11 أخبار NEWS Issue 16843 - العدد Wednesday - 2025/1/8 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في االنتخابات يـــــعـــــوّل الـــكـــثـــيـــر مـــــن قـــــــادة االتــــحــــاد األوروبــــــــي عــلــى الـــعـــاقـــة الـــخـــاصـــة الـتـي بـــــدا أنـــهـــا تـــتـــرســـخ يـــومـــا بـــعـــد يــــــوم، بـن الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي املـــنـــتـــخـــب، دونــــالــــد تـــــرمـــــب، ورئــــيــــســــة الـــــــــــــوزراء اإليـــطـــالـــيـــة جورجيا ميلوني. ال، بل قد تعد علقتها «الـــــخـــــاصـــــة» أيــــضــــا مـــــع إيـــــلـــــون مـــاســـك، حــلــيــف تــــرمــــب، الــــــذي بـــــدا أن الــحــكــومــة اإليـطـالـيـة تــجــري مــحــادثــات مــع شركته 1.6 «سبيس إكـــس» بـشـأن صفقة بقيمة مــلــيــار دوالر تـتـعـلـق بــخــدمــة اإلنــتــرنــت «ســتــارلــيــنــك»، مـــدخـــا لـتـخـفـيـف الـتـوتـر الـذي بلغ أقصاه في األيـام األخيرة، بعد تبادله االتهامات واالنتقادات مع الكثير من القادة األوروبيي. ترمب وميلوني ترمب كـان التقى ميلوني، قبل يوم مــن تـصـديـق الـكـونـغـرس األمــيــركــي على فــوزه فـي االنـتـخـابـات، إلجـــراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه املراقبون تأكيدًا للتوقعات واسـعـة الـنـطـاق، بـأن الزعيمة اإليــطــالــيــة الـيـمـيـنـيـة املـــتـــشـــددة سـتـكـون جزءًا ال يتجزأ من علقة االتحاد األوروبي بالبيت األبيض بعد تولي ترمب منصبه يـنـايـر (كـــانـــون الــثــانــي). ووصــف 20 فــي ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقا». ورغم أن علقتها بترمب، قد تطورت فــــي الـــــواقـــــع عـــلـــى خــلــفــيــة مــعــتــقــداتــهــمــا الشعبوية اليمينية، لكن مما ال شك فيه أن علقتها بامللياردير ماسك، الذي بات يلعب دورًا كـبـيـرًا بـعـد انـدمـاجـه بحركة «مــــاغــــا» (لــنــجــعــل أمـــيـــركـــا عـــظـــيـــمـــة)، قـد تمكنها مـــن تـرسـيـخ عـاقـتـهـا مستقبل بـــالـــحـــركـــة الــــتــــي بـــنـــاهـــا تــــرمــــب، وبـــاتـــت تفيض خارج الواليات املتحدة. جسر دبلوماسي وفـــي الـــواقـــع، لــم يتمكن ســـوى عـدد قليل من القادة األوروبيي من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بي الواليات املتحدة واالتحاد األوروبي، بـــحـــســـب الــــكــــثــــيــــر مــــــن وســــــائــــــل اإلعـــــــام األمـــيـــركـــيـــة واألوروبــــــــيــــــــة. وأضـــــافـــــت أن ميلوني، الـتـي طـــوّرت ملفا آيديولوجيا «غامضا استراتيجيا»، فاجأت منتقديها بتطوير علقات دافئة مع قادة أوروبيي أكـــــثـــــر وســــطــــيــــة، بــــمــــا فـــــي ذلـــــــك رئـــيـــســـة املـفـوضـيـة األوروبـــيـــة أورســــوال فـــون ديـر الين. في املقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبـا مع تحول القارة نحو اليمي عـلـى أي حـــال، كـمـا زعـــم كـاتـب عـمـود في صحيفة «نيويورك تايمز». ومـــــع ذلــــــك، تــــواجــــه مــيــلــونــي مـهـمـة موازنة علقاتها األميركية، مع القضايا االقـتـصـاديـة الـتـي تـهـم إيـطـالـيـا. فـهـي ال تـسـتـطـيـع تـحـمـل إبـــعـــاد حــلــفــاء االتــحــاد األوروبــــــــــي مــــن خـــــال املـــيـــل إلـــــى الــيــمــن كثيرًا، على حساب مصالح البلد. ويزعم مـــنـــتـــقـــدوهـــا، ســــــواء فــــي إيـــطـــالـــيـــا أو فـي بروكسل، عاصمة االتـحـاد األوروبـــي، أن صفقة «سـتـارلـيـنـك» املـقـتـرحـة، ستجعل رومـــــا تـعـتـمـد بـشـكـل مـــفـــرط عــلــى إيــلــون مـاسـك. وذكــر موقع «بوليتيكو» أن أحد األعـــضـــاء األملــــان الـتـقـدمـيـن فــي الـبـرملـان األوروبي، كتب قائل إن الصفقة املقترحة، «تـــســـلـــم الـــحـــكـــومـــة اإليـــطـــالـــيـــة والــــدفــــاع واالتصاالت العسكرية إلى فاشي بدائي ال يمكن التنبؤ بــه». إن صـداقـة ميلوني الـــواضـــحـــة مــــع مـــاســـك تـــتـــعـــارض بـشـكـل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة األوروبيون اآلخرون إليه. تحذيرات واتهامات فــــي األيــــــــام األخـــــيـــــرة ومـــــع تــصــاعــد نـــــــفـــــــوذه بــــشــــكــــل كــــبــــيــــر فـــــــي الــــســــيــــاســــة األميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عـــبـــر انــــتــــقــــاده عــــــددًا مــــن زعــــمــــاء الــعــالــم مـــن خـــال مـنـصـتـه «إكـــــس» ذات الـتـأثـيـر الكبير، اتهم الـقـادة األملـــان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في االنتخابات. وأدان رئـــيـــس الــــــــوزراء الـبـريـطـانـي كير ستارمر، االثني، ما عـدّه «األكاذيب واملـــعـــلـــومـــات املـــضـــلـــلـــة» الـــتـــي قـــــال إنــهــا تقوض الديمقراطية في اململكة املتحدة؛ وذلـــك ردًا عـلـى سـيـل مــن الـهـجـمـات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحا سجن ستارمر، ومتسائل عما إذا كـان ينبغي للواليات املتحدة «تحرير» حليفتها. وحـــــــث بــــعــــض كـــــبـــــار الــــســــاســــة مــن األحــــزاب السياسية فــي اململكة املتحدة حــلــفــاء تــرمــب بـشـكـل خــــاص عــلــى إعــــادة التفكير فــي عـاقـتـه بـإيـلـون مــاســك بعد تعليقاته هـــذا األســـبـــوع، حسبما ذكــرت وكالة «بلومبرغ». وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل مـــــــاكـــــــرون فــــــي خـــــطـــــاب أمــــــــــام الــــســــفــــراء الـفـرنـسـيـن عـمـن كـــان ليتخيل قـبـل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات االجــتــمــاعــيــة فـــي الـــعـــالـــم ســيــدعــم حـركـة رجعية دولـيـة جـديـدة ويتدخل مباشرة فــــي االنــــتــــخــــابــــات». لــــم يــــذكــــر مــــاكــــرون، الــذي كانت تربطه فـي املـاضـي علقة مع ماسك بـاالسـم، لكن كـان واضـحـا مـن هو املقصود. ابتعد عن ديمقراطيتنا وقـوبـلـت تـعـلـيـقـات مــاســك بغضب من الزعماء األملــان، حيث اتهمته برلي بـــمـــحـــاولـــة الـــتـــأثـــيـــر عـــلـــى االنـــتـــخـــابـــات املـــبـــكـــرة فــــي الــــبــــاد الـــشـــهـــر املـــقـــبـــل فـي تعليقه على منصته، ومـقـال رأي كتبه يـشـيـد بــحــزب الــبــديــل مـــن أجــــل أملـانـيـا، اليميني املتشدد. وقـــــــال املـــســـتـــشـــار األملـــــانـــــي أوالف شولتز إنه يظل «هادئا» وسط انتقادات شـــخـــصـــيـــة مـــــن مـــــاســـــك، وفـــــقـــــا لـــوكـــالـــة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر مــــا يــثــيــر الـــقـــلـــق» أن مـــاســـك خـــــاض فـي السياسة األملانية من خـال «دعــم حزب مثل حـزب البديل مـن أجـل أملانيا، الـذي هــو فــي أجــــزاء مـتـطـرف يميني، ويـدعـو إلــــى الـــتـــقـــارب مـــع روســـيـــا بـــوتـــن ويــريــد إضعاف العلقات عبر األطلسي». وحـذَّر روبـرت هابيك، مرشح حزب الخضر األملاني ملنصب املستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلد، قائل له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا». بـــــــــــــــــدوره، قــــــــــال رئــــــيــــــس الــــــــــــــوزراء النرويجي يوناس جار ستور، االثني، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها األمــور بي الديمقراطيات والـــــحـــــلـــــفـــــاء»، حـــســـبـــمـــا ذكـــــــــرت وكــــالــــة «رويـتـرز». وقـال إنه «يجد من املقلق أن يــتــورط رجـــل يتمتع بـإمـكـانـيـة وصــول هائلة إلى وسائل التواصل االجتماعي ومــوارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر». واشنطن: إيلي يوسف ترمب وميلوني مع سكوت بيسنت (يسار) وماركو روبيو في ماراالغو(إ.ب.أ) 2011 مؤسس الجبهة الوطنية المتطرفة انسحب تدريجيا من الحياة السياسية عام وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين الفرنسي تـوفـي جـــان مـــاري لــوبــن، الشخصية التاريخية لليمي املتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات االنتخابات الرئاسية 96 ، الــثـاثــاء، عـن عـمـر يـنـاهـز 2002 عـــام عاما فـي منطقة بـاريـس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع. وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الــصــحــافــة الـــفـــرنـــســـيـــة»: «إن جــــان مـــاري لوبن توفي ظهر الثلثاء، محاطا بأفراد األســـــرة». وأعــلــن قـصـر اإللــيــزيــه فــي بيان أن لوبن كـان «شخصية تاريخية لليمي املــتــطــرف» الـفـرنـسـي، وأصــبــح «دوره في عاما... 70 الحياة العامة لبلدنا منذ نحو جزءًا من التاريخ». وكــانــت ابـنـتـه مــاريــن لـوبـن عـلـى منت طــائــرة ظـهـر الــثــاثــاء عــائــدة إلـــى بـاريـس مـن أرخبيل مـايـوت الفرنسي فـي املحيط الـهـنـدي، الـــذي زارتــــه تضامنا بـعـد مــرور اإلعصار «تشيدو» املدمر. وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، الـتـي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجيا من الحياة السياسية، بداية من ، عندما توّلت ابنته مارين لوبن 2011 عام رئاسة الحزب. وضــــعــــفــــت حـــــــال جـــــــان مــــــــاري لـــوبـــن بــعــد تــعــرضــه لـــعـــدة انـــتـــكـــاســـات صـحـيـة. وفــي يونيو (حــزيــران) كشف تقرير طبي «تـــــدهـــــورًا كـــبـــيـــرًا» فــــي حـــالـــتـــه الــجــســديــة والنفسية، صار معه عاجزًا عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نـــواب الجبهة الوطنية األوروبـــيـــن، التي جــــرت فـــي بـــاريـــس بـــن سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول) ونوفمبر (تشرين الثاني). ومنتصف نوفمبر أُدخــل جـان ماري لــــوبــــن إلــــــى املـــســـتـــشـــفـــى، ثـــــم إلــــــى عـــيـــادة متخصصة في غـارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مامليزون. وأعلنت وفاته بـيـنـمـا كــــان قــســم مـــن الـطـبـقـة الـسـيـاسـيـة الـفـرنـسـيـة حــاضــرًا، الــثــاثــاء، أمـــام متجر يهودي في بورت دو فينسي في باريس، سنوات من هجمات يناير (كانون 10 بعد .2015 ) الثاني وكان جان ماري لوبن خطيبا مفوَّها ومحرضا مثيرًا للجدل في قضايا الهجرة والــــيــــهــــود، واألب الـــــروحـــــي الـــــــذي واجــــه منغصات بسبب املقربي منه، لكنه نجح فـي إخـــراج اليمي املـتـطـرف الفرنسي من التهميش. لـكـنـه لــم يـنـجـح فــي تحقيق طموحه بأن يصبح رئيسا، رغم أنه أحدث مفاجأة ، عندما كان 2002 ) أبـريـل (نيسان 21 فـي عـــامـــا بــتــأهــلــه لــــلــــدورة الـثـانـيـة 73 عـــمـــره مـــن االنـــتـــخـــابـــات. وكـــــان لـــهـــذا االنــتــصــار جــــانــــب ســـلـــبـــي؛ فـــعـــلـــى مـــــــدار أســـبـــوعـــن، شـارك املليي في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة. لـم يُعبر الـرجـل املتصلب مطلقا عن أي نـــدم عـلـى زالتـــه املــتــكــررة، ســـواء كانت عــن قـصـد أو عــن غـيـر قـصـد، والــتــي أديــن بسببها أمام القضاء؛ بدءًا من عدم اعترافه بجسامة املحرقة اليهودية، وعدم املساواة بــن األعـــــراق؛ مــــرورًا بالتخفيف مــن شـأن االحتلل األملاني لفرنسا. عــامــا، فـفـي حــن فـــاز حـزب 22 وبـعـد «الــــتــــجــــمــــع» الــــوطــــنــــي فـــــي االنــــتــــخــــابــــات األوروبـــيـــة، أعـطـى قـــرار حـل الـبـرملـان الـذي اتــخــذه الـرئـيـس إيـمـانـويـل مــاكــرون ابنته مــــاريــــن لـــوبـــن إمـــكـــانـــيـــة انـــضـــمـــام الـيـمـن املـتـطـرف إلــى السلطة، وهــو حلم ظـن أنه تـحـقـق أخـــيـــرًا، لـكـنّــه تـحـطّــم عـلـى صـخـرة «الجبهة الجمهورية». كــــان جــــان مـــــاري لـــوبـــن مـــتـــزوجـــا من بيريت الالن، والـــدة بناته مـــاري كـارولـن ويـان ومـاريـن، ثم تـزوج مجددًا من جاني لـــوبـــن. ورأى سـيـبـاسـتـيـان شـيـنــو نـائـب رئــيــس الـجـبـهـة الــوطــنــيــة أن «وفـــــاة جــان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع». وحــــــيّــــــاه رئــــيــــس الـــتـــجـــمـــع الـــوطـــنـــي جــوردان بارديل ألنه «خـدم فرنسا ودافع عـن هويتها وسـيـادتـهـا» عندما خــدم في الـجـيـش الـفـرنـسـي فــي «الـهـنـد الصينية» والــجــزائــر، وعــبّــر «عـــن صـــوت الـشـعـب في الجمعية الوطنية والبرملان األوروبي». لـكـن زعــيــم الــيــســار الــراديــكــالــي جـان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احـتـرام كرامة املوتى وحــزن أحبائهم ال يحجب الحق فـي الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان مـاري لوبن غير مقبولة. لـقـد انـتـهـت املـعـركـة ضــد ذاك الــرجــل، لكن املعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكـراهـيـة اإلســـام ومــعــاداة السامية التي روَّج لها». وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بــــايــــرو إن جـــــان مـــــــاري لــــوبــــن، و«بـــعـــيـــدًا عــــن الــــجــــدل الـــــــذي كــــــان ســــاحــــه املــفــضــل واملــواجــهــات حـــول الــجــوهــر... عـرفـنـا فيه شخصية املقاتل عندما واجهناه». جان ماري لوبن مع بناته خالل حملة انتخابية (أ.ف.ب) باريس: «الشرق األوسط» ال تزال تلعب دورا عسكريا لنقل القوة البحرية في أوقات األزمات من السواحل الشرقية إلى الغربية هل تخدم إعادة طرح ترمب قضية قناة بنما مصالح أميركا؟ تـعـد قـنـاة بنما إحـــدى الـبـنـى التحتية األكـــثـــر أهــمــيــة فـــي الـــعـــالـــم، وهــــي تـــربـــط بي املـحـيـطـن األطــلــســي والــــهــــادئ؛ مـــا يجعلها شــريــانــا حـيـويـا لـلـتـجـارة الــعــاملــيــة. ومـــع أن السيطرة على القناة انتقلت إلــى بنما منذ عقود، فإن الرئيس األميركي املنتخَب دونالد ترمب يرى أن الواليات املتحدة يجب أن تعيد الـسـيـطـرة عـلـى هـــذه الـقـنـاة؛ نـظـرًا ألهميتها االستراتيجية لألمن القومي األميركي. ويــــقــــول ألـــكـــســـنـــدر غـــــــراي، الــــــذي شـغـل مـــنـــصـــب نــــائــــب مـــســـاعـــد لـــلـــرئـــيـــس وكــبــيــر املـوظـفـن فــي مجلس األمـــن الـقـومـي للبيت إلـــى 2019 األبـــــيـــــض فـــــي الــــفــــتــــرة مـــــن عــــــام ، فـي تقرير نشرته مجلة «ناشيونال 2021 إنتريست» األميركية، إن ترمب أعرب مؤخرًا عــن أســفــه ألن الـــواليـــات املـتـحـدة تـخـلـت عن الـسـيـطـرة عـلـى قـنـاة بنما لـصـالـح بنما في عـهـد إدارة الــرئــيــس الـــراحـــل جـيـمـي كــارتــر، وهــو مـوقـف يتسم باملنطق االستراتيجي، ويتوافق مع السياق التاريخي. وأوضـــح أن تـرمـب، الـــذي يُــعَــد الرئيس املـــحـــافـــظ األكـــثـــر تـــأثـــيـــرًا مــنــذ عــهــد رونـــالـــد ريغان، يشترك مع ريغان في فهمه الغريزي للمصالح الوطنية األميركية، وبشكل أكثر تـحـديـدًا، فـي تشكُّكه املنطقي تجاه التنازل عن القناة التي شقتها الواليات املتحدة. وتــعــكــس تــصــريــحــات تـــرمـــب األخـــيـــرة بـشـكـل وثــيــق مــواقــف ريــغــان خـــال مـنـاظـرة بـشـأن الـتـصـديـق عـلـى مـعـاهـدات 1978 عـــام تـــوريـــخـــوس - كـــارتـــر، الــتــي أنــهــت الــســيــادة األميركية على القناة. وقال ريغان، الذي كان يستعد ملنافسة جيمي كارتر في انتخابات ، إنـــه «سـيـتـحـدث ألطــــول فــتــرة ممكنة 1980 وبـــأعـــلـــى صــــوت ضـــد ذلــــــك»، مـــحـــذرًا بحس استشرافي: «أعتقد أن العالم في األساس لن ينظر إلـى هـذا (التنازل عن القناة) على أنه بادرة سخية من جانبنا، كما يريدنا البيت األبيض أن نعتقد». ومـــثـــل كــثــيــر مــــن مـــــبـــــادرات تـــرمـــب فـي السياسة الخارجية، جلبت معارضة ريغان املستمرة للتخلي عن القناة سخرية الخبراء في السياسة الخارجية في ذلك الوقت. وحتى ويـلـيـام باكلي االبـــن، األب الــروحــي للحركة املحافظة الحديثة، اختلف مع ريغان، وأيد إعادة القناة إلى بنما. ومع ذلك، أدرك ريغان، مثل ترمب، أن املصلحة األميركية في القناة تـتـجـاوز الـعـاقـات األمـيـركـيـة مـع البنميي، أو احتمالية الحصول على قـدر غامض من «حسن النية» مـن دول العالم الثالث (التي تُــعْــرَف الـيـوم غالبا باسم الجنوب العاملي) من خلل منح السيطرة املحلية. ويقول غراي إنه أوالً، كما كانت الحال في زمن ريغان، ال تزال قناة بنما اليوم تلعب دورًا عسكريا حيويا للواليات املتحدة، وهو ما يبرر وحده استمرار السيطرة األميركية عليها. ويتطلب نقل الجزء األكبر من القوة الـبـحـريـة األمـيـركـيـة فــي أوقــــات األزمـــــات من السواحل الشرقية إلى الغربية، ومن ثم إلى منطقة املحيط الهادئ، وصـوال غير معرقل إلى القناة. وأوضـح أن هذا املنطق هو نفسه الذي دفع الرئيس ثيودور روزفلت في أوائل القرن الـعـشـريـن إلـــى الـــشـــروع فـــي شـــق الــقــنــاة في املـقـام األول، والـــذي حـدد أبـعـاد بناء السفن الـحـربـيـة األمـيـركـيـة لـعـقـود طـويـلـة لضمان قدرة السفن البحرية على عبور نظام الغلق املتعلق بالقناة. وعــــلــــى الـــــرغـــــم مـــــن أن الــــســــفــــن الــــيــــوم أصبحت أكبر حجما، وأن الحرب باتت أكثر تعقيدًا، فإن الضرورة األساسية لنقل أطنان ضخمة من القوة البحرية عبر أقصر طريق ال تزال ثابتة، ولم تتغير منذ اكتمال القناة . وثـانـيـا، كـمـا كـانـت الــحــال خـال 1914 عـــام الـــحـــرب الــــبــــاردة، تـقـع قــنــاة بـنـمـا الـــيـــوم في خــطــوط املــواجــهــة لــصــراع الــقــوى العظمى، وهذه املرة بي الواليات املتحدة والصي. وبـــيـــنـــمـــا كــــانــــت واشــــنــــطــــن غــــارقــــة فـي حربي مستمرتي في أفغانستان والعراق، اسـتـحـوذت شـركـة مقرها هـونـغ كـونـغ على اثني من أهم خمسة موانئ في بنما، وهي اآلن بصدد بناء ميناء عميق ومحطة رحلت بحرية وجسر رابع عبر القناة. وكـمـا هــي الــحــال فــي أفـريـقـيـا وجـنـوب املحيط الــهــادئ، تستخدم الصي مثل هذه الــبــنــيــة الــتــحــتــيــة لــلــحــصــول عـــلـــى سـيـطـرة اقـتـصـاديـة وسـيـاسـيـة قـسـريـة، كـمـا تَــجَــسَّــد ذلـك في حملتها للضغط على بنما إليقاف . وسيكون 2017 اعترافها بـتـايـوان فـي عــام مـــن الـغـفـلـة الــقــصــوى االفـــتـــراض أن اهـتـمـام بكي ببنما والقناة ليس له علقة باألهمية االسـتـراتـيـجـيـة لــهــذا املــمــر املـــائـــي بالنسبة للدفاع الوطني األميركي، حسب غراي. أخـــيـــرًا، كــــان ريـــغـــان يــــرى أن الـسـيـطـرة األمـــيـــركـــيـــة عـــلـــى الـــقـــنـــاة مــرتــبــطــة ارتـــبـــاطـــا مــــبــــاشــــرًا بـــنـــفـــوذ الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة عـلـى الساحة العاملية وجدية الطريقة التي تؤخذ بها كلمات واشنطن في العواصم األجنبية. وتساءل ريغان خلل الجدل حول نقل القناة: «ماذا يعني هذا لحلفائنا حول العالم بشأن نـيـاتـنـا الـقـيـاديـة ودورنـــــا الـــدولـــي ورؤيـتـنـا لقدرتنا الدفاعية الوطنية؟». ومثل الرئيس األسبق، يبدو أن ترمب يـرى أن قـدرة الـواليـات املتحدة على التأثير ومواجهة تأثيرات األعـــداء على القناة تعد حـالـة اخـتـبـار لـقـوة واشـنـطـن الـعـاملـيـة. وإذا كان بإمكان واحدة من أعظم عجائب الخبرة الـهـنـدسـيـة األمــيــركــيــة والـــصـــابـــة الـوطـنـيـة أن تــســلــم بــشــكــل مـــتـــهـــور، رغـــــم كــــل املـنـطـق االستراتيجي، وتوضع تحت تهديد التدخل األجنبي املستمر، فما الرسالة التي سترسل إلــــى األعـــــــداء مـــن طـــهـــران إلــــى مــوســكــو إلــى بيونغ يانغ؟ وقــوبــلــت تـعـلـيـقـات تــرمــب الــتــي تشير إلــــى إمــكــانــيــة اســـتـــعـــادة الــــواليــــات املــتــحــدة الــقــنــاة بـهـجـوم مــتــوقَّــع مـــن مـــراكـــز األبــحــاث فـي واشنطن وحتى أبـــواق الدعاية التابعة لـــلـــحـــزب الـــشـــيـــوعـــي الـــصـــيـــنـــي. ومــــــع ذلــــك، فـــإن الـرئـيـس الـخـامـس واألربـــعـــن والـسـابـع واألربـــــعـــــن، مــثــل الـــرئـــيـــس األربــــعــــن قـبـلـه، يـمـتـلـك إحـــســـاســـا فــطــريــا بــمــصــالــح أمـيـركـا الوطنية األساسية، وهو ما يبدو أنه يفلت مــــن أيــــــدي الـــعـــقـــول الـــكـــبـــيـــرة فــــي واشـــنـــطـــن. ويختم غراي بأنه مع عودة ترمب إلى البيت األبيض. (أ.ف.ب) 1999 رئيسة بنما ميريا موسكوسو ونظيرها المكسيكي إرنستو زيديلو وهو يهنئ كارتر ديسمبر واشنطن: «الشرق األوسط» رغم المنغصات نجح جان ماري لوبن في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==