عـد وزيــر الخارجية اإليـرانـي عباس عــــراقــــجــــي «هــــزيــــمــــة» الـــجـــيـــش الــــســــوري واإلطـــــاحـــــة بـــنـــظـــام بـــشـــار األســــــد «جــــرس إنــــذار» لـبـاده وقـواتـهـا املسلحة، مشددًا على ضرورة التركيز على العمل اإلعلمي بموازاة العمل الدبلوماسي وامليداني. ودعــــــا عـــراقـــجـــي فــــي مـــؤتـــمـــر لـــقـــوات «الـــحـــرس الـــثـــوري» أمــــس، إلـــى التنسيق بني األنشطة امليدانية لـ«الحرس» واملهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي املرة الـثـانـيـة الــتــي يـتـحـدث فـيـهـا عـــن ذلـــك في غضون أسبوع. وقـــال إن جـــزءًا مـن نهج املـقـاومـة هو «دبـــلـــومـــاســـيـــة املــــقــــاومــــة»، وأضــــــــاف فـي السياق نفسه: «امليدان واملقاومة يكملن بعضهما، وال يمكن فصلهما عن بعض». وأعــــــــــــــــــــرب عــــــــراقــــــــجــــــــي عــــــــــن دعـــــمـــــه ألنــشــطــة «الــــحــــرس الــــثــــوري» اإلقـلـيـمـيـة، قـــائـــا إن «املــــيــــدان بــقــوتــه يـفـتـح الـطـريـق لـلـدبـلـومـاسـيـة»، وأضــــاف: «لـقـد شاهدنا تـــجـــســـيـــدًا عــمــلــيــا لـــلـــتـــعـــاون بــــ املــــيــــدان والــدبــلــومــاســيــة فـــي الــســاحــة الـسـيـاسـيـة لـــلـــبـــاد فــــي األشــــهــــر األخـــــيـــــرة»، حـسـبـمـا أوردت وسائل إعلم «الحرس الثوري». وتـــــعـــــرَّض نــــفــــوذ إيــــــــران فــــي الـــشـــرق األوســـــــــط النــــتــــكــــاســــات، بـــعـــد الـــهـــجـــمـــات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة عـــلـــى حــلــيــفــتــيــهــا؛ حـــركـــة «حــمــاس» الفلسطينية، وجـمـاعـة «حـزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار األسد في سوريا. وكـان قائد «الحرس الثوري» حسني سـامـي قـد قـــال، االثــنــ ، إن «حـــزب الله» تمكّن مـن «فـــرض إرادتــــه» على إسرائيل. وأضـــــاف أن «جـبـهـة املـــقـــاومـــة» الـــيـــوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، وال يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب». وتــطــرق عــراقــجــي إلـــى دور الـجـنـرال قــــاســــم ســـلـــيـــمـــانـــي، مــــســــؤول الــعــمــلــيــات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «املــيــدان»، خصوصا دعـم «جبهة املقاومة»، قبل مقتله في غـارة جوية أمر بها الرئيس األميركي دونالد ترمب. وقــــــال عـــراقـــجـــي إنـــــه «قــــــام بـتـحـويـل مـــــدرســـــة املـــــقـــــاومـــــة إلـــــــى حــــركــــة وجـــبـــهـــة مــــقــــاومــــة، وهـــــــذه الـــحـــركـــة ال تـــــــزال قــويــة ومــشــرّفــة فــي املـنـطـقـة وتـــواصـــل نضالها ضد الكيان الصهيوني واالستكبار». وقــــال عــراقــجــي: «لــقــد شــهــدت جبهة املــقــاومــة خـــال حـيـاتـهـا تــطــورًا مستمرًا، وال ينبغي ألعـدائـنـا أن يـعـتـقـدوا أنـــه مع الضربات األخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفا في هـذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر». وأشــــــــــار بــــذلــــك إلـــــــى مـــقـــتـــل قــــيــــادات جماعات «مـحـور املـقـاومـة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائل إن مقتله سيجعل مــن حـركـة «حـــزب الــلــه» فــي لـبـنـان «أقـــوى وأكثر ثمرًا». وقــــــال عـــراقـــجـــي إن «الـــضـــربـــة الــتــي وُجــهــت للجيش الــســوري كـانـت إعلمية ونــفــســيــة قــبــل أن تـــكـــون عــســكــريــة، وفــي الــــواقــــع، الــجــيــش الــــســــوري هُـــــزم قــبــل أن يخوض املعركة ولم يتمكن من الصمود». وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جـــرس إنـــــذار لــنــا، وأن نــكــون حـذريـن من البيئة التي يسعى أعـداؤنـا لخلقها، وأال نـسـمـح لـهـم بـنـشـر اإلحـــبـــاط والـــيـــأس في الـبـاد». ولفت إلـى أهمية وسائل اإلعـام في الحفاظ على السردية اإليرانية، وقال: «إلى جانب امليدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى اإلعلم». ودفـــــع مـــســـؤولـــون إيـــرانـــيـــون وقــــادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافـــع حـضـورهـم العسكري فـي سـوريـا، بعد سقوط بشار األسد. وأنــفــقــت إيــــــران مـــلـــيـــارات الــــــدوالرات لــــدعــــم األســــــــد خــــــال الــــــحــــــرب، وأرســــلــــت قــوات مـن «الـحـرس الـثـوري» إلـى سوريا؛ ملساعدة حليفها على البقاء في السلطة. كــــان عــراقــجــي آخــــر مـــســـؤول إيــرانــي كــبــيــر الــتــقــى األســـــد عــلــنــا، قــبــل أيـــــام من سـقـوطـه، بينما كـانـت فصائل املعارضة السورية تتقدم مـن حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى. وبـــعـــد الـــلـــقـــاء، تـــوجـــه عـــراقـــجـــي إلــى مـطـعـم قــريــب مـــن الـــســـفـــارة اإليـــرانـــيـــة في منطقة املـــزة، لتوجيه رسـالـة «أمــــان» من الـعـاصـمـة الــســوريــة، فــي مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط األسد. في منتصف ديسمبر (كانون األول) املاضي، دعـا قائد «الحرس الـثـوري» إلى استخلص العبر مما حـدث فـي سوريا، وقـــــــال إن ســـــوريـــــا تـــمـــثـــل «درســـــــــا مـــريـــرًا إليــــــران»، وذلــــك بـعـدمـا تـعـرضـت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية. وفـــي نـهـايـة ديـسـمـبـر، تــوقــع املـرشـد اإليراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائل إن «الشباب الشجعان والـــغـــيـــارى فـــي ســـوريـــا سـيـقـومـون بـطـرد إسرائيل». فــــي ســـيـــاق مـتـصـل، كـشـف تـسـجـيـل صوتي منسوب ألحد كبار قادة «الحرس الــثــوري» فـي سـوريـا، عـن تفاصيل األيــام األخيرة لنظام بشار األســد، متحدثا عن أن انهياره كان نتيجة لـ«خيانة روسية» وفساد الهيكل الداخلي للنظام. ويــتــحــدث الــجــنــرال بـــهـــروز إثـبـاتـي، الــــــــذي شـــغـــل مـــنـــصـــب املـــلـــحـــق الـــثـــقـــافـــي فـــي الــســفــارة اإليـــرانـــيـــة لـــدى دمـــشـــق، في التسجيل الـصـوتـي الـــذي انـتـشـر األحـــد، فـــي شـبـكـات تـــواصـــل اجـتـمـاعـي محلية، وأعادت نشره مواقع معارضة الثلثاء. ويـــــــقـــــــدم الــــــجــــــنــــــرال إفــــــــادتــــــــه خـــــال حـــضـــوره فـــي أحــــد الـــجـــوامـــع الـخـاضـعـة لـقـوات الباسيج، ويــرد على أسئلة حول األيـــام األخـيـرة لـقـوات «الـحـرس الـثـوري» فــي ســـوريـــا، حسبما ورد فــي التسجيل الصوتي. ويقول إثباتي: «خسرنا بشكل سيئ فـــي ســـوريـــا»، مـــشـــددًا عـلـى أن الــفــســاد في الهيكل الداخلي واالنهيار االقتصادي من الداخل كانا سببني رئيسيني النهيار نظام بـشـار األســــد. وأضــــاف فــي الـسـيـاق نفسه: «الشعب انتفض إلسقاط نظام فاسد». كما عد روسيا «أحد أسباب انهيار ســـوريـــا فـــي عــهــد بـــشـــار األســـــــد»، وقــــال: «الـــــــروس أوقــــفــــوا جـمـيـع أنــظــمــة الــــــرادار ليتمكن االحـتـال اإلسرائيلي من قصف مقرنا االسـتـخـبـاراتـي»، وفـقـا ملقتطفات نشرتها قـنـاة «عـبـدي مـيـديـا» املعارضة في شبكة «تلغرام». وقـــــــال إثــــبــــاتــــي إن روســــيــــا «كـــانـــت تـقـصـف الـــصـــحـــارى بــــدال مـــن اســتــهــداف مواقع هيئة تحرير الشام». ويـــــتـــــحـــــدث إثـــــبـــــاتـــــي فــــــي جــــــــزء مــن الــتــســجــيــل صـــوتـــي عــــن الـــســـنـــوات الــتــي قـــضـــاهـــا فــــي ســــوريــــا ولــــبــــنــــان، ويـــقـــول: «أصــــــعــــــب لــــحــــظــــات حــــيــــاتــــي بـــوصـــفـــي حارسا كانت لحظات اضطراري ملغادرة سوريا». وهـون في تصريحاته من تداعيات قـطـع طـريـق اإلمــــداد عـلـى جـمـاعـة «حــزب الـلـه» اللبناني. وقـــال: «ال تقلقوا بشأن تجهز جبهة املقاومة عسكريا». وتــــابــــع: «نـــحـــن نــــــزود (حــــــزب الـــلـــه) بالتكنولوجيا، لـكـن يـجـب الـقـلـق بشأن الـــــحـــــفـــــاظ عــــلــــى مــــعــــنــــويــــاتــــهــــم». وقــــــال إن «الـــجـــمـــهـــوريـــة اإلســــامــــيــــة انــتــقــمــت لــحــســن نـــصـــر الــــلــــه». وأضــــــــاف: «جـمـيـع املستضعفني فـي الـعـام يضعون آمالهم عـلـى هـــذا الـــقـــط»، فــي إشــــارة إلـــى «حــزب الله». كـــمـــا تـــحـــدث عــــن احـــتـــمـــال مــواجــهــة إيــرانــيــة - أمـيـركـيـة. وقــــال: «صـواريـخـنـا الــــتــــقــــلــــيــــديــــة، بــــاســــتــــثــــنــــاء الـــــصـــــواريـــــخ االسـتـراتـيـجـيـة، لـيـسـت فـعـالـة جـــدًا ضد املواقع األميركية. حتى لو ضربناهم، ما الذي سيحدث؟ أميركا ستضرب عشرات املـــواقـــع الـتـابـعـة لــنــا، وقـــد تـشـن هجوما على الحشد الشعبي أيضا». وحـــذر بـذلـك مـن أن «إدخـــال املنطقة فــــــي مــــواجــــهــــة عـــســـكـــريـــة ال يــــصــــب فــي مصلحة املقاومة حاليا». كذلك، استبعد شن هجوم انتقامي إلسرائيل ردًا على هجوم األخيرة الذي اســـتـــهـــدف مــــواقــــع عــســكــريــة حــســاســة أكتوبر (تشرين األول)». وقـال: 26 في «الـــــوضـــــع الـــحـــالـــي ال يــحــتــمــل تـنـفـيـذ .»)3 (الوعد الصادق 5 حرب متعددة الخرائط NEWS قيادي في «الحرس»: خسرنا بشكل سيئ في سوريا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16843 - العدد Wednesday - 2025/1/8 األربعاء جنرال إيراني عائد من دمشق اتهم روسيا بتعطيل الرادار مما ساهم في انهيار نظام األسد عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا عراقجي يلقي خطابا في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران أمس (تسنيم) لندن - طهران: «الشرق األوسط» بارو: ال تسوية مع طهران من دون اإلفراج عن الرهائن... وماكرون يستعجل حوارا مع ترمب حول ملفها النووي فرنسا لمواجهة «التحدي االستراتيجي» اإليراني استكمل وزيــر الخارجية الفرنسي جــــان نـــويـــل بــــــارو، الـــثـــاثـــاء، «مـضـبـطـة االتــــهــــامــــات» ضــــد إيـــــــران الـــتـــي طـرحـهـا الــرئــيــس إيــمــانــويــل مـــاكـــرون فـــي كلمته أمــام السلك الدبلوماسي، االثـنـ ، التي لـــم تـتـضـمـن مــلــف الـــرهـــائـــن الـفـرنـسـيـ .2022 املحتجزين في إيران منذ عام وبذلك، أضاف بارو مدماكا إضافيا إلـــى املــدامــيــك الــعــديــدة الــتــي تــــؤدي إلـى تصعيد التوتر فـي الـعـاقـات الفرنسية - اإليرانية. يعكس كــام بــارو شكل مـن أشكال اإلحـــــــبـــــــاط بــــســــبــــب فــــشــــل بــــــاريــــــس فــي الــحــصــول عــلــى اإلفــــــراج عـــن مـواطـنـيـهـا الـثـاثـة: سيسيل كـوهـلـر ورفــيــق دربـهـا جـــاك بــاريــس ومـــواطـــن ثــالــث لــم يكشف ســـوى عــن اسـمـه األول، أولـيـفـيـه، الـذيـن ما زالــوا محتجزين في إيــران، علما بأن الــســلــطــات اإليـــرانـــيـــة قـــد وافـــقـــت سـابـقـا وفي فترات مختلفة على تحرير عدد من الفرنسيني. ردًا على ذلك، دعا بارو الفرنسيني، الـثـاثـاء، إلــى االمـتـنـاع عـن الـتـوجـه إلى إيــــــران انـــتـــظـــارًا لــــــ«اإلفـــــراج الـــكـــامـــل» عن «رهائن الدولة»، كما تسميهم باريس. وجاء في تصريحاته حرفيا: «أقول لـلـسـلـطـات اإليـــرانـــيـــة: يـجـب اإلفـــــراج عن رهـائـنـنـا. علقاتنا الثنائية ومستقبل الــــعــــقــــوبــــات يـــعـــتـــمـــد عــــلــــى ذلــــــــك. أدعـــــو مواطنينا، وحتى يتم اإلفراج الكامل عن رهائننا، إلى عدم التوجه إلى إيران». وأفــــــــاد بـــــــارو بــــأنــــه «مــــنــــذ انـــتـــخـــاب الـــرئـــيـــس (مـــســـعـــود) بـــزشـــكـــيـــان، ورغــــم الــــجــــهــــود الـــــتـــــي بــــذلــــنــــاهــــا عــــلــــى أعـــلـــى مستوى، فقد تدهورت أوضاعهم». وترفض باريس، قطعيا، االتهامات املـــوجـــهـــة ملـــواطـــنـــيـــهـــا الــــثــــاثــــة، ومــنــهــا الــتــجــســس لـــصـــالـــح قـــــوة أجـــنـــبـــيـــة. ولـــم يـتـردد الـوزيـر الفرنسي فـي اتـهـام إيـران بممارسة التعذيب ضـد الثلثة بقوله: «إن وضع مواطنينا املحتجزين كرهائن فـي إيـــران غير مقبول بكل بساطة، فهم مـــحـــتـــجـــزون ظـــلـــمـــا مـــنـــذ عـــــدة ســــنــــوات، فـــي ظــــروف غـيـر الئــقــة تـــنـــدرج بالنسبة للبعض ضمن تعريف التعذيب بموجب القانون الدولي». دبلوماسية الرهائن لـــيـــس مـــلـــف احـــتـــجـــاز الـــرهـــائـــن فـي إيــــــران جــــديــــدًا، ال بـالـنـسـبـة لــفــرنــســا أو للبلدان األوروبــيــة ولـــدول أخـــرى. وآخـر ما استجد توقيف الصحافية اإليطالية 19 ســيــســيــلــيــا ســــــاال فـــــي طـــــهـــــران يــــــوم ديسمبر (كـانـون األول) بحجة «انتهاك الـــقـــوانـــ اإليــــرانــــيــــة»، األمـــــر الـــــذي أثـــار حفيظة الحكومة اإليطالية. كـــمـــا أنـــــه لـــيـــس ســـــرًا أن الــســلــطــات اإليــــرانــــيــــة تــلــجــأ إلـــــى اعـــتـــمـــاد ســيــاســة الرهائن ملقايضتهم بمواطنني إيرانيني مسجونني في البلدان الغربية، واألدلــة على ذلك عديدة. وفـــــي حـــالـــة فـــرنـــســـا، فـــــإن مــــا يـثـيـر اســـتـــغـــرابـــهـــا أن طــــهــــران ال تـــأخـــذ بـعـ االعــتــبــار حـــرص بــاريــس عـلـى اسـتـمـرار الــــتــــواصــــل مـــعـــهـــا الــــدبــــلــــومــــاســــي عـلـى أعــلــى املــســتــويــات. لـكـن الــافــت أن وزيــر الـــخـــارجـــيـــة ربـــــط، ولـــلـــمـــرة األولـــــــى، كما تـــــقـــــول مــــــصــــــادر فــــرنــــســــيــــة، بــــــ مــلــف الرهائن، وتواصل العقوبات على إيران. ويبدو أن بارو تعمد الغموض من حيث امـــتـــنـــاعـــه عــــن تـــحـــديـــد الـــعـــقـــوبـــات الــتــي أشـار إليها، ومـا إذا كانت مرتبطة فقط بمسألة الــرهــائــن أم بـاملـلـفـات الخلفية العديدة القائمة مع طهران، والتي شكلت لـــ«مــضــبــطــة االتـــهـــامـــات» الـــتـــي فـصّــلـهـا ماكرون. ماكرون والعودة لـ«سناب باك» لــــم تـــكـــن املــــــرة األولـــــــى الـــتـــي يـنـتـقـد فيها ماكرون إيـران وبرنامجها النووي ودورهــــــــا اإلقـــلـــيـــمـــي، لـــكـــن الــــافــــت فـيـمـا جــاء على لسانه، االثـنـ ، وصـفـه إياها بـــــ«الــــتــــحــــدي االســــتــــراتــــيــــجــــي واألمــــنــــي لفرنسا ولألوروبيني وللمنطقة بكاملها (الـــــشـــــرق األوســــــــــط)، وأبــــعــــد مــــن ذلـــــك». وتـشـمـل «مضبطة االتــهــامــات» برنامج إيران النووي املتسارع الذي يقودنا إلى حافة القطيعة أو «اللعودة»، في إشارة إلــــى ارتــقــائــهــا بـتـخـصـيـب الـــيـــورانـــيـــوم، ومن ثم اقترابها من القدرة على امتلك السلح النووي. كـذلـك، نـدد مـاكـرون ببرنامج إيـران لـــلـــصـــواريـــخ الــبــالــيــســتــيــة الــــــذي «يـــهـــدد الـتـراب األوروبـــي ومصالحنا». وكــان ال بد ملاكرون أن يشير إلى «انخراط إيران في الحرب الروسية على أوكرانيا»، وهو أمـــر «مــثــبــت»، وكـــذلـــك «تــوفــيــرهــا الـدعـم لـلـمـجـمـوعـات الــخــطــيــرة» الــضــالــعــة في كـافـة نــزاعــات وحــــروب الــشــرق األوســـط، مــدلــا عـلـى امليليشيات الـتـي تساندها طهران في غزة ولبنان والعراق واليمن. وللمرة األولـى، يشير ماكرون لدور إيراني في أفريقيا من خلل «وكلئها»، فـــــضـــــا عــــــن الـــــلـــــجـــــوء إلــــــــى «مــــمــــارســــة اإلرهاب». الـــــخـــــاصـــــة الــــــتــــــي تــــــوصــــــل إلـــيـــهـــا مـــاكـــرون تــقــول إن إيـــــران «تــشــكــل خـطـرًا إن لـــم يــتــم الــتــعــامــل مـــعـــهـــا»، مـــا يـحـتّــم «الـقـيـام بمناقشة شاملة» تضم امللفات الخلفية العديدة: النووي، والباليستي، واألنشطة املزعزعة للستقرار في املنطقة بما فيها أفريقيا»، والغرض «بناء حلول قابلة للتحقق وال رجعة فيها». ثم إن ملفا بهذه الخطورة يفترض، وفق ماكرون، أن يكون على رأس امللفات الرئيسية املفترض مناقشتها مع اإلدارة األمـيـركـيـة الــجــديــدة مــن أجـــل الـتـوصـل، بـخـصـوص الـــنـــووي، إلـــى «اتــفــاق أوســع نطاقا، وهو الخط الذي نسير عليه». وذكـــر الـرئـيـس الـفـرنـسـي أنـــه طــرح، ، عـــلـــى الـــرئـــيـــس تـــرمـــب، 2018 فــــي عـــــام ، اسـتـكـمـالـه 2018 عــــوض نــقــض اتـــفـــاق ببنود إضافية للتوصل إلى اتفاق أقوى وأوسـع. ويريد ماكرون انخراطا واسعا ملعالجة امللفات اإليرانية، يشمل بالطبع الــــواليــــات املــتــحــدة واألوروبـــــيـــــ ، ولـكـن أيضا دول املنطقة الرئيسية. أما القنبلة الـــتـــي فـــجـــرهـــا مــــاكــــرون والــــتــــي يــعــدّهــا الـورقـة الرئيسية الضاغطة على إيــران، فعنوانها تفعيل ما يسمى آلية «سناب بــــاك» الــتــي تـعـنـي إعـــــادة املــلــف الــنــووي إلـى مجلس األمــن، ومـا يمكن أن يُفضي إلى إعـادة فرض العقوبات الدولية على طهران. وقـــــــال مـــــاكـــــرون مــــا حـــرفـــيـــتـــه: «فـــي األشهر املقبلة، سيتعني علينا أن نطرح عــلــى أنــفــســنــا مــســألــة اســـتـــخـــدام آلــيــات إعــــادة فـــرض الـعـقـوبـات مــن اآلن وحتى أكــتــوبــر (تــشــريــن األول) املــقــبــل، ونـحـن مستعدون للقيام بذلك، ولكننا بحاجة إلى التزام أوسع نطاقا من أجل التوصل إلــــى مـــعـــاهـــدة أكـــثـــر تــــشــــددًا. مـــن وجـهـة نظري، هذه إحدى القضايا ذات األولوية فـي النقاش االستراتيجي مـع الـواليـات املتحدة واملنطقة بأسرها». وإشــــارة مــاكــرون إلـــى شـهـر أكتوبر مردّها النتهاء االتفاقية النووية والقرار ، رسميا، في الخريف املقبل. 2231 ترمب والمُعطَى الجديد ليست املآخذ الغربية على برنامج إيران النووي جديدة وال حاجة لتكرارها، بـيـد أن مـــا يـفـسـر الـلـهـجـة «الـهـجـومـيـة» الـــتـــي يــعــتــمــدهــا الـــرئـــيـــس الـــفـــرنـــســـي ال يــمــكــن فــصــلــهــا، وفــــق ســفــيــر ســـابـــق في املنطقة، عن ثلثة عوامل رئيسية: األول، عودة ترمب إلى البيت األبيض وخططه املـرتـقـبـة تــجــاه إيـــــران. والــثــانــي، ضعف النظام اإليراني حاليا بسبب التطورات الـعـسـكـريـة الــتــي تـشـهـدهـا املـنـطـقـة منذ . والـثـالـث فرنسي خالص 2023 أكـتـوبـر «مــلــف الــرهــائــن الـفـرنـسـيـ فــي إيــــران». ولــــــذا، أصـــبـــح واضـــحـــا الـــيـــوم أن إيــــران فـقـدت الـكـثـيـر مــن مخالبها الـتـي سعت خلل العقود املاضية إلى تقويتها وفق استراتيجية تطويق إسـرائـيـل وتقوية «الوكلء»؛ سواء كانوا في غزة أو لبنان أو الــــعــــراق أو الـــيـــمـــن؛ مـــن أجــــل حـمـايـة النظام. يــضــاف إلـــى مــا سـبـق أن الـضـربـات العسكرية التي وجهتها إسرائيل إليران، خـــصـــوصـــا الـــضـــربـــة الـــجـــويـــة األخــــيــــرة، أواخـر أكتوبر املاضي، أضعفت قدراتها الدفاعية بسبب القضاء على منظومات الـــدفـــاع الـــجـــوي الــتــي تـمـتـلـكـهـا، مـــا دفـع برئيس الوزراء اإلسرائيلي بـ«التباهي» وتـــأكـــيـــد أن ســـــاح الــــجــــو اإلســـرائـــيـــلـــي يستطيع أن يـسـرح ويـمـرح فـي األجـــواء اإليرانية على هواه، ما دفع الدبلوماسي األمــــيــــركــــي الــــســــابــــق املـــــعـــــروف جـيـمـس جيفري إلــى الـقـول لقناة «بــي بـي سي» ديسمبر ( كانون األول) املاضي، 22 يوم إن مــا تعيشه طــهــران هــو «انــهــيــار غير مـسـبـوق لهيمنة إقـلـيـمـيـة»، وإن «كـافـة أحجار الدومينو التي بنتها قد تهاوت»، ما ينعكس حكما على قدراتها. بالنظر ملا سبق، ثمة قراءة تقول إن «الوقت مناسب للحصول على تنازالت مـــــن إيــــــــــــران»، وهــــــو األمــــــــر الــــــــذي يـفـسـر قبولها مـعـاودة املفاوضات مع الثلثي األوروبــــــي: فـرنـسـا وبـريـطـانـيـا وأملـانـيـا حول برنامجها النووي في اجتماع ثان الحالي استباقا لتسلم 13 سيعقد يـوم ترمب مسؤولياته رسميا بعد أسبوعني. وثـمـة قناعة ال تـتـزحـزح، قـوامـهـا أن مــلــف إيـــــران الـــيـــوم مـــرهـــون بــمــا سـيـقـرره تــــــرمــــــب، ولـــــيـــــس أي جــــهــــة أخــــــــــــرى. مــن هــنــا، تــتــاطــم الـتـكـهـنـات بـــ مـــن يـتـوقـع ضــربــة عـسـكـريـة إسـرائـيـلـيـة أو أمـيـركـيـة - إسرائيلية للقضاء على برنامج إيــران الــتــي اتـهـمـهـا جـــاك ســولــيــفــان، مستشار األمن القومي للرئيس بايدن، بأنها تعمل على تصنيع القنبلة النووية، ومن يعتقد أن السلطات فـي طـهـران، املشغولة أيضا عاما، 85 بخلفة خامنئي البالغ من العمر ،1989 والـــــذي يـتـحـكـم بـــالـــقـــرار مــنــذ عــــام ستظهر لـيـونـة فــي الـتـعـاطـي مــع الـوضـع اإلقليمي والدولي الجديد لتجنب األسوأ. باريس: ميشال أبو نجم
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==