجـــود أزمـة دبــلــومــاســيــة» مـــع واشــنــطــن، مـضـيـفـ أن بــاده «ال تسعى بتاتًا إلـى تأجيج حرب كــامــيــة مـــع رئـــيـــس ســيــعــود إلــــى املـكـتـب البيضوي» قريبًا. لكنه أضـاف، من جهة ثانية، أنه ال بد من أن نأخذ «أقوال» ترمب على محمل الجد بدرجة كبيرة لكن ليس بالضرورة حرفيًا. مـــــــا ســـــبـــــق لـــــيـــــس ســـــــــوى عــــيــــنــــة مـــن املشاكل التي ستندلع بـ ترمب والـقـارة القديمة، إذ تتعني اإلشـــارة إلـى تهديدات األخير بمضاعفة الرسوم املفروضة على الصادرات األوروبية، ومطالبة األوروبيني أعضاء الحلف األطلسي برفع ميزانياتهم بـــاملـــائـــة، وهـــــي ال تــزيــد 5 الـــدفـــاعـــيـــة إلـــــى باإلجمال راهنًا عن اثنني باملائة. ويشتاط غيظ األوروبـيـ من تدخل إيلون ماسك، حليف ترمب وعضو إدارته القادمة، من تدخلته املتلحقة في الشؤون األوروبـــــيـــــة، أكـــــان بـالـنـسـبـة لـانـتـخـابـات األملانية، أو إزاء رئيس الوزراء البريطاني كير سـتـارمـر... إال أن غيظهم لـم يترجم، حتى الساعة، إلـى إجـــراءات مـا، إزاء مالك مـنـصـة «إكــــــس»، مـــا يــعــكــس، مــــرة أخــــرى، ضعفهم إزاء الحليف األميركي وكبريات املنصات الرقمية األميركية الكبرى. كايا كاالس مسؤولة السياسة الخارجية في االتحاد األوروبي مع وزراء خارجية الواليات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في روما (إ.ب.أ) باريس: ميشال أبو نجم حقيقة األمر أن ترمب يخيف األوروبيين وبعضهم ال يريد أن يوتر العالقات معه... بل يحرص على التقرب منه موسكو ترحّب بالحوار من دون شروط مسبقة لبدء الحراك بعد وصوله إلى البيت األبيض ترمب يستعد لالجتماع ببوتين «إلنهاء الفوضى الدموية» عــــد إعـــــان الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي املـنـتـخـب دونالد ترمب إجراء ترتيب للجتماع بالرئيس الـروسـي فلديمير بـوتـ ، وترحيب الكرملني بـهـذا االجــتــمــاع، أحـــدث إشــــارة إلـــى نـيـة ترمب إحــــداث تغيير جــوهــري فــي مـقـاربـة واشـنـطـن للحرب األوكرانية. ورغـم عـدم تحديده جـدوال زمنيًا لهذا االجتماع، لكن دعوته أحيت األمل فـي الـتـوصـل إلــى حـل دبـلـومـاسـي إلنـهـاء غزو روسيا ألوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) . غير أنها أثارت في الوقت نفسه مخاوف 2022 في كييف من أن التوصل إلى اتفاق سلم سريع قـد يجعل أوكـرانـيـا تـدفـع ثمنًا باهظًا. وطـرح مـسـتـشـارو تــرمــب بـالـفـعـل، مـقـتـرحـات إلنـهـاء الحرب تعني فعليًا التنازل عن أجــزاء واسعة مـــن أوكـــرانـــيـــا لــصــالــح روســـيـــا فـــي املـسـتـقـبـل القريب. إنهاء الحرب الدموية وقـال ترمب، في تصريحات قبل اجتماع مـع حكام الـواليـات الجمهوريني فـي مـاراالغـو ببالم بيتش فـي واليــة فـلـوريـدا: «إنــه (بوتني) يريد عقد اجتماع، ونحن نرتب لذلك». وعلّق عــلــى الـــحـــرب بـــ روســـيـــا وأوكــــرانــــيــــا، قـــائـــاً: «الـرئـيـس بوتني يريد أن نلتقي. لقد قــال ذلك وعــلــيــنــا أن نُـــنـــهـــي تـــلـــك الــــحــــرب. إنــهــا ، عـــلـــنـــ فوضى دموية». ويوم الجمعة، أعلن الكرملني أن الـرئـيـس بـوتـ جـاهـز لـلـتـحـاور مــع ترمب مـن دون شــروط مسبقة. وقــال املتحدث باسم الكرملني، ديمتري بيسكوف، للصحافيني، إن «الرئيس أعــرب مـــرارًا عـن انفتاحه على إجـراء اتـصـاالت مـع قـــادة الـعـالـم، بمن فيهم الرئيس األميركي دونالد ترمب»، مثنيًا على «استعداد (ترمب) لحل املشكلت من خلل الحوار». وأضــــاف بـيـسـكـوف: «ال شــــروط مسبقة، املطلوب هو الرغبة املتبادلة واإلرادة السياسية إلجـراء حـوار وحل املشكلت القائمة من خلل الحوار». وتابع قائلً: «نرى السيد ترمب يعلن أيـضـ اســتـعــداده لـحـل املـشـكـات عـبـر الــحـوار، ونرحب بذلك». وأوضح بيسكوف أنه ال توجد في الوقت الحالي خطط محددة لعقد اجتماع، لـكـن روســـيـــا تـفـتـرض أن الـجـانـبـ منفتحان عـلـى األمــــر. وقــــال: «بـعـد وصـــول الـسـيـد ترمب إلـى املكتب البيضاوي، فسيكون هناك بعض الحراك بطبيعة الحال». وأوضـــــــح تـــرمـــب أن الـــتـــفـــاصـــيـــل ال تــــزال «يــجــري تـحـديـدهـا». وطـــرح مـسـتـشـارو ترمب مقترحات إلنهاء الحرب، تعني فعليًا التنازل عن أجـزاء واسعة من أوكرانيا لصالح روسيا في املستقبل القريب. وقال بيسكوف إن موقف روسيا هو ما حدّده بوتني في يونيو (حزيران) املـــاضـــي. وقــــال الـرئـيـس الـــروســـي، حـيـنـهـا، إن مــوســكــو مـسـتـعـدة إلنـــهـــاء الـــحـــرب إذا تـخـلّــت أوكرانيا عن رغبتها في عضوية حلف شمال األطلسي وانسحبت بالكامل من أربـع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيًا. ورفضت كييف ذلك وعدّته بمثابة استسلم. ومــــنــــذ بــــــدء الـــــغـــــزو الــــــروســــــي، تـــعـــهّـــدت الواليات املتحدة بقيادة الرئيس الديمقراطي مليار دوالر 175 جـو بـايـدن بتقديم أكـثـر مـن مليارًا 60 مـن املـسـاعـدات ألوكــرانــيــا، أكـثـر مـن منها فــي صـــورة مـسـاعـدات أمـنـيـة. إال أنـــه من غير املـؤكـد مـا إذا كـانـت املـسـاعـدات ستستمر بالوتيرة نفسها في عهد ترمب الذي يقول إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة، في وقت تخشى فيه كييف مـن أن تفقد الـدعـم األميركي األسـاسـي، عند تولّيه السلطة. ويوم الخميس، أعلن وزير الدفاع األميركي لويد أوسنت حزمة مساعدات مليون دوالر، خلل ترؤسه 500 لكييف بقيمة لـلـمـرة األخــيــرة اجـتـمـاع «مـجـمـوعـة االتــصــال» لشركاء أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية األميركية في أملانيا. وطالب أوسـ التحالف الــدولــي الـــذي يـدعـم أوكــرانــيــا بـــــ«أ يضعف». وقال: «ال ينبغي للتحالف الذي يدعم أوكرانيا أن يـــتـــراجـــع. وال يـنـبـغـي لـــه أن يــضــعــف. وال ينبغي له أن يفشل». دفعة جديدة ألوكرانيا من أصول روسية مجمدة وصـــــرف االتـــحـــاد األوروبـــــــي دفـــعـــة أولـــى مليارات يورو إلى أوكرانيا، في إطار 3 بقيمة قــــرض مـــمـــوّل مـــن األصـــــول الـــروســـيـــة املـجـمـدة فـي أوروبــــا، على مـا أعلنت رئيسة املفوضية األوروبـــيـــة أورســـــوال فـــون ديـــر اليــــن، الجمعة. وكتبت فـون ديـر اليـن على حسابها في موقع مـلـيـارات يـورو 3 «إكــــس»: «لـقـد صرفنا الـيـوم ألوكـــرانـــيـــا، وهــــي الــدفــعــة األولـــــى مـــن االتــحــاد األوروبي بموجب القرض الذي قررته مجموعة السبع». وأكــدت فـون ديـر اليـن أن هـذه األمـوال «ســـتـــوفّـــر ألوكـــرانـــيـــا الــــقــــدرة املـــالـــيـــة ملــواصــلــة النضال من أجل حريتها وتحقيق النصر». وإثــــــر الــــغــــزو الـــــروســـــي ألوكــــرانــــيــــا، قــــرّر االتــحــاد األوروبــــي تجميد األصـــول الـروسـيـة، الخاصة واململوكة للبنك املركزي الروسي، في دول االتـحـاد األوروبــــي، التي يبلغ مجموعها مـــلـــيـــار يـــــــورو. وهــــــذه لــيــســت املــــرة 235 نـــحـــو األولــى التي يستخدم فيها االتـحـاد األوروبــي باستخدام األصــول الروسية املجمّدة لتمويل مـــســـاعـــداتـــه ألوكــــرانــــيــــا. وفــــي يــولــيــو (تـــمـــوز) مليار يـــورو باستخدام 1.5 املـاضـي، دفــع لها الفوائد الناتجة عن هذه األصول. السالم من خالل القوة وعلى الرغم من أنه لم يتحدث كثيرًا عن نهجه تجاه حلفاء الواليات املتحدة في آسيا، بخلف تعهده بفرض تعريفات جمركية على الــصــ ، فـإنـه تــســاءل سـابـقـ مــا إذا كـــان يجب عـلـى الـــواليـــات املـتـحـدة أن تـتـدخـل لـلـدفـاع عن تايوان إذا غزت بكني الجزيرة. وقـالـت وكـالـة «رويـــتـــرز»، فـي تقرير لها، إن الـرئـيـس تـرمـب تـعـهّــد بتعزيز «الــســام من خـــــال الـــــقـــــوة»، بـــمـــا فــــي ذلـــــك تـــعـــزيـــز الـجـيـش األمـــيـــركـــي، ولــكــنــه لـــم يـــوضـــح مـــا يـعـنـيـه ذلــك عـمـلـيـ . لــكــن بــعــض الـــعـــامـــات تـشـيـر إلــــى أنــه يأمل في إظهار قوة وقـدرة دبلوماسية إدارته الـجـديـدة مـن خــال إبـــرام «صـفـقـات» إلنـهـاء أو إدارة الصراعات في أوكرانيا والشرق األوسط، فـــي حـــ يــضــغــط عــلــى أعـــضـــاء حــلــف الــنــاتــو األوروبيني لزيادة إنفاقهم العسكري بسرعة. وفـــــي هـــــذا الـــســـيـــاق، قــــد تـــخـــتـــار روســـيـــا والــصــ عـــدم املـخـاطـرة بـالـحـرب الـشـامـلـة من خلل مهاجمة تايوان أو إحدى الدول الشرقية في حلف الناتو. ولكن بدال من ذلك قد تشعران بــالــحــافــز لـــزيـــادة الــضــغــط مـــن خــــال «الـــحــرب الــهــجــيــنــة» أو «الـــــحـــــروب الــــرمــــاديــــة»، بــهــدف تخويف شركاء أميركا، الذين يعدونهم أضعف أو أكـــثـــر عـــرضـــة لـلـخـطـر، دون تـــجـــاوز حـــدود الصراع املفتوح. حروب هجينة لـكـن تــرمــب يـبـحـث عــن أمـثـلـة إلثـبـات قوته وهيمنة الواليات املتحدة، عبر طرحه فـكـرة اسـتـعـادة قـنـاة بنما والـسـيـطـرة على غـريـنـانـد، وضـــم كــنــدا. تـثـيـر مــخــاوف من أن مـثـل هـــذه الــخــطــوات قــد تـشـجـع روسـيـا والصني على التوسع. وعلى األقل، سيؤدي ذلـــــك إلـــــى تـــمـــزيـــق الــــقــــواعــــد الـــتـــي شـجـعـت ،1945 الدول الغربية على اتباعها منذ عام مما قد يفتح الباب أمــام مزيد من األعمال «الهجينة» أو «في املناطق الرمادية». وفـــي الــعــام األخــيــر مــن واليـــة الرئيس بايدن، كانت هناك زيادة ملحوظة في أعمال التخريب املرتبطة بروسيا وأعـمـال أخـرى قـابـلـة لــإنــكــار، ولـكـنـهـا عــدوانــيــة بـــا شك فـي أوروبــــا، بـاإلضـافـة إلــى االسـتـعـراضـات العسكرية الصينية تجاه تـايـوان وحلفاء الــواليــات املـتـحـدة اإلقليميني مثل اليابان والفلبني. واستمرت تلك األنشطة حتى في ديسمبر (كــانــون األول) املــاضــي، بــل ربما ازدادت حدتها. وفـــي آخـــر عــامــ مـــن واليـــتـــه، أشـــارت إدارة بـــــايـــــدن بـــشـــكـــل مــــتــــكــــرر إلـــــــى «ردع غـــــزو» صــيــنــي لـــتـــايـــوان بــوصــفــه «أولـــويـــة استراتيجية» أولى. وفي األسابيع األخيرة من واليته، سرّعت إدارته أيضًا من صفقات األســــلــــحــــة ألوكــــــرانــــــيــــــا ملــــســــاعــــدتــــهــــا عــلــى االستمرار في القتال ضد روسيا، قبل بدء أي مفاوضات بعد تسلّم ترمب السلطة. وستتجه األنظار إلى واشنطن ملراقبة األسابيع واألشهر األولى من إدارته القادمة، بحثًا عن مؤشرات على أي تغييرات في تلك الديناميكيات. ووضــع البنتاغون بالفعل جــدوال لتدريبات كبيرة في كل من أوروبــا ومنطقة املحيط الـهـادئ للنصف األول من هذا العام، ومن غير املرجح أن يتم تعديلها. لكن يتوقع الكثير من شركاء الواليات املــتــحــدة مـــزيـــدًا مـــن الـتـصـعـيـد واملــواجــهــة، وهو أحد األسباب التي جعلت على سبيل املثال فنلندا تتحرّك بسرعة، عندما توقف الـكـابـل الـبـحـري الـكـهـربـائـي الـــذي يربطها بإستونيا بشكل مفاجئ، اتهمت السفينة الــــروســــيــــة «إيـــــغـــــل إس» بـــقـــطـــعـــه. وقـــالـــت السلطات الفنلندية، آنــذاك، إنها تعتقد أن الـسـفـيـنـة كــانــت جــــزءًا مـــن «أســـطـــول الـظـل» الــــروســــي، الـــــذي يــضــم عـــــادة ســفــنــ رديــئــة الصيانة تُستخدم للتهرب مـن العقوبات، وأحيانًا لتنفيذ عمليات خفية بالنيابة عن الكرملني. الرئيس الروسي فالديمير بوتين (إ.ب.أ) الرئيس األميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز) واشنطن: إيلي يوسف
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==