الـتـقـى وزيــــر الــخــارجــيــة فـــي اإلدارة الـــســـوريـــة الـــجـــديـــدة أســـعـــد الــشــيــبــانــي، (الـثـاثـاء)، فـي العاصمة األردنـيـة عمان وزيـر الخارجية األردنــي أيمن الصفدي، وذلـــك فـي إطـــار جـولـة إقليمية استهلها بالسعودية ثم قطر واإلمارات. وقـال الصفدي بعد اللقاء إن األردن وسـوريـا اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لتأمني الـحــدود، مشيرًا إلـى أن البلدين سيتعاونان معًا ملكافحة تهريب املـــخـــدرات واألســلــحــة. وأكـــد الـصـفـدي أن دمــشــق وعـــمـــان سـتـتـعـاونـان ملـنـع عـــودة ظهور تنظيم «داعش». وأضــاف أن «استقرار سوريا يعني اســتــقــرار األردن، وأمـــن ســوريــا ينعكس إيجابًا على األردن»، مضيفًا أن القوات املسلحة تصدت لكل محاوالت التهريب على الحدود على مدار السنوات املاضية. وأوضــــــــــــح أن «الـــــشـــــعـــــب الـــــســـــوري يــســتــحــق وطــــنــــ حـــــرًا بـــعـــد ســــنــــوات مـن املعاناة»، مشيرًا إلى أنه «سيتم تشكيل لـــجـــان مـــشـــتـــركـــة مــــع الـــجـــانـــب الـــســـوري مــعــنــيــة بــــاألمــــن والــــطــــاقــــة وغـــيـــرهـــا مـن املجاالت». وبــــــــ الـــــصـــــفـــــدي أن اإلرث الــــــذي تحمله اإلدارة الــســوريــة الــجــديــدة ليس سـهـاً، مضيفًا أن األردن سيبقى سندًا لـــســـوريـــا وســـيـــقـــدم كــــل الـــــدعـــــم. وأشــــــار إلــى أن املـحـادثـات تطرقت إلــى األمــن في الـجـنـوب الـــســـوري، ومـكـافـحـة املــخــدرات على الحدود. مـــن جـــانـــبـــه، تــعــهــد الــشــيــبــانــي بــأال يشكل تهريب املــخــدرات تـهـديـدًا لــأردن مـــجـــددًا فـــي ظـــل اإلدارة الـــجـــديـــدة. وقـــدم الشيباني شكره إلى األردن على حفاوة عـامـ ، 13 اسـتـقـبـال الـاجـئـ عـلـى مـــدار مضيفًا أن «هـــذه الــزيــارة ستكون بداية فـاتـحـة جــديــدة فــي الــعــاقــات األردنـــيـــة - الــســوريــة، بـمـا يحقق األمـــن واالسـتـقـرار في البلدين». وشـــــكـــــر الــــشــــيــــبــــانــــي األردن عــلــى مــســاهــمــتــه بـــمـــلـــف رفـــــع الـــعـــقـــوبـــات عـن سوريا، التي بإزالتها ستنتعش الحالة االقتصادية في سوريا. ويــــــرافــــــق الـــشـــيـــبـــانـــي فـــــي زيـــــارتـــــه، وزيـر الـدفـاع مرهف أبـو قصرة، ورئيس االستخبارات العامة أنس خطاب. ديــســمــبــر 23 وزار الــــصــــفــــدي فـــــي (كـانـون األول)، دمـشـق، وأكــد بعد لقائه قـــائـــد اإلدارة الـــســـوريـــة الـــجـــديـــدة أحـمـد الـــشـــرع اســـتـــعـــداد بـــــاده لــلــمــســاعــدة في إعادة إعمار سوريا، مشيرًا إلى أن «إعادة بناء سـوريـا أمـر مهم لـــأردن وللمنطقة ككل». ديسمبر، 14 واستضاف األردن في اجـتـمـاعـ حـــول ســوريــا بـمـشـاركـة وزراء خـارجـيـة ثـمـانـي دول عـربـيـة والـواليـات املــــتــــحــــدة وفــــرنــــســــا وتــــركــــيــــا واالتـــــحـــــاد األوروبـــــــــــــي، إضـــــافـــــة إلــــــى مـــمـــثـــل لـــأمـــم املتحدة. ديــســمــبــر إثــر 8 وأُطــــيــــح األســـــد فـــي هــجــوم لـتـحـالـف مـــن الـفـصـائـل املسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام». واألردن من البلدان العربية القليلة التي أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق خلل النزاع في سوريا. ولــأردن حدود كيلومتر ًا. 375 برية مع سوريا تمتد إلى 1.3 وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من مليون الجئ سوري منذ اندالع النزاع في ، ووفقًا للمم املتحدة، 2011 سوريا عام ألف الجئ سوري مسجل 680 هناك نحو في األردن. واستؤنفت حركة التبادل التجاري بـ البلدين فـي العشرين مـن ديسمبر، 600 ومـــنـــذ ذلـــــك الــــوقــــت دخـــلـــت ســــوريــــا شاحنة أردنية محملة بالبضائع. وتـــمـــثـــل ســــوريــــا تـــاريـــخـــيـــ شــريــكــ تــــجــــاريــــ مـــهـــمـــ لــــــــــأردن، ولــــكــــن الــــنــــزاع فيها أدى إلـى تراجع حجم التجارة بني 2010 مليون دوالر عـام 617 البلدين من .2023 مليون دوالر عام 146.6 إلى طـن من 300 ، وأرســـل األردن، األحـــد املساعدات اإلنسانية إلى سوريا في إطار «الــجــهــود املــبــذولــة لــلــوقــوف إلـــى جـانـب الـشـعـب الـــســـوري». وعــانــى األردن خـال ســنــوات الـــنـــزاع فــي ســوريــا مــن عمليات تــــهــــريــــب املــــــــخــــــــدرات، ال ســـيـــمـــا حـــبـــوب الكبتاغون. 3 سوريا ما بعد األسد NEWS Issue 16843 - العدد Wednesday - 2025/1/8 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT ينتظر األردن استقرار سوريا على هوية سياسية جديدة الصفدي استقبل الشيباني... واتفاق على لجنة أمنية مشتركة لتأمين الحدود األردن وسوريا يتعهدان التعاون لمنع عودة «داعش» عمّان: «الشرق األوسط» الصفدي مستقبال الشيباني في عمّان أمس (رويترز) ًمطار دمشق استأنف رحالته الدولية... وترقب سفينتين للكهرباء سوريا تبدأ «التنفس» جوا وبحرا ما كادت الواليات املتحدة ترفع بعض الـقـيـود عـن الـعـقـوبـات الـتـي كـانـت مفروضة على سوريا في ظل عهد نظام بشار األسد، حـتـى بــــدأت الــبــاد تتنفس جـــوًا وبـــحـــرًا، إذ استؤنفت الرحلت الدولية إلى مطار دمشق أمـــــس (الــــثــــاثــــاء)، فــيــمــا أعـــلـــنـــت الــســلــطــات الـجـديـدة أنـهـا ستستقبل سفينتني لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر. وأصـــــــدرت الــــواليــــات املـــتـــحـــدة أول من أمــــس (االثــــنــــ ) إعـــفـــاء مـــن الــعــقــوبــات على املعاملت مع املؤسسات الحاكمة في سوريا ملـدة ستة أشهر فـي محاولة لتسهيل تدفق املـــســـاعـــدات اإلنـــســـانـــيـــة، مـــا يـسـمـح ببعض مـعـامـات الـطـاقـة والــتــحــويــات الشخصية إلى سوريا حتى السابع من يوليو (تموز). وتـعـانـي ســوريــا نقصًا حـــادًا فــي الـطـاقـة إذ ال تـتـوفـر إمــــــدادات الــكــهــربــاء مـــن الـــدولـــة إال لساعتني أو ثـاث ساعات يوميًا في معظم املناطق، طبقًا لـ«رويترز». ونـــقـــلـــت «الــــوكــــالــــة الـــعـــربـــيـــة الـــســـوريـــة لــأنــبــاء» (ســـانـــا) عـــن خــالــد أبـــو دي، مـديـر عام املؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، قـــــولـــــه الـــــثـــــاثـــــاء إن «ســــــوريــــــا ســتــســتــقــبــل سفينتني لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر لـتـعـزيـز إمـــــــدادات الــطــاقــة املــــحــــدودة بسبب أضــــرار لحقت بالبنية التحتية خـــال عهد الـــرئـــيـــس املـــخـــلـــوع بـــشـــار األســـــــد». وأوضــــح مــيــغــاواط، 800 أن «الـسـفـيـنـتـ ســـتـــولـــدان مــا يــعــادل نـصـف مــا يـتـم تـولـيـده حـالـيـ في سوريا، األمر الذي سيساهم في زيادة حصة في املائة تقريبًا». 50 املواطن من الكهرباء وأشــــــار إلــــى أن «حـــجـــم األضـــــــرار الـــذي تـعـرضـت لـهـا مـحـطـات الـتـولـيـد والـتـحـويـل وخطوط الربط الكهربائي خلل فترة النظام الــبــائــد كـبـيـر جــــدًا، ونــســعــى إلعـــــادة تـأهـيـل مـحـطـات الـتـولـيـد وخــــطــــوط الـنـقـل لـتـكـون الشبكة قادرة على نقل الطاقة». ولم يوضح أبـــو دي مــوعــد وصــــول الـسـفـيـنـتـ . وتـقـول حـكـومـة تـصـريـف األعـــمـــال إنــهــا تــهــدف إلـى توفير الكهرباء لثماني سـاعـات يوميًا في غضون شهرين. مطار دمشق وفــــــي دمـــــشـــــق، اســـتـــؤنـــفـــت الــــرحــــات الدولية في مطارها، الثلثاء، للمرة األولى منذ إطاحة نظام األسد عقب هجوم خاطف شـنـتـه فــصــائــل املـــعـــارضـــة بـــقـــيـــادة «هـيـئـة تـحـريـر الــشــام» وسـيـطـرت فـيـه عـلـى كبرى املدن السورية وصوال إلى العاصمة. وأفـــادت «وكـالـة الصحافة الفرنسية» بـــــــأن طـــــائـــــرة تــــابــــعــــة لـــلـــخـــطـــوط الـــجـــويـــة الـــســـوريـــة أقــلــعــت مـــن مـــــدرج مـطـار دمـشـق باتجاه مطار الشارقة في اإلمارات العربية صباحًا 8.45( 11.45 املتحدة نحو الساعة بتوقيت غرينتش)، في أول رحلة تجارية دولية منذ سقوط األسد. وقـــال املــســؤول فـي املــطــار، سعد خير بيك، في وقت سابق، إنه من املقرر أن تصل أول طائرة إلى سوريا عند منتصف النهار، قادمة من دولة قطر. وأضــــــاف خــيــر بــيــك لــــ«وكـــالـــة األنـــبـــاء األملـــانـــيـــة»: «انــتــهــت أمــــس عـمـلـيـات إعــــادة تأهيل املطار، بعد تعرضه لعمليات سرقة يوم سقوط النظام». وكـــان املــطــار يستقبل خـــال الفترة املـــــاضـــــيـــــة طـــــــائـــــــرات تـــنـــقـــل مــــســــاعــــدات دولـيـة، أو أخـرى تقل مسؤولني أجانب، واستأنف تسيير الرحلت الداخلية في وقت سابق. وكانت «الخطوط القطرية» قد أعلنت الخميس أنها ستستأنف بـدءًا من السابع مــن يـنـايـر (كـــانـــون الــثــانــي)، رحـاتـهـا إلـى دمشق التي توقفت عقب انـدالع النزاع في عامًا. 13 سوريا قبل أكثر من وقالت الناقلة الوطنية لدولة قطر في رحـــات أسبوعيًا 3 بــيــان، إنـهـا «ستشغل يـنـايـر 7 إلـــــى مـــديـــنـــة دمــــشــــق، ابـــــتـــــداء مــــن »، في خطوة عُدَّت «تمثِّل علمة فارقة 2025 في إعادة ربط املنطقة». ديسمبر (كانون األول) 18 وأقلعت في طائرة من مطار دمشق إلى حلب (شمال)، في رحلة كانت األولى منذ سقوط األسد في الثامن من الشهر ذاته. ديسمبر املاضي، أعلنت إدارة 23 وفي مـطـار دمـشـق عـن تعليق الـرحـات الجوية ، باستثناء تلك 2025 حتى األول من يناير الــتــي تـحـصـل عـلــى إذن خــــاص مـــن سلطة الطيران املدني. وتـــم إخــــاء مــطــار دمــشــق الـــدولـــي من ديـسـمـبـر، وتوقفت 8 جميع املـوظـفـ فــي جــمــيــع الــــرحــــات عـــلـــى خــلــفــيــة الـعـمـلـيـات العسكرية التي سبقت سقوط األسد. حركة الطائرات عادت إلى مطار دمشق أمس (د.ب.أ) دمشق: «الشرق األوسط» بين أنقرة ودمشق... مساع أردنية إلعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة» يـــبـــحـــث األردن عــــن فــــــرص واقـــعـــيـــة تمكنه من املشاركة في مشروع إعادة بناء «ســـوريـــا الـــجـــديـــدة»، كـمـا وصـفـهـا وزيـــر خارجية اإلدارة املؤقتة أسعد الشيباني، الــــذي وجـــد عـلـى رأس وفـــد رســمــي يضم وزيــــر الـــدفـــاع ومـــديـــر املـــخـــابـــرات ووزراء فنيني، الثلثاء، في عمان. وإن كـــان مــن ارتــبــاط بــ «إيجابية املـــبـــاحـــثـــات» الـــتـــي جــــرت فـــي مــقــر وزارة الخارجية بحضور الوزير أيمن الصفدي وقـائـد الجيش الـلـواء يوسف الحنيطي، ومـديـر املـخـابـرات الـعـامـة أحـمـد حسني، ووزيـــــــر الـــطـــاقـــة صـــالـــح الـــخـــرابـــشـــة، فـــإن املـصـادر تحدثت لــ«الـشـرق األوســـط» عن ارتـبـاط ذلـك بـ«إيجابية املـوقـف التركي» خــــال زيــــــارة وفــــد أردنــــــي رفـــيـــع ألنـــقـــرة، االثنني. زيــــارة وفـــد سـيـاسـي عـسـكـري أمني بــرئــاســة وزيــــر الـخـارجـيـة األردنـــــي أيمن الـــصـــفـــدي إلــــى أنــــقــــرة، أثــــــارت جــانــبــا من تــعــلــيــقــات املـــحـــلـــلـــ بـــعـــيـــدا عــــن اإلعـــــام الـــرســـمـــي، فــــزيــــارة تــركــيــا قــبــل اسـتـقـبـال الـوفـد الـسـوري فـي عـمـان، الـثـاثـاء، وجد فـيـهـا بــعــض املــتــابــعــ «اعـــتـــرافـــا أردنــيــا رسميا بتبعية الـقـرار الـسـوري لتركيا»، فــي حــ وجـــد آخــــرون أن «الـتـنـسـيـق مع الــــدول املــؤثــرة فــي الــقــرار الــســوري أمنيا واقتصاديا، مدخله أنقرة، هو أمر واقعي تـــفـــرضـــه املــــجــــريــــات عـــلـــى األرض»، مـا يستدعي التنسيق والـتـشـاور والتعاون املستمر. هنا تبدو عمان منفتحة على أي دور إيجابي في استقرار سوريا انطلقا من سلمة أمن البلدين، لذلك فإن رأيـا داخل مـركـز الــقــرار األردنــــي يـنـادي بـــدور عربي وإقليمي، للبحث في تخفيف العقوبات عــلــى الــشــعــب الــــســــوري، و«دعـــــم وإســنــاد املرحلة الجديدة واالنتقالية في سوريا». ليكون هذا االنفتاح منطلقا «الجتماعات فــــنــــيــــة ثــــنــــائــــيــــة مــــثــــمــــرة بــــــ الــــوفــــديــــن املـجـتـمـعـ فـــي مــقــر وزارة الــخــارجــيــة»، بـحـسـب تــصــريــحــات وزيــــــري الــخــارجــيــة األردني والسوري. وتـــعـــامـــلـــت عـــمـــان مـــنـــذ الـــثـــامـــن مـن ديـــســـمـــبـــر (كـــــانـــــون األول) املـــــاضـــــي، مـع اإلدارة الـــســـوريـــة املــؤقــتــة كــــ«أمـــر واقــــع» ال يــمــكــن تـــجـــاهـــلـــه حـــتـــى تــســتــقــر هــويــة النظام السوري الجديد املرتبط بنماذج مـــن اإلســـــام الــســيــاســي املـــتـــشـــددة، وهــو مــا يـخـشـاه ســاســة أردنـــيـــون، وانـسـحـاب ذلـك على املشهد السياسي الداخلي، في ظـــل وجــــود كـتـلـة وازنـــــة تـمـثـل «اإلخـــــوان املـسـلـمـ » غـيـر املــرخــصــة فــي الــبــاد في مجلس الـنـواب (ذراعــهــا الحزبي «جبهة العمل اإلسلمي»). وتعترف عمان بـ«الدور التركي» في املرحلة االنتقالية التي تشهدها الجارة الشمالية سوريا، بعد هروب نظام بشار األســــد الــســابــق وســيــطــرة «هـيـئـة تحرير الـشـام» على دمشق ليلة السابع/الثامن مـــن ديــســمــبــر املــــاضــــي. وتـــأمـــل عـــمـــان أن تشارك في دور عربي يعيد بناء «سوريا واحـــــــدة مــــوحــــدة تــمــثــل جــمــيــع مــكــونــات الــشــعــب الــــســــوري، وتــضــمــن اســتــمــراريــة عمل املؤسسات والخدمات» بحسب أكثر مـــن تــصــريــح لـــوزيـــر الــخــارجــيــة األردنـــــي أيمن الصفدي. مصالح استراتيجية يُـــــــــــــــعـــــــــــــــرّف األردن مــــــصــــــالــــــحــــــه االستراتيجية وأولوياته في العلقة مع ســوريــا مــا بـعـد هـــروب األســــد، كـمـا يلي: أوال: ضـمـان الـعـودة اآلمـنـة و«الطوعية» لـــاجـــئـــ الـــســـوريـــ إلـــــى بـــلـــداتـــهـــم بـعـد ضمان استقرار األمن في الداخل السوري، ثانيا: االلـتـزام بجهود مكافحة اإلرهــاب وبالتحديد خليا تنظيم «داعـــش» التي تـسـعـى إلعــــــادة نــشــاطــهــا اإلرهــــابــــي ضد أكثر من هدف، ثالثا: ضمان تكامل جهود مكافحة صـنـاعـة وتـهـريـب املـــخـــدرات من سوريا عبر الحدود الشمالية مع األردن، رابــعــا: ضـمـان وحـــدة األراضــــي الـسـوريـة وعودة عمل املؤسسات. وفـــــي هـــــذا الــــســــيــــاق، فـــــإن األردن ال يــســتــطــيــع تـــــجـــــاوز مــــخــــاوفــــه مـــــن عـــــودة الــفــوضــى «فــــي أي لــحــظــة» إلــــى ســـوريـــا، وعودة أسباب التوتر األمني والعسكري عـلـى جـبـهـتـهـا الـشـمـالـيـة. غـيـر أن عـمـان تـمـتـلـك أســبــابــهــا فـــي الــبــحــث عـــن فــرص لـتـسـويـة سـيـاسـيـة شـامـلـة تـعـيـد سـوريـا الجديدة لعمق عربي بعيد عن تأثير دول إقليمية على قرار دمشق. وهـــنـــا، فــــإن الـــشـــرع بــحــســب حـديـث مــصــادر مطلعة لـــ«الــشــرق األوســـــط» في وقـــــت ســــابــــق، طـــلـــب مــــن األردن رســمــيــا خــــال زيـــــارة وزيـــــر الــخــارجــيــة الـصـفـدي إلــــى دمـــشـــق فـــي الـــثـــالـــث والـــعـــشـــريـــن من ديـسـمـبـر املـــاضـــي، ثــــاث قــضــايــا تمكنه من تنفيذ خطته ضمن املرحلة االنتقالية الـــتـــي حـــددهـــا بـسـقـف زمـــنـــي ال يـتـجـاوز شـهـر مـــارس (آذار) املـقـبـل. وهـــي: شطبه مـــن قـــوائـــم اإلرهـــــاب الـــدولـــي، دعـــم حكمه الجديد من خلل رفع العقوبات األمريكية عـن سـوريـا، دعـم خطته فـي إعـــادة إعمار سـوريـا ضمن مـسـارات سياسية ضامنة وآمنة. يـأتـي ذلـــك مــع تحفظ املـــصـــادر على إجــــابــــة ســـــــؤال «الـــــشـــــرق األوســـــــــــط»، عـن حقيقة طلب الشرع من األردن دورا «أمنيا وسيطا» مع بعض الجماعات في مناطق جنوب سوريا، وهي مجموعات تعاملت مـــعـــهـــا األجــــــهــــــزة الـــعـــســـكـــريـــة واألمــــنــــيــــة األردنــيــة خــال سـنـوات األزمـــة الـسـوريـة، حـفـاظـا عـلـى أمـــن الـــحـــدود بـــ الـبـلـديـن، وتـراجـع ذلـك التنسيق مع دخــول مرحلة .2018 خفض التصعيد عام مشاريع ومصالح حيوية للبلدين وفـي الوقت الــذي ينتظر فيه األردن اســـتـــقـــرار ســــوريــــا عــلـى هـــويـــة سـيـاسـيـة جديدة بعد نظام األسد، ومعالجة امللفات األمنية املُكلفة على الحدود بني البلدين، فــإن مـا يبحث عنه صـنّــاع الــقــرار محليا هو عودة الحديث عن مشاريع اقتصادية مشتركة تعيد إنعاش االقتصاد األردنـي الذي عانى طويل من الحرب في سوريا. وفـــي ظـــل مـسـاعـي اإلدارة الـسـوريـة الــجــديــدة لــرفــع الــعــقــوبــات االقــتــصــاديــة، والـــســـعـــي لــــدعــــم الـــشـــعـــب الـــــســـــوري بـعـد تغيير النظام وخـــروج إيـــران مـن معادلة القرار السوري، فإن من جملة ما سمحت بــــه اإلدارة األمـــريـــكـــيـــة لـــصـــالـــح تـخـفـيـف العقوبات على دمـشـق هـو ملف الطاقة، إذ يبحث األردن عـن فــرص إعـــادة إحياء مـشـروع الـربـط الكهربائي مـن عمان إلى سوريا وصوال إلى لبنان، ما يشكل دخل إضافيا للموازنة العامة قد يصب لصالح خفض عجز املوازنة العامة املتفاقم. كـمـا أن بــ عـمـان ودمــشــق اتـفـاقـات مبرمة ال تزال سارية األثر واملفعول، حول حقوق األردن املائية في مياه نهر اليرموك وسد الوحدة، وهي االتفاقيات التي ظلت مجمدة في عهد النظام السوري السابق. كما أن دمشق قامت ببناء ســدود وحفر آبار حالت دون امتلء سد الوحدة ومنح .2006 األردن حقوقه املائية منذ عام وبينما كان الوفد السوري الرسمي قد بدأ مباحثاته في عمان، أعلنت سلطة الـطـيـران املـدنـي فـي الــبــاد، عـن وصـول أول طائرة تابعة للملكية األردنية ملطار دمشق الدولي، وعلى متنها فريق فني للكشف على جاهزية املـطـار الستقبال الـــــرحـــــات الــــجــــويــــة بــــ الـــعـــاصـــمـــتـــ ، والـتـي كـانـت مـتـعـددة األوقــــات قبل بدء األزمــــة الــســوريــة، وتـــم تعليقها بسبب األحداث. وعــــلــــى مـــــا يــــبــــدو فــــــإن املــــلــــف األهـــــم فــي املـصـالـح الـحـيـويـة الــيــوم بــ األردن وســــــوريــــــا، جــــــاء فــــي خـــبـــر رســــمــــي حـــول اســتــقــبــال قـــائـــد الــجــيــش الــــلــــواء يـوسـف الحنيطي، الـثـاثـاء، فـي مكتبه بالقيادة العامة، وزيـر الدفاع السوري مرهف أبو قـصـرة. وأكــد الحنيطي استعداد القوات املـــســـلـــحـــة األردنــــــيــــــة لــتــســخــيــر مـخـتـلـف اإلمـــــكـــــانـــــات والـــــــقـــــــدرات الــــتــــي تـمـتـلـكـهـا وتوظيفها بشكل يسهم في تحقيق األمن واالســـتـــقـــرار فــي املـنـطـقـة و«تــعــزيــز األمــن الوطني للبلدين الشقيقني». يأتي ذلك في وقت ملحت فيه مصادر أردنـــيـــة مطلعة لـــدور أردنــــي محتمل في إعـــــادة بــنــاء الـجـيـش الـــســـوري وتــدريــبــه، مــا يفتح عـلـى شـكـل جـديـد مــن الـعـاقـات الثنائية على املستوى األمني والعسكري، وهــي قـنـاة مهمة مـن شكل الـعـاقـات بني الـبـلـديـن لـهـا أهـمـيـتـهـا وأولــويــتــهــا على األقل في املرحلة املقبلة أو املدى املنظور. عمّان: محمد خير الرواشدة
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==