issue16845

مـحـاولـة إســبــاغ صـفـة السَّلفية على الـتَّــيـارات الــســوريــة املسلحة بـعـد انـتـصـارِهـا قــد يـكـون هـدفُــه كــســب قــطــاع مــن الـجـمـهـور مــتــوجّــس مــن الـحـركـات املسلحة. لكن ألن االنتصار له ألف أب فإن االنتصار في دمشق تاريخي وكل سيدَّعيه. هــنــاك فــــارق كـبـيـر بــن «الـسـلـفـيـة» و«الـسـلـفـيـة الـجـهـاديـة» وإن كـــان االســـمـــان مـتـقـاربـن. لـيـس من املستغرب أن يتسبَّب التشابه فـي الخلط على مَن هم أقـل معرفة باملوضوع. في إحـدى املناسبات في كنت أجلس بجوار وزير الخارجية األملاني 2007 عام األسبق يوشكا فيشر، وكان قد خرج من الوزارة قبل سنتي. غلب على نقاشنا الجانبي موضوع الساعة، التطرف واالنتحاريون. ردَّد الوزير كلمة «السَّلفية» فــي سـيـاق حـديـثـه، وجــرَّبــت أن أوضّــــح لــه أنَّـــه ربَّــمـا يعني «السلفية الجهادية» التي تختلف عن السَّلفية التقليدية وتكفرها. السَّلفية املسلحة آنذاك جماعات نشطت في الجزائر وأفغانستان، وظهر منظّروها مثل أبي محمد املقدسي وأبي مصعب السوري وأبي قتادة الفلسطيني وغيرهم. أمَّــــا الـسَّــلـفـيـة الـتـقـلـيـديـة فــهــي مـــدرســـة فقهية مـتـشـددة اجتماعيًا وديـنـيـ، صــارت معروفة عامليًا بمالمحها... النّقاب واللحى الطويلة، لكنَّها ليست سياسية وال عسكرية. «الـــســـلـــفـــيـــة الــــجــــهــــاديــــة» أقـــــــرب لــــــــ«اإلخـــــــوان»، الجماعة الدينية السياسية. عُرف رجال اإلخوان في املاضي بالبدل وربـطـات العنق، مع ظهور بن الدن والظواهري وحركتهما املسلحة، التي تبنت املبادئ السياسية اإلخوانية ذاتها، مثل «الحاكمية» لكنَّها تحمل السالح. ملـاذا تحتاج الجماعة اإلخوانية إلـى التحالف مـــع أذرع مـسـلـحـة وهــــي تـــقـــول إنـــهـــا حـــركـــة فـكـريـة مدنية؟ الجماعة تدرك أن حظها في الوصول للحكم شبه مستحيل، وليست لديها القدرة على التغيير السلمي. السلفية الجهادية، مثلها، تقول بالتكفير، وتدعو للتغيير، وكذلك تعلن الجهاد املسلح إلقامة الخالفة. وبـالـتـأكـيـد لـيـسـت كــل الــتــي تـسـمّــت «السلفية الجهادية» إخـوانـيـة إنَّــمـا ألن الجهادية تفتقر إلى الــفــكــر الــســيــاســي الــعــمــيــق تـسـتـعـيـر مـــن طـــروحـــات «اإلخـــــــــوان» واملـــحـــســـوبـــن عــلــيــهــم، فــهــم أكـــثـــر علمًا وتــجــربــة، ولــديــهــم بــرنــامــج عـمـل يــتــجــاوز الـنَّــشـاط املسلَّح، وغالبًا مفكرو السَّلفية املسلَّحة إخوانيون. السَّلفية التقليدية ال تشبه «السَّلفية الجهادية» وال «اإلخــــــــوان». الـتـقـلـيـديـة تـعـتـبـر الـبـيـعـة مـلـزمـة، والــــخــــروج عــلــى الــحــاكــم كـــفـــرًا، وأنَّــــــه هـــو املـحـاسـب أمـــام الــلــه. أمَّـــا «السلفية الـجـهـاديـة» فـهـي تكفر من لــه الـبـيـعـة، مـتـى مــا قــــرَّرت ذلـــك «شــرعــيــ »، وتعتبر الخروج عليه واجبًا. أخلص للقول إن محاولة االنتصار للجماعات املسلحة وتـسـويـق أفــكــارهــا، تـطـور خـطـيـر، ألن في ذلـــك تـرويـجـ للفكر والـعـنـف، وهـمـا األمــــران الـلـذان حـاربـتـهـمـا املـنـطـقـة مــنــذ الــتــســعــيــنــات. عـــــودة هــذه الطروحات واالحتفال بها والتشويش على املستمع واملـــتـــابـــع بـالـسَّــلـفـيـة واإلخـــوانـــيـــة سـتـعـيـد املـنـطـقـة والعالم للفوضى، محاولة تسويق هذه الجماعات املسلحة وأبطالها على أنَّهم سلفيون تدليس. هذه الــجــمــاعــات املـسـلـحـة هـــي نـفـسـهـا تــكــفــيــريــة، ســـواء لبست «كـرفـتـة» أو غـتـرة وكـوفـيـة، وتنشد التغيير بـالـعـنـف. مـعـظـم دول املـنـطـقـة تـتـبـرأ مـن أن تنسب هـــذه الـجـمـاعـات لنفسها حـتـى لــو كـانـت لـهـا عالقة بها، ألنَّــهـا تخشى أفعالها املستقبلية ومخاطرها الدولية. هذا ال ينبغي أن يجعلنا نقسو على ما يحدث فـــي ســـوريـــا. لـقـد عـــاش الـشـعـب الـــســـوري ألكــثــر من خمسي عـامـ، تحت نـظـام كــان فـي غـايـة الوحشية لم تعرف منطقتنا همجية مثلها. ومن الطبيعي أن يكون الخالص منه أولوية. املخلص «هيئة تحرير الشام»، رغم خلفيتها التي تعترف بها، من أبوين؛ «داعش» و«النصرة» والجد األول تنظيم «القاعدة»، أبدت تطورًا في خطابها وتعامالتها. كمَا أن قائدها أحـــمـــد الـــشـــرع أظـــهـــر شـخـصـيـة ال تـشـبـه الــبــغــدادي والــــزرقــــاوي، بــل سـيـاسـي مـــتـــوازن فــي طــرحــه حتى قبل أن يدخل دمشق. يستحق هؤالء الحكام الجدد الفرصة، في وقت ينتظر منهم إشراك بقية السوريي درءًا للفتنة، وكـذلـك تلبية تـوقـعـات املنطقة بوقف تسويق التطرف والعنف، ويتوقع منهم االستماع الشتراطات املجتمع الدولي املتشكك بطبيعة الحال فيهم، إن كانوا يريدون بناء دولة حديثة قادرة على االستمرار. هل مسلحو سوريا سلفيون؟ OPINION الرأي 13 Issue 16845 - العدد Friday - 2025/1/10 اجلمعة عبد الرحمن الراشد اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani عاش الشعب السوري تحت نظام كان في غاية الوحشية ومن الطبيعي أن يكون الخالص منه أولوية األســــود لـيـسـت مـثـل بـعـضـهـا، وال كذلك الـثـعـالـب. فـأسـد حـكـايـة «كليلة ودمــنــة» كـان «مستبدًا معجبًا بـرأيـه غير آخـــذ بـــرأي أحـد مـــن أصـــحـــابـــه». أمـــا الـثـعـلـب، «دمـــنـــة»، الـــذي استمات للتقرب مـن ذاك السلطان فمن أجل «أن يـسـر الصديق ويـسـوء الــعــدو». فـي حي أن أسد الحكاية األخرى، «األسد والغواص»، كــــان «حـــســـن الــطــريــقــة فـــي مـمـلـكـتـه مـحـمـودًا في رعيته». أما الثعلب امللقَّب بـ«الغواص»، فـقـد قـصـد أيـضـ إلـــى الـتـقـرُّب مــن املــلــك: «ألن فــــي صـــــ ح املـــلـــك صـــــ ح مــمــلــكــتــه ورعـــيـــتـــه، وفـــي صـــ ح اململكة والـرعـيـة صـــ ح الجملة التي الناصح جـزء منها؛ يضره ما يضرها، وينفعه ما ينفعها!». مـــا كــانــت ســـوريـــا األســـــد، وبــخــاصــة في سنواتها األخيرة، دولة وال شبه دولة. وإ ملا هجرها أو هُجِّر منها نصف سكانها. النقص واالنتقاص يتناول كل شـيء، وكنت تستمع إلـى بشار األسـد فتحسبه فيلسوفًا استيقظ مـــن رقـــدتـــه قــبــل لــحــظــات، وهــــو بـــــريء بــــراءة الـــذئـــب مـــن دم يــوســف (!). أمـــا عـلـى األرض، فــكــان الـــوضـــع غــيــر ذلــــك تــمــامــ ؛ فــهــو يـعـرف عــن الـسـجـون أهـلـهـا، ويــعــرف عــن التهجير، ويـعـرف عـن االغـتـيـاالت والقمع والكيماوي، ويـــرى أنــه بعد تهجير املـ يـن صــار الشعب الـــســـوري أكـــثـــر انــســجــامــ بـــن عــنــاصــره (!). وهكذا كان بشار أسـدًا ليس كاألسود، وكان أعوانه من الذئاب والثعالب، وأولهم شقيقه مـاهـر، ليسوا باملعهود عـن تلك الحيوانات الوديعة، وإال ملا اشتغلوا بالقتل والتعذيب في السجون واالتجار بـ«الكبتاغون». ما أعسر مهمة استقبال الجديد بعد هذا التدمير الذي اعتدنا على تسميته ممنهجًا، لكنه قد يكون غير ذلك تمامًا. فلنتصور أنهم فكروا أخيرًا قبل هروبهم في تدمير الجيش الـــذي قـاتـل بقيادتهم أربــعــة عـشـر عـامـ ضد الشعب األعزل وغير األعزل! هناك انقسام كبير في النظر إلى الوضع السوري اليوم؛ فهناك مَن يعتبر الوضع غير شـــرعـــي إلــــى حـــن الــقــيــام بــــإجــــراءات أُخـــــرى. وهناك مَن يطالب بالتحقيق الكامل ملواصفات الدولة املدنية العلمانية، ومواصفات أُخرى، مثل حماية األقليات، وضمان حريات املـرأة وحـقـوقـهـا، وتـدبـيـر أعــمــال لـعـشـرات األلـــوف ممن كان النظام األسدي يصطنع املؤسسات مــن أجـــل تـوظـيـفـهـم، ولـــو شبيحة فــي وضـح النهار! وهذا كله فضال عن الحقوق الخاصة لـــأكـــراد وغــيــرهــم، ألنــهــم قــاتــلــوا أيــضــ ضد النظام السابق وضـد اإلرهـــاب. وقـد قابلتهم اإلدارة العسكرية ألحمد الشرع بمنطق آخر: الـــتـــصـــدي لــلــمــجــاعــة، والـــنـــهـــوض بــالــوضــع االقتصادي، ومد اليد للعرب واألجانب إلعادة اإلعــــمــــار. وإن كــــان ال بـــد مـــن أجــــل الـطـمـأنـة، فسيكون هناك دستور وانتخابات، لكن بعد سنوات. وبانتظار ذلك يتشكل الجيش 4 أو 3 الجديد وتتشكل الـوزارة واإلدارة من أعضاء حاليي في تنظيمه وحركته! هـــــل بــــهــــذه الـــطـــريـــقـــة يــــجــــري اســـتـــقـــبـــال الجديد؟ إذا اعتبرنا دعوات املنذرين مسرفة في حداثتها، وربما في سـوء نياتها؛ فماذا نــقــول عــن الـــــوزراء وكــبــار املـوظـفـن وضـبـاط الـــجـــيـــش األشــــــــاوس الـــخـــارجـــن مــــن خـــنـــادق إدلــب املـحـاصَــرة على مــدى سـنـوات، وهــل ما يصلح إلدارة إدلـــب وريـفـهـا يصلح لدمشق وحـلـب وحـمـاة وحـمـص ولــو مـؤقـتـ ؟! العرب جميعًا على وجه التقريب، وحتى الدوليون الــــفــــارضــــون لـــلـــعـــقـــوبـــات مــــن قـــبـــل، ســـارعـــوا للترحيب، وعرضوا املساعدة، وما اشترطوا إال أمن سوريا ووحدة أراضيها وخلوَّها من اإلرهــــــاب واملــســلــحــن واملــتــدخــلــن مـــن شتى األمم والدول والنواحي. ويعود هذا الترحيب الـسـريـع إلــى مـا عـانـاه الجميع مـن األوضـــاع ، والتشرذم الذي نال 2011 السورية بعد عام مـــن الــشــعــب الـــســـوري بـــالـــداخـــل وبـــالـــخـــارج؛ فإضافة إلـى العساكر األميركية والروسية، كــانــت هــنــاك الـتـنـظـيـمـات اإلرهـــابـــيـــة، ومنها «هــيــئــة تــحــريــر الــــشــــام»، وقـــبـــل ذلــــك وبــعــده جـحـافـل إيـــــران ومـيـلـيـشـيـاتـهـا الـــذيـــن أرادوا حماية حليفهم بشار، و«حماية» مزارات أهل الــبــيــت، ثـــم طـمـحـوا لـلـخـلـود فـــي ســـوريـــا من خالل تغيير الديموغرافيا والدين! وال ننسى األتـراك الذين دخلوا بعسكرهم أيضًا فتبنوا مـيـلـيـشـيـات، وشــكــلــوا أخـــــرى، وزعـــمـــوا أنـهـم ال يــريــدون غـيـر إقــصــاء عسكر حـــزب العمال الكردستاني املتسربي من تركيا لقتال تركيا! كــــانــــت كـــــل هـــــــذه الــــــــــدول واملـــيـــلـــيـــشـــيـــات مـسـتـمـتـعـة بـــالـــحـــرب الـــســـوريـــة وبــاالنــقــســام السوري، وكلها تراهن على حاجة نظام بشار إليها ضد ثوران شعبه، بما في ذلك إسرائيل، التي ما رماها بشار بحجر، مع إغاراتها على الـــداخـــل الـــســـوري بـحـجـة مـ حـقـة اإليـرانـيـن سنوات! 5 ألكثر من إن املـــفـــروض أن الـنـظـام الـجـديـد يسعى بالتفاوض أو بالوسائل األخـرى إلخـراج كل هـــؤالء مــن ســوريــا واســتــعــادة وحـــدة الـتـراب السوري. بيد أن أحدًا منهم ال يريد الخروج، بـــــل حـــتـــى اإليـــــرانـــــيـــــون الـــــذيـــــن اخــــتــــفــــوا هـم وميليشياتهم يقولون اآلن إنهم درّبــوا مائة وثالثي ألفًا، وهم يريدون دفعهم اآلن ملقاتلة السلطة الجديدة! وإذا أضفنا إلى ذلك أعباء عشرة ماليي نازح سوري بل أكثر، الذين إذا أرادوا العودة يفتقرون إلى كل شيء، يتبي لنا مدى تراكم األولويات وتعقدها، وهذا ونحن لم نتعرض بعد لقضايا العدالة االنتقالية التي تُهم أهل الــضــحــايــا لــيــس مــنــذ أربـــعـــة عــشــر عـــامـــ ، بل .1982 ومنذ عام يستطيع كـل أحـــد الـحـديـث عـن الجديد، إنما األهم القدرة على استقباله! سوريا بعد األسد واستقبال الجديد على النظام الجديد أن يسعى بالتفاوض أو بالوسائل األخرى الستعادة وحدة التراب السوري رضوان السيد

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==