issue16845

انــــتــــخــــب الـــــبـــــرملـــــان الـــلـــبـــنـــانـــي قـــائـــد 99 الجيش العماد جوزيف عـون رئيسا بـ صـوتـا، وذلــك بعد نحو سنتني وشهرين من الفراغ في سدة الرئاسة، ليكون بذلك لــلــجــمــهــوريــة الــلــبــنــانــيــة، 14 الـــرئـــيـــس الــــــــ متعهدًا بأن تبدأ معه «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان». وحظي عون بتأييد واسـع من الكتل الــنــيــابــيــة، بــمــن فـيـهـم الــثــنــائــي الـشـيـعـي: «حركة «أمـل» و«حـزب الله» اللذان انضما إلـــى الـتـوافـق فــي الجلسة الـثـانـيـة، وأمّــنـا صــوتــا إضــافــيــا كــانــت كافية 30 لـــه نـحـو العــــتــــبــــارات بـــمـــثـــابـــة «تـــعـــديـــل دســــتــــوري ضــــمــــنــــي»؛ كـــــونـــــه حـــــــاز أكـــــثـــــر مـــــن ثــلــثــي األصـــوات املطلوبة للتعديل، انطالقا من كــون الـدسـتـور يـفـرض استقالته بوصفه قــائــدًا للجيش قـبـل سنتني مــن انـتـخـابـه، فـيـمـا بـقـي «الــتــيــار الــوطــنــي الـــحـــر» الـــذي يــتــزعــمــه الـــنـــائـــب جـــبـــران بــاســيــل وحــيــدًا فــــي املــــعــــارضــــة، بـــعـــدمـــا رفـــــض االلـــتـــحـــاق بالتوافق حول عون. وتم انتخاب عون في الــدورة الثانية بعدما أخفق البرملان بانتخابه من الدورة األولـى التي بلغت فيها األصـوات الداعمة صوتا من كتل املعارضة التي كانت 71 له قد أعلنت دعمها له، ليعود بعدها رئيس البرملان نبيه بري ويرفع الجلسة ساعتني «ملزيد من التشاور». وكما كـان متوقعا، ووفــق املعلومات التي أشارت إلى توجّه «الثنائي الشيعي» (حــــزب الــلــه وحـــركـــة أمــــل) إلـــى الـتـصـويـت لقائد الجيش في الجلسة الثانية، بعدما كان يرفض ذلك مقابل دعم شبه كامل من املعارضة، ونجح عون في الحصول على 86 : أكــثــر مــن ثـلـثـي أصــــوات الــبــرملــان؛ أي ، وهو العدد املطلوب 128 صوتا من أصل لفوز الرئيس في الــدورة األولــى ولتعديل الدستور الذي ال يسمح بانتخاب موظفني من الفئة األولى وهم في املنصب، كما هي حال عون، وحتى عامني من استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد. وانطلقت الجلسة األولى عند الساعة الــــحــــاديــــة عـــشـــرة صـــبـــاحـــا، بـــعـــد اكــتــمــال 127 الـنـصـاب بـمـشـاركـة جـمـيـع الـــنـــواب الـــــ ورئيس البرملان نبيه بري، وحضور املوفد الــرئــاســي الـفـرنـسـي جـــان إيـــف لـــودريـــان، واملوفد السعودي األمير يزيد بن فرحان، وســــفــــراء الــلــجــنــة الــخــمــاســيــة، وعـــــدد من الدبلوماسيني الذين كـان قد دعاهم بري لحضور الجلسة. وبعد انتهاء املداخالت بدأ التصويت النـــتـــخـــاب رئـــيـــس لــلــجــمــهــوريــة، وانـتـهــت عملية فــرز األصــــوات بحصول عــون على صــــوتــــا، أمـــــا بـــاقـــي األصــــــــوات املـــفـــرزة 71 ورقـــة بـيـضـاء، معظمها 37 فـتـوزعـت بــ من نـواب «الثنائي الشيعي»، إضافة إلى تحمل 14 عــــدد مـــن الـــنـــواب املـسـتـقـلـ ، و عبارة «السيادة والدستور»، من قبل نواب «التيار الوطني الحر»، كما حملت ورقتان أوراق ملغاة. 4 اسم شبلي املالط، وعُدّت وبناء على هذه النتائج، أعلن رئيس البرملان نبيه بري رفع الجلسة لساعتني؛ ملزيد من التشاور، وهو ما القى انتقادًا من بعض النواب الـذي طالبوا بترك الجلسة مـفـتـوحـة والــــذهــــاب إلــــى الــــــدورة الـثـانـيـة، بـحـيـث يـصـبـح انـتـخـاب الـرئـيـس متطلبا صوتا، بينما كانت كل املعلومات 65 فقط تـشـيـر إلـــى أن «الـثـنـائـي الـشـيـعـي» يتّجه لـــلـــتـــصـــويـــت لـــصـــالـــح عــــــون فـــــي الــجــلــســة الثانية، وهو ما أشار إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائال في حديث تلفزيوني إنـــــه «مـــتـــفـــائـــل بـــانـــتـــخـــاب رئـــيـــس لـلـبـنـان الـيـوم»، مؤكدًا أنـه «سيتم انتخاب رئيس بأكثرية نيابية في الجلسة الثانية». واألمر نفسه، تحدث عنه نائب رئيس حـــزب «الـــقـــوات الـلـبـنـانـيـة» جـــورج عـــدوان ناقال عن رئيس البرملان نبيه بري تأكيده أنـــه «سـيـتـم انــتــخــاب رئــيــس للجمهورية اليوم الخميس، ولن نجادل بقضية إبقاء الـجـلـسـة مـفـتـوحـة أو رفــعــهــا؛ ألنــنــا نـريـد انتخاب رئيس». وبـــالـــفـــعـــل، انـــتـــهـــت نــتــيــجــة الـجـلـسـة صــوتــا، 99 الــثــانــيــة بــحــصــول عــــون عــلــى بينها أصـوات نواب «حزب الله» و«حركة أمــل»، فيما تمسك «التيار الوطني الحر» بـمـوقـفـه الـــرافـــض، وانـتـخـب نــوابــه بـورقـة نــواب 9 «الــســيــادة والــدســتــور»، وانـتـخـب بورقة بيضاء إضافة إلـى ورقتني حملتا اســــم شــبــلــي املــــــ ط، أمــــا األوراق املــلــغــاة .5 فبلغت مداخالت نيابية: بين دستورية انتخاب عون وعدمها وشهدت الجلسة األولى بعد تالوة مــــــواد دســــتــــوريــــة وأخــــــــرى مــــن الــنــظــام الـــداخـــلـــي لــلــمــجــلــس حـــــول االنـــتـــخـــاب، مـداخـ ت من عـدد من الـنـواب، بعضهم رأى أن انتخاب عون مخالفة دستورية، على غرار النواب: ملحم خلف، وجميل السيد، ورئيس التيار «الوطني الحر» الــــنــــائــــب جـــــبـــــران بــــاســــيــــل، الــــــــذي بـقـي مــتــمــســكــا بــمــوقــفــه الــــرافــــض النــتــخــاب عــــون، حـتـى بـعـد تـــجـــاوب «حــــزب الـلـه» و«حــــركــــة أمــــــل»، وكـــــان قـــد بــــذل جــهــودًا حتى الساعات األخيرة للتوصل معهما إلـــــى تــــوافــــق عـــلـــى مــــرشــــح وهـــــو مــــا لـم ينجح. ورأى باسيل في كلمته «أننا أمام عملية تـعـيـ »، موضحا أن «األصـــول الـــدســـتـــوريـــة ال تــحــتــمــل تـــفـــســـيـــرًا، وال نريد رئيس الجمهورية ببداية عهده يـــكـــون يــخــالــف الــــدســــتــــور»، فــيــمــا أكــد الـــنـــائـــب بـــــ ل عـــبـــد الــــلــــه، عـــضـــو كـتـلـة «الـلـقـاء الـديـمـقـراطـي» الـتـي كـانـت أول من أعلنت تأييدها لعون قبل أسابيع، أن «الــدســتــور وسـيـلـة لـحـمـايـة الــدولــة واملجتمع، وما نريده هو الحفاظ على الوطن». وأشــــار الـنـائـب وضـــاح صـــادق إلـى أن «الـبـلـد فـي حــال احـتـضـار، وواجبنا مـــنـــع الــــنــــزيــــف»، وقــــــــال: «فــــــي الــجــلــســة األخيرة النتخاب الرئيس تم إدراج اسم قائد الجيش جوزيف عـون في محضر الجلسة األخــيــرة، بعد نيله صـوتـا، ما يعني قانونية ترشيحه». وكــــانــــت مـــداخـــلـــة لـــلـــنـــائـــب مــيــشــال مـــعـــوض قــــال فــيــهــا: «وصــلــنــا إلــــى هــذه املــرحــلــة؛ ألن الــســيــادة أصـبـحـت وجـهـة نــــظــــر، والــــدســــتــــور أيــــضــــا. لـــنـــطـــو هـــذه الفترة من الشغور الرئاسي، حان الوقت لننتخب رئيسا صارما ليس ضعيفا وال رماديا». وفي مداخلة له، قال نائب رئيس مــجــلــس الــــنــــواب إلــيـــــــــــاس بــــو صــعـب: «نـحـن أمـــام فـرصـة حقيقيــــــــــة إلنـهـاء الشغور، وأتمنى أال نخرج من هـــــــــذه الـقـــــــــــــــــاعـة قــبــل إيـــجـــاد حـــل وانــتــخــاب رئـــيـــس، وهــــذه الــفــرصــة لـــن تـتـكـرر إذا فشــــــــلنا». 3 عهد جديد في لبنان NEWS Issue 16845 - العدد Friday - 2025/1/10 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT ... و«التيار الوطني الحر» إلى المعارضة 128 صوتا من أصل 99 فاز بـ البرلمان اللبناني ينتخب عون رئيساً... و«تعديل ضمني» للدستور الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون في قصر بعبدا أمس (د.ب.أ) بيروت: «الشرق األوسط» ترحيب عربي ودولي واسع بانتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان القى انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للبنان ردود فعل دولية وعربية مرحبّة، حيث كان تأكيدًا عـلـى أهـمـيـة أن تـسـتـعـيـد الـــبـــ د األمـــن واالستقرار. وهنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل مــــاكــــرون الـــرئـــيـــس الــلــبــنــانــي الــجــديــد، مــعــتــبــرًا أن انـــتـــخـــابـــه بـــعـــد شـــغـــور فـي املنصب استمر أكثر من عامني «يمهّد طـــريـــق اإلصــــــ حــــــات». وقــــــال مـــاكـــرون فــــي مـــنـــشـــور عـــلـــى مــنــصــة «إكــــــــس» إن «هـذه االنتخابات الحاسمة (...) تمهّد طريق اإلصالحات والترميم والسيادة واالزدهـــــار فــي لـبـنـان»، مضيفا: «أيّــهـا اللبنانيون، فرنسا إلى جانبكم». بـــــــــــدوره، وجّــــــــه وزيــــــــر الـــخـــارجـــيـــة الـــفـــرنـــســـي جـــــان - نـــويـــل بــــــارو تـهـنـئـة مــمــاثــلــة، وكـــتـــب عــلــى مــنــصــة «إكـــــس»: «لـقـد اخـتـار لبنان رئيسا. هــذه خطوة حاسمة لتعافي البلد. إن فرنسا، التي تحشد جهودها لتحقيق هــذا الهدف، ستبقى إلى جانب لبنان إلعادة إرساء دولــــــة ذات ســــيــــادة وإلعــــــــادة اإلعــــمــــار. مــبــروك لـجـوزيـف عـــون وأتــمــنّــى لــه كـل النجاح». مــــــن جــــهــــتــــهــــا، أكــــــــــدت الــــســــفــــارة األمــيــركــيــة فـــي لــبــنــان الــتــزامــهــا الـعـمـل «بــشــكــل وثـــيـــق» مـــع الـــرئـــيـــس الــجــديــد لـــلـــبـــنـــان. ونــــشــــرت الــــســــفــــارة مـــنـــشـــورًا على منصة «إكــــس»، قـالـت فـيـه: «نحن مــــلــــتــــزمــــون الــــعــــمــــل بـــشـــكـــل وثــــيــــق مــع الـرئـيـس عـــون مــع بـدئـه جـهـود توحيد الــــبــــ د، وتــنــفــيــذ اإلصــــ حــــات وتــأمــ مستقبل مـــزدهـــر لــلــبــنــان». كـــذلـــك، أكـد املـــــوفـــــد الـــــرئـــــاســـــي األمـــــيـــــركـــــي آمـــــوس هوكستني فـي حديث لقناة «العربية» أن «انـتـخـاب عــون خـطـوة نحو السالم واالستقرار في لبنان». كـــذلـــك، رحّـــبـــت الـــدوحـــة بـانـتـخـاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية، معربة عـــن أمـلـهـا فـــي أن تـسـهـم هـــذه الـخـطـوة في «إرســـاء األمــن واالسـتـقـرار» في هذا البلد. وبـــــارك أمــيــر قـطـر تـمـيـم بـــن حـمـد، للرئيس جوزيف عـون انتخابه رئيسا جـديـدًا للجمهورية، كما بــارك للشعب الـلـبـنـانـي، مـشـيـرًا إلـــى «أنــنــا نــرجــو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من االستقرار واالزدهار». وأكّد أن «قطر ستظل دائما داعمة للبنان وشعبه في مسيرتهم نحو مستقبل مشرق». وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن «دولة قطر تتطلّع إلى أن يسهم إنهاء الشغور الرئاسي في إرساء األمن واالستقرار في لبنان وتحقيق تطلعات شعبه في التقدم والتنمية واالزدهـار»، مـؤكـدة أن الـدوحـة «سـتـواصـل وقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني». وفي هذا اإلطار أيضا، أمل جاسم الـــبـــديـــوي، أمــــ عــــام مـجـلـس الــتــعــاون الخليجي، الخميس، بأن يسهم انتخاب عـــون فـــي اســتــعــادة األمــــن والـــســـ م في الـــبـــ د، وتـحـقـيـق تـطـلـعـات الـشـعـب في االســـتـــقـــرار والــــرخــــاء والــتــنـمـيــة. وعــبّــر الـبـديـوي عــن أمـلـه فــي أن تـتـعـزز خـ ل عهده العالقات التاريخية بني املجلس ولـبـنـان. وأكـــد مـواقـف املجلس الثابتة مع شعب لبنان، ودعمه املستمر سيادة بــــ ده وأمـنـهـا واســتــقــرارهــا، ولـلـقـوات املسلحة التي تحمي حـدودهـا. وشـدّد في املقابل، على ضـرورة تطبيق القرار ، الستعادة األمن واالستقرار 1701 رقم الـــدائـــمـــ فـــي لــبــنــان، وضـــمـــان احــتــرام سالمة أراضـيـه، واستقالله السياسي، وســيــادتــه داخــــل حــــدوده املــعــتــرَف بها دولـــيـــا، وبـسـط سـيـطـرة الـحـكـومـة على جميع أراضــيــه، وفــق الــقــرارات الدولية ذات الصلة و«اتفاق الطائف». وأعــلــنــت إيــــران أيــضــا عــن تطلعها للعمل مع الرئيس اللبناني املنتخب من أجــل تعزيز الـعـ قـات، آمـلـة أن يتعاون الــبــلــدان خــدمــة «لـلـمـصـالـح املـشـتـركـة»، وذلــــــــك بـــحـــســـب مــــنــــشــــور عــــلــــى مــنــصــة «إكس» لسفارة إيران لدى لبنان. وقالت البعثة اإليرانية في بيروت: «نهنئ لبنان الشقيق بانتخاب العماد جـــــوزيـــــف عـــــــون رئــــيــــســــا لـــلـــجـــمـــهـــوريـــة ونتطلع (...) إلـى التعاون فـي مختلف املــــــجــــــاالت فـــــي شــــكــــل يــــخــــدم املـــصـــالـــح املشتركة لبلدينا». ورحّـــبـــت املـنـسّــقـة الــخــاصّــة لـأمـم املــتــحــدة فـــي لــبــنــان، جـيـنـ هـيـنـيـس - بـ سـخـارت، بانتخاب عـــون، «بوصفه خـــطـــوة أولـــــى طــــال انــتــظــارهــا لـتـجـاوز الفراغ السياسي واملؤسساتي في لبنان، بما يـوفـر للشعب اللّبناني مؤسسات حكوميّة فعّالة تلبّي تطلّعاتهم». وشدّدت على ضرورة «اإلسراع في تكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة دون أي تأخير؛ إذ إن املهام امللقاة على عاتق الـدولـة اللّبنانية ضخمة للغاية وال تحتمل املـزيـد مـن إضـاعـة الـوقـت». وأضـــــافـــــت: «حــــــان الــــوقــــت لـــكـــل صــانــع قــرار أن يضع مصلحة لبنان في املقام األول، فـــوق االعــتــبــارات الشخصية أو السياسية كافة». سفراء دول ودبلوماسيون حضروا جلسة انتخاب الرئيس اللبناني (رويترز) بيروت: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==