13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16846 - العدد Saturday - 2025/1/11 السبت بداية متعثرة لحكومة بايرو... ومطالبات باستقالة ماكرون عـلـى الــرغــم مــن وعــــود االنــفــتــاح الــتــي لــــوّح بها رئيس الوزراء الفرنسي الجديد فرنسوا بايرو، حني أعلن أنه سيعمل على تشكيل فريق حكومي متماسك ومنفتح - قدر اإلمكان - يتكوّن من شخصيات قادرة على تجنُّب الرقابة، فإن واقـع الحسابات السياسية جــعــل رئـــيـــس الــــــــوزراء يــتــجــنّــب املـــفـــاجـــآت، ويـشـكـل حكومة يمينية من شخصيات سياسية معروفة لدى الفرنسيني... واضعًا نصب عينيه نهجًا واحــدًا هو إرضاء اليمني املتطرّف لتفادي السقوط. وزيـــر ًا 19 لـقـد أعـــاد بــايــرو تعيني مــا يـقـرب مــن ،35 ووزيــــر مـنـتـدب مــن الـحـكـومـة الـسـابـقـة مــن أصـــل بينهم وزير الداخلية برونو ريتايو املعروف بمواقفه الـيـمـيـنـيـة الـــصـــارمـــة. وهـــو صــاحــب مـــشـــروع قـانـون جـديـد للهجرة يـهـدف إلــى تقليص عــدد املهاجرين، وتـنـفـيـذ أوامــــر مـــغـــادرة األراضـــــي الـفـرنـسـيـة، وقطع املساعدات الطبية على املهاجرين غير الشرعيني. كذلك أبقى بايرو على وزير الخارجية جان نويل بارو في حقيبة الخارجية، وسباستيان لوكورنو في وزارة الجيوش (الدفاع)، ورشيدة داتي في الثقافة. وهذا، إضافة ألنياس بانيه روناشيه وزيرة التحول البيئي والصيد البحري، التي كانت قد شغلت مهام وزاريـــــة سـابـقـة فـــي حـكـومـة إلــيــزابــيــث بـــــورن، ثـــم إن الحكومة ضمت أيضًا اليمينية كاترين فوتران على رأس حقيبة العمل والـشـؤون االجتماعية... وكانت .2022 التحقت بفريق ماكرون في ومــن جهة ثـانـيـة، أعـــاد رئـيـس الــــوزراء الجديد إلـــى الـواجـهـة أســمــاء مـعـروفـة مــن املـقـرّبـ للرئيس مـاكـرون، كوزير الداخلية السابق جيرالد دارمـانـان الـــذي كُــلِّــف بحقيبة الـعـدالـة، وهــو شخصية جدلية بـسـبـب تـعـرّضـه ملـاحـقـات قـضـائـيـة بـتـهـم الـتـحـرش واالغتصاب، ومواقفه املعادية للمهاجرين. وأيـضـ أعــاد رئيسة الـــوزراء السابقة إليزابيث بـــــورن، الــتــي أوكــــل إلـيـهـا حـقـيـبـة الـتـربـيـة والتعليم الـعـالـي. وبــــورن شخصية سياسية القـــت معارضة واسـعـة بعدما لـجـأت إلــى إقـــرار قوانينها مـن خلل من الدستور، وباألخص قانون املعاشات 49.3 املادة الــــذي يــعــارضــه الـغـالـبـيـة الـسـاحـقـة مــن الـفـرنـسـيـ ، كما أنـهـا فــور تسلُّمها املـهـام الـــوزاريـــة أثـــارت بـورن االستياء من جديد حني أقّــرت بأنها قبلت املنصب، لكنها ليست خبيرة في قطاع التربية. وأخـــيـــرًا، ملنصب وزيـــر أقـالـيـم مــا وراء الـبـحـار، عّــ بايرو رئيس الـــوزراء األسبق إيمانويل فالس، الــذي كـان تــرأس الحكومة فـي عهد الرئيس السابق ، إال أنـــه تـرك 2016 االشــتــراكــي فـرنـسـوا هــوالنــد عـــام 2017 عائلته السياسية، والتحق بحزب ماكرون عام أمل في منصب وزاري. استقبال بارد للحكومة الجديدة الواقع أن املعارضة السياسية ووسائل اإلعلم اســتــقــبــلــت تــركــيــبــة الــحــكــومــة الـــجـــديـــدة بـكـثـيـر من االنـتـقـاد وردود األفـعـال السلبية؛ إذ وصفها موقع «مـيـديـا بــــارت» املـسـتّــقـل بــ«حـكـومـة املــوتــى األحــيــاء (الزومبي)»، مضيفًا أن رئيس الـوزراء الجديد «عاد أيـــام مــن تعيينه بحكومة مـكـوَّنـة من 10 إلـيـنـا بـعـد شـخـصـيـات مـاضـيـهـا غـيـر مــشــرق» سـبـق أن تقلّدت مسؤوليات سياسية من دون أن تترك أثرًا إيجابيًا. ولفت املنتقدون إلى أن بايرو احتفظ بنصف أعضاء حـــكـــومـــة مـــيـــشـــال بـــارنـــيـــيـــه رغـــــم تـــعـــرُّضـــهـــا لـحـجـب الثقة، أمـا النصف اآلخــر فهو مـكـوَّن مـن شخصيات سياسية قديمة عادت إلى الواجهة بإيعاز ومباركة مـــن الـيـمـ املــتــطــرف أمـــثـــال بـــروتـــو ريــتــايــو. وتـحـت عــنــوان «حـكـومـة بـــايـــرو: الــتــكــرار والــبُــعــد عــن وعــود االنــفــتــاح»، عـلّــقـت صحيفة «لــومــونــد» عـلـى تركيبة الحكومة الجديدة بالقول: «لقد اختار رئيس الوزراء فرنسوا بايرو اللّجوء إلـى شخصيات سياسية من الغالبية الـسـابـقـة، وهـــي الـقـاعـدة املـــحـــدودة نفسها الـــتـــي اعــتــمــدهــا ســابــقــ مــيــشــال بــارنــيــيــه، وهـــــذا لن يحمي الـحـكـومـة مــن الــســقــوط». ومـــن جـانـبـهـا، رأت صحيفة «لــو فـيـغـارو» أن حكومة بـايـرو «تـعـبّــر عن فشل املصالحة الوطنية، فأداء بايرو لن يكون أحسن من أداء بارنييه؛ ألنه اكتفى بإتلف الوسط واليمني، مستعينًا بشخصيات سياسية من املاضي». حجب الثقة وارد فـــي هــــذا اإلطــــــار، يــبــدو أن رئــيــس الـحـكـومـة الجديد كـان متفائل أكثر مما ينبغي حني أعلن عشية تـسـلُّــم مـهـامـه فــي قـصـر ماتينيون (قصر ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) أنـه 23 الـحـكـومـة) يـــوم «عــلــى يــقــ » بـــأن حـكـومـتـه لــن تـتـعـرض القــتــراع حـــجـــب الـــثـــقـــة؛ ألن مــــا يـــاحـــظـــه مـــراقـــبـــو الـــشـــأن الفرنسي يشير إلى العكس، وال أحد أصبح يسأل هل سيكون حجبًا للثقة، بل متى سيكون؟ وأول مـــن عــــاد لــلــتــلــويــح بـــهـــذا الـــســـاح هو الـــحـــزب االشـــتـــراكـــي الــــذي كـــان قـــد وجّــــه إشــــارات إيجابية إلى رئيس الوزراء بإمكانية «منح الثقة» مقابل تقديم بعض التنازالت فيما يخص ملف املـــعـــاشـــات، لــكــن املــبــاحــثــات لـــم تـسـفـر عـــن شــيء بعدما رفض بايرو مطالب االشتراكيني، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حني ع في حكومته الجديدة غالبية مــن الشخصيات ذات الـتـوجـه اليميني. وعلى الرغم من وجود أسماء محسوبة «تاريخيًا» عـلـى الــيــســار فـهـي حـقـ ال تـمـثـلـه فـــي شــــيء، بما أنها شخصيات منشّقة كإيمانويل فالس، الذي تخلى عـن الـحـزب االشـتـراكـي لللتحاق بالتيار املـاكـرونـي، أو فرنسوا رابـسـ الــذي تـرك الحزب منذ سنوات. أوليفييه فــور، الناطق الرسمي باسم الحزب االشـــتـــراكـــي، أعــــرب عـــن اســتــيــائــه، وهـــــدّد بـإسـقـاط الحكومة معلقًا «السيد بايرو لم يحترم وال شرطًا مـن شـــروط اتفاقية عــدم الحجب إنـهـا حكومة من الــيــمــ ، بــل مــن الـيـمـ املـــتّـــشـــدد... وبــعــد الــيــوم ال يوجد لدينا سبب يمنعنا من إسقاطها». أما رئيس كتلة النواب االشتراكيني، بوريس فالو، فكتب على منصة «إكس» ما يلي: «إنها ليست حكومة... إنها تــحــريــض...». وكـــان لـحـزب الخضر املـوقـف نفسه، حني أعلنت زعيمته مارين توندولييه: «املفروض حني تتعرض حكومة للفشل، فإن العقل يملي علينا أال نعيد الكرّة، لكن السيد بايرو أخذ الشخصيات نفسها، وأعـــاد تـدويـرهـا، ولـهـذا فهو يقترب يومًا بعد يوم من حجب الثقة». في قبضة أنياب اليمين المتطرف من جانب آخر، إذا كان فرنسوا بايرو قد اتخذ منعطف اليمني غير آبـــه بتهديدات ائـتـاف اليسار مــن االشــتــراكــ والــخــضــر و«فــرنــســا األبـــيـــة»، فألنه يُعمل على مساندة حـزب اليمني املتطرف «التجمع الوطني» إلنقاذه من السقوط املرتقب؛ ذلك أنه أضافة إلـى املـؤشـرات اإليجابية التي وُجـهـت لـه عبر إعـان رئيس «التجمع» جوردان بارديل أنه لن يكون هناك على األرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الـحـمـراء، تَــبَــ أن تعيني أعضاء الـحـكـومـة الــجــديــدة جـــرى بــاســتــشــارة ومــوافــقــة من اليمني املتطرف. فــفــي بــيــان نــشــره عــلــى «إكـــــس» كــشــف كـزافـيـيـه بـرتـران، أحـد كــوادر حـزب اليمني الجمهوري ووزيـر الــعــمــل الــســابــق فـــي حــكــومــة نــيــكــوال ســــاركــــوزي، أن بـــايـــرو عــــرض عـلـيـه مـنـصـب وزيـــــر لــلــعــدالــة قــبــل أن يتراجع عن قراره بسبب معارضة مارين لوبان التي بينها وبــ بــرتــران خصومة قـديـمـة. بــرتــران أيضًا كشف عما دار بينه وبني رئيس الـوزراء، مضيفًا أنه عرض عليه منصبًا آخر هو وزير الزراعة، لكنه رفض ألنـــه ال يـتـشـرف بـاملـشـاركـة فــي حـكـومـة تعمل تحت سـيـطـرة الـيـمـ املـتـطـرف. وبـالـتـالـي، إذا كـانـت هـذه الــحــادثــة تكشف عــن مـــدى سـيـطـرة الـيـمـ املتطرف على توجهات الحكومة، فان البعض يتكلّم اآلن عن «الـفـخ» الــذي أوقــع فيه بـايـرو نفسه؛ ألن الحسابات الــســيــاســيــة غــيــر مــضــمــونــة الـــعـــواقـــب، والـــســـبـــب أن مـاريـن لـوبـان شـاركـت مـع ائـتـاف اليسار فـي اقتراع حجب الثقة عـن الحكومة السابقة رغــم الضمانات التي قدمتها لبارنييه، وقــد تعيد الـكـرّة مـع بايرو. والدليل تصريحاتها األخيرة على «إكس» بمناسبة احـــتـــفـــاالت نــهــايــة الــســنــة، حــيــث تــوقــعــت أن يـخـتـار الـشـعـب الـفـرنـسـي «فـــي غــضــون أشــهــر قليلة طريقًا جديدًا هو طريق الطفرة واالنتعاش». هذا الكلم فُسِّر على أنه توقع من زعيمة اليمني املــتــطــرف ســقــوط الــحــكــومــة الـــجـــديـــدة، وإمـكـانـيـة مـشـاركـتـهـا فــي الـسـبـاق الــرئــاســي الــــذي تـحـلُــم به منذ سنوات. وفعلً، هذا ما صرّحت به لصحيفة «لـــو بـــاريـــزيـــان» فـــي حــــوار نُــشــر أخـــيـــرًا قــالــت فيه إنها تستعد «النتخابات رئاسية مبكرة، كإجراء احــــتــــرازي، نـــظـــرًا لـهـشـاشـة إيــمــانــويــل مـــاكـــرون». وعلى هذا رد املحلّل السياسي لويس دو غاكنال فـي مداخلة لقناة «سـي نـيـوز» اإلخـبـاريـة شارحًا أنـه «مـن مصلحة لـوبـان إضـعـاف املـؤسـسـات، ألن ذلك قد يعني استقالة الرئيس (ماكرون) وتنظيم انتخابات مبكرة مـع إمكانية ترشحها اآلن قبل أن تمنعها األجـنـدة القضائية. وفـي حالة الفوز، فـإنـهـا ستتخلص مــن املـاحـقـات الـقـضـائـيـة ومـن تهم االختلس». دخــلــت فـرنـسـا مـنـذ قــــرار الــرئــيــس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل يونيو (حزيران) 9 ماكرون حل الجمعية الوطنية (البرملان) يوم في أزمــة سياسية غير مسبوقة، حيث أفضى غياب 2024 الغالبية البرملانية وهشاشة التحالفات إلــى سقوط حكومة أشهر فقط من 3 ميشال بارنييه بعد اقتراع لحجب الثقة بعد تشكيلها. على أن الوضع ال يبدو أحسن حاال بعد اإلعالن عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة فرنسوا بايرو، فعلى الرغم من تقديم اإلعالم الفرنسي لشخصية رئيس الوزراء على أنه «رجل املصالحة» و«الوحيد القادر على تحقيق الوفاق الوطني والسياسي املحنّك الذي يتكلّم إلى جميع الفصائل السياسية»، فإن خطواته األولى بدت متعثرة. وبعد سلسلة مشاورات مع املـعـارضـة، فشل بـايـرو فـي توسيع الـقـاعـدة السياسية التي يستطيع االرتـكـاز عليها لدعم أداء حكومته، وبـاألخـص في اتجاه اليسار، كذلك أثـار موجة كبيرة من االنتقادات بسبب هفوات سياسية ارتكبها منذ اللحظات األولـى لتعيينه، ففي أول مـسـاءلـة لـه أمـــام الـبـرملـان واجـــه رئـيـس الـحـكـومـة الجديد غضب نـــواب املـعـارضـة الـذيـن هـاجـمـوه بـشّــدة بسبب قــراره االلتحاق جوًا باجتماع املجلس البلدي ملدينة بو - التي يشغل فيها منصب العمدة - بدل االنضمام إلى خلية األزمة ملتابعة تطور األوضـاع في جزيرة مايوت بعد اإلعصار املدمر الذي ضرب الجزيرة الواقعة بجنوب غربي املحيط الهندي. رئيس الوزراء الفرنسي يراهن على اليمين المتطرف إلنقاذه من السقوط ّباريس: أنيسة مخالدي عهدة ماكرون الثانية على المحك مــع تـفـاقـم األزمــــة السياسية الـتـي تتخبط فيها > فرنسا، يشتد الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون لدفعه إلـى االستقالة باعتباره املـسـؤول األول عن هذه الـوضـعـيـة بـعـد قــــراره حـــل الــبــرملــان، بــل إن الـبـعـض بـدأ يتكلّم عن أزمة نظام أكثر من أزمة سياسية. إذ ال رئيس الوزراء فرنسوا بايرو وال غيره يستطيع حلحلة الوضع ألن املــجــمــوعــات الــنــيــابــيــة الــكــبــرى (الــكــتــلــة الـوسـطـيـة وائـــتـــاف الــيــســار والــيــمــ املـــتـــطـــرف) تـتـبـنـى قـنـاعـات سياسية شديدة التباين ولن تجد أرضية للعمل معًا. وانطلقًا من هذا املبدأ، انطلقت مطالبات االستقالة، أوال مـع املـعـارضـة وحـــزب «فـرنـسـا األبــيــة» الـــذي رفض أعـضـاؤه املشاركة فـي املباحثات مـع بـايـرو ودعـــوا إلى استقالة ماكرون. ثم امتدّت إلى أطراف أخرى بما فيها «الخضر» واليمني واليمني املتطرف. فرنسوا كوبي، أحد كوادر اليمني الجمهوري وعمدة ضاحية مـو، اعتبر أنـه ال يوجد حل آخـر للمشكلة سوى تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة ألن ماكرون هو الوحيد .2027 الذي لم يدرك بعد أنه لن يستطيع االستمرار حتى أمـــا شــــارل دو كـــورســـون، مـــقـــرّر املـــوازنـــة الــعــامــة املنتمي لـلـوسـط، فـقـد رأى أن اسـتـقـالـة مـــاكـــرون قــد تـحـل «األزمــــة املؤسساتية» الناجمة عن حل الجمعية الوطنية، وأضاف فـي حديثه على قناة «إل سـي آي» أن الرئيس هـو «أصـل الفوضى السياسية». النغمة نفسها رددها اليمني املتطرف إذ صرّح النائب سباستيان شنو بأن الرئيس «سيضطر إلى الرحيل إذا وصلت البلد إلى طريق مسدود». فـي هــذه األثــنــاء، تشير التقارير الصحافية أيضًا إلى «ضربات من الداخل»، أي بني صفوف تيار ماكرون نفسه إلضــعــاف مـوقـفـه وحـمـلـه عـلـى االسـتـقـالـة، وهــذا بمناسبة سلسلة تحقيقات نشرتها صحيفة «لوموند» عـن كـوالـيـس قصر اإللـيـزيـه، وتـقـول إنـهـا مـن «مـصـادر مـقـربـة مــن اإللـــيـــزيـــه». وهـــي تـنـسـب لـلـرئـيـس تـصـرفـات «غير الئقة»، زاعمة أن ماكرون أطلق على مكتب رئيس الوزراء السابق غابريال آتال لقب «الكاج أو فول»، وهي مسرحية هزلية تسخر من املثليني، في إشارة إلى آتال املــعــروف بميوله املثلية. وأيـضـ ادّعـــت أنــه أطـلـق على زعيمة حــزب «الـخـضـر» مـاريـن توندولييه واليسارية لــوســي كـاسـتـيـتـس ألــقــابــ مـهـيـنـة لـلـنـسـاء، وأنــــه تـفـوّه بـتـعـلـيـقـات عــنــصــريــة حــــول مــشــاكــل املــســتــشــفــيــات في جزيرة مايوت. وفــــي مـــداخـــلـــة صــحــافــيــة شــــرح املـــحـــلّـــل الـصـحـافـي ريـــجـــيـــس دو كــاســتــولــنــو أن «هــــــذه الــتــحــقــيــقــات الــتــي تنشرها صحيفة لوموند، والتي تمثل النخبة، تدل على أن ماكرون بات معزوالً، فحتى حاشيته املقربة أضحت توجه له الضربات... وقد يكون هذا نوعًا من االنتقام ألنه أنهى مهام معظمهم بحل البرملان من دون استشارتهم، لكنه بالتأكيد مؤشر على اقتراب نهاية عهدته». وبــالــفــعــل، تــــأزم الـــوضـــع يـتـجـسـد أيــضــ فـــي تـدنـي شعبية الرئيس، إذ كشفت آخر دراسة ملعهد «أودوكسا» في املائة من الفرنسيني يتمنون استقالة الرئيس 61 أن في 71 نـقـاط عــن شـهـر سبتمبر (أيـــلـــول)، و 7 بــارتــفــاع املائة منهم قالوا إن الرئيس بـات مصدر قلق بالنسبة لهم. في املقابل، ماكرون نفى نيته االستقالة، مقترحًا تنظيم استفتاء، علمًا بأنه إذا استمر الوضع على ما هـو عليه فــإن الـدسـتـور الفرنسي يتيح لـه حـق اللجوء التي تعطيه كامل الصلحيات 16 إلـى استخدام املــادة الـتـشـريـعـيـة والــتــنــفــيــذيــة. وكـــانـــت صـحـيـفـة «مـــاريـــان» قـد كشفت عـن أن مــاكــرون اسـتـشـار خـبـراء فـي القانون الدستوري بهذا الشأن، بيد أن املعارضة تتوعد الرئيس بمصير مشابه لنظيره في كوريا الجنوبية (العزل) إذا .16 لجأ للمادة الرئيس إيمانويل ماكرون (رويترز) ASHARQ AL-AWSAT المعارضة السياسية ووسائل اإلعالم استقبلت تركيبة الحكومة الجديدة بالكثير من االنتقاد رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو محاطا بأعضاء حكومته في أول أيام السنة الجديدة (رويترز)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==